حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
الأموال العربية لمصر من الدعم الى الاستثمار ,,,, - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: الأموال العربية لمصر من الدعم الى الاستثمار ,,,, (/showthread.php?tid=881)



الأموال العربية لمصر من الدعم الى الاستثمار ,,,, - نسمه عطرة - 02-28-2009


الاموال العربية لمصر من الدعم إلى الاستثمار
محمد عبد الحكم دياب
28/02/2009


إذا كانت تداعيات محرقة غزة قد فرضت فتح ملفات طواها النسيان، ولفها التعتيم، فقد كان ذلك من أجل التعرف على حجم الكذب والتدليس الذي يقوم عليه الخطاب الرسمي المصري في تبرير حصاره الوحشي على غزة وفي التغطية على مشاركته الفعلية في الحرب ضدها.. وفتح الملفات تأكيد على ما كان لمصر من دور تاريخي وقومي وثقافي، وليس من أجل إنكاره..
فالكاتب عادة ما يلفت النظر إلى المسكوت عنه وينبه إلى ما يتعرض للتعتيم. وبعد أن مل الناس من تدني واستعلاء الخطاب السياسي والإعلامي الحكومي في تعامله مع القضايا العربية، وفي تزيين تبعيته وتواطئه ومشاركته في محرقة غزة، ومكافأة الدولة الصهيونية على جريمتها من قوت ولحم المصريين، وصفقة الغاز، شبه المجانية له دليل دامغ على ذلك. لما مل الناس كان تنشيط الذاكرة العامة بالحقائق المطموسة والمعلومات الغائبة أمرا ضروريا.
وقد قلنا الاسبوع الماضي أن عام 1967 كان عاما فاصلا في نقل مصر من دولة قادرة على منح الدعم إلى دولة مستحقة للعون، وتبين لنا أن هناك من تأثر بأحاديث وصخب المدن الذي يصم الأذان، وزيف وسواد الاستكبار وهو يعمي الأبصار، ومع ذلك هناك من سعى إلى طلب المزيد من التوضيح واستجلاء نقاط ومواقف تتعلق بالمساعدات العربية، خاصة ما جرى في مؤتمر القمة العربية في بغداد، فيما بين 2 و4 تشرين الثاني/نوفمبر 1978 وما ترتب عليه.. وكان هذا المؤتمر، هو الآخر - بعد مؤتمر الخرطوم - نقطة تحول في مسار العلاقات المصرية العربية، والعربية العربية، والعربية العالمية. وفيه تحول الخطاب الرسمي والإعلامي المصري إلى الفحش في القول والدونية في الخصومة. وعمد الى إظهار المواطن العربي في صورة العاجز، وإلصاق صفة التخلف في أمته.. لم يكن ذلك من زاوية مواجهة سلبيات الواقع والتغلب عليها، إنما من باب تأكيدها وترسيخها لتبرير التبعية والتنازل الطوعي عن ما لدى مصر وأشقائها العرب من أوراق قوة كان توظيفها يخدمهم جميعا ويحول بينهم وبين العودة للخضوع للهيمنة الغربية الصهيونية.. كشف المؤتمر تدني لغة الخطاب السياسي والإعلامي واستخدام السادات لمفردات مهينة لبلده ولنظامه وله شخصيا، وهو يرد على موقف المؤتمر الإيجابي من مصر، وسعيه لتقديم ما يلزم من حوافز تثنيه عن موقفه من التفاوض والصلح والاعتراف بالدولة الصهيونية، وحين بدأت البحث.. إعدادا لهذه السطور.. تأكد لي أن تردي الخطاب السياسي الرسمي المصري الحالي لم يكن وليد اللحظة، وتعود أصوله إلى ذلك الزمان البعيد نسبيا، قبل أكثر من ثلاثين عاما.
وساعد على تأكيد هذا أخ وزميل عزيز.. صحافي كبير، يعيش بيننا في لندن.. أحالني مشكورا إلى مقال للكاتب اللبناني المعروف فؤاد مطر.. منشور في صحيفة 'الشرق الأوسط ' السعودية في 9 تشرين الأول/اكتوبر 2002، في أجواء ما قبل غزو العراق، وفيه يستشهد الكاتب بمؤتمر بغداد وما كان فيه من حرص كامل على عدم مغادرة مصر السرب العربي، وحض السادات على العودة عن اتفاقية كامب ديفيد . وكان رأي المؤتمر قد استقر على إعداد رسالة تحمل توقيع رئيس المؤتمر.. الرئيس العراقي الراحل أحمد حسن البكر.. يحملها وفد يذهب الى القاهرة يسلمها للسادات.. وحرص المؤتمر على أن يشكل الوفد على مستوى عال، و يمثل اتجاهي القمة : الداعي للتحاور مع السادات والمتشدد معه . وكان من سليم الحص، رئيس الوزراء اللبناني آنذاك، وعضوية طارق عزيز، عضو مجلس قيادة الثورة العراقي، ووزير الإعلام السوري الراحل احمد اسكندر أحمد، ووزير خارجية الإمارات احمد خليفة السويدي . ونقلت الرسالة خلاصة مناقشات المؤتمر حول اتفاقات كامب ديفيد وبلير هاوس . والنتيجة التي توصل إليها، وهي ان هذه الاتفاقات تُلحق أفدح الأضرار بالأمة العربية وبمصلحة الشعب المصري . وناشدت السادات الرجوع عنها والعودة الى أشقاء شاركوا مصر السراء والضراء 'في أقسى المحن وضحوا مع الشعب العربي المصري وجيشه البطل سافكين دماءهم في خنادق القتال مع العدو الصهيوني مضحين بما لديهم من اجل استرداد اراضينا العربية المقدسة والتي اغتصبها العدو الصهيوني' . واشتملت على ما قرره ملوك ورؤساء وامراء الدول العربية من استعداد لتقديم كل عون يجعل مصر قادرة على مواصلة النضال الى جانب اشقائها العرب و يحمي كرامة المصريين . وأرفقوا مع الرسالة المشروع المقدم الى اجتماع القمة بما يؤكد هذا الالتزام ويعززه .
وصف فؤاد مطر أسلوب الرسالة بأنه في غاية المسؤولية . و خاطب السادات مخاطبة الشقيق للشقيق . لم يهدد ولم ينذر.. ناشده ولم يمل شروطاً ولا مطالب خاصة . وأعلن إلتزام المؤتمر بالمساعدات و تعهده بتقديمها باسم كل الملوك والرؤساء العرب . وفوجئ الوفد عند وصوله إلى مطار القاهرة مساء 4 تشرين الثاني/نوفمبر 1978 بأن مستقبليهم بعض من موظفي التشريفات والصحافيين، الذين عملوا على استفزاز رئيس الوفد . ومن المطار توجه أعضاء الوفد بسيارات السفارة العراقية!! الى الفندق، وهم يشعرون بان الاستقبال يعكس نية السادات عدم استقبالهم . وبينما ساد وسطهم هذا الشعور استمعوا وهم في طريقهم إلى الفندق إلى فقرات من خطاب كان يلقيه السادات في افتتاح الدورة الثالثة لمجلس الأمة.. تضمنت عبارات مهينة في حق الملوك والرؤساء المجتمعين في بغداد.. وصار واضحا أن المهمة انتهت قبل أن تبدأ. واكتملت الإهانة بوصول 'وزير مصري مغمور'، كما ورد في تقرير اللجنة، الى الفندق يبلغهم : ان السادات رد على مهمتهم في خطابه، وحين استفسر رئيس الوفد: هل نفهم من ذلك اننا لن نقابله ونسلمه رسالة مؤتمر القمة؟، اجاب : ' نعم، وأنا هنا لأبلغكم ذلك ولأقول لكم حتى انا لن أتسلم الرسالة '!!. ومعنى ذلك أن السادات استقر على إعلان الطلاق البائن مع العرب، بصلف استعراضي ليس له منطق.. رفض عرض قمة بغداد، وقدرته مصادر موثوقة وقتها بخمسة مليارات ونصف المليار دولار، لقطع الطريق على المتحججين بالوضع الاقتصادي، تبريرا للتنازلات وللقبول بالمعونة الأمريكية، وهي أقل من ملياري دولار. يذهب ثلثاها للمعونة العسكرية والثلث الباقي معونات اقتصادية ومالية، وفي تعليق آخر برر السادات رفضه للعرض بأن 'مصر ليست للبيع'!!.
وإذا كنا نؤرخ بعام 1977.. عام زيارة القدس المحتلة.. كعام فك الارتباط الرسمي المصري بالعرب فقد كانت دلالة الموقف من قمة بغداد، بعد ذلك بعام، هي أن السادات قرر وضع مصر الرسمية في مواجهة الأمة العربية كلها، وأعلن انحيازه للمشروع الصهيوني واستعداده للاندماج فيه، وترتب على ذلك تجميد عضوية مصر في جامعة الدول العربية، ووقف التعاون مع نظامها، وحجب المساعدات الاقتصادية عنه، وجاء اغتيال السادات عام 1981 فكبح جماح هذه الاندفاعة المدمرة مؤقتا.. عادت بعدها مصر إلى جامعة الدول العربية، وعادت الجامعة إلى مقرها في القاهرة، وبدا وضع العلاقات العربية مع مصر مقبولا، بتداعيات الحرب العراقية الإيرانية، وعادت إلى الانقسام مع احتلال الكويت واندلاع حرب الخليج الثانية.. حينها وجدت السعودية ودول الخليج أنها في حاجة إلى حسني مبارك، وهم يتهيأون لحضور عقد مؤتمر قمة عربي عاجل في القاهرة في آب/أغسطس 1990، ونجح مبارك في شق المؤتمر، وفرض الحل الأمريكي، وطلب استقدام القوات الأمريكية لتقود عملية 'تحرير الكويت'، واشترك في 'التحالف العسكري الدولي' بعشرة آلاف من قواته العسكرية، ومقابل ذلك حصل على تخفيض قدره 11 مليار دولار من الديون العسكرية، وبدأت الأموال العربية - السعودية والخليجية - تأخذ مسارا مغايرا، غلب عليها التعامل مع 'عائلة مبارك' مباشرة، وبعد أن كان الدعم العربي عونا صار استثمارا، وفي مرحلة تالية أضحى شريكا في النهب المنظم لأصول وموارد مصر..
واستلزمت الشراكة الجديدة الاعتماد على المن والاستعلاء المتبادل بين الطرفين، وسادت أوساط نفطية نظرة دنيا إلى المصريين. باعتبارهم محتاجين وفقراء.. قابلتها نظرة الانعزالية المصرية.. ذات التأثير البالغ على أوساط الحكم والأمن.. إلى العرب كأهل بداوة وتخلف.
وتغيرت بذلك أهداف التدفقات المالية العربية، وكما تماهت السلطة المصرية في المشروع الصهيوني، أخذ المال النفطي على عاتقه تمهيد الطريق وفتح أبواب التطبيع والشراكة الاقتصادية الصهيونية.. وسقط النظام العربي في وهدة التنازلات، وبدأت أطراف عديدة منه تتسابق نحو تل أبيب.. تطلب ودها ووساطتها لدى الإدارة الأمريكية. وبفعل هذه التطورات فإن القرار السياسي المصري انتقل من أيدي الموظفين والفنيين والخبراء إلى أيدي السماسرة والمضاربين والمحتكرين. وسقطت مصر وسلمت قيادها لجماعة أقرب إلى عصابات الجريمة المنظمة.. أحاطت نفسها بالحراسات الخاصة (البودي غارد) والمليشيات المسلحة، إلى أن تمكنت من الاعتماد على رجال الشرطة وأجهزة الأمن، وبعد أن كانت الشرطة جهازا 'في خدمة الشعب' تحولت إلى منظمة خاصة رهن إشارة الجماعة الجديدة. وتحولت الشرطة وأجهزة الأمن إلى فرق للترويع وإثارة الرعب في قلوب العامة والخاصة. وهذا ما أغرى جمال مبارك وأدى به إلى إلغاء الإدارة البيروقراطية والفنية للدولة، وكان والده يعتمد عليها حتى مطلع هذا القرن، واستبدلها بتكتل تجاري 'ترست' مهمته الأساسية تركيز الثروة في الدائرة المغلقة القريبة من الحكم.. وقطع شوطا كبيرا على هذا الصعيد، باع ديون الدولة، وتحكم في حصيلة الخصخصة، وأدار الاستثمار الأجنبي، ورعى الاحتكار. وتخلص من الاقتصاد الانتاجي والخدمي، واعتمد الاقتصاد الريعي، الذي توفره إيرادات قناة السويس، وتحويلات المصريين بالخارج، وموارد السياحة، ودخل النفط والغاز!!
وكل هذا وغيره أفقد الكلام عن آلاف الشهداء المصريين، وغيرهم مئات الآلاف من الجرحى والمفقودين فى الحروب ضد الدولة الصهيونية.. لم يعد ذلك مجدياً بعد تحوله إلى لغو يجلب الأضرار أكثر من المنافع. فى ذروة مشاعر عار وخجل شاعت بين المصريين، بسبب حصار غزة والمشاركة في خنقها.
لم يعد ذلك ذا قيمة لأنه يتردد على سبيل المن وليس للحض على المروءة، ويقال تعبيرا عن الذل وليس طلبا للكرامة، إنه نتاج ابتلاء اسمه 'التوريث'.. و'الوريث'، بنى مجده على تحقير وازدراء المصريين.. أليس هو الذي هدد مخالفيه ورافضي حكمه 'بضرب الجزمة' أثناء معركة الانتخابات الماضية؟، ومن يزدري المصريين ولا يرحمهم هل يمكن أن يحترم الفلسطينيين أو أن يكون رحيما بهم في محنتهم؟!!

' كاتب من مصر يقيم في لندن


الأموال العربية لمصر من الدعم الى الاستثمار ,,,, - لءيتال - 03-01-2009

Array
الاموال العربية لمصر من الدعم إلى الاستثمار
محمد عبد الحكم دياب
28/02/2009
إذا كانت تداعيات محرقة غزة قد فرضت فتح ملفات طواها النسيان، ولفها التعتيم، فقد كان ذلك من أجل التعرف على حجم الكذب والتدليس الذي يقوم عليه الخطاب الرسمي المصري في تبرير حصاره الوحشي على غزة وفي التغطية على مشاركته الفعلية في الحرب ضدها.. وفتح الملفات تأكيد على ما كان لمصر من دور تاريخي وقومي وثقافي، وليس من أجل إنكاره..
فالكاتب عادة ما يلفت النظر إلى المسكوت عنه وينبه إلى ما يتعرض للتعتيم. وبعد أن مل الناس من تدني واستعلاء الخطاب السياسي والإعلامي الحكومي في تعامله مع القضايا العربية، وفي تزيين تبعيته وتواطئه ومشاركته في محرقة غزة، ومكافأة الدولة الصهيونية على جريمتها من قوت ولحم المصريين، وصفقة الغاز، شبه المجانية له دليل دامغ على ذلك. لما مل الناس كان تنشيط الذاكرة العامة بالحقائق المطموسة والمعلومات الغائبة أمرا ضروريا.
وقد قلنا الاسبوع الماضي أن عام 1967 كان عاما فاصلا في نقل مصر من دولة قادرة على منح الدعم إلى دولة مستحقة للعون، وتبين لنا أن هناك من تأثر بأحاديث وصخب المدن الذي يصم الأذان، وزيف وسواد الاستكبار وهو يعمي الأبصار، ومع ذلك هناك من سعى إلى طلب المزيد من التوضيح واستجلاء نقاط ومواقف تتعلق بالمساعدات العربية، خاصة ما جرى في مؤتمر القمة العربية في بغداد، فيما بين 2 و4 تشرين الثاني/نوفمبر 1978 وما ترتب عليه.. وكان هذا المؤتمر، هو الآخر - بعد مؤتمر الخرطوم - نقطة تحول في مسار العلاقات المصرية العربية، والعربية العربية، والعربية العالمية. وفيه تحول الخطاب الرسمي والإعلامي المصري إلى الفحش في القول والدونية في الخصومة. وعمد الى إظهار المواطن العربي في صورة العاجز، وإلصاق صفة التخلف في أمته.. لم يكن ذلك من زاوية مواجهة سلبيات الواقع والتغلب عليها، إنما من باب تأكيدها وترسيخها لتبرير التبعية والتنازل الطوعي عن ما لدى مصر وأشقائها العرب من أوراق قوة كان توظيفها يخدمهم جميعا ويحول بينهم وبين العودة للخضوع للهيمنة الغربية الصهيونية.. كشف المؤتمر تدني لغة الخطاب السياسي والإعلامي واستخدام السادات لمفردات مهينة لبلده ولنظامه وله شخصيا، وهو يرد على موقف المؤتمر الإيجابي من مصر، وسعيه لتقديم ما يلزم من حوافز تثنيه عن موقفه من التفاوض والصلح والاعتراف بالدولة الصهيونية، وحين بدأت البحث.. إعدادا لهذه السطور.. تأكد لي أن تردي الخطاب السياسي الرسمي المصري الحالي لم يكن وليد اللحظة، وتعود أصوله إلى ذلك الزمان البعيد نسبيا، قبل أكثر من ثلاثين عاما.
وساعد على تأكيد هذا أخ وزميل عزيز.. صحافي كبير، يعيش بيننا في لندن.. أحالني مشكورا إلى مقال للكاتب اللبناني المعروف فؤاد مطر.. منشور في صحيفة 'الشرق الأوسط ' السعودية في 9 تشرين الأول/اكتوبر 2002، في أجواء ما قبل غزو العراق، وفيه يستشهد الكاتب بمؤتمر بغداد وما كان فيه من حرص كامل على عدم مغادرة مصر السرب العربي، وحض السادات على العودة عن اتفاقية كامب ديفيد . وكان رأي المؤتمر قد استقر على إعداد رسالة تحمل توقيع رئيس المؤتمر.. الرئيس العراقي الراحل أحمد حسن البكر.. يحملها وفد يذهب الى القاهرة يسلمها للسادات.. وحرص المؤتمر على أن يشكل الوفد على مستوى عال، و يمثل اتجاهي القمة : الداعي للتحاور مع السادات والمتشدد معه . وكان من سليم الحص، رئيس الوزراء اللبناني آنذاك، وعضوية طارق عزيز، عضو مجلس قيادة الثورة العراقي، ووزير الإعلام السوري الراحل احمد اسكندر أحمد، ووزير خارجية الإمارات احمد خليفة السويدي . ونقلت الرسالة خلاصة مناقشات المؤتمر حول اتفاقات كامب ديفيد وبلير هاوس . والنتيجة التي توصل إليها، وهي ان هذه الاتفاقات تُلحق أفدح الأضرار بالأمة العربية وبمصلحة الشعب المصري . وناشدت السادات الرجوع عنها والعودة الى أشقاء شاركوا مصر السراء والضراء 'في أقسى المحن وضحوا مع الشعب العربي المصري وجيشه البطل سافكين دماءهم في خنادق القتال مع العدو الصهيوني مضحين بما لديهم من اجل استرداد اراضينا العربية المقدسة والتي اغتصبها العدو الصهيوني' . واشتملت على ما قرره ملوك ورؤساء وامراء الدول العربية من استعداد لتقديم كل عون يجعل مصر قادرة على مواصلة النضال الى جانب اشقائها العرب و يحمي كرامة المصريين . وأرفقوا مع الرسالة المشروع المقدم الى اجتماع القمة بما يؤكد هذا الالتزام ويعززه .
وصف فؤاد مطر أسلوب الرسالة بأنه في غاية المسؤولية . و خاطب السادات مخاطبة الشقيق للشقيق . لم يهدد ولم ينذر.. ناشده ولم يمل شروطاً ولا مطالب خاصة . وأعلن إلتزام المؤتمر بالمساعدات و تعهده بتقديمها باسم كل الملوك والرؤساء العرب . وفوجئ الوفد عند وصوله إلى مطار القاهرة مساء 4 تشرين الثاني/نوفمبر 1978 بأن مستقبليهم بعض من موظفي التشريفات والصحافيين، الذين عملوا على استفزاز رئيس الوفد . ومن المطار توجه أعضاء الوفد بسيارات السفارة العراقية!! الى الفندق، وهم يشعرون بان الاستقبال يعكس نية السادات عدم استقبالهم . وبينما ساد وسطهم هذا الشعور استمعوا وهم في طريقهم إلى الفندق إلى فقرات من خطاب كان يلقيه السادات في افتتاح الدورة الثالثة لمجلس الأمة.. تضمنت عبارات مهينة في حق الملوك والرؤساء المجتمعين في بغداد.. وصار واضحا أن المهمة انتهت قبل أن تبدأ. واكتملت الإهانة بوصول 'وزير مصري مغمور'، كما ورد في تقرير اللجنة، الى الفندق يبلغهم : ان السادات رد على مهمتهم في خطابه، وحين استفسر رئيس الوفد: هل نفهم من ذلك اننا لن نقابله ونسلمه رسالة مؤتمر القمة؟، اجاب : ' نعم، وأنا هنا لأبلغكم ذلك ولأقول لكم حتى انا لن أتسلم الرسالة '!!. ومعنى ذلك أن السادات استقر على إعلان الطلاق البائن مع العرب، بصلف استعراضي ليس له منطق.. رفض عرض قمة بغداد، وقدرته مصادر موثوقة وقتها بخمسة مليارات ونصف المليار دولار، لقطع الطريق على المتحججين بالوضع الاقتصادي، تبريرا للتنازلات وللقبول بالمعونة الأمريكية، وهي أقل من ملياري دولار. يذهب ثلثاها للمعونة العسكرية والثلث الباقي معونات اقتصادية ومالية، وفي تعليق آخر برر السادات رفضه للعرض بأن 'مصر ليست للبيع'!!.
وإذا كنا نؤرخ بعام 1977.. عام زيارة القدس المحتلة.. كعام فك الارتباط الرسمي المصري بالعرب فقد كانت دلالة الموقف من قمة بغداد، بعد ذلك بعام، هي أن السادات قرر وضع مصر الرسمية في مواجهة الأمة العربية كلها، وأعلن انحيازه للمشروع الصهيوني واستعداده للاندماج فيه، وترتب على ذلك تجميد عضوية مصر في جامعة الدول العربية، ووقف التعاون مع نظامها، وحجب المساعدات الاقتصادية عنه، وجاء اغتيال السادات عام 1981 فكبح جماح هذه الاندفاعة المدمرة مؤقتا.. عادت بعدها مصر إلى جامعة الدول العربية، وعادت الجامعة إلى مقرها في القاهرة، وبدا وضع العلاقات العربية مع مصر مقبولا، بتداعيات الحرب العراقية الإيرانية، وعادت إلى الانقسام مع احتلال الكويت واندلاع حرب الخليج الثانية.. حينها وجدت السعودية ودول الخليج أنها في حاجة إلى حسني مبارك، وهم يتهيأون لحضور عقد مؤتمر قمة عربي عاجل في القاهرة في آب/أغسطس 1990، ونجح مبارك في شق المؤتمر، وفرض الحل الأمريكي، وطلب استقدام القوات الأمريكية لتقود عملية 'تحرير الكويت'، واشترك في 'التحالف العسكري الدولي' بعشرة آلاف من قواته العسكرية، ومقابل ذلك حصل على تخفيض قدره 11 مليار دولار من الديون العسكرية، وبدأت الأموال العربية - السعودية والخليجية - تأخذ مسارا مغايرا، غلب عليها التعامل مع 'عائلة مبارك' مباشرة، وبعد أن كان الدعم العربي عونا صار استثمارا، وفي مرحلة تالية أضحى شريكا في النهب المنظم لأصول وموارد مصر..
واستلزمت الشراكة الجديدة الاعتماد على المن والاستعلاء المتبادل بين الطرفين، وسادت أوساط نفطية نظرة دنيا إلى المصريين. باعتبارهم محتاجين وفقراء.. قابلتها نظرة الانعزالية المصرية.. ذات التأثير البالغ على أوساط الحكم والأمن.. إلى العرب كأهل بداوة وتخلف.
وتغيرت بذلك أهداف التدفقات المالية العربية، وكما تماهت السلطة المصرية في المشروع الصهيوني، أخذ المال النفطي على عاتقه تمهيد الطريق وفتح أبواب التطبيع والشراكة الاقتصادية الصهيونية.. وسقط النظام العربي في وهدة التنازلات، وبدأت أطراف عديدة منه تتسابق نحو تل أبيب.. تطلب ودها ووساطتها لدى الإدارة الأمريكية. وبفعل هذه التطورات فإن القرار السياسي المصري انتقل من أيدي الموظفين والفنيين والخبراء إلى أيدي السماسرة والمضاربين والمحتكرين. وسقطت مصر وسلمت قيادها لجماعة أقرب إلى عصابات الجريمة المنظمة.. أحاطت نفسها بالحراسات الخاصة (البودي غارد) والمليشيات المسلحة، إلى أن تمكنت من الاعتماد على رجال الشرطة وأجهزة الأمن، وبعد أن كانت الشرطة جهازا 'في خدمة الشعب' تحولت إلى منظمة خاصة رهن إشارة الجماعة الجديدة. وتحولت الشرطة وأجهزة الأمن إلى فرق للترويع وإثارة الرعب في قلوب العامة والخاصة. وهذا ما أغرى جمال مبارك وأدى به إلى إلغاء الإدارة البيروقراطية والفنية للدولة، وكان والده يعتمد عليها حتى مطلع هذا القرن، واستبدلها بتكتل تجاري 'ترست' مهمته الأساسية تركيز الثروة في الدائرة المغلقة القريبة من الحكم.. وقطع شوطا كبيرا على هذا الصعيد، باع ديون الدولة، وتحكم في حصيلة الخصخصة، وأدار الاستثمار الأجنبي، ورعى الاحتكار. وتخلص من الاقتصاد الانتاجي والخدمي، واعتمد الاقتصاد الريعي، الذي توفره إيرادات قناة السويس، وتحويلات المصريين بالخارج، وموارد السياحة، ودخل النفط والغاز!!
وكل هذا وغيره أفقد الكلام عن آلاف الشهداء المصريين، وغيرهم مئات الآلاف من الجرحى والمفقودين فى الحروب ضد الدولة الصهيونية.. لم يعد ذلك مجدياً بعد تحوله إلى لغو يجلب الأضرار أكثر من المنافع. فى ذروة مشاعر عار وخجل شاعت بين المصريين، بسبب حصار غزة والمشاركة في خنقها.
لم يعد ذلك ذا قيمة لأنه يتردد على سبيل المن وليس للحض على المروءة، ويقال تعبيرا عن الذل وليس طلبا للكرامة، إنه نتاج ابتلاء اسمه 'التوريث'.. و'الوريث'، بنى مجده على تحقير وازدراء المصريين.. أليس هو الذي هدد مخالفيه ورافضي حكمه 'بضرب الجزمة' أثناء معركة الانتخابات الماضية؟، ومن يزدري المصريين ولا يرحمهم هل يمكن أن يحترم الفلسطينيين أو أن يكون رحيما بهم في محنتهم؟!!

' كاتب من مصر يقيم في لندن
[/quote]
الحقيقة ان الانحدار في مصر بدأ منذ عهد انور السادات ونشط ابان اتفاقية كامب ديفيد الاستسلامية والان هو في اوج ذروته في عهد نظام مبارك ولسه ولسه ولسه ولسه


الأموال العربية لمصر من الدعم الى الاستثمار ,,,, - هاله - 03-01-2009

هذه المقالة توضح حلقات السلسلة التي كنت أعنيها عندما تطرقت الى التطبيع و دوره في أن المواطن المصري "بات" يموت في طوابير الخبز أو ينتحر من العوز" .. تلك المداخلة التي رآها البعض غريبة و "مضحكة" .

نسمة
و توضح المقالة خبر كنت (أنت) قد تفضلت بنقله يشير الى اصرار "أولمرت" على التطبيع الاقتصادي مع النظام السوري أو غيره من الانظمة اللقيطة.

و لا زال البعض ينظر للتطبيع كمدخل الى مستقبل "رايق" و "جيرة هنا و استثمار" مع اسرائيل و كأنما المستثمر الاسرائيلي ذو ضمير يقطر عدلا و انصافا و ها هي اتفاقية تصدير الغاز تشهد!

الحاوي

Arrayالحقيقة ان الانحدار في مصر بدأ منذ عهد انور السادات ونشط ابان اتفاقية كامب ديفيد الاستسلامية والان هو في اوج ذروته في عهد نظام مبارك ولسه ولسه[/quote]

هو بدأ صح لكن كامب ديفيد كانت "الضربة القاضية" و النقلة النوعية لمصر في الاتجاه المعاكس على كل الصعد..


(f)




الأموال العربية لمصر من الدعم الى الاستثمار ,,,, - نسمه عطرة - 03-01-2009

شكرا يا الحاوي
ويا الهالة على التعقيب
الساندوتشي ...ولكنه ما قل ودل
وهذا يدل على أن ما زال بهذه الأمة عقلاء يقدروا ألأمور
هالو
قلت
هو بدأ صح لكن كامب ديفيد كانت "الضربة القاضية" و النقلة النوعية لمصر في الاتجاه المعاكس على كل الصعد..
............

من هو الذي بدأ صح ؟؟
داهية لو قلت السادات ؟؟؟<_<


الأموال العربية لمصر من الدعم الى الاستثمار ,,,, - هاله - 03-01-2009

الصح هو "توقيت" الزميل لبداية التدهور يا عزيزتي

(f)