نادي الفكر العربي
يوم اخر - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: المدونــــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=83)
+--- الموضوع: يوم اخر (/showthread.php?tid=9254)



يوم اخر - سمير بن يونس - 09-07-2007

منذ ايام غير قليلة او لعلها اشهر معدودات قاربت سنة ونيف وانا احاول ان اكتب بحثا جامعيا يتناول موضوع السيرة الذاتية كمصدر للتارخ الاجتماعي لفلسطين بين السنوات 1948- 1995لكني اجد نفسي عاجزا حتى عن البدء في كتابة البحث فالمصادر قليلة ونادرة وظروف العمل والعائلة تحد من قراتي وبحثي عن جديد البحث العلمي ها قد اتت السنة الدراسية وعدت الى العمل في التدريس حتى الثانية ظهرا اعود الى البيت منهكا لا اكاد اقوى على القراءة خاصة وانا اقرا كتابا بالانجليزية حول سجلات المحاكم الشرعية في مدينتي يافا وحيفا في بداية القرن العشرين وكيفية تسخيرهما لبحث قضايا مثل : الاصلاحات في الدولة العثمانية والقضاة وعملهم والمجتمع الفسطيني ونسيجه الداخلي كل ذلك على ضوء سجلات المحاكم الشرعية في المدينتينهذا الكتاب هو اساسي في البحث الذي اقوم به لانه يتطرق الى قضايا منهجية هامة في الدراسات التاريخية الجديدة واليم عقدت العزم عل القراءة في الكتاب اياه كالعادة استيقظت عند السابعة تماما اغتسلت وشربت الحليب مع الشاي كما يفعل الانجليز والسودانيين.
قبل الثامنة بقليل اتجهت نحو المدرسة عند دخولي الى الادارة كان الجو مكفهرا والمعلمين والمعلمات يلعنون زمانهم الذي قذف بهم الى مهنة التدريس ويبكون على الراتب الضئيل ومشاكل الطلاب الارهاق الشديد انها مهنة المتاعب .
مرت الحصة الاولى بسلام اذ لم اتعارك مع احد من الطلاب عند دخولي الى الحصة الثانية شعرن بجوع شديد كنت اتلهف ان اسمع الجرس معلنا نهاية الحصة صرخت على الطلاب الذين خيل لي انهم يضايقونني لم اكن مركزا كنت متعبا وجائعا انتهت احصة كيفما اتفق اثناء نزولي الدرج الى غرفة المعلمين اخرجت شطيرة صغيرة من حقيبتي والتهمتها بسرعة بعد ان اجهزت على الشطيرة شعرت بشيء من الوعي لما يحيط بي عدت الى الصف مع الحصة الثالثة التي انتهت بسرعة ولم اشعر بها دق الجرس معلنا انتهاء الحصة وبداية استراحة الغداء خرجت من الصف ولجات الى غرفة المعلمين حيث جلست مع عدد ن الرفاق الذي اختلسو نظرات سريعة وخاطفة الى الرفيقات المدرسات في الجزء الشرقي من الغرفة يتكلمن بصوت منخفض ويحتسين الشاي وبين الفينة والاخر تعلو ضحكة احداهن فيلتفت صحبي الى مصدر الضحكة وكانها دعوة لبدء الحديث بين طرفي النقيض ذكر وانثى رجل وسيدة معلمة ومعلمة كثير ما تكون احاديث من هذا القبيل بين الجبهتين.
لفظت الاستراحة انفاسها الاخيرة لم ابرح مكاني وبقيت في غرفة المعلمين كنت مستريحا حرا طليقا في الحصتين القادمتين الرابعة والخامسة وعلي ان انتظر الحصة السادسة والاخيرة لادرسها واعود الى الدار ,جلست ساعتين كاملتين لم افعل خلالهما شيئا سوى الدردشة مع معلمة اللغة العربية الجديدة والجميلة حاولت ان اقرا بعض المقالات لكن الجو الصاخب من حولي وكلمات المعلمة الجديدة الناعمة والمنسابة كخرير الماء في يوم مشمس حالوا دون قراءة كلمة واحدة هكذا انتهى النهار الاخير من اسبوع العمل فيومي الجمعة والسبت هما يومي عطلة