نادي الفكر العربي
هي فوضي؟ - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: فـنــــــــون (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=80)
+---- المنتدى: شاهدت لكم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=47)
+---- الموضوع: هي فوضي؟ (/showthread.php?tid=7679)

الصفحات: 1 2


هي فوضي؟ - طنطاوي - 12-11-2007

كمباراة شطرنج بين خصمين قويين يسير الصراع في فيلم هي فوضي ليوسف شاهين ومساعده خالد يوسف ، صراع بين امين شرطة مرتشي وفاسد وبين وكيل نيابة شاب ، صراع بطئ ومحكوم بقانون الغاب الذي يحكم المحروسة ، التي لا يحترم فيها الا ذوي القبعات السوداء ، ومن منطلق مبدأ لايفل الحديد الا الحديد كان لزاما ان ينتمي البطل لنفس الجهاز ربما اقتناعاً من السينارست انه لايستطيع ان يقيم صراعا واقعيا بين شرطي وبين اي شخصية اخري بمصر الا ببهدلة الاخيرة . لعل اهم مايميز الفيلم هي شده واقعيته ، كاتب السيناريو ابدع بنقل ما يجري بمصر بواقعية شديدة ، من سرقة وبلطة واهانة بل و تعذيب ، ولعل عبارة حاتم التي يكررها "اللي ملوش خير في حاتم ملوش خير في مصر" تلخص ما يريد ان يقوله المخرج من ان اللي ملوش خير في جهاز الشرطة بمصر ملوش خير فيها ككل وهوامر صحيح لحد كبير. حتي وكيل النيابة ذاته تعدي (من وجهة نظر قانونية محايدة) تعدي في اكثر من موضع علي زملائه سواء علي امين الشرطة او صديقة ضابط المباحث او مامور القسم ، باختصار الفيلم يصف الوجه القبيح للعمل البوليسي المصري.

شخصيات الفيلم ناضجة جداً وحية جداً وشهد الفيلم مولد عملاق اسمه خالد صالح الذي مثل دور "حاتم عبد الباسط" حيث ابدع وتفاني في اجبار المشاهد علي ان يكرهه ، فقد استطاع ببراعة شديدة التماهي مع جوهر الشرطي الفاسد في مخيلة الوعي المصري مستثيراً كمية كبيرة من المشاعر السلبية التي يكنها المصريون لجهاز الشرطة الذي هو" بخدمتهم" بحسب شعاره . الشخصيات الاخري هي الشخصيات العادية التي تجدها ببقية افلام يوسف : الام الحنونة التي تعمل علي مكنة خياطة وتتكلم بطيبة طوال الوقت ، المناضلة القديمة هالة فاخر ام وكيل النيابة و كالعادة مشاهد من مظاهرات السيتينيات والسبيعينيات التي تثير نوستالجيا المصريين للمراحل السياسية السابقة ، وكيل النيابة الحنون الخارج من قصة حب مع بنت رقيعه لا تستحقه ، البنت الرقيقة منة شلبي التي تصبح محور الصراع بطبيعه الحال.


المشاهد بالفيلم صورت بحرفية عالية ، كثير من مشاهد المظاهرات التي يحبها يوسف والتي تعبر عن تقديسه للعمل الشعبي ، مظاهرات كبيرة علي راسها مناضلة ..التيمة التي يحبها يوسف وربما احد تشكل احد احلامه ، الكثير من مشاهد الرقص في بارات وغير بارات ، مشاهد رمزية كثيرةكالمشهد الذي يضع فيه حاتم حذائه علي قلب احد المواطنين ، صورة للعذراء "منة شلبي" تبكي دما بعد اطلاق النار عليها ربما يقصد المخرج ان الانثي مقدسة ، حاتم يخفض مسدسه بعد ان اطلق النار علي وكيل النيابة تماما كما ينام القضيب بعد القذف ..ربما يرمز المخرج لان مسدس الشرطي هو كقضيبه يتحرش به بالناس. كالعادة كل افلام يوسف لازم يكون فيها حته سياسة ، حيث يندد بمرشح الاخوان في احد المشاهد ، وحته سكس.. حيث ينقل لنا السكسي شو الذي تقوم به السجينات للسجناء حيث يخلعن ثيابهن مقابل اموال تمرر عبر كوة بالجدار .

ريتم الفيلم بطئ ، فرغم ان القصة يمكن ان تحكي بخمس دقائق الا ان المخرج يتصاعد بالصراع بحنكة وبطريقة تشد انتباه المشاهد تماما بحيث لايمكن ان تتنبأ بما سيحدث ، ولعل هذا يكشف بوضوح بالنهاية عندما يبحث وكيل النيابة عن شريك بعملية اغتصاب قام بها حاتم و اخفاه في احد اقبية القسم ، حيث نظل حوالي ربع ساعه بين شد وجذب لاخراج الشريك، وحتي بعد ان يعرف مكان اخفاءه يقوم الشريك بالاختباء تحت مائدة فتقوم البطلة بقلبها فيجري للاختفاء وراء الباب حيث يلعب المخرج بالعاب المشاهد التواق لهرس عظام هذا الشريك بعد كل هذا.


حتي الاضاءة تثير الاعجاب كثير من المرات تاتي الاضاءة بطريقة تجعل المشهد يبدو كلوحة فنية متقنة.. لوحة فنية متحركة وموقعة باسم العملاق يوسف شاهين.

لن استطرد اكثر الفيلم فعلا must-seeاو لازم-يتشاف بالمصرية.


http://www.youtube.com/watch?v=gES_ozO1dno

تحية

ملحوظة :

ليلي بلاش تكتبي رد في موضوع ضحكة ولها معني ، والنبي عايز موضوعي ده يشوف الشمس:icon_cry:


هي فوضي؟ - ابن سوريا - 12-11-2007

رائع جداً جداً.
ذكرتني بالفيلم ،فلقد قرأت عنه منذ أشهر، وكنت مقرراً أن أشاهده، ولا بد لي الآن أن أذهب أشاهده فمن المؤكد أنه يعرض منذ فتر ةفسينمهات باريس، ويا رب نلحقه، فعلى الأغلب هناك سينما أو اثنتين تعرضه بكل العاصمة.
شكراً لك بهذا العرض.
على فكرة هل "خالد صالح" هو الشرطي؟ إنه فعلاً ممثل مبدع، ولقد أعجبني بدوره الصغير في عمارة يعقوبيان، وتحس فيه فعلاً بالكره للنيابي الفاسد أيضاً.

(f)


هي فوضي؟ - بنى آدم - 12-11-2007

Arrayهي فوضي؟[/quote]
طنطاوى صحح نيتك لا قصدى صحح عنوانك
انت هاتعمل زيهم يا عمى العنوان الأصلى والصواب هو :

هى فوضى .

يعنى جملة تقريرية خبرية لأنها هى فعلا فوضى اما لو وضعنا علامة الإستفهام فيكون سؤال واجابة السؤال ربما تكون لا ليست فوضى دى دولة منظمة وكل انسان يعلم حدوده وحقوقه

لذا فلتذهب علامة الاستفهام الى الجحيم ويحل محلها فضاء او نقطه صماء .


هي فوضي؟ - طنطاوي - 12-11-2007

نعم طارق اعتقد طلع بدور الفولي ، وكان دورة متميز برضه . اتمني ان تلحق الفيلم فهو جيد حيث اظن انه له علاقه ولو من بعيد بما يحدث ببعض الدول العربية الاخري .

بني ادم ،

ممكن اغلس الان واقولك انني اتساءل عن الفيلم هل نراه مثلاً او لا نراه ؟

لكن انا مش حغلس ، شكراً علي التصحيح لكن كنت اتمني ان تضيف شيئاً للموضوع ذاته(f)


هي فوضي؟ - Raheel - 12-12-2007

Array
طنطاوى صحح نيتك لا قصدى صحح عنوانك
انت هاتعمل زيهم يا عمى العنوان الأصلى والصواب هو :

هى فوضى .

يعنى جملة تقريرية خبرية لأنها هى فعلا فوضى اما لو وضعنا علامة الإستفهام فيكون سؤال واجابة السؤال ربما تكون لا ليست فوضى دى دولة منظمة وكل انسان يعلم حدوده وحقوقه

لذا فلتذهب علامة الاستفهام الى الجحيم ويحل محلها فضاء او نقطه صماء .
[/quote]

بني آدم

وأنا اللي كنت فاكرك هاتصححه الشكل اللغوي ألاقيك بتصححله المعنى
سواءاً كانت جملة خبرية أم جملة إسفتهامية
فـ طنطاوي كاتبها غلط فعلاً لأنه حاطط الياء مش الألف اللينة

تصحيح "هي فوضى "
مش " هي فوضي "



هي فوضي؟ - Serpico - 12-12-2007

لا بقى هو سؤال فعلا

بس سؤال استنكاري والاستنكارية هنا بغرض التريقه...ايه عمرك ما قلت "هي فوضى ولا ايه؟" بتريقه

طنطاوي قبل ما اقرا...هل في حرق في نقدك...يعني اقرا ولا ايه عشان انا ناوي اشوف الفيلم ومش عايز حد يحرق


هي فوضي؟ - طنطاوي - 12-12-2007

راحيل وبني ادم انتم اثنان و للمرئ خصيتان بكيس الصفن. :D


أحمد ، لم اركز علي سرد القصة


هي فوضي؟ - سيستاني - 12-12-2007

للاسف يا طنطاوي ليس هناك امكانية لمشاهدة الفيلم في السينما هنا لان الفيلم المصري لا يوزع في المغرب فيبقى الامل الوحيد ان تتسرب نسخة مقرصنة للنت نتلقفها ان شاء الله رغم علاتها و عيوبها
في صحف اليوم خبر عن عرض الفيلم على هامش مهرجان مراكش السينمائي مع اشادة بروعته من طرف النقاد في المهرجان.
اتمنى ان يصالحني الفيلم مع سينما يوسف شاهين التي لا اتذوقها بمجملها باستثناء باب الحديد و بين ايديك و المهاجر
خالد صالح ممثل عبقري و من الاكتشافات الجميلة للسينما المصرية مؤخرا ، تعرفت عليه اول مرة من خلال دور القاضي في فيلم محامي خلع و تابعته في افلامه التي توالت و ابانت عن موهبة فذة .


هي فوضي؟ - حسام يوسف - 12-12-2007

لا تعول كثيرا على الفيلم يا سستانى
رفاق لى شاهدوه واصيبوا بفقع مرارة مزمن
وانا لن اتتعتع لاشاهد فيلم لشاهين مرة اخرى بعد عاهاته الاخيرة

هذا نقد لصديقة حول الفيلم

هى فوضى


الفوضى التى أحدثها فيلم (هى فوضى) من مشاكل مع الرقابة والسلطة والهيئات الفنية فى مصر أثارت فضول الجمهور بشكل كبير... توقعوا أن يشاهدوا فيلم من العيار الثقيل , لكن للأسف تهاوت كل هذه التوقعات بمجرد عرض الفيلم!



ولا يعنى مما سبق أن الفيلم فاشل ولا يستحق المشاهدة.. بالعكس تماما!! الفيلم يحتوى على جميع عناصر العمل الفنى الجيد ولكنها لا تصل أو حتى تتقرب به من الكمال. الفيلم يحكى عن حاتم (خالد صالح) أمين الشرطة الفاسد الذى يستغل نفوذه للسيطرة على من حوله ولتحقيق مصالحه الشخصية, ومنها فرض نفسه على جارته الشابة نور (منة شلبى) التى تعمل كمدرسة لغة انجليزية. تقع نور فى حب شريف (يوسف الشريف) وكيل النيابة وابن مديرة المدرسة التى تعمل بها. وعلى الرغم من معرفة الأم (هالة صدقى) بحقيقة مشاعر نور الا انها لا تستطيع أن تمنع ابنها من الارتباط بفتاة أخرى منحرفة السلوك. تتطور الأحداث ويترك شريف خطيبته ويبدأ باستشعار حب نور ناحيته. فى هذه الأثناء نرى محاولات حاتم الفاشلة فى كسب رضا نور وحبها, وصدها له المرة بعد الأخرى, ويصل غضب حاتم الى ذروته عندما يرى أن علاقة نور وشريف قد أصبحت جدية مما يؤدى الى اغتصابه لها بوحشية. وبعد محاولاته من التملص من جريمته, تثبت ادانته فى النهاية ويختار أن ينهى حياته بيده.



قد تبدو قصة الفيلم معتادة ومكررة.. وهى كذلك بالفعل! الا أنها لا تخلو من بعض العناصر الجديدة التى تلقى الضوء على الجوانب النفسية لبعض الشخصيات. أما عن الحوار فقد جاء ضعيفا لا يعلو الى مستوى الفيلم ولا يلمس مشاعر الناس.. فمثلا على الرغم من أهمية افصاح حاتم لنور عن ماضيه والعذاب الذى عانى منه فى طفولته الا أنه جاء بشكل مفاجىء وغير متوقع .. وكأنه أدخل ادخالا فى هذا المشهد. كما أن تحول مشاعر شريف من سلفيا الى نور كان غير مقنع بالمرة, ففجأة وبعد رفضه التام لنور نجد أنه يهيم بها حبا وعلى اتم الاستعداد للزواج بها!



تناول الفيلم بأسلوب جيد العديد من المفاهيم بشكل مختلف عن المعتاد. فمثلا مفهوم الحب فى الفيلم جاء مشوها مبنيا على فكرة التملك والخوف من الفقدان. حاتم أراد أن يتملك نور ماديا حتى لو أدى ذلك الى تدميرها حتى لا تكون لشخص اخر غيره! حتى أن تعبيره عن حبه لها كان ماديا.. فهو يسرق صورتها وملابسها الداخلية ويتخيلها دائما فى عقله بصورة شهوانية. وداد أيضا- مديرة المدرسة- أظهرت ذلك النوع من الحب.. فحبها لزوجها كان حقيقيا لكنه أيضا مبنى على فكرة التملك, لذلك عندما فقدته لم تتقبل فكرة فقدانه وأحلت-دون وعى- ابنها شريف مكان زوجها.. فجاء ذلك الاحلال كنوع من القضاء على الشعور بالفقدان. علاقة شريف بسلفيا أيضا كانت شهوانية وخارجة عن المألوف.



كما عودنا دائما يوسف شاهين.. فقد لعب على عنصرى الرمزية والمبالغة بشكل كبير فى هذا الفيلم. فهو ملىء بالرموز التى يستنتجها المشاهد لا شعوريا. فمثلا تمزيق حاتم للوحة الأثرية التى فشل أن يخرجها من الاطار يكشف جانب من شخصيته, وهو ميله الى تدمير ما يفشل فى الحصول عليه, تماما كما حدث مع نور. أما عن الباروكة فهى تعكس رغبته فى التحسن ليس خارجيا ولكن داخليا أيضا, وبذلك عند سقوطها وسخرية نور منه يفقد حاتم اخر أمل فى استعادة انسانيته مرة أخرى.. وكما قال فالباروكة كانت "استكها واسع" مما يدل على أن ارادته فى التحسن لم تكن قوية بما يكفى. وفى نفس المشهد فى المطعم وبعد رفض نور النهائى له يقف غاضبا ونرى مسدسه معلقا فى حزامه من الخلف معبرا عن السلطة والقوة التى يلجأ اليها متى شعر بالرفض أو الفشل. وفى مشهد اخر تصطحب والدة شريف نور لتشترى لها فستانا ونجد بعد ذلك أنه هو نفس الفستان التى كانت ترتديه نور وقت الاغتصاب, وكأن هذا الفستان يرمز الى حب شريف لها.. فقد وهبته الأم لها فى البداية بموافقتها على هذه العلاقة, ثم بعد ذلك يغتصبها حاتم ونرى الفستان ممزقا ملوثا بالدماء كأنه أراد أن يمزق ويلوث تلك العلاقة الطاهرة بين نور وشريف والتى تقف كحاجز بينه وبين نور نفسها.

أما عن أسماء الشخصيات فكانت رمزيتها واضحة كوضوح الشمس.. فمثلا وكيل النيابة العادل اسمه "شريف".. ووالدة نور (هالة فاخر) اسمها "بهية" ليدل على عظمتها كأم او ربما هى رمز لمصر كلها.. والفتاة الرقيقة الحالمة التى تأمل فى حب حقيقى اسمها "نور"... كما أن اختيار اسم "حاتم" لشخصية أمين الشرطة كان موفق جدا, وكأن وجوده ووجود هذه السلطة التى يمارسها أصبح أمر حتمى لا يمكن الخلاص منه.



أما عن عنصر المبالغة فنجده بوضوح من خلال نفوذ حاتم ومبالغته فى استغلال كل من حوله على الرغم من كونه مجرد أمين شرطة, كما نجده أيضا فى سلوك سلفيا المستهتر وفى مشهد النهاية حين تجمع أهالى الحى من أجل مطاردة حاتم. وهذه المبالغات تهدف الى التأكيد على حالة الفوضى والانحلال التى تعانى منها مصر أخلاقيا واجتماعيا وسياسيا.



نبرة السخرية فى الفيلم واضحة ولازعة ويمكن تمييزها بسهولة وكان الهدف الأساسى منها فى أغلب المواقف هو نقد نظام الحكم والقهر الذى تمارسه السلطة فى مصر ممثلا فى شخصية حاتم. وقد ساعد على ذلك أداء خالد صالح الرائع, وجملته الشهيرة.."اللى ملوش خير فى حاتم, ملوش خير فى مصر!"



شخصية حاتم من أجمل وأعقد الشخصيات التى رأيتها حتى الأن.. وبالفعل هى شخصية فرويدية بكل المعانى! الفوضى التى يشير اليها الفيلم ليست فوضى على المستوى الاجتماعى والسياسى فقط, وأنما هى فوضى داخل شخصية حاتم نفسه, فمفاهيمه عن السلطة والحب والدين تعتريها الفوضى.. السلطة لديه قوة وقهر, والحب تملك, والدين خرافات وخزعبلات. حاتم شخصية مصابة بعقدة نقص ولدتها لديه معاناته فى مرحلة الطفولة.. فهو دائما يشعر أنه أقل لذلك يلجأ الى الشىء الوحيد الذى يشعره بالقوة والهيمنة: السلطة! لذلك نجد أن كل مشكلة يواجهها فى حياته يلجأ الى السلطة كالحل الوحيد, وفى كل مرة يشعر بالرفض من نور كرجل يلجأ الى شخصيته كأمين شرطة وكأنها هى الستار التى يخفى ورائه ضعفه... فنجده مرة يعذب المساجين ومرة اخرى يتسلط على عسكرى مسكين.. الخ. وانتحاره فى النهاية جاء كنتيجة لفقده لشخصية أمين الشرطة التى يختبأ ورائها, فهو على يقين أنه لن يستطيع أن يواجه العالم كمجرد "حاتم" لذلك انتحر!! ورغبة حاتم فى التدمير هى أيضا جزء من شخصيته, فهو يميل الى تدمير كل ما يفشل فى الحصول عليه مثل الطفل الذى يكسر لعبته حتى لا يلعب بها طفل اخر! واغتصابه لنور كان نتيجة ذلك وكان أيضا لرغبته فى أن يجعلها له الى الأبد.. أن يضع بداخلها جزء منه. أى أنه اغتصابها لها كان مدفوعا بغضبه ورغبته فى التملك- لذلك كان عنيفا وأحدث لنور نزيف وأضرار بجهازها التناسلى على الرغم من أنها كانت فاقدة الوعى أى لم تقاوم. وبرغم بشاعة مشهد الاغتصاب الا أنه مزج بمشاهد او لقطات سريعة تمثل ما يدور فى عقل حاتم فى ذلك الوقت.. نور وهى فى المستشفى تعانى من الام الولادة وهو بجانبها, ومشهد اخر وهى تحمل طفلا صغيرا وهو أيضا بجانبها يبتسم... هذه اللقطات كانت أكثر من رائعة! فهى تخلق نوع من التنافر بين ما يحدث فعلا وبين ما يتم تخيله كما أنها توضح رغبة حاتم الدفينة فى أن يكون له العائلة التى طالما حرم منها.



هناك بعض الزيادات التى يمكن قصها بسهولة فى هذا الفيلم مثل شخصية سمية (صفوة) التى كان من الممكن الاستغناء عنها دون التأثير على الفيلم. وربما كانت موجودة فقط للتأكيد على رغبة حاتم فى التملك.. فهى دائما ما كانت تقول له: "أنا بتاعتك" مما كان يشعره بالرضا التام عن نفسه.



أما عن الاضاءة فقد نجح كل من يوسف شاهين وخالد يوسف فى استغلالها استغلالا جيدا, فنلاحظ أنه فى المشاهد التى تصور حاتم وحيدا وهو يفكر فى نور أن الظلام يخيم عليها وكأنه فى حاجة الى "نور" فعلا! كما أنها من جانب اخر تعكس الظلام الداخلى الذى يعانى منه.



وفى النهاية -أقولها بصراحة شديدة- أن السبب فى جودة هذا الفيلم هو الأداء الرائع لجميع أبطال الفيلم. خالد صالح أبدع فى تصوير شخصية من أصعب وأعقد الشخصيات, فبعد مشاهدة الفيلم.. لا يمكنك أن تتخيل حاتم أن يكون شخصا اخر الا خالد صالح. ومنة شلبى أثبتت فعلا أنها أفضل ممثلات الجيل الجديد وعلى الرغم من خبرتها الفنية القصيرة الا أنها استطاعت أن "تهز" مشاعر الجماهير فى المشهد الذى تلى اغتصابها! أما عن هالة فاخر وهالة صدقى .. فكان هذا الأداء الجميل شيئا متوقعا من فنانتين فى خبرتهما. ويبدو من ذلك أن ما يقال عن يوسف شاهين صحيحا بخصوص مقدرته على ان يخرج أفضل ما فى الممثل الذى يعمل معه! ومقارنة بعمالقة التمثيل هؤلاء, ظهر أداء يوسف الشريف ضعيفا وباهتا بعيدا كل البعد عن الملحمة الادائية التى قدمها الفيلم.



على الرغم من انطباق مقولة "المركب اللى فيها ريسين تغرق" على هذا الفيلم الا أنى أراه لم يغرق بالكامل.. فاختلاف أسلوبى يوسف شاهين وخالد يوسف الواضح فى الفيلم لم يتسبب فى اضعاف الفيلم بالكامل. ومن يعرف؟!... فربما هذا التضارب هو نوع من الفوضى أيضا... ما (هى فوضى) بقى!!


هي فوضي؟ - يجعله عامر - 12-12-2007

مولانا الطنطاوي (f)أسعد الله صباحكم
طبعا بأيدك أن الفيلم يعبر عن واقع مهبب ومنيل بستين نيله ، عالجه السينارست مع ( الاستاذ ) يوسف شاهين كعادته في خلق جوه الخاص بافلامه ، وبرفض ان يكون عنوان الفيلم كما يفهمه البعض من انه تساؤل
يمكن يكون الفيلم خاتمة اعمال يوسف شاهين ، لانه لاول مره يكتب ع القفيش مع اسمه اسم حد تاني ، وهو النصاب : خالد يوسف ( زوج منه شلبي ) مبحبش الواد ده لله في لله كده ، كنا في حفله في الاوبرا وكان فيها مجموعه من الممثلين يتكلموا عن حسين كمال المخرج ، واكتر واحد كان متعنتظ ومتكبر وبيتهت في الكلام كان هو ، رغم وجود عماليق وعملقات زي ليلى علوي ويوسف شاهين ومحمود حميده وعبعزيز وغيرهم
المهم
لي اشارة بس خالد صالح بالاصل ممثل مسرحي ، اعتلى خشبة المسرح التجريبي كثيرا لمدة تطول عن الـ 15 عام ، يعني اتعلم صح ، واشتغل صح ، يمكن تقصد اكتشافه سينمائيا بأنه تفرّد هنا بدور البطولة ، وبدور الجلاد والقوي اللي بيبرز على غيره من الادوار ، الملفت صحيح اكتر انه بطل يكون صول او شاويش مش ظابط ، ويمنح هذه السلطات كلها ، ويتحكم في خلق الله
فعلا هيه فوضى