حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
لولا كلمةٌ سبقت- د. كامل النجار - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79)
+---- المنتدى: مواضيـع منقــولة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=25)
+---- الموضوع: لولا كلمةٌ سبقت- د. كامل النجار (/showthread.php?tid=9098)



لولا كلمةٌ سبقت- د. كامل النجار - Gkhawam - 09-15-2007


حياة الإنسان الفرد قصيرة جداً ولا تتيح له الفرصة الكافية لتجميع الحصيلة الضرورية من العلم والتجارب التي تجعله كاملاً لا يخطيء. ونتيجةً لهذه الطبيعة الإنسانية يرتكب كل فرد منا أخطاء عديدة في حياته القصيرة. ولأن الإنسان لا يعلم الغيب فهو مضطر لاتخاذ قرارات مستقبليه دون الوثوق من نتائجها، وأحياناً نندم على قرار اتخذناه وكان خاطئاً فنقول "لولا أني اعطيت فلاناً كلمتي، لفعلت كذا وكذا". والدافع الذي يجعل الشخص يقول هذه المقولة هو رغبته في أن يراه الآخرون كشخص له منظومة من المُثل والأخلاق تجعله يحافظ على كلمته أي وعده. إذاً هذه المقولة هي عبارة عن وسيلة نستعملها لتحسين صورتنا عند الآخرين. فهل يا تُرى تنسحب نفس المقولة على الإله الخالق البارع المصور الذي يعلم الغيب ويقرر مصير كل إنسان حتى قبل أن يخلقه؟ هل يجوز أن يحاول الإله تحسين صورته عند مخلوقاته؟ وهل يمكن لمثل هذا الإله أن يخطيء ويندم على خطئه ويحسب ألف حساب لما يمكن أن يقوله الناس عنه، فيقول: لولا كلمةٌ سبقت مني لفعلت كذا وكذا؟ وما هو الداعي لإله يعلم الغيب أن يتسرع ويصدر كلمة تحد من تصرفاته مستقبلاً؟
العقل البشري الذي خلق الآلهة العديدة في بدء نموئه ثم تخلص منها وخلق إلهاً واحداً، جعل هذا الإله كاملاً في كل شيء ولا يخطيء أبداً. ولذلك عندما نقرأ في النصوص الدينية ما يوحي بأن الإله قد أخطأ وندم على خطئه، تسرع عقولنا إلى رفض هذه الفكرة وتأتي بعدة تفاسير نحاول من خلالها إيجاد معاني جديدة للكلمات حتى نحافظ على كمالية الإله المنزه عن الخطأ. ففي العهد القديم، مثلاً، عندما أطلق يهوه الفيضان على قوم نوح ودمر كل أشكال الحياة على الأرض، وندم على ذلك وقال (21 فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا. وَقَالَ الرَّبُّ فِي قَلْبِهِ: «لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ أَيْضاً مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ. وَلاَ أَعُودُ أَيْضاً أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ) (سفر التكوين، الإصحاح الثامن)، هب المفسرون للدفاع عن هذا الخطأ الإلهي فقالوا إن يهوه ما أخطأ وما ندم على فعلته وإنما قرر بحكمته الإلهية أن يمنح الإنسان الضعيف وقتاً أطول ليتعلم ويعبده بإخلاص، ولذلك قرر ألا يرسل الطوفان مرة أخرى و ألا يدمر الحياة قبل يوم القيامة. ولكن يهوه خذل المفسرين وقال صراحةً إنه يمكن أن يخطيء ويمكن أن يندم على خطئه (نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي.) (سفر صموئيل الأول، الإصحاح 15، الآية 11). فإله اليهود قد أخطأ واعترف بخطئه وندمه.

ولكن الأمر يختلف تماماً في الإسلام، فإله الإسلام لا يخطيء ولا يندم، ومهما تهاوت لغته في الركاكة، فإن المفسرين دائماً على استعداد للقيام ببهلوانيات لغوية يعتقدون من خلالها أنهم ينزهون هذا الإله. فعندما كان محمد بمكة، في حالة من الضعف جعلته يتسامح مع أهل مكة رغم تشنيعهم عليه، جاء القرآن كذلك متسامحاً لدرجة أن الله قال في سبع سور مكية، ما معناه، لولا أني أعطيت كلمتي للمشركين والكافرين، لعاقبتهم الآن لأنهم لم يصدقوا محمد. فقال:
(وما كان الناس إلا أمةً واحدةً فاختلفوا ولولا كلمةٌ سبقت من ربك لقضى بينهم فيما فيه يختلفون) (يونس 19). وقال (ولقد آتينا موسى الكتاب فاختُلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضى بينهم وأنهم لفي شكٍ منه مريب) (هود 110). وكرر نفس الآية في سورة فُصلت، الآية 45. وقال (وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب) (الشورى 14)
وأخيراً قال (أفلم يهدِ لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات لأولى النهى. ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاماً وأجلٌ مسمى) (طه 128، 129).
فاتضح من هذه الآيات مدى صبر الإله واحترامه الكلمة التي سبقت منه. ثم هاجر محمد إلى المدينة وقويت شوكته وأصبح له جيش عرمرم، فلم ينزل أي قرآن في المدينة بتسويف العقاب لأن الله كان قد أعطى كلمته، فقرآن المدينة أنجز القتل والعقاب للذين لم يصدقوا محمد. فهل هناك أي ربط بين الضعف المكي والاعتذار الإلهي بأنه لولا الكلمة التي سبقت منه لأهلكهم؟ لا بد أن يكون الضعف المحمدي هو الرابط والسبب إذ ليس هناك أي تفسير آخر لعدم نزول "لولا كلمة سبقت من ربك" بالمدينة.

العقل يعجز عن فهم التسلسل المنطقي لإله الإسلام. فهو يقول: في البدء كان الناس أمة واحدة فاختلفوا، ولولا الكلمة التي سبقت منه لعاقبهم. ثم يخبرنا في أغلب السور المكية أنه أهلك قوم نوح وقوم لوط وثمود وغيرهم من الأمم، مع أنهم أتوا من بعد ما أختلفت الأمة الواحدة، أي من بعد ما سبقت كلمته، ومع ذلك عاقبهم في الحياة الدنيا ولم يهتم للكلمة التي سبقت منه. ثم يعود ويخبر أهل مكة أنه لولا كلمة قد سبقت منه لأهلكهم. فهل يجوز عقلاً أن يكون كل هذا التخبط والاضطراب في الفكر قد أتى من الإله الواحد الذي يعلم الغيب وما تُسر الأنفس وما تعلن؟

ولأن القرآن مليء بمثل هذه التناقضات نجد أن المفسرين تتضارب أقوالهم وتفسيراتهم للآيات، ويصدر عن الواحد منهم عدة تفاسير متضاربة لنفس الآية. ثم عندما يعجزهم التخمين يلجؤون إلى تغيير معاني الكلمات حتى وإن أدى ذلك إلى إعطاء الكلمة معنى مضاد لما اعتاده أهل اللغة. فإذا أخذنا مثلاً الآية 14 من سورة الشورى (وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقُضي بينهم وإنّ الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب)، نجد أن الناس كانوا أمة واحدة ولكن تفرقوا من بعد ما جاءهم العلم، أي جاءتهم الرسل بالعلم، وكنتيجة لتفرقهم هذا أراد الله أن يعاقبهم ولكن كانت كلمته قد سبقت بأن يؤجلهم إلى يوم القيامة. فماذا يقول المفسرون هنا؟ يقول الطبري ("وما تفرقوا" قال ابن عباس يعني قريشاً. "إلا من بعد ما جاءهم العلم" يعني محمد. وقيل أمم الأنبياء المتقدمين، فإنهم فيما بينهم اختلفوا لما طال بهم المدى. وقال ابن عباس كذلك: يعني أهل الكتاب. "الذين أورثوا الكتاب" اليهود والنصارى، والكتاب هنا التوراة والإنجيل. وقيل إن الذين أورثوا الكتاب هم قريش. وقال مجاهد: "من بعدهم" تعني "من قبلهم" يعني من قبل مشركي مكة، وهم اليهود والنصارى) انتهى.

فالمفسرون هنا لا يختلفون عن حاطب الليل الذي يجمع كل ما اعترض طريقه، سواء أكان حطباً أم غيره. فالذين كانوا أمة واحدة وتفرقوا من بعد ما جاءهم العلم يمكن أن يكونوا قريش أو النصارى واليهود أو الأمم السابقة. ومجاهد بدل معنى الكلمات إلى عكسها في محاولة منه لتقليل هذا الكم الهائل من التخبط.

ويظهر التخبط في القرآن وفي التفسير بصورة أوضح في الآيات 128 و 129 من سورة طه (أفلم يهدِ لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إنّ في ذلك لآياتٍ لأولي النهى. ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاماً وأجلٌ مسمى). فاللغة هنا في منتهى الركاكة وبها حذف وتقديم وتأخير دون أي مبرر نحوي أو سياقي. فتعالوا نرى مجهودات المفسرين الخارقة للالتفاف حول هذه الأخطاء. يقول الطبري ("أفلم يهدِ لهم" يريد أهل مكة أي أفلم يتبين لهم خبر من أهلكنا من القرون يمشون في مساكنهم، أي أفلا يخافون أن يحل بهم ما حل بالكفار قبلهم. وقرأ ابن عباس "نهدِ لهم" بالنون بدل الياء، وهي أبين. ويهد بالياء مشكل لأجل الفاعل، فقال الكوفيون "كم" هو الفاعل. وقال النحاس: هذا خطأ لأن "كم" استفهام فلا يعمل فيها ما قبلها. "ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاماً وأجلٌ مسمى" فيه تقديم وتأخير، أي لولا كلمة سبقت من ربك وأجل مسمى لكان لزاماً. قاله قتادة. واللزام يعني الملازمة، أي لكان العذاب لازماً، وأضمر اسم كان) انتهى.

فتخبط المؤلف في هذه الآية أدى إلى تخبط المفسرين وإجبارهم على الاتيان بحركات نحوية بهلوانية من تقديم وتخمين كلمة "العذاب" لتكون اسم كان. فلماذا كل هذا الحذف والتأخير والتقديم وإجبار السامع على تخمين المحذوف؟ هل جاء القرآن ليمتحن بهلوانية العقل البشري أم ليقدم له رسالة من الإله؟

وخلاصة القول إن الإله الخالق لا يمكن أن تسبق منه كلمة تقيد إرادته فيكرر علينا مقولة "لولا كلمة سبقت" لفعلت كذا وكذا. والإله الخالق إذا أراد أن يرسل رسالة إلى مخلوقاته لا يمكن أن يستعمل لغة في غاية الإبهام بسبب الحذف والتقديم والتأخير بدون أي سبب، فتضيع رسالته بسبب التخمين والتفسير غير المنطقي. والعرب قالت: خير الكلام ما قلّ ودلّ. ومن أجدر من الإله بأن يأتي كلامه قليلاً ودالاً على الرسالة؟ فمن الواضح أن هذه الآيات المليئة بالتخبط مصدرها إنساني وليس إلهياً.