حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
جاك دريدا.. بين اللغة والفلسفة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: عـــــــــلــــــــــوم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=6) +--- المنتدى: فلسفة وعلم نفس (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=84) +--- الموضوع: جاك دريدا.. بين اللغة والفلسفة (/showthread.php?tid=7390) |
جاك دريدا.. بين اللغة والفلسفة - سيناتور - 01-01-2008 ترجمة: احمد علوان تقي عن مجلة لابيل الفرنسية ماذا يعني ان تكون اليوم فيلسوفاً فرنسياً؟ اجاب دريدا عن هذا التساؤل عام 1999 بقوله: (يتعين على الفيلسوف ان يكون من دون جواز سفر لا بل حتى من دون اوراق، ولا ينبغي علينا ان نطالبه بتأشيرة ... كما لا يتحتم عليه ان يمثل جنسية او قومية معينة او ان ينتسب الى لغة محددة) كون الفلسفة تمثل ارثاً انسانياً تنأى عن دائرة المواطنة والدولة بل وبعيدة عن مفهوم النظم السياسية، غير ان احد اهم الفلاسفة الفرنسيين الكبار اوجب على الفيلسوف ان يكتب بلغته الام وان يوجد لغة داخل تلك اللغة. ولد جاك دريدا في مدينة البيار في الجزائر عام 1930، وفي عام 1942 طرد من المدرسة بموجب قوانين مناهضة السامية التي اصدرتها السلطات الفرنسية آنذاك بزعامة فيشي، وعندما بلغ التاسعة عشر من عمره عاد دريدا الى باريس لاكمال دراسته في دار المعلمين العالية التي التحق بها بعد سنتين وبعد اقامة له في مدينتي لوفان البلجيكية والهارفارد الاميركية. وبموجب القوانين الفرنسية فقد خير بين اداء خدمة العلم او تدريس الفرنسية خارج البلاد، فاختار الجزائر حيث عمل مدرساً هناك في احد معاهدها، وعندما عاد الى باريس عين استاذاً مساعداً في جامعة السوربون، وفي عام 1964 عين استاذاً في دار المعلمين العالية حيث ظل في منصبه هذا حتى عام 1984 حيث رشح في معهد الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية ومن ثم تولى الاشراف على الدراسات في المعاهد الفلسفية التي استحدثت بناءً على توصية منه. ولدريدا سيرة ذاتية اخرى ومغايرة لما سبق وتكشف عن جملة من العقبات والعراقيل التي وضعت في طريقه للحيلولة دون اتساع نطاق شهرته في حقل الفلسفة الاكاديمية فضلاً عن اندثار اسمه في الجامعات والمؤسسات الفرنسية الامر الذي ادى الى عدم تمكنه من الحصول على كرسي الاستاذية في السوربون ولا في الكوليج دي فرانس فضلاً عن عدم وفاء جامعة نانتير بمنحه كرسي الاستاذية كما وعدته وهو الفيلسوف الذي ملأ اسمه الافاق واضحى معروفاً في دول عديدة امتدت الى الولايات المتحدة واليابان ودول اميركا اللاتينية حتى روسيا. ان ارتباط دريدا المصيري بالفلسفة لم يؤهله للحصول على الموقع اللائق والجدير به وسط رجال الفلسفة ناهيك عن الوسط الجامعي الذي جعله يراوح عند هوامش العمل الفلسفي في الجامعة ومؤسساتها. ثم ان هذا الموقف يستدعي اولاً وقبل كل شيء ابتكار اسلوب فلسفي واضح كما هو الحال في التيارات الفلسفية الفرنسية الاخرى التي ظهرت في النصف الثاني من القرن الماضي والتي بدأت من سارتر الى دولوز وباديو مروراً بباشلار وليفي ستروس وميرلوبونتي ولاكان حتى فوكو، حيث ان الفلسفة تكمن في اللغة او ان اللغة تكمن فيها حيث ينبغي المران على المعاني المجردة في اللغة وعن طريق الكتابة في ذات الوقت. ان هذا الاهتمام المتنامي لدريدا قد ادى به الى استخدام لغة قد تكون خاصة به، وان الكتابة بها متلازمة مع طرح جميع القناعات الميتافيزيقية الغربية للمناقشة والتي نظر لها دريدا تحت مفهوم (التفكيك). ولكن ما هو التفكيك الذي عناه دريدا؟ بالتأكيد هو ليس بسياق ولا حتى بنظرية بقدر ما هو مشروع قلب للفلسفة الاوروبية وثورة ضد مفاهيمها وفك ارتباط الفكر النقدي عن الموروث الفلسفي التقليدي. ان مفهوم التفكيك ليس بالضرورة ما كان يعنيه هيدغر بهذه الكلمة او ما ذهب اليه فرويد في بعض تحليلاته واستنتاجاته؟ بل المراد منه هو تحليل القواعد التي تشكل الأسس التي تقوم عليها نظرية المعرفة في الفلسفة. وتأسيساً على قراءة جادة لافكار هوسريل، فان دريدا قد بين فيما بعد منطلقاً من اعمال جان جاك روسو كما في كتابه (De la grammatologie) الصادر عام 1967 بانه يتعين علينا استبدال نموذج العقل الاولي (الذي كان يفصل بين الخالق والكون في الافلاطونية الحديثة والذي يعطي امتيازاً منذ عصر الاغريق القدماء للكلمة والصوت والقول)، استبداله بالكتابة كونها الصيغة المكتوبة القادرة على فصل النص عن المضمون الاصلي وجعله جسراً بغية (فك رموزه) و(قراءته) بصورة غير متناهية. وانطلاقاً من هذا فان دريدا سيعمل من مفهوم التفكيك وتحت التجربة للعديد من النصوص الفلسفية لـ (بلاتون وهيغل وهيدغر وارسطو ونيتشه وكانت ومونتيني وماركس وكيركي غراد)، ولبعض التحليلات النفسية لـ (فرويد ولاكان) والنصوص الادبية لـ (كافكا وبلانشوت وليري وجويس وبدنغ وباتاي وجينيه وسيكسوس وكلين وجابيه وآرتو وما لارميه) على ان (التفكيك) يقع على الضد من غيرها من المناهج الفلسفية حتى تلك التي تفتح الباب على قراءات لا متناهية للنص، وهذا ما لا يتوفر في المناهج التقليدية. لقد ابتكر دريدا اساليب جديدة في الكتابة مهدت له بامتلاك خبرة هائلة في الكتابة المتعددة الاشكال التي توجب اعادة التفكير في جميع المسلمات الادبية والبديهيات الفلسفية. وهكذا فان استخدام اللغة وتجاوز الحدود بها ووصفها بانها احدى مهمات الفلسفة قد تكون السبب الرئيس في جعل الفلاسفة المحافظين لا يطيقون دريدا باي حال من الاحوال. ......................... |