![]() |
بعد انقلاب الموقفين الالماني والفرنسي ، هل جاء الدور علي ايران؟ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: بعد انقلاب الموقفين الالماني والفرنسي ، هل جاء الدور علي ايران؟ (/showthread.php?tid=8975) |
بعد انقلاب الموقفين الالماني والفرنسي ، هل جاء الدور علي ايران؟ - بيلوز - 09-22-2007 حق فوق المنطق الدكتور عزت السيد أحمد إنَّ المضحك المبكي في السياسة الأمريكية تجاه العالم عامَّه، وتجاه ذاتها أيضاً، مسألة يبدو أنَّهَا جزء من التركيبة الخلقيَّة للعقلية الأمريكية وليست اكتساباً ولا تصنُّعا. ولَعَلَّ أجمل تشبيه ينطبق على هذه الحال هو عنوان الفيلم العربي: «غبي منه وفيه». آخر صرعات المضحك المبكي في السياسة الأمريكية تصريح السيدة دانا برينو الناطقة باسم البيت الأبيض يوم الأربعاء 19/9/2007م. مُنْذُ أشهر تزيد السنة والأخبار تتواتر من مختلف الأمكنة منبئة عن نوايا أمريكية خاصَّةً وغربيَّة عامَّة بشنِّ هجوم على إيران بسبب نواياها النووية، وعدِّها أحد أقطاب محور الشَّر مُنْذُ أحداث ما بَعْدَ الحادي عشر من أيلول التي غيرت وجه التَّاريخ وستغيره أكثر. تغيَّرت وتيرة التَّهديد الأمريكي والغربي لإيران ما بَيْنَ التصاعد والتخامد، ولكِنَّها لم تغادر خطي التصميم على شنِّ الحرب على إيران بأيِّ طريفة من الطرق التي كان أعلاها الهجوم العسكري وأدناها العقوبات، وإن ظلَّت ظلال العدوان العسكري هي الأكثر تخييماً فوق تجاذبات الحوار الغربي الإيراني بشأن السِّلاح النَّووي خاصَّة، وهو صورة واجهة الصِّراع ولكِنَّهُ في حقيقة الأمر أحد الأوجه وليس الوحيد. النية في شنِّ الحرب على إيران، أحد أهداف السياسة الأمريكيَّة في الفترة الراهنة، ليست خافيةَ على الإطلاق، وتصريحات المسؤولين الأمريكيين وحلفائهم الغربيين تتصاعد يوماً بَعْدَ يوم، حَتَّى كان آخرها التَّصريحات المثيرة التي أطلقها وزير الخارجية الفرنسي بييار كوشنير عندما أعلن صراحة أن الحرب قادمة وأنَّ على العالم أن يستعد لهذه الخطوة. وأضاف: «على العالم أن يستعد للأسوأ»، بما يدل على أنَّ المسألة أكثر من خطيرة، وأن ما ينتظر العالم رُبَّما يكون حرباً كبرى. فرنسا وألمانيا اللتان كانتا ضدَّ الحرب على العراق انفتحت شهيتهما لهذه الحرب ضد إيران فقد تصاعد التنسيق السياسي والعسكري بَيْنَ الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن والرئيس الفرنسي نيقولاي ساركوزي أكثر مما كان عليه الحال مع الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ليتجاوز الموضوع اللبناني إلى الموضوعات الأخرى، ومن هذا البابا كان تصعيد وزير الخارجية الفرنسي بيير كوشنير لهجة الخطاب والتهديد ضد إيران في الفترة الأخيرة. أمَّا ألمانيا التي تبدو حَتَّى الآن مترددة حيال الملف الإيراني فإنَّ هذا ا لتردد يبدو مزيداً من الليونة بالمقارنة مع كان من موقفها من الحرب على العراق. فالموقف الألماني من إيران يبدو متشدداً، ولكِنَّهُ حَتَّى الآن لم يصل إلى مستوى القبول بشنِّ الحرب على إيران. أما مواقف الدول الأوروبية الأخرى فهي هامشية إلى حدٍّ ما، ومع ذلك فمعظمها تقف مع الولايات المتحدة ظالمة ومظلومة. الكيان الصهيوني رأس الحربة الأمريكية بامتياز، وهو أكبر المحرضين على الحرب ضدَّ إيران، بل إنَّهُ لم يفتأ يعلن بَيْنَ اليوم والآخر إنَّهُ هو الذي سيكون رأس الحربة في هذه الحرب، وأنَّهُ على استعداد لشنِّ الحرب وحده ضدَّ إيران، ولم يفتأ الكيان الصهيوني عن التحريض والاستفزاز ضد إيران بَيْنَ اليوم والآخر ليسهل انزلاق الغرب في الحرب ضدَّ إيران. بل إنَّ بعض التحليلات السياسية للاختراق الجوي الصهيوني للآراضي السورية ليل الخامس من أيلول الحالي ذهبت إلى أنَّ المقصود بهذا الخرق هو تهديد إيران، ورسالة مباشرة إلى إيران أكثر من أن تكون رسالة إلى سوريا. إيران، كأيِّ دولة غير عربيَّة، حَتَّى ولو لم تكن تمتلك أيَّ قدرة على الهجوم أَو الدفاع، أعلنت أنَّهَا ترفض هذه التهديدات، وأعلنت أنَّهَا سترد بقوة على الهجوم الإسرائيلي، وأنَّهُ قد نشرت مجموعة من الصواريخ التي ستنطلق دفعة واحد ردًّا على أيِّ هجوم إسرائيلي. هذا الكلام منطقيٌّ تماماً، واضح صريح غير قابل للتأويل، فوسائل الإعلامية الغربية كلها لم تغير النص الإيراني الذي قال: إنَّ إيران لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أيِّ عدوان إسرائيلي، وأنَّهَا سترد على العدوان الإسرائيلي. ولم نجد وسيلة إعلام واحد تقول إن إيران قالت بأنها هي التي ستشن الحرب على إسرائيل. الكلام إذن منطقي واضح لا عيب فيه ولا خلل، وهو حقٌّ طبيعي تماماً. من الطبيعي أن يكون ردُّ المهدد بشنِّ عدوان عليه أنَّهُ سيدافع عن نفسه، ولم نجد دولة في العالم، غير الدول العربية، تقول إنَّها ستستقبل العدوان بابتسامة، وإنَّهَا سترحب بجيش الاحتلال وتقيم له ولائم الغداء والعشاء على أنغام الموسيقى... لا تقول ذلك دولة في العالم حَتَّى ولو لم تمتلك بندقية واحدة. هذا الكلام أثار الإدارة الأمريكيَّة واستفزَّها، والغريب أنَّهُ استفزها وأثار غضبها قبل الكيان الصهيوني ذاته موضع التهديد والرد على عدوانه. فخرجت الناطقة باسم البيض الأبيض دانا بيرينو يوم الأربعاء 19/9/2007م لتدين هذا الرد الإيراني على التهديد الصهيوني وتصفه بالصفاقة وانعدام اللباقة والخطأ...! ماذا يعني ذلك؟ يعني بوضوح لا يحتاج إلى الشرح والتفسير أنَّ العقلية الأمريكية تقوم على أنَّ من حقها الاعتداء على من تشاء، وأنَّ من واجب من يتم الاعتداء عليه أن يستقبل العدوان الأمريكي ومعه الصهيوني بالترحيب والتصفيق والصفير الابتهاجي. يعني أنَّهُ ليس من حقِّ أحد أن يدافع عن نفسه ضدَّ أي عدوانٍ أمريكي أَو صهيوني. وأن من واجب أيِّ دولة تحتلها الولايات المتحدة أَو تعتدي عليها أن تعد احتلالها نعمة من الله وهبة إلهية لا يجوز ردها أَو الاعتراض عليها. هذه السلوك ليس الأول ولا الوحيد، ألا تريد الولايات المتحدة الأمريكية المبجلة أن تفرض على العالم الاقتناع بأن وجودها في العراق على الرَّغْمِ من كلِّ المآسي التي جرها على الشعب العراقي هو النعمة الإلهيَّة المقدسة؟! ألا تريد أن تقنع العالم بأن احتلالها العراق ليس احتلالاً وإِنَّمَا هو عمار وتحرير على الرَّغْمِ من كلِّ ما يظهر من دموية الأمريكان وتدميرهم الأخضر واليابس في العراق؟! ألا تريد إقناعنا بأنَّ العدوان الصهيوني على شعبنا هو نعمة، وأن قتلهم أبناءنا وآباءنا واجب حضاري مقدس. ألا تريد إقناعنا بأنَّ دفاع الفلسطينيين عن أنفسهم هو الإرهاب؟ وأن دفاع اللبنانيين عن أنفسهم هو الإرهاب؟ عجب عجب عجب... |