نادي الفكر العربي
مسافر بلا حقائب - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78)
+--- الموضوع: مسافر بلا حقائب (/showthread.php?tid=9284)



مسافر بلا حقائب - skeptic - 09-04-2007

كلما استمعت إلى أغان عراقية,يتجدد تساؤل قديم.:من أين يأتي كل هذا الحزن .. يتسلل ثقيلآ من بحة صوت المغني أو أنات العود أو عنين اللحن, وأتذكر أني قرأت للبياتي مرة وأنا اقلب مجلة ما أبياتاً في مقال بين صفحاتها التي ضاعت وضاعت معها القصيدة تلك.. كانت شيئاً كهذا- أظنها منديوان بستان عائشة

من أي بلاد جاءت هذي الموسيقى
هذا الصوت المفجوع
أولادة شعب مقموع
خرجت تستنجد بالنور
بقوى الكون المسحور


ألعب في الكلمات وأغير فيها وأبحث مجدداً, دون طائل.. لا يوجد كامل تراث البياتي على الشبكة, والبحث باللغة العربية غير المخدم جيداً لا يسهل المهمة
تذكرت تلك الأبيات مجدداً منذ قليل, وبحثت.. لم أجدها .. ولكني وجدت هذه القصيدة النهلستية الوجودية- من بين ما ذكرتني به على فكرة صديقنا العزيز محارب النور-

وعل أحدكم لديه ديوان البياتي, أو تلك القصيدة.. فيضعها هنا مع الشكر الجزيل مسبقاً

مسافر بلا حقائب




من لا مكان
لا وجه، لا تاريخ لي، من لا مكان
تحت السماء، وفي عويل الريح أسمعها تناديني: «تعال»!
لا وجه، لا تاريخ.. أسمعها تناديني: «تعال»!
عبر التلال
مستنقع التاريخ يعبره رجال
عدد الرمال
والأرض ما زالت، وما زال الرجال
يلهو بهم عبث الظلال
مستنقع التاريخ والأرض الحزينة والرجال
عبر التلال
ولعل قد مرّت عليَّ.. عليَّ آلاف الليال
وأنا ـ سدى ـ في الريح أسمعها تناديني «تعال»!
عبر التلال
وأنا وآلاف السنين
متثائب، ضجر، حزين
من لا مكان
تحت السماء
في داخلي نفسي تموت، بلا رجاء
وأنا وآلاف السنين
متثائب، ضجر، حزين
سأكون! لا جدوى، سأبقى دائمًا من لا مكان
لا وجه، لا تاريخ لي، من لا مكان
الضوء يصدمني، وضوضاء المدينة من بعيد
نفس الحياة يعيد رصف طريقها، سأم جديد
أقوى من الموت العنيد
سأم جديد
وأسير لا ألوي على شيء، وآلاف السنين
لا شيء ينتظر المسافر غير حاضره الحزين
وحلّ وطين
وعيون آلاف الجنادب والسنين
وتلوح أسوار المدينة، أي نفع أرتجيه؟
من عالم ما زال والأمس الكريه
يحيا، وليس يقول: «ايه»
يحيا على جيف معطّرة الجباه
نفس الحياة
نفس الحياة يعيد رصف طريقها، سأم جديد
أقوى من الموت العنيد
تحت السماء
بلا رجاء
في داخلي نفسي تموت
كالعنكبوت
نفسي تموت
وعلى الجدار
ضوء النهار
يمتص أعوامي، ويبصقها دمًا، ضوء النهار
أبدًا لأجلي، لم يكن هذا النهار
الباب أغلق! لم يكن هذا النهار
أبدًا لأجلي لم يكن هذا النهار
سأكون! لا جدوى، سأبقى دائمًا من لا مكان
لا وجه، لا تاريخ لي، من لا مكان