الفكر السعودي : مخاض صعب .. ومسار متخبّط - العاقل - 09-07-2007
"أنا هنا..
قبل بئر النفط كنت هنا
قبل البدايات...
قبل الريح والحقب..."
عبد العزيز العجلان
قبل أن نشرع في الحديث عن الفكر السعودي، لابد أن نتخلص من بعض المفاهيم المركزيّة التي تؤطّر مدلولات كلمات كـ "فكر" و "مثقف" .. وغيرها. فالفكر- بالنسبة لي، هو مجموع الأطروحات التي تتناول إشكاليات جامعة أفرزها او استجلبها واقع ما. وبهذا التعريف، تصبح أي اطروحة مساهمة في هذا الفكر، بغض النظر عن وسيط هذه المساهمة، أو منهجها ، أو مضمونها. ففتوى الفقيه، وتحليلات السياسي المرئيّة، ورقائق الوعّاظ المسموعة، وتنظير الأكاديمي المقروء، كل هذا يدخل في تشكيل الفكر وإشكالياته. وبهذا التعريف أيضا ، نقرر أن أي تجمع بشري لا بد أن يكون محكوما بإشكاليات جامعة تفرز فكرا خاصا بهذا التجمع البشري، سواء كان أسرة ، أوعشيرة ، أو قبيلة ، أو دولة. فالفكر ليس قيمة ، بل هو خاصيّة أو طبيعة لازمة لأي تجمع البشري.
ومن خلال هذا التوضيح نقول أن اللحظة التاريخية التي نستطيع تكشّف بدايات الفكر السعودي من خلالها هي "معركة السبلة" الواقعة عام 1929م. هذه المعركة تحمل معها دلالات رمزيّة كثيرة، بل تكاد تختصر كل إشكاليّات الفكر السعودي في أحشائها. هذه المعركة لم تكن قتالا – كما يقال لنا بكل استسهال- بين بدو متشددين دينيا ، وبين الملك عبد العزيز، هذه معركة نشأت عن اختلاف جذري في تفسير "العقد الاجتماعي" الذي قامت عليه الدولة. فجيش "اخوان من طاع الله" يضم أولئك البدو الذين "هاجروا" من الصحراء إلى "الهجر" التي اسسها عبد العزيز، وكانوا القوّة الضاربة التي مهدت للملك عبد العزيز ضمّ حائل والحجاز.
لماذا حارب هؤلاء البدو مع الملك عبد العزيز؟ ما هو العقد الاجتماعي الذي ، بناءً عليه ، انضموا إليه ؟ الجواب هو الدين، فالأسماء هنا تحمل دلالات رمزيّة كبيرة، فهم بعد أن كانوا قبائل : مطير وعتيبة وعجمان ، تحولوا إلى "أخوان من طاع الله". وهم بعد ان كانوا يعيشون في الصحاري ويسكنون بيوت الشعر ، إنتقلوا للحياة الحضريّة، في قرى من اللبن والحجر تسمى "هِجر". كما أنهم لم يقاتلوا جيوش آل رشيد، أو الحجازيين أو الاحسائيين، لاعتبارات سياسية، بل كان قتالهم لهم لأنهم "مشركين"، تجب مجاهدتهم. يذكر الشيخ ابراهيم بن عبيد آل عبد المحسن في تاريخه "تذكرة أولي النهى والعرفان" عما حدث في واقعة الطرفية الصغرى: ’لما كانت ليلة خامس شعبان من هذه السنة (=1325هـ) جاء رجل من بريدة ... منذرا يقول أن ابن رشيد قد خرج برجاله .... ولما هجم ابن رشيد ذلك الهجوم على السعوديين ... استيقظوا وهبوا سراعا للدفاع وجرت مصادمة هائلة واختلط الحابل بالنابل وتضاربوا بكعاب البنادق ثم بالسيوف فسالت الدماء وعلت الأصوات بهذه الكلمة (على المشركين على الخونة) ...‘(1). ومن هذه الزاوية، نستطيع النظر إلى تلك المعركة ، لا بوصفها تمرّد بدوي ضد الحكم، بل بوصفها خلاف أساسي على تفسير الآيديولوجيا التي قامت عليها الدولة.
فبعد التوحيد، جاء الانتقاد الاول الذي وجهه الإخوان لعبد العزيزمتمثلا بمنعهم من الجهاد ضد العراق رغم أنه شيعيّ كالقطيف تماما، ومن يحكمه من الهاشميين هم نفسهم الذين قُوتلوا في الحجاز. فإذا كان أساس العقد الاجتماعي هو مجاهدة المشركين، فلماذا يتم إيقافه ضد مشركين وإيجابه ضد آخرين رغم تماثلهم في الشرك ؟! وهذه الإشكالية الاولى التي ستعيد إنتاج نفسها مرات كثيرة بأكثر من شكل ، وهي إشكاليّة "تفسير كون المملكة دولة إسلامية"، مما يستتبع عدّة أسئلة : هل نحن مسلمون فقط ؟ أم أننا سعوديون أيضا ؟ هل "الديني" مقدم على "الوطني" أم "الوطني" مقدم على "الديني"؟ وهل يتعارضان ؟. كان الملك عبد العزيز يستثمر بعبقريّة الهامش السياسي الذي توفره له لعبة مصالح الامبراطورية البريطانية، وكان يتوسع بالمقدار الذي لا يتعارض مع هذه المصالح، وكان إيقافه للتمدد حتى حدود العراق والكويت نتيجة مصالحة بينه وبين البريطانيين. فكان هذا التحديد الذي تفرضه عليه لعبة القوى المتعارضة، يتعارض مع الدعوى التأسيسية القائمة خلف العقد الاجتماعي الذي ينظم الدولة السعودية. فهو في نظر الأخوان : موالٍ للكفار و مانع للجهاد ، وهم في نظر عبد العزيز : مهددين للمكتسبات، يفتقرون لبعد النظر الاستراتيجي.
بعد التوحيد، شرع الملك عبد العزيز في عمليّة التمدين، وربط أجزاء المملكة عن طريق الوسائط الحديثة من سيارات وبرق وغيرها. فنقم الإخوان على عبد العزيز ذلك باعتبار انها "سحر"، وكان ردّ العلماء المناصرين لعبد العزيز : "أننا لا نعلم ما هيتها فلا نستطيع الحكم عليها حتى نعلمها". وهذه هي الإشكالية الثانية التي ستعيد إنتاج نفسها بأكثر من شكل وهي إشكالية "استهلاك التقانة والحكم عليها رغم الجهل بها"، وما تتضمنه من أسئلة: هذه الوسائط والتقنية هل هي خير أم شر؟ هل يمكن الحكم عليها ؟ هل استهلاكها - وما يتبعه من إعادة تشكيل للمجتمع نتيجة- يلعب دور إيجابي أم سلبي؟ هل قضيّة التقنية قضيّة فقهية أم قضيّة معاصَرة؟ بمعنى آخر: هل هي "اختيار" أو"ضرورة"؟
بعد التوحيد، شرع الملك عبد العزيز بإرسال ابنيه سعود وفيصل إلى مصر ولندن، وقام بعقد اتفاقيات مع بريطانيا، فنقم الاخوان على هذا التصرف من منطلق حُرمة السفر إلى الخارج الكافر سواء إلى لندن او مصر المستعمرة وحرمة موالاة الكفرة. وهذه الإشكالية الثالثة : "قضيّة التفاعل مع الآخر" : هل كفر الآخر مانع من التعامل معه ؟ هل التعامل معه قضيّة عقديّة تقاس بمعايير الولاء والبراء أم قضيّة فقهيّة متضمنة في فقه المعاملات أم قضيّة بشريّة بحتة خاضعة للرغبات الشخصيّة؟ هل التعامل معه مناطه "الرغبة وانتفاءها" أم " الضرورة"؟
بعد التوحيد، لم يكره الملك عبد العزيز الشيعة الموجودين في المنطقة الشرقية على التحوّل عن مذهبهم، وذلك مما أثار حفيظة الاخوان عليه. وهذه الاشكالية الرابعة : "إشكالية وجود الشيعة في السعودية"، وتدور حول هذه الأسئلة : هل الشيعي مسلم ؟ هل ولاء الشيعي للمملكة ؟ هل- فعلا- تتم معاملة الشيعة كمواطنين من الدرجة الثانية ؟
هذه الإشكاليات الرئيسية التي لم تنتهِ مع هزيمة الإخوان، بل نستطيع تتبع مساراتها، مما يدعونا للقول أنها "إشكاليات كامنة" في التيار الديني التقليدي، المرتبط بدعوة محمد بن عبد الوهاب. فاتهام الدولة في دينها، يتكرر فيما بعد مع جهيمان ، ويتكرر في العمليات التفجيرية الأخيرة، التي تنطلق كلها من الحكم على الدولة بالكفر لعدم التزامها بلوازم دعوى الاحتكام للكتاب والسنة.
أما بخصوص الإشكالية الثانية، فهناك مؤلفات كثيرة وفتاوى أكثر حرمت الراديو والجرائد والتلفاز والفضائيات وجوالات الكاميرا وغيرها، كل هذا لأنها تؤدي إلى مفاسد أو يحتمل ذلك. وكمثال على هذه الكتب، سنمر سريعا على كتاب "الإجهاز على التلفاز" لمؤلفه محمد بن احمد المقدّم. فهذا الكتاب يقوم على "تناول مشكلة التلفاز من منظور شرعي، على أساس الحلال والحرام، والولاء والبراء، والصلاح والفساد"(2). ثم بعد ذلك يقوم بذكر مفاسد التلفاز: بأنه يلهي عن الصلاة، وبانه سبيل لمطالعة الفسق والفجور، وبانه مدرسة إجرام ، وملوث للبيئة الخلقية، ومخرب للبيوت ، وهاتك للأستار ، ومبيد الغيرة ، ومحرقة الحياء، ومذبحة العفة ، وناسف الشرف ...إلخ. فهو في تعاطيه مع الوسيط، يقوم بسرد مفاسده بغية إزالة الوسيط، لا أن يحاول أن يسرد مفاسده بغية تغييرها واستبدالها بمصالح يمكن تحصيلها، فهو يعتبر الوسيط:اختيار، وليس حتم. وهذا التعاطي السلبي مع الوسائط يكرّس الانهزامية أمام هذه التقنيّة.
وكذلك، نستطيع تتبع مسار الإشكالية الثالثة، عن طريق أحكام السفر إلى الخارج، واحكام تقليد الكفار في الملبس والمشرب والمأكل، والمسألة الفقهية الشهيرة في حكم الاستعانة بالكفار أيام أزمة الخليج. أما إشكالية الشيعة، فنستطيع تتبع مسارها من خلال التمرد الذي قاموا به تضامنا مع الثورة الإسلامية في إيران ، في العام نفسه الذي استولى فيه جهيمان على الحرم. هذا بالاضافة إلى المطالبات التي يقدمونها للملوك، وكذلك في الفتاوى التي تصدر في حقهم كتكفيرهم وتبديعهم وتخوينهم، بالإضافة إلى الممارسات التمييزية التي تمارس ضدهم في بعض قطاعات الحكومة.
هناك إشكاليتين أخريين نشأتا بمعزل عن معركة السبلة، ولكنهما متزامنتين مع تلك الفترة التوحيدية. الإشكالية الأولى هي تغيير اسم المملكة من "المملكة الحجازية والنجدية وملحقاتها" إلى "المملكة العربيّة السعودية". هذا التغيير ليس حدثا عاديّا، بل هو نقلة نوعيّة للوعي التاريخية والمعاصر لأهالي هذه الرقعة الجغرافية. فالمسمى الأول أقرب للواقع من المسمى الثاني، إذ أنه يعترف بالتمايز والاختلاف التاريخي بين اجزاء المملكة، وأن الاشتراك فيما بينها ليس اشتراكا تاريخيا واجتماعيا ، بقدر ما هو اشتراك سياسي فرض بالسيف والسياسة. أما المسمى الثاني فهو يتضمن تنميطا لجزء على باقي الأجزاء، ويتضمن بما يقابل التنميط من مصادرة لتاريخ وخصوصية باقي الأجزاء. هنا يصبح تاريخ منطقة نجد تاريخا لكافة الرقعة الجغرافية التي تتكون منها المملكة. فيدرس السعودي الحجازي تاريخا غريبا عنه، يتناول مناطق لم يرها ولا يعرفها في محيطه كالدرعية والعيينة وغيرها. هذا التنميط السياسي تكامل مع التنميط الوهابي في إقصاء كافة المظاهر الدينية والاجتماعية المختلفة التي كانت تزخر بها الحجاز والجنوب والساحل الشرقي. وستعود هذه الإشكالية للظهور من جديد مع تجدد الوعي الذي تحياه تلك المناطق وقد يكون كتاب ابنة أهم الشخصيات السعودية النفطية أحمد زكي يماني، أقصد ابنته "ميّ" المسمى "مهد الإسلام : البحث عن الهويّة الحجازية" أحد تبديّات هذه الإشكاليّة.
الإشكالية الأخرى هي تلك التي يرصدها الدكتور عبد الله الغذامي في كتابه "حكاية الحداثة في المملكة العربيّة السعودية" ، هي تلك التي تتمثل في النشاطات الأدبية والإجتماعية التي قام بها كل من محمد سرور الصبان و محمد حسن عواد وحمزة شحاتة، هذه النشاطات التي كانت تعبّر عن استجابة لبوادر مرحلة عصريّة جديدة، تم وأدها تماما، لا بالمواجهة الفكرية، بقدر ما هو الاستقواء بالرفض الاجتماعي والتضييق السياسي (3). هذه الحادثة ستعيد إنتاج نفسها من جديد، بل ستتحول إلى صراع ديكة بين من ينتسبون إلى الحداثة، وبين من ينتسبون إلى التديّن.
في البداية كان هذا التيار التقليدي يناهض التيار التحديثي الذي تقوده الأسرة الحاكمة، فاستجلاب التقنية، والتعاطي المبني على المصالح والمفاسد مع الآخر، وتطوير التعليم ومؤسسات الحكومة، كانت مبادرات حكومية تستلزمها إدارة الدولة، واجهت ممانعة دائمة من هذا التيار التقليدي المدعوم من الشعب الذي تم "تخليصه" من الخرافات بواسطة "المطوعين" الذين كان يرسلهم عبد العزيز لتعليم الناس أمور دينهم.
هذه الإشكاليات الاولى التي كانت متضمنة في "العقد الاجتماعي" الأساسي الذي انبنت عليه الدولة، وهي إشكاليات نتجت عن عمليّة التوحيد ذاتها، وهي اشكاليات لم تزل تمارس فعالياتها داخل الفكر السعودي، وهي أخيرا ليست الاشكاليات الوحيدة، فالسعوديّة بعد لحظة التوحيد مرت بثلاث لحظات اخرى ، قامت بإنتاج اشكاليات جديدة، قد تعتبر تفريعات للإشكاليات القديمة، وقد تعتبر مستقلّة تماما. هذه اللحظات وإشكالياتها سنتناولها في المداخلة القادمة.
(1) تذكرة اولي النهى والعرفان بايام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان، الشيخ ابراهيم بن عبيد آل عبد المحسن ، الطبعة الاولى ، مطابع مؤسسة النور للطباعة والتجليد: الجزء الثاني ، ص 76. وهنا عرض للكتاب والمؤلف : http://www.al-jazirah.com.sa/2001jaz/mar/25/wo1.htm
(2) الإجهاز على التلفاز، محمد احمد بن اسماعيل المقدم، دار طيبة الخضراء : ص 11.
(3) حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية ، عبد الله الغذامي، المركز الثقافي العربي : ص 50-67.
الفكر السعودي : مخاض صعب .. ومسار متخبّط - العاقل - 09-07-2007
(2)
بعد لحظة التوحيد، مرّت السعودية بثلاث لحظات أساسيّة: لحظة اكتشاف النفط بكميّات تجارية عام 1938م، ولحظة الملك فيصل بما تضمنته من دلالات رمزيّة ، ولحظة الطفرة. هذه اللحظات الثلاث أثرت تأثيرا كبيرا على الواقع السعودي مفرزةً إشكاليات جديدة، ومضيفة للإشكاليات القديمة الكثير من التعقيد. وهذه الاشكاليات كلها ستبدأ بالتفجّر مع أزمة الخليج.
اكتشاف النفط في المملكة، حوّلها من بلد مهم بالنسبة للمسلمين، وذلك لوجود مكّة والمدينة، إلى بلد مهم للبلدان الصناعية الكبرى، وتلك النامية ، بسبب انتقال اعتماد الصناعة العالمية من الفحم كمصدر للطاقة إلى النفط. هذه الأهميّة المركبة، أثرت على السياسة السعودية، فهي من جهة بلاد تهتم بالقضايا الإسلامية، وهي من جهة تعتمد كليّا على الشركات الغربيّة في استخراج وتوزيع ونقل وتسويق النفط. هذا بما يتعلق بالسياسة الخارجية، أما على الصعيد الداخلي ، فقد سبب وجود النفط في المنطقة الشرقيّة إلى تحولات سكانيّة كبيرة في خارطة المملكة، وإلى تأسيس وإعادة تأسيس مدن حديثة كالدمام والخبر والظهران وبقيق والجبيل ورأس تنورة، فهذه المدن يكاد يكون غالبيّة سكانها من المهاجرين من بلدان أخرى لطلب الرزق والعمل. وأخيرا ، وهذا الأهم، نقل النفط المملكة من دولة فقيرة جدا تعتمد على ايرادات الحج ، إلى دولة غنيّة جدا، وفي فترة قصيرة جدا تقدر بأقل من 40 سنة. هذه التحولات الداخليّة والخارجيّة، ستكون المحرك الخفي للسياسات السعودية والتي ستبدو كثيرا على أنها سياسات متناقضة أو سياسات عميلة، وكذلك سياسات قوميّة وسياسات معادية للغرب!
بعد وفاة الملك عبد العزيز عام 1953م، الذي تم في عهده التوحيد والتأسيس الاقتصادي والمدني والاعتراف الدولي بالمملكة العربية السعودية، يبدأ عهد الملك سعود(1953م-1964م) الذي سيجني ثمار الفترة السابقة، ويقوم بتطويرها. ففي عهده تأسست الجامعة الأولى في السعودية، وتم التمهيد لامتلاك شركة آرامكو، وفي عهده بدأ الجيل الأول الذي اكمل تعليمه في الخارج بالعودة إلى السعودية وتسلم المهام الإدارية التي تساهم في التنمية، وفي عهده تطورت الحركة الأدبية حيث أصدر أكثر من 92 عملا عبارة عن 46 ديوان شعري و 21 مجموعة قصصية و10 مجموعات مقاليّة و5 سير ذاتية و3 رحلات ومسرحيّة (1).
ونستطيع أن نحدد فترة الملك سعود بمحددين: سياسته الخارجية، وسياسته الداخلية. ففي سياسته الخارجية كان يتوجه للإندماج مع دول المركز العربي، وذلك عن طريق الدخول في تحالفات عسكرية واستراتيجية مضادة لحلف بغداد ، وكذلك قام باستخدام النفط لاول مرة كسلاح مضاد للمعتدين على الدول العربية. كذلك فتح الباب امام المعلمين المصريين والسوريين للمساهمة في الحركة التعليمية في المملكة. أما في سياسته الداخلية فقد قام بتأسيس السياسة المركزية، وذلك يتجلى بقرار نقل جميع الوزارات إلى الرياض حوالي عام 1958م، مما أدى إلى تحويل الدولة إلى مركز هو الرياض- وتشاركه جزئيا منطقة مكة المكرمة (العاصمة الدينية) والمنطقة الشرقية (العاصمة الاقتصادية)، وباقي المناطق إلى أطراف. ونستطيع أن نلمح هذه المركزيّة اليوم بلغة الأرقام، وذلك في موقع وزارة التخطيط والاقتصاد(2)، وعلى سبيل المثال في الرياض حوالي 170 ألف سعودي جامعي بينما تاتي منطقة مكة المكرمة في المركز الثاني بحوالي 150 ألف، بينما تأتي المنطقة الشرقية في المركز الثالث بـ 100 ألف، ومجرد ان نخرج عن مدن المركز لنصطدم بان العدد في المدينة حوالي 40 ألف فقط !
في الحقيقة لا نعلم: هل المنجزات التي تمت في عهد الملك سعود، تعود لسياسته هو أم لسياسات الملك فيصل؟ ففيصل قد ترأس مجلس الوزراء لفترتين يكاد يقارب مجموعهما نصف فترة حكم الملك سعود، والملك فيصل – كرئيس لمجلس الوزراء- هو من ألغى الرقّ ، وأسس بحزم لتعليم البنات ، وغيرها من قرارات المهمّة.
سيرة الملك فيصل سيرة رمزيّة بكافة فصولها، فتسلمه للحكم كان نتيجة إنقلاب، هذا الانقلاب ليس انقلابا على الحكم فقط، بل تجلى على المؤسسات أيضا، ولنضرب مثال في جامعة الملك سعود، فبعد تولي الملك فيصل الحكم، حوّل اسمها إلى "جامعة الرياض"، في عمليّة رمزيّة تحمل دلالة عميقة في التحوّل من نظام "القبيلة" إلى "نظام المدينة". قام الملك فيصل بفصل ميزانية الأسرة المالكة عن ميزانيّة الدولة، وقام كذلك بقمع كل الاحزاب القوميّة واليساريّة التي تتشكل سرّاً في المملكة، وتكاد تكون "أطياف الأزقّة المهجورة" لتركي الحمد صورة لكيفية تولد تلك الاحزاب وقمعها. بالمقابل تابع مسيرة التحديث فتم إنشاء الجامعات في عهده وزاد إرسال البعثات إلى الولايات المتحدة وبريطانيا. وكانت مسيرة التحديث تسير على وتيرة هادئة وبطيئة جدا بالنسبة لما حدث بعده.
أقام الملك فيصل سورا حديديا، عزل المجتمع عن العالم تماما. فنجد أن المجتمع لم يتأثر نسيجه بهزيمة 67 ولا نجد فيه أي صدى للحرب اللبنانية ولا لحرب تشرين 73. هذا السور الحديدي : هل أفاد المجتمع فيما بعد أم لا ؟ لا أعلم الجواب بدقّة ولكن أستطيع أن أقول أنه جنبه خوض "المرحلة القومية" التي خاضتها الدول العربيّة من حولنا، وبالمقابل أكسبه لا مبالاة عجيبة ، بحيث أصبحت حتى الحوادث الداخلية لا تصدمه صدمة عنيفة، وهذه اللامبالاة قد تأكدت أكثر فأكثر مع الفورة النفطيّة.
قبل أن ننتقل للحديث عن الفورة النفطيّة، لا بد أن نشير إلى أن عبقريّة الملك فيصل تتجلى في سياسته الخارجيّة، ولعلها السياسة التي لم تستطع المملكة الخروج من تبعاتها حتى اليوم. قام الملك فيصل بتأسيس رابطة إسلاميّة عالمية ، بالتعاون مع المملكة المغربيّة وباكستان. كانت هذه الرابطة الموالية للغرب مضادة للرابطة القوميّة العربيّة الموالية للاتحاد السوفيتي. وبعد 67 ، وبعد اتفاقية الخرطوم تحديدا، أسس الملك فيصل – كما يقول جورج قرم : لسياسة "نعم للغرب ، لا لإسرائيل"، كان الملك فيصل يوازن بدقّة بين "إسلاميّة المملكة" و "تبعيتها الاقتصادية للغرب". وكانت حرب 73 هي المحطم لهذه المعادلة عندما قاد عمليّة حظر النفط للدول المساندة لإسرائيل.
وقبل أن نختم ملف الملك فيصل، نركز على قضيّة مهمّة أثرت في الفكر السعودي، فالملك فيصل هو من فتح الباب أمام المنظرين الحركيين للجماعات الإسلامية للقدوم للمملكة، مما مهّد لتطورات كبيرة في الفكر السعودي. وأخيرا، كان اغتيال الملك فيصل، نهاية بالغة الرمزيّة. فالاغتيال جاء بعد الحظر النفطي، وبعد تصريحه برغبته في الصلاة في بيت المقدس، والاغتيال جاء من أحد المستفيدين من العائلة المالكة من الإبتعاث للخارج، والاغتيال جاء كثأر لأخو القتيل الذي قُتل في حركة الممانعة الشعبية ضد التلفزيون. نستطيع ان نقول أن موت الملك فيصل فتح الباب امام كل شيء : فبعد موته زادت معدلات تصدير النفط لأرقام عالية جدا، وموته من شخص جاء من امريكا (الحداثة) وثأرا لأخيه (الأصالة) ، تعتبر تحطيما لسياسة إمساك العصا من المنتصف.
كان أثر سياسة الملك فيصل على الفكر السعودي أنه أدخله في حالة استلاب مضاعفة، فالسعوديون أضحوا مشدودين لإشكاليات المركز العربي، ولا يتعرفون على غيرهم إلا من خلاله. ولا أدل على ذلك من نشوء "الصحوة" التي تتطابق مقولاتها مع دول المركز، بينما لا يكرس لوجود هذه المقولات في المملكة سوى الاستلاب الفكري. وكذلك تمّ استجلاب إشكاليات الحداثة والعلمنة التي تعانيها دول المركز، بل إن التعرف على الحداثة والعلمنة ، لا يتم إلا عن طريق قنطرة المركز. وتولدت المعارك التي ستبدأ التصاعد منذ ذلك الوقت.
بالنسبة للمجتمع فقد أدى اغتيال الملك فيصل إلى إدخالهم إلى مرحلة "الطفرة"، التي تتناقض مع سياسة التغيير البطيء، هذه الأموال المتدفقة، زادت وعمقت من "لامبالاة" المجتمع، وحيدتهم تماما عن جميع ما حولهم، فأصبحت أحداث كبرى كاحتلال الحرم من قبل جهيمان ، والتمرد الشيعي في المنطقة الشرقية، هذه الاحداث لم تترك أي أثرا في الذاكرة الجمعية. أدت الطفرة لتحوّل المجتمع لمجتمع استهلاكي، يتنافس على الاستهلاك ، لا على التصنيع. وكذلك ، وكاستمرار للسياسة المركزية، تركزت آثار الطفرة في المناطق المركزيّة، في المملكة، فتكاد مدن الأطراف لم تمر عليها هذه الطفرة ... مما عمّق من هذه المركزيّة، التي تعبّر عنها رواية "الطين" لعبده خال أصدق تعبير، في تصويره لمجتمعات أقصى الجنوب وما حولها.
كان المجتمع بانتظار أزمة حقيقية حتى تتفجّر كل هذه الإشكاليات الكامنة فيه، وهكذا كانت أزمة الخليج هي المفجّر لكل هذه الاشكاليات. هنا في هذه الأزمة تداخلت الإشكاليات جميعها. فحتى تبقى "الدولة الإسلامية" عليها أن تلجأ للآخر "الكافر": هنا تفجرّت القضيّة الفقهيّة الشهيرة .. التي أظهرت أول اختلاف في التيار الديني: ما حكم الاستعانة بالكفار؟ . فقد تعامل التيار الديني الوهابي التقليدي مع المسألة كتعامله مع كل القضايا، تعامل معها تعاملا فقهيا بسيطا، باعتبارها مسألة منفصلة عن ما قبلها وعن ما بعدها، و"نازلة" تحتاج لإرجاعها للأصول الشرعية لتبيين حكمها. في حين أن التيار الاسلامي الثاني الذي كان لاهيا في معارك وهميّة مستلبة مع التيار الحداثي كما تبدّى ذلك في كتاب عوض القرني : "الحداثة في ميزان الإسلام"، معارك لا تنبعث من الواقع السعودي ، ولا تمسه من قريب ولا من بعيد. هذا التيّار، تمخض عن النموذج الأول للمثقف السعودي ، أعني "سفر الحوالي".
كان "وعد كسينجر" ينطلق من الواقع ليغيره، ينطلق من الواقع ليحافظ عليه، وهو أيضا – وهذا الأهم – ينطلق من الواقع بعد أن يفهمه. لم تكن المراجع التي اعتمد عليها سفر الحوالي كتبا تنظيرية أصدرها عرب المركز وتلقفها عرب الأطراف في عمليّة استلابية مكررة، لا .. كانت عبارة عن أبحاث استراتيجية ، وتحليلات لأخبار الصحف، واستقراءات للتحركات العسكرية. وكل هذا كان غريبا جدا على التيار الديني التقليدي، بل على الفكر السعودي بمجمله.
أيضا أزمة الخليج ترافقت معها قيادة بعض الأكاديميات للسيارات في الرياض، وكذلك تقديم عريضة الاصلاح من قبل المشائخ والمثقفين السعوديين. هذه الأحداث المتلاحقة والمتتالية، هي تعبيرات تلك الاشكاليات عن نفسها. ومن هنا من هذه الأزمة بدا المجتمع لاول مرة يقول رأيه في أوضاع الدولة. ومنها أيضا، بدا الجيل الجديد يعبر عن تناقضاته الداخلية.
هذه الحركة ما لبثت أن عادت للخمول من جديد ، فبعد اعتقال قيادات "الصحوة"، وإصدار لتركي الحمد لثلاثيته الروائية التي قامت بالخوض في المحرمات الاجتماعية الثلاثة : الجنس ، والدين ، والسياسة. رغم أن خوضها في السياسة لم يكن خوضا مباشرا، بل وصفا لمرحلة انتهت. وكذلك، بعد انفتاح الفضاء السعودي ، وابتداء البث الفضائي. تسارع تحرّك المجتمع في التسعينات تسارعا كبيرا. وعاد الفكر إلى استقطابه ، وهذه المرة ليس بين الحداثيين والإسلاميين: بل بين "الليبراليين" والإسلاميين. تحولت الثقافة السعودية إلى ثقافة رمزية، يحتل فيها الرمز قيمة أساسية. وافتقرت للعمق المعرفي والتحليل النقدي للواقع والمشهد الفكري. وعادت حالة الاستلاب من جديد، ولكن هذه المرّة ليست لعرب المركز، بل توجهت إلى المغرب والكويت لتستقي منها دراساتها التنظيرية والفكرية والعملية والإدارية والتاريخية وغيرها. وكان على المجتمع أن ينتظر عام 99 ، ليزداد الفكر السعودي فوضى وتعمقّا في الاستقطاب.فهذا الفكر لم يزل يحمل معه تناقضات جيل كامل من التحديث المشوه. جيل يتربى على قيم القبيلة وينشأ على حداثة الغرب. الجيل الذي واكب بداية الفضائيات والانترنت والجوال والبيجر وما إلى ذلك من وسائط التقنية التي يتنافس في استهلاكها دون أن يفهم منطق عملها. هذا الجيل بدأ التعبير عن نفسه في الانترنت منذ عام 99، وهو العام الذي شهد وفاة ابن عثيمين وابن باز.. آخر المرجعيات الدينية المتفق عليها من قبل طبقات المجتمع.
والذي عاق دون نشوء مرجعية جديدة، هو تفجّر ذاك السور الحديدي الذي دشنه الملك فيصل منذ حرب الخليج، عن طريق الوسائط المتجاوزة للخراسان، وعن طريق تولد حقول تواصل بعيدة عن السلطة في عالم الانترنت. وأخيرا : أحداث سبتمبر، التي عمقّت من اختلاف العلماء في السعودية حول تقييم الحدث. فسبتمبر، لا يتمثّل أثره بـ"المحاكمة العالمية التي تعرض لها الإسلام"، بقدر ما ينحصر أثره بالاختلاف الذي نشأ في السعودية داخل التيار الديني من الموقف منه. وكذلك بسبب زيادة هامش الحريّة في السعودية.
وعلى عكس اطروحة السكران*، نقول أن التيار الجديد هو تعبير عن جيل جديد، جيل يحمل كل تناقضات السعودية معه، فهو جيل يدعو للمحافظة والتحديث معا، وهو جيل يعجب ببن لادن وبالسياسة الأمريكية معا، وهو جيل يكره ويدافع عن الهيئة معا، وهو جيل يشتكي من فساد المؤسسات العامة، وجيل متذبذب بين قيم القبيلة وقيم المدينة ، ويتجلى هذا التذبذب في النقاش الحاد حول "زواج القبيلي من خضيرية أو العكس".جيل يعاني من ازمات اجتماعية حادة في التعليم والتوظيف والزواج والتعايش مع الآخر، وهو – أخيرا - جيل لا يتوفر على أي آلية نقديّة في فهم ذاته ، بله فهم ما حوله.
هذا التيّار سارع من عمليّة ظهوره نشوء وسيط الانترنت واختلافات العلماء حول تفسير 11 سبتمبر، والعمليات التفجيرية التي أدخلت البلاد في شبه حرب أهليّة. هذا الجيل أشبه ما يكون بالجيل السوفسطائي الذي مرّ على الحضارة اليونانية، أو جيل عصر التنوير ، او علماء الكلام الذي ظهروا في أواخر دولة بني اميّة. وهذا الجيل يتوفر على تيارات مختلفة، من ضمنها تيار واحد هو الذي توجهت "مآلات" السكران لمحاولات فهمه، وفهمه لا يتأدى إلا بفهم الظرف التاريخي المحيط به كله، وعلى تفاعله مع باقي التيارات. وتوّج نشوء الجيل الجديد هذا وفاة الملك فهد وتولي الملك عبد الله، الذي ترافق مع سلسلة الحوارات الوطنية وطفرة سوق الأسهم والحروب المتتالية المحيطة بالبلاد.
ولهذا "دراسة السكران" تقع داخل الإشكاليّة نفسها، إذ أنها انتصار لأيديولوجيا ضد أيديولوجيا على نفس الصعيد الإيبستمولوجي. دون محاولة نقد كامل للأيديولوجيا السعودية كلها بكافة تناقضاتها. وسنحاول أن يكون نقدنا للسكران في المستوى الثاني المتعلق بالجانب البنيوي نقداً لا يدافع عن التيّار المنقود، بقدر ما يوجه النقد للمناقشات التي عقدها السكران على طول الطريق مع مقولات هذا التيار، وبهذا تتحول من نقد للسكران، لنقد عام للأيديولوجيا السعوديّة المعاصرة.
(1) الملك سعود بن عبد العزيز، "الحركة الأدبية في عهد الملك سعود"، عبد الله الحيدري، إصدارات الدارة : ص45.
(2) http://www.cds.gov.sa/statistic/cdsonnet/D...pts/shealth.asp
* المقصود " مآلات الخطاب المدني" وهي موجودة على هذا الرابط : http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home....;contentID=9125
الفكر السعودي : مخاض صعب .. ومسار متخبّط - إسماعيل أحمد - 09-07-2007
أخي العاقل...
هل لك أن تعرف لنا (الفكر السعودي) قبل أن تخوض بسرد تاريخي يضيع الحابل فيه بالنابل!!
نعم أنت عرفت كلمة (فكر) وحدها تعريفا لا أود أن أخوض فيه كثيرا لأنني أراه يخلط بين (الفكر) كصيغة عقلية ملتزمة بمنهج يصوغها المفكر في فرضيات ونظريات وقوانين عامة، وله دور حيوي مباشر في الحركة اليومية للأفكار والسياسة والدين والأدب والخلق ومشروعه العملي في الوجود
أراك تخلط بين هذا المعنى الحيوي للفكر، والمعنى التسطيحي الذي يشمل ثقافة المجتمعات المختلفة
مما أوصلك لفرز فكر خاص لكل تجمع سواء كان أسرة ، أوعشيرة ، أو قبيلة ، أو دولة!!
وهكذا فطرح المصطلحات الخاصة، ومع أنني أقر بأنه لا مشاحة في الاصطلاح، غير أنه سيدخلنا في دوامة خلط المفاهيم، وحبذا لو انطلقنا جميعا من المشتركات بدلا من أن يصنع كل واحد فينا أبجدية خاصة يحاول أن يتفاهم عبرها مع الناس، بأسلوب الترجمة الذي يفقد الأفكار سلاستها...
(الفكر السعودي) -كذا- يشي أنكم يا صاح تعيشون في جزيرة منغلقة عن هذا العالم!!
في السعودية أفكار شرقية وغربية، وطنية وأممية، قومية وإسلامية، ليبرالية ومحافظة، يسارية ومتزمتة، صوفية وسلفية، سنية وشيعية، عروبية وشعوبية، عنصرية ومنفتحة، رجعية وتقدمية
وما السعودية بنشاز عن محيطها الإقليمي، بل عن العالم أجمع..
وهي مركز الفكرة في بعض الأفكار، وطرفها الأبعد في بعض آخر، أما ذلكم الخلط الفضفاض بين الفكر والثقافة، فيجعل المضمون يمضي على نسق العنوان الذي اخترته، في مسار متخبط ومخاض صعب، ثم لا نخرج منه إلا بسرد ثقافي ماتع يثري مكتبتنا الثقافية، ويلقي بعض الضوء على بعض إشكالياتنا الاجتماعية لا أكثر...
أنا لا أسمي هذا فكرا مع احترامي وتقديري للمعلومات المتضمنة...
واسلموا لود واحترام:redrose:
الفكر السعودي : مخاض صعب .. ومسار متخبّط - سيناتور - 09-07-2007
سرد تاريخي لوقائع ... أغفل الجانب الفكري لتلك الفترة ... والمرتبط بها زمنياً بلا شك
والأهم ثمة خلل في معنى مصطلح الفكر
ونظام الحكم
الفكر السعودي : مخاض صعب .. ومسار متخبّط - سيناتور - 09-07-2007
الفكر الأبدي موجود لدى الدعوة الوهابية وتركي الحمد
الفكر السعودي : مخاض صعب .. ومسار متخبّط - سيستاني - 09-07-2007
Array
الفكر الأبدي موجود لدى الدعوة الوهابية وتركي الحمد
[/quote]
:thumbup:
اه يا ذماغي
الفكر السعودي : مخاض صعب .. ومسار متخبّط - عبـــاد - 09-07-2007
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أرى هذا المقال رائع وثري بالمعلومات الجديدة بالنسبة لنا - والتي يفتقد إليها العرب الذين ليس لهم اتصال بالواقع السعودي والخليجي بصفة عامة
ولئن اعتبرنا اعتراض الأخ اسماعيل أحمد على استخدام مصطلح (الفكر السعودي) لوصف التطور التاريخي للوعي الجمعي السعودي أو المنظور العام وموقف المجتمع في السعودية من المتغيرات المختلفة - اعتراضا ذو وجاهة - فقد بخسنا هذا الموضوع الكثير وتجاهلنا ثرائه وأهميته - ومن ناحيتي شخصياً لم أجد كلمة مختصرة تعبر عن العبارات الثلاث اللتي ذكرتما أعلاه أفضل من "الفكر السعودي"
كما أن مفهوم "جزيرة منغلقة عن العالم" يصح في حالة أغلب البلدان العربية بعد التقسيم الاستعماري لها ومحدودية حركة الأفراد والأفكار بينها بل وعزلها المتعمد بأسوار الحدود بين البلاد المختلفة - فماذا كان يعرف أبناء البلدان العربية عن بعضهم قبل ثورة الإنترنت والفضائيات سوى ما سمحت حكوماتهم بمروره من ثقب إبرة الرقابة على التبادل الثقافي؟ تعرضت أغلب البلاد العربية لرقابة صارمة على ما يكتب وينشر فيها وما يأتي من خارجها وتشكلت أنماط مستقلة مميزة لكل إقليم من هذه الأقاليم - بحيث لا تستسيغ الأخر المختلف ولا تتقبل أفكاره بسهولة بمجرد اتصالها به - ماذا تريد من جزر مغلقة أكثر من هذا؟
الأخ العاقل - أستمتعت بقراءة موضوعك ووجدت فيه جمعاً لنثارات أفكار ومواقف متعلقة بهذا الموضوع قرأتها هنا وهناك ولم أجد قبلاً مقالاً رابطاً بينها - فلك الشكر
افتقدت محطات مختلفة في تاريخ الفكر السعودي وربما تتكرم بالكتابة عنها في هذا الإطار أو تحت إطار آخر وهي برأيي محطات مهمة لفكر المجتمع السعودي - ليس لدي المعلومات الكافية لأكتب عنها هنا ولكن ربما كانت لديك أنت - وهناك مقولة
تعبر عن هذا الموقف: "من تمك أحلى يا كحلا"
موقف المجتمع السعودي وتأثره وتأثيره:
- بالجهاد في أفغانستان والشيشان ضد روسيا
- بحرب الخليج الأولى بين العراق وإيران
- بحربي الخليج الثانية والثالثة
- أضرار الطفرة على بنية المجتمع السعودي والأغراق المالي للسعوديين والأذية الناشئة على المستوى الاجتماعي (العنوسة مقابل الزواج بغير السعوديات - البطالة مقابل استقدام العمال غير المنضبط - أزمة تخطيط التعليم بمختلف مراحله ومتطلباته)
الفكر السعودي : مخاض صعب .. ومسار متخبّط - neutral - 09-07-2007
Array
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أرى هذا المقال رائع وثري بالمعلومات الجديدة بالنسبة لنا - والتي يفتقد إليها العرب الذين ليس لهم اتصال بالواقع السعودي والخليجي بصفة عامة
[/quote]
أتفق معك.
أستاذ البشري
أقعدلنا بقي في حتة ناشفة لأن صبري عليك قارب علي النفاذ:D:
الفكر السعودي : مخاض صعب .. ومسار متخبّط - طنطاوي - 09-07-2007
Arrayكان الملك عبد العزيز يستثمر بعبقريّة الهامش السياسي الذي توفره له لعبة مصالح الامبراطورية البريطانية، وكان يتوسع بالمقدار الذي لا يتعارض مع هذه المصالح، وكان إيقافه للتمدد حتى حدود العراق والكويت نتيجة مصالحة بينه وبين البريطانيين.[/quote]
ربما نقبلها منك في اطار قول الكلام بطريقة euphimism اي تحاشي قول كلام فاحش بتنميق الكلام.
لكن الحقيقة هي ان الملك عبدالعزيز كان يقبض مرتبه من الانجليز ، وليس حتي من حكومة لندن مباشرة .. بل من حكومة الهند. واراضيه كانت محمية برطانية بحسب معاهدة 1915 و"المجاهدين" كان يقاتل معهم افراد من الجيش البرطاني "الكافر".
http://en.wikipedia.org/wiki/Ibn_Saud
هناك اسرار كثيرة لا يعرفها السعوديون ، برأيي هم غير مؤهلين لتناول تاريخهم.
الفكر السعودي : مخاض صعب .. ومسار متخبّط - السلام الروحي - 09-07-2007
Arrayلكن الحقيقة هي ان الملك عبدالعزيز كان يقبض مرتبه من الانجليز ، وليس حتي من حكومة لندن مباشرة .. بل من حكومة الهند. واراضيه كانت محمية برطانية بحسب معاهدة 1915 و"المجاهدين" كان يقاتل معهم افراد من الجيش البرطاني "الكافر".
http://en.wikipedia.org/wiki/Ibn_Saud[/quote]
كان يقبضه ذهبا وعندما سألوه الأخوان ماذا هذا يا عبد العزيز؟
قال لهم: إنها الجزية :lol22::lol22::lol22::lol22:
|