حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
انتحـار - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: انتحـار (/showthread.php?tid=8161) الصفحات:
1
2
|
انتحـار - عادل نايف البعيني - 11-07-2007 [font=Arial] انتحار لم تعدم وسيلة في محاولة إسقاطه، حملت ما لا يحمله بغل، أوقعت نفسها أكثر من مرة، على الدرج، عن السلم، كانت تقف حائرة دامعة العينين أمامه، لم يتراجع قيد أنملة عن قراره، في كلّ مرة يعود فيها من العمل يدخل عليها وقبل أن يلقي السلام يصرخ:" هل أسقطّتيه يامرأة؟ ألم ينزل بعد؟" فترتجف خائفة، تعض على شفتيها وتشهق بالبكاء. تأخذ بضرب بطنها بشدة، وهي تقول:"يلعنها ساعة نحس، " يتشبث أكثر برحمها، يبتعد ما أمكن عن بوابته، كان يشعر بالضربات ولكنه لم يكن يسمع سوى صوت أنثوي يقول مع كل ضربة:" اِنزِل.اِنزِل" " تساءل الطفل الجنين:" لمن تقول هذه المرأة اِنزِل..اِنزِل..لماذا تضربني وتقول هذا" سمع صوت رجلٍ يصرخ قائلا:" أسقطيه يا امرأة، والله ...والله رح اخنقه بيديّ بنتًا كان أم صبيًّا إذا ولّدتيه، انظري حولك ثلاثة أفواه فاغرة، الجوع قهّار، الغلاء غول هل تعرفين ما معنى غول؟ " دمعت عينا الطفل السابح في مياه الرحم، واختلطت عبراته بالهيولى اللزجة، تساءل:" لا شكّ صوت المرأة هو صوت أمّي، ترى لمن يكون صوت هذا الرجل، صوت لا يفارقني كل يوم أسمع زعيقه، يصم آذاني". الجنين يسبح في خياله الصغير، وهو الذي لا حول ولا قوة له، ردّد جملة سمعها من أمه وهي تبكي ذات يوم:" الشكوى لغير الله مذلة" تساءل: "من يكون الله؟ ولماذا أمي تردد اسمه دائما؟" أغمض عينيه في السائل اللزج، وحاول أن يأخذ قسطا من الراحة، ولم يكد يدخل في الغفوِ حتى هبّ مذعورًا على لكمة أصابت رأسه، أعقبها نواح، أشبه بنواح حمامة أبي فراس، سرعان ما تحوّل عويلاً ينشجُ كناعورة حموية جرّح صوتها طول العمر، ظنّ أنّ الرجل يضرب أمّه، وأنّ اللكمة سدّدها لها فأصابته في رأسه، غضب منه راح يكيل له الشتائم، علا صراخٌ، واشتد عويل أمّه، وبين الصراخ والعويل أُصيبَ الطفل بذعر شديدٍ فأخذ يركل بقدميه، كخروف مذبوح أحكم اللحام قبضته عليه، أحستِ الأم بركلات الطفل، فانهمر عليها فيض من الحنان والحب، واقتحما قلبها دفعة واحدة، توقفت عن الضرب، حضنت بطنها بكلتي يديها، وبحنو الأمهات، جلست القرفصاء، وضمته إلى صدرها، ثمّ نظرت نحوه كنمرة مجروحةٍ وقالت: "عنيد عنيد مثلك ابنك عنيد، لا يريد أن يسقط، ما عاد ينفع الإسقاط، دخلت في الشهر الخامس، حرام عليك، لا تقتلني بقتله يا أبو فريد، كل طفل تأتي رزقته معه" "تأتي رزقته معه؟ أتصدقين هذا الكلام، قلت هذا عن فريد وعن سامية أين هي الرزقة التي تتحدثين عنها، فريد لم يذهب للمدرسة لأنني لم أتمكن من شراء الكتب له. سامية ذهبت بدون مريلتها التي لم نستطع شراءها، أمير يحتاج للحليب والدواء ولا أملك المال لهما، والمالك يريد أجرة الشقة مقدّما، واللحام والسمان و...و...؟" الطفل يزداد انكماشا في رحم أمّه مع تعدد قائمة الطلبات، ويزداد وعيا لما يجري حوله، فكّر ثم قال: " هذا صوت أبي، أبي أيها المجرم" تردّ سوسن على زوجها بتحدٍّ :"اسمعني جيّدا لن أسقط الطفل، افعل ما بدا لك" الطفل الجنين يرتعش يهزّه فرح عارم، يفترُ فمه عن بسمةٍ، يركل ركلات خفيفة، أحسّتها الأم جرعة منشّطة من تلك التي يستعملها بعض الرياضيين قبل المباريات، فأردفت تقول بقوّة: " بلّط البحر". في مطلع كل يوم كان الطفل الجنين يسمع جديدًا،"اعتقل رجال الأمن "نواف" بسبب نكتة قالها""لصوص دخلوا متجر " أبو سلوم" سرقوه، وتركوه جريحا بعد قتل ابنه" "أنس ابن سعدة البصارة هدّد بعد أن تركته خطيبته، أن ينتحر أو يلتحق بتنظيم القاعدة " كان الطفل الجنين يزداد قهرًا ويأسًا وحنقا مما يسمع، إلى أن جاء يومٌ طفح فيه الكيل. أخوه فريد مريض نقلته سيارة الإسعاف للمستشفى، وينتظر في غرفة الطوارئ حتى يسمح له بالدخول، أمّه أصابتها نوبة سعال حادة فوقعت مغشيا عليها، الجنين يتحرّك بعصبية، يركل وينتفض، تفيق الأم على مغصٌ شديد وألم في أسفل البطن، قال الطبيب:" لابد من عملية قيصرية سريعة وعاجلة ". بعد خروجها من غرفة الإنعاش، وقف الطبيب أمامها وقال:" حمدًا لله على سلامتك مدام سوسن، شدّي حيلك، ابنك فريد بخير، لكنك فقدت حَمْلك، وجدنا جنينك مشنوقا بحبل السرّة " محبتي ومودتي انتحـار - Serpico - 11-08-2007 اعجبتني كثيرا واعتذر ان لم اقدر ان اضع نقدا مفيدا فلم نتعلم النقد ولم ندرسه كما يجب وياحسرة على مناهجنا...واكتفي بانها اعجبتني كثيرا واعجبني رشاقه قلمك وسلاسة الاسلوب وتحياتي انتحـار - Seta Soujirou - 11-08-2007 المهم استاذ محمد ألا يأتي من يتهمك "بسرقة" خاتمة القصة من النهاية البديلة لفيلم The Butterfly Effect :D انتحـار - الحر - 11-08-2007 Array بعد خروجها من غرفة الإنعاش، وقف الطبيب أمامها وقال:" حمدًا لله على سلامتك مدام سوسن، شدّي حيلك، ابنك فريد بخير، لكنك فقدت حَمْلك، وجدنا جنينك مشنوقا بحبل السرّة " [/quote] يا لروعة هذا الانتحار ... فالحياة بلا قدرة عليها اسوا من الموت . انتحـار - طارق الطوزي - 11-08-2007 النص تأمل اسقاطي لحال التأزم، أو هو استبطان لتساؤل وجودي بدئي للحياة؛ رسم يستكمل تفاصيل الاختناق، يرصد حيثيات الابتعاد الرحيم، تتاخم النص ضرورة لأنه يشبعك محايثة للواقعي، و إن بدا أنّه يستنطق اللامعقول...
النص نجح في خلق فضاء متدرج نحو الإنغلاق النفسي، نحو عمق التأزم، مما جعل الخاتمة تبدو بقسوتها متصلة بمسار النص... القصة استنطقت العديد من الموضوعات الثقافية بجمالية سردية لافتة، كالطغيان الذكوري، حال الفاقة، المفاهيم الإعتقادية الإغترابية عن المعاش... كما اعتمد على صور و أسئلة الموحية بالقلق، و المستطلعة إلى تفاعل جمالي بين الخطاب المعرفي و الخطاب القصصي ( الهيولى، من يكون الله؟... )... معتمد سردي جمالي مميز... انتحـار - عادل نايف البعيني - 11-08-2007 Array اعجبتني كثيرا واعتذر ان لم اقدر ان اضع نقدا مفيدا فلم نتعلم النقد ولم ندرسه كما يجب وياحسرة على مناهجنا...واكتفي بانها اعجبتني كثيرا واعجبني رشاقه قلمك وسلاسة الاسلوب وتحياتي [/quote] الزميل العزيز A7mad أشكرك على اعتذارك مع أنني قبلت نقدك من مجرّد قولك أعجبتني كثيرا فهذا جزء من النقد وقد قرأت لك مشاركات جميلة في قصص الأستاذ سمير الفيل وأعجبني ذوقك في القراءة دمت مبدعا نشيطا محبتي ومودتي انتحـار - عادل نايف البعيني - 11-08-2007 Array المهم استاذ محمد ألا يأتي من يتهمك "بسرقة" خاتمة القصة من النهاية البديلة لفيلم The Butterfly Effect :D [/quote] الزميل العزيز Seta Soujirou أشكرك على المقارنة التي لم أسمع بها قبلاً بالمناسبة أنا لا أحضر أفلاما ولا أعلم شيئا عما ذكرت الخاتمة سرقتها من ( الداية ) في الحارة أو من نساء الحارة منذ عشرين عاما عندما سمعتهم مرة يقولون أن جنين أم أحمد وجدوه مخنوقا بحبل السرة بعد عملية جراحية لاستخراجه. فرتّبت هذه الأيام قصة متخيّلة عن السبب الذي جعل هذا الأمر يحدث ولكن إذا كان هناك فيلما أجنبيا له نفس الخاتمة فيسعدني إذا تكرّمت أن تحكي لي الفيلم أو الخاتمة فقط لكن ببلاش. يعني ما في دراهم محبتي ومودتي انتحـار - بنى آدم - 11-08-2007 القصة رشيقة الألفاظ وبها اسقاطات منوعة أبدأ ببعض السهو الإملائى الذى لم اود الإشارة اليه لأنه بالتأكيد ناتج عن ضربة خاطئة على لوحة المفاتيح وكن فى ذات الوقت فإن العمل الأدبى كالجوهرة لابد ان نلمع جميع جوانبها فى كل اتجاه لذا سأشير اليها : Arrayتقول:"لعنها ساعة نحس، [/quote] Arrayواختلط عبراته بالهيولى اللزجة، [/quote] Arrayزعيقه، يصم آذاني". [/quote] كما ان بها رمزية خفيفة ولا يوجد اغراق بالرمزية كما يوجد فى بعض القصص القصيرة الجنين - ربما - رمز الى الفطرة النقية الصافية التى علاقة لا بتدخلات حياتنا ولا بتفاصيلها وبالتالى لم يعد لذلك الجنين النقى مكانا فى حياتنا لأنه لو نزل فسيختنق بأفعالنا وأفكارنا وربما الطفل هو محصلة لما سمعه فهو محصلة لحياتنا فولد موؤدا كحيواتنا الموؤدة بالطبع القمة climax فى الأحداث كانت فى الخاتمة والتى تميل نوعا ما للمشابهة مع قصيدة لأحمد مطر والتى كان ختامها " كنت نفست بنفسى وبأمى غضبى " وهذا استخدام جميل وتوظيف جيد لفكره مناسبة لخاتمة القصة وكما اشار الدرة بأنه استوحاها من حياته ومن وحى القابلة او الداية او المشاهدةالشخصية .. كما طوف بنا الكاتب على اشكاليات حياتية وفكرية كثيرة فى عدة مناسبات فى القصة .. مما جعلنا نتلبس بالطفل ونتحول لعيونه لنتأمل كيف يرى الدنيا من وراء ذلك الغلاف اللحمى الذى يحوط بصره لكنه لايحوط مسامعة كما نحس فى القصة بوقع متتالى من الدقات المتتابعة علينا وعلى الأم وعلى الطفل الجميع فى يدور فى سياق هذا الوقع المتتالى .. الأب ليس ابدا الشرير أو النذل villain لأنه بالتبعية ضحية هو الآخر والجميع ضحية ... من الجانى ؟؟ تترك القصة لنا ذلك الباب مفتوحا لنتأمل فيه ونفكر ... من الجانى وليذهب كل من الى حيث يريد عقله وتفكيره وهذا هو الغموض اللذيذ وترك النهايات مفتوحة بشكل ما القصة جميلة وثرية وشكرا للدرة عليها:97: انتحـار - عادل نايف البعيني - 11-09-2007 إقتباس(طوزي" :97: date='Nov 8 2007, 05:06 PM @ Nov 8 2007, 05:06 PM) [snapback]449604[/snapback] النص تأمل اسقاطي لحال التأزم، أو هو استبطان لتساؤل وجودي بدئي للحياة؛ رسم يستكمل تفاصيل الاختناق، يرصد حيثيات الابتعاد الرحيم، تتاخم النص ضرورة لأنه يشبعك محايثة للواقعي، و إن بدا أنّه يستنطق اللامعقول...
[/quote]النص نجح في خلق فضاء متدرج نحو الإنغلاق النفسي، نحو عمق التأزم، مما جعل الخاتمة تبدو بقسوتها متصلة بمسار النص... القصة استنطقت العديد من الموضوعات الثقافية بجمالية سردية لافتة، كالطغيان الذكوري، حال الفاقة، المفاهيم الإعتقادية الإغترابية عن المعاش... كما اعتمد على صور و أسئلة الموحية بالقلق، و المستطلعة إلى تفاعل جمالي بين الخطاب المعرفي و الخطاب القصصي ( الهيولى، من يكون الله؟... )... معتمد سردي جمالي مميز... الزميل الأديب(f) تحليل فيه من الموضوعية والواقعية ما يبهج وما يدعوني لأن أقف شاكرا لك هذه الرؤية الغنية لما وراء النص أشكرك كل الشكر على مرورك وإبداء الرأي والتحليل المفيد محبتي ومودتي :97: انتحـار - عادل نايف البعيني - 11-09-2007 Array القصة رشيقة الألفاظ وبها اسقاطات منوعة أبدأ ببعض السهو الإملائى الذى لم اود الإشارة اليه لأنه بالتأكيد ناتج عن ضربة خاطئة على لوحة المفاتيح وكن فى ذات الوقت فإن العمل الأدبى كالجوهرة لابد ان نلمع جميع جوانبها فى كل اتجاه لذا سأشير اليها : كما ان بها رمزية خفيفة ولا يوجد اغراق بالرمزية كما يوجد فى بعض القصص القصيرة الجنين - ربما - رمز الى الفطرة النقية الصافية التى علاقة لا بتدخلات حياتنا ولا بتفاصيلها وبالتالى لم يعد لذلك الجنين النقى مكانا فى حياتنا لأنه لو نزل فسيختنق بأفعالنا وأفكارنا وربما الطفل هو محصلة لما سمعه فهو محصلة لحياتنا فولد موؤدا كحيواتنا الموؤدة بالطبع القمة climax فى الأحداث كانت فى الخاتمة والتى تميل نوعا ما للمشابهة مع قصيدة لأحمد مطر والتى كان ختامها " كنت نفست بنفسى وبأمى غضبى " وهذا استخدام جميل وتوظيف جيد لفكره مناسبة لخاتمة القصة وكما اشار الدرة بأنه استوحاها من حياته ومن وحى القابلة او الداية او المشاهدةالشخصية .. كما طوف بنا الكاتب على اشكاليات حياتية وفكرية كثيرة فى عدة مناسبات فى القصة .. مما جعلنا نتلبس بالطفل ونتحول لعيونه لنتأمل كيف يرى الدنيا من وراء ذلك الغلاف اللحمى الذى يحوط بصره لكنه لايحوط مسامعة كما نحس فى القصة بوقع متتالى من الدقات المتتابعة علينا وعلى الأم وعلى الطفل الجميع فى يدور فى سياق هذا الوقع المتتالى .. الأب ليس ابدا الشرير أو النذل villain لأنه بالتبعية ضحية هو الآخر والجميع ضحية ... من الجانى ؟؟ تترك القصة لنا ذلك الباب مفتوحا لنتأمل فيه ونفكر ... من الجانى وليذهب كل من الى حيث يريد عقله وتفكيره وهذا هو الغموض اللذيذ وترك النهايات مفتوحة بشكل ما القصة جميلة وثرية وشكرا للدرة عليها:97: [/quote] الأديب الناقد والمحلل البارع بني آدم(f) بداية دعني أرفع قبعتي على حسن دراستك للنص، وأشكرك على التقاط ما قلت أنها سهوق إملائي، وأصدقك القول بأن كلامك صحيح في الأولى يجب أن تكو( يلعنها) وهي هكذا في المنشور عندي، والثانية اختلطت أمذا الثالثة فلعلّك تريدها ( أذنيّ) بالمثنّى. وإنّني معك لغويا وإملائيا، ولكن من المستساغ أكثر أن نستعمل الجمع هنا وقد نوقش هذا الأمر في كثير من الحالات وبعضهم أجازه والآخر لم يجزه على أية حال التقاطك لها في مكانه. أمّا من حيث التحليل النقدي الجميل والمبدع فإنّني لشاكرٌ إياك على ما فعلت فقد قدمت جهدا تشكر عليه وأرجو منك التواصل دائما معنا للاكتساب من خبرتك محبتي ومودتي:97: |