حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
المخ=كمبيوتر..؟؟!!(2) - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: عـــــــــلــــــــــوم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=6) +--- المنتدى: فلسفة وعلم نفس (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=84) +--- الموضوع: المخ=كمبيوتر..؟؟!!(2) (/showthread.php?tid=8725) |
المخ=كمبيوتر..؟؟!!(2) - مصطفى حامد جاد - 10-05-2007 برامج السلوك أوردنا فى الفصل السابق قرائن تجيز لنا أن نفترض أن المخ يعمل بطريقة تشبه طريقة عمل الكمبيوتر . وافترضنا أن برامج المخ تتدرج كالتالى : -1 البرامج التحليلية : التى تحلل كل شئ حتى نفسها وتظهر نتائج تحليلها على شاشة الوعى . -2 البرامج الإشرافية : وهى البرامج التى تشرف على كتابة البرامج التنفيذية وهى تشبه ذاكرة القراءة فقط Read Only Memory (ROM) فى الكمبيوتر و التى توجد بها البرامج الأساسية التى تشغل الكمبيوتر ولا يتعامل معها مستخدم الكمبيوتر ولا تمحى بإطفاء الكمبيوتر . -3 البرامج التنفيذية : وهى التى ينتج عن تشغيلها تنفيذ السلوك الداخلى و الخارجى للإنسان. ولنحاول معا تصور كيف تعمل البرامج الإشرافية . إن هذه البرامج قبل أن تعمل تقوم بعدة عمليات رصد : 1- رصد غرائز ودوافع صاحبها و التى تمثل مصلحته . 2- رصد الواقع الخارجى المحيط بصاحبها . 3- رصد قدرات صاحبها على التأثير على ذلك الواقع الخارجى . وبعد عملية الرصد تتخذ البرامج الإشرافية قرارا مثل : 1- تشغيل برنامج تنفيذي مخزن فعلا لديها ومن خلال هذا البرنامج يقوم الشخص بالتأثير على الواقع بحيث يتغير هذا الواقع ليحقق له مصلحته . 2- إنشاء برنامج تنفيذى جديد للتعامل مع الواقع حيث أن البرامج المخزنة لا يصلح أحدها للتعامل مع هذا الواقع ونشاط إنشاء البرامج التنفيذية الجديدة يكون كثيفا فى مرحلة الطفولة ويقل هذا النشاط تدريجيا حتى يكاد ينعدم مع النضج حيث تكون البرامج الإشرافية قد أنشأت برامج تنفيذية متنوعة متكاملة كافيه للتعامل مع كل ظروف الواقع المحيط بالإنسان . ويقتصر دور البرامج الإشرافية عندئذ على تشغيل البرامج التنفيذية أو تعديلها أو تحسينها لتقترب من الكمال والكمال فى نظر البرامج الإشرافية هو سعادة صاحبها . وعندما تقرر البرامج الإشرافية تنفيذ برنامج تنفيذى فإنها تقوم بالتالى : 1- إعداد تصور ابتدائي للسلوك كما سيتم تنفيذه . ويمكننا ملاحظة ذلك إذا هممنا مثلا بالقيام لفتح الباب فلو أننا ركزنا انتباهنا لوجدنا أن تصور عملية النهوض وفتح الباب يظهر أمام الوعى قبل النهوض الفعلى لكن ذلك يتم بسرعة شديدة جدا بحيث لا نلاحظه عادة . 2- إيجاد حماس انفعالي مناسب للقيام بذلك السلوك . وهذا الانفعال يشبه الشحم الذى يسهل حركة التروس . 3- استثارة الطاقة اللازمة للأداء وهذا يشبه الوقود اللازم لحركة السيارة ولنأخذ مثلا برنامج قيادة السيارة ولنحاول أن نتخيل "نص" هذا البرنامج كما تسجله البرامج الإشرافية : 1- أدر مفتاح السيارة . 2- اضغط على دواسة الدبرياج بقدمك . 3- أضغط على دواسة البنزين ببطء مع رفع قدمك من على دواسة الدبرياج . تعليق " سوف تتحرك السيارة " 4- أمسك بعجلة القيادة وانظر إلى الطريق . 5- إذا وجدت عقبة فاضغط على الفرامل . تعليق " سوف تقف السيارة " 6- إذا زالت العقبة اذهب إلي الخطوة (2) والشخص المعتاد على كتابة برامج بلغة من لغات الكمبيوتر مثل Basic لن يجد فرقا بين هذه الخطوات و أى برنامج يكتبه للكمبيوتر . لكن ما دور الوعى فى هذه العملية ؟ إن الوعى يشبه شاشة الكمبيوتر التى تقوم بالتالى :- 1- قد يظهر عليها نص البرنامج . 2- قد تظهر عليها نتائج تنفيذ البرنامج . 3- قد تظهر عليها البيانات أثناء إدخال هذه البيانات الى البرنامج من خلال لوحة المفاتيح keyboard لكن الشاشة لا تقوم بتصميم البرنامج ولا تخزينه ولا تشغيله كذلك الوعى هو واجهة للعمل العقلى. ولننتقل إلى مثل أخر هو برنامج الفعل المنعكس الشرطى . إن البرنامج الأصلي عند الكلب هو : 10 IF (الطعام) THEN (اللعاب) و بافلوف قام بدق الجرس عند تقديم الطعام أى أن البرامج الإشرافية للكلب سجلت صوت الجرس أثناء رصدها للطعام . والارتباط الشرطى لا يتم من أول مرة بل بالتكرار وهذا معناه أن البرامج الإشرافية تقوم بتعديل البرامج التنفيذية بعد دراسة الواقع المصاحب لتنفيذ هذه البرامج دراسة كافية . ولو أننا كررنا دق الجرس بدون طعام فسوف يزول الارتباط الشرطى أى أن البرامج الإشرافية ستعود وتحذف التعديل الذى أجرته على البرنامج التنفيذى . إذن فالبرامج الإشرافية تعمل وفق تكنيكات برمجية معينه ويمكن أن يكون من هذه التكنيكات : 1- تقليد الأشخاص المحيطين. 2- تنفيذ ما توحى به الغرائز. 3- الارتباط الشرطى. 4- محاولة تحقيق أهداف مثل : - تجنب خبرات الألم . - استعادة خبرات السرور. - كسب احترام الآخرين. - التفوق على الآخرين. - صد هجوم الآخرين. - اكتساب القوة. - المحافظة على كرامة الشخص. ولنأخذ مثالا لبرامج التقاليد الاجتماعية . لقد اشتهر البدو بالكرم ويمكن أن نعزو هذا الى توقع البدوى لظروف شاقة فى تجواله بالصحراء بحيث قد يجد نفسه بلا طعام ولا ماء وحينئذ قد يقابل خيمة لبدوى آخر فيتمنى أن يكون ذلك البدوى كريما فيستضيفه و يطعمه ولعل هذا التمنى المبنى على الاحتياج هو مصدر تبجيله الشديد لصفة الكرم . فالبرامج الإشرافية هنا تحلل الظروف الاجتماعية واحتياجات الشخص فى ظل هذه الظروف وكيفية تحقيق هذه الاحتياجات من خلال تلك الظروف ثم تصمم برنامجا جماعيا لتبجيل وممارسة التقليد الاجتماعى المناسب (الكرم هنا) . وقد يبدأ الأمر بشخص أو أكثر ثم يأخذ هؤلاء الرواد بالدعوة – ربما بالقدوة أو بالمدح أو بالنصيحة- لهذا التقليد فتستجيب البرامج الإشرافية لدى الآخرين بالتدريج حتى يعم التقليد الجماعة كلها . ونلاحظ هنا أن البرامج الإشرافية تستعين بالبرامج التحليلية لكن بعيدا عن شاشة الوعى التى لا يظهر عليها القرار النهائى المطلوب تنفيذه أو البرنامج الجماعى بعد تصحيحه. وقد نستغرب هذه الفكرة " إذ كيف تنبع التقاليد من داخلنا ؟ إنها فى نظرنا قواعد عامة موروثة! لكن التقاليد تختلف من بيئة الى أخرى . والتقاليد لم ينزل بها وحى من السماء . فمن أين جاءت ؟ ليس هناك من مصدر آخر لها غير عقولنا ! نعم إنها بعد أن تنشأ تنتشر بين الأجيال الجديدة بتقليد الأجيال القديمة لكن حتى فى الأجيال الجديدة فإنه لو تغيرت البيئة فإن التقاليد سيطرأ عليها تغيير ، فمن أين يأتى هذا التغيير ؟ .. ليس له من مصدر كما قلنا غير عقولنا ! تلك العقول التى تعمل بلا هوادة بعيدا عن شاشة الوعى سعيا لتحقيق السعادة لنا كأفراد وكأعضاء فى الجماعة ! ولنأخذ هدفا من الأهداف التى تحاول البرامج الإشرافية تحقيقها وهو هدف "القوة". ولقد أوسع نبتشه هذا الهدف دراسة وتحليلا و اعتبره الهدف الخفى الحقيقى الوحيد لكل أنواع سلوك الإنسان . حتى أنه رآه يكمن خلف الحب نفسه حيث قال أن الحبيب يسعى للتربع داخل قلب حبيبه ليستولى على قوته . وإذا رأى البعض أن نيتشه بالغ فى رؤية طلب القوة وراء كل سلوك إلا أنه بالقطع قد وقع على كشف جديد هام فى مجال السلوك حين كشف الستار عن ذلك الهدف الخفى المستتر وهو "القوة" . لكن ما هى عناصر القوة التى قد تضع البرامج الإشرافية برامج تنفيذية لتحقيقها ؟ لعلها مثل : 1 - القوة البدنية (خاصة فى الرجل). 2 - الجمال (خاصة فى المرأة). 3 – الذكاء. 4 – العلم. 5 – المال. 6- المنصب. 7- التفوق. 8-أن يكون المرء محبوبا من الآخرين. 9- أن يحتاج الآخرون إلينا. ونلاحظ أن القوة التى يحاول الشخص امتلاكها إنما يسعى إلى امتلاكها ليكون قويا بالنسبة للآخرين . فلو تصورنا شخصا ما يعيش وحده تماما فلا معنى لأن يكون قويا . إذن فالهدف ليس هو أن نمتلك "القوة" أى قوة .. لكن الهدف هو أن نكون "أقوى" !! ولنحاول أن نقترب من مجال فى غاية الصعوبة وهو مجال "الإيمان بالله" .. إن الكافر يرى أن عملية الإيمان بالله هى اعتقاد فى خرافات وأساطير قد يكون مصدرها البحث عن الشعور بالأمن إزاء قوى الطبيعة القاهرة أو البحث عن الشعور بالعزاء عن الواقع الاجتماعى التعس أو سوى ذلك. لكن المؤمن يرى بقلبه حقائق الإيمان الغيبية كأنها حقائق واقعة . ولذا فالبرامج الإشرافية عند المؤمن تضع إرضاء الله كهدف أساسى يسبق كل الأهداف فتجد المؤمن يتخلق بالأخلاق التى يدعو إليها الدين طلبا لرضاء الله و للسعادة فى الدار الآخرة . أما البرامج الإشرافية عند الكافر فلا تصمم له برامج تنفيذية إلا لتحقيق المصالح الدنيوية . لكن البرامج الإشرافية ترصد الغرائز داخليا وترصد الواقع خارجيا فمن أين يأتيها الإيمان أو الكفر ؟ كما قلنا أن هناك نظريتان للإيمان .. نظرية يعتقد بها الكافر ونظرية يعتقد بها المؤمن . ونظريه المؤمن مستمدة من نصوص دينه . وحسب نصوص الدين فإن الإنسان مخير بصورة ما فى اختيار الإيمان أو الكفر بعد أن تأتيه الرسل بالبينات . وهو مسئول عن اختياره هذا ومحاسب عليه . أما الكافر فيرى كما ذكرنا أن الإيمان هو مجرد اعتقاد بخرافات لتحقيق هدف نفسى ما . ولنترك كلا منهما الى اختياره فما يهمنا هو توضيح أن هدف البرامج الإشرافية لدى كل منهما مختلف . والآن فلنأخذ مثالا من مجال مختلف تماما وهو مجال الطب النفسى .. فهناك نوع من العلاج النفسى يعرف باسم " الإيحاء الذاتى" وفى هذا العلاج يكرر المريض عبارات معينة مثل "أنا اليوم أفضل" أو "أنا أحب الناس " فيؤدى هذا إلى تحسن أحواله النفسية ويمكن أن نعتبر هذه العبارات كلمات مفتاح keywords تقوم باستدعاء برامج تنفيذية معينة تعمل عند الأسوياء وعندما يتم استدعاؤها بهذه الطريقة تحل محل برامج المرض النفسى التى تكون قد سيطرت على سلوك الشخص المريض . ويمكن للشخص السوى أن يجرب مثل هذا الأسلوب فى حياته الطبيعية فمثلا عندما يتوتر يكرر كلمة "الاسترخاء" أو "الهدوء" فتقوم هذه الكلمة المفتاح keywords باستدعاء البرنامج التنفيذى الخاص بالاسترخاء فيقل توتر الشخص . ولننظر الآن إلى نوعية أخرى من البرامج التنفيذية هى برامج اكتساب الاحترام أو برامج الاعتداد بالنفس فكل شخص يعتد بنفسه بصورة ما لكن نفس الشخص قد يقبل أشياء فى موقف ولا يقبلها هى نفسها فى موقف أخر . فالموظف مثلا قد يقبل أن ينهره رئيسه لكنه لا يقبل أن ينهره مرءوسه . ومعنى هذا أن البرامج الإشرافية تشغل أمام الرئيس برنامجا للاعتداد لكنها أمام المرءوس تشغل برنامجا للاعتداد مختلفا عن البرنامج الأول . فنحن هنا أمام حسابات دقيقة للظروف الخارجية وصياغة دقيقة للبرنامج السلوكى التنفيذى المناسب . وإذا انتقلنا إلى برامج تنفيذية من لون أخر هى برامج استيعاب المعلومات فإننا نجد أن استيعاب المعلومة قد يعنى : 1-حفظ المعلومة عن ظهر قلب . 2-حفظ مكان وجود المعلومة 3-حفظ طريقة استنتاج المعلومة من معلومات أخرى وهو ما نسميه الفهم . فإذا لم يكن الشخص يحفظ المعلومة ولا يحفظ مكان وجودها ولا يحفظ طريقة استنتاجها فلا يمكننا أن نقول أنه يعرف شيئا عن هذه المعلومة . والبرامج الإشرافية تضع كل هذه الأهداف أو بعضها نصب أعينها حين تصمم برامج تنفيذية لاستيعاب المعلومات . وهذه البرامج تختلف من شخص إلى آخر فالبعض يتجه إلي الحفظ عن ظهر قلب والبعض يتجه إلى التلخيص كأنه يحفظ فقط كلمات مفتاح keywords تستدعى باقى المعلومات والبعض لا يحفظ إلا إذا فهم فتجده يجهد نفسه فى الفهم ولا يطمئن إلا إذا فهم . والآن …. ماذا فعلنا فى السطور السابقة ؟ لقد تجولنا فى كمبيوتر المخ .. محاولين الاقتراب من بعض أسرار صناعة البرامج السلوكية التى تتم داخله .. و التى لا نرى على شاشة الوعى .. إلا نتائجها .. فهل اقتربنا ؟ كلا بالطبع .. فما زال الطريق طويلا لسبر غور تلك البرامج العجيبة ..التى أبدعها الخالق داخل عقولنا .. لتحقق لنا السعادة .. ولتحمينا حتى من أنفسنا ! |