حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
مسلمون ضد الإسلام: ثقافة التعسير - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58)
+--- الموضوع: مسلمون ضد الإسلام: ثقافة التعسير (/showthread.php?tid=9512)



مسلمون ضد الإسلام: ثقافة التعسير - بسام الخوري - 08-21-2007

مسلمون ضد الإسلام: ثقافة التعسير
أحمد عمر الحياة - 21/08/07//

«الأصل في الأشياء الإباحة» في الشريعة الإسلامية، لكنّ ثقافة العولمة ورياحها العاصفة فاجأت سنابلنا الفارغة التي لم نحسن زرعها فجعلت البلاد منكوبة بفكرها وعقولها وقلبت المفاهيم والسنن، ففي هذه الأيام يكاد يكون الأصل في الأشياء التحريم في كثير من الأذهان! زيادة الطلب على الفتوى تعكس أزمة في العقل المسلم، فيما الحرام بالمعنى الديني والإنساني والجمالي يجتاح الحياة المسلمة. هل نتذكر جماعة طالبان التي ترهن اثنين وعشرين كوريا نقصوا اثنين.

أن تخطئ طالبان في قراءة الشريعة، أمر يدفعنا إلى البحث عن «لكن» وأسباب وتعليلات أهمها: البعد الجغرافي، الحرب والاحتلالان الروسي والأميركي، حاجز اللغة، الطبيعة المناخية، الإرث القبلي، العزلة الثقافية، فما بال الأقوام العربية المقيمة في المركز الإسلامي والتي نزل عليها الوحي بلسانها والذين بعث الله فيهم رسولا من أنفسهم؟

كان خادم الجامع في السوق يصب الشتائم على بائع دخل إلى الجامع ليملأ زجاجته من سبيل المصلين الداخلي فدفعه إلى الشارع، تدخلت بينهما محاولا إصلاح ذات البين وإقناع خادم الجامع ـ الذي لم يكن يكف عن السب والشتم ـ بأنه ماء الناس قبل أن يكون ماء المسلمين، وأن المسلمين مشتركون في ثلاث: الماء والكلأ والنار، فجادل بأن سبيل العابرين على باب الجامع بارد أيضا فلمَ «يسرق» من ماء الجامع؟ البائع قال إن مياه الداخل ابرد بسبب قلة الطلب عليها، الناس أعجبتهم الفرجة فوقفوا يتفرجون ولو طلع بيد الخادم لأغلق باب الجامع على نفسه ورسمه باسمه!

الحادثة الثانية تروي كفاح مهندس زراعي في شركة حكومية مجاورة لمدرسة ثانوية تعمل فيها زوجته معلمة لمادة الكومبيوتر وعلومه، تعطلت الحواسيب في المدرسة بسبب شياطين تلبستها ويتطلب طرد أرواحها كتبا ومراسلات وموافقات واستئجار سيارة نقل وزمنا لا يقل عن أشهر!.. حاول زوج مدرسة مادة المعلوماتية الذي انعدى بهموم تلاميذ زوجته، إقناع مهندس زميل في شركته، خبير في طرد «الجان» من أجساد هذه الأجهزة بإسعافها. المشعوذ الحاسوبي قال إن إصلاحها لن يستغرق سوى دقائق، حسب توصيف المهندس الزراعي للعطل شفويا ، لكنه لا يستطيع أن يخطف رجله إلى المدرسة التي تبعد أمتارا، لأن «أهل العلم» لا يجيزون له استغلال زمن عمله، الذي هو ملك للشركة التي يعمل فيها بصفة ذكر نحل، في مدرسة تابعة لوزارة أخرى! كمد المهندس الزراعي غضبه واستعطف روح المشعوذ العصري: أليست وزارته التي يعمل فيها شقيقة لوزارة التربية؟ أليستا بنتين لأم واحدة هي الدولة؟ أم أن وزارة التربية وزارة تابعة لإسرائيل؟! والطلاب أليسوا أبناء هذا الوطن الذي يوصف في الإعلام المهرج بالمعطاء؟

تابع زوج المدرّسة محاولات الاسترحام وأغراه بأجر مادي رمزي من ماله: ليس في المدرسة حاسوب صالح للعمل، ونقل الأجهزة إلى مركز المدينة البعيد مكلف، والعلم فرض على كل مسلم ومسلمة.. وتحدث بما عرف من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة عن الخير والثواب وفريضة العلم وإماطة الأذى عن الكومبيـتورات... لكن المهندس بقي ثابتا صامدا متحرزا من الحرام والمـــوبقـــات، وقـــال انه لن يبرح حقبــا إلا بفتوى من الاتحاد العالمي لعلماء المــسلمين، مرفقة بمهمة إدارية وإلا لفحته النـــار؟ هل ترضى أن تلــفحني النار؟. وأعطاه عنوان مخبر الصيانة الذي يعمل فيه في مركز المدينة مع وعد بتخفيضات مالية على أجور طرد أرواح الفيروسات، فالعشرة لا تهون إلا على أبناء الحرام والكفرة! من الجدير بالذكر القول انه إذا كـــان معدل إنتاجيــة العربي بشكـل عـــام ثمـــانية دقائق يوميا في العـــالم العـــربي كـــما جاء في إحصـــائية شهيرة، فإن الإنتاج الحقيقي لكثير من الأقطـــار العربية هو ناقص ثماني دقائق! لأن البطالة المقنعة تهدر أموال الصحة والنقل كما أن زيادة العمال تزيد في البيروقراطية السيزيفية المعيقة للنمو والتطور!

تبدو الحادثة الثالثة أكثر طرافة وألما، وبطلها الأوحد هو الراوي: وملخصها إنني في الفترة الأخيرة من أيام الوطن «السعيدة» تعودت على دعوة العصافير إلى الإفطار. قبل أن أضع الإفطار لنفسي على الشرفة أقوم بنثر الخبز اليابس على الأرض تحتي، والمتبقي من أمسي المنصرم، وما أكثره بسبب رداءة التصنيع والتخبيز! فمصائب قوم (البشر) عند قوم فوائد (الحيوانات)!. فلاحظت عدة أمور: أولها اهتمام عامة السابلة برفع الخبز عن الأرض ووضعه على النواصي والزوايا بعد تقبيله استغفارا ووضعه على الجبين اعتذارا! و اكتشفت أيضا أن العصافير تخاف الصغار أكثر من الكبار!( هل هي من علامات القيامة؟) والعلة هي غياب الألعاب والساحات والملاعب من حارتنا الضيقة العشوائية. وأن الناس لو اهتموا برفع القمامة المنثورة على الطرقات كاهتمامهم بسقط الخبز اليابس في الدرب لغدت حارتنا نظيفة بيضاء لا شية فيها. لكنّ أهل الحارة بدورهم اكتشفوا «عدو الشعب « أو بالأحرى عدو الله وعرفوا مرتكب «كبيرة» كب النعمة على الأرض، فجنّ جنونهم. حاولت إقناعهم بما اعرف من الآيات والأحاديث حكمة إطعام العصافير، وإنني أغذيها لكي تسبّح لله، وانه في كل كبد رطبة اجر، وإنني إنما انثرها على الدرب في الأوقات التي يقلّ فيه السير، وانه خلال نصف ساعة لن تترك جماهير العصافير كسرة واحدة، إلا وقد هتفت لها بهتافات المناقير والريش.

فتقديس الخبز ارث وثني عشتاري قديم واحسب أن التمر أو التين أو الزيتون أو الزنجبيل أكرم من الحَب في الكتاب والسنة، فعمتنا النخلة، والتين والزيتون بنات عمومتنا التي اقسم الله بهما... هنا قررت قراري وأقسمت: لأهاجرن من الوطن «المعطاء» فرارا بدنياي قبل ديني لأن الدنيا مزرعة الآخرة ولا تصلح الآخرة بإتلاف الدنيا فقصدت بلاد الحبشة التي عاصمتها استوكهولم والتي لا يُظلم عند ملكها احد؟

تذكرنا هذه الحوادث بحادثة فقه قتل البعوضة في البيت الحرام التي سُئل عنها ابن عباس، وحديث الفتنة التي «يموت فيها قلب الرجل كما يموت فيها بدنه، يمسي فيها مؤمناً ويصبح كافراً، ويصبح كافراً ويمسي مؤمناً»

ومروية الخارجة «الأتقياء» الذين قتلوا عبد الله بن خباب بن الارت، وزوجته الحامل، قتلة فظيعة منكرة، لكنهم، لله درهم، عوضوا أهل الذمة عن خنزيرهم الذي ضربوه بالسيف ورمى احد هؤلاء الخارجة الرطبة التي لاكها بغير حلّها وبغير ثمن! فأكرم بهؤلاء المسلمين المشتركين في الثالثة الأخيرة من الثلاث وانعم!


* كاتب سوري مقيم في السويد.