حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
بريطانيا وحوارها مع حزب الله هل هو تغيير استراتيجي أم تكتيك ؟؟ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64) +--- الموضوع: بريطانيا وحوارها مع حزب الله هل هو تغيير استراتيجي أم تكتيك ؟؟ (/showthread.php?tid=813) |
بريطانيا وحوارها مع حزب الله هل هو تغيير استراتيجي أم تكتيك ؟؟ - نسمه عطرة - 03-06-2009 بريطانيا وحوارها مع 'حزب الله' رأي القدس تأكيد الحكومة البريطانية على اعادة النظر في موقفها تجاه 'حزب الله' اللبناني، والاعلان عن استعدادها لاجراء اتصالات مع الجناح السياسي للحزب يعتبر 'انقلابا' في السياسة الخارجية البريطانية، وخروجا عن 'تابوهات' فرضتها الحكومة الاسرائيلية على الاتحاد الاوروبي في هذا الصدد. فبريطانيا ودول اوروبية اخرى ظلت تنظر الى 'حزب الله' نظرة سلبية باعتباره حركة 'ارهابية'، وتعرضت حكوماتها لحملات شرسة من قبل اللوبي اليهودي وانصاره، لانها سمحت لاحد قياديي الحزب وهو السيد ابراهيم الموسوي بزيارة لندن والمشاركة في مؤتمر سياسي، نظمه تحالف معاداة الحرب في اواخر العام الماضي. ولكن يبدو ان دعوة الموسوي أحد كبار المسؤولين في قناة 'المنار' الفضائية التابعة لـ'حزب الله' ومنحه تأشيرة دخول من قبل السفارة البريطانية في بيروت كانت خطوة تمهيدية للتغير الجديد في النظرة البريطانية الرسمية تجاه 'حزب الله'. ويتزامن هذا التحول البريطاني مع تحول مماثل في السياسة الامريكية تجاه ايران، فقد فاجأت السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية الكثيرين يوم امس، عندما اعلنت انها ستدعو ايران للمشاركة في مؤتمر حول الاوضاع في افغانستان وكيفية التعاطي معها، يعقد في الاسابيع المقبلة، وبالتوازي ايضا مع ايفادها، اي السيدة كلينتون، موفدين من الخارجية الامريكية لفتح حوار رسمي مع الحكومة السورية. فمن الواضح ان استراتيجية غربية جديدة تتبلور حاليا تأتي نقيضا لاستراتيجية سابقة جرى تبنيها اثناء ادارة الرئيس جورج دبليو بوش تحظر اي اتصالات مع اي من اضلاع 'محور الشر' الايراني ـ السوري وما يتفرع عنه من حركات مقاومة مثل حركتي 'حماس' و'الجهاد الاسلامي'. ولذلك فان السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو في ما اذا كان القرار البريطاني بفتح قنوات اتصال مع 'حزب الله' سيكون مقدمة لرفع 'الفيتو' المفروض على حركة 'حماس'، والبدء في اتصالات مماثلة مع الجناح السياسي التابع لها؟ من يعرف دهاليز السياسة البريطانية وكيفية صنع القرار في مطابخها يدرك جيدا ان احتمال فتح قنوات حوار مع 'حماس' في تزامن مع حوار مماثل مع 'حزب الله' من الامور الواردة المتوقع ترجمتها على الارض قريبا. فالتمييز بين الجناحين السياسي والعسكري في الحركتين هو بداية اعتراف ذكي بهما كقوى فاعلة على الارض لا يمكن تجاهلها. ومثلما جرى تبرير الاتصال بحزب الله من خلال القول بانه يشارك في حكومة لبنان الائتلافية، ويملك نوابا في البرلمان، يمكن استخدام القاعدة نفسها لتبرير فتح قنوات الحوار مع حركة 'حماس' فهي تملك اغلبية منتخبة في المجلس التشريعي الفلسطيني، ومن المتوقع ان تشارك في اي حكومة وحدة وطنية تنبثق عن لجان الحوار الفلسطيني التي ستبدأ اعمالها في القاهرة الاسبوع المقبل، ومن ضمن القضايا المطروحة على جدول اعمالها الاتفاق حول تشكيل هذه الحكومة. بريطانيا ميزّت في الفترة الاخيرة التي سبقت التسوية لازمة ايرلندا الشمالية، بين الجناحين العسكري والسياسي للجيش الجمهوري الايرلندي، وكان هذا التمييز اختراقاً سياسياً كبيراً وذكياً، وفر صيغة انقذت ماء وجه الحكومة البريطانية التي كانت تفرض 'فيتو' على الحوار مع الحزب باعتباره ارهابياً، وسمحت لها بالانخراط في مفاوضات صعبة ومعقدة، تكللت باتفاق التسوية وانهاء حالة الحرب. الصيغة نفسها يمكن ان يتم اللجوء اليها للتعامل مع 'حزب الله' وحركة 'حماس'، خاصة ان الطرفين لم يقدما على عمليات 'ارهابية' ضد اهداف اوروبية او امريكية، وحصرا حربهما ضد الاحتلال الاسرائيلي، سواء في جنوب لبنان او فلسطين. ويظل من الجائز القول ان هذا التحول المفاجئ في السياسة الخارجية البريطانية هو بمثابة اعتراف بفشل سياسات العزل والمقاطعة التي اتبعتها الحكومات السابقة بضغط من ادارة الرئيس بوش واللوبي اليهودي الموالي لاسرائيل. |