إذا كبر ابنك آخه - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60) +---- المنتدى: فــن الحيــــاة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=15) +---- الموضوع: إذا كبر ابنك آخه (/showthread.php?tid=7403) |
إذا كبر ابنك آخه - بسام الخوري - 12-31-2007 إذا كبر ابنك آخه ضرورة الحوار مع الأبناء في مرحلة البلوغ لما يعتريها من اضطرابات نفسية وجسدية بيروت: سناء الجاك يقول المثل اللبناني: «اذا نبتت لحية ابنك، بلل لحيتك واحلقها». فمغادرة الابناء طفولتهم ودخولهم مرحلة المراهقة تحرم أهلهم التصرف معهم كأطفال قصر. فالأهل الذين يتمنون بقاء اولادهم أطفالا، ليبقى همهم صغيرا، غالبا ما يعجزون عن التعامل مع مرحلة المراهقة وما تحملها من اضطرابات تجعل العلاقات بين الابناء وذويهم محتدمة او متشنجة، او تقطع سبل التواصل نهائيا. والسبب لا يتعلق بالمراهقين بقدر ما يتعلق بالناضجين، ذلك ان غالبية الاباء والامهات لا تتحضر نفسيا لفكرة ان الأبناء يقفون على عتبة النضج. والامر ليس سهلا على رغم رفض معظمهم الاعتراف بذلك والتظاهر ان كل شيء على ما يرام. اما اذا لم يجر الامر كما يريد الاهل فيبررون ذلك بأن العلة في الجيل الطائش، ولا يحاولون منح المراهق التفهم الكامل لقلقه وعصبيته وتمرده، ولا يبحثون عن الوسيلة الافضل لامتصاص غضبه ومراعاة إحساسه المرهف، خصوصا ان علماء الاجتماع والنفس يؤكدون ان المراهق يكون سهل الاستثارة والغضب. وفي تفسير لغوي لكلمة «المراهقة» نتبين المعنى الفيزيولوجي. ففعل «راهق» في اللغة العربية يعني الاقتراب من الشيء. وراهق الغلام أي: قارب الاحتلام، ورهقت الشيء رهقاً، أي: قربت منه. والمعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النضج والرشد. أما المراهقة في علم النفس فتعني: «الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي»، ولكنه ليس النضج نفسه، لأن الفرد في هذه المرحلة يبدأ بالنضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي، ولكنه لا يصل الى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى 10 سنوات. الفنان المصري محمود قابيل يطيب له ان يتحدث عن مراهقة ولديه اليافعين وكيفية تربيته لهما ومرافقتها في تلك المرحلة، التي يصفها بـ«الصعبة». ويشير في دردشة مع «الشرق الاوسط» الى تجربته، في إطار توعيته لابنيه وأسلوبه في التعامل مع المشاكل التي تواجهها هذه الفئة من متغيرات وتحضيره لها من دون خوف أو خجل. واذ يستشهد بالحديث الشريف بأن «لا حياء في الدين»، يشدد على ضرورة ان يتحاور الاب والابن بشأن ما يشعر به الفتى مع مرحلة البلوغ وما يعتريها من اضطرابات. ويطالب أولياء الأمور بأهمية تأهيل أبنائهم وتثقيفهم باعتبارهم ركيزة المجتمع في المستقبل. وفي حين تبقى الام قريبة من الابناء وتحاول رصد التغيّر الذي يطرأ عليهم، يبقى الآباء أبعد قليلا، ربما لأن المتعارف عليه في المجتمعات العربية ان التربية وظيفة الام. لكن التعميم ليس دقيقا. يقول أحد الاباء: «دخول الابناء الى المراهقة يعني خروجهم من الحماية. عندما كانوا اطفالا كانت ميولنا ميولهم وهواياتنا هواياتهم، وما ان يطلوا على عتبة الشباب يسعون الى الابتعاد وعندما يبتعدون يبدأ شغل البال. والمسألة ان على الاهل ان يوازنوا بين رغبتهم في الحماية وبين ان يتركوا لاولادهم المجال لتكتمل شخصيتهم، لأن الحماية الزائدة تخنق نمو الشخصية». ما يقوله هذا الأب لا ينطبق على غالبية الرجال الذين يهربون من فتح الموضوع مع الابن المراهق ويؤكدون ان ابنهم كبر من دون مشاكل. والسبب خوفهم من مبادرته بالكلام عن التغيير الذي يطرأ عليه جسديا ونفسيا. المهم بالنسبة اليهم ان يؤكدوا «رجولة الفتى» فيسارعون الى التباهي بأنه منذ الرابعة عشرة بدأ يجذب الفتيات، ليستدركوا قائلين: «الولد سر ابيه». المرأة أكثر انفتاحا لمناقشة الموضوع سواء تعلق الامر بالولد او البنت. فهي تعترف على الاقل بعجزها عن توعية ابنها بشأن البلوغ عندما يقارب الثالثة عشرة. تقول احداهن: «طلبت الى زوجي ان يوضح لإبننا المراحل التي سيعبرها الى البلوغ، فرفض معتبرا ان وضع الفتى مستقر ولا لزوم لتحويل مسألة بسيطة الى قضية معقدة». وتضيف: «لم تكن المسألة بسيطة. فالتوتر الذي اصاب الابن ترك انعكاسا على تحصيله المدرسي وعلاقاته برفاقه، كما اصبح انطوائيا وعدوانيا، مما اضطرني أن ألجأ الى اختصاصيين في التربية لأفهم ما يتعرض له واساعده على تخطي هذه المرحلة. خوفي كان فظيعا لأني شعرت انه أصبح قاب قوسين او أدنى من الانحراف». تقول الاختصاصية في علم النفس ليلى السيد: «المراهق لا يترك عالم الطفولة بكبسة زر، ولكنه ينتقل انتقالاً تدريجياً، ويتخذ هذا الانتقال شكل نمو وتغير في جسمه يسبقان نضج عقله واستقرار نفسيته. يتأرجح بين الطفولة والنضج، الأمر الذي يحير أهله، فهو تارة يبدو كبيرا وتارة يعود طفلا صغيرا يحتاج الى حضن أمه. يخيفه النضج الجسدي الذي لا يترافق بالضرورة مع النضج العقلي، فتبدأ لديه مرحلة الرفض، يرفض أهله أولا ويكرر انهم لا يفهمونه. وغالبا ما يكون على حق، لأن الاهل ينسون انهم مروا بالمرحلة ذاتها وعاشوا الازمات ذاتها مع ذويهم. لكن ما لا يلتفت اليه الاهل هو العصر الحالي الذي يقدم للاطفال نضجا مبكرا ومغلوطا اذا لم يترافق مع الحوار والتفهم». وتشدد على أهمية قبول الاهل ما لدى الابناء، فتقول: «ما يؤلم المراهق، وربما يدفعه الى الانحراف عدم قبول أهله له وعدم احترامهم لأفكاره وهواجسه. وعدم مراعاة الاضطراب الفيزيولوجي والهرموني الذي يرافق مرحلة البلوغ وما ترافقها من انفعالات تكاد تشبه ثورة البركان وخموده». وتشير الى ان التسرب من المدرسة هو الاعلى نسبة في هذه المرحلة، كذلك التدخين والادمان. وعي الاهل هو المنقذ الوحيد والجسر الذي يسهل عبور الطفل الى المراهقة. تقول الاستاذة الجامعية ماجدة أبو فاضل: «اربكني وصول ابنتي الى مرحلة المراهقة ولكني لم اخف. تابعت التغير الذي طرأ عليها ورصدت خليط البراءة مع النضج في شخصيتها.. قبلت انها كبرت.. فهمت انها لا تريدني ان اتدخل في شؤونها الخاصة كالفروض المدرسية وعلاقتها برفاقها. أسألها احيانا عن تفاصيل يومها فلا تجيب، تريد استقلاليتها في هذه الامور. الاحظ انها تغير صفحة الكومبيوتر عندما أدخل غرفتها، بالطبع ينشغل بالي، لكني أعرف أن التصادم يؤدي الى ردود فعل سلبية». لكن الايجابي في علاقة ماجدة بابنتها هو معرفة الابنة انها تستطيع ان تسأل أمها ما تشاء. تقول ماجدة «الامر مريح. المهم ان باب الحديث مفتوح، احيانا اقول لها اني لا اعرف». وتؤكد انها تحرص على حدود معينة في سلوك ابنتها. تقول لها الابنة أحيانا: «انت غير منصفة» تجيبها: «الحياة غير منصفة وانا اريد ان تتمكني من مواجهتها والعمل لتأمين استقلاليتك بالعلم والتحصيل. أعرف انها لا تحب النصائح ولكني اكرر دائما ما يجب ان انبهها منه. في النهاية ستترسخ نصائحي في عقلها». ماجدة، مثلها مثل العديد من الامهات، اشترت لابنتها هاتفا جوالا، ليس من باب الوجاهة او الافساد وانما لتبقى على اتصال بها اينما كانت وفي كل حين. سهى واجهت مع ابنتها إرباكا أكبر، على رغم الصراحة التي اعتمدتها دائما في تربيتها. والسبب ان الوالد اعتبر وصول الصغيرة الى مرحلة المراهقة أشبه بالفضيحة المتنقلة. تقول: «فاجأني زوجي الذي عهدته حنونا على ابنتنا الوحيدة، بتغيره بعد ان بدأت ملامح أنوثتها تتحدد. اصبح يميل الى الشك بكل تصرفاتها، يراقب اتصالاتها وينصت الى الاحاديث التي تتبادلها مع رفيقاتها، وأحيانا يثور في وجهها عندما تطلب الخروج. ينسى الزمن الذي نعيش فيه ويحسب اننا في القرن الماضي. وعندما أسأله عن السبب، يجيب بأن فتيات هذه الايام وقحات وفاسدات ولا يريد لإبنته ان تختلط بهن». لم تنفع سهى محاولة افهام زوجها ان التربية الصالحة والصراحة كفيلتان بحماية الابنة. غلبه الخوف ، حتى انه في إحدى نوبات غضبه قال إنه سيزوجها الى أول شاب لائق يتقدم لطلب يدها ويريح باله من هذا الهم. لكن الهروب من «الهم» لا يلغي المشكلة. فالاهم فتح باب الحوار ما يشجع المراهق على التحدث عما يدور في نفسه. اليافعون يحتاجون من الاهل الى الأمان والاطمئنان. كما يطلبون منهم سلوكا جديدا، قد يرفضه البعض لأنه يذكرهم بأن الشباب ولى. وبعض تصرفاتهم او أسلوب حياتهم يجب ان يراعي هذه الحقيقة. مثل آخر يدخل على الخط ليكمل الفكرة وهو: «اذا كبر ابنك آخه». http://www.asharqalawsat.com/details.asp?s...amp;issue=10625 إذا كبر ابنك آخه - -ليلى- - 12-31-2007 مقالة جميلة د.بسام هل ممكن تزويدى ببعض المواضيع الخاصة بموضوع بلوغ الولاد؟ شرح اكبر لما يعتريهم من تغيرات فى فتره المراهقة و البلوغ. (f) إذا كبر ابنك آخه - بسام الخوري - 02-16-2008 كن صديقى: يهمس بها الأبناء فى أذن الآباء GMT 9:00:00 2008 السبت 16 فبراير إيلاف -------------------------------------------------------------------------------- الفاقدون للصداقة الاكثر إصابة بالأمراض كن صديقى: يهمس بها الأبناء فى أذن الآباء رضوى فرغلى: منذ البداية والانسان مهموم بعلاقته بالآخر، ذلك الآخر الذى يسانده فى الحياة ويعاونه على تحمل آلامها، بل وأحيانا يمنحه شرعية الوجود فيها، فهذا الآخر هو الأب، والأم، والأخ، والأخت، والزوج، والزوجة، والصديق، والإبن وغيرهم. فالانسان لا يستطيع الحياة وحيدا يواجه بمفرده هذا الكون الفسيح بأفراحه ومشكلاته، ومن هنا كان الاحتياج الشديد للعلاقات المختلفة، ومن هذه العلاقات والتى نوليها أهمية كبرى، هى الصداقة لأنها من العلاقات الإختيارية التى يقوم الإنسان بانتقائها بنفسه ولا تفرض عليه، وبالتالى تأثيرها الكبير عليه وتأثره بها . وتعرف الصداقة نفسياً بأنها: علاقة اجتماعية وثيقة ودائمة تقوم على تقارب الاتجاهات بصفة خاصة، وتحمل دلالات بالغة الأهمية تمس توافق الفرد واستقرار الجماعة. ويعرف كل من Wright & Keple الصداقة بأنها علاقة تتميز بوجود قدر من الإعتماد المتبادل يجرى بشكل إرادى ويسمح بالتفاعل الشخصى المباشر والمتفرد، ويترتب عليه أن يكون تفكير كل طرف فى خططه ونشاطاته معتمدا إلى حد كبير على تفكير الطرف الآخر فى نفس الأمور بدون قيد أو ضغط خارجى وفى ظل تلك العلاقة يحصل الأصدقاء على فوائد متنوعة تشمل: •المساندة والتشجيع ودعم الثقة بالنفس والتقويم الإيجابى للذات . •التنبيه Stimulation حيث يتميز الأصدقاء بالقدرة على توسيع الأفكار والمعارف والرؤى الشخصية . •النفع المباشر بتسخير الوقت والموراد الشخصية لخدمة الصديق وتلبية حاجاته . •الإفصاح عن موضوعات شديدة الخصوصية للصديق . •معرفة معلومات دقيقة وخاصة عن الصديق مثل آلامه وهمومه وآماله وسمات شخصيته . •مشاركة الصديق للأنشطة المختلفة والهوايات وأوقات الفراغ، وبالتالى خفض مشاعر الوحدة . ولا يشترط أن تتوافر كل هذه المقومات فى كل علاقات الصداقة، فهناك علاقة تقوم على الإفصاح المتبادل عن الأمور الخاصة، وأخرى تنبنى على ممارسة الاهتمامات المشتركة ، غير أن عمق الصداقة يتوقف على ما يتوفر لها من مقومات ، فكلما تعددت وتنوعت أسسها زادتها قوة وعمقا وصدقا . وهناك صلة وثيقة بين التفاعل والتواصل الجيد مع الأصدقاء وبين الصحة النفسية والاجتماعية والبدنية أيضا، ويرى معظم العلماء أن افتقاد الانسان للصديق يؤدى إلى العديد من الأعراض المرضية منها : 1.الأشخاص الذين يفتقدون الأصدقاء يكونون أكثر استهدافا للإصابة باضطرابات نفسية منها ، الاكتئاب والقلق ومشاعر الملل والسأم وانخفاض تقدير الذات . 2.هؤلاء الأشخاص يعانون من التوتر والخجل الشديد والعجز عن التصرف الكفء عندما تضطرهم الظروف للتفاعل مع الآخرين . 3.وقد لاحظ الأطباء ضعف مقاومتهم للأمراض الجسمية وتأخرهم فى الشفاء منها، بل وتزيد بينهم معدلات الوفاة بعد الإصابة بتلك الأمراض، مقارنة بالمرضى الذين يتمتعون بعلاقات اجتماعية وصداقة تمدهم بالمساندة الوجدانية والنفسية . 4.ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يصل إلى بعض المشكلات السلوكية المدرسية منها، الغياب عن المدرسة ومخالفة التعليمات المدرسية، والميل إلى الانحراف وارتكاب أعمال تخريبية وعدوانية فى المدرسة، وقد يعزى هذا الميل للتخريب إلى الرغبة فى لفت أنظار الزملاء والمدرسين نظرا لافتقاد الصديق والشعور بالتجاهل والرفض من قبل الآخرين . كيف نصادق أولادنا؟ هناك محاور ثلاثة فى تربية الأبناء وهى: اللعب، عملية التأديب، الصداقة، وفى ظنى أن الأخيرة (الصداقة بين الآباء والأبناء) هى أهم هذه المحاور، فمن خلالها نعقد علاقة حميمة وودودة مع أبنائنا بها نلاعبهم وبها نؤدبهم ونربيهم وبها أيضا نحميهم من كل سوء. وأتصور أيضا أنه فى ظل تغير الحياة وزيادة مغرياتها، وتعدد مصادر التنشئة حيث لم تعد الأسرة هى المصدر الوحيد فى تنشئة أطفالها، فهناك المدرسة، والأصدقاء، والنادى، ووسائل الإعلام والتكنولوجيا (الإنترنت ، التليفزيون ، ... ) فى ظل كل ذلك، يجب ألا ينتظر الآباء والأمهات إلى أن يكبر الطفل ويصبح شابا أو مراهقا حتى نبدأ معه علاقة الصداقة، وإنما لابد أن بندأ ذلك من الصغر. فالوظيفة الأساسية للأسرة هى توفير الأمن والطمأنينة للطفل ورعايته فى جو من الحنان والمحبة ، إذ يعتبر ذلك من الشروط الأساسية التى يحتاج إليها الطفل كى يتمتع بشخصية متوازنة قادرة على الإنتاج والعطاء ، وأن يكون مستقبلا أبا أو أما أسوياء . وربما تختلف طريقة التنشئة من أسرة لأخرى ومن مجتمع لآخر اعتمادا على عوامل كثيرة منها: الثقافة والتعليم والتقاليد السائدة والوعى التربوى وغيرهم من العوامل التى تحكم عملية التنشئة ، ولكن علينا أن نعلم أن هناك سبيلا واحدا لاحتواء أطفالنا وجذبهم للأسرة ، خاصة وأن عوامل الجذب الأخرى أصبحت أكثر قوة وفاعلية ، ومن هنا لابد أن تنهج الأسرة مع الطفل نهجا قائما على الحوار المتبادل وأخذ مشاعر الطفل (أو الطفلة) وآرائه بعين الاعتبار والإصغاء إليه بحيث يتمكن من التعبير عن ذاته بحرية ، فالطريقة القائمة على الديمقراطية والتسامح تمهد السبيل لإقامة علاقة أسرية متماسكة ، يكون الطفل فيها طرفا فاعلا مما يمكنه من النمو والتفتح وتنمية الإستقلالية والإعتماد على الذ ات وتعزيز الثقة بالنفس . وذلك لايعنى الخضوع لرغبات الطفل والانقياد لأهوائه ، بل يعنى مشاركته القرار الذى يتعلق به قد المستطاع . ويؤكد هذا الرأى دراسة متخصصة قامت بها المدرسة المتخصصة للدراسات الاجتماعية في الولايات المتحدة على حوالي 400 طفل ، تراوحت أعمارهم من سن رياض الأطفال حتى سن 24سنة على لقاءات مختلفة في سن 5، 9 ، 15، 18، 21 ، واشتملت على حوار مع مربيهم من مدرسين وآبائهم لتجميع معلومات عن ظروق النشأة، والضغوط والمشاكل، واكتمال وظائف هؤلاء الأطفال وتفاعلهم مع البيئة المحيطة، وكانت نتيجة الدراسة أن : المراهقون في الأسر المتماسكة ذات الروابط القوية التي يحظى أفرادها بالترابط واتخاذ القرارات المصيرية في مجالس عائلية محببة يشارك فيها الجميع، ويهتم جميع أفرادها بشئون بعضهم البعض، هم الأقل (من بين الذين تمت عليهم الدراسة) ضغوطًا، والأكثر إيجابية في النظرة للحياة وشئونها ومشاكلها، في حين كان الآخرون أكثر عرضه للاكتئاب والضغوط النفسية . ومن هنا لابد أن يقف كل الآباء والأمهات وقفة مع أنفسهم، ويراجعوا طريقتهم فى التعامل مع أبنائهم، هل هى علاقة قائمة على التسلط والطاعة العمياء والتحكم فى شخصية الأبناء ومحاولة تحديد مصائرهم، أم هى علاقة قائمة على أداء الواجب وتوفير الاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب وملبس وتعليم فقط، أم هى علاقة حقيقية بكل أبعادها المادية والنفسية والعاطفية والتربوية ؟؟ وجه آخر للحب فى السنوات الأخيرة، وفى ظل (زحمة الحياة) وأعباءها وكثرة الاحتياجات المعيشية انشغل معظم الآباء والأمهات عن أبناءهم وأصبحت العلاقة بينهما قائمة فقط على أداء الواجب الأبوى والأمومى ، فالأب يعمل ويجلب المال ويحاول تأمين مستقبل أبنائه ماديا قدر استطاعته وهو دائما مهموم بأعباء العمل ومشكلاته التى لا تنتهى ، والأم مهمومة أيضا بأعباء المنزل ومشكلاته التى لا تنتهى ومحاولة التوفيق بين ذلك وبين أعباء عملها إن كانت من السيدات العاملات، ورغم أهمية وجمال ما يصنعه الأبوين وتحملهما لضغوط عديدة ، إلا أن دائرة العطاء لا تكتمل وتظل احتياجات الأبناء تصرخ وتبحث عن ما يشبعها، احتياجات من نوع آخر، غير المأكل والملبس والتعليم، احتياجات لا تقل أهمية عما يحاول الآباء توفيره بل قد تفوقه أحيانا . علينا أن نتفق مبدئيا أن الشخص حينما ينوى العطاء لشخص آخر لابد أن يعطى بالقدر والكيفية التى يحتاجها الآخر وليس بما يتصوره هو وما يريده هو ، لابد أن نتعلم كيف نتخلص من بعض الذاتية وأن نرى الآخر كما يحب هو أن نراه لا كما نحب نحن، فمثلا إذا كان شخصا يحتاج منا فى موقف ما مشاعر دافئة وأن نقف بجواره نشد من أزره ، فلا ينفعه وقتها أن نترك له جزءا من المال ونتركه ونرحل متخيلين أننا قد أدينا واجبنا نحوه، فما بالنا أن هذا الآخر هو طفلنا وأعز ما نملك فى الوجود ... علينا أن نضبط مؤشر مشاعرنا ، وأن نقوى احساسنا به وبما يحتاج ، علينا نوجه بوصلة علاقتنا به فى الاتجاه الصحيح حتى تلتقط ما يعانيه وما يتوقعه منا . إن أزمة علاقتنا بأبنائنا ـ فى تصورى ـ تكمن فى عدم توحدنا بهم، وعدم تمثلنا لمشكلاتهم وعدم اهتمامنا بمشاعرهم ، فى حين أننا نطلب منهم دوما التوحد بنا وأن يكونوا كما نشاء أو كما نحب تحت مسميات كثيرة من الحب والخوف على مصالحهم والحرص على مستقبلهم ، مما يؤدى بالبعض إلى التسلط والتحكم وفرض الرأى فى كل أمورهم دون مراعاة العواقب الوخيمة والآثار السلبية لذلك ويؤدى بالبعض الآخر إلى إقامة علاقة معهم تنبنى فقط على توفير متطلباتهم الحياتية والمستلزمات المادية وكأنهم بذلك قد أدو واجبا عليهم حتى لا يتعرضوا للوم أو الاتهام بالتقصير ، ولا يهتمون بما هو دون ذلك ، حتى يضطر الأبناء إلى البحث عن آخرين يشعرون بهم ويستطيعون إقامة علاقة حقيقية معهم ، علاقة تحتويهم . ونحن بذلك لا نقلل اطلاقا من أهمية الجهد المبذول من قبل الأبوين لتوفير سبل الحياة المادية والاجتماعية السليمة للأبناء، ولكن نحثهم على مراعاة الجانب الآخر من الحياة ، الجانب النفسى والانفعالى للطفل ، ومحاولة إقامة علاقة آمنة ، وبناء جسرا قويا معهم . قد لا يكون الأمر صعبا أو مستحيلا ، ولكنه فقط يحتاج إلى مراجعة النفس وتغيير نهجا اعتاده بعض الآباء مع أبنائهم، وأن نؤكد أننا فى النهاية لا نهدف إلا إلى مصلحة أبنائنا والوصول بهم إلى بر الأمان وأن يكونوا لنا قرة عين بشكل حقيقى . ومن هنا نعرض لبعض النقاط التى قد تضئ معالم الطريق للأبوين: الأب سفينة النجاة الأب هو رمز الحماية والأمان وقد رسم له التاريخ والدين والتقاليد رمزا قويا ودورا رائدا فى تربية الأبناء وغرس القيم والتقاليد وتعاليم الدين بداخله، وكما نقول نحن المشتغلين بعلم النفس، هو الذى يرسى قواعد القانون الأخلاقى، ويضع نواة الأنا الأعلى بداخل الطفل .فى الآونة الأخيرة، ترك الأب مكانته وتخلى عن عرشه فى علاقته بأبنائه، وهمش دوره، واقتصرت علاقته بهم على العلاقة المادية فقط ، فأصبح الأب بنكا للنقود، وخرينة يفرح الأبناء دائما حيما تملأ بالنقود وتغدق عليهم بها، ونسى الأب حميمية العلاقة ودفء المشاعر، وقد كنا نرى فى سنوات مضت آباء بسطاء ربما لم ينالوا قسطا كبيرا من التعليم، ولكنهم حريصون كل الحرص بعد العودة من عملهم على متابعة أبنائهم وسؤالهم عن أحوالهم إن كانوا كبارا، واللعب معهم ومحاولة القرب منهم إن كانوا صغارا، ومتابعتهم فى دراستهم وصداقاتهم وعلاقاتهم بالآخرين . أين ذهب كل ذلك؟ لماذا تحول الأب فى البيت إلى مجرد شبح أو (بعبع) يخيف الأبناء، إذا حضر إلى البيت سكت الجميع والتزموا الأدب، وجلسوا وكأن على رؤوسهم الطير، وتمنوا خروجه حتى تعود الحياة إلى رونقها، وهو بالطبع فرح جدا بذلك الأدب الجم من قبل أبنائه وقد يفتخر بذلك أمام أقرانه. وهو لا يدرى عنهم شيئا، أين يذهبون، من يصادقون، فى أى سنة دراسية، ماذا يحبون، ماذا يكرهون، ماهى مشاعرهم تجاهه، ما الذى يتوقعونه منه ؟؟؟ وعلى النقيض أب ، نسى حتى الرغبة فى السيطرة ، وترك كل الحياة وأعباء الأبناء ومسئوليتهم على عاتق الأم وحدها وتفرغ هو لحياته العملية والخاصة ، وتخلى عن دوره فى مقابل بخس ، مقابل راحة باله وعدم مشاركته فى أى شئ ، ولم ينتبه إلى أنه شريك سواء شاء أم أبى ، شريك فى صنع مستقبل هؤلاء الأبناء الذين لم يختاروه أبا لهم بل أختارهم هو ، تحول هذا النموذج من الأب إلى (خيال مآتة) أو رمز خاو من المعنى ، من مضمون الأبوة ، فالأبوة ليست نسب فقط ، ليست اسما يكتب وراء اسم الإبن فحسب ، بل هى مسؤلية وأمانة سيحاسب عليها أمام الله . علينا أن ندرك جميعا أن سببا من أسباب عقوق الأبناء لآبائهم، هو عقوق الأباء أنفسهم لأبنائهم وعدم مراعاتهم لهم واعطائهم حقوقهم كاملة والبخل عليهم بالوقت والجهد والنصيحة والحب والتجربة. فقبل أن نحاسب أبنائنا علينا أولا محاسبة أنفسنا كآباء، فالعلاقة بيننا وبين أبنائنا هى علاقة تبادلية وتفاعلية، تقوم على تبادل الحب والاحترام، ويقوى رصيد كل منهما بداخل الآخر، كلما حرصا على العطاء والتراحم واحترام رأى الآخر، فهى ليست علاقة مطلقة أو صماء. الأم القلب الحنون أما الأم ، قد تكون أحيانا ضحية ، ضحية ظروف حياتية صعبة جعلت منها امرأة عاملة، وربة أسرة، وزوجة، وأبا لأبناء أهملهم أبوهم بإرادته، قد تنشغل الأم بكل هذه الأدوار وتكتفى بأن توفر للأب وأولاده طعاما لذيذا، ومكانا نظيفا، وترعى شئون منزلها وعملها، وقد تستطيع متابعة الدروس لصغارها، وتأتى فى نهاية اليوم مرهقة ومتعبة، تبحث عن النوم حتى يمكنها بداية يوم جديد فى دائرة مفرغة . وقد تكون الأم نموذجا آخر لمرأة متعلمة ومثقفة، تركت أبنائها للمربيات، أو وسائل الاعلام والدش والانترنت وأصدقاء السوء وغيرهم ، ولا تسألهم عن شئ تحت زعم الحرية، وحسن التربية، وهى لاتدرى أن لا شئ يظل كما هو مدى الحياة حتى التربية السليمة بدون متابعة واحتواء . وبين قلة الوعى أحيانا، وحسن النية، والانشغال بأمور الحياة ، وتخلى كل منا عن مسئوليته وتركها على عاتق شريكه ، يصرخ الأبناء . ومن هنا نقول : منذ البداية يجب تجنب العنف مع الطفل ، وعدم اللجوء لسلوك العقاب البدنى قدر المستطاع وخلق أساليب جديدة للتواصل معهم ، مثل الاستماع إليهم ومعرفة مشكلاتهم ومحاولة حلها بهدوء ، والتقليل من الانفعال السلبى . يمكنك الجلوس مع ولدك أو إبنتك وقت معين يوميا ، تحكى معه عن يومك وأصدقاءك وتستمع منه عما فعل فى يومه ومع أصدقائه ، فيبدو الأمر وكأنه مشاركة للحياة ، وكأن هناك علاقة جميلة تجمعكما كصديقين يتحاوران ، وهذا يؤثر فى نفس البنت أو الولد بشكل جيد ، حتى لو أنك تحكى له عن شئ بسيط وليس له أهمية كبرى . الإقناع هو أهم وأجدى طريقة للتواصل وتحقيق المطلوب ، حتى لو كان طفلك صغيرا، فهو له رأى ويحب تنفيذه، فإذا تعارض مع رغبتك، حاول اقناعه بالصواب وعرض بدائل مختلفة عليه ، فهو يحب إثبات ذاته، وتحقيق شخصيته، ساعده على ذلك بأقل الخسائر، فإذا أراد إبنك الخروج فى وقت معين مثلا غير مناسب للأسرة، حاول اقناعه بذلك، أو أنك لا تمتلك نقودا بالقدر الكافى، وأنه إذا استطاع تأجيل ذلك ستحقق له ذلك فيما بعد بطريقة أجمل . إشرك أبناءك معك فى مسئولية البيت ومناقشة كل الأمور معه بما يتناسب وعقله وسنه وقدرته على الاستيعاب وناقشا معا عيوبكما ومميزاتكما ، وما يتمناه كل منكما من الآخر ، استمع إلى وجهة نظر إبنك وإبنتك عنك ، وحاول التفكير فيها وتعديلها قدر الامكان . فلا يجدى شيئاً أن نطلب من أبناءنا دايما تعديل أنفسهم وأن يكونوا دايما عند حسن ظننا دون أن نفعل نحن ذلك ونحاول أولا . لابد أن تتعامل مع إبنك وابنتك بقلب الأب أو الأم وبروح الصديق الذى يخاف على صديق وينصحه ويتابعه دون تسلط ، بل ويستشيره أحيانا فى بعض الأمور، فهذا يعزز ثقته بنفسه ويزداد تقديره لذاته ويشعر بأن له أهميه فى المنزل وبأن وجوده ليس كعدمه . على الأم أن تقترب من ابنتها والأب من إبنه فى مرحله المختلفة وخاصة المراحل الانتقالية فى حياته كمرحلة المراهقة المبكرة ، والتى تعد من أخطر المراحل ، ففيها تنمو مشاعر جديدا ويزداد الابن والابنة عنادا وتمردا ومحاولة لاثبات ذواتهم ، بالاضافى إلى الحاجة الشديدة للمعلومة والخبرة عن الحياة الجديدة عليهم كالمعلومات عن أجسامهم ووظائفها، والمعلومات الجنسية السليمة، علينا أن نساعدمهم على المعرفة الصحيحة حتى لا يضطروا للجوء لأشخاص آخرين قد لا يكونوا أمناء ويتسبب ذلك فى مشكلات كثيرة فيما بعد . ساعده على اختيار أصدقائه وأصدقائها منذ الصغر، والتوجيه الدائم له، ومحاولة معرفة ما يدور بينه وبين أصدقائه، وأين يذهبون ، وماذا يشاهدون، دون أن يشعر بضغط ذلك عليه وبأنك تراقبه، أو تفرض عليه الوصاية . أخرج مع أولادك للمتنزهات أو دور السينما أو المسرح أو مكان للترفيه ، أو ساعده على اختيار كتاب للقراءة وناقشه فيه ، أشعره دائما بأنك بجواره ، ولا تحاول ترك فراغا كبيرا أو فجوة بينك وبينهم حتى لا تترك فرصة للآخرين للتدخل بشكل سلبى . عامل إبنك على أنه رجل لأنه بالفعل مشروع رجل كبير مستقل بذاته ، كذلك عامل إبنتك على أنها امرأة ناضجة فى طريقها لتحمل المسئولية كاملة . وأخيرا ، الحب والاحتواء والاحترام هم وسائل قوية لحفظ علاقة جميلة بينك وبين أولادك ، وعلينا أن ندرك أنه ليس هنا عصا سحرية تحل لنا كل المشاكل مع أبنائنا، ولكنها المحاولة بدأب ، والمرونة فى التعامل والصبر عليهم ، فتربية الطفل ليست بالأمر اليسير، كذلك لابد أن نعى أن لكل طفل خصائصه، وطبيعته المختلفة، فليس هناك انسان كالآخر ، فما يلائم شخصا ما قد لا يلائم الآخر، وعلينا دائما أن نحرص على توصيل مشاعرنا الجميلة لأبنائنا وأن نشعرهم بحبنا لهم ، وأن نعودهم منذ الصغر على كيفية التعبير عن مشاعرهم وكيفية اسعاد الآخرين ، وأن يكتسبوا رقة المشاعر ودفء الأحاسيس . باحثـة ومعالجة نفسيـة |