![]() |
لماذا تفشل الاحزاب الدينية؟ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: لماذا تفشل الاحزاب الدينية؟ (/showthread.php?tid=9049) |
لماذا تفشل الاحزاب الدينية؟ - طريف سردست - 09-17-2007 الى فترة قصيرة كانت الاحزاب الدينية تقدم لنا نفسها على انها البديل الشريف الوحيد وعلى انها بديل اخلاقي يملك الحلول السحرية..في هذا السبيل لم تخجل الاحزاب الاسلامية من رفع القرآن على طريقة معاوية والخوارج معلنة ان الاسلام هو الحل.، وبالطبع فهي تعني الاسلام الذي اقامت نفسها وصية عليه. استغلت الاحزاب الاسلامية الاحترام العميق الذي يكنه الانسان الى الدين الاسلامي، كما استغلت عدم تجربته للاسلام السياسي وجهله بتتداعيات تسيس الاسلام وعدم انتباهه الى ان الاسلام هو في واقع الامر "حمال اوجه" يمكن تجييره لخدمة كافة الاهداف والتطلعات والمذاهب ومصالح النخب البشرية الحاكمة، إذا تجاوزنا التجربة الوهابية في مملكة الظلام السعودية، مع معطياتها الغزيرة، فأن انتصار الاسلام السياسي بقيادة الاحزاب الدينية هو مسألة حديثة نسبيا....وبالرغم حداثتها اعطت صورة واضحة عن النتائج الوخيمة التي تنشأ عن تسيس الاسلام. في ايران، نصبت نخبة من الكهنة نفسها وصية على الشعب الذي اوصلها الى السلطة السياسية واعلنت وصايتها عليه وسحبت حق الشعب في اعادة الاختيار، لتصبح ممثلة الله على الارض والناطق الرسمي له، ولتبدا عملية طويلة من إعادة التربية وتصدير الثورة وخلق الاضطرابات وتبذير ثروات الشعب الايراني ليغرق بالمزيد من الفقر. في السودان انتجت الحكومة الدينية احدى اكبر المجازر الدينية والعنصرية في القرن الحالي بإسم الله وفي سبيل تطبيق شريعته...لتصبح الملايين لاجئة بدون مأوى او طعام وللتعرض النساء والاطفال الى الاغتصاب والخطف ولتسود تجارة الجواري والعبيد والاسلمة بالقوة... في العراق، وصلت الاحزاب الاسلامية الشيعية الى السلطة السياسية لتطلق اكبر حملة " ثأر" ديني عرفته المنطقة، يساعدها على تحشيد الشيعة تحت قيادتها بفعل الخوف او الرغبة في الانتقام لتلهيهم، في الوقت التي تقوم النخبة الدينية بتعزيز سلطتها السياسية وسرقة موارد الدولة النفطية، لتتناغم معها الاحزاب الدينية للسنة والوهابية في التسابق على السيطرة على المناطق التي تركت لهم بفعل التوزع الطائفي، مستخدمين التأجيج والترويع الطائفي طريقة للاقناع بمميزات النظام الجديد.... الاحداث في افغانستان وباكستان ولبنان وغزة وحتى مصر تظهر بجلاء ان الاحزاب والحركات الاسلامية تعلمت الدرس سريعا: الاضطرابات والترويع طريقها الى الاستفراد بالسلطة لتنتج المزيد من الترويع.... في ذت الوقت نجد ان اتباع هذه الاحزاب الاسلامية قد انتجوا ماكينة اعلامية تعمل على التشويش واخفاء اثار الجريمة، تارة بالادعاء ان هذه الممارسات هي من اعمال المخابرات الامريكية لتشويه الوجه الحقيقي للحركات الاسلامية وتارة بالادعاء ان هذه الاعمال هي نتيجة اخطاء فردية ولاعلاقة للاسلام بها...وان الاسلام "الحقيقي " هو الحل، لتبقى الضبابية وعدم المسؤولية سيدة الموقف... لااحد ينكر ان الاسلام بذاته لايمكن ان يكون مسؤولا، في نفس الوقت لايمكن نكران انتشار استغلال الدين وتسيسه للوصول الى مكاسب ارضية بشرية الامر الذي يفرض علينا تشريع قوانين ارضية تحمينا من الاستخدام السئ للدين، واولها تحميل اصحاب الخطاب الديني مسؤولية جنائية عن خطاباهم الذي يدعو الى تمزيق نسيج الامة وانتهاك حقوق المواطنة والمواطنين وتآليب المواطنين على بعضهم البعض بإسم الله والدعوة الى التمييز وانتهاك الحقوق على اساس الدين او المذهب او العنصر او الجنس. ان صدور مثل هذا القانون وحده ضمان لنا من الاستغلال السئ للدين والتجارة بالله ونبيه على اجساد البسطاء. لماذا تفشل الاحزاب الدينية؟ - بهجت - 09-17-2007 الأخ ظريف . تحية طيبة . موضوع حيوي و استهلال هادئ و عقلاني ، أتمنى أن أشارك في هذا الموضوع برد يتناسب مع مقدمتك و أهميته . بالرغم من مواقف علمانية مسبقة معادية لخلط الدين بالسياسة ، إلا أنني من الذين يرون ضرورة أن نتعامل مع الواقع كما هو و بمفرداته ، هذا لا يعني القبول بكل سلبيات الواقع ، ولكن إدراكا بأننا عندما نريد تغيير الواقع لابد من فهمه بعمق ، و الواقع يؤكد أن هناك نشاط سياسي إسلامي متزايد يعبر عن نفسه خلال طيف واسع من التنظيمات بدءا من تلك الجهادية (الإرهابية) السافرة التي يقودها الوهابيون ، حتى الأحزاب الدينية التي تعمل في إطار النظم المدنية ذات الشكل الحداثي القائمة ، و لا يمكننا تجاوز هذا النشاط لأنه أولا واقع نشعر به في حياتنا العامة و اليومية ، و ثانيا لأن العالم خاصة في الغرب يهتمون به و يتحاورون معه في إطار البحث الدؤوب عن حل لأزمة العالم الإسلامي و تصادمه مع الحضارة العالمية المعاصرة . بداية هناك عدد من النقاط الهامة التي لم تحسم الأحزاب الإسلامية السياسية موقفها منها ، و بصفة خاصة نهتم بموقف الإخوان المسلمين أكبر تلك الحركات و التي تعتبر الحركة الأم للتيار السياسي الإسلامي ، هذه النقاط لها أسبقية مطلقة عما عداها نظرا لدورها المركزي في الحضارة الإنسانية المعاصرة وهي : الموقف من تطبيق الشريعة الإسلامية ( الفقه ) – تداول السلطة و التعددية السياسية – الحريات العامة و على رأسها حرية العقيدة - حقوق المرأة – موقف الأقليات الدينية – الموقف من قضية الجهاد (العنف ضد المخالف ) . بالرغم من مركزية هذه القضايا فهي تعتبر مناطق رمادية في خطاب الأحزاب الدينية ، ولو تناولت كل قضية من القضايا السابقة لوجدنا تناقضات فجة في تصريحات قيادات الإخوان المسلمين حولها ، فعلى سبيل المثال هناك تناقض تام بين تصريحات صدرت عن قيادات إخوانية بشأن قضية في خطورة قضية المواطنة العامة ، فقيادي بارز مثل عبد المنعم ابو الفتوح يؤكد على أن المسيحيين و المسلميين لهم نفس الحقوق و عليهم نفس الواجبات ، في حين يؤكد نائب المرشد العام محمد حبيب أنه يجب استثناء الأقباط من الترشيح لرئاسة الجمهورية و ينادي بفرض ضرائب إضافية على الأقباط !، بمثل هذه الإزدواجية يتعامل الإخوان مع القضايا المركزية التي لا يجب أن تكون في مناطق الظلال طويلا ، و سيكون التناقض أوسع كثيرا لو بحثنا عن مشترك يجمع الأحزاب الدينية الأخرى مع بعضهم البعض و مع الإخوان المسلمين . أتمنى ان أشارك لاحقا مع تطور الموضوع . كل تقدير . لماذا تفشل الاحزاب الدينية؟ - بنى آدم - 09-17-2007 شكرا للعزيز " طريف سردست " ولـ " بهجت " على اثارة هذا الموضوع من ناحيتى ارى ان الخطاب الاسلامى وخطاب الاخوان المصريين خصوصا ناله من التحسن النسبى فى الخمس سنوات الماضية مالم ينلة فى عشرات السنين وهنا يجب ان بحث متى يجمد خطاب الاسلام السياسى ومتى يتطور وينمو ومن خلال متابعتى المتواضعة ارى الاتى فيما يخص اخوان مصر : 1- ان الخطاب الاخوانى خصوصا هو الخطاب الذى اراه قابلا للتطور خاصة مع الضغط الداخلى من افراده والمحاججة الدائمة من الخارج خاصة من العقلاء الذين يفندون اخطاءهم ويناقشونهم فيها بهدوء مش على شاكلة عمرو عبد السميع وخلافه 2- لا امل فى السلفيين ولا التبليغ ولا الجهاد ولا القاعدة بالطبع فى نقاش او مناقشة فقضاياهم كفر وايمان وعبادة فقط 3- تطور الخطاب الاخوانى غير كاف ولذا لم يتحمل بعض النشطاء بالجماعة مثل ابوالعلا ماضى فانشق بحزب لم ير النور للأن حزب الوسط وجمد مختار نوح عضويته بالجماعة وكاد د. عبد الستار المليجى ان يفعل المثل وهم جميعا من القيادات العليا فى الجماعة4- ارى ان المجتمع مع الحاحه ومناقشته للجماعة تلك المناقشة المنطقية العقلية سيتحسن أداؤها حتى تصل الى ما يمكن ان نسميه علمانية اسلامية بمعنى علمانية الحكم والعلاقات بين الناس والحكومة وبين الناس وبعضهم مع الحفاظ على التراث الاسلامى والتشريع الغير مختلف عليه مثل الميراث والحضانه والوصايا وغيرها 5- هناك مرحلة من النضج تنتظر الاخوان وهى عندما يعرفوا ان بين الاسلام الحق والعلمانية الحقة لا يوجد سوى بضع اختلافات وهى كما ارى منحصرة فى الميراث وتعدد الزوجات والحدود والحرية الجنسية او المثلية وهذه القضايا ليست ملحة سوى قضية الحدود وهى تحتاج لفهم واسع عميق يحللها ويقارن عهد الرسول بعهدنا وادوات الحكم فى زمنه بزمننا وتداخل القضايا فى العصر الحديث المهم ان يؤمن الاخوان بأن دستورهم هو الدستور المصرى وليس القرآن لأن الرسول فى المدينة لم يقل دستورنا القرأن بل كتب دستورا وضعيا كتبه مع اليهود والاقليات بالمدينة 6- تعانى الجماعة من مشكلة بين المصلحين مثل د. عبد المنعم ابو الفتوح وهوشخصية منفتحه وعقلانية جدا جدا وانا شخصيا معجب به والحرس القديم امثال عاكف ومحمود عزت وغيرهم ولن يصل الاخوان للنضج المطلوب الا فى وجود حوار مجتمعى واعتقد بأن كوادر الاخوان الشابه تطالب بما يطالب به منتقدو الاخوان بل وأكثر من ذلك يطالبون بانتخاب مرشدهم وبأن المرأة والمسيحيين لهم نفس حقوق المسلمين بل ويطلبون تغيير شعار الاسلام هو الحل واشياء كثيرة جدا واغلبهم يرون فى النموذج التركى نموذجا جيدا للحزب الاسلامى المطلوب فما فائدة الشعارات واللحى طالما نطبق العدل والخير والرحمة والمساواة للبشر ونخدم وطننا وامتنا واعرف منهم - بلا مبالغة - من ينادى بالتطبيع مع اسرائيل وحجته انه طالما حماس قد توقع معاهدة سلام لمدة 50 أو 100 عام مع اسرائيل فلم نكون ملكيين اكثر من الملك والنقاش الداخلى بالجماعة على اشده فى قضايا كثيرة الا ان الكبار يضيقون به ولكنه هو الوسيلة للنضج ولتكوين حزب سياسى سياسى حقيقى 7- اختم كلامى بأن الاخوان فى مرحلة مدافعة داخلية وخارجية وامامهم بعض الوقت حتى يظهر ذلك وينضجوا ولابد من بيئة نقاشية عقلانية عملية حتى ينضجوا وعندها لا مانع من دخولهم اللعبة التى هم فيها اصلا [moveleft]هيثكلف[/moveleft] لماذا تفشل الاحزاب الدينية؟ - إسماعيل أحمد - 09-17-2007 شكرا لكل من شارك في هذا الموضوع ابتداء من الأخ طارحه، فقد أعجبت بموضوعية الطرح وأخلاقيته، وهذا ما سيجعلني أتسامح مع بعض الاتهامات الهامشية التي ندت هنا أو هناك... في الحقيقة أن المشروع الإسلامي المعاصر كان ولا يزال يعيش حلما جميلا تتحمل بعض أطروحات (الحركة الإسلامية) النظرية العمومية جزءا من المبالغة فيه، ويتحمل الباقي النظام العربي الشمولي الانقلابي الذي رافق مسيرة الدولة العربية المعاصرة منذ الاستقلال.. أيا ما يكون فقد كانت المساحة المثالية الوردية من أطروحاتنا تهيمن على تفكيرنا عقودا لم نكن ولا غيرنا نملك حيالها التراجع، لأن رصيدنا من الممارسة والتجريب كان متواضعا للغاية، بل يكاد أن يكون معدوما، إضافة إلى أننا لم نكن وحدنا الحالمون في المنطقة، فقد حفلت خمسينيات وستينيات القرن الراحل أحلاما بالجملة للتيارات اليسارية والليبرالية والقومية والإسلامية... كانت مرحلة مراهقة مرت بها دولنا ومجتمعاتنا، نخبنا وعوامنا، من أقصى اليمين لأقصى اليسار... ومع أن التجربة لم تكتمل بالقدر الذي يسمح للجميع أن يفيق من أحلامه التي باتت كوابيس للبعض بقدر ما هي أمنيات حالمة براقة للبعض الآخر! وما ذاك إلا لتقطيع جذور التواصل السياجتماعي بسبب نظريات ثورية استئصالية وإقصائية من جميع الأطياف بلا استثناء في مرحلة مراهقتها... فترة السبعينيات والثمانينات كانت فترة مخاض عسير، خاضت بها هذه التجارب آخر مغامراتها المراهقة، ثم كانت نكبات عدة بداها صدام في الكويت، وأنهاها ابن لادن في أمريكا، لتتشكل منذ فترة المخاض الطويلة آلية تواصل ما بين الإخوة الأعداء في منطقتنا، وقامت مؤتمرات عدة للحوار القومي والحوار الإسلامي والحوار القومي الإسلامي والحوار الوطني بكل أطيافه، وبدأت ذهنية الجميع تتفتح على تفاوت بأهمية الاعتراف بالآخر، وحرية التعبير والممارسة، فاقترب اليسار الغارق في شموليته أوان الستينيات من اليمين الغارق في عزلته في تلك الأثناء، وبدا الجميع يفكر بذهنية الائتلاف والقواسم المشتركة، وما لا يدرك كله، لا يترك كله، ونشأ تيار شاب واقعي في جميع فرقاء الأمس، بينما جمد بعض التقليديين عن مواكبته، وبقيت لهم أصواتهم التي تنادي بالجمود على التجربة والرموز التي أفضت لما قدمت، ولم يعد للأجيال الجديدة من رغبة بأن تنتهي من حيث بدا أولئك... كل ما ذكره الزملاء هنا جميل، ولكنني فقط أضيف فكرة أراها من الأهمية والموضوعية بمكان، فكل محاولات التعريض بالتيار الإسلامي منفردا تذكرني بقول المسيح عليه السلام: من كان منكم بلا خطية فليرمها بحجر... هذه التجربة عندما ندرسها بهذا العموم نكون أقرب للاستباط الأدق، وأقدر على رصد ظواهر المستقبل المنفتح المنشود، ذلك المستقبل الذي لن يجد العلمانية إقصاء، ولا الإسلامية ظلام، ولا اليسارية كفر، ولا الليبرالية فوضى هذا حلم شاب، قد نكون جميعا نحتاج لحرق مراحل كثيرة حتى نصل إليه، ولكننا حتما نمضي نحوه قدما، وسنة فسنة أجدنا أقرب لتحقيق (حلف الفضول الجديد) هذا... حينها -وحينها فقط- سندرك جميعا معنى الرحمة في قوله سبحانه: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }هود118-119 واسلموا لود واحترام:redrose: لماذا تفشل الاحزاب الدينية؟ - بهجت - 09-18-2007 عزيزي ظريف . الزملاء الكرام كل تقدير . لدي بعض التعليقات حول الأحزاب الدينية ، ربما لا تصب مباشرة في أسباب فشل الأحزاب الإسلامية أو بعبارة أدق ضبابية و رمادية التنظيمات الدينية ،و لكنها تلقي بعض الأضواء ولو البسيطة على هذه الظاهرة ، و هذه الملاحظات مرتبطة كما يقول الخليجيون بربعنا أي بالمصريين ، وقد لا تكون بالضرورة منطبقة على الإخوان في الأردن و فلسطين و العراق و غيرها . 1- التنظيمات الدينية السياسية ليست كلا واحدا ، بل هناك طيف واسع منها ، ومع بعض التوسع يمكن تصنيف أحزابا ديمقراطية مثل حزب العدالة و التنمية التركي و نظرائه ضمن تنظيمات الإسلام السياسي ،و بهذا سيكون لدينا و لأول مرة أحزابا إسلامية تحقق معايير الحداثة و تنتمي للحضارة الإنسانية المعاصرة ، و بالطبع لا يمكن وضع مثل هذه الأحزاب مع تنظيم القاعدة و حلفائه في سلة واحدة ، مثل هذه الأحزاب ترجمة واقعية لما كررته دائما بأن المشكلة ليست في الإسلام كعقيدة بل في قراءة أصولية أنتجت نموذجا سلفيا بدويا مهيمنا كمعبر عن الإسلام ،و أن هناك إمكانية قائمة بأن ينتج المسلمون نموذجهم الليبرالي الخاص ، نموذجا إسلاميا و ليبراليا في نفس الوقت ، فلا تمتلك المسيحية أو اليهودية كعقائد ما يجعلهما يتفوقان حضاريا على الإسلام بشكل حتمي . 2- هناك إختلاف كبير بين التنظيمات السياسية السنية و تلك الشيعية ، فالإسلام السني لا يعرف هياكلا لقيادات دينية كما لدى الشيعة الإمامية او الكاثوليك ،و بالتالي يتميز بالتنوع الشديد و مرونة لا تتوفر في أي عقيدة أخرى ، فالإنسان الفرد و ليس الحوزة أو الكنيسة هو وحدة البناء في الإسلام السني ، وقد انعكس هذا على التنظيمات السياسية السنية ، فهذه التنظيمات متنوعة و شعبوية بالتكوين ، فلم يكن غريبا أن رجلآ بسيطا مثل حسن البنا المدرس المصري الفقير هو مؤسس و زعيم أكبر تنظيم سياسي سني في التاريخ المعاصر ، أو أن نشطاء عاديين بدون ألقاب دينية مثل أسامة بن لادن و أيمن الظواهري يقودان تنظيما عالميا بحجم القاعدة ، وهذا شيء لا يمكن تصوره في تنظيمات شيعية سياسية التي يقودها و يوجهها مرجعيات كبار من الأرستقراطية الدينية بحجم آيات الله أو حجة الإسلام . 3- حركة الإخوان المسلمين ليست حزبا سياسيا بالمعنى السياسي الدقيق ،و لكنها مظلة سياسية و تنظيمية لطيف واسع من النشطاء السياسيين السنة ، هذا الطيف لا يجمعه في الحقيقة سوى القليل وهي غالبا شعارات فضفاضة و ليس برامج سياسية محددة ، إن عدم التجانس هو سمة مميزة للحركة التي تشمل قيادات تكونت في ظروف الصراع ضد الإستعمار القديم ،و قيادات وسيطة تكونت في ظل الناصرية و تأثرت بعدالتها الإجتماعية و كوادر قديمة من بقايا تنظيمات جهادية و كوادر حديثة تتبنى كافة المنطلقات و الأفكار الوهابية بشكل يفوق نظرائهم في السعودية . 4- بالتزامن مع الإنفتاح السياسي المتزايد لقيادات جماعة الإخوان المسلمين ، سنجد على الجانب الآخر إتجاها متزايدا إلى الأصولية الفقهية و التأثر بالفكر الوهابي ، هذه الظاهرة انعكست على بعض الفتاوى التي صدرت من قيادات دينية و فقهاء ينتمون للحركة ، و يعود ذلك كما سيظهر من الفقرة التالية إلى شيوع الفقه الوهابي في المنطقة بسبب الدعم السعودي الذي يتزايد باستمرار تحت حكم الملك عبد الله . 5- هناك هوة واسعة بين قيادات حركة الإخوان وقواعدها ، هذه الهوة تفاجئ الجميع بما في ذلك قيادات الحركة نفسها ، فالقيادات أصبحت مجرد ستار معتدل نسبيا و له قبول إجتماعي واسع كجزء من البرجوازية المصرية ، بينما تنحدر القواعد إلى الأصولية بشكل متزايد ، وهذه الظاهرة ليست مقتصرة على الإخوان فقط بل تمتد إلى كل الأحزاب الدينية ، وهي تعبير عن سيادة النموذج الوهابي للإسلام ، وهناك مثالان لا تخطئهما عين لتلك الظاهرة ، الأخطر و الأوضح إستيلاء قواعد حماس على قطاع غزة بمبادرة منها و بشكل فاجئ قيادات حماس أنفسهم ، و من شاهد قراءة بيان إسماعيل هنية عند الإستيلاء على غزة يشعر أنه فوجئ بالبيان مثل غيره ، و شبيه بذلك استعراضات القوة في الجامعات المصرية خاصة في جامعة الأزهر ،هذه الإستعراضات لم تكن تحقق شيئا للجماعة ولا أعتقد أنها تمت بتخطيط منها أو حتى بموافقتها ،و لكنها دليل على أن القيادات عاجزة عن ضبط قواعد أصولية لا تنتسب إليها سوى بشكل رمزي فقط . |