حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
قصة اختيار الأذان - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58) +--- الموضوع: قصة اختيار الأذان (/showthread.php?tid=7672) |
قصة اختيار الأذان - arfan - 12-12-2007 عندما أكدت وزارة الأوقاف فكرة توحيد الأذان في مساجد القاهرة ليذاع من إذاعة القرآن الكريم، تفجر الخلاف بين شيوخ الأزهر، بالرغم من أنهم ينتمون إلى نفس المذهب الشافعي، حول مشروعية التوحيد هذه. واعترض المجلس المحلي (البلدي) بالقاهرة على توحيد الأذان، مع العلم بأن هذا المجلس مهمته الرئيسية السهر على صحة وسلامة سكان القاهرة وحمايتهم من الأوساخ والقاذورات التي أضحت سمةً من سمات القاهرة، وليس من مهامه الحفاظ على الإسلام. وتخلت كذلك إذاعة القرآن الكريم عن اتفاقها على إذاعة الأذان الموحد، ربما نتيجة ضغط شيوخ الأزهر أو الممول السعودي. وقد عللت إذاعة القرآن رفضها ب (تمسكها بإذاعة الأذان بصوت الشيخ محمد رفعت ورفضها إذاعة أية أصوات أخرى تختارها الوزارة.) فصوت المؤذن أصبح أهم عندهم من محتوى ورسالة الأذان. (ورفض الدكتور أحمد عبد الرحيم السايح أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، عضو مجمع البحوث فكرة «الأذان الموحد» وقال: انها تتعارض مع المساحة الواسعة للقاهرة الكبرى أو أية منطقة أخرى في العالم لأن من المفروض أن خطوط الطول والعرض تتحكم في مسألة اختلاف الوقت. وأشار إلى أن الأذان هو الإعلان عن دخول وقت الصلاة، والمواقيت تتباين باختلاف الأماكن، ومن هنا كان توحيد الأذان مخالفا لما اقتضته تعاليم الإسلام، فضلا عن أن «توحيد الأذان» يضيع أجر المؤذنين عند الله تعالى. واعتبر السايح مسألة توحيد الأذان «مشغلة للناس» ثم إن الاعتماد على الأدوات العلمية أو الالكترونية في الأذان قد تؤدي إلى ألا يكون هناك أذان فكثيرا ما تتعطل هذه الأجهزة، وبالتالي لا تقوم بالغرض الذي أنشئت من أجله، ولذلك نطالب بأن يبقى أذان كل مسجد قائما بذاته.) (نفس المصدر السابق). والدكتور هنا يحاول أن يُلبس اعتراضه لبوس العلم الحديث ويتحدث عن خطوط الطول وفارغ الوقت بين الأماكن المختلفة. فإذا عرفنا أن القاهرة تقع على خط طول 31 درجة ونصف الدرجة تقريباً ومدينة السويس على خط32 درجة ونصف الدرجة، يكون الفرق الزمني بينهما حوالي 4 دقائق بينما المسافة الأرضية بينهما حوالي 120 كيلومتراً. فهل المسافة بين مساجد القاهرة من أقصاها إلى أقصاها تتعدى دقيقة واحدة في التوقيت؟ وهل فرق الدقيقة الواحدة في الأذان يبرر كل هذا الاختلاف وتأخير إنجاز مهم مثل توحيد الأذان بالراديو بدل كل تلك الأصوات المنكرة التي تزعج الساكن والزائر؟ وربما نسي الشيخ أن الأذان في حياة الرسول كان توقيته بزوال الظل أو طلوع الفجر أو مغيب الشمس، ووقت أي صلاة يمتد عدة ساعات. فمثلاً صلاة العصر وقتها من الزوال إلى مغيب الشمس. فهل فرق الدقيقة الواحدة سوف يؤثر على إقامة الصلاة؟ لا اعتقد ذلك. وربما كان السبب الثاني الذي قدمه الدكتور أكثر وجاهة. فهو يقول إن توحيد الأذان يضيع أجر المؤذنين عند ربهم لأن توحيد الأذان سوف يجعل بقية المؤذنين فائضين عن الحاجة وبذا يضيع أجرهم من الحكومة قبل ضياع أجرهم عند ربهم. وفي السعودية نظر مجلس المجمع الفقهي الاسلامي برابطة العالم الاسلامي في مكة المكرمة بشأن حكم توحيد اذاعة الاذان عن طريق مسجلات الصوت الكاسيت في المساجد، لتحقيق تلافي ما قد يحصل من فارق الوقت بين المساجد في البلد الواحد حين اداء الاذان للصلاة المكتوبة. واطلع المجلس على البحوث المعدة في هذا من بعض اعضاء المجمع، وعلى الفتاوى الصادرة في ذلك من سماحة المفتي سابقا بالمملكة العربية السعودية الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ وما قررته هيئة كبار العلماء بالمملكة، وفتوى الهيئة الدائمة بالرئاسة العامة لادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد في المملكة، وتتضمن هذه الفتاوى الثلاث عدم الاخذ بذلك، وان اذاعة الاذان عند دخول وقت الصلاة في المساجد بواسطة آلة التسجيل ونحوها لا تجزئ في اداء هذه العبادة. وقد أقر مجلس المجمع الفقهي الإسلامي ان الاذان من شعائر الاسلام التعبدية الظاهرة، المعلومة من الدين بالضرورة بالنص واجماع المسلمين، ولهذا فالاذان من العلامات الفارقة بين بلاد الاسلام وبلاد الكفر، وقد حُكى الاتفاق على انه لو اتفق اهل بلد على تركه لقوتلوا. كل هذا التشبث بالماضي ومقاومة التقدم والحضارة هو الذي نكب البلاد العربية وأدى لتخلفها. فالأذان لم يبدأ العمل به إلا بعد أن هاجر محمد إلى المدينة، وطوال الثلاث عشرة سنة التي قضاها في مكة بعد بدء الرسالة لم يكن هناك أذان رغم فرض الصلاة، فكيف أصبح الأذان عبادة في الإسلام لا يجوز تحديثها وتوحيدها، ولم تنزل به آية أو حتى حديث يقول إنه عبادة؟ أن الشيوخ قد تبنوا المايكروفونات على المآذن لتحل محل صوت بلال بن رباح بكل سهولة، ولكنهم الآن يقولون إن الأذان لا يجوز تحديثه. فدعونا نبحث في تاريخ الأذان في الإسلام حتى نعرف إن كان فعلاً عبادة. يقول ابن هشام في سيرته (قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدمها إنما يجتمع الناس إليه للصلاة لحين مواقيتها، بغير دعوة، فهمَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدمها أن يجعل بوقاً كبوق يهود الذين يدعون به ، لصلاتهم ، ثم كرهه ثم أمر بالناقوس ، فَنُحِتَ ليُضرب به للمسلمين للصلاة. فبينما هم على ذلك إذ رأى عبدُ الله بن زَيْد بن ثعلبة بن عبد رَبِّه، أخو بَلْحارث بن الخزرج ، النداء، فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال له : يا رسولَ الله ، إنه طاف بيِ هذه الليلة طائفٌ : مرّ بي رجل عليه ثوبان أخضران ، يحمل ناقوساَ في يده ، فقلت له : يا عبد الله، أتبيع هذا الناقوس ؟ قال : وما تصنع به ؟ قال : قلت : ندعو به إلى الصلاة، قال : أفلا أدلك على خير من ذلك ؟ قال : قلت : وما هو؟ قال : تقول : الله اكبرُ الله اكبرُ، الله اكبرُ، الله أكبرُ، أشهدُ أن لا إله إلا الله ، أشهدُ أن لا إله إلا الله ، أشهدُ أن محمداً رسولُ الله ، أشهد أن محمداً رسولُ الله ، حَىَّ على الصلاةِ، حىَّ على الصلاةِ، حىَّ على الفلاحِ ، حىَّ على الفلاحِ ، الله أكبرُ، الله أكبرُ، لا إله إلا الله فلما أخبرَ بها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، قال إنها لرؤيا حَقٌّ ، إن شاء الله ، فقم مع بلال فألقها عليه ، فليؤذن بها، فإنه أنْدَى صوتاً منك) (السيرة النبوية، ج3، ص 36). وكرر نفس القصة ابن الجوزي في كتابة المنتظم في التاريخ، نقلاً عن ابن سعد. فقصة اختيار الأذان الذي حلم به أحد الرجال ولم يوحه الله لمحمد الذي كان قد فكر في اتخاذ البوق أو الجرس لإعلان الصلاة، لا تنم على أن الأذان عبادة، فكل العبادات من المفروض أن يكون قد أوحاها الله لرسوله. فلماذا يصر شيوخ الإسلام على التخلف وربطنا بالماضي وإضفاء القدسية على كل تقليد تليد؟ يقول ابن قيم الجوزية في كتابه زاد المعاد: (كان يؤذن للرسول اثنان بالمدينة: بلالُ بن رباح، وهو أول من أذن لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وعمرُو بن أم مكتوم القرشي العامري الأعمى) (ج1، ص 52). فإذاً الأذان كان موحداً في المدينة في حياة الرسول ولم يؤذن له أحدٌ غير بلال، إلا إذا كان بلال غائباً أو مريضاً، فيؤذن ابن أم مكتوم. فهل شيوخ اليوم أعلم بأمور الدين من نبيهم؟ وبعد كل هذا التأخر والتخلف الذي ابتلانا به الإسلام تخلى المسلمون عن إسلامهم وراحوا يعبدون الأولياء في الأضرحة العديدة المنتشرة في جميع بلاد المسلمين، خاصة العراق وسوريا ومصر. وفي أحد المواقع الإسلامية العديدة على شبكة الإنترنت، يتحدث أحد المسلمين عن ضريح السيدة زينب بنت الإمام على بن أبي طالب، بسوريا، فيقول (وفي أجواء روحانية، من صلاة ودعاء تشعر وأنت تعيش في كنف هذا الحرم المقدس مع قلوب مؤمنة طاهرة شديدة العلاقة بأهل البيت تشعر وكأنك في محراب عبادة دائم.. حيث يكون المرء أقرب إلى ربه وتكون الصلاة أكثر قبولاً وما أكثر الزوار الذين يلجأون إلى قبر السيدة زينب ويدعون إلى الله أن يقضي حوائجهم ببركة هذه المرأة المؤمنة المجاهدة والصابرة. إنهم ليتشفعون بها إلى الله لكي يجعلهم أكثر إيماناً وتقوى ويحل لهم بعض ما استعصى عليهم من مشاكل الحياة. نعم فإنها دون أدنى ريب شفيعة ومشفعة.) انتهى. أليس هذا ما كان يفعله العرب الوثنيون قبل مجيء الإسلام عندما كانوا يتقربون بأصنامهم إلى الله ويقدمون لها القربان نيابةً عن الله؟ ويستمر المسلم أعلاه فيقول (اعتاد زوار المقام أن يقدّموا أضحيات ونذور من الغنم والماعز تذبح في مسلخ المقام ثم توزع كلها أو بعضها على الفقراء، وقررت لجنة الأشراف إحداث مسلخ جديد مبني على أحدث الأسس وتتوفر فيه كلّ الشروط الصحيحة وبالسّعة الكافية لاستقبال أصحاب النذور). فهل هناك أي شك في وثنية مسلمي اليوم؟ منذ نهاية الدولة العباسية الأولى ونحن نعيش في تخلف وجهل وفوضى وإجبار الناس على الصوم والصلاة ونهيهم عن ما نراه منكراً بالعصا والسوط والسجون، بسبب الإسلام الذي تخلينا عنه أخيراً. أليست هذه أكبر نكبة حلت بالعالم العربي؟ |