حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين (/showthread.php?tid=8245) |
كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين - arfan - 11-03-2007 سورة البقرة : ( كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلوا فيه , وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات ) (2) إن هذه الآية تخبر بصراحة أن الناس كانوا في الزمان الأول أمة واحدة لا اختلاف بينهم , وفي كونهم كذلك وجهان أحدهما أنهم كانوا أمة واحدة في الحق وفي الإيمان بالله , فكانوا كلهم أهل دين واحد غير مختلفين فيما بينهم , والثاني أنهم كانوا أمة واحدة في الكفر غير مختلفين فليس بينهم من يقال له هذا مؤمن ولا من يقال له هذا غير مؤمن بل كلهم كفار متفقون على الكفر فإن قلتَ بصحة الوجه الثاني دون الأول : أن معنى الآية وأن الناس كانوا في الزمان الأول , أي قبل ما بعث الله النبيين , كفاراً أمة واحدة في الكفر , فبعث الله إليهم الأنبياء وأنزل معهم الكتاب فآمن به من آمن من الناس وكفر به من كفر , وأن الاختلاف إنما وقع بين الذين أوتوا الكتاب بعد إنزاله إليهم , فيفهم من هذا أن الأنبياء هم الذين سببوا اختلاف الناس في الشرائع والأديان , وأن الله لو لم يبعث الأنبياء إليهم لبقوا كلهم أمة واحدة على الكفر وعندئذ ٍ يقال: إن بقاء الناس أمة واحدة على الكفر خير لهم من أن يكونوا مؤمنين مختلفين فيما بينهم يكفر بعضهم بعضاً ويعادي بعضهم بعضاً عداوة لا داعي إليها سوى الاختلاف في الدين فإن قلتَ : إن معاداة الناس بعضهم بعضاً هي من سجاياهم التي جبلوا عليها , فلو بقي الناس أمة واحدة على الكفر لتعادوا أيضاً فليس الاختلاف الديني هو السبب الوحيد لتعاديهم , قلتُ : نعم أن التعادي طبيعة في الناس فلو أنهم بقوا على الكفر أمة واحدة لتعادوا أيضاً كما تقول , ولكن هذه العداوة لا تكون إلا لسبب يسببها وداع يدعو إليها كقتل أحدهم الآخر أو نهب ماله أو هتك عرضه أو نحو ذلك من الأمور التي تسبب التعادي , فليست هذه العداوة كالعداوة الناشئة من الاختلاف الديني فإنها لا تستندإلى داع من دواعي التعادي وإنما تكون لوجه الله حتى تقع بين المرء وأخيه وبينه وبين جاره كما تقع بين أجنبيين لم يعرف أحدهما الآخر أو لم يره يوماً لا في اليقظة ولا في المنام , وإنما يعادي أحدهما الآخر لمجرد أنه يخالفه في دينه مخالفة لا تلحقه منها أية مضرة , فالمسلم يهين اليهودي ويحتقره لمجرد أنه يهودي , واليهودي يغش المسلم ويكيد له في الخفاء لمجرد أنه مسلم لا لشيء آخر فإن قلتَ : إن الأديان لا تأمر أهلها بمعاداة من خالفهم في دينهم , قلتُ ليس في القرآن ولا في غيره صراحة بالأمر بها ولا بالنهي عنها, ولكن الواقع في كل زمان ومكان هو ما قلناه من أن أهل الأديان متعادون لمجرد اختلافهم فيها حتى أن أهل الدين الواحد متعادون أيضاً لمجرد اختلافهم في مذاهبهم المتشعبة من دينهم , وإليك آية من سورة المائدة في القرآن : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء, بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) (1) 0 أليس في هذه الآية ما تشم منه رائحة المعاداة , فإني أجدها تفوح فوحاً , إن الولي في أشهر معانيه يطلق على المحب والصديق , وإذا نهاني ربي عن اتخاذ زيد مثلاً ولياً فإن لم أكن له عدواً فلا أقل من أن أكون على شفا جرف من عداوته وقد علق الزمخشري في تفسيره على قوله في الآية : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) فقال: وهذا تغليظ من الله وتشديد في وجوب مجانبة المخاف في الدين واعتزاله كما قال رسول الله لا تراءى نارهما , ثم ذكر ما جرى لعمر بن الخطاب مع أبي موسى الأشعري في البصرة وذلك لما بلغه أن أبا موسى اتخذ كاتباً نصرانياً كتب إليه بإقصائه عنه, وقال في كتابه لا تكرموهم إذ أهانهم الله ولا تأمنوهم إذ خونهم الله ولا تدنوهم إذ أقصاهم الله , فكتب إليه أبو موسى : إنه لا قوام للبصرة إلا به , فأجابه عمر قائلاً : مات النصراني والسلام , يعني هب أنه مات فما كنت تكون صانعاً حينئذ ٍ فاصنعه الساعة واستغن ِ عنه (2) إنني أحترم عمر حرمة كبيرة لأسباب لست في مقام ذكرها فلا أود أن يصدر منه مثل هذا , ولكني مع ذلك أعذره ولا ألومه لأنه لم يفعل ذلك من تلقاء نفسه وإنما فعله عملاً بأوامر الدين ونواهيه , على أننا لو فرضنا أن الأديان أمرت بالموالاة ونهت عن المعاداة لرأينا الواقع بخلافه أيضاً , ألا ترى أهل المذاهب في الإسلام كيف يعادي بعضهم بعضاً لمجرد اختلافهم في المذهب وإن اتحدوا في الدين وهم قد أمرهم الله بالتآخي , فرحم الله المعري بما قال: إن الشرائع ألقت بيننا إحناً وعلمتنا أفانين العداوات وهؤلاء النصارى وقد أمرهم دينهم بحب أعدائهم على ما يقولون , ولكن الواقع منهم خلاف ذلك يجوز أن يحب النصراني عدوه من النصارى ولكن لا يجوز أن يحب عدوه من المسلمين أو اليهود بل لا يجوز أن يحب المسلم أو اليهودي وإن لم يكن عدوه فبالنظر إلى أن اختلاف الناس في الأديان إنما حصل من بعث الأنبياء إليهم بعدما كانوا أمة واحدة كما في الآية التي هي موضوع كلامنا ألا يحق لمن رام السؤال أن يسأل فيقول ماذا حصل للناس بإرسال الأنبياء من المنفعة سوى الاختلاف والتعادي ولو سأل سائل متى كان الناس أمة واحدة لعجز عن جوابه العقل والعلم والتاريخ ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً من كتاب الشخصية المحمدية للكاتب العراقي معروف الرصافي |