![]() |
الحلاَّجُ الإنسانُ والحرِّيةُ الإلهيَّة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79) +--- الموضوع: الحلاَّجُ الإنسانُ والحرِّيةُ الإلهيَّة (/showthread.php?tid=8499) |
الحلاَّجُ الإنسانُ والحرِّيةُ الإلهيَّة - يجعله عامر - 10-19-2007 قرأت هذا المقال على هذه الصورة المقطعية وأحببت أن يقرأه رواد هذه الساحه ، ما دمنا قد قرأنا ذلك المقطع السابق عن رابعة الحلاَّجُ الإنسانُ والحرِّيةُ الإلهيَّة
في الذكرى الـ1111 لاستشهاد الحلاَّج على يَدِ سلاطين الظلام وفقهاء الحرب وليد عبد الله (كاتب -عراقي )
مُزِجَتْ روحُك في روحي كما * تُمزَجُ الخمرةُ بالمــاءِ الزُّلال فـإذا مسَّـكَ شـيءٌ مسَّـني * فإذا أنـتَ أنـا في كـلِّ حـال – الحسين بن منصور الحلاج قُتِلَ الحلاجُ بطريقة الذبح السلطوي الممزوج بعفونة الفقيه المتسلِّط ووحشية السلطان المتفقِّه. ذُبِحَ الحلاجُ ليُضافَ ذبحُه إلى سجلِّ العار والخزي الصحراوي، الخاوي من عمق المعرفة. لم يكن الحلاجُ فردًا منزوعًا من ذاته، بل ذاتٌ تحققت بجوهر المعرفة وتبوأت عرش التأمل الممزوج بروح الكشف عن عوالم الغيب، تلك الروح التي يتاجر بها الحاكمُ والفقيهُ وجمهرةُ المغفَّلين العابدين النصوصَ الجامدةَ والمنتظرين جنةَ وَهْمٍ خاليةً من معناها ومنتميةً إلى لذَّات التجار والسادة والحكام! ![]() استشهاد الحلاج (أيقونة مغولية). الحلاج قربان الكلمة المسكوت عنها والعبارة الممزوجة بسُكْر العشاق بالحقيقة أمام تاريخ يمجِّد المستور ويقتل كلَّ مَن يكشف عن مناجم الوهم وتجَّاره الذين توارثوا مهنتهم سيدًا عن سيد، فاحتذوا بعضهم ببعض حذو النعل بالنعل، ولم يتركوا مسافة حقٍّ إلا وفيها قبر وليٍّ كوني، أو صاحب طُهْر قلبي، أو إنسان باحث عن الحق، أو فاضح لأوهام "الغيب" المدسوس، أو كاشف عن قرابين التشريع المقدس المملوك لـ"وليِّ الأمر" تحت لافتة اسم الرب الفقيه. أجل، ذُبِحَ الحلاجُ لأنه أراد أن يكون للمعرفة الحق وللانتماء الكوني والروحي وجودٌ فعلي، لأنها لا تنفك قبلةَ الإنسان الذي يبحث عن عوالم روحانية نقية، عن التطور والإبداع والانفلات من تحجُّر التاريخ وسلطة المنتفعين من الدين الذين يهيمنون بقوة اليوم ليمارسوا فِعَالهم نفسَها في تكميم الأفواه وتكريس الصمت الخائف المرعوب في وجه الذين يحاولون أن يفتحوا أيَّ أفق جديد – هذا الإنسان الذي سيكون مصيره حتمًا كمصير الحلاج: يُذبَح على شجره الصليب العيسوي الممزوج بسُكْر المحبة وعشق المعنى الكامن في وَجْدِ الألوهة المنتشية بعشَّاقها! نذكر اسم الحلاج في خشوع، وكأننا نقرأ فرمان التهديد بالذبح والحرق والتهجير حينما يقول لنا: "لا تكشفوا عن فضائح تجَّار الوهم وفقهاء السلاطين وملوك اللعنة والمستولين على كلِّ شيء!" لكننا شاهدنا الحلاج يتواصل بالكتابة، كاشفًا عن فضائح تاريخ أرباب الذباحين المخيف، أولاء الذين لا يريدون للكلمة وللمعنى وللمعرفة أن تنوجد كي تؤسِّس لحضارة القانون والعدل والسلام. الحلاَّجُ الإنسانُ والحرِّيةُ الإلهيَّة - يجعله عامر - 10-19-2007 2
بَحَثَ الحلاج عن الحقيقة، ووجدها مبكرًا، إذ قال: - "دلَّلني [الله] دلال المعرفة والمحبة والعشق الأبدي دلالاً لا أطيقه. [...] خلِّصوني من الله [...]." فقالوا له: - "ما هي الحقيقة التي وجدتَها؟!" فقال لهم: - "أنا الحق!" فعرفوا أن جبال أوهامهم ستذوب، فقالوا: "كفر الحلاج... إنه زنديق، صوفي، باطني، إلخ." عرفوا الحق أنه "الله"، ولم يعلموا أن الله بين الأضداد حقٌّ يُرى، وأنه كلُّ شي في كلِّ شيء، وأنْ "ليس كمثله شيءٌ" (الشورى 11). هكذا نطق بالحقيقة أبو المغيث الحسين حين قال: "مَن أنا في البَيْن حتى أجعل الواحدَ اثنين؟!" – مستنبطًا أن "الحق" هو "الإنسان المتحقق"، إذ قال: "أنا الإنسان!" وحينما قال بوحدة شهود الله في العالمين، علموا أن مُلكَهم زائلٌ لا محالة! أجل، قال بوحدة الشهود التي يشهد بها الإنسانُ ذاته من أجل أن يسنَّ قانونَه، ويُظهِرَ إبداعَه، ويحقق عدالةَ السماء في ذاته، ويتكامل مع مخلوقات الله في وحدة العشق ونَفَس المحبة والسلام. رسم الحلاج طريقَه بقوة التأمل، وإبداع التفكير، وتدوين الحق كسلوك نقيٍّ خالص، لا ينفك أبدًا يفضح عري المنافقين والمنتفعين، أربابِ الحرب وتجَّار الوهم. ترك الحلاج توسلاتِ العقول للنصوص المقدسة في استظهار المعنى الكوني والإنساني، وهجر أحاديثَ التاريخ التي شنقت الأحرار على أعمدة معابد الخوف والتردد والصمت المرعوب التي نَخَرَها الزمنُ وتلاعَب بها أزلامُ الحاكم والفقيهُ المتعهِّر بأموال السلاطين والسلطانُ المتفقِّه بعهر الفقهاء. فكيف نرى "لحظة" حرية الحلاج؟ – تلك اللحظة الإنسانية الرائعة في تدوين المعرفة الإبداعية في الكون بأسره، تلك اللحظة التي هي "زمن الله" في قلب الإنسان الحر. يحب الحياة والإبداع، ويشاهد حقيقة التنزُّلات الإلهية التي لا تكرار لها، لأن الله "لا يكرِّر فعلَه مرتين": فهو العطاء، والإبداع اللامتناهي، المتواصل في قلوب الأحرار وعقولهم، الذين لا يصمتون أمام الحق، إذ إن وجودهم فضيحة المتعسكرين باسم الرب، الذين حوَّلوا الدين ثكنةً عسكرية، والعبادَ مشاريعَ موتٍ مجانيٍّ على مذبح أمانيهم المريضة. لهذا جسَّد الحلاج أجمل قيمة إنسانية أرادت للمعرفة والفكر الاعتراضَ والنقدَ لسلطة الدين والدنيا، التي تفنَّنت في ابتكار صنوف العبث والاستحواذ والهيمنة على كلِّ شي، – وذلك كله يحصل باسم الرب، – ومارست أبشع أنواع التنكيل في حقِّ أهل التأمل الحق والروحانية النقية والمفكرين والمثقفين والمبدعين لأنهم سيكشفون عريها الحقيقي. لهذا كان الحلاج – ومازال، هو ومَن ساروا على دربه – علامةً واضحةً من علامات الإنسان المبدع في كشف المستور، وفضح المضموم، وإعلان اللامفكَّر فيه والمسكوت عنه، وقتل الرب المكنون في عبث السلاطين. كان الحلاج فردًا بقوة أمَّة بكاملها، لأنه "أمَّة" من المعرفة والفكر النقي والتأمل الخالص والسلوك الروحي الذي يعشق الحياة بقوة الرحيل، كي يترك لأخيه الإنسان مكانًا عامرًا بالوعي والفكر الناضج، ويمنح الآخرين مفاتيح حريتهم وسلوكهم كبشر أحرار يمتلكون حريتهم الذاتية – تلك الحرية التي لا تُمنَح أبدًا، بل تؤخذ بقوة المعرفة والنضج الإنساني الحق. عندما نتكلم على الحرية، علينا أن ننظر حقًّا إلى صورة عيسى المسيح بالحب، والحسين الشهيد، والحلاج الإنسان، وغاندي الرحيم، وسائر المذبوحين على طريق المحبة والنقاء، ونتأملهم: هل لنا أن نواصل الطريق بلا قرابين، بلا مشاريع للموت المتواصل، بل بقوة الحياة، بكلِّ جوانبها المعرفية والروحية والإنسانية؟! سلامٌ، "حلاجَ المحبة"، على الروح التي سكنت جسدك الطاهر والتي طالبته بالرحيل مباركًا، فأبتْ أن تدخله مرة أخرى، لأنه أمسى مملكةً عبث بها الصبيانُ وتربَّع على مُلكها بالقوة والسلطة المفرطة فقهاءُ الموت والتحزب. ![]() الحلاَّجُ الإنسانُ والحرِّيةُ الإلهيَّة - يجعله عامر - 10-19-2007 سلامٌ، "حلاجَ الأسرار" إلى كلِّ نَفَسٍ من أنفاسك، وأنت تنثر جسدك فوق نهر دجلة كي تتنفَّسه الكائنات كلها، فتصنع من أهل هذا الماء والتراب أجيالاً سيقولون كلمتك: "أنا الحق، أنا الإنسان"، ويكتبون مقالك بروح المحبة والدعوة للسلام والتسامح. سلامُ الروح والنفس الصادق وحقيقة الطهارة المطلقة في الإنسان الذي يسعى إلى إنجاز إنسانيته كي يحيا حيًّا بالحياة والمحبة والإبداع والمعرفة الإلهية الحق. الحلاَّجيون أبناؤك، الساكنون على ضفاف أنهار معرفتك، يعبُرون إلى الحقيقة – الإنسان، الحرية – في زمن مخيف! إنك حقًّا عابرٌ كلَّ شي – ولا بدَّ من العبور! المصدر واقرأ إن شئت ما ورد هنــــــــــــــــــــا . الحلاَّجُ الإنسانُ والحرِّيةُ الإلهيَّة - مظفر - 10-20-2007 "يجعله عامر":تحية "كحلاّج المحبّةِ إذ تبــــــدّتْ *** له شمسُ الحقيقة بالتّداني "فقال أنا هو الحقُّ الّذي لا *** يُغيّرُ ذاتُه مرُّ الزّمـــــــانِ "(ابن عربي) الحلاّجُ سيرةٌ تكرّرها الكتابة،وهي تشتدّ بمحنة المعنى،و لا تُكرّرها،،ليس لأنّ الحلاّج قتيل الفقيه و السّلطان،فتراث الإنسان،جلّه هذه المصقلة،و لكن لأنّه أظهر ؛أنّ الإله/ إله العبيد،أرضيٌّ بيّنُ الوجه و القفا....الحلاّج دلالة فرّت من رقائق و دقائق الصّوفية لتتنزّل بفضاء يموت فيه الإنسان فبعـثـته أُلوهيّا(و ليس إلهيّا)،فأزال عن المعاني تقواها،،و كسف بمفهوم إنسان الفقهاء ليظهر منه هذا الإنسان /الإله؛حرّا ملء وجوده فعّال لما يُريد.... (((أعود قريبا بمعيتك و معية الأصدقاء /حول الحلاّج))) الحلاَّجُ الإنسانُ والحرِّيةُ الإلهيَّة - يجعله عامر - 10-20-2007 عزيزي الراقي : مظفر تعليقك أثراني كثيرا ، وأعرف أن قراءتك تمنحك المزيد من العمق والتركيز أعجبني هذا المقطع في كلامك (....الحلاّج دلالة فرّت من رقائق و دقائق الصّوفية لتتنزّل بفضاء يموت فيه الإنسان فبعـثـته أُلوهيّا(و ليس إلهيّا)،فأزال عن المعاني تقواها،،و كسف بمفهوم إنسان الفقهاء ليظهر منه هذا الإنسان /الإله؛حرّا ملء وجوده فعّال لما يُريد....) ، وليكن سؤالي لك كالآتي كيف تعرفت على الحلاج ؟ أكانت نصوصه هو معينك الأول ، أم قرأته بعيون الآخرين ؟ أخبرني هل قرأت كتاب الشيبي الذي يشرح فيه ديوان شهيد المحبة ؟ أم كان كتاب ماسنيون معينا لك ؟ كتاب ماسنيون تمت ترجمته للعربية بعنوان آلام الحلاج ، وكم أتمنى قراءته خاصة وأن ماسنيون قام ونام بالحلاج ردحا من الزمن ، وكان شغوفا به حتى علق في بيته وفي أعلى سريره كلمات خرجت من فم مسيح الإسلام . دعني أضع بعض الورقات التي تبين فهرست عمل ماسنيون في الكتاب فربما ساق الله إلينا الكتاب بين طرفة عين بمدد سيدنا الحلاج ![]() فهرست كتاب آلام الحلاج ![]() ![]() ![]() ![]() وعن هذا الكتاب يمكن أن نقرأ هذا المقال الحلاَّجُ الإنسانُ والحرِّيةُ الإلهيَّة - مظفر - 10-20-2007 صديقي:الذّاهب دوما نحو وحشة المعنى.... "الحلاّج" يا صديقي،- و حسبه عندي- لقاءٌ أوضحه إلغازه،...لست أدري أَ كانَ "ماسينيون" ،أو كتّاب الحداثة و شعراؤها،هم وصلي و اَتّصالي به (أعني الحلاّج)،و لكن لنقل أنّ المدوّنة الصّوفية اَستطاعت بفضل معجمها الخاص أن تقتحم سؤال الحداثة الأدبية و الفلسفية ،و كان الحلاّج و النّفري و (ا)بن عربي عرّافو مرحلة ؛مرحلة فكر الإختلاف... فكر الاختلاف الّذي وجد في بعض النّصوص العربية و الغربية عمقا يَـتَـقَـوَّى به، أمام الأدب السّائد و المتكرّر..و ربّما هي الفلسفة -مجدّاد-الّتي تعالقت مع الأدب مع "نيتش" و هيدجر و فوكو و ديلوز و دريدا (و قلّة أخرى)،،،تبريرات القراءة أو تبرير اَكتشاف النّصّ(؟!)و الكتابة...عدم القدرة على تحديد بدء التّعرّف على نصّ ما، لا يعني سقوط تاريخنا معه،و إنّما متى كان سؤاله سؤالنا،و قلقه قلنا ،و غربته غربتنا، من هنا يبدأ تاريخ الوحشة و تاريخ المحنة،لأنّ الحلاّج لم يمر بوداعة عبر كلّ تاريخه مع وعينا،و إنّما كان ضجّة و صرخة مدوّية، و هذا الدّويّ لامس شعورنا و أكثر... ..........و لنا مع الحلاّج أكثر من عودة..... الحلاَّجُ الإنسانُ والحرِّيةُ الإلهيَّة - السد العالي - 10-23-2007 الله عليك اشكرك لاحياء ذكرى الحلاج لاجل تحفيز المهتمين لانجاز الكتاب القيم سلامات وتحيات:aplaudit: الحلاَّجُ الإنسانُ والحرِّيةُ الإلهيَّة - إبراهيم - 10-24-2007 أخي السد العالي: طلبك في بالي دائما وحاولت أن أفكر في طريقة كي أحصل عليه. سأستمر في البحث . ألف شكر على صبرك وتفهمك ولكني لم أنس طلبك بالمرة وأتأثر لأنك تريد قراءة كتاب لرجل تقي مثل هذا ولا نجد الكتاب بسهولة بعد. ولكن كل شيء وله حل وقريباً تسمع مني أخبار حلوة. الحلاَّجُ الإنسانُ والحرِّيةُ الإلهيَّة - السد العالي - 10-25-2007 Array أخي السد العالي: طلبك في بالي دائما وحاولت أن أفكر في طريقة كي أحصل عليه. سأستمر في البحث . ألف شكر على صبرك وتفهمك ولكني لم أنس طلبك بالمرة وأتأثر لأنك تريد قراءة كتاب لرجل تقي مثل هذا ولا نجد الكتاب بسهولة بعد. ولكن كل شيء وله حل وقريباً تسمع مني أخبار حلوة. [/quote] عزيزي ابراهيم بهذا الكتاب او بدونه جمايلك دايما مغرقانا :) الحلاَّجُ الإنسانُ والحرِّيةُ الإلهيَّة - يجعله عامر - 11-19-2007 طواسـيـن مولانـا الحـلاج |