![]() |
|
اتفاق الجزائر إذ يلغى للمرة الثانية - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64) +--- الموضوع: اتفاق الجزائر إذ يلغى للمرة الثانية (/showthread.php?tid=7459) |
اتفاق الجزائر إذ يلغى للمرة الثانية - حسام يوسف - 12-27-2007 اتفاق الجزائر إذ يلغى للمرة الثانية كتب: عريب الرنتاوي دفعة واحدة، ومن دون سابق إنذار، أقدم الرئيس العراقي جلال الطالباني على إلغاء اتفاقية الجزائر التي أبرمها الزعيمان المخلوعان، صدام حسين ومحمد رضا بهلوي في آذار من العام 1975، وبرعاية الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، في ثاني خطوة من نوعها تستهدف الاتفاق ذاته، حيث سبق لـ"صدام الرئيس" أن ألغى ومن جانب واحد في العام 1981، الاتفاق الذي سبق لـ"صدام النائب الأول" أن أبرمه قبل سنوات ست، ليعود بعد تسع سنوات لإحياء الاتفاق المقبور وتجديد العمل به تحت ضغط الحرب "الثلاثينية" عليه والحصار المديد والمرير الذي أعقبها. الاتفاقية المذكورة، جائرة بكل المقاييس، أعطت إيران ما ليس لها أو من حقها في مياه شط العرب، أبرمها صدام حسين تحت ضغط عاملين اثنين: النفوذ المهيمن لشاه إيران في تلك الأزمنة، والضغط الشديد المترتب على "انتفاضة الأكراد" التي بلغت ذروة غير مسبوقة في تلك الحقبة. اليوم، يقدم الرئيس العراقي، الزعيم الكردي أساسا، على إلغاء الاتفاقية مع إيران، مذكرا بمواقف للمعارضة العراقية (التي باتت تتولى مقاليد حكم العراق الآن) رافضة لهذه الاتفاقية بالكامل، باعتبارها لا تمثل إرادة الشعبين العراقي والإيراني، وقعها "ديكتاتوران" لا يمثلان شعبيهما ولا يعبران عن مصالحهما العميقة. لا جديد في مواقف الطالباني والحركة الكردية العراقية، على أن الظروف المحيطة بإعادة طرحها تجعل منها تطورا نوعيا ومهما في سياقات ثلاث مترابطة ومتداخلة: السياق الأول: العلاقة الكردية التركية، ففي الوقت الذي كان الطالباني يعقد فيه مؤتمرا صحفيا مشتركا مع البرزاني والهاشمي في منتجع دوكان الرئاسي في السليمانية، كانت الطائرات الحربية التركية تشن موجة جديدة من الغارات على مواقع حزب العمال الكردستاني شمالي العراقي، الأمر الذي يثير التساؤل حول النتائج المترتبة على فتح جبهتين في آن واحد: واحدة مشتعلة مع تركيا وأخرى ستشتعل مع إيران. السياق الثاني: الاضطراب والالتباس والتأزم في العلاقات العراقية الإيرانية، فطهران صديق حميم لجزء من الشعب العراقي وشيطان رجيم في عيون جزء آخر منه، هي حليف لفريق ضد فريق، وفوق هذا وذاك، هي لاعب رئيس يتخذ من العراق ساحة لتسوية حساباته الإقليمية والدولية، بأيدي عراقية ودماء عراقية وعلى أرض عراقية وعلى حساب المصلحة العراقية، ومثل هذه التصريحات ستفضي إلى تسريع عمليات الاصطفاف وبناء المحاور بين الأفرقاء العراقيين، وهي العملية التي تجري الآن على غير جبهة وبفعل أكثر من "متغيّر واحد". السياق الثالث: اشتداد حدة الخلاف والاختلاف بين الائتلاف الكردي وحكومة المالكي الشيعية، وانبثاق تحالف جديد بين أكراد العراق وعربه السنة، ففي الوقت الذي كان فيه الطالباني يلعن إلغاء اتفاق الجزائر، كانت حكومة المالكي تستعد لإرسال وفد إلى طهران للبحث في "إحياء" الاتفاق والعمل ببنوده، في انشقاق خطير وعامودي بين القيادات العراقية حيال ملف بالغ الأهمية، هو ملف العلاقات العراقية - الإيرانية. أما السياق الرابع، غير المباشر، فهو السياق الذي تراوح فيه العلاقات الإيرانية – الأمريكية بين مد وجزر، حيث سيدخل التأزم الكردي (العراقي) الإيراني على جدول أعمال هذه العلاقة انفراجا وتفجيرا. الخلاصة أن العراق يشهد حراكا سياسيا نوعيا: صراع شيعي – شيعي، سني – سني، شيعي – سني، كردي – عربي – تركماني، أزمات كردية – تركية، وعراقية - إيرانية، صحوات مصطرعة وتبدلات في التحالفات والمحاور، وإلى أن يجري تفكيك "كرة الخيطان" هذه، سيظل العراق في عنق الزجاجة تعتصره مصاعب مرحلة الانتقال وتعقيداتها. 27 - 12 - 2007 |