حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
تصــــدع العالم . - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: تصــــدع العالم . (/showthread.php?tid=7414) |
تصــــدع العالم . - بهجت - 12-30-2007 Array أثناء الإنتخابات الأمريكية كتبت صحف كثيرة أن مستقبل العالم مرتبط بمستقبل أمريكا ، و لكني فكرت من جانبي ، بمن يرتبط مصير الأمريكيين ؟،ربما حان الوقت ليسأل الأمريكيون أنفسهم هذا السؤال ؟. أنطونيو تابوكي – كاتب إيطالي .[/quote] في شريط طرحه الأخ طنطاوي لتأبين الرئيس صدام حسين ، اقترح على المشاركين إبداء الرأي حول مستقبل العراق ، و في محاولة جادة بدأت أضع أفكارا حول القضية و لكني توقفت بعد بداية متعثرة ، فقد اكتشفت أنه رغم توفر عدد كبير من النظريات السياسية البراقة ، لم تفلح تلك النظريات أبدا في التنبوء بالديناميكيات الإجتماعية الكبرى مثل إنتهاء الإستعمار أو تفكك الإتحاد السوفيتي أو إنتفاضة الأصوليات الدينية ، و قد تحول المشهد العراقي بالتداعي التراجيدي للأحداث ليكون واحدا من تلك الديناميكيات المعقدة ، هذا التعقيد ليس فقط بسبب تعدد اللاعبين و لكن بالأساس لتعدد الصراعات و مستوياتها ، و هكذا و جدت القضية تتسع لتصبح محاولة لرؤية العالم من جديد و التنبوء ولو بالحد الأدنى من مسارات الأحداث القريبة على الأقل . في شريط سابق ذكرت حقيقة هامة في سوسيولوجيا المسرح الدولي هي أن نسق العلاقات السياسية بين الشعوب و الدول في العالم الذي نعرفه لم يكن أبدا حتميا أو حتى طبيعيا ، و أن بنية الدولة القومية رغم تعميمها مجرد عارض من عوارض التاريخ لم يكن لأحد تصور حدوثها منذ 400 عام ، فالدولة القومية كما نفهمها لم تكن معروفة حتى في منشأها الأوروبي سوى مع معاهدات وستفاليا عام 1648 ،وهي لم تكن معروفة في المجتمعات العربية سوى ربما من 100 عام و أقل ، بل لم تعرف في أكثر المجتمعات العربية حتى اليوم ، إن الإعتقاد بشيوع و تعميم نسق الدولة القومية هو نوع من الوهم المخدر ، لأن حصر التاريخ البشري في أوروبا و أمريكا الشمالية أعطى انطباعا بأن الدولة هي إحدى المسلمات العالمية وهذا غير حقيقي ، فالدولة لها محدداتها الخاصة التي تفترض درجة متطورة من النمو السياسي ، فهي ليست فقط موقع مكاني و زماني و لكنها تفترض التمييز بين العام و الخاص و تنطوي على المركزية و تأسيس الحيز السياسي ، و الدولة القومية لها بنية ثقافية تتجاوز منطق القبيلة و حتى المدينة- الدولة و الإمبراطورية ، نعلم أيضا أن النظرية السياسية الحديثة نشأت في العالم الغربي ،و انتقلت الآن لسيطرة الولايات المتحدة و تصورات مخازن الأفكار في مؤسساتها العلمية ، لهذا نحن جميعا – بما في ذلك السلفيون - متأثرون بالرؤية الغربية للعالم حتى لو لم ندرك ذلك ، ولو كان هناك عامل واحد يؤثر على النظرية السياسية السائدة اليوم فسيكون هاجس الأمريكيين بشأن مستقبلهم ، فالتاريخ يتم إختزاله ليكون تاريخ أمريكا وما عداها يصبح أدوارا مساعدة و كومبارس لا أهمية له سوى إبراز الدور الأمريكي ، بينما تلعب بعض الشعوب دور الشرير الذي توسعه أمريكا ضربا بالرصاص و اللكمات القوية !. على عكس ما تنبأ به فوكوياما من إنتهاء التاريخ بانتصار الليبرالية الغربية ، فيبدوا أن ما انتهى هو حقبة تاريخية فقط ، لقد انتهت الراديكالية اليسارية بالفعل ،و لكن المفاجأة أن اليمين أصبح راديكاليا ، فهناك تغيرات غير مسبوقة يقودها اليمين بينما تحول اليسار إلى المحافظة و اقتصر دوره في الدفاع عن دولة الرفاه ، يشهد العالم الآن فيضانا من التغيرات و بالتالي الإشكالات الجديدة ، و تخضع المفاهيم المستقرة منذ حقب طويلة مثل القوة و السيادة و الأمن و النظام و الصراع و التعاون و القانون إلى المراجعة ، إن تصوراتنا لكل شيء تقريبا أصبحت تفتقد المرجعية الواحدة و بالتالي تفتقد الدقة ، وهذا يفسر الإرباك و التخبط الذي يغلف مناقشاتنا حول كل شيء ، بدءا من طبيعة النظام الدولي القادم وهل هو أحادي أم متعدد الأقطاب إمتدادا إلى دور الولايات المتحدة و هل هي قوة كبرى في سبيلها للإستكمال أم ظاهرة طارئة في طريقها للأفول ، و ما هو مستقبل المنطقة العربية و هل يتجه العرب إلى السلام مع إسرائيل و إيران أم المنطقة ستتجه لحرب نووية مدمرة ؟، ماهو مستقبل الإسلام السياسي هل سيسطر على العالم العربي و يعيده لنمط بدوي يشبه مجتمع الرسول في المدينة أم سينتهي كتجربة عبثية أليمة ، في مواجهة كل ذلك سنلاحظ أنه هناك عقليات تمتلك الصلابة الكافية لمحاولة إرتياد المستقبل وهناك أيضا عقليات ترفض أن ترى التغيير و تصر على أن تخضع الواقع لصيغها الجاهزة . أطرح هذا الشريط في محاولة لرؤية مستقبل العالم كمائدة مستديرة ، طالبا من الجميع المساهمة فيه كشركاء ، و كإجتهاد شخصي سأحدد حزمة من الموضوعات يمكن أن نستهدي بها خلال إبحارنا في المستقبل ، و هي مجرد إجتهاد فمن شاء أن يطرح عناصرا أخرى أو حتى مقتربا آخر فله ذلك . 1- التحولات في مفهوم القوة . 2- الصراعات الدولية و الإقليمية . 3- النظام الدولي و انفجار الإنتماءات . 4- التطور العلمي و التكنولوجي و أفاقه . 5- مستقبل الشعوب العربية . 6- التكامل و الإستبعاد للمجاميع و اللاعبين الدوليين . 7- مستقبل الدين و الفلسفة و التغيرات في المفاهيم الأساسية. 8- النظم الأخلاقية و القيم و المعايير . 9- الإقليمية و العولمة . 10- التنمية و التطور المادي . 11- مشاكل البيئة و تعقيداتها . للجميع وافر التقدير مقدما . تصــــدع العالم . - طنطاوي - 12-30-2007 تسجيل متابعه برايي لايمكن فهم العصر بدون فهم الميديا وخصوصا النت والستالايت اعتقد اهم ما يميز العصر هو وجود الشبكة وانها بتعمل حاجة اسمها positive feed back بمعني ان اللي عايز يقرا حاجة بيقراها ، عايز تقرا ان في خطر علي البيئة ابحث عن مقالات تقول ان الطوفان سيحدث غدا وحتلاقي ، عايز تقرا ان مفيش خطر علي البيئة دور علي مقلات وحتلاقي انه مفيش خطر وان اللي بيقولو ان في خطر دول مجرد علماء رهيفي الحس سذج. بمعني كل انسان بيزداد تطرفه في اتجاه معين بحسب الحاجات اللي هو بيقراها زي ماهو عايز ، مفيش حاجة بتتحكم في اتجاه الاشياء زي الاول ده ادي طبعا لان يبقي مفيش تأكد من اي حاجة عندي كزا نقطة كمان حبقي احاول اصغهم عدل بعد ذلك. (f) تصــــدع العالم . - بهجت - 12-31-2007 الأخ طنطاوي . تقديري . عندما تتناول وسائل الأعلام التغيرات حولنا فهي تنقل لنا أجزاء محدودة من المعلومات في مناسبات عشوائية لا رابط بينها ، و غالبا ما تحفل الميديا بالمتنبئين الشعبيين الذين يخرجون علينا بتحليلات متناقضة ( الجزيرة مثالا ) ، و بهذا نفتقد وجود نموذج أو نماذج عامة تحقق الترابط لهذا الحشد من التدفقات المعلوماتية ، و يمكننا القول أن ثورة الإتصالات التي أتاحت لنا عالما واحدا من المعلومات جعلت هذا العالم يبدوا كأنه عالم من الثرثرة السفسطائية، إننا لا نستطيع خلاله رؤية أو تحديد ما هي القوى التي تجسد اتجاه التطور المفترض ولا مسار هذا التطور ، و بالتالي يبدوا لنا التغيير ذاته كأنه عملية فوضوية و حتى عبثية تماما . إن المادة الإعلامية هي مادة دعائية لا تعكس سوى الثقل النسبي للجهات الممولة ، وهي في البيئة العربية تكون غالبا مادة ضحلة تعبر عن أشد الفئات جهلا و تعصبا و تعكس الأفكار و القيم التقليدة المتعفنة ، مثل أولئك المزيفون كانوا موجدين دائما يقدمون خدماتهم للطغاة الأثرياء في كل الحضارات ،و لكن مع ثورة الإنترنت و الفضائيات زادت تلك الطبقة من المزيفين و أنصاف المثقفين إلى أقصى حد ،و أصبحت قادرة أن تسمع صراخها للكافة و تسويق السفسطة كنوع من الجدل الصحي ، الكلمة الآن متاحة للجميع جدها و غثائها و علينا أن نميز بين هذا و ذاك كمحنة جديدة للبشرية . إن التغيرات السريعة التي يشهدها العالم ليست فوضوية أو عشوائية كما تبدوا في وسائل الإعلام ، فخلف العناوين الكبرى في وسائل الإعلام يمكننا أن نستشعر هياكلا من القوى و أنظمة من الديناميكيات الإجتماعية التي تقود العالم حولنا ، وكي يمكننا أن نبحر في هذا العالم الذي يعاد تشكيله علينا أن نفهم كيف يتغير ، بذلك فقط يمكننا أن نتبنى مفاهيما و استراتيجيات تمكننا من الحفاظ على مصالحنا و تحقيق مستقبلا أفضل بدلا من ردود الفعل الفردية و العشوائية . أشعر أن الحقائق الصلبة دائما مخاتلة و لا يمكنك الوصول إليها إلا بعناء ، فمع ثورة الإتصالات تمترست المعلومات و الأفكار الأصيلة خلف الأبواب الكاديمية و تستخدم لغتها الإصطلاحية للتعبيرعن نفسها ، إن الحقائق أصبحت أبعد منالا على النقيض من المفروض المنطقي ، فلم تعد البدائل أن نعرف أو لا نعرف ، بل إنتقاء المعارف التي يعول عليها في بحر من المعلومات عديمة الجدوى و المربكة ، مثل تلك المعلومات المجدية ستكون غالبا عصية سوى على المتخصص الذي لن يهتم بنشرها أو لا يستطيع النشر لو أراد . تصــــدع العالم . - Beautiful Mind - 12-31-2007 موضوع جرئ تسجيل متابعة :redrose: تصــــدع العالم . - Awarfie - 01-01-2008 بداية اوجه تحية حارة للزميل العزيز بهجت :97: . عودة الى الموضوع اعلاه " تصــــدع العالم ., إبحار إلى عالم جديد" . لا أجد أن المصطلح " تصدع " المستخدم اعلاه ، يعبر عن الفكرة التي يريد بهجت ايصالها الينا . فهناك فرق كبير بين مفهوم التصدع ، و الذي يصيب عادة أشياء ستاتيكية مثل مبنى او جسر او سد او سقف ..الخ ، من ناحية ، و بين تصدع يؤدي الى تغيير العالم و الابحار الى عالم جديد . فالعالم ليس كتلة جامدت قابلة للتصدع ، بل كتلا ديناميكية عملاقة تتصارع ، و قوى مرئية و غير مرئية ، و تتنافس على مصالح و اهداف ، مما يؤدي الى تبدلات مرحلية ذات طبيعة بنيوية ، تطرا على العالم فتؤدي الى تغييره و انتقاله من طبيعة ذات مواصفات سياسية و اجتماعية معينة ، الى طبيعة اخرى مختلفة . فالتاريخ ، تتشارك فيه كافة القوى في هذا التي تصنعه هي القوة العظمى فيه ، او القوة ذات الطاقات الاكبر ، في هذا العالم . و لهذا نجد الغرب يستخدم كلمة power ، و عبارة powerful country للتعبير عن قوة عظمى كقوة الولايات المتحدة الامريكية . و قوة كهذه هي التي تصنع التاريخ بالمقارنة مع غيرها من القوى المؤثرة ، او غير المؤثرة ، على الساحة الدولية . و عند الحديث عن التبدلات التاريخية و التصدعات السياسية و التظاهرات الجتماعية الناتجة عن تلك التبدلات نجد ان علينا ان نذكر امثلة كان فيها لبعض القوى من شعب كوريا انه اتحد مع امريكا و تخلى عما كان يدعى بالشيوعية الكورية التي كان ينادي بها ديكتاتور كوريا الشمالية ، كيم ايل سونغ ، و شاهدنا بعد مرور عقود الى اين انتهت كل من الكوريتين . فشيوعية ( المناضل الثوري الحكيم و القائد الفذ ) كيم ايل سونغ ، و بيروقراطيته ، اوصلتا كوريا الشمالية لان تستجدي الطعام و الوقود من دول العالم ، و هي في الآن نفسه تراكم كمية من اسلحة الدمار الشامل التي تخيف اعتى الدول . و شاهدنا كيف ان كوريا الجنوبية قد قطعت اشواطا في التقدم بكافة ميادينه . و لهذا فلا اجد غضاضة اذا اتهمت امريكا و من يعزف موسيقاها ، كوريا الشمالية بانها شريرة القيادة ، او اذا هددت امريكا كوريا الشمالية بعظائم الامور اذا لم تتخلى عن اسلحة التدمير الشامل خاصة النووية . مثال آخر نسوقه ، هو لا يستطيع احد أن يتبنى النازية او الفاشية او الستعلاء القومي و العسكري العدواني الذي تميز به نظام الامبراطور في اليابان قبل و اثناء الحرب العالمية الثانية . و لولا قنبلتي امريكا النوويتين ، لما تمكنت امريكا من اجبار الامبراطور على الاعتراف بالهزيمة و تسليم اليابان للحلفاء ، لتبقى بعدها تحت قيادة حزب ليبرالي ديموقراطي حكمها وما زال بالتعاون مع امريكا . كذلك الامر بالنسبة الى المانيا التي تم اسقاط نظامها و تحولت الى دولة ديموقراطية ، متقدمة بكل المقاييس . و تكفي هذه الامثلة للقول ان امريكا ن كدولة امبراطورية لها حقوق و منافع اقتصادية نفعية لا شك هي تعمل على تحصيلها من هذا العالم ، كما ان عليها واجبات اخلاقية يفرضها عليها موقعها كقائدة الزامية ، بحكم قوتها ، لهذا العالم ن بغض النظر عما تحمل من قيم . ربما يرى البعض الى الديموقراطية و كانها مفهوم اخلاقي طوباوي . أي يرى بان على امريكا ان تحترم قيم الشعوب و نظرتها الخاصة نحو الاشياء و ان تتعامل معها على هذا الشان . لكن السياسة بمفهومها الواقعي ن لا تعترف بهكذا ديموقراطية . فالسياسة تحركها عقيدة القوة ، او مجموع الطاقات التي تملكها قوة سياسية ما للوصول الى تحقيق اهدافها و مصالحها ، ولو على حساب الآخرين . فما كانت السياسة العملية يوما ذات منحى اخلاقي ، بل حركتها المصالح بعيدا عن اية اعتبارات . فالتوحيد البيسماركي الشهير في المانيا لم تحركه سوى المصالح البروسية و ضرورة توزسعها و تمددها . و الحرب العالمية الثانية لم تحركها سوى المصالح التي كان هتلر يسعى الى تحقيقها ، و ليس مآرب هتلر النظرية و فكرة العرق الآري ، ما شابه . و التمدد الامبراطوري الاسلامي لم تحركه عقيدة نشر الدين الاسلامي بقدر ما كانت مصالح الخليفة و هواجسه الاقتصادية الامنية العسكرية تتطلب ذلك . نصل الى ان بعض القوى ضمن بعض الشعوب لا تستحق فعلا اقل من ضرب بالرصاص من قبل القوات الامريكية ، خاصة انها اثبتت ان جشعها اكبر من قدراتها ، و ان تعاملها مع الخارج غير الامريكي لن يعفيها من تلقي الضربات الامريكية . فالبراغماتية السياسية هي ما يميز السياسي العملي عن السياسي الطوباوي . قد اخطأ فوكوياما ، و تلقى ردودا كثيرة . اما اليمين فقد كان راديكاليا منذ زمن طويل ، لكن البعض لم يلاحظ راديكاليته الا بعد ضربة 11 سبتمبر . من ينكر الدعم السعودي لكافة الحركات الاسلامية الراديكالية في العالم منذ عقود !!!!؟ و هل بدا الارهابي ابو سياف الفليبيني المسلم ارهابه بعد 11 سبتمبر ام منذ عقود !!!؟ و هل نسي البعض الارهاب الذي مارسه حزب الاخوان المسلمين في سوريا ( طبعا لن ننسى ان هناك ارهاب دولة كان يمارس على الشعب السوري ، وما زال من قبل السلطة الحاكمة ) قبل ضربة 11 سبتمبر باكثر من عشر سنين !!؟ ...... الخ لا اجد ان اليسار اقتصر دوره على الدفاع عن دولة الرفاه بقدر ما اجد انه تشظى الى فرق و تيارات تتميز بتعاونها مع اليمين الديني مدعية انها تساهم في صمود ثقافة الممانعة ضد الامبريالية الاميريكية . عندما نتحدث عن طبيعة النظام الدولي القادم ربما نحتار فيما اذا سيكون كذا ام كذا ن لكن النظام الدولي القائم هو دون شك نظام القطب الواحد . و لا يغشنكم تردد امريكا و ظهور نوع من التقاعس عن الرد على تجاوزات دول لا تشبع شعبها الرغيف مثل كوريا او ايران او سوريا . فانما تلك التناقضات الظاهرية ما هي الا نتاج لصراع داخل امريكا نفسها بسبب مصالح اولياء الامر الامريكيين انفسهم . فلو اتفقت امة امريكا على ضرب دولة ما او احتلالها عندها لن تهتم امريكا بالفيتو الروسي او الصيني او السيريلانكي ، و احتلال أفغانستان و العراق خير ما يثبت ذلك . اما بشان مستقبل المنطقة ، فيتم تصنيعه يوميا و بايدي مهرة ، لكن شويش بشويش ، أي بهدوء و روية على طريقة واثق الخطوة يمشي ملكا ، فامريكا تصنع المنطقة كما تهواها ، لكن اصحاب النفس القصير لا ينتبهون لذلك . اما العلاقة مع ايران ، و ان استعصت على البعض و فسر الامر بالتراجع الامريكي ، فهو واهم ، لان الاعدادات الامريكية ، اكانت لضغط نفسي على الشعب الايراني ام لحرب مقبلة ، لم تتراجع بعد . فما عادت حاملة الطائرات الامريكية المتواجدة في الخليج الى بلادها . ولا يغرنكم خفوت الصوت الامريكي ، بينما عملية نشر الدرع الصاروخي في اوروبا في تقدم مستمر لدرجة ان الرئيس الروسي نفسه قالها منذ ايام بان هذا المشروع موجه ضد ايران ، لاستخدامه في الوقت المناسب . و يظن البعض انه في حالة قيام حرب بين الايرانيين و الامريكيين ، لن يكون الامريكيين رابحين ( كما ادعى مذيع قناة الجزيرة التي تنطق بالنفس الارهابي في كل خبر تنشره ) ، و لقد سبق لي ان قلتها منذ وقت طويل بان امريكا اذا ما شنت حربها على ايران فستسبق الحرب بارسال رسالة الى الايرانيين ، مفادها ، اذا آلمتمونا فلن نتورع عن مد بساط نووي احمر فوق ايران ، و ليدافع عنكم الروس و الصينيين ان ارادوا !!!!!! و خير اثبات على توقعي هذا هو ما ذكره نيكسون في مذكراته ، ان رئيسة الوزراء الاسرائيلية حركت الصواريخ التي تحمل رؤؤس نووية تجاه مصر و سوريا في بداية حرب عام 1973 و كانت جاهزة لاستخدامها اذا لم يتعظ قادة مصر و سوريا ، و هذا من اسباب نكوص الجيش المصري بعد اندفاعته القوية ، و اضطرار السادات الى وقف المعركة و ترك الجيش السوري وحيدا في الحرب . و سبق للشاذلي ( بطل العبور ) ان صرح في احدى المناسبات ، بانه فوجىء بامر من السادات يطلب منه التوقف عن الاستمرار في التقدم نحو اسرائيل ووضعها تحت التهديد الحاسم . اذا فلا امل لطهران في حرب ضد الامريكيين ، ولو بعد حين ، الا اذا كان صاحب الفكرة من عشاق ثقافة الممانعة على طريقة قناة الجزيرة و نظام حماس و نصرالله و بشار اسد ، و كان يظن ان الاعتبارات الاخلاقية ، او الفيتوات النظرية في مجلس الامن ، قد توقف امريكا عن ثأر ذو مفعول يتجاوز مفاعيل قنبلتي هيروشيما و ناكازاكي باضعاف مضاعفة . و بما ان لامريكا اوراق كثيرة تلعبها ، فما كانت لتلجا فورا لاستخدام سلاحها النووي ضد الكوريين الشماليين او الايرانيين . بل لجات الى اساليب اقل فاعلية لكنها اكثر قبولا اخلاقيا و ارضاءا لمصالح فئات و قوى داخل المجتمع الامريكي الذي يخسر كثيرا اذا ما نشبت حرب بين الدولتين ، العظمى و القزمة !! كما اراها ، اضاءات بسيطة قدمتها حول الموضوع اعلاه ، و هذا لا يقلل من قيمة ما طرحه الموضوع من افكار جيدة و هامة . تحياتي. :Asmurf: تصــــدع العالم . - بهجت - 01-01-2008 Arrayإن النزعة الراديكالية لم تعن فقط تغيير الواقع ، بل أيضا ضبط هذا التغيير و التحكم فيه. [/quote] عزيزي بيتوفل مايند . :97: أشكر اهتمامك و أنتظر تعليقاتك التي ستثري الموضوع متى شئت . العزيز Awarfie .:97: مداخلة هامة تليق بك . من الصحي أن تكون هناك وجهات نظر متعددة ورؤى مختلفة تدور حول مستقبل العالم كما نراه ، و كلما تعددت و تنوعت وجهات النظر كلما استحق الموضوع عناء طرحه و متابعته ، إني لا أنكر حيرتي حتى في اختيار العنوان ، أردت ببساطة أن أطرح أسئلة لا أملك إجابات عنها ، ولا أعرف هل سيستغرقني تأمل النظام العالمي القديم و هو يتداعى أمامنا ، أم سيمكننا إستشراف عالم جديد لا يعرف حتى صانعوه كيف يتشكل ، إننا لا نعيش في العالم القديم و لكننا أيضا لم نصل إلى العالم الجديد ، ففي الأزمنة الإنتقالية كزماننا يغلف عدم اليقين كل شيء ، لهذا اخترت العنوان الرئيس الأكثر تعبيرا عن مجمل الأفكار التي تستغرقني الان و هي تدور حول ما أصاب النظام العالمي التقليدي من شروخ عميقة في صميم قواعده التي تأسس عليها ، مثل تخلخل نموذج الدولة القومية ، عودة المقدس إلى السياسة الدولية ، إنتفاضة الأصولية الدينية ، شكل السلطة و تحولاتها ، النظم و المعايير الأخلاقية ،إستبعاد مجاميع عديدة و تهميشها خارج التاريخ الفعال ، نموذج الأسرة .... الخ ، هكذا رأيت النظام العالمي الذي عرفناه يتصدع و ينهار ، و لأن لدي القليل الذي أتصوره عن العالم الجديد كان الإبحار إليه عنوانا فرعيا . نعلم يا عزيزي أن الراديكالي اليساري كان تقليديا هو البطل التاريخي الحالم بعالم حر حقيقي ، يمكن للبشر أن يسيطروا فيه على حركة التاريخ ، و أن ينفصلوا عن كل تقسيمات البرجوازية و متلازماتها ، كان في عبارة موجزة النموذج الثوري التقدمي ، فالثورة كانت أداته المفضلة للتغيير. هكذا ارتبطت الراديكالية التي تعني إجراء تغيرات جذرية في المجتمع باليسار خاصة اليسار الماركسي، و أصبح الراديكالي تاريخيا هو (البعبع) الذي يقض مضاجع البرجوازيين ويقود التغيرات المجتمعية العنيفة ، و مع إنتشار الفكر الراديكالي و قيمه عرفت البشرية نماذجا عملاقة للثوري في مختلف المجتمعات المتقدمة و المتخلفة على السواء ، وكان كارل ماركس قادرا على إلهام رجالا متنوعين لتحقيق نفس الغايات ، رجالا لهم أكثر الملامح اختلافا يمتدون عبر كل الإجناس ، رجالا باختلاف ماوتس تونج و لينين و روزا لوكسمبرج و سيكوتوري و أرنستو جيفارا و فيديل كاسترو وروجيه جارودي و إسماعيل صبري عبد الله وجورج حاوي و المهدي بن بركة . إن النزعة الراديكالية لم تعن فقط تغيير الواقع بل أيضا ضبط هذا التغيير و التحكم فيه ،و هذا المشروع الثوري العظيم هو تحديدا الذي شيعناه إلى مرقده الشعبي في نهاية القرن العشرين ، لم يكن هناك الكثيرون عند القبر للرثاء، فاليسار الأوروبي كان مشغولا في التبرؤ من الشيوعية التي يرون إختفائها مصيرا طبيعيا لثورة خانها أصحابها !، نعم لقد انتهى التاريخ الذي نعرفه و بلغ نهاية المطاف ، إن جسور الإشتراكية احترقت ، و الماركسية أضحت من الماضي و أحلام الإنسان في عالم حر سعيد انتهت بكابوس مخيف ، لقد فقد اليسار روحه الثورية و انتهت الإشتراكية لتكون اتجاهات محافظة ، غاية جهدها هو الدفاع عن إنجازها التاريخي الوحيد دولة الرفاه ، أما الإشتراكيون في أوروبا فقد توقفوا عن أن يكونوا طليعة التاريخ ، و تنحصر جهودهم في التوافق مع الرأسمالية بديلا عن تجاوزها . كل ما سبق هو مقدمة منطقية لتدشين مرحلة طويلة من الثبات و الإستقرار و التباطوء في التغييرات الإجتماعية أو حتى توقفها كلية ،و أن يقوم التاريخ بنسخ نفسه و إعادة إنتاج نفس الأحداث ، وهذا تحديدا ما كان في خلفية فرانسيس فوكوياما عندما تنبأ بإنتهاء التاريخ ، و لكن ما حدث في الواقع كان نوعا من المفاجأة التاريخية ، فمع تحول الإشتراكيين إلى المحافظة أصبح المحافظون راديكاليين ،و بدأت مرحلة جديدة تماما من التاريخ . إن العالم في نهاية القرن العشرين لم يكن كما تنبأ به رواد الإشتراكية و مؤسسوها ، لقد اعتقدوا أننا كجماعة بشرية كلما زادت معارفنا بالواقع المادي و الإجتماعي كلما كنا أقدر على التحكم فيهما ، و لكن الأحداث جائت مخالفة لتلك التوقعات بل على النقيض منها ، فكلما زادت معارفنا إزداد عجزنا على التنبوء بالمستقبل و التحكم فيه ، و ها هو العالم الذي نعيش فيه أصبح يسوده الإضطراب و عدم اليقين ، إن التدخل البشري في ظروف الحياة الإجتماعية و في الطبيعة أدتا إلى بروز مخاطر جديدة و غير مسبوقة ، لقد شهد العالم سلسلة من التطورات العميقة خلال السنوات 40- 50 الأخيرة أدت إلى حدوث تصدعات و شروخ عميقة في العالم الذي عرفناه سابقا و أدت إلى تغيره بشكل إنقلابي كلية . تصــــدع العالم . - قطقط - 01-01-2008 Array [color=#330033]مثل إنتهاء الإستعمار [/quote] هل إنتهى الإستعمار ؟ وما هو الذى نعيش فيه ؟ فى غيبوبة وتكميم ، وعجز عن مواجهة كتلة الأكاذيب الضخمة التى تحيط بنا فى كل مكان لما شفت العنوان قلت لن اشترك فى الموضوع ده لأن عالمنا تصدع من 14 قرن ونحاول جمع شتاته تصــــدع العالم . - neutral - 01-01-2008 Array لما شفت العنوان قلت لن اشترك فى الموضوع ده لأن عالمنا تصدع من 14 قرن ونحاول جمع شتاته [/quote] تصدع عالمك يازميل قطقط كان بمثابة حتمية تاريخية لافكاك منها. تصــــدع العالم . - قطقط - 01-01-2008 Array تصدع عالمك يازميل قطقط كان بمثابة حتمية تاريخية لافكاك منها. [/quote] لييييييه ؟ :puzzled: تصــــدع العالم . - بهجت - 01-02-2008 Array بداية اوجه تحية حارة للزميل العزيز بهجت :97: . ........................................................... مثال آخر نسوقه ، هو لا يستطيع احد أن يتبنى النازية او الفاشية او الستعلاء القومي و العسكري العدواني الذي تميز به نظام الامبراطور في اليابان قبل و اثناء الحرب العالمية الثانية . و لولا قنبلتي امريكا النوويتين ، لما تمكنت امريكا من اجبار الامبراطور على الاعتراف بالهزيمة و تسليم اليابان للحلفاء ، لتبقى بعدها تحت قيادة حزب ليبرالي ديموقراطي حكمها وما زال بالتعاون مع امريكا . كذلك الامر بالنسبة الى المانيا التي تم اسقاط نظامها و تحولت الى دولة ديموقراطية ، متقدمة بكل المقاييس . ................................................ نصل الى ان بعض القوى ضمن بعض الشعوب لا تستحق فعلا اقل من ضرب بالرصاص من قبل القوات الامريكية ، خاصة انها اثبتت ان جشعها اكبر من قدراتها ، و ان تعاملها مع الخارج غير الامريكي لن يعفيها من تلقي الضربات الامريكية . فالبراغماتية السياسية هي ما يميز السياسي العملي عن السياسي الطوباوي . ........................................................................ تحياتي. :Asmurf: [/quote] مقدرا أهمية مداخلة الأخ أوارفي :redrose:. أحب أن أتوقف عند جزئية أراها هامة بالفعل، و يمكننا صياغتها في شكل قضية لتكون : الدور الأمريكي في إنتصار الديمقراطية نتيجة حروبها الكبرى السابقة سواء العالمية الثانية أو الباردة ، و ما تمثله المانيا و اليابان و دول شرق أوروبا كنماذج لهزائم عسكرية و استراتيجية تحولت لإنجازات ديمقراطية و تنموية بفضل التدخلات و الثروة الأمريكية و إمكانية تكرار ذلك في المنطقة العربية ( العراق مثالا ) . أولا لا أنكر الدور الأمريكي في دعم الديمقراطية في العالم الغربي و آسيا ، فيكفي اعتراف أعداء أمريكا السابقين بهذا الدور و بينهم شعوب بوزن الألمان و اليابانيون ، و لكني سأردف مؤكدا أن التدخلات الأمريكية في البلدان الإسلامية لم تكن ناجحة بل جائت سلبية و مدمرة لفرص الحداثة و التنوير . لن أتوقف عند الجوانب الأخلاقية و الثقافية ، فتلك أمور خلافية ربما تستغرقنا طويلا ، و لكن أركز على الإعتبارات المادية الصلبة ، سنجد أنه في أوروبا و اليابان كانت هناك كوادر متعلمة و إدارية راقية و تراكمات علمية و تكنولوجية يعتد بها ، و بمجرد هزيمة تلك الدول و سقوط الأنظمة السياسية بها ، لم تسقط الدولة ذاتها بل سرعان ما تقدمت عناصر جديدة أفضل من سابقتها لقيادة الدولة و المجتمع ، تلك العناصر تمكنت من النهوض بالمجتمع من جديد و تحقيق إنجازات مبهرة مستعينة بالموارد الأمريكية ، بينما تفتقد الدول الإسلامية كل ذلك ، فليس هناك علم ولا علماء و لا تراكمات حضارية من أي نوع باستثناء بعض منتجات التحديث المشتراة بثمن باهظ ، فبمجرد إنهيار غطاء السلطة في العراق مثلا انهارت الدولة كلها و تعرى المجتمع الذي كشف عن هشاشة حضارية ووطنية لا تصدق ، نفس الموقف يتكرر في أفغانستان و الصومال و لبنان و فلسطين و تقريبا في كل مكان آخر في العالم العربي و الإسلامي ، هناك عامل آخر ربما لا يكون ظاهرا ، فاليابانيون مثلا يؤكدون في كتاباتهم و لقاءاتهم على الدور الحيوي الذي لاعبه مواطنوهم الذين عاشوا في الغرب و أمريكا في نقل القيم الليبرالية و الروح الديمقراطية بالإضافة إلى العلوم و التكنولوجيا إلى بلادهم ،و أنهم قاموا بدور الرابطة التساهمية بين بلادهم و الحداثة في الغرب ، بينما نجد دور العرب الذين يعيشون في الغرب سلبيا ،و أنهم غالبا أكثر تعصبا و انغلاقا من مواطنيهم في الشرق الأوسط حيث تنتشر بينهم الأصوليات الدينية و القومية ، و كثير منهم ينشطون في العمليات الإرهابية و تأييد القاعدة ، هذه الظاهرة في حاجة بالفعل لدراسة جادة منفصلة . أخلص من هذا أن على أمريكا و الغرب أن يعيدا تقدير موقفهما بشكل جذري ، فما نجح بامتياز في العالم كله تقريبا فشل بدرجة ضعيف جدا في شعوب عالقة في بحار بعيدة ربما بلا أمل في العودة ، . |