![]() |
مشاهد عراقية .. - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60) +--- الموضوع: مشاهد عراقية .. (/showthread.php?tid=9446) الصفحات:
1
2
|
مشاهد عراقية .. - دستورنا الاسلام - 08-25-2007 منذ سقوط الصنم في التاسع من نيسان وأنا أزور بلدي العراق دورياً ... أحياناً أبقى هناك لمدة تزيد عن الشهر ... وأحياناً يومين لا غير وفي الغالب تكون مدة الزيارة أسبوعاً. لدي هناك مصالح متعددة ... فما بين التجارة وزيارة الأهل ... وزيارة أصدقاء قدامى كان الوالد يشاركهم في "ماعونهم" والآن باتوا وزراء ونوّاب ... زمن جميل رغم قساوته يحن اليه والدي وأحن اليه أيضاً. أذهب للبصرة فأرى شط العرب يجري كعادته غير آبهٍ بما حوله ... "العشار" يرفض الاستسلام والخضوع فمازالت الحركة التجارية تدب هناك ... الحكيمية حيث العمل وأهلها الطيبون. أتجول هناك فأرى عمالاً فقراء من شركة النفط يجتهدون في تجميل ساحة الشهيد عز الدين سليم لتغطي على عجز الحكومة في هذا المجال! بالمناسبة ... "عز الدين" هذا أو بالأحرى "أبو ياسين" كان صديقاً للوالد ... كان رجلاً فقيراً معدماً ومؤلفاً كبيراً ومؤرخاً لا يشق له غبار ... لم يمتلك في كل حياته ألفا دولارٍ على بعضهما ويصفونه مع ذلك بـ "العمالة"! أتمشى في "الحيانية" ... وتلك قصة أخرى ... حزام بؤس سُمي على اسم مُترف قاسٍ ... تجد هنا التناقض الصارخ بين مدينة تختلف عن اسمها. أظن أني أبحرت عميقاً في مشاهدي ليومٍ واحدٍ .. يُتبع ... مع مشاهد أخرى! مشاهد عراقية .. - دستورنا الاسلام - 08-26-2007 التناقض قاتل في العراق. ففي وسط البصرة تكاد تختنق بهواء عوادم السيارات الملوث ... فأغلب السيارات هناك من النوع القديم الذي أعياه الدهر فبات على خصامٍ مع "الفلاتر"! الوضع يُصبح "كارثياً" في آب اللهاب ... فمع هذه الهواء الثقيل والرائحة النتنة المنبعثة من المجاري التي هي في الواقع أصبحت "فوق الأرض" تكون (الحرارة) القشة التي تقصم ظهر العراقي ... هذا العراقي الذي أيقنت أنه يتحمل أكثر من البعير المعروف بـ "قشته". ولكن عندما تتجه نحو (أبو الخصيب) "100 كم جنوباً" وهي احدى أقضية البصرة السبعة فان واقعاً مغايراً ستراه. بساتين ان وقعت ناظرك عليهالن تصدق أنك في العراق ... حيث أشجار النخيل التي تغطي مساحاتٍ متكاملةٍ لا تقطعها سوى جداول المياه التي لخريريها نغم موسيقي رائع يُضاف الى صوت العصافير. هناك سترى بساتين "التفاح" ... تفاح البصرة لا يشبه من قريبٍ ولا بعيدٍ "التفاح الأمريكي" المحقون بالفيتامينات والمطى بالشمع ذا اللون الأحمر الكذاب. تفاحنا على الطبيعة ... لا هو أصفر ولا أحمر ... هو خليطٌ بينهما يمتاز بصغر الحجم وبحلو المذاق. البعض ممن لم يزوروا العراق يتهمونني بالجنون ... لزيارته في المقام الأول طبعاً ولأكلي من ثماره التي يصفونها بـ "الملوثة" باليورانيوم المنضد! لكني وأنا أقلّب تلك التفاحة البريئة بين أصابعي تتلاشى كل تلك التحذيرات. مشاهد عراقية .. - سيستاني - 08-26-2007 دستورنا حدثنا عن الناس , كيف يتعايشون مع الموت؟ حدثنا عن ثأثير الشحن الطائفي من الجانبين على التعايش . حدثنا عن الاسواق و القهاوي الشعبية و كيف تستمر الحياة حدثنا عن الاطفال و ثأثير الاحداث عليهم و على ألعابهم :redrose: مشاهد عراقية .. - -ليلى- - 08-26-2007 تسجيل متابعة دستورنا الإسلام:wr: مشاهد عراقية .. - Abdelrahman - 08-26-2007 أنا أيضاً أسجل متابعتي.. :redrose: مشاهد عراقية .. - jafar_ali60 - 08-26-2007 وايَضاً تسجيل متابعة ، مشروطة بما ورد على لسان السيستاني ، حدثنا عن الانسان العراقي الحالي ، أحلامه ، آماله ، الخوف ، الارتجاف ، عيون الاطفال ........ :97: مشاهد عراقية .. - طريف سردست - 08-26-2007 50 الف عراقي يغادرون العراق شهريا. هذه حكايات العراقيين في سوريا: لينا عراقية (مدرسة لغة عربية قبل الحرب) قالت "قدمت إلى سوريا في الشهر الثاني من هذا العام مع زوجي وأولادي الثلاثة بعد أن صبرنا حتى عجزنا عن تحمل أي ضغط إذ لا كهرباء ولا ماء ولا أمن نسكن في الفلوجة وفي أي لحظة نحن معرضون للموت وكل ما يشغل بالنا هو سقوط قذيفة أو حصول انفجار يؤدي بحياتنا ولم أخف على نفسي بل خفت على أولادي ولم يكن سهلاً علينا ترك منزلنا وترك ما بقي من أهلنا والنزوح لكن التمسك بالحياة والخوف على الأطفال دفعني إلى المجيء إلى سوريا ولسنا هنا بقصد الإقامة الدائمة إذ لم ندع سفارة أجنبية إلا وطرقنا بابها لكن الأمور لا تسير بشكل جيد، هذه هي ديمقراطيتهم شتتونا ونهبوا بلدنا ولا يسمحون لنا بدخول بلدانهم، بالنسبة للشعب السوري هو شعب طيب مضياف ومسالم ولا نشعر بأننا غرباء واندماجنا قوي مع السوريين، وأكثر ما يعجبني هنا الأمن حيث أستطيع أن أخرج في أي وقت من المنزل دون أن يعترضني أحد وأستطيع أن أدع الأطفال يلعبون بحرية دون خوف عليهم، نحن نفتقد إلى الأمن كثيراً لأننا منذ وقت طويل ونحن محرومون منه أي منذ زمن صدام وجاء الأمريكان بعدها ليكملوا اللوحة. سامي (سوري صاحب مفروشات) اكد ان له اصدقاء عراقيين وابدى تعاطفه معهم وحمل مسؤولية الغلاء لجشع التجار "أنا من الشباب الذين أصبح لديه أكثر من صديق عراقي وهؤلاء مثال للأدب والأخلاق والأهم الطيبة والكرم، تحدث هناك مشاكل من قبل بعضهم لكن هناك مسيئين من كل الجنسيات ومن كل الأعراق ولا يجب أن نعمم صفة وغلاء الأسعار وخصوصاً المنازل في سوريا نصفه بسبب أصحاب المنازل نفسهم وجشعهم وطمعهم في استغلال شعب لجأ إلى سوريا هرباً من بطش المحتل وأيضاً هذا الأمر جاء لصالح المؤجرين فقد رفعوا السعر وسحبوا ذلك على السوري قبل العراقي". أحمد (عراقي يعمل في مطعم) اشار الى انني أعيش في سوريا منذ فترة لا بأس بها وفي منطقة جرمانا، ولدي أصدقاء سوريين يتعاملون معي بمنتهى الذوق، هناك من يشوه صورة العراقيين لكنهم قلة قليلة وهم صفر بالألف، وحصلت هناك بعض المشاكل فالأجدر بنا أن نكون متقيدين أو نحاول أن نكون قريبين من عادات وتقاليد أهالي المناطق التي نسكنها في بلد فتح لنا الأبواب على مصراعيها ولا يجوز أن نتصرف تصرفات لم نكن نجرؤ على التفكير بها في العراق. نهاد (سوري) قال هناك بعض العراقيين الشرفاء وذوي السمعة الحسنة لكن منهم من شوه صورة العراقيين هم مجموعة من القتلة واللصوص الذين نهبوا وسرقوا وقتلوا في العراق وتوجهوا إلى سوريا، فمن يدفع الثمن الآن الشرفاء من العراقيين والثمن الأكبر يدفعه السوريون الذي أصبح بلدهم محط أنظار الفاسدين ..وغيرهم، فأسعار الشقق السكنية ارتفعت وأصبح البيت حلم لكل سوري كنا نعتبره من الفئة المتوسطة والأسعار أصبحت نارية وهناك ضغط على الخدمات.. والوضع أصبح سيئاً جداً بوجودهم نحن لسنا ضد أن نستضيف العراقيين لكن يجب أن يكون هناك ضوابط من قبل الحكومة فهذا العدد هائل ولا يمكن لبلد مثل سوريا استيعابه أيضاً هناك عدد منهم جلبوا المشاكل إلى البلد ونشروا أمراض اجتماعية كنا نادراً ما نسمع بها في سوريا فهل هذا جزاء الضيافة، صحيح أن الشعب العراقي في أزمة ونحن أشقاء لكن يكفي السوريون ما يعانونه من ضغوطات. محمد (عراقي) اوضح هربت من العراق أنا وعائلتي بعدما ضاقت بنا السبل والتنقل من بيت إلى بيت خوفاً من التهديدات والوعود بالقتل إذ لم أترك منزلي فقط منحوني 72 ساعة تاركاً خلفي منزلي مع الأثاث دون حارس ولا أعلم ماذا حل بالمنزل من بعدنا المهم سلمت على حياة أطفالي طالباً الأمان فقط عندها لجئت إلى سوريا التي عوضتني أهم شيء ألا وهو الأمان وبالإضافة إلى ذلك طيبة وبساطة الشعب السوري فقد تعايشت معهم من خلال الزيارات المتبادلة مع الجيران ليّ في المنزل والاطمئنان علينا إن كنا محتاجين لشيء. (هربا من العنف).... رامي عراقي تحدث عن ظروفه في العراق وقال " هربت أنا وزوجتي من العراق بسبب أعمال العنف التي طالت جميع أفراد عائلتي، فقد داهمت مجموعة مسلحة مرتدية زي الجيش مقر الشركة التي كنت أعمل فيها وقد شاعت الرعب في أرجاء الشركة فقد قاموا بسرقة البضائع والأموال وخطف أحد موظفي الشركة بالإضافة إصابتي بإطلاقة نارية في كتفي لإشاعة الرعب والفتنة الطائفية داخل بيتي ومحاولة لخطف زوجتي أثناء ذهابها إلى العمل. وبعدها وصلنا تهديد إلى البيت بمغادرته بأسرع وقت كل هذه الأمور جعلتنا نتوجه إلى سوريا طلب للأمان والأمان فقط، لكن لم نجد الأمان فقط في سوريا بل وجدنا أهلها المرحبين بنا كأنهم يعرفوننا منذ زمن فطلتهم الدائمة علينا جعلونا نشعر أننا وسط أهلنا وأصدقائنا كنا لا نعرف كيف نرد جميلهم لنا طبعاً هذه ليست مقتصرة على الجيران فقط بل على أهل المنطقة كلها التي نسكن فيها يبادلوننا نفس المشاعر الجميلة فبالرغم من أننا مثقلين على اقتصاد سوريا كأننا نتقاسم رغيف الخبز معهم إلا أن هذا لا يظهروه أمامنا، كما وصل تأقلمنا مع أخواننا السوريين إلى حد حب الدفاع عن سوريا فدفاعنا عن سوريا هو الدفاع عن الأمان الذي منحته لأشقائهم العراقيين والدفاع عن شعبهم الأصيل وعن طبيعتهم الخلابة. فقد وصل الحال بنا مع فرحهم نفرح ومع حزنهم نحزن". مشاهد عراقية .. - دستورنا الاسلام - 08-27-2007 Array دستورنا حدثنا عن الناس , كيف يتعايشون مع الموت؟ حدثنا عن ثأثير الشحن الطائفي من الجانبين على التعايش . حدثنا عن الاسواق و القهاوي الشعبية و كيف تستمر الحياة حدثنا عن الاطفال و ثأثير الاحداث عليهم و على ألعابهم :redrose: [/quote] كل ما ذكرت عزيزي وأكثر ستأتي في المشاهد التالية ... هي مشاهد طويلة وكثيرة سأحاول أن أغطي بها القدر الأكبر من الواقع. Array تسجيل متابعة دستورنا الإسلام:wr: [/quote] خالص الشكر .. Array أنا أيضاً أسجل متابعتي.. :redrose: [/quote] خالص الشكر أيضاً .. Array وايَضاً تسجيل متابعة ، مشروطة بما ورد على لسان السيستاني ، حدثنا عن الانسان العراقي الحالي ، أحلامه ، آماله ، الخوف ، الارتجاف ، عيون الاطفال ........ :97: [/quote] صبرك عليّ عزيزي ... كل ذلك آتٍ ان شاء الله. مشاهد عراقية .. - دستورنا الاسلام - 08-28-2007 يبدو أن لـ "التناقض" حديث طويل في العراق ... هو لا يقتصر على مجالٍ بعينه هو يمتد الى مختلف مناحي الحياة ... تجده حاضراً في كل صغيرة وكبيرة ... انه "أسلوب حياة" بذاته تُرغم على أن تكون جزءً منه. لعلّ "التناقض" الجذّاب ... هو "تناقض" القطبين الجبارين ... القطبين الذان تطحنان رحاهما آمال البعض وتوسع أيضاً آلام آخرين. انهما "الحياة" و"الموت" ... تجدانهما يتعايشان جبراً على أرض العراق ... انك تراهما في كل يومٍ وساعةٍ ودقيقيةٍ وثانيةٍ ولحظة. أسير في "كرادة مريم" في بغداد ... فأجد عريساً تشق البسمة وجهه المشرق وهو بين أهله وأصدقائه ينثرون عليه الورد المجفف وأرز العنبر وماء الورد ... من تجمهر بسيارته قد أطلق العنان لبوقها ... مجموعة من الشباب يرقصون "الجوبي" على أنغام "عيد وحب". لم أقاوم المشهد الرائع هذا فقررت أن أترجل من سيارتي وأشاركهم فرحهم في واقع تملؤه الأحزان رغم عدم معرفتي لا بالعريس ولا بالعروس ... حتى اسميهما لا أعرفه ... مجرد مشاركة! الكل يرحب بك هنا ... فاليوم يوم فرح والكل معزوم ... يوزع الأطفال الحلوى و"الجكليت" على المارة رغم أن لهم النصيب الأكبر منها. تخرج العروس بأبهى حللها على استحياء ليستقبلها زوجها وسط "الصلوات" ودعوات العجائز بالبركة والرزق الوفير والذرية الطيبة. أقرر هنا أن أنحسب وأكمل المسير ... على بعد عشرات الأمتار أرى آثار دماءٍ على أحد الجدران وليس ببعيدٍ عن تلك الآثار لافتة "سوداء" كبيرة تؤبن شهداءً سقطوا في انفجارٍ عبثي قبل أيام ... اللافتات السوداء منتشرة هنا ... فهذه المنطقة تستقبل بضع "مفخخات" كل شهر تودي بحياة الكثير من أبنائها ... عندما أرى هذه اللافتات أتذكر "لافتات" أحمد مطر الساخرة ... ربما للمفارقة في المشهد ... بين "أفراحٍ" مبتهجة و"أتراحٍ" مكتئبة. في الشارع الأول تجد حياةً جديدة قد انبعثت ... وفي الشارع المقابل ترى أرواحاً زهقت لتنتظر أن تُبعث الى ربها. الناس في الغالب تبحث عن "الفرح" وهي تُدرك أن "الموت" متربصٌ به ... تخرج الجموع فرحةً بفوز المنتخب العراقي ولو على باكستان ليجسدوا نشوة "الانتصار" ... "الانتصار" على البت و "الهزيمة" ... هم يعلمون أن "انتحارياً" قد يُفسد كل شي بـ "كبسة زرٍ على حزامه الناس" ولكنهم لا يأبهون وكأنهم يقولون ان "كبسة زر" لن تركعهم وهم الشعب الذي لطالما وُصف بـ "الصعب المراس" الذي لا يخضع. تناولت الفضائيات ووكالات الأنباء باستغراب خبرتلك المرأة التي فقدت ابنها في انفجارٍ استهدف المحتفلين بفوز العراق بنصف النهائي ... فأبت أن تقيم "العزاء" الاّ بعد أن يفوز المنتخب العراقي بالكأس ... وكان كذلك ... ليهدي شباب العراق الكأس لهذه المرأة التي فهمت رغم أميتها "ثقافة" الموت والحياة. العراقي رغم نزعاته الى "البكاء" و "المواويل" الحزينة والآهات والشكوى ... فهو في نفس الوقت يُحب النكتة وجلسة الاُنس ومسامرة الأصدقاء. في كل يومٍ في العراق ... تُطفؤ شمعة ... ولكنها تُشعل أخرى ... ليبقى النور هو العنوان وان احتشد الظلام. مشاهد عراقية .. - سيستاني - 08-28-2007 رائع يا دستورنا استمر نحن لك متابعون :redrose: |