المتعة تحتاج لمخلوق جديد يكتشف الاشياء لاول مرة ، يصطدم بالمفاهيم ، قوانين الدنيا والشارع والناس والحب والنساء والعلاقات والبديهيات ، لديه رغبات للتعرف على الاشياء ، لايتناول الحياة بمعرفة مسبقة وجاهزة ومجربة ، هذه الخبرة هي النكد تحديدا وهي التي تجعلك تنظر للاشياء بترهل ٍ وثقة مملين .

ربما ليس للحياة الا طعمين :
طعم الحكمة أو طعمة الدهشة ، فماذا سأفعل حين اقف بالمنتصف ؟!

أنا حائر وهذا يعني انني اتعرف لاول مرة على جوهر الحيرة وانها شيء جديد ! لكنني لا اشعر ان الحيرة ممتعة ، كما انني أخشى ان تكون آخر متعة لي بالحياة لو افترضت انها متعة ! فالحكمة ضالة حتى اجدها ..

لقد لاحظت كبار السن كثيرا ، من يستهلك كثيرا من جرعات الحنين هو حائر ، متورط ، مخذول ويستحلب السعادة كمن يستحلب ضرع فاطر .

لو أنني لم اكن متوثبا ومتحينا للفرص كي اعرف كل شيء !
لو أنني كنت كصديقي - العامي - الذي يحسب ان أغنى رجال الاعمال بالدنيا هو ( ابو صالح ) الذي يمتلك بناية ومزرعة و3 سيارات المانية ، وأن الذين يلبسون نضارات هم اناس قرأوا آلاف الكتب او ربما كانوا يمارسون العادة السرية لذلك فقدوا حدة بصرهم ، وحين يعلم بخطأ تصوراته يضرب جبينه : آآه كم أنا غبي - يقولها بيقين ٍ فريد ومجرد .


لابد انه الشقاء في أن تعرف ، فالمعرفة حزن ومصير أبدي ، يكبر ويتشعب ويبني له في داخلك غرف وممرات ونوافذ وأصدقاء ويقال انه يكون مدينته فإما ان تعرف كيف تعيش أنت في مدينته وتتصالح اليه ومعه ؛ أو انه سيدفنك في مكان ما من هذه المدينة .