![]() |
دور التعاون في نشوء التطور - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: عـــــــــلــــــــــوم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=6) +--- المنتدى: عـــــــلوم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=86) +--- الموضوع: دور التعاون في نشوء التطور (/showthread.php?tid=7254) |
دور التعاون في نشوء التطور - طريف سردست - 01-10-2008 التعاون يحدث ليس بين الانسان وحده ولكن بين جميع الكائنات بدرجات مختلفة. في مجتمعات الحيوان العليا مثل الذئاب والضباع والاسود والقرود يحدث تعاون مشابه بدرجات مختلفة للتعاون الموجود في المجتمعات الانسانية. غير ان التعاون يحدث ايضا في مجتمعات النمل والنحل والاسماك وحتى البكتريا. التعاون في العالم البيلوجي هو الاساس، ولذلك لاغرابة ان يرثه الانسان، بالرغم ان تعبير " التعاون" في اللغة الانسانية لها طابع "الفعل الواعي" اكثر مما هو عليه الحال في الطبيعة. بكتريا واحدة لوحدها ليس لديها مستقبل، إذ ستبقى في حدود محدوديتها الميكروسكوبية. هناك العديد من العوامل التي تحدد إمكانيات تتطور الكائن الوحيد. من اجل خروج الكائن من هذه المعضلة عليه استغلال إمكانيات التعاون خارج ذاته. التعاون بين الخلايا هي التي دحرجت دولاب التطور، فبدون التعاون لبقيت الحياة حتى اليوم في مرحلة الخلية الوحيدة البسيطة. اقدم الاثار المستحاثية عن اوائل الكائنات التي وصلتنا هي لبكتريا من نوع cyanobacteria. هذا النوع كان على الاغلب الاكثر انتشارا قبل 3،5 مليار سنة، وآثارهم عبارة عن تراكمات طبقية كثيفة. عندما كانوا على قيد الحياة كان بمقدورهم تحويل غاز الكربون والماء الى مركبات اكثر تعقيدا بمساعدة اشعة الشمس، اي كانت لهم قدرة على عملية التمثيل الضوئي. ![]() الاوكسجين كان احدى المنتجات الثانوية المنطلقة عن عملية التمثيل الضوئي لهذه البكتريا. خلال ملايين السنين امتلئ جو الارض بهذا الغاز، وبدأت تغييرات التلاؤم معه تحدث لدى الكائنات. هذا الامر يفسر سبب الوقت الطويل الذي احتاجته الكائنات لتترك مجموعة الهلامية الصغيرة ولتتحول الى كائنات ذات هياكل ثابتة ومتفردة على اعتاب العصر الكامبري قبل حوالي 542-590 مليون سنة. إذا صدقنا الحسابات الجينية الحديثة فيجب ان يكون نشوء الكائنات البسيطة المؤسسة لمملكة الحيوان والنبات قد حدثت قبل مليار سنة على الاقل. ولكن حتى هذه التقديرات تشير الى ان فترة سيادة ذوات الخلية الواحدة على الارض اطول من نصف فترة الحياة على الارض بشكل عام. لماذا احتاج التنوع البيلوجي الى هذه الفترة الطويلة حتى يظهر ويزدهر؟ السبب ان الخلية الواحدة كان عليها ان تقوم بكل شئ لوحدها في حدود مساحة صغيرة محددة بقوانين الفيزياء للتبادل بين داخل الخلية وخارجها، الغشاء الخلوي سيصبح ثخين للغاية إذا كان مضطرا للقيام بالتبادل الخلوي لخلية تزداد مهماتها بدون حدود. الكائن الخلوي عليه ان يقوم بالتبادل الغذائي وانتاج الطاقة والتفاعل مع المحيط الخارجي والقيام بالتكاثر. السماكة القصوى الممكنة للغشاء الخلوي ستوقف تأمين كل هذه القضايا الحيوية بشكل كافي بالمقارنة مع الحاجة المتزايد لها في مجرى التطور. من اجل ان يتمكن احد الاحياء الانتقال الى الخطوة التالية في التطور يحتاج الى حل هذه المعضلة الحيوية التي تحدد إماكنية الخلية الواحدة . التعاون مع الخلايا الاخرى المجاورة كان احد الطرق لحل هذه المعضلة. ![]() التعاون الجماعي عند البكتريا ميكسوباكتريا (myxobacteria) تستخدم التعاون كوسيلة للنجاح. هذه البكتريا تقوم بالتنقل من خلال التزحلق على طبقة قاموا بصنعها بأنفسهم عن طريق فرز مادة صابونية. القدرة على التنقل اصبحت افضل من خلال بقاء البكتريا مع بعضها. ![]() طعامهم يحصلون عليه من خلال مهاجمة البكتريا الاخرى وتفكيك اغشيتها الخلوية بواسطة انزيم وامتصاص محتوياتها. من الواضح ان هجوم جماعي لميكسوباكتريا اكثر فعالية من هجوم بكتريا واحدة، تماما كفعالية قطيع الذئاب بالمقارنة مع ذئب واحد. التعاون له فائدته الحاسمة لمستقبل القطيع. ولكن بعض الميكسوباكتريا تتقدم اخرى خطوة عن البقية. عندما تعم المجاعة بسبب نقص مصادر الطعام، تتجمع آلاف البكتريا على بعضها البعض. بعض الخلايا في الطبقة العليا تبدأ بالتسلق على بعضها متجهة للاعلى لترتفع عن البقية. بعض الانواع تتمكن من إنشاء عواميد في اعلاها تظهر فتحات للتكاثر غليظة وكرات طلع بسهولة يمكنها الانتشار من موقعها العالي وقادرة على تحمل فترة راحة طويلة. هذه العملية في جوهرها تعني ان البكتريا انشأت ترابط تعاوني حيوي تقاوم بعض الخلايا فيه بالتضحية بنفسها من اجل بناء الاساس الذي سيتفسخ لاحقا ولكنه سيعطي النوع فرصة للبقاء. [img width=500 height=411]http://www.myxo.uni-saarland.de/files/bild1.jpg[/img] لايوجد على مايبدو اي نوع من البكتريا تمكنت من تطوير عملية تعاون اعلى، ولكن عند بعض انواع البكتريا مثل Pseudomonas, وهي نوع تعيش في الاوساط المائية، تمكن العلماء من ملاحظة تغييرات جينية ادت الى تغيير سلوك البكتريا حيويا بحيث اصبحت تقوم بالالتصاق ببعضها مشكلة طبقة خارجية في المنطقة بين الهواء والماء، هناك حيث تكون نسبة الاوكسجين من افضل النسب. من سيئات هذه الاستراتيجية ان البكتريا التي تلتصق ببعضها مشكلة الطبقة الفاصلة لايمكنها ان تقوم بالتكاثر بدون ان تنفصل عن الاخرين وبالتالي يضعف الجدار. ولكن الخلايا المغادرة تساهم بولادة خلايا جديدة وبالتالي تعويض النقص الى ان تقوم الخلايا الجديدة بمغادرة مكانها ايضا. هذا الحدث المتواتر والمتوالي المستمر يؤدي الى بناءات جديدة بإستمرار. ![]() نواة الخلية البكتريا تنتمي الى مجموعة prokaryote, وهي كائنات وحيدة خلية بدون نواة. الى هذه المجموعة تنتمي ايضا مشابهات البكتريا المسماة arkeér, وهي نوع من الكائنات الصغيرة التي تعيش في البيئات القاسية مثل منابع المياه الساخنة في اعماق البحار. ![]() من الظاهر ان هذه الكائنات الخالية من النواة تمكنت من التقدم في التعاون الى ابعد حد تمكنت منه. من اجل ان يتقدم التطور خطوات اخرى الى الامام يحتاج الى محفزات اخرى تنقص هذه الكائنات وهي النواة. الانتقال من prokaryote الى eukaryot (وهي الخلايا التي تملك نواة) يمكن ان يكون اكثر الخطوات حسما لمستقبل التطور على مدى كل تاريخه. الخلية من هذا النوع لها بنية اكثر تعقيدا. إنها تفتقد الى الجدار الخلوي القوي ولكنها تملك غشاء خلوي من مختلف الانواع ونواة محددة وبنية مفصلة. في داخل النواة توجد الاكواد الوراثية مجتمعة، مما يجعل حدوث الانقسام الخلوي ممكن. بوجود نواة للخلية اصبح بالامكان وجود اعضاء مستقلة مثلا الميتاكوندري المنتج للطاقة. الفطريات، والنباتات والحيوان جميعهم تتشكل اجسامهم من خلايا eukaryot, ولكن ايضا يوجد الكثير من انواع وحيدات الخلية من نوع prokaryote . في السابق كانت هذه الكائنات الحية الوحيدة الخلية تسمى protister. التعاون الخلوي احدى اكثر افضليات الخلايا ذات النواة ان إمكانياتهم على التعاون اكبر. عند احد الانواع المسمى Dictyostelium, نجد ان سلوكه الحيوي مقتبس تماما عن myxobacteria ولكن بمقاييس اكبر، لكون خلاياه اكبر من خلايا البكتريا. وبالرغم من ان هذه الخلايا مستقلة فرديا إلا انها تستمر على التجمع في بنية تذكر بالحلزون المتزحلق للامام. خلايا eukaryot الاكثر تعقيدا يبدو انها شرط للقيام بالخطوة التالية على طريق التطور: الكائن المتعدد الخلايا. ميكانيزم التعاون المحسن الذي نشأ في الكائنات النباتية المتعددة الخلايا تضمن جهود اكبر بكثير من الموجودة في التعاون بين خلايا البكتريا. لايزال حتى اليوم توجد كائنات في مرحلة شبه متوسطة بين التعاون مابين كائنات الخلية الواحدة وبين اسلوب الكائنات المتعددة الخلية الاكثر تطورا. مستعمرات الكورال في اعماق البحر والطحالب الخضراء Green Algae و Hydrozoa يمكن اعتبارهم امثلة عن الكائنات الوسيطة. هذه المجموعة من الكائنات في استطاعتها انتاج حياة جديدة بفصل اي قطعة من جسمها او من خلال برعم جديد او من خلال خلية "بيضة" ملقحة. هذا الامر ليس غريبا اذا علمنا ان االجسم بذاته يتألف من مجموعة خلايا تعيش مجتمعة في مستعمرة مشتركة. خلايا معينة منها يمكن ان تتخصص لمختلف المهمات، مثلا مسؤولية نقل المستعمرة، او الحصول على طعام او التكاثر. احدى النماذج علي هذه الكائنات هي Volvox. هذا الكائن/المستعمرة تعيش في المياه الحلوة وتتآلف من كريات من مختلف الاحجام. الكرة لها سطح خلوي واحد (مستعمرة الخلايا المتعاونة) يمكن ان يحتوي على الاف الخلايا. التعاون يظهر نفسه من خلال ان " المستعمرة" لها مقدمة ومؤخرة (حيث تتخصص خلايا المؤخرة بالجنس)، وتتحرك حركة منضبطة منسجمة من كافة الخلايا مع بعض. ![]() ان تتمكن الخلايا من إقامة تعاون متطور يصل الى حد التحول الى كائن متعدد الخلايا ليس امر غير متوقع، إذ كلما ازداد التعاون تقاربا كلما ازدادت حظوظ النجاح على البقاء والتكاثر. خطوة تحول الكائن من خلية واحدة الى كائن متعدد الخلايا لم تحدث مرة واحدة وانما عدة مرات. نحن لانعلم كم مرة على الدقة ولكن جرى هذا التحول على الاقل ثلاث مرات ناجحة. التحول الاول انتج النباتات والثانية للفطر والثالثة للحيوان. من الممكن رؤية ان هذه الممالك الثلاث ظهرت قدراتهم على التعدد الخلوي بعد حدوث انفصالهم البيلوجي الاساسي عن بعضهم، وبالتالي فالاندماج الخلوي حدث ثلاث مرات منفصلة على الاقل. آثار الكائنات المتعددة الخلايا وصلتنا من خلال المسحاثات المسماة Ediacara fossil والتي تعود الى ماقبل 580-543 مليون سنة، وتم العثور عليها في مناطق مختلفة من العالم. من المحتمل انهم استمروا في التطور وشكلوا اساس الكائنات المتعددة الهلية ومن المحتمل انهم تجربة فاشلة انتهت بالموت والزوال، قبل ان تنشأ مملكة النبات المتعددة الخلية. ![]() الكائنات الحية المتعددة الخلية كانت نتيجة تعاون وثيق بين الخلايا اصبح اوثق واكثر ثباتا وتنظيما. من اجل ان تتطور هذه الكائنات الاولية الى كائنات اكثر تعقيدا احتاج الامر الى ميزة جديدة اخرى ونوعية: الذاكرة. من خلية واحدة تصدر الاشعارات التي تؤدي الى بناء مختلف الانسجة والاعضاء في اماكن ثابتة ووظائف معينة. من اجل ان ينجح الامر يجب على كل خلية ان " تتذكر" اصلها وتعلم مكانها. ان وظيفة كل خلية في الجسم تم تثبيته من خلال وظيفتها السابقة التي كانت تمارسها في الكائن " المستعمرة" واصبحت الخلايا بفضل هذا التحول متخصصة. قدرة الخلايا على الانتظام في كائن واحد متعدد الحلايا تحكمها epigenetiskt minne . التي حفظت الدور الذي كانت تؤديه كل خلية، هنا لانعني حدوث تغيير في طبيعة الجينات وانما تطور في ميكانيزم التحكم في نشاطهم، فهذا النوع من الذاكرة يحفظ ماعلى الخلية ان تقوم به، غالبا من خلال تغييرات سلوكية صغيرة ومتراكمة على مدى عدة اجيال خلوية. احيانا يمكن ان يجري التحكم من خلال الخلايا الجنسية ، ولكن اغلبية عمليات التحكم تبدأ من الصفر في كل جيل جديد. لذلك فمن الواضح ان إمكانيات التطور توسعت على المستوى الخلوي، والخلايا من نوع eukaryot وحدها المؤهلة والمنظمة بما يكفي للتطور الى مختلف انواع الاختصاص الخلوي بحسب مكان تواجدها في الجسم. لقد احتاج التطور الى فترة طويلة للوصول الى هذه البنية المنظمة للخلية، ولكن هذا الامر شرط رئيسي لظهور التعاون التتداخلي الذي يشكل سمة من سمات عالم النبات والحيوان. المزيد من التعاون الخلوي بعد مرحلة التعاون على مستوى المستعمرة والاجسام المتعددة الخلايا يظهر نوع جديد من التعاون المتبادل، هذا النوع هو بين الافراد في المجتمع. عند الحشرات الاجتماعية مثل النحل والنمل والتيرميتات يتحكم بقيادة المجتمع سلوك وراثي مكتوب بشفرة بيلوجية تحدد العلاقة بين الافراد من الاقارب. مختلف اشكال السلوك ينشأ اوتوماتيكيا والفرد لايملك اي قيمة في النشاط العام لهذا المجتمع، إذ ان المهم هو المجتمع ككل وليس الفرد، تماما كما هو الامر في الاجسام البيلوجية حيث الاهم هو الجسم ككل وليس الخلية. عند العديد من انواع الطيور ومملكة الحيوانات اللبونة التي ينتمي الانسان اليها، جرى ظهور شكل جديد للذاكرة: الذاكرة الفردية. مثل هذه الذاكرة تعطينا القدرة على التعرف على الافراد المحيطين بنا وعلى التحكم بسلوكنا لجعله يتلائم مع الاخرين ومع البيئة بناء على قواعد متبادلة قائمة على خبرة سابقة. هذا النوع من التعاون الناشئ على اساس الفردية ووعي الذات المتبادل في علاقة اجتماعية يؤدي الى انه حتى المجتمع يجب النظر اليه على انه وحدة تطورية حيث الفرد الذي نجح في عبور الانتخاب الطبيعي قادر على التأثير ونقل المؤثرات التي انتجتها فيه سلسلة التطور. الجماعة الصحية والمنسجمة تملك حظا اوفر على الحياة والاستمرار. التعاون الفعال بين ابناء المجتمع الانساني واهميته لايختلف عن ماتعلمته وتقوم به البكتريا pseudumonas, لمستقبل بقاءها. مثال البكتريا يشير الى ان التعاون ممكن وحيوي حتى لدى الاشكال البيلوجية البدائية والبسيطة. الخطوة الاخيرة في سلسلة التعاون تقدمها لنا خاصية الكلام وتبادل الافكار والتعلم. هذه الخاصية تقوي تراكم الخبرة لدى الجماعة وتعزز من افضليتها وتعطينا الهوية الاثنية، المبنية على الاسس الوراثية والاسس الثقافية والتاريخ المشترك. ان التطور الثقافي اعطى افضلية كبيرة للمجموعات الاثنية على بعضها البعض. لذلك نجد ان الانجح هو الذي يتمكن من استخدام كل هذه المقومات البيلوجية الطبيعية لتحقيق التفوق افضل واسرع من الاخرين. نقلا عن موقع الذاكرة مصادر: cyanophytes cyanobacteria colony How Bacteria Communicate myxobacteria Pseudomonas Prokaryote cell diagram Dictyostelium Green Algae Chlorophyceae ABIOGENESIS AND THE FIRST LIFE Chlorophyta Hydrozoa Molekyler och minne, epigenetics cellens minne – påverkar utvecklingen av sjukdom دور التعاون في نشوء التطور - أبو خليل - 01-11-2008 Arrayالتعاون مع الخلايا الاخرى المجاورة كان احد الطرق لحل هذه المعضلة[/quote] أي مشكلة هذه؟ و من انتبه اليها؟ و من قرر كيف السبيل الى حلها؟ و من نفذ ذلك الحل؟ و كيف؟ أتلك الخلية الوحيدة البسيطة التي تقوم على الردات الكيميائية التلقائية, و لا تمتلك اي تفكير او تدبير او تقرير؟ كثيرا ما يتم -عند الحديث عن التطور - اعتبار الكائن -حتى ولو كان خلية واحدة او حتى جزيئ بروتيني واحد (بريون) و كأنه فيلسوف محلل استراتيجي خطير... برأيي ان التكاثر العددي الذي يضمن عدم انقراض النوع -الدافع الوحيد المفترض وراء تحقيق التطور- انجح و افعل كلما كان الكائن بسيطا و غير متطورا.. و نسبة توزع اعداد انواع الحياة بشكل هرمي احد الادلة على ذلك.. .بينما ان الاعتماد على الطفرات الجينية العشوائية الذي ينتج كائنا معقدا اكثر سوف يحد على المدى الطويل من معدل تكاثره... فلماذا لا تقوم الطفرات الجينية باعادة الامور بتطور معاكس االى وضع يضمن تكاثرا اكبر؟ دور التعاون في نشوء التطور - طريف سردست - 01-12-2008 Array أي مشكلة هذه؟ و من انتبه اليها؟ و من قرر كيف السبيل الى حلها؟ و من نفذ ذلك الحل؟ و كيف؟ أتلك الخلية الوحيدة البسيطة التي تقوم على الردات الكيميائية التلقائية, و لا تمتلك اي تفكير او تدبير او تقرير؟ كثيرا ما يتم -عند الحديث عن التطور - اعتبار الكائن -حتى ولو كان خلية واحدة او حتى جزيئ بروتيني واحد (بريون) و كأنه فيلسوف محلل استراتيجي خطير... برأيي ان التكاثر العددي الذي يضمن عدم انقراض النوع -الدافع الوحيد المفترض وراء تحقيق التطور- انجح و افعل كلما كان الكائن بسيطا و غير متطورا.. و نسبة توزع اعداد انواع الحياة بشكل هرمي احد الادلة على ذلك.. .بينما ان الاعتماد على الطفرات الجينية العشوائية الذي ينتج كائنا معقدا اكثر سوف يحد على المدى الطويل من معدل تكاثره... فلماذا لا تقوم الطفرات الجينية باعادة الامور بتطور معاكس االى وضع يضمن تكاثرا اكبر؟ [/quote] العزيز ابو خليل اشرت الى هذا الالتباس الناشئ عن التعاطي مع التعابير الانسانية في بداية الموضوع عندما كتبت: ( بالرغم ان تعبير " التعاون" في اللغة الانسانية لها طابع "الفعل الواعي" اكثر مما هو عليه الحال في الطبيعة.) ان تعبير " التعاون" اخترعه الانسان لتصوير حالة انسانية واعية، غير انه لايصور حالة مشابهة ميكانيكية بنفس الدقة، فمثلا لايخطر بذهننا ان نسقط البعد الانساني اذا قلنا ان "الالكترونات تتعاون مع النيترونات" لخلق الذرة، فبالرغم من انه تعاون فعلا الا انه لايجوز اسقاط البعد الانساني الواعي الذي قد تتضمنه الكلمة..ولكن يحصل الالتباس عندما نستخدمه مع كائنات حية، في حين ان المعنى المقصود لازال كما هو الامر مع الذرة. عندما نقول مشكلة، فهي من وجهة نظر "الانسان" في نظرته الى مسيار الاحداث..من ناحية الطبيعة لاتوجد اي مشكلة وانما احداث تحدث لاهدف لها. ولكنها تحدث ضمن القوانين الطبيعية للمادة وفي مجرى التسلسل المترادف والتراكمي. اي لها سبب يمكن اتباعه ولكن ليس لها هدف واع، تماما كما هو الامر مع الذرة. عندما تنشا الخلايا فهي تنشا متلاصقة ، وهذا الامر يخلق ظروف محددة يؤطر مسيار التطور. فيستمر التطور بسبب هذا التلاصق وحسبه بدون ارادة غير القوانين الكيميائية والفيزيائية، فلو لم يكن هناك تلاصق لربما لم يحدث التطور على الاطلاق او لحدث بشكل مغاير..ولكن وجوده جعل التطور يحدث بهذا الشكل بالذات وجعل هذا الشكل ممكن، بشكل غير ارادي..اي مجرد وجوده جعل التتداخل لامفر منه. هذا الامر نصفه " بحل لمشكلة" الوصول الى الشكل اللاحق (الحالي)، من وجه نظرنا الواعية في مكان اخر كنت قد نشرت الموضوع بمقدمة مختلفة لربما كانت افضل وهي التالية: كلمة " التعاون" قد يفهم منها الارادة والرغبة، إلا ان هذا المفهوم اللغوي مرتبط بكون هدف ظهور الكلمة كان لتصوير الفعل الانساني بمنظور انساني. عند الاستخدام في الحقل البيلوجي لايزيد الامر عن المعنى الاوتوماتيكي لها تماما مثل ان نقول " تعاون نواة الذرة والالكترون"، بدون اسقاط المضامين الانسانية للكلمة. ومع ذلك يجب الاشارة الى ان الكائنات الحية لم تسعى الى التعاون وانما وجدت نفسها فيه فأستخدمت الموجود لصالحها بدون ارادة او تفكير او هدف مسبق. تحياتي دور التعاون في نشوء التطور - أبو خليل - 01-21-2008 عزيزي طريف, الاشكالية التي اعنيها هي عندما ينطلق المتخصص من مبادئ معينة حول نشوء الخلية و خصائصها و قدراتها المعروفة ثم يضع ذلك في خزانة مقفلة و يبدأ في تقبل افتراضات جديدة لا تتوافق مع ما انطلق منه... أوافقك الرأي بخصوص مفهوم "التعاون" الذي استخدمته, لكن ملاحظتي هي انك تلاحظ قدرا من "التعاون الاخر" بمفهومه شبه الانساني يجري على الصعيد الخليوي و الذي عنيته انا.... هناك فرق بين استخدام مصطلح التعاون بين البروتونات و الالكترونات و حتى بين التعايش و التكامل بين عدد من الخلايا من جهة, و بين مثلا "ان تضحي الخلية بنفسها لتقوم ببناء اساس لخلايا اخرى" من جهة اخرى كما ورد في المقال.... الاول قد يحدث طبيعيا و قد نفسره على انه تعاون, بينما ان الامر الثاني مخالف تماما لمبادئ تصرف الخلية الوحيدة كما نعرفه, تلك اشكالية يعاني منها كل من عمل يوما في مجال الاحياء الدقيقة مثلي, اذ انه يقفز من مقدمات متواضعة لتوقعات هائلة, فيقوم بافتراضات لا تتحملها مقدماته البسيطة, لكنه يتجاهل تلك الحقيقة لانه لا يملك غير ذلك اصلا.... عندما نرمي بمجموعة احجار في بئر فنسمع معزوفة لبتهوفن, مع اننا نعرف جيدا خصائص و قدرات كل حجر, الا اننا لا نملك الا ان نشبع مسألة كيفية ارتطام كل حجر باخر و بالماء درسا..... و نستنتج كيف ان الاحجار طورت طرقا للتعاون لتقوية القرقعة فيما بينها, وصولا الى صدور السمفونية الجميلة... لا يوجد غير حل, .. مسألة التعاون بين الخلايا و التصرف المعقد للخلية الواحدة بالذات هي ما يجعلني اتعامل -و ان ضمنا و بدون ان اعترف بذلك- مع تلك الخلية على اساس انها كيان ذكي و عاقل و اكثر من مجرد غشاء و سيتوبلازم و نواة تتفاعل مع مركبات كيميائية بطريقة ميكانيكية عمياء.... و ذلك شأن جميع المتخصصين سواء اعترفوا بذلك ام لا.... تحياتي دور التعاون في نشوء التطور - طريف سردست - 01-21-2008 العزيز ابو خليل تحياتي Arrayهناك فرق بين استخدام مصطلح التعاون بين البروتونات و الالكترونات و حتى بين التعايش و التكامل بين عدد من الخلايا من جهة, و بين مثلا "ان تضحي الخلية بنفسها لتقوم ببناء اساس لخلايا اخرى" من جهة اخرى كما ورد في المقال.... الاول قد يحدث طبيعيا و قد نفسره على انه تعاون, بينما ان الامر الثاني مخالف تماما لمبادئ تصرف الخلية الوحيدة كما نعرف [/quote] وحتى هنا يبقى التعبير من وجهة نظر الاسقاط الانساني الموجه وليس الخلية. ان ميكانيزم التعاون بين الخلايا يعطي انطباع " الذكاء" في الوصول الى الهدف الذي نراه " نحن" وليس الخلايا. ان ما حدث من وجهة نظر الخلايا هو شئ اخر. فالخلية تعاملت مع الواقع ضمن قوانينه الفيزيائية والكيميائية لاغير. نعيد تصوير الامر من وجهة نظر الخلايا. عندما تتغيير الظروف المحيطة بالجماعة سيؤدي الامر الى موت الاضعف يتلوه الاضعف. ولكن هذا الامر يعطي فرصة للاختيار الطبيعي. بين الافراد التي تبقى للاخير يمكن ان يصبح موت السابقين مبرر لاطالة حياة المتأخرين بسبب تقليل التنافس على الطعام مثلا او ان اجسامهم الميتة قد تخلق بيئة تسمح له بالاستمرار. هنا نرى ان تسلسل عملية الموت بذاتها تقدم ظروف جديدة لقسم من البكتريا وتؤثر على طريقة " رد الفعل" عندهم. وإذا تبرمج رد الفعل بسبب تكرره، يكون الامر بمجمله ليس نتيجة " ذكاء" واعي وانما "ذاكرة" بيلوجية. وهنا لايوجد تضحية بالنفس وانما مصير هو ذاته الذي نراه اليوم في سير الطبيعة التي لاتعير احد اي اهتمام :97: |