حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
من مجموعة سأخون وطني (هذيان في الرعب والحرية) - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: أقــلام ســاخـرة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=82) +--- الموضوع: من مجموعة سأخون وطني (هذيان في الرعب والحرية) (/showthread.php?tid=7700) |
من مجموعة سأخون وطني (هذيان في الرعب والحرية) - بسام الخوري - 12-09-2007 http://www.shabablek.com/vb/showthread.php...age=6&pp=12 من مجموعة سأخون وطني (هذيان في الرعب والحرية) - مرسيل - 12-10-2007 علما ً أني قريانة الكتاب ... :)بس فتت كنت حابة شوف المقطع اللي شدك .. بس شبابلك من المنتديات السورية المحجوبة بسوريا ... :23: لهيك .. عذرا ً :nocomment: :97: من مجموعة سأخون وطني (هذيان في الرعب والحرية) - مرسيل - 12-10-2007 :97: من مجموعة سأخون وطني (هذيان في الرعب والحرية) - White River - 12-21-2007 Array .. بس شبابلك من المنتديات السورية المحجوبة بسوريا ... :23: لهيك .. عذرا ً[/quote] حسب علمي غير محجوب . من مجموعة سأخون وطني (هذيان في الرعب والحرية) - بسام الخوري - 02-07-2008 tekram marcell من مجموعة سأخون وطني (هذيان في الرعب والحرية) الفراشة مواطن عربي قتل في احدى المظاهرات الشعبية ابان الحماسة الوطنية التي اجتاحت المنطقة بعد الاستقلال يشتاق وهو بجوار ربه الى زوجته واطفاله وبلاده فترفرف روحه من الشوق في كبد السماء ويجري الحوار التالي مع زوجته التي كادت تنساه: الزوج: كيف الصحة والاولاد والجيران؟ الزوجة: بخير وانت؟ الزوج: وهل خناك اروع من ان يموت الانسان في سبيل بلاده ومبادئه ولكن فراقكم ادمى قلبي اكثر من جراحي الزوجة: ماذا نقول نحن. آه لو تعرف ماذا فعلت خالتك ام حمود وماذا قالت عمتك ام حميدان عندما اذيع نبأ موتك الوج: لاأريد أن استنفد المكالمة في أخبار شخصية.أريد أن اسأل عن القضايا الكبرى التي قضيت من اجلها طمنيني: ماأخبار حركة التحرر العربي؟ الزوجة: عال الزوج: وحركة عدم الانحياز؟ الزوجة: ممتازة الزوج: والحرية في الوطن العربي؟ الزوجة: بتبوس ايدك الزوج: والسجون؟ الزوجة: فارغة الزوج: عظيم. عظيم. لان حلمي الكبير كان الاستفادة من تلك القاعات الرهيبة بعد اخلائها، اما كمسارح لرقص الباليه، او معاهد لتطوير الموسيقى الشرقية فبماذا تستغلونها الآن؟ الزوجة: مازلنا حائرين بين الباليه والموسيقى الزوج: عظيم. عظيم. وبرامج الاصلاح الزراعي هل اكتملت؟ الزوجة: الى حد كبير الزوج: اذن اصبح كل شيء متوفرا ورخيص الثمن بالنسبة للطبقة الكادحة الزوجة: طبعا وخاصة الفاكهة الزوج: رائع. رائع. ولكن حذار لا تكثروا من التفاح فهو يسبب " الكتام" ولا تسرفوا في التهام الموز على الطالع والنازل فهو يزيد نسبة النشويات ويشوه اجسام العمال العرب ويعيقهم عن أداء واجبهم الزوجة: اطمئن من هذه الناحية الزوج: وبالنسبة للمشاريع الاقتصادية الكبرى؟ الزوجة: كالمطر ونحن الآن نقطف ثمارها الزوج: اذن فالاموال العربية لعبت دورها كما يجب فنحن اغنياء كما اذكر الزوجة: بل أغنى اهل الارض ولولا هذه الأموال لانهار الاقتصاد البريطاني والاميركي منذ سنوات الزوج: "بعد تفكير" على كل ما دامت هذه الاموال فائضة عن حاجة الوطن العربي بعد ان قضى على الفقر والجهل والامية والبطالة فلا مانع من مساعدة الغير انها من شيم العرب كما تعرفين؟ الزوجة: هل تريد شيئا اخر؟ الزوج: ما أخبار فلسطين؟ الزوجة: ارفع صوتك انني لااسمع الزوج: لااستطيع ذلك والا استيقظت ارواح الشهداء العرب من حولي الزوجة: معك حق وأنا تعبت والطبخة على النار ماذا تأكلون عندكم؟ الزوج: لاتغيري الموضوع ما أخبار فلسطين؟ الزوج: ولو وهل هذا سؤال يسأل بعد هذه السنين؟ الزوج: اعرف ذلك ولكنني ما زلت قلقا على اليهود لاتلقوهم في البحر خيروهم بين العيش بيننا بسلام او العودة الى بلدانهم الاصلية الزوجة: تكرم الزوج: لا تقسوا عليهم أثناء التسفير فالعفو عند المقدرة لان العرب كما تعلمين أثناء القتح الاسلامي وأثناء حروبهم مع الفرس والروم كانوا... أحد الجيران: ولك سد بوزك العمى شو أجدب ************************************************************ الزرافة ... مع كل ما تزخر به الأرض العربية من إمكانيات بشرية و معنوية و معدنية، و مع كل ما يقع تحت أيدي أولي الأمر فيها من أموال طائلة و أيد عاملة و صناع مهرة و اختصاصـيين و مستشارين، و دراسات، و ميزانيات، و جامعات، و معاهد حرفية و مدارس تطبيقية، و رجال تخطيط و بعثات علمية و دورات تدريبية و اطلاعية و خبراء أميركيين و روس و أوربيين و صينيين و كوريين و مهرجانات خطابية و اتفاقيات و تبادل خبرات فإن أياً منهم لم يستطع حتى الآن أن يقدم : رغيفاً ناضجاً لمواطن . أو علفاً مستساغاً لماشية . أو حذاء مريحاً لعامل. أو جريدة محترمة لقارئ. أو منهجاً مقنعاً لطالب . أو تزويراً متقناً لانتخابات. أو نهاية معقولة لمسلسل . أو سريراً نظيفاً لمريض. أو قبراً لائقاً لشهيد . أو رصيفاً مستوياً لمتسكع. أو ثقاباً مأموناً لمدخن. لا حسب المواصفات الأميركية أو الأوربية أو السويدية ... بل حتى حسب المواصفات الصينية أو الكورية. لماذا؟ لآن الاهتمامات الخارجية تأخذ جلَّ وقتهم من أجل القضية، على أساس أن العلة في الخارج لا في الداخل، و المأساة هنا أن الخطوات أو القرارات العربية لهذه الغاية مرهونة أبداً بتطور الأحداث العالمية دون أن يستطيعوا التحكم بها أكثر مما يتحكم الرهائن باتجاه الطائرة المخطوفة . مثلاً: كل شيء يتجمد على الساحة العربية و يتحول إلى مستنقع.. حتى تنتهي الانتخابات الإسرائيلية ، و تتضح سياسة الحكومة الجديدة . و عندما تنتهي هذه الانتخابات و تتضح سياسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة تتحرك الدبلوماسية العربية و تبدأ المؤتمرات و المشاورات و الاتصالات و الخلافات و المصالحات و التسهيلات و التعقيدات، دون الاتفاق على شيء طبعاً، حتى تبدأ الحملة الانتخابية في أميركا. فيتوقف كل شيء جديد حتى تنتهي هذه الانتخابات و تتضح سياسة الرئيس الأميركي الجديد . و عندما تنتهي هذه الانتخابات و تتضح سياسة الرئيس الأميركي الجديد تبدأ المؤتمرات ، و المشاورات ، و الاتصالات ، و الخلافات ، و المصالحات ، و التسهيلات ، و التعقيدات ، دون الاتفاق على شيء طبعاً .. حتى تبدأ الحملة الانتخابية في فرنسا . فيتوقف كل شيء حتى تنتهي هذه الانتخابات و تتضح سياسة الحكومة الفرنسية الجديدة . و عندما تنتهي هذه الانتخابات و تتضح سياسة الحكومة الفرنسية و الايطالية و البريطانية و الأميركية و الإسرائيلية و حكومة ألمانيا و إسبانيا و مالطا يموت فجأة زعيم سوفياتي فيتوقف كل شيء، حتى يعلن رسمياً عن وفاته و موعد دفنه ، و تتضح شخصية الزعيم السوفياتي الجديد : خطه و سياسته و تفكيره و عدد أفراد أسرته و مزاجه . و عندما يتضح كل هذه الأمور . و يستعد لفتح ملف قضية الشرق الأوسط تكون فترة رئاسة الرئيس الأميركي قد شارفت على الانتهاء ، فيتعلق هذا الملف و غيره استعداداً لبدء الحملة الانتخابية الجديدة . و هكذا يتوقف كل شيء ، وتبدأ السياسة العربية دورتها الاولمبية من جديد . و لذلك، فمن أين لهذا أو ذاك أن يعرف بعد هذا الغياب الطويل ما حل بمواطنيه و رعاياه، و مَن ظلم مَن. و من جاع و من عطش ... و من استقر و من تشرد .. و من أثرى و من أفلس . من قطع رزقه و من قطعت يده . من دهسته سيارة أو لبطه مسؤول ، أو أجهز عليه محقق . كم شاعراً عظيماً انطفأ . و كم شاعراً تافهاً تألق . و مَن مِن الكفاءات هاجر و من مِن التفاهات عاد. و من يستورد ثيابه و عطوره من باريس و لندن و روما ... و من لا يجد دواء أو دماً لمحتضر. طبعاً، لن يعرف، و من الطبيعي ألا يعرف، إذ لو افترضنا أنه سرق من وقته خمس دقائق في اليوم فقط لمتابعة كل من: الحملة الانتخابية الأميركية والانتخابات الإسرائيلية . و نشر الصواريخ الأوربية . و توقف محادثات نزع السلاح . و تصعيد الموقف العسكري في الهند الصينية . و غزو غرانادا . و غزو أفغانستان و غزو الفوكلاند و حرب لبنان و حرب الخليج و مناورات حلف الأطلسي و مناورات حلف وارسو و نتائج مؤتمر هلسنكي و نتائج مؤتمر مدريد و أنباء الحرب الأهلية في ايرلندا و الاضطرابات الطائفية في البنجاب و حركة الباسك الانفصالية و مصير منظمة التضامن و نشاطات الألوية الحمراء و محاكمات جماعة بادر- ماينهوف و نتائج الحملة الإعلامية على منظمة اليونسكو و نتائج العجز المالي لمنظمة الوحدة الإفريقية و التهديد بإغلاق مضيق هرمز و نشاط المقاومة في السلفادور و تجدد الاضطرابات في الهندوراس و الجفاف في إفريقيا و التمييز العنصري و اعتقال الأسقف موزورا و اغتيال المناضل سبينوا ثم ... توتر الوضع في الكاميرون و التعزية بوفاة احمد سيكوتوري و تهنئة خلفه تيرا روري و متابعة المباريات الاولمبية ثم ... آخر أخبار المنافسة الفضائية بين أميركا و روسيا و آخر أخبار الحملة العالمية لحماية الفقمة و حيوان الكنغارو من الانقراض . و آخر الخلافات الأميركية – الألمانية حول أنبوب الغاز السيبيري . و آخر خلافات السوق الأوربية المشتركة حول إنتاج الحليب . ... فكيف سيتاح له الوقت بعد ذلك للاهتمام بشؤون بلده و رعاياه ؟ و لذلك.... تتولى الأصابع الأجنبية هذه المهمة . ******************************************************* اغتصاب كان و أخواتها فجأة، و بدون سابق إنذار، ركنوا جانباً قضية فلسطين ، و تعثر المفاوضات على المسارات كلها، و استمرار قصف الجنوب ، و حصار العراق ، و احتمال تقسيمه إلى حارات و أزقة، و الحلف التركي – الإسرائيلي، و قضية لوكريي ، و المذابح في الجزائر ، و الوضع المتفجر في البلقان ، و القرن الإفريقي ، و قضية أوجلان ، و كل ما تحفل بت المنطقة من أحداث و توقعات و انفجارات ، و كرّسوا كل طاقاتهم و جهودهم للدفاع عن ( اللغة العربية ) ، و الذود عن حياضها ، و شنّ حرب لا هوادة فيها ضد اللهجات المحلية التي تهددها. و على رأسها تعريب المصطلحات الطبية و العلمية و الكيميائية و الفيزيائية و العضوية و البيولوجية ، و استبدال أسماء الشوارع ، و الساحات و العرصات و الفنادق و المسابح و المقاهي و المطاعم و الملاهي ، بأسماء عربية، لا عجمة فيها ولا إبهام بدءاً بدبلجة المسلسلات المكسيكية و الصور المتحركة و انتهاءً ببرامج المنوعات و طبق اليوم . و تشكلت اللجان ، و رصدت الميزانيات. و أعدت لوائح الكتبة و المؤرشفين ، و الوراقين، و امتلأت الإذاعة و التلفزيون و دور الصحف و المجلات من المحيط إلى الخليج بوجهاء اللغة. و اعيان الصرف و النحو ، و فقهاء البلاعة و الإنشاء ، مع أن احداً لا يشك للحظة واحدة بأن سيبويه قد يصاب بالصداع النصفي او الشقيقة في قبره ، قبل أن يتفق لغويان عربيان على إيجاد بديل ، أو مرادف لغوي لكلمة " أسبرين " . و قد تحتل إسرائيل ما تبقى من الأراضي العربية المحتلة و كل ما عليها من مجامع لغوية، قبل أن يتفق أربابها على تفسير كلمة " احتلال " أو إيجاد الجذر اللغوي لها، و كأنهم يسمعون بها لأول مرة في حياتهم. في الحقيقة ، إنني أتوجس شراً من أية مبادرة سياسية كانت أم علمية أم تربوية تقوم بها فجأة أية جهة رسمية ، و تذكرني بمبادرة السادات و نتائجها . و لكن لنفترض حسن النية و نبل القصد من وراء هذه المبادرة ، و إن القائمين عليها هم نفسهم الملائكة الذين كان مجلس الشيوخ اليوناني يبحث في جنسهم قبل الميلاد و حتى ألان ، و صار لهم ما أرادوا ، و قضي على اللهجات المحلية قضاءً مبرماً في كل أرجاء الوطن العربي ، و أصبحت اللغة العربية الفصحى هي السائدة في أي حوار أو سؤال أو جواب ، في جميع الدوائر الحكومية و المؤسسات الرسمية ، و شركات القطاع العام و الخاص ، و الجامعات و المدارس و دور الحضانة ، و دور السينما و المسرح و الملابس الرياضية و في المستشفيات و الصيدليات و البقاليات و أسواق الصيرفة و المال ، و وسائل النقل و السائقين و الركاب و شرطة المرور، و الفنادق و المسابح و المطارات و السفارات و القنصليات و مراكز الحدود ، و المقاهي و المطاعم و على ألسنة التجار و المستهلكين و الباعة المتجولين . فإنني أسأل الملك سليمان الذي كان يفهم لغة الطيور و الأسماك و الحيوانات إذا كان يفهم وزير خارجية أو ناطق رسمي عربي باسم أي جهة و هو يجيب على سؤال واضح وضوح الشمس ، لا عن سياسة بلاده الخارجية أو الداخلية ، أو موقفها من هذه القضية أو تلك من قضايا الساعة، بل عن حالة الطقس أو الطرق في بلاده ، ولو كان يتكلم بلغة جرير أو الأخطل الصغير و الكبير . إنه الرعب ! و في هذا السباق ، ثمة سؤال لغوي بريء في غاية البراءة يتبادر إلى الذهن : ترى في سجون التعذيب و أقبية المخابرات الرهيبة ، و هي في المحصلة – القاعدة الشعبية الرئيسية لمعظم أنظمة الحكم في الوطن العربي – حيث الصراخ و العويل من البرد و الرعب و الصعقات الكهربائية ، بأية مفردات ، بل بأي قريض أو بيان يتم استجواب المتهمين و النيل من كراماتهم و أعراضهم حتى سابع جد؟ و هل على المتهمين الرافعي الأيدي و الأرجل تحت السياط و الهراوات ، أن يجيبوا على أسئلة المحققين باللغة العربية الفصحى ؟ ماذا يريدون إذن من هذه المبادرة الجماعية الكريمة ؟ العودة إلى الجذور ؟ لم يعد هناك جذور ولا أغصان! العودة إلى الجاهلية ؟ إلى العصر الحجري ؟ إن أميركا لن تسمح لهم بالعودة حتى إلى العصر الطباشيري ، لان فيه بعض الصلابة. ثم ما هذا التوقيت العجيب ، ففي الوقت الذي تشن فيه هذه الحرب العشواء على اللهجات المحلية في طول الوطن العربي و عرضه ، يتقاطر السياح و الصحافيون و المراسلون و المصورون و المستشرقون و الرحالة و المبشرون و الرياضيون و الراقصات و الراقصون من كل أقطار الدنيا للبدء بتعلم هذه اللهجات و هم ما زالوا على سلم الطائرة . أسماء المدن و الشوارع و القرى و الأوابد الأثرية ، و الأهازيج البدوية و المواويل الريفية و الطقوس الجنائزية و الأعراس و تقاليدها، و أسماء الطوائف و المذاهب و أعدادها ، و المهن اليدوية ، و المأكولات الشعبية و طرق إعدادها، و الآلات الموسيقية و عددها ، و أسرار التخت الشرقي و المطبخ الشرقي ، و حتى أسماء التوابل و البهارات و النكهات ، كأن هذه الأرض ستفرغ من سكانها الأصليين قريباً ... و هذا لن يحدث طبعاً ، لان الراعي الأميركي لا بد له من وجود بعض القطعان من حوله . عندما لا تتاح للإنسان أياً كان جنسه و لونه و معتقده ،فرصة للتعبير عما يعانيه و يطمح إليه ، لا بالفصحى و لا بالعامية ولا بالغناء ولا بالرسم و لا بالنحت، ولا بأية وسيلة من وسائل الإيضاح و التوضيح للتعارف عليها ، يلجأ إلى التعبير بالجسد كالإنسان البدائي ، أو ما يسمى الآن بالمسرح الإيمائي ، و هو أرقى أنواع الفنون و أصعبها و أحقرها بالنسبة للعربي ، حيث يضطره الإرهاب اللحوح المتواصل و هو في نهاية القرن ، للتعبير عن اخطر قضاياه الإنسانية و الوطنية و المصيرية ، بعينيه و حواجبه و أذنيه ، أو بخصره و مؤخرته و هو الذي اخترع الأبجدية التي صكّت بها أول شريعة لحقوق الإنسان في العالم. ******************************************************** من كتاب سأخون وطني ... هموم صغيرة يجب أن تحب السماء لكي تمطر. و الأشجار لكي تزهر . و الفنان لكي يبدع و العاقر لكي تنجب و الجيوش لكي تنتصر و الشعوب لكي تؤمن ولكن آه ما أكثر الواجبات في هذا الزمن و ما أقل الحقوق. ما أكثر الأبطال و ما اقل البطولات و ما أكثر الأعياد و ما اقل السعداء. و لذلك، فالإنسان العربي الذي تأكد له بعد طول انتظار بأنه لن ينال من الحب إلا ما تقدمه له الأفلام المصرية و الهندية ، و انه بعد الصفعات المدوية التي تلقاها عن كل سؤال سأله أو فضول بَدَرَ منه، لم يعد يتوقف عند الأنهار الكبيرة الهادرة من حوله على امتداد الأرض العربية أو منابعها و مصبّاتها في نهاية الأمر ، و صار يكتفي بالطحالب و الأعشاب النامية على ضفافها . فهو، مثلاً، يستطيع أن يفهم و يتفهم ، و بكل بساطة ، الدوافع و الأسباب التي تجعل المبدعين و المتفوقين العظام في الشعر أو الفن أو العلوم أو الفلسفة يتعالون على من حولهم من الناس العاديين ، و يتصرفون على أساس أنهم من طينة غير البشر ، و بالتالي ، فهو يستطيع أيضاَ أن يفهم و يتفهم الأسباب و الدوافع التي كانت تجعل أياً من أخوته العاديين يتقبل هذا التعالي بكل رحابة صدر ، ولا يترك فرصة أو مناسبة تمر دون أن يعبر عن ترحيبه و اعتزازه به ، كأن يسارع مثلاً و بكل طيبة خاطر لتقديم مقعده في الحافلة لبيكاسو ، و في الحانة لرامبو ، وفي المسرح لغوته ، و دوره في الفرن لماكسيم غوركي ، و في الجمارك لساره برنار ، و في الدوائر الرسمية لتشيخوف، و على إشارات المرور لهمنغواي ، وفي العيادات الطبية لاينشتاين ن و لكنه لا يستطيع أن يفهم أو يتفهم لماذا عليه هو أن يعطي مقعده في الباص و الطائرة و المسرح و الملاعب الرياضية و دوره في الطوابير الاستهلاكية و الدوائر الرسمية و البعثات التعليمية و القروض المصرفية و عند الشارات الضوئية و العيادات الطبية و " بالصرماية " لمن ليس متفوقاً في شيء ، سوى انه ينتمي ، و بالمصادفة ، لهذا النظام أو ذاك أو إحدى القوى الدائرة في فلكه . مع أنني رأيت بأم عيني هاتين اللتين سيأكلهما التلفزيون وزير داخلية بريطانيا في أحد مطاعم لندن يقف عند الباب مستنداً إلى أحدى العضائد مع زوجته العجوز و هو ينظر إلى ساعته بانتظار أن تفرغ إحدى الموائد . طبعاً لم أصدق عيني ولا أذني، و لكن عندا أكد لي مضيفنا ذلك و قال: هنا أو في أي بلد أوربي، وزير داخلية... وزير خارجية خارج مكتبه مثله مثل أي مواطن عادي، ولا أحد يعيره انتباهاً. فقلت له : و الله لو كان هذا في أي بلد عربي رجعي أو تقدمي و دخل إلى مثل هذا المطعم أو سواه لا وزير الداخلية أو الخارجية بل وزير بلا وزارة و لم بجد مائدة شاغرة لألقى بالزبائن كلهم في الحلّة و جلس مكانهم ، هذا إذا بقي في الأصل زبائن ، ولأقيم في الحال جسر جوي بين المطبخ و مائدته ، ولانصرف جميع العاملين في المطعم لخدمته و تلبية طلباته و انتظار إشارة من إصبعه أو مسدسه أو خنجره . لماذا لهم أحسن الفواكه و أجود السلع و أعذب المياه و احدث السيارات و أشهر الفنادق و ارقي المقاصف و الكازينوهات في ارقي الدول؟ لماذا لا يأكلون الخبر الذي يأكله الشعب ؟ ولا يلبسون الموديلات التي يلبسها ؟ ولا يسكنون في الأحياء التي يسكنها ؟ ولا يرتادون الأماكن التي يرتادها ؟ ولا يجلسون في حدائقه ؟ و لا يسيرون على أرصفته ؟ و حتى لا يضحكون على نكاته ؟ بل يريدون نكاتاً خاصة بهم لم تستعمل بعد ليضحكوا لها. ولا ترى الواحد منهم في بلاد اليمين أو بلاد اليسار أو مقطباً مع موظفيه أو عاقد الحاجبين أمام مراجعيه شامخاً بأنفه وراء مقوده ، ملقياً بالصحف المحلية و العربية والأجنبية وراء ظهره إلى المقعد الخلفي بقوة و إهمال ، و كأنه هو أهم من كل أنباء و أحداث العالم . و على ماذا. و الله لا أعلم ! على فلسطين التي استعادوها ! على الوحدة العربية أو الإسلامية أو الإفريقية التي حققوها! على العلوم التي طوروها! أو السفن الفضائية التي أطلقوها! ومع ذلك، يستغربون أشد الاستغراب لماذا لا تشاركهم شعوبهم الأفراح و المسرات في أعيادهم و مناسباتهم و احتفالاتهم دون أن يعلموا أنهم بالنسبة لشعوبهم كالزوج يضرب زوجته و يقتر عليها و يهينها ولا يترك لها دمعة تجف طول النهار، و في حفلات الاستقبال يريدها أن تظهر إلى جانبه شابكة ذراعها بذراعه و هي تنظر إليه متيمة مولهة أمام الضيوف و الزوار .. ************************************************ العصفور " سأخون وطني " أيها الشعب الكريم أيتها الجماهير العظيمة المستضعفة. في غمرة المشاكل اليومية و النزاعات العشائرية التي يعاني منها وطننا المفدى ، و في حمى الصراعات العالمية ... لم نكن غافلين للحظة واحدة عمّـا حلّ و يحل بهذه الأمة الحبيبة من مصائب و ويلات، و كان الألم يفتت أكبادنا و نحن نرى الدول الكبرى و الصغرى تتغذى على ما تبقى من تاريخها و سيادتها و كرامتها كما يتغذى العلق على الدم. فما العمل ؟ ة لمن نلجأ في مثل هذه الحالة ؟ و بمن نستجير ؟ بالرسل و الموفدين والمسئولين ؟ و هم من كثرة تنقلهم و أسفارهم من بلد إلى بلد .. و من مؤتمر إلى مؤتمر في أجواء الفضاء نسوا ما يجري على الأرض. أي . لا الذين فوق باتوا يعرفون ماذا يجري تحت، ولا الذين تحت يعرفون ماذا يجري فوق. و لذلك، انصرفنا إلى ضمائرنا و وثائقنا و تقارير مندوبينا ، و رحنا نجمع المعلومات و نتقصى الحقائق، و نربط هذا بذلك لنصل إلى الأسباب التي أوصلت امتنا إلى هذا الطريق المسدود حضاريا و سياسيا و اجتماعيا. بل إلى هذا المأزق التاريخي الذي لا يبرئ أحدا ولا يشرف أو يستثني احد. ثم لجأنا إلى التاريخ نستجوبه ، و إلى الأحداث نستقرؤها: معظم الأمم كانت جائعة فشبعت. جاهلة فتعلمت. مستعبدة فتحررت. مضطربة فاستقرت. متوحشة فتمدنت. إلا نحن العرب: فقد كنا متخمين فجعنا. متعلمين فتخلفنا . مستقرين فتشردنا. أحرار فاستعبدنا. متطورين فتحجرنا. متمدنين فتوحشنا. لماذا؟ ماذا ينقصنا لنكون مثل بقية الأمم و الشعوب على ظهر هذا الكوكب العجيب ؟ أدب ! عندنا أدب. موسيقا ! عندنا موسيقا. فكر ! عندنا فكر. ثروة ! عندنا ثروات لا تأكلها النيران. إيمان ! كل الأديان هبطت عندنا . علم ! كل العلوم خرجت من عندنا و لم تعد. شعب ! عندنا شعوب . و مع ذلك ، كلما حاولنا النهوض كبونا ، أو الوحدة تَفرقنا . مثلما يهبط الوحي على الشعراء في صوامعهم، هبطت علينا الحقيقة الساطعة كالشمس في كبد السماء، متلألئة كالنجوم في الليلة الليلاء. لأننا كنا دائما نتمسك بالقشور على حساب اللب. و بالشكل على حساب المضمون. و بالفروع على حساب الأصول. الأدب مهم في حياة كل امة ، ولكن أهم من الأدب هو الذي يكتب. و أهم من الموسيقا هو الذي يعزف. و أهم من الآلة ، هو الذي يديرها. و من الطائرة ، هو الذي يقودها . و من الشجرة ، هو الذي يزرعها . و من البندقية ، هو الذي يحملها . فمن هو يا ترى الذي يكتب و يعزف و يطير و يهبط و يزرع و يصنع و يقاتل ؟؟ انه الإنسان أيها الأخوة المواطنون. فهل نال هذا الإنسان المسكين حقوقه ليؤدي واجباته؟ أبداً . إنهم يصغون الساعات و الأيام و السنين لكل من هب و دب على هذه المنطقة الغالية. من صحفيين و مبعوثين أجانب ليعرفوا ما يريدون ومالا يريدون. و لكن من منهم أصغى في يوم من الأيام، ولو لثانية واحدة لابن هذه المنطقة المسكين، و عرف ما يريد ومالا يريد؟ لماذا؟ و نقولها و الألم يحز في نفوسنا، و الدموع تغطي وجوهنا: كل ذلك بسبب غياب الحرية و انعدامها من حياتنا. الحرية التي من دونها لن تتحرر أرض، و لن يستعاد حق، و لن يشبع جائع، أو ينصف مظلوم، أو يعاقب ظالم، و لن يبتسم طفل في مهد، أو يغرد عصفور على فنن. لأن الحرية أيها الإخوة المواطنون هي بالنسبة للإنسان كما الجناح للطائر، و الزهرة للفراشة، و الزيت للقنديل، و المطر للأرض، و الروح للجسد. فهيا يا أخي العربي: انهض من كبوتك و تحرك. قل كلمتك و عبّر عن آرائك و معتقداتك كما تشاء . فقد آن لرأيك أن يقال، و لمواهبك أن تتفتح، و لطاقتك أن تستغل، و لصوتك أن يسمع و يدوي في أرجاء هذا الوطن الحبيب. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,, ( اللجنة العربية الدائمة للحريات العربية ) سيف الدين سيف الرحمن سيف بن بندر سيف بن نعمان سيف بن لقمان سيف بن ذي يزن *************************************************************** فلول الياسمين " سياف الزهور " " سجع أمني " أينما شرقت و غربت، في ربوع هذا الوطن العربي الحبيب، لا تسمع، ولا تقرأ إلا: الأمن القومي الأمن الوطني الأمن الجنائي الأمن العسكري الأمن الجوي الأمن الداخلي الأمن الخارجي الأمن العام الأمن الغذائي الأمن الثقافي الأمن الصناعي الأمن الزراعي الأمن المائي أمن البادية أمن السواحل أمن المصانع أمن الجوامع أمن الكنائس أمن المتاحف أمن المعارض أمن الملاعب أمن الحدائق أمن السفارات أمن المطاعم أمن الفنادق.. و مع ذلك ينام المواطن العربي وهو غير آمن على ثيابه الداخلية!! |