حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
المهدي المنتظر - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: المهدي المنتظر (/showthread.php?tid=9322) |
المهدي المنتظر - arfan - 09-01-2007 المهدي اسم مفعول من الفعل يهدي يفيد المبالغة في الوصف ويفترض المعنى المقصود صيغة الفاعل " الهادي " لكنهم عدلوا عنها إلى المفعولية لأن صيغة الفاعل تختص بالنبي فضلاً عن أن السليقة اللغوية يمكن أن تكون قد ساعدت على اختيار صيغة اشتقاق فيها تمايز اصطلاحي لمفردة سيكون لها شأن كبير في أدبيات الإسلام المهدي مصطلح دال على المخلِّص وله عند الشيعة ثلاث مرادفات هي : القائم من القيام بالأمر بعد انقطاع وقد ورد في روايات منسوبة إلى علي بن أبي طالب وبعض الأئمة الأثني عشر من أحفاده والروايات غير مؤكدة لكنها ترجع إلى القرون المبكرة من تاريخ الشيعة المرادف الآخر هو الإمام الغائب أو الغائب منفرداً وإليه يشير حداء شيعي يقول بالعامية : يا متى يظهر الغايب يا متى الثالث هو صاحب الزمان ويشير بتعقيد ملحوظ إلى صفة المنتظر الذي سيتغير مجرى الزمان على يديه بما تشعه لفظة الزمان في الكلاسيكيات والفلوكلور معاً من أحساس عميق بالغيب وهذا المرادف مستحدث , إذ لم يرد – في حدود استقصائي في مصادر العصور الإسلامية وهو شائع كثيراً على السنة العامة من الشيعة وقلما يرد في لغة الكتابة لكن بعض الشعراء المعاصرين من أصل شيعي وظفوه لأغراضهم أطلق لقب المهدي لأول مرة على الأبن الثالث(لعلي بن أبي طالب )المعروف بأسم محمد بن الحنفية نسبة إلى أمه لقبه بذلك الكيسانية الذين تزعمهم المختار بن عبيد الثقفي في تحرك مسلح سلطنهم على هذا الإقليم سنة وأربع شهور وكان ابن الحنفية حياً يوم ذاك لكن الكيسانية استمرت بعد وفاته وزوال سلطتهم تسميه بهذا الاسم مقترناً بالقول أنه لم يمت وأنه اختفى وسيظهر في موعده وكان على هذا القول شاعرين كبيرين هما كثير عزة والسيد الحميري ثم أطلق الاسم على محمد النفس الزكية وهو من أحفاد الحسن بن علي وقد ثار على المنصور في المدينة وقتل وكان من زعماء الزيدية لكن اللقب لم يستمر بعد مقتله وكانت الزيدية في ذلك الوقت قريبة من المعتزلة فلم يظهر للغيبيات أثر كبير في معتقداتها ورداً على ذلك منح المنصور لقب المهدي لأبنه ألاكبر محمد وهو الخليفة العباسي الرابع وأوعز للشاعر المتزندق مطيع بن إياس بوضع حديث نبوي ينص على مهدوية ابنه هذا في زمن يسبق ولادة المهدي المنتظر بخمس سنوات ثار في الكوفة حفيد لزيد بن علي اسمه يحيى بن عمر وقتل فاهتاج العامة في بغداد لمقتله وخرجوا في مظاهرات تهتف : ما قتل ولا فر ولكن دخل البر حدث هذا مع وصول رأسه المقطوع إلى بغداد حيث شاهده الناس الذين لم يصدقوا بأنه رأسه ولم يطلق عليه البغاددة لقب المهدي وقد انتهت قضيته دون أن تخلف ذيولاً في وقت لاحق ظهرت( الاسماعيلية )إلى العلن في شمال أفريقيا على يد رابع الائمة المستورين وهو عبيد الله الذي أسس الدولة الفاطمية وتلقب بالمهدي وكان دعاته في المغرب يعلنون قبل وصوله من سلمية عن قرب ظهوره وتقترن مهدوية عبيد الله بمنعطف كبير في تاريخ الشيعة حيث تأسست دولتهم الكبرى التي طالما انتظروها ولكن هذا حدث حين كان الشيعة الاثني عشرية قد أعلنوا مهدويتهم الخاصة بهم في شخص الإمام الثاني عشر والمهديان الإسماعيلي والاثني عشري متزامنان وقد تمسك الاثني عشرية بمهديهم ولو أن ذلك لم يمنعهم من النظر إلى الدولة الفاطمية كدولة شيعية وكان من أنصارها المتحمسين الشريف الرضي وهو اثني عشري لكنه كان يتعصب للخليفة الفاطمي عصبية النسب والتشيع وليس في مهدوية الاسماعيليين مضمون غيبي فالمهدي الإسماعيلي استلم السلطة بعد سلسلة من الائمة المستورين , وليس الغائبين , ماتوا قبل أن يتم لهم إنشاء الدولة , وقد انتقدوا عقيدة الأمام الغائب عند الاثني عشرية مستندين إلى محدودية عمر الإنسان وعدم امكان تجاوز حكم الطبيعة في ذلك ويلاحظ أن عموم من تسمى بالمهدي في العصور الإسلامية وما بعدها لم يدّعوا الغيبة وانحصر مضمون المهدوية عندهم في فكرة المخلص على أن الغيبة ليست ابتداعاً اثني عشرياً , فهي تستند إلى معتقد سابق حول المسيح وقد اقتبسها الشيعة كما اقتبسوا عدد أئمتهم من عدد الحواريين ونقباء بن إسرائيل , وكلاهما اثني عشر والمجيء الثاني للمسيح مطروح في اللاهوت الإسلامي وهو تبعاًَ للقرآن لم يصلب وإنما ارتفع إلى السماء وبناء على ذلك يكون للشيعة غائبان : واحد في السماء وهو المسيح والثاني في الأرض وهو المهدي ويبدو تأثير هذه التطورات التي تكرس وحدة التقاليد اليهودية المسيحية – الإسلامية واضحاً في وصف المصادر السنية للمهدي بأنه عربي اللون إسرائيلي الجسم وسيلتقي الغائبان في موعدهما وثمة اختلاف على القيادة , فالشيعة يعطونها للمهدي والسنة يختلفون بين المهدي والمسيح وفي إحدى رواياتهم أن المهدي سيظهر أولاً فيمهد الأمور ثم يسلمها للمسيح ويشترك الشيعة والسنة في مسألة غيبة المسيح وعودته , أما غيبة المهدي فهي مذهب شيعي اثني عشري لا يشاركهم فيه أهل السنة ولا الطوائف الأخرى من الشيعة لكن المهدي مطروح في المصادر السنية التي نصت أيضاً على أنه من نسل النبي وأنه سيظهر مع المسيح غير أنها لا تتحدث عنه بوصف الغيبة فهو رجل من أبناء الزمن الذي سيظهر فيه ولا وجود له قبل ذلك كذلك لا تضعه المصادر السنية في عداد الائمة الاثني عشر ولمهدويت السنة علاقة بدخول المسلمين طور الأزمات وهو الطور الذي تخلخلت فيه سيادتهم وانحسر مد حضارتهم فاخذوا يتحسسون الحاجة إلى مخلص يصنع لهم أملاً في تجاوز المحنة ومقاومة الإحباط وقد عبر عن هذه الحاجة فقيه شافعي من أهل دمشق ألف عام 658 أي بعد سقوط بغداد لهولاكو بسنتين , كتاباً حول أخبار المهدي المنتظر بين فيه أن ما حل بالمسلمين من الكوارث وما انحطوا إليه من الفساد يجب أن لا يكون سبباً في اليأس من الخلاص لأن الله وعدهم بيوم ينتصرون فيه على أعدائهم ويقيمون نظاماً جديداً للحياة يحقق لهم الرفاه الشامل وهذا اليوم هو يوم ظهور المهدي وقد استوفى في الكتاب ما ورد بهذا الشأن في مصادر الحديث غير أن المهدوية لم تصبح عقيدة راسخة عند أهل السنة , سوى أن الأفكار الرائجة حولها شجعت بعض الحركات التي قامت في الوسط السني على انتحالها وأحدث الأمثلة على ذلك هي حركة المهدي في السودان ومهدويت هؤلاء هي من طراز إسماعيلي فهم لم يدعوا الغيبة وإنما كانوا يعلنون هذه الصفة بعد أن يتم لهم تأسيس الحركة المهدي المنتظر تبع الاثني عشرية هو الإمام الثاني عشر واسمه محمد ووالده هو الحسن العسكري , الإمام الحادي عشر , المدفون في سامراء إلى الشمال من بغداد وكان من نشطاء الائمة وقد توفي في ظروف اتسمت بالتوتر في علاقة الشيعة بالعباسيين وكان ابنه محمد دون الخامسة عند وفاته فاخفاه زعماء الطائفة وأعلنوا أن الحسن العسكري لم يخلف ولداً وقد تمسك بعض متكلمي أهل السنة بهذا الادعاء لإبطال عقيدة الإمام الغايب على أن الوجود التأريخي لمحمد بن الحسن يتأكد في التدابير التي اتخذت لإخفائه وتنظيم كيفية الاتصال به وتتضمن المصادر الشيعية تحذيرات من الكشف عن أمره تنم عن شعور حقيقي بالخوف على حياته ويرد شيء من ذلك في كتاب الكافي المكتوب في عهد الغيبة الصغرى والذي يقول الشيعة أن المهدي اطلع عليه في مخبأه ومن المحتمل أن المهدي لم يتزوج أو لم ينجب ولداً مما جعله آخر الائمة ومن المحتمل كذلك أن حمله للرقم 12 قد أغرى الزعامة الشيعية بإعلان ختام لسلسة الائمة يضعهم في نسق واحد مع نقباء بني إسرائيل وحواريي المسيح ولكي لا يتشتت شمل الطائفية بسبب انعدام الإمام المعصوم أعلن زعماؤهم بعد وفاة الإمام المختفي أنه قد غاب الغيبة الكبرى ويعني أنه لم يمت وبالتالي فالإمام المعصوم باقي على رأس الطائفية , ولو أنها لم تعد تستطيع رؤيته وتلبست القضية عقيدة المخلص فصار يسمى المهدي المنتظر ومن المرجح أن هذا الاسم قد أضفي عليه بعد الوفاة لأ ن الروايات المنقولة إلينا عن أيام الغيبة الصغرى لا تتضمنه ( للحديث بقية في الأعداد القادمة ) * كتاب من قاموس التراث – للفكر الكبير هادي العلوي – دار الأهالي للطباعة والنشر 1988 |