حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
العراق باق... والاحتلال الى زوال - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: العراق باق... والاحتلال الى زوال (/showthread.php?tid=8727)



العراق باق... والاحتلال الى زوال - بيلوز - 10-05-2007


العراق باق... والاحتلال الى زوال




الخميس 22 رمضان 1428 / 4 تشرين الاول 2007



بيان الحزب الشيوعي العراقي"اتحاد الشعب"
حول وحدة فصائل الجهاد والكفاح المسلح والعمل الوطني




هذا هو جزء من الرد في الوقت المطلوب
وعلينا المزيد من الكفاح في المكان والزمان المراد
لتحقيق الوحدة الشاملة
لم تجف بعد أحبار توقيع سدنة الكونغرس الامريكي المتصهين على قرار تقسيم العراق الشائن الصيت. ربما يكون من سوء حظ وطالع موقعيه ان يكون زمن إعلانه واصداره أن يعلن في نفس اللحظة التأريخية التي تكون فيها عدد من السواعد العراقية المناضلة، من حملة بنادق الحرية، من أجل التحرير تهم بوضع اللمسات الاخيرة لاعلان بيانها التوحيدي لانبثاق المؤتمر التأسيسي لـ "القيادة العليا للجهاد والتحرير".
هذه البشرى التأريخية كبيرة، في محتواها وفي توقيتها، فهي تعبر عن مضمون وطني جدير باحترام كبير سنعتز بهن ونحييه بإكبارالمناضلين الحريصين على الكفاح الثوري في الخندق الواحد؛ ولكونه يعبر في الوقت والمكان المناسبين عن جزء من طموحات كبيرة ينتظرها أبناء شعبنا وجماهيرنا الصابرة على ضيم الاحتلال وعملائه. ويأتي الاعلان في واحدة من اللحظات التأريخية المصيرية والعصيبة التي يمر بها تأريخ شعبنا ووطننا وحركتنا الوطنية، ويعبر توحيد هذه الفصائل عن واحدة من الارادات الوطنية التي ينبغي العمل من أجل استكمالها ودعمها والتي ينتظر منها شعبنا المزيد من الخطى والفعالية لاستكمال بناء عناصر الوحدة الوطنية الشاملة.
المطلوب منا جميعا اليوم، الامساك بها وتعضيدها ونصرتها من دون تردد. فمكان توقيع الفصائل الموقعة على بيان التوحيد على وثائق مؤتمرها التأسيسي كان في عاصمة الرشيد بغداد المنصورة بإذن الله ومن دون غيرها من المدن فلل الحدث أكثر من مغزى سياسي ونضالي.
والتوقيت للاعلان عنه غداة وصول"براون" رئيس وزراء الامبراطورية البريطانية العجوز المهزومة في آخر موطأ قدم لها في جنوب العراق كان موفقا ومناسبا. فقد جاء رئيس وزراء بريطانيا وسافر في ظل من السرية والتخفي ليسلم امانته المخجلة لايادي العملاء في تسليم بقية الاسلاب الاستعمارية للوكلاء والعملاء في المنطقة الخضراء باسم قرار كاذب يتحدث عن " الانسحاب"، من أين الى أين لا يدري أحد.
وفي الوقت الذي كان يلتقي في حي من أحياء بغداد المحررة، قادة وممثلي لـ 22 فصيل مجاهد، ليعلنوا الرد المطلوب على مشاريع التقسيم الاستعمارية ومخططاتها وعلى المحاصصات الطائفية المقيتة والعملية السياسية المقبورة من خلال بيانهم التوحيدي.
اننا نبارك هذه الخطوة السديدة باسم جماهير حزبنا ومنظماته وأصدقائه داخل الوطن وخارجه،وبهذا الترحيب، انما نترجم بصدق توجهاتنا الوطنية في واحدة من تطلعات وتقاليد حزبنا في توحيد الصف الوطني ونرى فيها وما سيتبعها من خطوات أخرى اقتراب نحو تحقيق الضمانة الوطنية للانتصار على العدو وركائزه العميلة. ويشكل الاعلان عن توحيد مجموعة من الفصائل الجهادية المؤمنة بالتحرير ومضمون البيان فرصة لاغناء الحوار الوطني حول قضايا التحالفات ولحث الاخرين لكي يلتفوا حول بناء جبهة الشعب الوطنية الاوسع، ولحشد المزيد من الفصائل والجبهات والتشكيلات السياسية والجهادية الاخرى الى تحقيق وحدة وطنية شاملة على اسس من الاهداف الواضحة في التحرير والبناء. وهذه دعوتنا نجددها لضم كل احرار شعبنا في جبهة التحرير المنشودة المنتظرة.
علينا ان لا نستكين الى الراحة والتراجع والرضا عن النفس كل في فصيله أوخندقه النضالي، طالما إن آفاق معركتنا الوطنية من أجل التحرير لا زالت قاسية وطويلة المدى. وزال أمامنا الشوط الاكبر في هذه المعركة من اجل استعادة حرية وطننا واستعادة استقلالنا الوطني وبناء دولتنا الوطنية.
إن الواجب يدعونا من جديد للعمل من دون توقف لاجل تحقيق الاهداف البعيدة والقريبة، وضمن أولويات مسار النضال الوطني لجمع الصفوف بلا مساومات او اشتراطات مسبقة على هذا الفصيل أوذاك، لكي يكون الجميع حاضرين ومشاركين في صنع مستقبل العراق ولتحقيق طموحات شعبنا في التحرير الشامل، وفي لم الشمل الوطني معا وبجانب البنادق الثائرة، وتجنيد كل العقول والارادات الوطنية، وما اكثرها في بلاد الرافدين، في استكمال ما يتم إنجازه وصولا الى يوم التحرير المنتظر والشروع في بناء وطننا.
ان اعلان قادة الفصائل المجاهدة على ارض التحرير خطوة في الاتجاه السليم، وعلينا ان نتبعها بخطوات اكبر للتسريع بانجاز المهمة المتبقية، وهي الاكبر، الا وهو انجاز وإعلان الجبهة الوطنية العريضة، جبهة للتحرير، وجبهة للبناء ايضا. وتظل أمامنا دروس كثيرة هامة حول ثورات التحرير في الجزائر والفيتنام وجنوب افريقيا وغيرها من تجارب الشعوب ينبغي استلهامها والتوقف عندها، فالعبر التأريخية من معارك التحرير تعلمنا وتذكرنا في الوقت نفسه كم هو ثراء تجاربنا الوطنية في العراق أيضا. ففيها من العبر مايكفي بدء من أنتصار ثورة العشرين الخالدة، وانفجار حركة وثورة مايس 1941 ضد القواعد والتواجد البريطاني في العراق، واستمرار وتواصل الانتفاضات والانتفاضات الوطنية التي توجتها بالنصر المؤزر ثورة 14 تموز الخالدة.
لقد ظهرت بوادر التجمع الوطني في العراق بعد قيام الاحزاب السياسية واستكمال الظروف الموضوعية لها خصوصا بعد عام 1946 كنتيجة طبيعية لما افرزته نتائج الحرب العالمية الثانية نتيجة للاحداث والتطورات السياسية المتلاحقة، ومنها ظهور بوادر التآمر الصريح على الوطن العربي من قبل الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا وفرنسا. وما انعكس من خلال تقرير لجنة التحقيق البريطانية الامريكية، وتطورات القضية الفلسطينية وظهور ملامح مؤآمرة تقسيم فلسطين، واقامة دولة الكيان الصهيوني على جزء من فلسطين السليبة.
واستمر الوعي بالاخطار المحدقة ببلادنا وامتنا عندما انفجرت وثبة كانون 1948 ضد المعاهدات البريطانية والانتقاص من سيادةالعراق الوطنية من خلال تواجد القواعد العسكرية على اراضيه وزجه في أحلاف عسكرية وسياسية بالضد من توجهاته الوطنية وطموحات امتنا العربية. حيث اجمعت القوى الوطنية آنذاك، وفي صدارتها حزبنا على رفض المعاهدات والاخلال بسيادة ومستقبل العراق حيث ساهم الحزب بكل طاقاته في المشاركة في الوثبة مما دفع نوري السعيد ومن وراءه بريطانيا وعملائها على التسريع بمحاكمة ومن ثم اعدام قادة الحزب الشهداء فهد ورفاقه حازم وصارم في احد ايام 1949 بوهم منهم انهم بفعلتهم النكراء تلك سيقضون على الحزب الشيوعي العراقي وسيوقفون مسار الحركة الوطنية وانتفاضاتها ووثباتها وثوراتها.
واثبت التاريخ الثوري لشعبنا وحزبنا عكس ذلك التصور الاستعماري. حيث قبرت مخططات الاستعمار في يوم 14 تموز1958 بثورة شعبنا التي سجلها التاريخ باحرف من نور.
تلك الثورة العظيمة كان وراء إنتصارها، وسندها الحقيقي تبلور وعي قوى شعبنا الوطنية بضرورة الوحدة وبناء وتشكيل الجبهات السياسية الرافضة للتكتلات والاحلاف الاستعمارية، ومنع تكبيل العراق فيها وعزله عن محيطه العربي التحرري. فكان منها محاولات عديدة للتوحيد منها: اعلان "الجبهة الشعبية المتحدة"في 6/4/1951 التي ضمت احزاب وهيئات وافراد من مختلف القوى السياسية تداعت من اجل مطالب محددة كان في مقدمتها الغاء ورفض وجود القواعد العسكرية الاجنبية على ارض العراق، وابعاد العراق عن التكتلات الدولية والاحلاف العسكرية، والمطالبة بإعادة الحرية للشعب العراقي وقواه الوطنية وباعتبار الشعب مصدر السلطات، والمطالبة بتحسين الظروف الماشية للمواطنين. والكف عن نهب ثروات البلاد وتعميم الفساد.
ورغم ان حزبنا قد استبعد منها، ولم يكن حينها عضوا فيها لظروف تتعلق بطبيعة قوانين الحكومة العميلة ورفضها منحه شرعية العمل السياسي العلني، الا انه كان السباق دائما بمباركة توحيد صفوف العمل الوطني فسارع الى مباركتها وظل يدعو الى توسيعها وضم بقية القوى الوطنية إليها.
ومع اشتداد حملات القمع السياسي في اواسط سنوات الخمسينيات على كل القوى الوطنية، واصرار نوري السعيد على تمديد معاهدة 1930 مع بريطانيا التي انتهت بحلول 1956 لكي يمنح بريطانيا حق الاحتفاظ بقواعد جوية في كل من الحبانية وفي الشعيبة والزام العراق بالاشتراك مع بريطانيا بأي حرب تشنها على الغير. كما ان سياسة نوري السعيد وغيره من الساسة العراقيين العملاء وضعت العراق ومعسكرات جيشه ومطاراته ومجاله الحيوي والاقليمي وثرواته النفطية وقدراته الاقتصادية تحت السيطرة البريطانية التامة.
وكلها ممهدات كانت تنوي بريطانيا بها زج العراق في عقد "ميثاق بغداد – انقرة" وتوريطه في معاهدات أمنية وتحالفات عسكرية توجتها بتكبيل العراق في حلف بغداد والسنتو"حلف المعاهدة المركزية". ولجأت الحكومات العميلة المتعاقبة على حكم العراق الى تزوير الارادة الشعبية في الانتخابات التي كانت تضمن بقاء نوري السعيد وأمثاله على حكم العراق.
بدأ الرفض الشعبي في العراق يتجذر برفض ومعارضة الميثاق وسياسات الارتهان لحلف بغداد وخاصة ضد الشقيقة مصر، وطموحات أقطار الوطن العربي في التغيير والاستقلال والحرية، وانطلاق ثورة الجزائر، واشتداد واعتماد النظام الملكي لسياسة "مكافحة الشيوعية". تلك السياسة التي اصبحت تهمة جاهزة ضد كل الوطنيين العراقيين،سواء كانوا قوميين او استقلاليين او ديمقراطيين وطنيين.
لقد اضحت تهمة الشيوعية جاهزة لكل السياسيين والوطنيين وأضحت سياسة مقننة ومشرعة بقوانين ومراسيم حكومية لمحاربة التيارات الوطنية الرافضة لساسات الانكليز وعملائهم في العراق مما دفعت الى الشيخ محمد رضا الشبيبي رئيس مجلس الاعيان آنذاك ان خاطب رئيس الوزراء نوري السعيد [...انكم تعتبرون كل وطني مصلح، وكل معارض لسياسة الانكليز في هذا البلد شيوعيا].بنفس الاتجاه ردد الزعيم الوطني الكبير السيد جعفر ابوالتمن قولته المشهورة حينها: [...اذا كان الكفاح ضد الاستعمار ومن اجل تحرير بلادي يعتبر عملا شيوعيا فاعتبروني أول شيوعي في هذا البلد].
لقد اندفعت السياسة السعيدية الى قمع الكل واتهام الكل بالشيوعية طالما كانوا مناضلين ضد سياسات حكومته وعمالته للسياسة البريطانية في العراق فكان ان أصدر قانونه المعروف في المرسوم رقم 16 لسنة 1954 ليشن حملته على الشعب كله من دون استثناء واضعا الحزب الشيوعي وكوادره ومناضليه في صدر الحملة.
وباستمرار الحملة واتساعها تبين انها لم تشمل الشيوعيين فقط؛ بل اتسعت الى كل الوطنيين العراقيين، ووصلت الحملة الى اسقاط الجنسية عن عدد من الشخصيات العراقية وفي مقدمتهم رفاق من حزبنا. وبنفس التهمة طورد وحوكم وسجن الالاف من الوطنيين سواء كانوا شيوعيين اوغير شيوعيين.
وفي حمى المكافحة تلك تم الغاء النقابات والجمعيات والنوادي واصدار الاحكام العرفية لاكثر من 16 مرة. وامتدت الحملة فطالت إغتيال السجناء السياسيين في سجن بغداد المركزي يوم18/6/1953 ومنعت المظاهرات والتجمعات بالحديد والنار.
كل هذه الظروف نضجت الوعي الشعبي من جديد ودفعت بالقوى الوطنية السياسية العراقية من اجل توحيد صفوفها، فبعد تجربة الجبهة الاولى بين احزاب ثلاث فقط شملت: (الوطني الديمقراطي والاستقلال والجبهة الشعبية) تعلم العراقيون من دروس انتفاضة تشرين الثاني 1952 وحدوث التغيير الثوري في مصر بثورة يوليو1953 ومن ثم انفجار الثورة الجزائرية في الاول من نوفمبر 1954 وتلتها احداث العدوان الثلاثي على مصر، وموقف حكومة نوري السعيد المشين من العدوان، وتصاعد حركة الاضرابات الطلابية والعمالية، واستمرار محاكمة القادة السياسيين والنقابيين،من كل هذا تم استيعاب الدرس بأن خطت النخب السياسية العراقية واحزابها خطوتها التاريخية في توقيع الاعلان عن " جبهة الاتحاد الوطني" لحشد كوكبة خيرة من الرجال والنساء المناضلين الذين سعوا الى استرجاع استقلال وتحرير العراق من ايدي جلاوزة النظام الملكي المقبور، ومن أجل التخلص من تحكم نوري سعيد وزبانيته، والوقوف بوجه مظالم ولي العهد الخائن عبدالاله وبقية التآمر من تلك النخب والاحزاب السياسية العميلة التي ارتبطت مصيريا بالادارة البريطانية، وتناوبت على حكم العراق الملكي لاكثر من 30 عاما وفق قواعد الخضوع المطلق للارادات والسياسات البريطانية والغربية، وبذلك ضيعت تلك الزمر من الخونة على شعب العراق ما حصل عليه من استقلال وطني بعد ثورة العشرين ليتم حرف العراق عن تحقيق استقلاله الوطني المنشود الذي انتزعه بقوة من خلال تفجير ثورة العشرين الخالدة وعمده ابناء شعبنا بالدماء والقرابين الزكية من خلال الانتفاضات والوثبات الوطنية من دون توقف.
تبقى وحدة شعبنا الوطنية،ودور حزبنا التاريخي مجسدة في عنوانه التأريخي المجيد،"اتحاد الشعب". احد محطات الدرس التأريخي الذي سيعتبر به الشيوعيون العراقيون وحلفائهم في جبهة الاتحاد الوطني. فمنذ كانون الاول 1942 دعى الحزب الى تكوين الجبهة الوطنية الموحدة في العراق. ووضع لها في سنوات 1945-1946 الاسس التنظيمية والمنهجية، وحدد قواها الرئيسية، وأكد في الوقت نفسه حرصه على "ضرورة الحفاظ على الاستقلال التنظيمي والفكري والسياسي لكل من الاطراف المنضوية الى الجبهة".
ودفعت انتفاضة كانون 1948 الخالدة نحو المزيد من التعاون والتقارب لجمع جهود الاحزاب الوطنية العلنية منها: مثل "الحزب الوطني الديمقراطي، حزب الاحرار وحزب الاستقلال" واحزاب وطنية اخرى غير مجازة في حينها مثل "حزب التحرر الوطني كممثل للحزب الشيوعي، حزب الشعب، والجناح اليساري للحزب الوطني الديمقراطي، والحزب الديمقراطي الكردي". كما تشكلت "لجنة التعاون الديمقراطي" بين احزاب الكتلة الثانية واستمر العمل والتنسيق بينها لعدة شهور بعد انتفاضة كانون.
قامت الجبهة في العراق لاول مرة في آيار 1954 بفترة كان البلاد تتهيأ للانتخابات النيابية؛ حيث قررت عدد من الاحزاب الوطنية التعاون فيما بينها وقد حصلت القوى المؤتلفة حينها، رغم التزييف والتقييدات الحكومية، على عشرة مقاعد في البرلمان، فدفعت نوري السعيد الى إصدار قراره في حل البرلمان في جلسته الاولى. لتبدأ بعدها حملة من القمع السياسي، شمل كل نشاط وطني في العراق. وفي تلك الفترة وفي 22/7/1956 صدرت صحيفة حزبنا الجديدة بعنوان جديد"اتحاد الشعب" بدلا من عنوانها السابق "القاعدة". وبعنوانها الجديد دشن حزبنا تحت راية "اتحادالشعب" مرحلة جديدة من مراحل العمل الوطني والنضالي طارحا في صدر الصفحة الاولى للجريدة : شعار حزبنا:(ناضلي يا جماهير شعبنا في جبهة وطنية موحدة واسعة). وحدد الحزب شعارات المرحلة وأهدافها في ما يلي:
[من اجل الانسحاب من حلف بغداد. واشاعة الحريات الديمقراطية. وضمان الحقوق الدستورية. وحماية اقتصادنا الوطني وثروتنا الوطنية. وفي سبيل التحرر من نفوذ وسيطرة الاستعمار وشركاته وعملائه. ومن اجل التضامن القومي مع حركة التحرر العربية]
وما احرانا ان نعيد قراءة هذه الشعارات هذا اليوم. ومغزى ارتفاع صوت "اتحاد الشعب". وها هو حزبنا الشيوعي العراقي، يعلن من جديد، انطلاقا من تطورات الوضع السياسي في العراق، وما تعرضت له بلادنا لاحتلال وغزو والغاء دولته الوطنية. لذا بادر الشيوعيون العراقيون منذ 18/7/2006 ليعلنوا تمسكهم بمسيرة حزبهم وتمايزهم عن "تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي" بعنوانه التأريخي الذي خطفته عصابة حميد مجيد موسى لتجعله احد مطايا الاحتلال.
ان حزبنا الشيوعي العراقي وهو يحمل عنوانه المرتبط بـ "اتحاد الشعب" إنما يعيد الاعتبار لتأريخه الوطني والقومي والطبقي ويعيد من جديد تمسكه بثوابته الوطنية واعادة الاعتبار للتحالفات الوطنية على ضوء مستجدات الكفاح الوطني ضد الاحتلال واستعادة السيادة الوطنية.
ففي ايلول من عام 1956 أعاد الحزب استراتيجية نضاله بعقد "الكونفرنس الثاني" طارحا توجهاته الوطنية من خلال الشعار المركزي للكونفرنس آنذاك: ["الجبهة الوطنية" محددا لها تعريفا وهدفا واضحا، كونها ضرورة تأريخية. وباعتبارها اتحادا وطنيا شعبيا شاملا ينبغي ان يضم في إطاره كل اصحاب المصلحة في تغيير الوضع واصلاحه من العمال والفلاحين وجمهور الكادحين الى المثقفين والطلبة والنساء والشباب، الى اصحاب الصناعات الوطنية والتجار والمزارعين، الى العسكريين ورجال الدين، وكل الوطنيين من مختلف القوميات والاديان].
ولم تخف وثائق ذلك الكونفرنس التأريخي تلك الاهداف وتحقيقها، لا في النضال السياسي فقط؛ بل حتى في تبني الكفاح المسلح، فعرجت الوثائق على التذكير وفي نفس البيان وبالمقررات المتخذة، وبوضوح ما نشرفي نصه:
[... ان مسألة العنف، بالنسبة لنا، كما هي بالنسبة لجميع الحركات الثورية المماثلة، مسألة يقررها سلوك الخصم عندما لا يريد ان ينزل عند ارادة الشعب].
وواصل الحزب متابعته لهذه القضية الحساسة، أي الموقف من اعتماد الكفاح المسلح، عند الضرورة، خصوصا وبعد ان اهتز العراق من اقصاه الى اقصاه إثر العدوان الثلاثي على مصر وتقدم الحزب مشاركا في تظاهرات شعبنا وهويعكس الموقف القومي من العدوان، مقدما مع بقية فصائل شعبنا الوطنية العديد من الشهداء ومنهم الشهيد الرفيق عواد الصفار.
كما ان شراسة القمع للمتظاهرين واتساعها اعادت الحزب لتأكيد موقفه السابق فأصدر كراس "انتفاضة 1956، ومهامنا في الظرف الراهن"، وقيم الدروس المستقاة من الاحداث المستجدة والمستخلصة من الانتفاضة وشخص نواقص التحالف الوطني فاعاد بالحاح دعوته للاسراع بتشكيل الجبهة الوطنية.
وفي 11/12/1956 طرح الحزب اعتماده اسلوب الكفاح الانسب لاسقاط السلطة العميلة مؤكدا ما يلي: [...ان قيادة الحزب توضحت لها الخصائص الواقعية للوضع العام الى اجراء تعديل في الصياغة التي تتعلق بطبيعة حركتنا التحررية بحيث تصبح "ذات طابع عنفي غالب" بدلا من "ذات طابع سلمي غالب".].
ان حزبنا، وهو يعي دور الكفاح المسلح لم يغفل ابدا أهمية التعبئة السياسية لاسناد هذا الكفاح. وهكذا فان انتفاضة 1956 دفعت تشكيلات الحزب الى ضرورة تشكيل الوحدات المسلحة للمقاومة الشعبية، بدء من اواخر 1956 والتي ساعدت اعمالها، رغم محدودية ظرفها حينها، على مساعدة انتفاضة الحي في محافظة الكوت وفي العصيان المسلح في الديوانية في آيار 1958 وغيرها من الاحداث.
لعب الرفيق الشهيد سلام عادل دورا مميزا لانجاح اعلان "جبهة الاتحاد الوطني" في اوائل عام 1957. وكانت اللجنة العليا تتألف من ممثلي جميع الاحزاب والقوى المعارضة للحكم العميل ولسياسة بريطانيا الاستعمارية في العراق. واضافة الى" اللجنة العليا " التي ضمت ممثلي الحزب الوطني الديمقراطي وحزب البعث العربي الاشتراكي وحزب الاستقلال والحزب الشيوعي العراقي تم تشكيل "لجنة تنظيم مركزية" مؤلفة من ممثلين عن الاحزاب والمنظمات الجماهيرية من طلبة وشباب كما ضمت عناصر وطنية غير حزبية.
تضمن بيان اعلان الجبهة اهدافها الممثلة في :
تنحية واسقاط نوري السعيد وحل المجلس النيابي.
الخروج من حلف بغداد وتوحيد سياسة العراق مع البلاد العربية المتحررة.
مقاومة التدخل الاستعماري بشتى اشكاله ومصادره وانتهاج سياسة عربية مستقلة اساسها الحياد الايجابي.
اطلاق الحريات الديمقراطية الدستورية.
الغاء الادارة العرفية واطلاق سراح السجناء السياسيين واعادة المدرسين والموظفين والمستخدمين والكلاب المفصولين لا سباب سياسية.
مهد اعلان "جبهة الاتحاد الوطني" ونشاطها اللاحق في التعبئة السياسية وفي انضاج الظروف التي مهدت لانفجار ونجاح ثورة 14 تموز 1958 وضمان التأييد الشعبي لها وانخراط اعداد كبيرة من كبار وصغار ضباط الجيش العراقي العمل من اجلها من خلال " تنظيم الضباط الاحرار". تلك النخبة من الضباط الوطنيين والثوريين الذين فجروا ثورة 14 تموز بالتنسيق مع القوى الوطنية الموحدة في جبهة"الاتحاد الوطني".
واليوم ومع اعلان الاخوة والرفاق وحدتهم في "القيادة العامة للجهاد والتحرير" تخطو أعداد من فصائل الكفاح الوطني المسلحة خطوة هامة ستتكامل حتما نحو إنضمام وتعاون و بناء تشكيلات أخرى وصولا الى اعلان" جيش التحرير الوطني" وبناء جبهة التحرير الوطني، الادوات العسكرية والسياسية لكل ثورة تحررية ولضرب الاحتلال.
ولنا في تجربة ثورة شعبنا الشقيق في الجزائر عبرة يحتذى بها؛ حيث ان المجاهدين الجزائريين كانوا الاسبق في إدراكهم لتوفير عنصر الوحدة الوطنية الضامن الاول لانتصار ثورتهم. جسدوا ذلك من خلال انضمامهم الطوعي والواعي والجماعي لتشكيل "جبهة التحرير الوطني الجزائرية" وجعلها ممثلهم الشرعي والوحيد. وبظهور الجبهة رفض الثوار المجاهدون وخلفهم شعبهم أي شكل من اشكال التجزئة والتمفصل والانقسام والتمظهر السياسي خارج الجبهة وجيش التحرير. ورفض الجزائريون من مختلف الاتجاهات السياسية والتنظيمات الوطنية السابقة لاعلان الثورة كل الاسماء والتنظيمات والعصبويات السياسية والجهوية التي تضعف من كفاحهم الوطني ووحدتهم.
وكان لهم ما ارادوا، حيث اقترب يوم النصر بعد الاول من نوفمبر 1954 بسبع سنين قدموا مليونا ونصف المليونمن الشهداء ليكون نصرهم المحقق في 30 أذار"يوم النصر" من عام 1962 باجبار العدو الفرنسي بالاعتراف بالهزيمة التأريخية المدوية وبالانسحاب النهائي بعد 132 سنة من الاحتلال الاستيطاني والعسكري. وهكذا تم اعلان استقلال الجزائر في الخامس من تموز1962.اختير هذا اليوم التاريخي للاستقلال بمقصد تأريخي ذكي.فهو نفس تاريخ اليوم الذي نزلت به قوات الغزو الفرنسية في 1830 على ارض الجزائر وتعيث بها خرابا وقتلا وتدميرا.
هل بعيد على شعبنا وقوانا الوطنية ان تعيد الدرس التاريخي لشعبنا والامم الحرة من خلال درس الوحدة لتكنس بهذا قوات الاحتلال شر طردة. وليكون لنا يوم النصر القريب، يوما للتحرير والهزيمة المذلة لقوات الاحتلال التي تطأ تراب عاصمة الرشيد والمنصور منذ اربع سنوات ونصف.
خطوة مباركة انجزت على ارض بغداد البارحة. وعلينا ان نخطو وباسرع ما يمكن من اجل توحيد العمل السياسي والاعلامي، لانجاز بناء هياكل وتنظيمات الجبهة الوطنية، جبهة التحرير الوطني وجبهة البناء للدولة الوطنية الديمقراطية الموحدة.

الحزب الشيوعي العراقي"اتحاد الشعب"
بغداد في اوائل تشرين الاول 2007




شبكة البصرة
http://www.albasrah.net/ar_articles_2007/1...half_041007.htm