حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
محمد ولد السلطان - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: محمد ولد السلطان (/showthread.php?tid=7913) الصفحات:
1
2
|
محمد ولد السلطان - طارق الطوزي - 11-24-2007 - 1 - السؤال المؤلم، أم هو العجز المطبق؟ كان المكان صامتا مختنقا، و الأفكار تتلاحق في ذهني بتوتر حاد. الأشياء على توزيعها المعتاد، دون تحريف أو تغيير؛ الطاولة تتوسط الغرفة في وقّار مخادع، الكراسي تلازمها في خفّة النفاق، السرير في عزلة كئيبة تعلوه صورة رخيصة معلّقة بإهمال على جدار قديم، كتب تتناثر في فوضى اللامعتقد، و لا شيء آخر... غرفة واحدة، و أشيائي على استقامتها حاضرة في جمود، فما الذي يحدث؟ أصبحت اليوم يملؤني شعور بانقباض رهيب، رعب ما يحتوي أجزائي المتجمدة، يسري في جسدي بعبث صاخب يورثني رغبة متحرقة في الكتابة. القلم يدور بين أصابعي، يرسم في قلق بعض الكلمات الباهتة، يختفي في خجل بين الصور المرمزة، يكتفي بالصمت حينما يخشى الأفول... " عندما أفاق من ذهول مقام الغياب، آثر الرحيل إلى أبعاد الأفق الملعون؛ ليكتب برسم مشفر شقاء البداية، و يدرك المدى الصاعد في نقاء الخلاعة. " ليست الكلمات كما أردتها تبعث على غموض الوجد؛ إنّها مفارقة لمخاض الكون، عاجزة عن إثبات مطلق ... طرق خفيف على الباب، نهض من على كرسيّيه، ألم يحتوي جسده بسخرية، أدار مفاتيح الأقفال الثلاث، فتح الباب بحذر و هو يتطلّع إلى الطارق. الخادمة في ميعادها الأسبوعي؛ جاءت تنظف الغرفة. كان عليه أن يتركها عند الباب حتّى يضع على جسده المشوّه ملابس الخروج متعجلا. - عذرا الطريق يغشاه النور بقسوة، ألوان ساطعة مشوّهة لبيوت أرهقها الثبات عند حافة الهاوية، و كائنات مزعجة تمرح بتحذلق على حبل دقيق يربط برجين. ألج في صمت الضياع مقهى مدخل المدينة، أجلس على طاولة تعتزل الجماعة، أدقق النظر في وجوه أخرى شاردة تبحث في قلق الفراغ عن صمت معتاد، لا شيء، لا شيء يا محمدا... - " اكسبرس "، من فضلك أبحث عن زمني الهمجي؛ بداية الخرافة التائهة في لجّة الواقع القاتم، الركن العجيب من مسافة الغرابة، و قدري الهامس بأحجيات قديمة يسخر من مقامي البليد ... - تفضل القهوة، سيد جمال - السيد محمد من فضلك - عفوا، و لكن اعتدّت على تسميتك منذ زمن بالسيد جمال القاسم - لا، أنا من يحقّ له تسميتي، و أعتقد أنّي محمد ولد السلطان بضيق أغادر المقهى، عيون حمقاء مبتسمة تربك حركتي. كان لابدّ لي من البحث في مقام الهذيان، عن مكان يصلح خبيئة لفكري المعذب من هول الصور المطلقة... قيل لي حديث ساحر؛ كي أنتهي إلى خلاصي، لكن ينقصني الفهم أو إرادة الغياب... ربما البحث عن السبيل؛ هو عنواني المدهش لكتابة أخرى تحاول الفرار، و ماهية الأشياء التي أراها تعاند مطلقي كي تكون ... أقارن نفسي بفضاء المطلق البعيد، فأنتفي صاغرا كهشاشة التفاهة؛ نقطة صغيرة تالفة في مدى الهياج؛ كائن سقيم في عمق الاتساع. أحتقر ملامحي القاصرة عن إدراك سأمي... - اللّه، اللّه، اللّه... عقم التولد الخائب في رسم غامض. كنت أبحث في خبايا الغربة، عن الغرفة السابعة المخفيّة. قيل الخبر في صمت السرّ، رياض مشرقة في غسق اليمّ. تألمت، لحرقتي العنيدة في الفهم؛ المنشأ العابث لدلائل الوجد. - أحد، أحد... لم ألبث إلّا قليلا، حتّى اهتديت إلى الحديث : " الرائحة الرطبة المتخثرة تخنقني؛ برودة الموت سقوطا في هوّة اللانهاية... " حين فتحت الباب، كنت لاشيء، تلقفت القلم بخفّة الانتفاء، و كتبت : " جرثومة حقيرة على قفا فأر، لا ترى ". بدا لا شيء يعني معنا، فعدّلت بعض الكلمات : " حقير لا يرى ". لا أفهم غريب القول المحدث، ربما لو كان قديما لوجدت تفسيرا لمتاهتي : " نفثات العجز تلهمني انعداما ". أضرب رأسي على الجدار، أصحح : " حقير العجز يعدم على مقصلة المطلق ". - 2 - الطير اللي يغنّي و جناحه يرد عليه السقوط علامة الكيان المشرق؛ الرقصة القتيلة تحت قوائم براق النهاية، علمتني الصمت اللامصدق لنبرات الوقار. عليّ الآن البحث في زمن العلياء عن المسيح الأعور؛ كتابة متضائلة بنقش قديم مبهم. ليس الآن، تظلّ الطريق في معالم الامتداد المطلق. هل أكتبك، يا كلماتي ؟ أم يتخفى سلطان الجبر بين حروفي. تثب إلى درجك تبحث بين أوراقك عن دليل، المساحة لا تغطيها السذاجات، مع ذلك كنت غريبا تتوق الفرار إلى اللاشيء. ستحاول مجدّدا بعجز الموت فهم كآبة المعنى... - أتقارن جزيء الكيان المبعثر في سخافات الخزي، باللانهاية ؟ - يجبرني فكري المعذب على النبش في المعادلات الخاسرة! - 3 - التفاح اللي يفوح و يردّ الروح غموض الأفول، رقصة المريد في المكان الضائع، طقوس الغياب، هذاء : زمني التعب من الإطلال على البعيد، يسخر من قصوري عن الانطلاق في المدى البهيم. لنفترض أنّي فقدت ذاكرتي التقويّة و تقرّر عندي فقط أن أفكّر، فكيف تكون ذاتي من غير مقارنات، من غير قامتي الضئيلة أمام الإطلاق ؟... - هل تحتاج إليّ ؟ - نعم، أكثر من كلّ شيء - و لكنّك لن تفهمني أبدا - سأحتاج فقط لنسيانك - أتستطيع ؟! أضحك في خفّة البلاهة، ثمّ أبكي محتضرا ... - 4 – - محمّدا، أفق إلى اللاشيء، و انتظر خبرا ينتقص الكلّ ... عندما أفقت تأملت المكان من حولي مرّة أخرى، كان كلّ شيء كما تعودته ثابتا كالصخر. فتحت نافذتي. تملكتني رغبة متحرقة في الضحك. ما يزال هناك بعيدا خلف التلّة، أبطأ الحضور. الثقل ميثاق التقوى، الحركة المتزنة تنشؤ راهبا آخر، و الميزان كما تعودته يقارن كلّ شيء بشيء واحد... ينسكب الماء في قدحي من حنفيّة قديمة، يسكرني البعد عن الصفاء؛ فأستحمّ بالمخمر من الماء الآسن. هل تفهم علّتي ؟ لم عليّ دائما أن أكون الناقص المشوّه حتّى أنفي عنّي القدم ؟ كيف أتيقن معنا يفرّ منّي كليّا ؟ لأكون خفيفا كالإله - 5 - تحت ذرّات المياه الساخنة، و المتساقطة بلؤم على جسدي المرهق، أختنق داخل وحدتي، فأبكي. سئمت الكلمات القلقة، الخائفة، المعذبة. أحاول أن أجتذب خفّة النطق الغبيّة، لكنّي آسف؛ لأنّه عليّ أن أفشل مثل الجميع. لن أفهم أبدا غربتي بين الكلمات ... أنشف جسدي من عار الماء، أقف أمام مرآة الحوض، أنظر إلى هذا الرأس. يملؤني شعور كريه بالغضب الحانق، الفكرة كانت مبعثرة خلف الأطياف العقيمة. أغطي رأسي بالمنشفة، ثمّ أنزعها بقوّة. الرقص على الوجع ألم ملتذّ. تأملت مليّا العينين السوداوين، و الأنف الكبير، و البشرة السمراء. الغبن في تكسّر الخطوط المفاجئة. الحلم سقوط وثني لعبارات هاربة ... مازلت أمام مرآتي، أتأمل النطق في ثورة الغضب، أحلّق بعيدا إلى الإطلاق، أقع إلى عمق الهاوية. الركن المنسيّ من غرفتي القديمة، و أشياء العمر التافهة، و أسباب الحياة ... تأملت هذا الوجه في المرآة، ثمّ طفق الكلام يندفع بعمق اللقاء؛ لقائي : القذر، اللعين، الساذج، الخبيث، اللئيم، المنافق، المشرك ... صفات النقصان شفائي من ضياع ما خلف الستار. عندما يضطهدني الرسم الأكمل؛ لأنّي آثرت صفة الخلق، عليّ أن أتذكر بأنّي النزر القليل من أيّ شيء، بأنّي في الحقيقة لا شيء، فأقنع بأنّي ممكن الخلق في الفضاء السفلي في رحاب مساحة الموت.[size=3] محمد ولد السلطان - ابن حوران - 11-25-2007 (f) محمد ولد السلطان - طارق الطوزي - 11-27-2007 مع الشكر أخي محمد القداح :redrose: محمد ولد السلطان - coco - 12-04-2007 عزيزي / طارق الطوزي أرجو أن تغفر لي نسياني لعملك الجيد المطروح هنا في زحمة مشاغلي سوف أفرغ له يوما أشيد بك ناقدا دقيق العبارة رائع الإنشاء فيما تكتبه عن الآخرين ولي عودة لهذا العمل كوكو محمد ولد السلطان - طارق الطوزي - 12-06-2007 في البدء، مرحبا بك أخا عزيزا... قراءة الآخر فضاء ممتع لخصال الذات المتبدلة، هي حركة اللقاء في ساحة المعتم و الحفر و اللقاء، هي الحلّ النسبي في وفاض وهج الفعل... نستدلّ على الحياة برؤيا تنوء بتوحدها في عوالم حلم اليقظة، لكننا لن نجمل اتساعا في مدى التأول و الوجود إلّا بتطعم الصراع و استنطاق و فتنة الآخر... ثمة إشراق قديم في قراءة تتعلم... محمد ولد السلطان - coco - 12-06-2007 كما الصوفي في عودته إلي العالم من بعد أخذ الجذب له و لا يستطيع التعبير عنه بالكلمات نري الطوزي , عند الصوفي فإن الكلمات تكون عاجزة عن التعبير عن ماهية الجذب ومحتواه والسبب أن الصوفي عندما ينجذب ويذوب في الحال فإن التجربة تكون ذوقا وكيف يمكن التعبير بالكلمات عن ذوق فوق التعبير وفوق القبض عليه وتقييده داخل الكلمات ولذلك نجد لغة الصوفي لغة تمتلئ بالرموز والإشارات لأنه يدرك أن اللغة عاجزة عن تملك ما عاشه أثناء حال الجذب , فهو صراع بين اللغة والحال , الصوفي يحاول التعبير عما عاناه واللغة عاجزة عن التعبير يقول الطوزي : (القلم يدور بين أصابعي، يرسم في قلق بعض الكلمات الباهتة، يختفي في خجل بين الصور المرمزة، يكتفي بالصمت حينما يخشى الأفول... ) ويقول : ( ليست الكلمات كما أردتها تبعث على غموض الوجد؛ إنّها مفارقة لمخاض الكون، عاجزة عن إثبات مطلق ... ) ويقول : (سئمت الكلمات القلقة، الخائفة، المعذبة. أحاول أن أجتذب خفّة النطق الغبيّة، لكنّي آسف؛ لأنّه عليّ أن أفشل مثل الجميع. لن أفهم أبدا غربتي بين الكلمات ... ) وبالرغم من هذا الهم الأولي في الفجوة الكائنة بين الحال واللغة فإن الصوفي لا بد له من البوح . البوح يحرقه و لابد له من تقييد سواء لنقله إلي الآخرين أو إلي ذاته الواعية التي لم تصاحب كشفه إلا بقدر ما تتذوق وليس بقدر ما تعي , وبذلك تنشأ الفجوة بين ما يعبر عنه الصوفي والمتلقي ويحدث سوء الفهم الذي قد ينتهي بتكفير الصوفي وما حوادث التاريخ منا ببعيد يتوسل الطوزي بتجربة الصوفي في تعبيره عن غربته في العالم يقول : ( كان المكان صامتا مختنقا، و الأفكار تتلاحق في ذهني بتوتر حاد. الأشياء على توزيعها المعتاد، دون تحريف أو تغيير؛ الطاولة تتوسط الغرفة في وقّار مخادع، الكراسي تلازمها في خفّة النفاق، السرير في عزلة كئيبة تعلوه صورة رخيصة معلّقة بإهمال على جدار قديم، كتب تتناثر في فوضى اللامعتقد، و لا شيء آخر... ) ويقول : (الطريق يغشاه النور بقسوة، ألوان ساطعة مشوّهة لبيوت أرهقها الثبات عند حافة الهاوية، و كائنات مزعجة تمرح بتحذلق على حبل دقيق يربط برجين. ألج في صمت الضياع مقهى مدخل المدينة، أجلس على طاولة تعتزل الجماعة، أدقق النظر في وجوه أخرى شاردة تبحث في قلق الفراغ عن صمت معتاد ) عالم الأشياء الضاغط علي الروح , عالم مخادع مخاتل , عالم الظواهر , ما يبحث عنه هو العالم الحقيقي , عالم الشئ في ذاته بلغة الفلاسفة , أما العالم الذي يراه فهو عالم مشوه لا يدل علي حقيقته فما السبيل ؟ الفجوة القائمة بين نسبيته في العالم والتاريخ ورغبته العارمة في التعالي عليه و معانقة اللانهائي والكلي يقول : (أقارن نفسي بفضاء المطلق البعيد، فأنتفي صاغرا كهشاشة التفاهة؛ نقطة صغيرة تالفة في مدى الهياج؛ كائن سقيم في عمق الاتساع. أحتقر ملامحي القاصرة عن إدراك سأمي... ) والآن بعد أن حاولنا استعراض تلك التجربة يبقي سؤال , هل تصلح مثل تلك التجارب لعالم القصة ؟ واضح أن الهم الفكري هو المسيطر علي العمل ومحاولة جذب الجمالي يعانده سيطرة الفكري علي العمل وتحدث الفجوة في إيصال المغزي للمتلقي , فالقصة عادة تتوسل بجمالياتها الخاصة من بناء خاص يحاول القاص أن يودع فيه شفرات خاصة بالقص ويستعين فيه بأدوات القص التي يصطنع فيها من الحيل ما يبدي هذه الجماليات الخاصة وبالتالي فإن الكاتب مسئول وهو يكتب خلال قالب معين أن يحترم طرائق هذا القالب ويبدع فيها وليس العكس بأن يخضع أدوات القص لسيطرة الفكري , فالشخصية كأداة في القص علي سبيل المثال يجب أن تكون مهمومة بتجربة حياتية يستطيع المتلقي أن يعيشها معها لا أن تواجه تجربة فكرية خاصة . اللغة جاءت معبرة عن تلك الحالة التي حاول الكاتب أن ينقلنا إليها وإن جاءت ملغزة أحيانا وقد سبق أن بينت الفجوة القائمة بين التجربة المنقولة واللغة ولكن علي الكاتب رغم أن يتحري طرائق التعبير ومثالها هذه الجملة (الثقل ميثاق التقوى، الحركة المتزنة تنشؤ راهبا آخر، و الميزان كما تعودته يقارن كلّ شيء بشيء واحد... ) وبالنهاية فنحن أمام كاتب يكفيه شرف المحاولة وننتظر منه الكثير كوكو محمد ولد السلطان - طارق الطوزي - 12-07-2007 الردّ الأول : بعض من فتنة القص
خطاب - تتوقف عند خانة الرؤيا في وجود يتكبله الغموض، تتوقع الفهم لكنّك تسقط في تفسخ الملمح و الخصال، تتقول هذيانا بلا انتماء و تلتزم بضياع كفيف، و أنت صامت. كأني بك تقنعني في لجاجة الشحاذ الأرعن، بأنك تحمل خطاب برهان في مقام حكائي، كأنك معبر إلى ساحات السرد بفقه الفكر، و إتزان المنطق. فها أنك تتشدق بلغة بهتان... - نعم، هو البهتان، لأني أتاخم فعلا ينسجم مع حركة واهمة، حيث تقترن الذات بلوعة اللافهم، و غرور السعي. تتقسم مدهشة في فضاء ملعون مبهم، ترنوا بضبابية المخيلة و الفكر إلى تداعي المطلق، تحلق بميوعة المعتقد إلى التوحد في رياض الأنس و الهجران، فتتملكك حيرة السؤال. قد لا تدرك عبق الاستقامة و أنت تتلفح ببهرجة اللافهم، حتى أنك لن تقنع بتثبيت الفكرة عند ساحة الصمت و السكينة، فتتشبث بالقول في حكمة الألم بصوت ما. هو صوت المنطوق يعبر منك بما يتزن و خصالك الوقحة، تنسجم مع فكرة الاختيار و التصنيف، لكنك تنطلق بفكرة القناعة الذاتية؛ أن تعرف مرحليا ذاتك بما تستولده من معان واهمة، فتغتبط باستولاد هياجها بخطاب القص. - أي لعنة هذه، أكفاف السؤال قص ؟ - القص حركة اتساع تمرح في أركان بلا تقييد الإلمام، هي تتوزع الرؤيا في انفلات اللاطاعة، تنفتح على الوجود برسم يدهش لتفاصيل قديمة، يمزق اتحاد و وحدة الإقتدار العظيم، يرصد الحركة الضائعة في مدى الإشراق و اللعنة. فهم كأني بذاتي تقنع بإدراك مستسلم طائع، و تحدث أخواتها بفتنة هذا المنقول : عن بسط الحكاية العلوية إلى عقول تفتحت عن فهم الإفادة! القص فعل ذاتي يمرح في فضاء معتم يحاول بقسوة الهزيمة أن يلم بمعنى الوجود، تلك الحركة تبدو متوهجة، متلبسة بعنف الفضول، أو بقسوة الشك و النميمة، في حلقات متتابعة و متشابكة من المعاني اللامحددة، إنها ترفل في تفاصيل اللاقرار و اللاانتماء... و ستبقى مع هذا ساحة سؤال، فما الحاجة إلى سكونها الفاضح ؟ أو لم عليّ أن أكتفي بلمسة الوضوح المتوردة ؟ قد يكون فشلي العظيم عند أركاني الواهمة ينسيني همنغواي، لكنني آنس بعبث التواصل الماجن مع خطاب جويس و بيكيت و ساباتو... تصوف شوق روحانية اللغة و الصور في مدى الوصال المتوهج، ميسم التعانق في دائرة الحلم الإنساني، استبطان الحب في زخم الوجد، شاعرية الحلم على درب السقوط الحميم. الحين، بمواجهة جحافل الظلام و القوّة، نستدعي مسافة قديمة لعرفان التعدد و الثورة المطلّة من ثقب الإبرة، لنقدم طقسا حالما بالحياة... أكاد أعتقد بأن البعض يعرف فكر التحابب على أنه طاقة مستنفدة من خداع قديم! بل هو تأسيس مستعاد، لكائن إنساني يحاول عنونة الغاية من جديد. فلأننا تحامقنا في لغة الأشياء المعهودة الباردة المجنونة، كان تنشق روحانية الخرافة و العجائبية و السكر و الليل الهاذي عمادا لقيامة أخرى، لمهدي آخر، هو شاعرية الحب. محمد ولد السلطان - طارق الطوزي - 12-09-2007 الردّ الثاني : المطلق؛ السؤال المؤلم، أم هو العجز المطبق ؟
في تأمل استبطاني للفعل الجمالي، نرصد حال من القلق الإبداعي؛ تتمثل في هاجس اكتمال الرؤيا الإبداعية داخل الموضوع الجمالي المثبت، ثمّة قراءة ما تتوهم اعتقاد البلوغ إلى تلك الحال، ربما هي أمل بلوغ المطلق الجمالي... هي وهم، قد يرفضها الفكر النقدي المعاصر، لكنّها رؤية مترسخة تعابث الواقع النقدي، و تحاول أن تكون غصبا في واقع خيالي... غاية الإطلاق الجمالي، ترسم نسقا كئيبا، متمردا، مجنونا. قد تحاول أن تتساكن من أجل منافقة الفضاء التقييمي الثقافي، لكنّها لا تنفر من فرارها المؤلم. إنه أمل وهمي، يخلق كيانا بليغا. في المقابل، الجميل داخل الطوق الثقافي العربي الإسلامي، يواجه دائما بتقييم مقارن مع الحصيلة الثقافية المطلقة ( القرآن، الحديث، الخطب، الوصايا )، فنجده يحاول أن يتكيف مع نوع من الخطاب الجميل المتبرئ من الإطلاقي... كان الخطاب الجمالي يبرز من رحم الإعجاز، يحاول أن يرسم ملامح تبتعد به عن التشبّه، و كثيرا ما كان الفعل السلطوي المراقب يتربص بالجميل لكي يحافظ على جلال ديمومة إطلاق القديم ( ابن المقفع، الجاحظ، الحلاج، المعري... ) ثمة خوف رهابي يتخلل الناطق الجمالي من تهمة الإطلاق... القصة تتمحور حول هذا المفهوم؛ حول التطلّع الهوسي إلى المطلق، و الخوف الرهابي من المطلق، جنون الذات العربية الإسلامية داخل هياج فعل منفتح تأملي، قلق التوازن المرعب و العظيم في آن واحد، ربما تكون النتيجة فرار إلى ساحة النقصان الأزلي كميدان آخر متوهم لفتنة رؤيا جمالية تنفر من عذاب المطلق... محمد ولد السلطان - عادل نايف البعيني - 12-10-2007 الأديب الناقد طارق قرأت ما استطاع الوقت أن يمنحني من فضلة منه واستمتعت بما قرأته وخاصة المقطع الأول: .. وقدا أدهشني فيما قرأت هذا القلم المتماسك في إطار سرد أخّاذ جميل ينمي بأن من يكتب إنسان أديب متمكّن من أدوات الكتابة. ويسعدني أن أقرأ لك وأتابعك فيما تكتب. محبتي ومودتي ولا يسعني أيضا إلا أن أشيد بالناقد الصبور الجلد كوكو الذي يعطي من وقته وذائقته لكي يحلل ويضيء النصوص بما يقدم من أفكار تحليلية نيّرة شكرا لكليكما ودمتما مبدعين محبتي ومودتي محمد ولد السلطان - طارق الطوزي - 12-10-2007 الإخوة الأفاضل
متعني الحوار، و فسحة الثرثرة المتأملة، بمنتدى يجذبني بخصاله الفكرية المتحررة، أشعر بعناق الصفاء دون تحرج النطق... أشكر الأخ الرائع كوكو؛ لاقتداره النقدي، و رؤيته المجتهدة في قراءة النص، و أحييك باحترام مخلص... الأخ محمد الدرة شكرا لمرورك، و كلماتك المشجعة... مع التقدير... |