حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
ماكينة الروعة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: ماكينة الروعة (/showthread.php?tid=7784) |
ماكينة الروعة - ليلين - 12-02-2007 لعل الصفة الأساسية ـ أو لنقل الأولى، المبدأية، الأولية ـ لما تصطلح البشرية عليه كالله أو إله هو الخلق creation، فتقوم العقائد الإبراهيمية ـ على سبيل المثال ـ بتقديم الإله على أنه ذلك الكيان الذي أوجد الكون من العدم بكلمة ’كن‘ يستتبعها المزيد و المزيد من الأوامر بالوجود من خلق الأرض و السماء و الملائكة و الإنسان و الألواح إلى آخر القوائم. و بشكل عام يمكن، دون الكثير من الخطأ، اختزال هذا الكيان في عملية الخلق هذه التي يُفترض أنها قدرة حصرية على ذلك الكيان وحده و هي ما تمنحه ما يملك من سلطة و ذلك عبر نوعين من أوامر الخلق: الكينونة being و الصيرورة kleidsam (المصطلح ألماني)، أو بشكل أكثر تبسيطاً الوجود أو الظهور إلى الوجود، و الموت أو انتهاء الوجود. يؤكد المؤيدون لفكرة الإله دوماً وجود نوع من التنسيق و الإبداع و الجمال و النظام في خلق هذا الإله، و يتم استخدام هذا النظام دوماً كنقطة للتأكيد على أن خالق هذا الخلق يتمتع بصفات الكيان العاقل العالم و البصير بكل الأمور characteristics of an omniscient entity و ذلك في محاولة لدحض فكرة أن الكون وُجد بالمصادفة أو أنه وليد عملية عشوائية ما. هكذا يتم استخدام أسس الإستاطيقا aesthetics ـ الهيغيلية بشكل خاص ـ للقياس و البرهنة على هذا الطرح. لكن حين الشروع في هذه العملية فإنه يتم الفصل ـ ربما من دون وعي ـ بين مخلوقات الإنسان و مخلوقات الإله؛ فالمدن و المنشآت لا تشكل أية قيمة في هذا الطرح و يتم تقديم الطبيعة و الفلك و الطبوغرافيا بشكل خاص عليها. نفس الشيء للآلات و الأدوات من جهة و الحيوانات و الطيور و التضاريس من جهة؛ الإبداع و الأدب و الفن من جهة و الكتب السماوية من جهة، و لعل هذه الأخيرة هي الأكثر توظيفاً من بين الثنائيات الكثيرة في هذه العملية. الفكرة باختصار إذاً هي أن خلق الإله يتمتع بقدر من الروعة و التكامل لا يمكن أن يضاهيهما خلق الإنسان، و بالتالي فهو إثبات على وجود الإله الخالق ’الكامل‘ الذي يقزم قدرة الإنسان ’الناقص‘ على الخلق مهما تقدمت و مهما مر الزمن. لكن إلى أي مدى يمكن لماكينة الروعة machine of splendor الإلهية هذه أن تصمد؟ في عام 2005 ولدت طفلة في الهند و معها عادت الفكرة لتضرب بقوة. لاكشمي تاتما جاءت إلى الحياة حاملة ثمانية أطراف؛ أربعة أيدي و أربعة أرجل. بعد جراحة استمرت 27 ساعة تمكن ثلاثون جراحاً [=الإنسان] من ’إصلاح‘ هذه ’الغلطة‘ (حالة نادرة من اتحاد الأجنة) و إعادة الحياة إلى لاكشمي. ربما تكون هذه النقطة إحدى أهم المنعطفات في سياق تناول قضية الإله الخالق؛ فالتشوهات أو العيوب الخلقية التي قد تصل في قسوتها حد مجيء طفلة إلى الحياة في جسد عنكبوت تشير بعنف إلى قصور ماكينة الروعة الإلهية، و لولا تدخل الإنسان لـ’إصلاح‘ عيوب خلق الإله لدامت قسوة المعاناة التي يتحملها بشر مثلنا جريمتهم الوحيدة أن الإله المفترض لم يخلقهم بشكل جيد(!) كيف يمكن تفسير التشوهات الخلقية في ظل نظرية الإله الكامل خالق الروعة و الجمال و النظام إذاً؟ لو كان عطباً أو قصوراً في قدرة الخالق فسينفي ذلك عنه صفة الكمال و العقل، و هو ما يفتح الباب أكثر على احتمالات أن ماكينة الروعة هذه هي ماكينة بالفعل تعمل كخط إنتاج للحياة من دون أن يكون لها عقل أو كيان عاقل يشرف عليها أو يديرها. لكن ما الفارق بين الإله و الطبيعة في هذه الحالة بمفهومها الشامل؟ ماكينة الروعة - عوليس - 12-03-2007 عوليس يرفل بثوب المؤمن ويجري تمريناً عقلياً: لم لا تكون هذه الطفلة هي الجزء المفقود من اللوحة التي لم يكملها الرسام عمداً ليتيح لجمهوره التدرب على الرسl: هل كان ليقيّض للإنسان أن يحفل بإنجازاته الطبية لو لم يُبتلى بمثل هذه المشوّهة؟ ماكينة الروعة - غالي - 12-03-2007 إذا كان وجود الإله محل اعتراض بالنسبة لك فما الفائدة من السؤال أصلاً؟؟؟ بإمكانك الاطلاع على هذا الموضوع: http://www.nadyelfikr.net/index.php?s=&...st&p=451596 ماكينة الروعة - ليلين - 12-04-2007 غالي، أنا لا أناقش مفهوم السعادة أو العدالة، و لا أناقش التنوع أو الاختلاف بين البشر، بل أناقش مفهوم الخلق نفسه. ’العيوب‘ ’الخلقية‘ ليست مجرد اختلافات أو تنوع بين البشر، بل هي قصور واضح و فج في قدرة ماكينة الروعة على الخلق، و بالتالي يتم رد القصور صعوداً ليسائل وجود أي خاصية عاقلة على الإطلاق تقوم بإدارة هذه الماكينة. لاحظ أن حسن الخلق أو حسن الشكل، أو باختصار أكثر جمال الخلق و نظامه هو دوماً أحد أهم الحجج التي يتم سوقها للتدليل على وجود كيان عاقل هو من أوجد هذا الجمال. المدرسون يخبرون الأطفال في المدارس أن انظروا إلى أصابعكم الخمس و أهميتها، و كيف سيكون الأمر لو فقدتم إصبعاً و لم يعد في مقدركم تناول القلم و الكتابة به مثلاً، إلى آخر هذه الأمثلة. أنت تحاول أن تبرر للإله قصور خلقه بضرورة التنوع و التباين، فكيف يمكن أن تفسر حالات العيوب الخلقي القاتلة مثل حالة لاكشمي التي ذكرتها في المشاركة الأساسية؟ الحالات التي ينتج عنها التهابات و تقرحات و قصور في الأعضاء الداخلية لتنتهي حياة إنسان خلال أيام. أين التنوع و التباين و الاختلاف هنا؟ لنفترض أن مصنعاً ما ينتج مواد غذائية جيدة، لكن في يوم فوجئ الناس بآلاف حالات التسمم بسبب منتجات المصنع، مع أن جودة الصناعة هي ما يتفاخر به و ما صنع له سمعته و ما جعله يحتكر السوق. ما الذي يشير إليه هذا و ما الذي يمكن فعله حينها؟ ألا يشير ذلك إلى قصور طرأ في المصنع؟ ألا يجب أن تُطرح التساؤلات و يتم البحث و التدقيق و معالجة الخطأ و محاسبة المسؤولين؟ في النهاية سيأتي شخص طيب مثلك ليقول أن هؤلاء الناس بشر، و البشر يخطئون. هذا عن المصنع، فما بالك بماكينة الروعة التي يُفترض أنها ما خلق الكون بما فيه. لو أن غلطة مصنع المنتجات الغذائية تشير إلى قصور الإنسان الناقص الذي يشرف عليه، فكيف يمكن تبرير غلطة ماكينة الروعة بغير أنها إشارة على ’قصور ما‘ حدث بها؟ لكن هذا الـ’قصور ما‘ لا يتم إصلاحه؛ بل نجد كل يوم المزيد و المزيد من مخلوقات ماكينة الروعة المعطوبة، فهل نفهم من ذلك أنه لا يوجد إشراف على هذه الماكينة، و بالتالي لا يوجد كيان عاقل يرتبط بها؟ بالمناسبة، ألا تجد من المثير للاهتمام أن الإنسان هو من يصلح أغلاط الإله الخلقية هذه الأيام؟ ماكينة الروعة - غالي - 12-04-2007 عزيزي ليلين http://www.nadyelfikr.net/index.php?s=&...st&p=454135 تحياتي سلام ماكينة الروعة - ليلين - 12-04-2007 للمرة الثانية تضع لي نفس الرابط. عد لردي السابق و من فضلك لو لديك طرح جديد فتفضل بكتابته هنا. ماكينة الروعة - neutral - 12-05-2007 الإنسان ياأخ ليلين متوهم إنه شئ مهم جدا وإنه محور هذا العالم والكون بيدور حوله - في حين أن كل هذا غير صحيح وأن الإنسان هو جزء بسيط وتافه من هذا العالم- ونتيجة لعملية تضخيم الذات أصبح عقله لايستوعب الحوادث العشوائية ويحاول أن يضعها في نظام يستطيع عقله وذاته المتضخمة التعامل معها. عندك عم بهايم زيي مثلا, كل تفكيري يدور حوالين نفسي ومستقبلي وحياتي في حين إنه ممكن في ثانية واحدة يتغير كل شئ وعربية نقل بمقطورة تركب فوقي وتلزقني علي الأسفلت زي نظام أفلام الكرتون وطبعا فكرة الحوادث العشوائية كتلك بتبقي مرعبة للإنسان وبتطعنه في كبرياؤه وذاته المتضخمة فيلجأ لحيلة عقلية يقوم بمقتضاها بإرجاع تلك الحوادث لسبب خفي لايعلموه أطلقوا عليه إسم الله!! ولكنه في النهاية سبب والسلام وليس أمر عشوائي لاسيطرة لأحد عليه. أحد أعراض العشوائية التي تحكم الكون هي مسألة العيوب الخلقية لأن الإله نسي أن يضعstandards لمنتجه المفضل وفاشل في مسألة مراقبة الجودة ولايجيد خدمة مابعد البيع! كما أنه وحتي لو كان المنتج مقبولا وصالح للإستخدام فهو وفي صورته المثلي ليس في أحسن تقويم كما يدعون وبه عيوب ونقائص كثيرة مثل عدم قدرته علي الطيران وعدم قدرته علي تحمل درجات الحرارة المتطرفة ولايستطيع رؤية أطياف ضوئية معينة ولايستطيع سماع ذبذبات صوتية خارج تردد معين وحاسة الشم لديه محدودة ولايستطيع الإستغناء عن الأوكسجين والقيام بعملية التنفس اللاهوائي ولايستطيع القيام بعملية البناء الضوئي! تخيل مثلا ياعم ليلين إن وإحنا قاعدين ممكن astroid يصطدم بكوكب الأرض وينهي الحياة علي سطحه نهائيا وهذا ليس فيلم خيال علمي ولكن خطر حقيقي يحاولون رصده ودراسته وإكتشاف وسائل لتلافيه! منظر التسونامي وهو داخل علي الناس بيفكرني بمنظر طابور النمل وهو خارج منتصر من علبة السكر ومحمل بالغنائم والأسلاب أقوم أنا من غيظي وفي تصرف سادي بسكب ماء مغلي عليهم وإهلاكهم عن بكرة أبيهم تأسيا بإله العهد القديم عليه أفضل الصلاة وأزكي السلام. موضوع التسونامي والأشياء المماثلة له يدل علي العشوائية التي تحكم العالم وليس كما يقول المغفلون بأنه عقاب إلهي أو المغفلون الأخرون الذين تدفعهم تلك الحوادث للتساؤل عن الحكمة من وجود الشر في هذا العالم! فلو كان الأمر عقابا علي الشر فلماذا جنوب شرق أسيا وليس سان فرانسيسكو! الكون تحكمه العشوائية المطلقة وعلي الهومو سابين أن يتقبلوا تلك الحقيقة وأن يتكرموا بالنزول من أبراجهم العاجية وتجرع كأس السم Khomini style. ماكينة الروعة - neutral - 12-05-2007 نقطة أخري أحب أن أضيفها للهرتلة المذكورة أعلاه وهو أن عدم تقبل الإنسان لفكرة العشوائية التي تحكم العالم هي المسئولة عن نشوء نظرية المؤامرة والتي هي عبارة عن حيلة عقلية يقوم بمقتضاها الهومو سابين بمحاولة وضع الأحداث الغامضة بالنسبة له في إطار محدد له نظام يحكمه حتي يستطيع فهمها والتعامل معها والأهم من ذلك أن يبتلعها كبرياؤه وذاته المتضخمة فإغتيال السادات علي سبيل المثال ليس مجرد عيال طايشة ومتهورة خططت لقتله وسهلت الظروف لهم المهمة ولكن مخطط إسرائيلي صهيوني أمريكي شيوعي ماسوني هو المخطط الفعلي لها وكما فعلت خالتي نسمة بالنسبة لإغتيال رفعت المحجوب أو كما يفعل الأمريكان بالنسبة لكيندي. ملحوظة هامة; في حالة عدم فهم أي شئ من مداخلتي برجاء عدم سؤالي عنه لأني أنا شخصيا لم أفهمه عندما أعدت قراءته ومش عايز صداع ووجع دماغ لو سمحت, العملية مش نقصاك:D: ماكينة الروعة - غالي - 12-05-2007 Array للمرة الثانية تضع لي نفس الرابط. عد لردي السابق و من فضلك لو لديك طرح جديد فتفضل بكتابته هنا. [/quote] عزيزي ليلين لقد وضعت لك رابطاً لنفس الموضوع بعد أن قمت بإضافة رد خاص على كلامك الأخير... ولهذا ألتمس لك العذر فربما لم تنتبه له.. وعلى كل حال وباختصار شديد فإن الاعتراض الذي تبديه ليس له قيمة بما أنك لا تؤمن بوجود إله... سوف اقتبس لك جزء من النص الوارد هناك Arrayوإذا بدأنا بوجهة نظر الشخص الملحد، فإنه ومن الناحية المنطقية البحتة فلا توجد هناك مشكلة تبحث عن الحل.. ولا سؤال ينتظر الإجابة.. فالملحد لايؤمن بأن وجوده يعود إلى أي خالق.. وبالتالي فليس هناك من خالق يكون مسؤولاً لديه إذا وجد أي انحراف أو اعوجاج في الخلق الذي حدث عشوائياً وبدون أي تخطيط.. فكل معاناة وكل شقاء.. وكل توزيع غير متساوي للبهجة والسعادة.. ليس من أحد يتحمل اللوم عليه سوى الصدفة وحدها.. وبذلك فإن بحث هذا الموضوع ينتهي هنا.. فالصدفة وحدها هي الخالق.. أو الطبيعة مهما كان المسمى.. فهو شيء غير عاقل.. أخرس وأصم.. أعمى ومشوّش.. وهكذا فلا يمكن أن يوجه له اللوم على أي قصور في وجود قد نشأ أصلاً من الفوضى.. إن ناتج الصدفة بغير الخالق لا بد أن يكون أعمى ومختلاً ومشوّشاً بغير عقل وبلا نظام وبدون اتجاه. وفي الاتجاه الآخر ومن وجهة نظر الشخص المؤمن.. فلا توجد بالنسبة له أي مشكلة أيضاً.. فهو يرى في الخلق نظاماً وتوازناً واتجاهاً.. وهو يقبل بحكمة الصانع في جميع ما صنع.. وهو لا يرى في الشوكة الناتئة من هنا وهناك في باقة من الزهور زاهية الألوان.. رائعة الجمال والتكوين.. عطرة الرائحة.. سبباً كافياً يجعله يحجم عن قبول الباقة.. أم أن عليه يا ترى أن لا يقبلها؟؟!! وللأسف، فلو كان ظن الملحد وارتيابه في محله.. يكون الموت هو المخرج الوحيد من بؤس وشقاء الأبرياء الذين يقاسون مرارة المعاناة دون ذنب أو جريرة.. وإذا صح اعتقاد المؤمن في سلامة تصوره لنظام الخلق وغايته.. فإن الموت أيضاً هو المخرج.. ولكن لغاية تختلف تماماً عن غاية الملحد.. بالنسبة له فليس الموت إلا منفذاً للحياة الأخرى.. التي تقود الأبرياء الذين يعانون العذاب في الدنيا إلى عهد لا نهاية له من الأجر والثواب والمكافأة والتعويضات.. قد يعترض البعض ولا يقبل بهذا.. ويظل مُصراً على أنه لا يوجد خالق ولا توجد حياة أخرى للثواب والعقاب بعد الموت.. والجواب السابق لمثل هؤلاء لا قيمة له.. فإذا كان الأمر كذلك فلا داعي لمناقشة السؤال أصلاً.. وعلى هؤلاء أن يتذكروا أن السؤال يمكن أن يناقش فقط من زاوية علاقة الله تعالى بالخلق ودوره سبحانه كخالق.. ذلك أن موضوع الأخلاقيات وصحة أو خطأ أمر ما ينشأ فقط من الإيمان بوجود الله.. فإذا كان الله موجوداً بالفعل فلا يكون من المستبعد حينئذ أن يحدث تعويض عن المعاناة في الدنيا.. وإن لم يكن هناك إله فلا يمكن أن نلومه هو أو غيره على أية معاناة وقعت بمجرد الصدفة.. إذا أننا يجب أن نأخذ الحياة الدنيا بكل ما فيها باعتبارها مجرد حادثة وقعت مصادفة بدون أي معنى.. وبلا أي اتجاه وبغير أي هدف.. وعلى هذا يكون من الواجب قبول المعاناة على أنها جزء من طبيعة الأشياء كما لو كانت شيئاً لا يمكن التخلص ولا الهروب منه.. وفي جميع الأحوال فعلى الإنسان أن يتعلم كيف يعيش مع المعاناة.. إن المعاناة كما سبق وقلنا هي الأساس لقوى الدفع اللازمة للتطور.. إننا نجد في هذه المعادلة البسيطة التي تتكون من المعاناة والسعادة أنه إذا كان الإحساس بالمعاناة يفوق الشعور المتأصل في النفس بالرضى الناتج عن الإحساس بالوجود فحينئذ سوف تُفضل الغالبية العظمى من الناس الموت على الاستمرار في الحياة مع المعاناة.. أي إذا كان معظم أولئك الذين يُقاسون من الألم والمعاناة يفضلون أن يفقدوا الإحساس بالوجود على التعايش مع الشقاء.. فحينذاك تكون الحكمة وراء منهج الحياة بمعاناتها هي محل اعتراض.. إلا أن الواقع الفعلي الذي نراه هو على عكس هذا الافتراض تماماً.. إن الحياة غالية ولا يُفرط فيها.. وأحياناً يكون هذا برغم معاناة الكثير من البؤس والمزيد من الشقاء.. والمُشاهد في هذه الحياة أن هذه هي القاعدة العامة الحاكمة.. مع الاستثناءات النادرة التي هي أقل من أن تُذكر لدى المقارنة.. ويجب علينا أن نتذكر أن الزاوية التي ننظر منها للمعاناة ليست ثابتة.. وفي كل مرة نغير فيها من زاوية النظر للمعاناة يختلف فيها المشهد.. فعلى سبيل المثال فإن الأطفال الذين يتمتعون بصحة جيدة يعتبرون أن الأطفال الذين في المستوى دون العادي يقاسون الكثير من المعاناة.. بينما هؤلاء الذين هم في حالة شديدة من الحرمان والعوز سوف ينظرون إلى الأطفال فوقهم نظرة غبطة وحسد..[/quote] تحياتي سلام ماكينة الروعة - غالي - 12-05-2007 Arrayموضوع التسونامي والأشياء المماثلة له يدل علي العشوائية التي تحكم العالم وليس كما يقول المغفلون بأنه عقاب إلهي أو المغفلون الأخرون الذين تدفعهم تلك الحوادث للتساؤل عن الحكمة من وجود الشر في هذا العالم! فلو كان الأمر عقابا علي الشر فلماذا جنوب شرق أسيا وليس سان فرانسيسكو![/quote] هذا السؤال سوف يتكرر ويتكرر ويتكرر إلى ما لا نهاية... ولكن السؤال الوحيد والذي من الممكن أن يكون مقبولاً هو لماذا تعاني أي منطقة من كارثة التسونامي؟؟؟!!! والخيار الوحيد أمام الله -الذي لا تؤمنون- به هو أن لا يكون هناك أي شكل من أشكال المعاناة في الحياة... ولتتخيلوا كيف يمكن للحياة أن تستمر دون ألم وشقاء.. كيف يمكن لنظرية التطور أن تكون فعالة دون أن يكون هناك صراع للبقاء.. ودون اختيار طبيعي للأنواع أو بقاء للأصلح.. وللأسف فإن هذه الاعتراضات تتناقض مع ما تؤمنون به أنتم تحياتي سلام |