نادي الفكر العربي
حلقات في نقد الماركسية - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: حلقات في نقد الماركسية (/showthread.php?tid=8355)

الصفحات: 1 2


حلقات في نقد الماركسية - Enki - 10-27-2007



مرحباً

هذه حلقات متتابعة سنقوم فيها بنقد الماركسية او المادية الجدلية وسنرى هل فعلاً يصح ان نقول ان المادية الجدلية هي نظرية علمية متفقة مع العلم او انها غير متفقة مع العلم؟

ولأن الموضوع واسع، فقد آثرت ان أقسّمه الى حلقات، اقوم في كل قسم بمناقشة قانون من قوانين المادية الجدلية. وفي هذا المقال سوف نناقش القانون الاول من قوانين المادية الجدلية.

القانون الاول: قانون وحدة وصراع الاضداد.

يرى المفكرون الماركسيون ان عالم الطبيعة هو عالم التغير والتبدل والحركة وان هذا التغيير يشمل كل شيء من أبسط الجسيمات الى اكبر التنظيمات الكونية.
يقول انجلز في كتابه "ديالكتيك الطبيعة":

"الطبيعة كلها من اصغر الاشياء إلى اكبرها، من حبة الرمل إلى الشمس، من البروتيستا إلى الانسان، هي في حالة دائمة من النشوء والزوال، في حالة تغير متواصل، في حالة حركة وتغير لا يتوقفان."

وإن هذا التغيير والتبدل لايتطلب فرض موجود خارجي لاحداث الحركة والتغير على نحو ما كان ارسطو يقول في دليل المحرك الاول، بل يرى الماركسيون ان التبدل والتغير والحركة سببها الصراع الدائم بين الاضداد الداخلية في الاشياء فكل ظاهرة تكون عبارة عن التراكب (أو الوحدة ) بين الاضداد، والحركات هي نتاج تفاعل وصراع الاضداد.

قبل ان نناقش هذا القانون لابد ان نبدأ بمقدمة مهمة ستكون نافعة لنا في مناقشة الماركسية في هذه الحلقات.

مقدمة لابد منها

في الحقيقة نحن لانريد ان نبخس ماركس او انجلز حقهما، فهما مبدعان حقاً ولهم عظيم الفضل في تنبيه الناس الى اهمية العامل الاقتصادي والصراع بين الطبقات في تفسير التاريخ... فهذا مما لاينكر، ولاننكر محاولة ماركس التوفيق بين المادية وبين الديالكتيك الهيجلي ومحاولة تنقيته من المثالية. وقبل كل هذا فماركس كان من الفلاسفة الذين نبهوا الناس الى مساوئ النظام الرأسمالي والكثير من الدول الرأسمالية حاولت تجميل نفسها بناءاً على نقد ماركس، ولعلنا سنعذر ماركس ايضاً على تركيزه على العامل الاقتصادي دون باقي العوامل فكل صاحب نظرية جديدة نجده يركز على نظريته ويبالغ في بيان فضائلها ومدى انطباقها على الواقع بحيث قد يبدو وكأنه لا يرى ولايقر سوى بهذا العامل وينكر غيره، انا لا اظن ان ماركس وانجلز كانا متعصبين كل هذا التعصب لنظريتهما وللتركيز على العامل الاقتصادي دون غيره فهذا واضح من كتاباتهما.

إنما نلوم الاتباع، فالاتباع غالباً ما يكونون اشد تعصباً وملازمة للنظرية فيحملونها مالم تحتمل ويحولونها من رؤية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمعارف عصرها الى نظرية عامة صالحة لكل زمان ومكان.

مشكلة الماركسية الاساسية هي انها مثلها مثل كل نظريات الانسان لايمكن ان تنال الكمال فماركس لم يخترع نظريته من لاشيء بل هو ابدعها بالاعتماد على علوم عصره من فلسفة وفيزياء وكيمياء وغيرهما من مجالات العلوم فكانت نظريته انعكاس لمستوى معارف وعلوم زمانه.

كان القرن التاسع عشر يوصف بانه قرن الغرور العلمي، كان الفيزيائيون في ذاك الزمان يظنون انهم اكتشفوا كل شيء ولم يعد هناك ماهو مجهول الا التفاصيل الصغيرة والتي ستـُملأ مع مرور الزمن ويصير كل شيء معلوماً، كانت الفيزياء السائدة هي فيزياء نيوتن وغاليلو الحتمية القانونية التي تعتبر ان كل شيء في الكون يسير وفق قانون حتمي تظهر به نفس النتائج حتمياً اذا اكتمل وجود نفس الاسباب.

لحسن الحظ لم تدم تلك الصورة كثيراً بل فجـّر ماكس بلانك قنبلته العظيمة بمولد الفيزياء الحديثة في بداية القرن العشرين في بحثه عن تكمم المذبذبات التوافقية وهو الامر الذي سيستغله اينشتاين في تفسير الضوء ومن ثم ستبدأ الامور المثيرة والعجيبة في الفيزياء بالظهور ! .... انني احسب ان ماركس لو كان حياً لكان أبدل نظريته وغيـّرها لتنسجم مع معارف العصر فهو فعل هذا غير مرة وغيـّر كلامه بعد ان اكتشف معلومات جديدة لم يكن يعرفها وهذا هو دأب المثقف والباحث الحقيقي...إلا ان الاتباع لايعرفون صوى التعصب فتجدهم قد انكروا نظرية اينشتاين النسبية لا لشيء سوى لانها خالفت كلامهم ! وسنرى انه حتى الفيزياء الكلاسيكية لاتؤيد كلياً كلام الماركسيين.

هل كل شيء يتغير؟
وهل كل الظواهر هي نتيجة صراع الاضداد؟
مناقشة فيزيائية:


يكفينا لنقض فكرة الماركسيين ان نذكر مثال واحد للامتغير في الكون ومثال لظاهرة لاتحوي صراع اضداد او تراكب (وحدة) بين ضدين. ذلك ان الماركسيين وضعوا كلية موجبة والكليات يكفي فيها مثال واحد لابطالها، على اننا سنعطي الشيوعيين اكثر من مثال حتى يتبين لهم انه الحق.

هل هناك لا متغير في الكون؟

نعم ! كم الطاقة في الكون ثابت لايزيد ولاينقص وهو ما نسميه قانون حفظ الطاقة ولا اظن ان احداً من الشيوعيين يرغب في جعل كم الطاقة في الكون متغيراً.

سرعة الضوء في الفراغ ثابتة لاتتغير ابداً مهما كان موقع المشاهد وفي اي مناط اسناد ومهما كانت سرعة المصدر الضوئي.

شحنة الالكترون والبروتون ثابتة لاتتغير ابداً. في الحقيقة فان شحنة كل الجسيمات دون الذرية ثابتة ولاتتغير.
ثابت بلانك لايتغير ابداً وهو مع مقدار سرعة الضوء في الفراغ يعدان احدى ركائز الصورة الحالية للكون فلو اختلفت هذه القيمة ولو بمقدار ضيئل جداً لصار كوننا مختلفاً جداً عن صورته الحالية.
هذه امثلة عن كميات لاتتغير فعن ماذا يتكلم الماركسيون؟

هل كل شيء يتكون من وحدة الاضداد؟

أنا لا انكر ان هناك بعض الظواهر يتحقق فيها التوازن نتيجة وجود قوتين او جسمين متقابلتين بحيث تعطي الجسم خواصه الحالية فهذا موجود في الفيزياء وبالامكان ضرب امثلة متعددة عنه ولكنه ليس قانوناً عاماً يصف كل شيء !

فهناك الكثير من الظواهر التي تسببها قوة واحدة لاتحوي معها ضدها.

مثل الجاذبية بحسب نيوتن، فالشمس تجذب الارض وليس هناك قوة اخرى تضاد هذه القوة وتدفع بالارض بعيداً عن الشمس ولايعتبر موقع الارض الحالي صراعاً بين ضدين لانه بالفعل الشمس تجذب الارض والارض تسقط على الشمس بفعل هذه القوة الغير متزنة ولهذا السبب فالارض تتحرك بفعل هذه القوة بتسارع ولاتتحرك بسرعة ثابتة... ولكن معنى التسارع في هذه الحركة هو تغيير اتجاه الحركة بصورة دائمية، ولهذا تتخذ الارض مداراً دائرياً حول الشمس فهذا المدار هو شكل سقوط الارض على الشمس. بل ان قانون نيوتن الاول ينفي ديالكتيك الماركسيين وغيرهم لانه ينص على:

"الجسم الساكن يبقى ساكناً والمتحرك بسرعة منتظمة يبقى متحركاً ما لم تؤثر عليه قوة خارجية غير متزنة تؤثر من وضعه (السكوني او الحركي)"

لاحظ النص معي، فالاجسام تبقى على حالها لاتتغير ولاتتبدل، الساكن يبقى ساكناً والمتحرك يبقى متحركاً ولا يحصل التغيير الا بفعل قوة خارجية (وليس صراع داخلي) والقوة الخارجية لابد ان تكون غير متزنة (اي اذا كان معها ضد يساويها بالمقدار ويعاكسها بالاتجاه فان التغيير لايحدث).

وقد يبدو قانون الحركة الثالث لنيوتن متوافقاً مع المادية الجدلية لانه ينص على انه لكل فعل رد فعل، وهو امر قد يصفق ويهلل له الماركسيون ولكن هذه الفرحة ستزول ويحل محله غصة ألم حينما نفهم النص الدقيق للقانون الثالث:

"لكل فعل رد فعل يساويه بالمقدار ويعاكسه بالاتجاه ويؤثر على جسم آخر"

التكملة غالباً ما يتم اهمالها فهناك شرط مهم جداً وهو ان رد الفعل يؤثر على جسم آخر وليس على نفس الجسم حتى نصدق بوحدة الاضداد، وكمثال على هذا: إنك تترك الكرة لتسقط على الارض وتصطدم بالارض، واصطدامها بالارض فعل، والكرة ستنجز شغل على الارض، فلو كان هناك لوح زجاج مثلاً على الارض فانه سيتحطم اذا كانت قوة الاصطدام كافية لذلك، وعند الاصطدام فان الارض ستسلط رد فعل على الكرة يجعلها تندفع الى الاعلى، ولهذا نرى الكرة حينما تصطدم بالارض ترتد عائدة الى الاعلى. فالان الفعل أثـّر على الارض بينما رد الفعل اثـّر على الكرة فالفعل يؤثر على جسم ورد الفعل يؤثر على جسم اخر.

قد يدعي ماركسي مطلع قليلاً على الفيزياء ان هناك بالفعل قوة مضادة تحفظ الارض في مكانها وتعاكس قوة الجذب المركزي وهي ما سيسميه "قوة الطرد المركزي" فيدعي ان هذه هي القوة المضادة، وحينها سنجيبه ان هذه القوة هي رد الفعل وهي تؤثر على جسم اخر وليس على نفس الجسم فليس هناك وحدة بين الاضداد لاننا نتحدث عن موضوعين منفصلين.

لكي نفهم هذا نجري تجربة بسيطة:

بامكانك ان تربط جسم معين مثل كرة بحبل وتقوم بتدويرها افقياً بحيث تدور الكرة المثبتة بحبل الى يدك، انت الان تشعر بشد في الحبل كما لو ان الحبل يريد ان يشدك ويفلت من يدك، ولو كانت الكرة واعية لاخبرتك ان الحبل يحاول شدها باتجاهك، فالكرة يؤثر عليها قوة الجذب المركزي، بينما انت تؤثر عليك قوة الطرد المركزي والاول قوة والثاني رد فعل وكل منهما يؤثر على جسم مختلف.

وقوانين نيوتن هذه كانت الاساس في الفيزياء الكلاسيكية التي يـُفسر بناءاً عليها حركة كل الاجسام مهما كانت كبيرة او صغيرة وكانت معروفة ايام ماركس وانجلز ! فيبدو انهما لم يحققا جيداً في القوانين الفيزيائية !

وعلى كل فاينشتاين سيأتي بنظريته النسبية الفيزيائية الخاصة والعامة وسيصبح عدو الاشتراكيين الذين سيتهموه بمحاولة تأسيس "الفيزياء اليهودية" او بكون فيزياءه محاولة لتثبيت الفردية الرأسمالية وسيتهمه المتدينون بانه يريد ان ينصر الالحاد ! أنا لا الوم اينشتاين على تركه المانيا وفراره من خطر هؤلاء فربما كان سيموت قتلاً على يد ثائر جيفاري مقدس ويأتي في منتدانا من يستهزئ باينشتاين ويلعن دين والديه حباً بالمضروب الثائر ضد الظلم.

ولم يقتصر الامر على انكار المبادئ الفيزيائية الحديثة فحتى علم الوراثة والحاسوب نال نصيبه هو الاخر من الرفض الماركسي وإني اعجب حقاً من اناس يرفضون كل دليل لايعجبهم ! ففي قوانين مندل للوارثة لايشترط ان تكون الصفة المتوارثة مركبة من ضدين من الصفة السائدة والمتنحية وهذا من مبادئ الوراثة المندلية، وخذ مثالاً آخر وهو الجين الذي يحدد جنس الانسان فللذكر يكون XY بينما للانثى يكون XX ومن الواضح ان الانثى لاتتضمن ما يسميه الماركسيون صراع اضداد بل هناك زوج متشابه من الجينات فكلامهم صحيح للذكر ولكن ليس للانثى !

على كلٍ عاد الماركسيون وانكروا كلامهم السابق وقالوا ان هذه العلوم لاتخالف "جوهر" الماركسية وان من ادعى هذا هم اشخاص "سطحيون" وهذا هو الكلام المعتاد في مثل هذه المواقف بعد ان تتحول النظريات الى واقع حال !

لننظر هل بالفعل تخالف النظرية النسبية قوانين الجدل ام انها لاتخالفها؟
تقوم النظرية النسبية على قاعدتين:

1- ان سرعة الضوء في الفراغ ثابتة لاتتغير مهما كان مناط الاسناد او قل موقع المشاهد ومهما كانت سرعة مصدر الضوء.
وقد رأينا ان هذه القاعدة تنقض اول اصل من اصول المادية الجدلية القائل بان كل شيء يتغير ويتحول ويتكامل ويتحرك.

2- لايمكن معرفة (قياس) السرعة المطلقة للاجسام وإنما تحدد حركة الاجسام قياساً الى جسم اخر.

وهذا الاصل الاخر ينقض حتمية قوانين الجدل ويحيلها ظواهراً نسبية تصح من وجهة نظر مشاهد ولا تصح من وجهة نظر اخر، فقد يرى محلل ان هذا المجتمع طبقي بينما يراه اخر غير طبقي وقد يرى اخر انه لايوجد مجتمع بطبقات مفصولة ومميزة وهكذا.

إتجاه البحث الحالي:[size=6]

نحن لن نذكر للماركسيين شيء من الفيزياء الكمية حتى لانسبب لهم صدمة قلبية تؤثر على صحتهم مع اننا سنعود في المرة القادمة لذكر بعض الظواهر الكمية التي يدعي الماركسيون انها ديالكتيكية. نحن هنا نقول للماركسي انه لو صح كلامك فان عالمنا سيكون عالم مزدوج تتصارع فيه المتناقضات في داخل الاجسام التي قد يراها المشاهد السطحي ساكنة او لاتتغير. ومثل هذه التفسيرات المزوجة للعالم ليست جديدة فهي موجودة منذ بداية الحضارات فقد كان زرادشت يرى العالم في صراع بين قوى الخير والنور والنظام وبين قوى الشر والظلام والفوضى.

إن اتجاه البحث الحالي هو نحو توحيد القوى الاساسية في الكون في قوة واحدة ولعل اشهر مثال عن مثل هكذا نظريات هو النظريات الخيطية ومثل هذه النظريات ستحل الكثير من الاشكالات في الفيزياء الذرية والكونية لانها نظريات كل شيء اي انها تفسر كل الظواهر الكونية من الذرة وحتى الكون نفسه، ومثل ماهو واضح فان هذه النظرية لاتتضمن صراع بين ضدين فليس هناك سوى قوة واحدة ولكنها تبدو لنا كأشياء مختلفة تبعاً لاختلاف موقع الناظر، ان مانراه حولنا من اشياء مختلفة هو اختلاف اعتباري ووهم وخداع وليس هناك تعدد الا مجازاً ولو اتيح لنا رؤية الحقيقة لما رأينا سوى شيء واحد وهو معنى ان الكون وحداني وليس ثنائي.

على سبيل المثال الموجة الكهرومغناطيسية، قد يدعي الماركسي ان هذه مثال عن وحدة الاضداد فهي مركبة من مجال كهربائي ومغناطيسي وان هذا ضد ذاك (طبعاً الملاحظ على الماركسيين ان النقائض عندهم والاضداد تكون اعتباطية وكيفما اتفق فبامكانهم ان يجعلو مايشؤون ضداً لما يشاؤون حتى تصح النظرية العملية !)، ونحن نجيبهم ان المجال المغناطيسي هو ظاهرة نسبية وان الحقيقي هو المجال الكهربائي فقط اما المجال المغناطيسي فهو صورة المجال الكهربائي بالنسبة لمشاهد في مناط اسناد اخر او بكلمات بسيطة هو صورة حركة الشحنات الكهربائية بالنسبة لمشاهد في مناط اسناد اخر فهي ظاهرة نسبية لا اكثر ولا اقل.

[size=6]هل كل شيء يتغير؟
وهل كل الظواهر هي نتيجة صراع الاضداد؟
مناقشة فلسفية:


عندما يقول لي احدٌ ما ان كل شيء يتغير او ثابت او يخبرني بكلية موجبة او قاعدة عامة فان السؤال الاول الذي سأوجهه له هو:

كيف عرفت؟

كيف عرفت ان كل شيء في عالم الطبيعة متغير؟ وكيف عرفت ان كل الظواهر هي نتيجة صراع الاضداد؟ هل انت ذهبت وتفحصت كل شيء موجود في العالم وعرفت كل ظواهره فتوصلت الى هذه النتيجة؟ كيف عرفت بانه لايوجد ولاحتى ظاهرة واحدة ممكن ان تشذ عن قانونك الذي تزعم انه عام وحتمي ومن اين لك هذه الثقة واليقين؟

الماركسيون على عداء مع المنطق القديم (وهذا امر سنبحثه في الحلقة القادمة) وهذا معناه انهم لايقرون بالقياس البرهاني المنتج لليقين فالطريق الوحيد امام الماركسي هو طريق الاستقراء وهذا ما نجده في كتاب انجلز "ديالكتيك الطبيعة" فانجلز يقوم باستقراء مجموعة من الظواهر الفيزيائية والكيميائية والبايولوجية ومن ثم يضع قوانينه بناءاً عليها، ولكن الاستقراء المحض القائم على المشاهدات الصرفة لايمكن ان ينتج يقيناً لانه لايمكنك ان تحصر كل افراد المجموعة محل الاستقراء....بل من قال ان الكون وظواهره محدود بحيث يمكن تحديدها وحصرها ومعرفتها كلها؟ ان العلم يكشف كل يوم شيئاً جديداً فمن اين يتأتى لهؤلاء اليقين بنظرياتهم الحتمية العلمية بمجرد ضرب كم مثال يتصيدونه من بعض الكتب؟ وهم بعد هذا يخفون تلك الظواهر التي تخالف كلامهم او ينكرونها او يصفون اصحابها بالبرجوازيين او اليهود او اي نعت سخيف لاسقاطهم من اعين الناس.

نتعلم من فرانسيس بيكون

هناك قصة تتضمن حكمة مهمة جداً يرويها بيكون في الاجابة على هؤلاء الذين يصدرون احكاماً عامة بعد استقراء بعض الامثلة.

يقول بيكون: كان هناك كنيسة تطل على ساحل البحر وكانت هذه الكنيسة مشهورة بين البحـّارة بانه اذا عانت سفينة من خطر الغرق، ونذر البحارة نذراً لهذه الكنيسة فانهم يشفون من الغرق وكان في الكنيسة صور عشرات البحارة ممن نجوا من الغرق بعد النذر للكنيسة المباركة، وكان هناك احد البحارة لايصدق بهذه الخرافة، فاحب زملاءه ان يثبتوا له الامر فجاؤا به الى الكنيسة وأروه صور البحارة الذين نجوا والتي تمتلئ بها الكنيسة، ثم سألوه:

هل تصدق الان بأن هذه الكنيسة مباركة؟

أجابهم البحـّار بمنتهى الوثوق:

اروني في البداية صور البحارة الذين نذروا ومع هذا غرقوا ولم ينفعهم النذر ؟!

الحكمة هي انه لايمكنك ان تعمم دون ان تستقرئ كل افراد مجموعة ما (وهذا شبه مستحيل بل مستحيل) فليس لمجرد ان هناك عشرة او عشرين او الف نذروا لكنيسة ما ونجوا ان تصبح هذه الكنيسة مباركة لان هناك غيرهم نذروا وغرقوا. ومن عجائب الامور ان تجد البعض حينما يواجه بما يخالف كلامه من ادلة يقوم بلوي اعناق الحقائق ليحيـّدها او يجعلها متناسبة مع رأيه !

ان الاستقراء لاينتج اليقين بل هو لايفيد سوى الظن ولهذا السبب فان العلم الحديث لايعطيك حقائق يقينية فالنظرية العلمية لايثبت ابداً انها صحيحة بل هي تبقى قائمة حتى يثبت احدهم بطلانها ومع هذا فالماركسي متأكد تماماً من صحة الجدل بل يتحداك ان تأتيه بظاهرة تنقض الجدل ! وانت حتى اذا اتيته بظاهرة تنقض الجدل لصفق لك قائلاً هذا مانقوله... السنا نقول بجمع المتناقضين؟ وعندها ليس امامك سوى ان تطلق ساقيك للريح لاتلوى على شيء !

منطقياً يمكن اثبات خطأ المقدمة "كل شيء متغير" لانه اذا كانت هذه القضية كلية كما هو واضح فان القضية "كل شيء متغير" ايضاً تكون خاضعة للقاعدة "كل شيء متغير" ومقتضى خضوع القاعدة لنفسها ان يكون "كل شيء متغير" ايضاً متغيراً، ومقتضى تغيـّرها ان تكون تارة كاذبة وتارة صائبة ومحصل هذين الاحتمالين انلايكون كل شيء متغير بل تكون بعض الاشياء متغيرة، فالمنطق نفسه يثبت ان القاعدة الكلية خطأ وان الصحيح هو:

بعض الاشياء متغيرة !


إمسح وجه الماركسي يطلع مثالي

سنوجه سؤال للماركسيين:

هل القانون الاول للمادية الجدلية ينطبق على الكون نفسه او لاينطبق؟

إن قيل: لا، فاثبتوا وجود شيء فرد بلا ضد وهو امر مناقض لحتمية القانون الاول وعموميته واذا جاز ان يكون شيء ما بلا ضد فما المانع من وجود غيره؟

وإن قيل: نعم فمقتضى التسليم ان يكون لكوننا ضديد آخر (من عجائب الامور انه مضى زمن كان العلماء يعتقدون بهذا) ويكون هناك وحدة اضداد بين الكون وضد الكون وهذه الوحدة تمثل مستوى واقع اعلى واكمل من كوننا لان ما ينتج من وحدة الضدين لايشترط ان يحوي نفس صفات الضدين، كما هو الحال بالمركبات الكيميائية، وهذا الواقع الاعلى او الاسمى او الاكمل ايضاً يجب ان يكون له ضد وإلا لزم منه ما يلزم كوننا كما رأينا في المناقشة السابقة. ويجب ان يكون هناك وحدة اضداد بين هذا الكون الاسمى وضديده بحيث ينتج عنه كون اسمى منه واكمل وبواقع مختلف عن واقع كوننا وما بعده، وهكذا يتكرر الامر الى ما لانهاية، ويكون عندنا كمحصل عدد لانهائي من الواقعيات التي تختلف بالكمال وبحسب توحد الاضداد التي كونتها.

واذا كان هناك عدد لانهائي من الواقعيات فان كل شيء محتمل يكون متحققاً لان المحتمل مبني على تصور وترتيب منطقي للافكار مستمد من الواقع (الافكار انعكاس للواقع المادي) فكل فكرة وان بدت غريبة على واقعنا فانها قد لاتبدو غريبة على واقع اخر اعلى واسمى واكمل من واقعنا. ولمـّا كانت فكرة الجنة والنار والملائكة والشياطين والله وغيرها من ميتافيزيقيات هي تصورات تتبع تسلسل فكري ومنطق من نوع ما، فان كل هذه الامور يحتمل ان تكون موجودة في احدى واقعيات الاكوان اللامتناهية !

بل إننا سنثبت ان الماركسي مثالي بطريقة ابسط من هذه بكثير، لان الماركسي يعرّف المادة على انها الواقع الموضوعي المستقل عن العقل (او الادراك او الروح) فهل لهذه المادة ضد او لا؟ إن قيل: لا، فاثبتوا فرداً بلا ضد وهذا يبطل القاعدة العامة التي جاء بها الماركسي، وان قيل نعم، فالسؤال الصاعقة هو هذا:

ماهو ضد المادة؟
المادة هي الواقع الموضوعي المستقل عن العقل (او الادراك او الروح)
اذن ضد المادة هو الواقع الموضوعي الغير مستقل عن العقل (او الادراك او الروح)

ويثبت ان الماركسي مثالي، او ينكر ان تكون قاعدته قواعداة عامة وفي مثل هذه الحالة فما المبرر لصحتها في حال تطبيقها على المجتمعات طالما انها ليست صحيحة دائماً؟ وما المبرر لكون نتائجها صحيحة طالما انها قد لاتكون صحيحة؟

بعض النقد الذاتي

اتوقع عند نشر هذا الموضوع ان يتم معالجة انكي بدل من معالجة الموضوع وسوف اتهم بالتأمرك والتصهين والتشيع والتسلف والرفض والقبول والاستسلام والانبطاح والتآمر من اجل تفكيك المجتمع على طريقة "فرق تسد" ! ولهذا سأنقد نفسي بنفسي !

إعتراض اول:

قد يقال في مقام الاعتراض على الظواهر الفيزيائية الثابتة: ان الاعتراض يتضمن مغالطة "اخذ ما بالعرض محل ما بالذات" فهناك فرق بين ان نقول ان هذا الشيء لايتغير وبين ان نقول ان سرعته لاتتغير، او هناك فرق بين ان نقول ان الضوء لايتغير وبين ان نقول سرعة الضوء لاتتغير، فعدم تغير سرعة الضوء لايعني ان الضوء لايتغير.

الجواب عليه:

هذا الاعتراض سيكون وجيهاً لمن يؤمن بالجوهر والعرض ولكن الماركسي لايؤمن بهذا فعنده ماهية الاشياء لاتعدو ان تكون مجموع علاقاتها مع المحيط او قل مع باقي الاجزاء في الطبيعة، وعلى هذا فالمادية الجدلية تتعامل مع الظاهرة اكثر من تعاملها مع الذات لان الذات لاتعدو ان تكون وحدة اضداد من غيرها وهكذا، ولما كان سرعة الضوء ظاهرة فانها (بفرض صحة الماركسية) لابد ان تكون خاضعة لقوانين الجدل فتكون متغيرة ومتجهة نحو التكامل وهذا ما لم يثبت في العلم الحديث.

إعتراض ثانٍ:

إن قانون حفظ الطاقة يثبت صحة الجدل لانه هناك طاقة موجبة وطاقة سالبة وان شكل الكون الحالي ناتج عن وحدة صراعية بين الطاقة السالبة والموجبة.

الجواب عليه:

محل الاعتراض ليس هو عن كون الطاقة مركبة من غيرها او ناتجة عن مبدأ اخر فقانون حفظ الطاقة –على سبيل المثال- لايصح في الانظمة التي يكون فيها تغير الزمن اصغر مما متاح بحسب مبدأ عدم اليقين، محل الاعتراض هو عن كونه غير متغير فان مقدار الطاقة الموجب او السالب لايزيد ولاينقص عن مقدار الاخر فلايكون هناك اي تغيير، نحن نتحدث عن ظاهرة تتسم بالثبات وعدم التغيير.

إعتراض ثالث:

إن التعميم في حالة استقراء الظواهر الكونية والمحلية في الكيمياء والفيزياء وعلوم الحياة لم يكن استقراءاً صرفاً بل كان معتمد على محاولة لفهم السبب في ارتباط او اقتران مجموعة من الظواهر بمجموعة اخرى ولما كان تكرر الظاهرة في العينة محل الفحص والاستقرار لايمكن ان يكون محض صدفة واعتباط لان الصدفة لاتكون أكثرية، كان لابد من سبب يربط هذه الظواهر بهذه النتائج او كان لابد من علاقة علية ومعلولية تفسر ورود النماذج المستقرأة على هذا النمط دون غيره وهذا العلاقة العلية هي الجسر الذي ينقل المستقرئ الى التعميم باستخدام القاعدة العقلية التي تمنع تخلف المعلول في حال وجود علته. وهذه العلاقة العلية هي قوانين الجدل فليس في الامر تعميم مبني على صرف المشاهدة.

الجواب عليه

قد يكون هذا اقوى اعتراض يوجه لهذا البحث، ويمكن الجواب عليه بعدة طرق

1- انه لم يثبت ان تكون العينة التي يتفحصها الماركسي من الواقع والطبيعة أكثرية فنحن لانرى من الكون سوى 1% و مثل هكذا نسبة ابعد ما تكون عن الاكثرية كما ان المستقرئ قد اخذ عينة اصغر بكثير من الواحد في المئة فلامحظور في ان يكون الاقتران صدفة.

2- انه لم يثبت ان تكون قوانين الجدل هي السبب الصحيح لاقتران هذه الظاهرة بتلك وهي على هذا ليست قاعدة كلية تمكن المستقرئ من عبور جسر الخاص الى العام. فالاستدلال بهذه الطريقة يكون مصادرة.


ختاماً تهنئة كبيرة لمن تمكن من قراءة الموضوع والوصول الى هذه النقطة حيث نهاية المقال.
ونلتقيكم في حلقة قادمة.












حلقات في نقد الماركسية - حسام يوسف - 10-27-2007

اولا وقبل ان نناقش المقال
ارجو ذكر المصدر


حلقات في نقد الماركسية - مظفر - 10-28-2007

عذرا...أيّ ماركسية يقوم المقال بنقدها؟؟؟


حلقات في نقد الماركسية - Enki - 10-28-2007

###


الزميل مظفر

الماركسية نظرية دوغمائية قديمة جداً اخترعها حفنة من العواطلية وخدعوا بها العالم، ولا زال بعض العواطلية من مجتمعات الكسالى يحقدون على الاخرين وعلى نجاح الاخرين فيحاولون الاستيلاء على نجاحاتهم بطريقة الحرافيش من اخذ المقسوم والاتاوات والخاوات والا وصفوك بانك برجوازي رأسمالي مستغل للفقراء المساكين ! :97_old:

تحياتي :97:


حلقات في نقد الماركسية - فرناس - 10-28-2007

Array
الزميل مظفر

الماركسية نظرية دوغمائية قديمة جداً اخترعها حفنة من العواطلية وخدعوا بها العالم، ولا زال بعض العواطلية من مجتمعات الكسالى يحقدون على الاخرين وعلى نجاح الاخرين فيحاولون الاستيلاء على نجاحاتهم بطريقة الحرافيش من اخذ المقسوم والاتاوات والخاوات والا وصفوك بانك برجوازي رأسمالي مستغل للفقراء المساكين ! :97_old:

تحياتي :97:
[/quote]

يبدو لي انك اجهدت نفسك كثير لافحام نظرية ترى فيها نظرية " دوغمائية " , ولو كانت كذلك لما ااثارت ذعرك بهذا الشكل , لعله العكس , دوغمائية الافراد دائما تطغى على النظرية , لا انت , ولا الماركسية استثناء , لم تكن الماركسية نظرية كمالية كما تفضلها ان تكون , كي " تفندها " بل كانت كما صاحباتها من النظريات , نظرة رومانسية للامور بمعنى احلال العدل في المجتمع , وليس هذا الامر بحد ذاته " دوغمائي " . الدوغمائية هي اختصار الماركسية في العواطلية والاتاوات والخاوات والبرجوازية والراأسمالية . وعلى ذكر تلك , لعله من المفضل ان تتأكد اولا عن اهمية مصطلحات مثل البرجوازية والرأسمالية في مجالات الاقتصاد والتاريخ وحتى العلوم السياسية ومن ثم الحديث عن الدوغمائية سيكون له بعد اخر .


حلقات في نقد الماركسية - حسام يوسف - 10-28-2007

ساوضح نقاط فهم كاتب المقال الاصلى الذى نسخ عنه انكى
تدلل على عدم فهمه اصلا للمادية الجدلية
ذلك الكاتب الذى يتضح فى لغته انه من الاسلاميين مثل
على اننا سنعطي الشيوعيين اكثر من مثال حتى يتبين لهم انه الحق
مشكلة الماركسية الاساسية هي انها مثلها مثل كل نظريات الانسان لايمكن ان تنال الكمال

هذه لغة الاسلاميين حيث يرون النظريات الانسانية لايمكن ان تبلغ الكمال المتوهم فى النظريات الالهية (الحق)




يرى الماركسيون ان التبدل والتغير والحركة سببها الصراع الدائم بين الاضداد الداخلية

صراع الاضداد ليس سبب التغير وانما هو الية التغير


مشكلة الماركسية الاساسية هي انها مثلها مثل كل نظريات الانسان لايمكن ان تنال الكمال

لم تدعى المادية الجدلية الكمال
واى فهم ولو بسيط لها يوضح ان نظرية تقول بالتطور الدائم لا يمكن ان تقول بالكمال
انما هى تقول بنسبية الفكر وتطوره


هل هناك لا متغير في الكون؟

الحديث عن ثوابت بالفيزياء يصدر عن جهل بالنسبية ومستويات الانظمة الكونية
فلا ثابت مطلق فى الكون وما يبدو ثابتا فى منظور ضيق فى حقيقته متغير فى منظور اعم


حلقات في نقد الماركسية - مظفر - 10-28-2007

...."التّعميم الصّخرة الّتي يستريح عندها المتعبون"...ربّما من بين النّظريات الّتي عانت من سوء الفهم "الماركسية"،و لأنّها في الأصل نظرية نقدية ،و كلّ ممارسة تنتمي إلى النّقد فلن تجد ألفة مع الفكر الدّيني!!!؟؟؟ أنصح بإعادة موضعة الأسئلة و لمَ لا نعيد البحث ...أنصح بقراءة كتابات :مهدي عامل....


حلقات في نقد الماركسية - Enki - 10-28-2007

Arrayساوضح نقاط فهم كاتب المقال الاصلى الذى نسخ عنه انكى[/quote]

ستظل طول عمرك مؤمن بنظرية المؤامرة ولا عجب في هذا.
المقال انا كاتبه ولو كان منقول لكنت ذكرت اسمك الكاتب فانا لست مثلك.

فحاول ان تفكر جيداً قبل ان ترد !




حلقات في نقد الماركسية - ابن نجد - 10-28-2007

مرحبا زميل ..

لاحظت اهتمامك بالشأن الفكري للماركسية عموما ، اود ان اسألك عن رايك بكارل ماركس لو اردت !

هل تؤمن بان لينين حرف الفكرة الاصلية لكارل ماركس وحولها لديكتاتورية الفرد بدلا من سلطة البوليتاريو ؟

الصادق النيهوم في كتابه ( ازمة ثقافة مزورة ) يؤكد حسب وجهة نظره هذا الرأي بشدة ويعزز فكرة ان الآلة الاعلامية الرأسمالية قد شوهت الفكر الماركسي الاصلي .

:97:


حلقات في نقد الماركسية - حسام يوسف - 10-28-2007

Array
مرحبا زميل ..

لاحظت اهتمامك بالشأن الفكري للماركسية عموما ، اود ان اسألك عن رايك بكارل ماركس لو اردت !

هل تؤمن بان لينين حرف الفكرة الاصلية لكارل ماركس وحولها لديكتاتورية الفرد بدلا من سلطة البوليتاريو ؟

الصادق النيهوم في كتابه ( ازمة ثقافة مزورة ) يؤكد حسب وجهة نظره هذا الرأي بشدة ويعزز فكرة ان الآلة الاعلامية الرأسمالية قد شوهت الفكر الماركسي الاصلي .

:97:
[/quote]


لينين هو واحد من البلاشفة وما اضافوه للشيوعية هو تكتيك الاستيلاء الفورى على السلطة فى بلد متخلف
وهو تكتيك استلزم استخدام القوة و المركزية وما نتج عنها من دكتاتورية

هذا التكتيك هو طريق تطبيق وليس من اصل النظرية
وقد تم نقد ذلك التكتيك مرات ومرات
ومن اول النقد ماقام به المناشفة امثال بليخانوف

http://shyo3i.worldgoo.com/montada-f1/topic-t75.htm