نادي الفكر العربي
الكاتب الإسرائيلي الساخر الذي كرس قلمه للتنديد بالصهيونية - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60)
+--- الموضوع: الكاتب الإسرائيلي الساخر الذي كرس قلمه للتنديد بالصهيونية (/showthread.php?tid=7897)



الكاتب الإسرائيلي الساخر الذي كرس قلمه للتنديد بالصهيونية - بسام الخوري - 11-25-2007

إنسان حيا وميتا

توفي قبل أسابيع قليلة سيمون تسبار، الكاتب الإسرائيلي الساخر الذي كرس قلمه للتنديد بالصهيونية والسياسات الاسرائيلية حيال العرب. وصل سخطه على سلوك حكومته أن قرر هجرة بلده بعد حرب 1967 والالتجاء الى بريطانيا, حيث باشر فورا بإصدار مجلته الساخرة «اخبار إسرائيل الامبراطورية» التي أزعجت السفارة الإسرائيلية في لندن بهجومها المتواصل على سياسة إسرائيل وسعيها للتوسع وابتلاع الأراضي العربية. كان إصدار تلك المجلة المناسبة التي جمعتني به بعد أن كلفني بالمساهمة فيها. رغب في أن يعيد طبع مقالة سبق أن نشرتها لي «بيس نيوز». قلت له تفضل وانشرها. نحن العرب معتادون على سرقات الإسرائيليين منا. انفجر ضاحكا وتحولت روح السخرية المتبادلة الى حلقة وصال بيننا.

كثير من اليساريين الإسرائيليين يتعاطفون مع حقوق الشعب الفلسطيني ويعارضون سياسة بلادهم. بيد أنهم بصورة عامة وفي آخر المطاف يقفون بجانب دولتهم وحقها في الوجود. أما سيمون تسبار فقد اختلف عن أكثرهم برفض الفكرة الصهيونية من أساسها، وبالتالي رفض حق اليهود بإقامة دولة في فلسطين أو في أي مكان في العالم. لهذا عاش وبقي شوكة في أعين الصهاينة والقوميين اليهود.

التقيت به قبل اشهر من موته بعد مرضه العضال الذي استغرق عدة سنوات. كان من آخر ما قاله لي: «يا خالد، لا أكتم عنك أنني أشعر بخيبة كبيرة من العرب». قلت له «يا عزيزي إنك تتكلم الآن كعربي. لقد أصبحت واحدا منا. فهذا ما يقوله اليوم سائر العرب من المحيط الى الخليج. يقولون ويرددون أننا أصبحنا خائبين من أنفسنا».

بيد أن لخيبة الإسرائيليين اليساريين من العرب بُعدا إضافيا آخر. فاليمينيون وأكثر الإسرائيليين يسخرون منهم وينتقدونهم على أساس أن العرب أثبتوا مرارا أنهم غير مستعدين للتعايش مع الإسرائيليين والتآخي مع اليهود والعيش معا في وطن واحد في ظل الديمقراطية والعلمانية. وهو طبعا ما ينادي به ويدعو اليه أكثر اليساريين اليهود. كان هؤلاء ينتظرون من العرب أن يساعدوهم ويدعموا هذه الشعارات ويثبتوا استعدادهم للتعايش مع اليهود الإسرائيليين في دولة واحدة أو مع إسرائيل كدولة يهودية جارة لهم في إطار السلام والصداقة.

اتصل بي سيمون قبل سنوات وقال إن الملحق الصحافي الاسرائيلي في لندن تحداه بأن يأتيه بعربي واحد مستعد للجلوس وتناول العشاء معه والتحدث اليه. طلب مني سيمون أن أواجه هذا التحدي وأحضر لبيته وأفعل ذلك. لبيت طلبه بسرور، ولكن الدبلوماسي الاسرائيلي تهرب من الموعد ولم يحضر. إنهم الإسرائيليون الذين لا يريدون أن يعرفونا أو يسمعوا منا.

سيمون تسبار رجل تفانى حتى آخر لحظة من حياته في خدمة الإنسان وتقدم الإنسانية ، بل حتى الى ما بعد حياته. فعندما مات وجدوا انه قد أوصى بتسليم جثته الى المؤسسات الطبية البريطانية لأغراض التشريح والتجارب العلمية والتعليم في كليات الطب.



الكاتب الإسرائيلي الساخر الذي كرس قلمه للتنديد بالصهيونية - سيناتور - 11-25-2007



ربما تقدمت إسرائيل و تجاوزت زمن الأدلجة السياسية وأدلوجة صهيون الى ثقافة الانسان العالمي






الكاتب الإسرائيلي الساخر الذي كرس قلمه للتنديد بالصهيونية - -ليلى- - 11-26-2007

:rose:


الكاتب الإسرائيلي الساخر الذي كرس قلمه للتنديد بالصهيونية - Blind Pen - 11-26-2007

Array
بيد أن لخيبة الإسرائيليين اليساريين من العرب بُعدا إضافيا آخر. فاليمينيون وأكثر الإسرائيليين يسخرون منهم وينتقدونهم على أساس أن العرب أثبتوا مرارا أنهم غير مستعدين للتعايش مع الإسرائيليين والتآخي مع اليهود والعيش معا في وطن واحد في ظل الديمقراطية والعلمانية. وهو طبعا ما ينادي به ويدعو اليه أكثر اليساريين اليهود. كان هؤلاء ينتظرون من العرب أن يساعدوهم ويدعموا هذه الشعارات ويثبتوا استعدادهم للتعايش مع اليهود الإسرائيليين في دولة واحدة أو مع إسرائيل كدولة يهودية جارة لهم في إطار السلام والصداقة.
[/quote]
وقائع كثيرة أثبتت صحة عدم قدرة الطرفين على التعايش، الجدار العازل كان آخر فكرة أرغمتني على القبول بهذه الحقيقة. لكن فكرة أخرى يتم تسويقها على انها (حقيقة) لم تقنعني بعد، وهي: أي طرف على حق؟
ما دمنا في الاجتماعية، فلننظر للموضوع من خلالها، دعونا من السياسة وما يدعيه السياسيون ولنعاين الوقائع على المستوى الاجتماعي. عندما عاينت مؤخراً صورة للجدار العازل في موقع BBC أحسست بالفعل أنني أمام صورة مقتطعة من أحد أفلام الرعب، سأضعها هنا وأرجو أن تذكروا ما الذي تحركه فيكم:

[صورة: _40802078_carine.gif]

تخيلت نفسي فلسطينياً فقيراً تجذبه فرص العمل المغرية عند الطرف الآخر، فاحتقنت غضباً وأحسست بمرارة أنني أحارب في رزقي، وأنني لن أعبر ما لم يتم مسحي بالمطهّرات. وتخيلت نفسي إسرائيليا يقتله مجرد خوفه من سلوك الطرف الآخر الذي يعتبر اليهودي عدوا يجب قتله وإنهاء كيانه ومع ذلك فهو بدون اليهودي عاجز اقتصادياً.
طرفان يرفضان بعضهما بعضاً، ولكل أسبابه المقنعة، من المغيظ بحق التحيز لأي طرف. لن يتعهد الفلسطيني بأمن الإسرائيلي، ولن يجد الأول نفسه مضطراً للمسؤولية عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي للثاني. فبأي واقع سيقبلان التعايش وسيعرفان بعضهما وكلاهما لا يمكنه التنازل عن أي فكرة؟


الكاتب الإسرائيلي الساخر الذي كرس قلمه للتنديد بالصهيونية - بسام الخوري - 11-27-2007

لن يتعهد الفلسطيني بأمن الإسرائيلي، ولن يجد الأول نفسه مضطراً للمسؤولية عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي للثاني

100 %