حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
مؤتمر فيينا والإرهاب - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79)
+---- المنتدى: مواضيـع منقــولة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=25)
+---- الموضوع: مؤتمر فيينا والإرهاب (/showthread.php?tid=7802)



مؤتمر فيينا والإرهاب - Gkhawam - 12-01-2007

د. كامل النجار
عقدت الرابطة النمساوية العراقية للتنمية مؤتمرها الأول في العاصمة النمساوية فيينا، من الحادي والعشرين إلى الثالث والعشرين من شهر يناير لعام 2006، تحت شعار (يدا بيد من أجل عالم آمن)، وقد شارك في هذه الندوة عدد لا يستهان به من المفكرين والكُتاب العرب، وقد لخص لنا، مشكوراً، السيد أحمد أبو مطر الطروحات التي نوقشت في هذا المؤتمر وقدّم لنا التوصيات التي خرج بها المؤتمرون. وظاهرة المؤتمرات العربية والإسلامية، خاصةً بعد مأساة نوفمبر 2001 بأمريكا، أوشكت أن تطغى على جميع النشاطات الأخرى في العالمين العربي والإسلامي. فعلى سبيل المثال، نذكر بعض المؤتمرات التي عُقدت لمكافحة الإرهاب وخرجت لنا بتوصيات عديدة لم تر النور بعد:
المؤتمر الإسلامي بإستنبول في يونيو 2004
المؤتمر الإسلامي الدولي بالقاهرة في أبريل 2005
مؤتمر " الوسطية منهج حياة " بالكويت في مايو 2005
المؤتمر الإسلامي الدولي بالأردن في يوليو 2005
مؤتمر التطرف والإرهاب بلندن في نوفمبر 2005
مؤتمر القمة الإسلامية الطارئة بمكة في ديسمبر 2005
هذا بالإضافة إلى عدة مؤتمرات عالمية عن حقوق المرأة والأقليات في الإسلام. وقد علمتنا التجارب أن الذي يتحدث كثيراً يفعل قليلاً، والذي يفعل لا يتحدث. وأرجو ألا يكون مؤتمر الرابطة النمساوية العراقية كمثيله من المؤتمرات الإسلامية، ولكن مراجعة التوصيات التي خرج بها المؤتمر لا تدعونا إلى التفاؤل. فقد قرر المؤتمر:
أولا: التأكيد على أهمية عرض الإسلام بوجهه الإنساني والعقلاني المشرق والداعي إلى التعايش وقبول وإحترام الآخر بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو الفكر أو الجنس.
وقد تجاهل المؤتمرون أن يبّينوا لنا هذا الوجه الإسلامي الإنساني. فمتى كان الإسلام إنسانياً يحترم الآخر ويدعو إلى التعايش؟ فالذي يقرأ تاريخ الإسلام يعرف أن الإسلام لم يكن متسامحاً إلا في الفترة المكية عندما كان ضعيفاً لا حول له ولا قوة، فأتى بآيات التسامح مثل " قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل " ( يونس 10). " لكم دينكم ولي دين " ( الكافرون 6). " أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين " ( النحل 125). ثم هاجر الرسول إلى المدينة وكانت أول سورة نزلت عليه – سورة البقرة- قد بدأت برفض الآخر الذين كان قد قال لهم " لكم دينكم ولي دين "فقال لهم بدل ذلك " وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين " ( البقرة 135). فالذي لا يتبع ملة إبراهيم، التي هي الإسلام، فليس من المهتدين. ثم بعد ذلك أمرهم بقتال من لا يسلم " واقتلوهم حيث ثقفتموهم واخرجوهم من حيث أخرجوكم " ( البقرة 191). " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله " ( البقرة 193). ثم جاءت سورة التوبة وآية السيف " فإذا انسلخ الأشهر الحُرُم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد " (الآية 5). وقال سفيان بن عُيينة، قال علي بن أبي طالب: ( بُعث النبي (ص) بأربعة أسياف: سيف في المشركين من العرب، قال تعالى: " فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ". والسيف الثاني هو قتال أهل الكتاب لقوله تعالى: " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ". والسيف الثالث قتال المنافقين لقوله تعالى: " يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين ". والرابع قتال الباغين لقوله: " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله " )( تفسير ابن كثير للآية الخامسة من سورة التوبة ). فهل بقيت طائفة من الناس لم يأمر الله النبي بقتالهم ؟ والمتفق عليه أن أي حكم أو طرح يأتي لاحقاً يُلغي أو يُعدل ما قبله. فآية السيف وكل آيات القتال المدنية أتت بعد الآيات المكية وبالتالي هي أحدث منها وحلت محلها. وقد قال الفقهاء إن آية السيف نسخت مالا يقل عن مائة وعشرين آية تسامح. فأين وجه الإسلام المتسامح؟
والإنكليز لهم مثل يقول " الأفعال تتحدث بصوت أعلى من صوت الكلمات " Deeds speak louder than words. وقد رأينا بأنفسنا قوة الأفعال بالمقارنة مع الأقوال في سيرة المهاتما غاندي. فعندما كان غاندي محامياً في جنوب إفريقيا العنصرية، كوّن جبهة لمحاربة العنصرية كان سلاحها الخُطب العصماء في المظاهرات وتوزيع المنشورات التي تحض على محاربة الحكومة العنصرية. ولكن باءت كل محاولاته بالفشل، فترك جنوب إفريقيا. وفي الهند ترك الكلام والخطب العصماء وقاد حملات الاعتصام السلمية بنفسه، وكما يقولون في الإنكليزية He led by example واستطاع بأفعاله أن يهزم أكبر إمبراطورية في ذلك الوقت. فإذا تركنا الأقوال النظرية في القرآن وفي الأحاديث وأخذنا أفعال الرسول وصحابته ومن جاء بعدهم، فهل نجد فيها ما يمكن أن نقول عنه إنه تسامح وتحمل للآخر ؟ فالرسول أخرج اليهود من جزيرة العرب وشن الغزوات على القبائل العربية مثل ثقيف وغيرها حتى أسلموا خوفاً. وأبو بكر حارب القبائل التي ارتدت عن الإسلام وعمر فرض على النصارى عهده المشهور الذي أجبرهم على قص شعورهم ولبس أزياء معينة حتى يسهل التعرف عليهم ومنعم دق النواقيس على كنائسهم. واستمرت الفتوحات ضد اتباع الأديان الأخرى حتى أيام الخلافة العثمانية في القرن الخامس عشر وما بعده. فهل نجد في الأقوال أو الأفعال هذه وجهاً مشرقاً للإسلام حتى يحث المؤتمرون على عرض هذا الوجه للعالم ؟
وثانياً: أوصى المؤتمر: بـ " إدانة كافة أشكال وأساليب العنف والإرهاب ماديا و معنويا ومهما كانت المبررات ". وهذه دعوة معقولة ومستحبة، وليس هناك أي شخص سوي لا يدين العنف. ولكن مشكلتنا مع لإسلام أن العنف متأصل به ويبتدئ منذ الطفولة. فالإسلام يوصي بضرب الطفل في العاشرة إذا لم يواظب على الصلاة. ويُبيح ضرب المرأة إذا لم تطع زوجها لدرجة أن النساء المسلمات أصبحن مبرمجات على تقبل الضرب وصار بالنسبة لهن حقاً من حقوق الرجل المسلم كما تبين في استطلاع الرأي الذي أُجري بين نساء الأردن وظهر منه أن 87 بالمائة منهن يؤيدن أن يضرب الرجل زوجته ( إيلاف 27 أغسطس 2005). والطفل الذي يتربي على العنف يصير عنيفاً. وهناك إرهاب الدولة للأقليات غير المسلمة كما يحدث في مصر، وإرهاب رجال الدين ( المطوعين ) الذين يحملون العصا لضرب أرجل النساء إذا بان منها شئ، وضرب الرجال في الأسواق يوم الجمعة حتى يسرعوا إلى المساجد. وهناك إرهاب الجماعات الدينية كالإخوان المسلمين وطلبان والجماعات الشيعية في البصرة والجماعات السنية في الفلوجة الذين حرقوا محلات بيع اسطوانات الكومبيوتر ومحلات بيع الخمور. فكل هؤلاء يعتقدون أنهم يملكون السند اللازم لما يفعلون " ومن رأى منكم منكراً فليغيره بيده وإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه ". فهل هناك رجل دين أو هيئة دينة مستعدة لتقول لنا إن هذا الحديث غير صحيح أو منسوخ أو لا يجوز العمل به في هذا العصر ؟ والإرهاب المعنوي نراه كل يوم من الأزهر والمؤسسات الدينية الأخرى في مصادرة الكتب والصحف والأفلام التي لا تتفق وآرائهم، وفي إصدار فتاوى التكفير ضد المفكرين المسلمين. فالإدانة وحدها لا تكفي إذا لم يرافقها عمل فعلي لوقف العنف ضد أفراد المجتمع وضد المجتمعات الأخرى
ثالثاً: قرر المؤتمر " الدعوة إلى الحوار والتعايش السلمي والتعاون والتكامل بين الحضارات وبين القوميات والأديان ". وهذه الدعوة يستحيل لها أن تنجح لأن القرآن يقول " ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه " و " قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله " وكلنا يعرف أن الدين عند الله هو الإسلام. وكيف ندعو إلى التعايش بين الأديان وفقهاء الإسلام في الجامع الأزهر وفي النجف وفي قُم يقولون لنا كل يوم إن التوراة والإنجيل محرفتان وإن النصارى مشركون لأنهم يعبدون الثالوث ؟ وإن اليهود أحفاد القردة والخنازير؟ وفي كل يوم جمعة يدعو جميع المصلين الله أن يهلك اليهود. ويتهكم المسلمون على الهندوس لأنهم يعبدون البقر ؟ ومن الذي يقوم بهذه الدعوة ؟ هل يقوم بها رجال الدين الذين يعتقدون بعلو الإسلام على كل الأديان الأخرى لأن القرآن يقول إن الله بعث محمداً بالإسلام " ليظهره على الدين كله " ومن المستحيل عليهم أن يُنكروا هذه الآية، وبالتالي يستحيل عليهم أن يدعو بتعايش الأديان، أم يدعو بها العلمانيون الذين لا وزن لدعوتهم عند العامة ؟
ورابعاً: أوصى المؤتمر بـ " دعوة رجال الدين من مختلف الأديان والطوائف للقيام بمسؤولياتهم في تطويق كل أشكال التطرف والعنف والإرهاب ". وأنا أساند هذه الدعوة الجميلة إذا كان من الممكن لها أن تجد أذناً صاغية في اليهودية والإسلام. فالأديان الأخرى مثل الشنتو والهندوسية والبوذية والزرادشتية والمسيحية لا تدعو إلى العنف أبداً، رغم أن بعض أتباعها قد يلجئون إلى العنف. ولكن في الإسلام واليهودية نجد آيات القتل والعنف راسخة في النص القرآني وفي النص التوراتي، خاصةّ سفر يشوع Joshua . فهل يمكن أن يتنكر رجال الدين لهذه الآيات التي تحض على الكراهية والقتل ؟ أشك في ذلك.
خامساً: قرر المؤتمر " التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية. " ولا جدال في هذه الدعوة التي هي من أبسط حقوق الإنسان. ولكن مرة أخرى تأتي المشكلة من المعتقدات الدينية. فها هو الشعب الفلسطيني قد اختار أن تحكمه " حماس " التي تدعو إلى إزالة إسرائيل عن الوجود، وأحزاب إسرائيل الدينية تدعو إلى إزالة الفلسطينيين من وجه الأرض. والشرعية الدولية تقول إن إسرائيل باقية ويجب قيام دولة فلسطينية بجانب الدولة العبرية. لكن حماس قالت في أول رد فعل لها بعد فوزها،، إنها سوف تتفاوض مع إسرائيل من فوهة البندقية. كأنما فوهة بندقيتهم تعادل طائرات الأباتشي والدبابات الإسرائيلية. فالعنتريات التي ما قتلت يوماً ذبابة لن تحل القضية. وكما قال الشاعر:
أرى العنقاء تكبر أن تصادا **** فعاند من تطيق له عنادا
والحقد الذي زرعه كلا الجانبين في أطفالهم لن يسمح لهم بالتعايش السلمي مع بعضهم البعض في المدى القريب. وما دام هناك فقهاء مثل الشيخ القرضاوي يبيحون تفجير الشباب الفلسطيني أنفسهم وسط المدنيين الإسرائيليين، وفقهاء وشيوخ من حماس يدربون ويجندون هؤلاء الشباب فلن يجدي تأكيدنا على إقامة دولة فلسطينية وفق القرارات الدولية.
سادسا: دعا المؤتمر إلى " ترسيخ الوحدة الوطنية العراقية على أساس المواطنة والديمقراطية والتعايش السلمي بين كافة الأديان والقوميات...والحفاظ على بعده العربي والإسلامي. " وهنا مربط الفرس الذي يُظهر التناقض في معتقداتنا. فالوطن لا دين له. الدين لله والوطن للجميع. ولكن لأن الإسلام لا يعترف بغيره كانت دعوة المؤتمرين إلى الحفاظ على البعد العربي الإسلامي للعراق. والعراق قبل أن يكون عربياً أو إسلامياً كان آكادياً وكان آشورياً وكان بابلياً وكان نصرانياً والآن أصبحت غالبيته مسلمة، فكيف نحافظ على وحدة الوطن ونقول إنه وطن إسلامي وعربي. وأي إسلام نقصد ؟ هل هو الإسلام الشيعي وولاية الفقيه أم الإسلام السني الذي يُكفّر الشيعة ؟ فإذا أدخلنا الأديان في هوية القطر يصبح من حق المسيحيين أن يكون لهم جزء من العراق تكون هويته مسيحية أو صابئة، وللسنة جزء خاص بهم وللشيعة البقية.
وقد قلت سابقاً إن الإسلام يقول أشياءً نظرية لا نجدها في التطبيق العملي فيما يقوم به المسلمون، فمثلاً الإسلام يقول " وأمرهم شورى بينهم " لكن عندما استولت طلبان على السلطة لتطبق الشريعة الإسلامية، لم تستول عليها عن طريق الشورى ولم تطبق الشورى في الحكم. وعندما استولى الترابي والبيشير على السلطة في السودان باسم الإسلام لم يأتوا عن طريق الشورى ولم يطبقوا الشورى. وحكومات الخليج الوراثية لم تأت عن طريق الشورى ولا تطبق الشورى. فهل نعرض هذا الوجه المشرق للإسلام على العالم ؟ والإسلام يقول " جادلهم بالتي هي أحسن " ولكن عندما انتقد القس السويدي رونار سوغارد الرسول محمد في أحد خطبه في الكنيسة، ثار المسلمون بالسويد وأهدرت مجموعة إسلامية دمه ( إيلاف 22 أبريل 2005). فأفعال المسلمين تتحدث بصوت أعلى من كلماتهم. فكيف نعرض للعالم وجهاً مشرقاً للإسلام وكل الإرهابيين في العشرة سنوات الأخيرة مسلمون ؟

والمسلمون دائماً يتباهون كذباً بما ليس فيهم ويدّعون للإسلام ما ليس فيه. فهاهو السيد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يصرّح من دمشق: " إن المسلمين هم أمة السلام وهم يمدون أيديهم لمن يريد أن يصنع السلام ". فمنذ متى أصبح المسلمون أمة السلام ؟ من الذي أسال أنهار الدم في آسيا الصغرى عندما احتل مدنها واستعبد مواطنيها؟ من الذي احتل الهند والسند ؟ من الذي احتل إسبانيا وشمال أفريقيا؟ فإذا كان المسلمون جادين في عرض وجه مشرق للإسلام فعليهم أن يتركوا التعالي الأجوف والكذب، وعليهم أن يعترفوا بماضيهم الأسود وحاضرهم الأكثر سواداً. وعليهم أن يكوّنوا مجلساً عالمياً للفتاوى تكون مهمته إصدار الفتاوى ومعاقبة كل شيخ يفتي بفتوى تشجع أو تبيح العنف الفعلي أو المعنوي ولا يتركوا الباب مفتوحاً للشيوخ ثم يباركون أخطاءهم بأن يقولوا " إذا أخطأ المجتهد يؤجر وإذا أصاب يؤجر مرتين ". فالمخطئ لا يؤجر بل يُعاقب. فالمجالس الطبية، مثلاً، تعاقب كل طبيب يخطئ في مهنته ولا تُثيبه، فلماذا يُثيب الله المفتي الذي يُخطئ في فتواه. وعليهم كذلك بتفسير جديد للقرآن ووضع آيات القتال والسيف والأحاديث المماثلة في إطارها التاريخي الذي مضى عليه الدهر وأدى مهمته في الماضي لكنه لا يصلح الآن. وربما الأفضل أن يقتدوا بالقرآنيين ويتخلصوا من كل الأحاديث والسنة التي هي عبارة عن شهادة سماعية لا يُعترف بها قانونياً. أما اللف والدوران وإقناع أنفسهم أن هناك مؤامرةً وحرباً يشنها الغرب ضد الإسلام فحديث لا يفيد. الإسلام يحارب نفسه عن طريق تصرفات وأعمال معتنقيه.