نادي الفكر العربي
هل يمكن توفيق قصة الخلق المسطورة في الأديان الإبراهيمية مع تطور الإنسان؟ - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار اللاديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=63)
+--- الموضوع: هل يمكن توفيق قصة الخلق المسطورة في الأديان الإبراهيمية مع تطور الإنسان؟ (/showthread.php?tid=7680)

الصفحات: 1 2


هل يمكن توفيق قصة الخلق المسطورة في الأديان الإبراهيمية مع تطور الإنسان؟ - read - 12-11-2007

بدايةً ، فإن هذا الموضوع ليس لمناقشة صحة التطور من عدمه ، والرجاء ممن يريد دحض حقيقة التطور أو كروية الأرض أو دورانها حول الشمس فتح شريط آخر وليكتب فيه ما يشاء مع كامل الاحترام والتقدير. الموضوع موجه بالدرجة الأولى لمن لا يرى تعارضاً بين ما يقوله العلم حول تطور الإنسان واشتراكه مع القردة في أصلٍ مشترك (common ancestor) وبين ما يقوله كتابه المقدس حول قضية خلق الإنسان.

تتفق الديانات الإبراهيمية الثلاث (اليهودية ، المسيحية ، الإسلام) على أن أول البشر هو "آدم" خلقه الله من طين. وخلق زوجته "حواء" من أحد أضلاعه ، ومن تزواج آدم وحواء وتناسلهما وتناسل ذريتهما أتينا نحن البشر. في المقابل ، لا يوجد في العلم ما يُعرف بأب وحيد للبشر أو أم وحيدة تزواجا وأنجبا الذرية البشرية ، والتطور الذي أدى إلى انفصال الجنس البشري عن الجد المشترك لم يحصل فجأة وإنما بصورة تدريجية عن طريق الطفرات والانتخاب الطبيعي الذي يعمل على كثافة سكانية (population) وليس على فردين فقط. وفيما يلي أعرض نصوصاً من الكتب المقدسة لدى أتباعها تناقض تطور الإنسان.

1- اليهودية والمسيحية:
يُعتبر سفر التكوين الذي يحكي قصة خلق العالم والدواب والإنسان وسقوطه في الخطية وإخراجه من جنة عدن أول أسفار الكتاب المقدس لدى اليهود والمسيحيين. هناك فريقاً من كلا الديانتين يعتبر أن قصة الخلق الواردة في التكوين ليست سوى أسطورة ولا يجب أن تؤخذ حرفياً لكنه لا ينفي أنها مكتوبة بواسطة الروح القدس. وفي الجانب المقابل ، فهناك شريحة عريضة ممن يتمسك بحرفية كل كلمة واردة في السفر ويرفض ما يقوله العلم بشأن الخلق بل يحاول أن يُطوع العلم ويعيد صياغته ليوافق ماورد في التكوين وهؤلاء من يُعرفوا بالخلقيين (creationists).
شخصياً، لا يهمني ما يعتقده كل فريق في كتابه أو في حرفية الوحي ولا أريد مناقشة هذا الموضوع. الموجود بين يدي هو كتاب يُدعى بالمقدس المفترض أن يخبر البشر عن قصة وسبب وجودهم لا أن يكرر لهم أساطير الأولين أو يدعي بأن الحكاية مكتوبة بحسب ثقافة البشر في ذلك الزمن حيث عندها لن نستطيع أن نأخذ منه حقاً ولا باطلاً حول قضية وجودنا ممن يُفترض أنه خالق البشر العليم بصنعته وكيفية خلقهم!

نقرأ في سفر التكوين الإصحاح الثاني عن خلق آدم من تراب ونفخ الروح في أنفه حتى يصير كائناً حياً:
7وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ تُرَاباً مِنَ الأَرْضِ وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْساً حَيَّةً.
8وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلَهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقاً وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ.

وعن حواء زوج آدم نقرأ ما يلي:
20فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ. وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِيناً نَظِيرَهُ.
21فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ سُبَاتاً عَلَى آدَمَ فَنَامَ فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلَأَ مَكَانَهَا لَحْماً.
22وَبَنَى الرَّبُّ الإِلَهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ.
23فَقَالَ آدَمُ: ((هَذِهِ الْآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هَذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ)).
24لِذَلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَداً وَاحِداً.
25وَكَانَا كِلاَهُمَا عُرْيَانَيْنِ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ وَهُمَا لاَ يَخْجَلاَنِ.

2- الإسـلام:
نجد بعض الاختلاف والغموض في نظرة الإعجازيين حول قضية تطور الإنسان ولعل سبب ذلك وضوح القرآن والحديث في هذا الشأن. هناك بالطبع القرآنيين الذين تخلصوا من الإيمان بالأحاديث حتى يأخذوا راحتهم في تأويل آيات القرآن ولي أعناقها بما يتفق مع الحقائق العلمية التي من ضمنها تطور الأحياء.

الأحاديث التالية توضح كيفية خلق آدم وحواء حسب المنظور الإسلامي:
-‏حدثنا ‏ ‏محمد بن بشار ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن سعيد ‏ ‏وابن أبي عدي ‏ ‏ومحمد بن جعفر ‏ ‏وعبد الوهاب ‏ ‏قالوا حدثنا ‏ ‏عوف بن أبي جميلة الأعرابي ‏ ‏عن ‏ ‏قسامة بن زهير ‏ ‏عن ‏ ‏أبي موسى الأشعري ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن الله تعالى خلق ‏ ‏آدم ‏ ‏من ‏ ‏قبضة ‏ ‏قبضها من جميع الأرض فجاء بنو ‏ ‏آدم ‏ ‏على قدر الأرض فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل ‏ ‏والحزن ‏ ‏والخبيث والطيب ‏
‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن صحيح
http://hadith.al-islam.com/Display/Display...%E1%CD%CF%ED%CB

يخبرنا الحديث السابق بأن خلق آدم كان من قبضة قبضها الملاك من جميع مناطق الأرض ، ويعزو سبب اختلاف ألوان البشر وصفاتهم وطبائعهم إلى كون التراب الموجود في القبضة متنوع ومختلط من جميع تراب الأرض وليس من مكان واحد فقط.

‏-حدثني ‏ ‏عبد الله بن محمد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الرزاق ‏ ‏عن ‏ ‏معمر ‏ ‏عن ‏ ‏همام ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏خلق الله ‏ ‏آدم ‏ ‏وطوله ستون ذراعا ثم قال اذهب فسلم على أولئك من الملائكة فاستمع ما يحيونك تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة ‏ ‏آدم ‏ ‏فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن
رواه البخاري
http://hadith.al-islam.com/Display/Display...=0&Rec=5154

كان طول آدم من عندما خلقه الله من قبضة الأرض ستون ذراعاً ولكن أطوال البشر في عصرنا أقصر من ذلك بكثير. والسبب في ذلك -حسب النظرة الإسلامية- هو وجود آلية طبيعية تجعل أطوال البشر تتناقص مع الزمن فأجدادنا قبل ألف سنة مثلاً يجب أن يكونوا أطول منا بصورة ملحوظة.
يجدر الإشارة إلى أن العلم يقول عكس ذلك تماما! فتطور الإنسان كان من الأقصر للأطول ، فعلى سبيل المثال كان أخوتنا من إنسان النياندترال أقصر قامة من البشر الحالي.

-‏حدثنا ‏ ‏أبو كريب ‏ ‏وموسى بن حزام ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏حسين بن علي ‏ ‏عن ‏ ‏زائدة ‏ ‏عن ‏ ‏ميسرة الأشجعي ‏ ‏عن ‏ ‏أبي حازم ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء
رواه البخاري
http://hadith.al-islam.com/Display/Display...=0&Rec=5159

قال ابن حجر في شرحه معلقاً: ‏قوله ( خلقت من ضلع ) ‏‏بكسر المعجمة وفتح اللام ويجوز تسكينها , قيل فيه إشارة إلى أن حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر وقيل من ضلعه القصير , أخرجه ابن إسحاق وزاد " اليسرى من قبل أن يدخل الجنة وجعل مكانه لحم ".

فالضلع الأعوج المقصود في الحديث هو أحد أضلاع آدم التي أخذها الرب منه وهو نائم وكساها لحماً وصورها حواءً كما قرأنا ذلك سابقاً في سفر التكوين.

أما في القرآن الذي يتفق على حجية دلالته جميع المسلمين باختلاف شيعهم وفرقهم وطوائفهم ، فآيات خلق آدم واضحة ومباشرة في هذا الشأن فآدم مخلوق من طين لازب وحمأٍ مسنون وصلصال كالفخار. وهناك آيات تفقد معناها إذا لم يكن الخلق تم بصورة فجائية من طين عن طريق كلمة (كن) ؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر:

-(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) سورة آل عمران - الآية 59

حسب الاعتقاد المسيحي فإن ولادة يسوع من أم عذراء بدون أب بشري سببه لاهوتية المسيح والحاجة إلى مخلص لا يرث الخطية. بينما لا نجد تبريراً مقنعاً لاعتراف الإسلام بالولادة العذرواية التي تكررت للكثير من الآلهة البشرية على مر التاريخ.
هناك محاولة لتبرير الولادة العذراوية بالقول بأن الله خلق آدم بدون أبٍ ولا أمٍ وخلق حواء من أب بدون أم وخلق عيسى من أم بدون أب وخلق سائر البشر من أمهات وآباء. فالله هنا أراد أن يري البشر قدرته الغير محدودة حيث أكمل جميع الاحتمالات بخلقه عيسى ذكراً من أم بدون أب.
لكن هذا التبرير لن يعود له أي معنى إذا قلنا بأن القرآن يقول بالتطور وبأن آدم لم يُخلق مباشرة من طين عن طريق "كن فيكون" بل كان له أب وأم بشريين. كما أن الآية السابقة لن يعود لها أي معنى فآدم الذي أصبح له أب وأم لن يوجد أي وجه تشابه بينه وبين عيسى الذي جاء من أم بدون أب!

-(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) سورة الأعراف - الآيات 189-190

تتفق الآية السابقة مع سفر التكوين والأحاديث حيث أننا خُلقنا من نفس واحدة هي آدم ، وخلق اللهُ من آدمَ حواءَ زوجه عن طريق أحد أضلاعه. يرفض بعض الذين يفسرون القرآن بالعلم هذا المعنى ويهملون حديث خلق حواء من ضلع آدم ويقولون بأن معنى قوله (جعل منها زوجها) ليس بالضرورة أنه خلقها منه بل المعنى أنها نفس جنسه كما في قوله (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا) فاللـه هنا لم يخلق كل امرأة من ضلع زوجها بل المعنى أنه جعل له امرأة من نفس جنسه البشري.

كما حاول الإمام محمد عبده تعميم المقصود بالنفس الواحدة في الآية؛ فحسب رأيه أنه ليس المقصود بهذه النفس الواحدة وحدة العدد (آدم) بل تعني وحدة النوع (الإنسان البشر) فكل البشر خلقهم الله من نفس واحدة أي من نوع واحد هو الجنس الإنساني البشري. ولكن هذا التفسير يصطدم مباشرة مع الآية السابقة فالكلمات الملونة بالأحمر(دعَوَا ، ربهما ، آتاهما ، جعلا) تدل على أن الآية تتكلم فعلا عن زوجين بشريين عانا من تشوه موالديهما مما أدا بهما إلى الشرك وإطاعة الشيطان. وهذين الزوجين هما اللذين تتحدث عنهما الآية وتنسب جميع البشر إليهما.

-(الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ) سورة السجدة - الآيات 7-8

تتحدث الآيات هنا عن خلق الإنسان أو الجنس البشري؛ فتناسل البشر وتكاثرهم يتم عن طريق الماء المهين (الحيوان المنوي). أما إن سألتَ عن "بداية" خليقتهم فتجيب الآية أنها كانت من طين الذي صار آدماً.

هناك آيات عديدة تناقض مفهوم التطور وأكتفي بهذا لحد الآن.


هل يمكن توفيق قصة الخلق المسطورة في الأديان الإبراهيمية مع تطور الإنسان؟ - fancyhoney - 12-14-2007

تحياتي ريد

Arrayالموضوع موجه بالدرجة الأولى لمن لا يرى تعارضاً بين ما يقوله العلم حول تطور الإنسان واشتراكه مع القردة في أصلٍ مشترك (common ancestor) وبين ما يقوله كتابه المقدس حول قضية خلق الإنسان.[/quote]

لا يعجز الانسان عن التوفيق بين متناقضات عديدة يراها في حياته عندما كان بدائيا , و يراها الان في عصر ما بعد 11 سبتمبر

لتتأكد في هذه النقطة المطروحة , اقرأ كتاب ( ابي ادم ) لعبد الصبور شاهين , و كتاب ( جدي ادم ) لاحد تلامذته

و قد روى عن احد المسيحيين انهم سألوه عن هذا التوفيق , فقال
( و لو كان اصل الانسان قردا , لاعتبرنا القرد ( ترابا ) خلق الله منه الانسان , نظرا للفارق الكبير بين القرد و الانسان الذي كرمه الله )

فقد اعتبر ان ( الله ) هو المسئول عن هذه ال( طفرة ) من القرد الي الانسان , و ان القرد للانسان ( تراب ) بسبب الفارق المنظور بينهما



تحياتي


هل يمكن توفيق قصة الخلق المسطورة في الأديان الإبراهيمية مع تطور الإنسان؟ - read - 12-14-2007

Array
تحياتي ريد
لا يعجز الانسان عن التوفيق بين متناقضات عديدة يراها في حياته عندما كان بدائيا , و يراها الان في عصر ما بعد 11 سبتمبر
لتتأكد في هذه النقطة المطروحة , اقرأ كتاب ( ابي ادم ) لعبد الصبور شاهين , و كتاب ( جدي ادم ) لاحد تلامذته
[/quote]
منذ مدة قرأتُ كتابا بعنوان (من الوحي إلى دارون قضية الخلق) لـ (د.حسن عطية) وقد أحصى آيات الخلق في القرآن جميعاً وقام بتفسيرها بطريقة "مودرن" مضحكة بحيث تتفق مع تطور الإنسان؛ على سبيل المثال فهو اعتبر أن (الطين) الذي خُلق منه آدم في القرآن يرمز لـ(المادة) و(النار) التي خُلق منها الجان ترمز لـ(الإشعاعات الكهرومغناطيسية)! وفسر الماء الدافق بشريط الـ DNA! و(سلالة من طين) أي سُلالات من الكائنات الحية! والكشف عن هذه الألاعيب سهل بيانه في موضع آخر. المقصود أنه حين يلجأ الديني للتوفيق بين متناقضات كتابه مع العلم فسيحتاج الكثير من التأويل والتحريف ولي أعناق النصوص وإخراجها عن مقصدها وفهمها الطبيعي المتناسق مع بقية أفكار كتابه.

Arrayو قد روى عن احد المسيحيين انهم سألوه عن هذا التوفيق , فقال
( و لو كان اصل الانسان قردا , لاعتبرنا القرد ( ترابا ) خلق الله منه الانسان , نظرا للفارق الكبير بين القرد و الانسان الذي كرمه الله )
فقد اعتبر ان ( الله ) هو المسئول عن هذه ال( طفرة ) من القرد الي الانسان , و ان القرد للانسان ( تراب ) بسبب الفارق المنظور بينهما
تحياتي
[/quote]
أصل الإنسان ليس قرداً كما هو معروف اليوم ؛ هو يتشرك مع القرد في أصل مشترك إنحدر منه الإثنان وتطورا مع الزمن.
أما ان الله قام بطفرة سحرية حولت قرداً إلى آدم فهذا يُعتبر خلقاً وليس تطوراً الذي من طبيعته التدرج وليس الانتقال الفجائي. فهو كمن يقول بأن قول القرآن (خلقنا العلقة مضغة) أي قام بتحوير العلقة إلى مضغة بصورة مباشرة ليس بينهما زمن حصل فيه الانتقال بين الطورين بصورة تدريجية.
بخصوص "الفارق الكبير" فقد تمكن العلماء من استخراج الشريط الوراثي للشمبانزي (أقرب الأحياء للإنسان) ووجدوا أنه يتشابه معه في 99% من جيناته.
وكما ذكرت في صدر الموضوع فليس ثمة أب وأم وحيدين للبشر ، حتى يكون هناك تطوراً فيجب أن يكون لدينا كثافة سكانية (population) يعمل عليها الانتخاب الطبيعي ويؤتي أُكلَه.


هل يمكن توفيق قصة الخلق المسطورة في الأديان الإبراهيمية مع تطور الإنسان؟ - الحر - 12-14-2007

انا الي فاقع مرارتي الارض !

ربنا اخذ قبضة من الطين وخلطها بماء وخلقنا ... بس الارض الملعونة من آلاف السنين وهي تبلع في هذا الطين ولا تكتفي ابدا !!!

:D


هل يمكن توفيق قصة الخلق المسطورة في الأديان الإبراهيمية مع تطور الإنسان؟ - thunder75 - 12-15-2007

الموضوع الموجود على الرابط أدناه أعتبره من الكنوز المدفونة في أرشيف نادي الفكر العربي
وهو مقتبس بالكامل عن كتاب (الكتاب والقرآن)

عنوان الموضوع :

نشأة الإنسان و آدم في القرآن - د. محمد شحرور

لمن يحب الإطلاع عليه

http://archive.nadyelfikr.net/index.php?showtopic=18642

من يريد أن يعرف معنى الروح ونفخة في القرآن عليه أن يراجع المداخلة الثالثة والرابعة


هل يمكن توفيق قصة الخلق المسطورة في الأديان الإبراهيمية مع تطور الإنسان؟ - غالي - 12-21-2007

عزيزي رائد
الدين الإسلامي كما أفهمه أنا لا يتعارض مع تطور الخليقة..
الموضوع واسع وبحاجة للكثير من الوقت والاستفاضة.. قد اشارك لاحقاً في موضوعك أو قد أكتب موضوعاً منفصلاً
تحياتي
سلام


هل يمكن توفيق قصة الخلق المسطورة في الأديان الإبراهيمية مع تطور الإنسان؟ - read - 12-23-2007

Array
عزيزي رائد
الدين الإسلامي كما أفهمه أنا لا يتعارض مع تطور الخليقة..
الموضوع واسع وبحاجة للكثير من الوقت والاستفاضة.. قد اشارك لاحقاً في موضوعك أو قد أكتب موضوعاً منفصلاً
تحياتي
سلام
[/quote]
عزيزي الفاضل غالي،

هناك البعض من المسلمين من لا يرى غضاضة في القبول بتطور بقية الأحياء دوناً عن الإنسان حيث يجعله استثناءً لقاعدة التطور ومخلوق مباشراً بيدي اللـه.
والبعض يعتقد بإلـه الفجوات لكي يسد خانات الجهل في ماضي تطور الأحياء كما في الرابط الذي وضعه لنا الزميل "ثندر" حيث كان الإنسان بشراً حيواناً وبسبب نفخة الروح (=المعرفة + التشريع) صار عاقلاً مُميزاً وقادراً على النطق والتحدث باللغات.

ذكرتُ في الموضوع العديد من الأدلة الواردة في الكتاب والسنة التي تنافي تطور الإنسان من سلف مشترك ، وبدون لي أعناق النصوص وإخراجها عن مقاصدها لكي تتوافق مع العلم ، فآذاني صاغية لسماع وجهة نظرك فيما ذكرتُ من آيات وأحاديث.


هل يمكن توفيق قصة الخلق المسطورة في الأديان الإبراهيمية مع تطور الإنسان؟ - غالي - 12-23-2007

عزيزي رائد
فهمت من مشاركتك أن مشكلتك تكمن في وجود خالق تحت أي ظرف من الظروف... بما يعني أنك اتخذت قراراً مسبقاً بإزاحة الخالق عن جميع الشؤون المتعلقة بتطور الخلق..
وبالنسبة للآيات القرآنية التي استشهدت بها فسوف اتناولها جميعها في ردي...
تحياتي
سلام


هل يمكن توفيق قصة الخلق المسطورة في الأديان الإبراهيمية مع تطور الإنسان؟ - read - 12-24-2007

Array
عزيزي رائد
فهمت من مشاركتك أن مشكلتك تكمن في وجود خالق تحت أي ظرف من الظروف... بما يعني أنك اتخذت قراراً مسبقاً بإزاحة الخالق عن جميع الشؤون المتعلقة بتطور الخلق..
وبالنسبة للآيات القرآنية التي استشهدت بها فسوف اتناولها جميعها في ردي...
تحياتي
سلام
[/quote]
عزيزي الغالي،

كون الإلــه يخلق ميكانيكية للتطور (كالانتخاب الطبيعي والطفرات) ويجعلها تقوم بعملها في إبداع وتخليق الأنواع الجديدة ثم يقوم بالتدخل في بعض الأوقات ليجري تعديلات في التصميم أعتبره نوع من العبث. وعندي ، فإن الديني الذي يقول بأن الإلـه خلق كل جنس منذ البدء من العدم أكثر عقلانية من ذلك القول الذي يقر بالتطور وإلـه الفجوات في نفس الوقت.

قبل اكتشاف أطوار جنين ، كان الإنسان يعتقد أن الإلـه هو الذي يقوم بتصويره وتشكيله طورا بعد طور ونفخ الروح فيه. أما اليوم فلا حاجة لمثل إله الفراغات لسد هذه الفجوة ؛ حيث عملية التطور بالكامل مادية ومشفرة في DNA الخلية الأولى للجنين التي حصّلها من أبويه ، وهي تعمل لوحدها بدون إرشاد من إلـه.


هل يمكن توفيق قصة الخلق المسطورة في الأديان الإبراهيمية مع تطور الإنسان؟ - غالي - 12-24-2007

Array
قبل اكتشاف أطوار جنين ، كان الإنسان يعتقد أن الإلـه هو الذي يقوم بتصويره وتشكيله طورا بعد طور ونفخ الروح فيه. أما اليوم فلا حاجة لمثل إله الفراغات لسد هذه الفجوة ؛ حيث عملية التطور بالكامل مادية ومشفرة في DNA الخلية الأولى للجنين التي حصّلها من أبويه ، وهي تعمل لوحدها بدون إرشاد من إلـه.
[/quote]
عزيزي ريد
اعتذر لأنني لم أنتبه لاسمك سابقاً.. فقد اعتقدت بأن أسمك هو (رائد) بينما اسمك هو ريد أو Read بالإنجليزية بمعنى: يقرأ أو إقرأ..
بخصوص ردك فإن الفجوات التي تتحدث عنها هي فجوات في المعرفة الإنسانية ذاتها وليس لها علاقة بالقدرة الإلهية.. وتأكيداً على ذلك هو ما ذكرته بنفسك عن تكوين الجنين وعلاقة الـ DNA بذلك..
سوف أحاول إدراج موضوع عن هذا الأمر في أقرب وقت..
تحياتي
سلام