حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
من المستهدَف: البلاد العربيّة، أم إيران ... أم تركيا؟ - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64)
+--- الموضوع: من المستهدَف: البلاد العربيّة، أم إيران ... أم تركيا؟ (/showthread.php?tid=8089)



من المستهدَف: البلاد العربيّة، أم إيران ... أم تركيا؟ - ابن سوريا - 11-12-2007

هذه افتتاحية عدد هذا الشهر (نوفمبر/تشرين الثاني) من دورية اللوموند ديبلوماتيك (النشرة العربية)


من المستهدَف: البلاد العربيّة، أم إيران ... أم تركيا؟
سمير العيطة*

مقارنةً بمعظم الدول العربيّة، وخاصّة بمصر، بدت تركيا وكأنّها خرجت من الهجمة الاستعماريّة على المشرق التي رافقت الحرب العالمية الأولى، وبفضل مقاومة أهل الأناضول الضارية للجيوش الغازية، بمكسبٍ أساسيّ: إنشاء دولة قوميّة موحّدة، مستقلّة إلى حدّ بعيد عن الهيمنة الأجنبية، تُسارع إلى الحداثة على المستوى المؤسّساتي والاجتماعي. وقد ساهمت ضرورتان خلال القرن العشرين في عزلها عن فوضى مخاضات تحوّلات المشرق: ضرورة تحييدها عن ألمانيا النازيّة، وضرورة تحصينها كجدارٍ منيع ضدّ الاتحاد السوفيتي.

مكاسب تركيا من مئة العام من المِنعة لم تكُن قليلة؛ وأهمّها إنّها مؤسساتياً قد استطاعت تأسيس دولةٍ حقيقيّةٍ تستطيع تطوير ديمقراطيّة سياسيّة فاعلة، استوعبت الشعوب التركية التي جرى تهجيرها من أراضي روسيا القيصريّة وأوروبا الشرقيّة، ومن ضمنها اليونان، وضمّت أنطاكية (مقاطعة هاتاي أو لواء الاسكندرون)، المركز الروحي للكنائس المسيحية الشرقيّة [1]، وجرى تناسي المسار الدامي لتحوّلات نشوئها الديمغرافيّة، مع تهجير الأرمن [2] واليونانين من أراضيها.

اليوم زالت هذه الضرورات، ودخلت الولايات المتحدة مباشرةً لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وشرذمته، بالتعاون مع حلفائها الرئيسيين: بريطانيا وإسرائيل، وعلى الأغلب اليوم فرنسا. هكذا تمّ تقسيم العراق فعلياً إلى ثلاث دول: كرديّة، وعربيّة سنيّة، وعربيّة شيعيّة، مع ما يرافق ذلك من مسارٍ دموي للتحوّلات الديمغرافية اللازمة. ويجري أيضاً التخطيط لضرب إيران، التي وَضَعَها أصلاً حكمُها الأصولي في وضعٍ هشّ في مقابل تعدديّتها الدينيّة والعرقيّة، وهو ما يطرح التساؤلات عن مستقبل هذا البلد إذا ما جرت فعلاً هذه الضربة وما سيتبعها من شرذمة. فإيران ليست، كما يجري تصويرها اليوم في وسائل الإعلام ببساطة، قوّة فارسيّة شيعيّة، بل دولةً تحوي أيضاً آذريين ينطقون بالتركيّة (25%) وبالوشاً وعرباً وأكراداً، يجتمعون في مناطق يعدون فيها أكثر من "أقليّة"، ونسبة السنّة بين جميع هؤلاء، مع الفرس أنفسهم، ليست قليلة[3].

منطق الشرذمة هذا ليس إذاً تحدياً فقط للدول العربية وإيران، بل هو أيضاً تحدٍّ كبير، بل مصيريّ، لتركيا ووحدتها، ولمئة عامٍ من البناء المؤسّساتي. ويكمُن هذا التحدّي في أنّ صيرورة استقلال دولة كرديّة في شمال العراق يُمكنُه أن يؤدّي في نهاية المطاف إلى استقلالٍ كرديٍّ مماثل في جنوب شرق تركيا، حيث هناك أكبر تجمّعٍ ديمغرافيّ للأكراد في المشرق؛ وفي أنّ لهذه الآليّة ديناميّتها التاريخيّة، إضافةً إلى منطق الشرذمة الحالي.

فمع أنّ أكراد تركيا (30 إلى 40% من السكّان) كانوا قد شاركوا إلى جانب أتراكها في حروب النشأة، ومن ضمنها التطهير العرقيّ ضدّ الأرمن، فإنّ مناطقهم بقيت لمدّةٍ طويلةٍ معزولةً عن النهضة والتحديث الذين شهدهما الساحل التركي وقلب الأناضول. وقد تحوّل هذا الإهمال الاجتماعي والاقتصادي إلى نقمة عزّزت المطالبة بالاستقلال، وأدخلت تركيا في عقودٍ من الصراع الدمويّ بين حزب العمّال الكردستاني والدولة المركزيّة. المشاريع المائية على دجلة والفرات، وأكثر من ذلك الحلم في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، كانا مخرجين من هذا التوتّر لوضع تركيا على مسارٍ جديد يكفل تطوّراً أكثر ديمقراطيّةً (بمعنى مراعاة جميع الخصوصيّات داخل البلد). غير أنّ أوروبا، وربّما أيضاً الولايات المتحدة، بمعزلٍ عن الغزل القائم مع المؤسّسة العسكريّة التركيّة، قد ارتأت غير ذلك. فبمقابل السهولة التي جرى فيها ضمّ دول أوربا الشرقيّة إلى الاتحاد الأوروبي، مع استمرار وجود كلّ المحاذير الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في هذه البلدان، جرى رفض انضمام تركيا، أو شكلياً تأجيل ذلك إلى أجلٍ غير مسمّى، بذرائع مختلفة ولكن مع خطابٍ يدلّ بوضوح على أنّ أوروبا ما زالت تتعامل مع هذا البلد ضمن منطق "المسألة الشرقيّة" [4].

على هذه الأرضيّة يمكن تفهّم النجاح الكبير في الانتخابات لحزب العدالة والتنمية، إذ إنّ إسلاميّته البراغماتية كفيلة أكثر من غيرها في إيجاد صيغة لحلٍّ ديمقراطي للمشكلة الكرديّة ضمن الدولة التركية، حيث إنّها عنصرٌ أساسيّ مشترك، في حين أنّ هذا الحزب هو أكثر تحمّساً من القوميين العلمانيين الأتراك لدفع الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وهكذا حصل هذا الحزب على نجاحٍ استثنائيّ في الانتخابات التشريعيّة الأخيرة بالذات في مناطق الوجود الكرديّ الكثيف.

ولكنّ قد يرى اليوم قادة حزب العمّال الكردستاني، وربّما قادة كردستان العراق، إنّ الفرصة تاريخيّة لا تفوّت لدفع آليّة استقلاليّة لكردستان تركيا، وربّما لاتحاده لاحقاً مع كردستان العراق، وكذلك المناطق الكرديّة في إيران وسورية. فالولايات المتحدة (وإسرائيل) هم من طرفهم هذه المرّة، وهناك تعاطفٌ أوروبيّ أكثر من ضمنيّ لهذا الأمر. كما أنّ الازدهار الاقتصاديّ لكردستان العراق (نتيجة التراجع الاقتصادي لبقيّة مناطق العراق خلال الحصار ثمّ الاحتلال، والحصول على مصادر ريعٍ نفطيّة والاستثمارات الأجنبيّة الكبيرة) قد يعطي وهماً حول دولة كرديّة مستقبليّة مزدهرة ومستقرّة في قلب عالمٍ عربيّ إيرانيّ (وتركيّ) بعكس ذلك.

هكذا تبدو المواجهة شبه محتّمة بين البناء التركيّ والمشروع الكرديّ ضمن منطق الشرذمة الأمريكيّة. ولكنّ المشرق مليءٌ بالمفاجآت غير المتوقّعة (للغربيين). ليس فقط لأنّ هذا الخطر قد أدّى اليوم إلى تحالفٍ ضمنيّ إيرانيّ تركيّ سوريّ (عربيّ)، ولأنّ حزب العدالة والتنمية يمكنه على الأغلب التعامل مع التحديات الحاليّة بمنطقٍ أكثر عقلانيّةً، بل لأنّه عند الأكراد أنفسهم، كما عند غيرهم من شعوب المنطقة، ما زالت حيّة الذكرى بأنّ منطق الشرذمة لا يؤدّي إلاّ إلى الخراب وهيمنة الأجنبيّ؛ وأنّ دول المنطقة كانت دوماً بمنزلة دول لهم أيضاً [5]، ومِنعتُها هي مِنعتهم؛ ومن تلك الدول، وربّما خاصّةً، تركيا.

صحيحٌ أنّ هناك طروحٌ عند الفرس تقول أنّ الإسلام والعرب هم من دمّروا حضارتهم العريقة، وكذلك نشأت الطورانيّة التركيّة على أسُس أنّ الإسلام والشعوب الأخرى (العرب على الخصوص) هم الذين أودوا بالإمبراطورية العثمانيّة، كما أنّ العرب المسلمين يكتبون عن "الشعوبية" التي أدّت إلى انحطاط دولتهم. ولكن أعظم حضارة في التاريخ، بثقافتها وعلمها كما بتسامحها، كانت تلك التي نشأت من توافق هؤلاء جميعاً: عرباً وتركاً وفرساً وأكراداً...





* اقتصادي، رئيس تحرير النشرة العربية من لوموند ديبلوماتيك ورئيس مجلس ادارة موقع مفهوم A Concept mafhoum, www.mafhoum.com





[1] فالتسمية الرسمية لبطرك الموارنة في لبنان هي "بطرك إنطاكية وسائر المشرق"، وكذلك الحال لمعظم الطوائف المسيحيّة الشرقيّة.

[2] هناك منطقتان في الأناضول كانتا تاريخياً مرتكزاً للشعب الأرمنيّ: أرمينيا الكبرى على الحدود بين الإمبراطوريتين العثمانية والروسية، وأرمينيا الصغرى (التي كانت مملكةً خلال الحروب الصليبيّة) في مقاطعة كيليكيا (مدينة أضنة)، والتي حاول الحلفاء الغازون أثناء الحرب العالمية الأولى إعادة بعثها.

[3] تختلف الإحصاءات عن نسبة السنّة في هذا البلد بين 15 و35%.

[4] "المسألة الشرقيّة" كانت أحد أسس تعامل الدول العظمى مع الإمبراطورية العثمانيّة، عن طريق التدخّل في شؤونها الداخليّة، بحجّة حماية حقوق الأقليّات، والتلاعب بمصائر هذه الأقليّات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

[5] أوّل رئيس من أصول كرديّة لدولة عربيّة لم يكن السيّد جلال الطالباني، الرئيس الحالي للعراق، فقد سبقه حسني الزعيم 1949 وفوزي سلو 1952 في سورية، بل ربّما أديب الشيشكلي.