نادي الفكر العربي
لماذا الخوف من العدم؟ - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار اللاديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=63)
+--- الموضوع: لماذا الخوف من العدم؟ (/showthread.php?tid=96)

الصفحات: 1 2


لماذا الخوف من العدم؟ - وليد غالب - 05-09-2009

إذا كانت الحاجة هى أم الاختراع، فإن أهم حاجة من الحاجات التي أبدعت اختراع الأديان والأساطير هى الرغبة في الخلود والخوف من العدم..
كل الكائنات الحية تعيش حياتها دون أن تفكر بالمصير الذي ستنتهي إليه.. ببساطة لأنها غير قادرة على هذا النوع من التفكير..
ومنذ أن تطورت القشرة الدماغية لدى الإنسان ليصل لدرجة عالية من الذكاء والوعي، صار يفكر في المصير الذي سينتهي إليه..
ويبدو أنه وجد فكرة العدم فكرة مرعبة..
هرة ما يموت وليدها، فتحزن عليه قليلاً، ثم بعد ذلك تعود لحياتها وكأن شيئاً لم يكن.. في نظر الأم فإن ابنها ليس نائماً، ولن يعود مرة أخرى للحركة، لقد انتهى، وسيكون جسده عرضة للتلف.
هكذا هو الموت في عالم الحيوان.. ولكن عند الإنسان الذي يظن نفسه محور الكون، فالأمر مختلف..
إلا أنني لا أخفي دهشتي من الذين يخافون من العدم، بل على العكس أجد أن فكرة الخلود هى المرعبة وغير المعقولة..

إن تجربة الإنسان للحياة هى فترة لا تُذكر من عمر العالم..
لقد حصل الانفجار العظيم منذ 15 مليار سنة.. يعني 15 ألف ألف ألف سنة.. فترة يعجز عقلي عن إدراكها.. فترة نشأت فيها عوالم ومجرات ساحقة هائلة، وولدت وتبعثرت نجوم مرعبة في كثرتها.. فترة حصلت فيها أحداث لا يحتمل عقل أن يدركها..
ثم وُلدت الأرض قبل نحو خمسة مليارات سنة..
ونشأت أولى مراحل الحياة قبل نحو أربعة مليارات عام..
لتبدأ دورة بطيئة جداً من التطور.. أجيال وأمم من الكائنات الحياة تمضي وتذهب تمضي وتذهب.. من 700 مليون عام ظهرت الحيوانات.. تسيطر الديناصورات على الكرة الأرضية ثم تنتهي بضربة نيزك هى مجرد حدث واحد بارز من بين ما لا يُحصى من الأحداث البارزة التي شهدتها الأرض..
ثم بدأت الإنسانية.. ثم ابتدأت الحضارة.. أمم وملايين من أبناء الفراعنة والسومريين والبابليين والهنود والصينيين وأهل المايا والهنود الحمر وغيرهم.. آلاف السنوات الصاخبة بالحياة والنشاط الإنساني..
ثم جاء القرن الماضي.. مرت عليه كما مرت على كل القرون الماضية أحداث كبرى..
وفي النصف الثاني من هذا القرن وُلدت!..
أين كنت في كل الفترة السحيقة الماضية بكل ما فيها من أحداث؟
لا شيء..
أين كنت حين كان الإسكندر المقدوني يملأ الدنيا بأخباره وانتصاراته؟ أين كنت حين هزم الإكسندر جيش الفرس المليوني في معركة جواجاميلا؟.. لا شيء..
أين كنت حين انتصر المسلمون على جيش الروم في اليرموك؟ .. لا شيء..
أين كنت حين كانت جيوش الحلفاء تدك برلين وكل الناس حول العالم متحلقة حول أجهزة المذياع تتابع أخبار هذه الحرب الأشرس في التاريخ وهى تشارف على الانتهاء؟.. لا شيء..
أين كنت حين صعد الإنسان إلى القمر؟.. لا شيء..

ماذا يعني كل هذا؟.. يعني أنني جربت العدم لفترة تصل إلى 15 مليار عام.. يعني أضعاف أضعاف أضعاف ما عشته حتى الآن.. وفاتني ما لا يمكن تخيله من أحداث زخر بها تاريخ البشر ناهيك عن تاريخ الأرض والكون..
15 مليار عام كنت فيها في حالة العدم.. فلماذا إذاً أخاف من العدم؟؟ هذا شيء جربته لفترة طويلة للغاية.. فلماذا الخوف؟؟
ومثلما فاتتني 15مليار عام دون أن أشعر بأي حزن أو أسى على ذلك.. فلماذا إذاً أخشى أن تفوتني مليارات الأعوام القادمة؟؟
بل وأكثر من ذلك.. فإنني حتى وأنا الآن في فترة عمري ووعيي.. فإنني أجرب العدم كل يوم لساعات طويلة!!
تذهب إلى فراشك الساعة 12 مساء.. تستيقظ وتجد الساعة قد أصبحت الثامنة صباحاً.. ماذا ستتذكر من الثمانية ساعات الماضية ؟؟ عدة أحلام لا تتجاوز مدتها خمسة دقائق في أفضل الأحوال.. طيب أين ذهبت الـ 7 ساعات و55 دقيقة الأخرى؟؟.. لا شيء.. كنت لا تشعر لا تفكر.. كنت بلا وعي.. فترة لا تتذكر منها شيئاً.. وهذا هو العدم بالضبط..
يعني العدم ليس شيء جربته في الماضي وانتهى الآن.. بل ما يزال يلازمك في كل يوم..
وهذا يعني أن الموت ليس أكثر من نوم، ولكن من دون استيقاظ، ومن دون أحلام.. فلماذا أخاف من الموت وأنا لا أخاف من النوم وأرتمي كل يوم على فراشي الوثير بكل سعادة انتظاراً لثمانية ساعات من العدم المطلق؟..

ثم بالله عليكم.. معقولة أن الإنسان سيظل حياً بعد موته.. وإلى الأبد؟؟؟؟
لحظة شوي..
هل فكرت بمعنى "الأبدية"؟؟؟؟
كم عمرك؟؟ 20؟؟ 30؟ 40؟ 50؟
كل حياتك بكل ما حصل فيها من أحداث عادية وجيدة وسيئة.. حياتك بأكملها هذه.. ليست سوى حبة رمل من صحراء حياة ما بعد الموت..
ألف سنة.. يليها ألف سنة أخرى.. يليها مليون سنة.. يليها مليار سنة.. يليها ترليون سنة..
هل هذا شيء معقول ومنطقي؟؟
يا رجل ماذا سنفعل في كللللللللللللللللللللللللللل هذه الفترة؟؟؟؟ ماذا سنفعل؟؟؟؟
حتى لو كان الإنسان سينتهي إلى جنة مزعومة فيها ما لا عين رأت.. فمهما كانت درجة النعيم.. سيصل الإنسان لمرحلة "العادة".. واسألوا كل الأثرياء والمشاهير الذين انتقلوا من فترة حياة الشقاء إلى فترة حياة الثراء والشهرة..
كم من الممثلين والمغنين المبتدئين وغير المعروفين يتمنون أن يحققوا النجاح ويصلوا إلى الشهرة؟، إنهم يظنون بأنهم حين يحققون ذلك سيعيشون الحياة بأفضل ما يمكن وسيكونون في سعادة ورضا تامين.. ولكن ما أن يحقق أحدهم الشهرة والنجاح والثراء.. ستمضي عدة أشهر فقط في حالة السعادة والنشوة.. ولكن بعد ذلك يبدأ كل ذلك بالاضمحلال إلى أن يصبح الوضع الجديد مجرد عادة.. بحيث يصبح شعوره اليومي لا يختلف كثيراً عن شعوره اليومي حين كان لا يعرفه في العالم سوى عائلته وأصدقائه ولا يملك سوى بضعة آلاف من الدولارات.. واسألوا المشاهير.. وانظروا إلى عالمهم كم هو مليء بالتعاسة والشقاء.. بل ولا يعدم حالات الانتحار!!!!!!!..
بل إنني أجزم بأن شعور "براد بيت" وهو يتناول العشاء مع زوجته الفاتنة "أنجيلينا جولي" ، لا يختلف كثيراً عن شعور بائع شاورما يتناول عشائه مع زوجته الشمطاء.
لذلك، ففي الجنة المزعومة، ومهما كانت درجة النعيم خيالية، فحتماً ستصل في مرحلة ما إلى مرحلة العادة، وبعد ذلك عليك أن تعيش في مرحلة العادة هذه إلى الأبد مليارات تريليونات السنين!!.

حب الحياة هو منشأ القول بالحياة بعد الموت.. إلا أن هذا يذكرني بقول الزهاوي عن الذين يقولون بوجود الله:
لما جهلت من الطبيعة أمرها ** وأقمت نفسك في مقام معلل
أثبت رباً تبتغي حلاً به ** للمشكلات فكان أكبر مشكل

وهؤلاء الذين يقولون بالحياة بعد الموت، أوقعوا أنفسهم في مشكلة أكبر من التي كانوا فيها أصلاً..
فإن كانوا لم يجدوا أي معنى في كون الإنسان سينتهي وجوده.. فهل هناك معنى معقول ومنطقي في أن الإنسان سيعيش إلى الأبد وكأنه مجرة درب التبانة؟ حتى مجرة درب التبانة ستصل إلى نهاية.. ولكن خيالات الإنسان ليس لها نهاية..
أنا سأعيش بعد الموت مليارات السنين؟؟
العمى!!!
لا يمضي يوم دون أن أشعر فيه بالملل.. ثم تحدثني عن مليارات السنين سأعيشها بعد الموت؟.. بحق الجحيم ماذا سأفعل خلال هذه الفترة؟؟..
ليس أنا فحسب.. بل كللللللللللللللللل البشرية ستعيش إلى الأبد!!!!!!!..
تخيل: أبناء العصر الحجري والذين كانوا يعيشون في الكهوف، ما يزالون على قيد الحياة إلى الآن عبر أرواحهم، وسيظلون هكذا إلى الأبد..



[صورة: 500_chauvet.jpg]

تخيل أن الذين رسموا هذه الرسمة في أحد الكهوف قبل نحو 30 ألف سنة، ما يزالون أحياء حتى هذه اللحظة، وسيبقون كذلك لمليارات السنين القادمة!!!!
الفراعنة.. الآشوريين.. الأوغاريتيين.. الكنعانيين.. كل الذين عاشوا على القارة الأروبية.. كل الهنود الحمر.. كل كل كل كل البشر الذين عاشوا..
يعني هل من المعقول أن هؤلاء كللللللللللللللهم ما يزالون على قيد الحياة عبر أرواحهم، وستبقى أرواحهم حية لمليارات السنين القادمة؟؟؟؟
لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وماذا سيفعلون؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كل عام ملايين الأشخاص ينهون حياتهم بمحض إرادتهم لأنهم لم يطيقوا الاستمرار في فترة الوعي القصيرة التي يعيشونها.. في اليابان لوحدها كل عام ثلاثين ألف حالة انتحار.. ثم تأتي لتحدثني عن أن كل البشر سيعيشون مليارات تريليونات السنين؟؟؟

يعني بالله عليك.. أيهما أكثر منطقية.. هذا السيناريو العجيب الغريب الذي لا لون ولا رائحة ولا طعم له ولا دليل عليه ولا معنى له.. أم أن الإنسان مثله مثل باقي الكائنات الأخرى التي تملأ الكوكب.. يعيش فترة معينة هى فترة حياته.. ثم ينتهي وجوده مثله مثل الجميع.
أين الغرابة في هذا الأمر؟

سأتحدث عن دافعين يحثان على الاعتقاد بحياة ما بعد الموت: الرغبة في لقاء الأقارب المتوفين، والعدل.

مما يتميز به الإنسان عن بقية الكائنات هو درجة العاطفة العالية لديه والذكريات القوية التي لا تنمحي..
لذلك حين تتوفى والدة الإنسان أو زوجته.. يمني النفس بأنه سيلقى من يحب مرة أخرى بعد الموت، وبأن هذا الفراق ليس فراقاً أبدياً بل هو فراق مؤقت..
هذه بالتأكيد مشاعر نبيلة وفي غاية السمو والرقي.. ولكن لتناول الأمر من ناحية منطقية:
لنفترض أن هناك حياة بعد الموت.. طيب..
انتقلت إلى عالم الأرواح.. والتقيت بوالدتك وأبيك وأحبابك الذين كانوا موتى.. طيب..
كان اللقاء الأول حميمياً للغاية وأخبرتهم كم أنك كنت مشتاقاً إليهم وكم أنك سعيد بالعودة إليهم مرة أخرى.. طيب..
وماذا بعد؟؟؟
ستلتصق بهم لمليارات تريليونات السنين!!!!!!!!!!!!
يا عيني!!!!!!
What a reunion!!

يعني بالله عليك أنت على الأرجح قد جربت أن تلتقي بإنسان عزيز بعد فراق طويل، وتعلم كيف كانت مشاعرك في البداية بعد الالتقاء، ولكن هذه المشاعر تدريجياً تأخذ في الاضمحلال إلى أن تصل بعد عدة أسابيع إلى مجرد شعور عادي.. فالقاعدة معروفة: العادة تميت الإحساس..
يعني هذا الذي يتمنى أن يلتقي بزوجته بعد الموت.. كيف كان يشعر تجاهها في الأيام العادية حين كانت على قيد الحياة؟؟.. مجرد شعور عادي.. مثل شعور الأخوة مع بعضهم في المنزل.. يعني حتى أكثر علاقات الحب جنوناً، وبعد الزواج، سينتهي الشعور بالحب وتختفي المشاعر الجياشة، وتصبح العشيقة التي كنتَ ولهاً بأمرها قبل الزواج، تصبح مجرد شريكة في الحياة تهتم بأمرها وتكن لها مودة واحترام.. فقط..
ماتت زوجتك.. شعرت بالخسارة الكبيرة..
ثم انتقلتَ إلى عالم الأرواح.. والتقيت بزوجتك مرة أخرى..
ما سيحصل هو مجرد تكرار لسيناريو الزواج في العالم الأرضي.. مشاعر جياشة في الفترة الأولى.. وستضمحل تدريجياً مع الوقت.. لتصل في النهاية إلى الروتين.. إلأ أن هذا الروتين سيستمر لمليارات مليارات السنين!!!!!!
فهل هذا هو فعلاً ما يجعلك تتمنى الحياة بعد الموت؟؟؟؟ أن تعود لذات الرتابة والروتين الذي كنت عليه؟؟؟؟ وإلى الأبد؟؟؟؟؟

بقيت مسألة العدل..
الظلم هو من أبشع ما يمر به الإنسان.. تصور أولئك الصرب الذين قتلوا وذبحوا في المدنيين البوسنيين، اغتصاب للنساء، قطع للأيدي والأرجل.. يعني هل هذا شيء يمكن تصور مدى فظاعته؟؟ وهو ليس سوى صفحة واحدة من كتاب "المجاز" الذي هو بدوره ليس سوى كتاب واحد من سفر المظالم المديد.
وحين تشاهد فيديو لرجل أمن يعذب مُعتل، تتمنى لو ينال هذا الوحش الآدمي عقابه في يوم من الأيام..
ولكن.. ما نمتناه ليس من الضروري أن يتحقق.. بل بالعكس، وكل إنسان جرب المرور بذلك.. حين كنت مراهقاً كم كنت تتمنى من الأشياء؟؟ وبعد ذلك حين بلغت وكبرت.. ماذا تحقق لك من هذه الأمنيات؟؟.. هذا إن تحقق منها شيء أصلاً!!
من طبيعة الأمنيات أن معظمها لا يتحقق.. فلماذا تستبعد إذاً أن تكون هذه الأمنية عن "تحقق العدل" هى من فئة الأمنيات التي لن تتحقق؟
ثم أنها حتى لو تحققت.. فهى كعدمها..
فوفقاً للتصور الديني.. فإنه سيأتي يوم بعد آلاف السنين يُسمى بيوم الحساب، يتم فيه الاقتصاص ويأخذ كل ذي حق حقه..
طيب ما الفائدة حين يعود إلي حقي بعد آلاف السنين من تعرضي للظلم؟؟؟؟
تصور هذا المشهد يوم الحساب:
يُؤتى بشخص، ويُقال له: أنت قبل ثلاثة آلاف عام سرقت ألف دولار من فلان!!!!!!

يا عيني على العدل!!
يعني مثلاً لدينا مظلومية الشعب الفلسطيني..
إن أردنا العدل حقاً.. فالعدل الوحيد هو أن يُرمى الإسرائيليون في البحر ويرجعوا أدراجهم، ويعود الفلسطينوين إلى أرضهم.. هكذا العدالة بأتم صورها.
طيب أين العدالة يوم الحساب؟؟
ما الذي سيحصل يوم الحساب؟؟
لقد انتهت الأرض أصلاً ولم يعد هناك لا فلسطين ليعود إليها الفلسطينون ولا بحر متوسط ليُرمى فيه الإسرائيليون.. طيب كيف ستتحقق العدالة؟؟

ما قيمة العدالة حين تأتي بعد آلاف السنين وبعد أن تفنى الأرض وبعد أن يتغير كل شيء ولا يبقى أي شيء؟؟
هل هذه اسمها عدالة؟؟..
أنا شخصياً، مثلي مثل كل إنسان، تعرضت المظالم في حياتي، ولكنني أيضاً ومثل كل إنسان، مع مضي الوقت أنسى هذه الأمور..
قد تتعرض لخيانة بالغة من صديق.. ويهرب هذا من حياتك وتُمضي عدة أيام في حنق وغضب بالغ وأنت تتمنى أن تظفر به لتوسعه ضرباً بل وربما لتقتله !..
ولكنك بعد مضي عدة أعوام.. قد يمر هذا الصديق أمام عينينك فتكتفي بنظرة ساخطة.. بل ومن المحتمل أن ينتهي كل شيء باعتذار بسيط منه وتعودا أصدقاء كما كنتما من قبل!!..
أن تأتي العدالة بعد آلاف السنوات.. فهذه اسمها مهزلة..
لو كانت هناك عدالة.. فجيب أن يكون ذلك فورياً.. يعني تعرضت مثلاً للسرقة.. في اليوم التالي سيتعرض السارق لحادث سيارة تجعله طريح المستشفى لشهر.. يرتكب قائد إسرائيلي مجزرة في غزة.. في اليوم التالي يُصاب بمرض مميت بطيء شديد التعذيب هو وكل الذين شاركوا في المجزرة..
أما أن تقول لي بأن الله سيعاقب الظالمين بعد آلاف السنين.. وأن هذه هى العدالة التي تتمنى من أجلها الحياة بعد الموت..
فمع بالغ احترامي لشعورك الإنساني الصادق.. هذه مهزلة وليست عدالة.
وهذا شيء لا يستحق أن تتمنى من أجله حياة خرافية لا يوجد عليها أدنى دليل.


بسبب كل ما سبق.. أنا لا أخشى العدم على الإطلاق.. ولا أجد أي معنى في حياة بعد الموت.. بل أجد الخلود فكرة في غاية الغرابة واللامعقولية.
ولو أنني لسبب من الأسباب تمنيت أن أعيش لفترة طويلة، فقد أتمنى أن أعيش مثلاً لمئة وخمسين سنة بشرط أن تكون صحتي جيدة، يا عمي خليها ألف سنة.. ولكن أن أعيش مليار تريليون زليون سنة؟؟ فهذا شيء مرعب فعلاً.

تحية أبدية


لماذا الخوف من العدم؟ - ابن نجد - 05-09-2009

حسب تصوري الشخصي :
لايوجد خوف من العدم الا عند فئة المشككين ، فالمشكك هو الخائف من العدم ، فالمؤمن الصرف والملحد الصرف لايخافان من العدم ، فالاول لايؤمن به اطلاقا ولايعير نظرية العدم اي مصداقية والثاني يؤمن به تماما ، لذا فالنتيجة واحدة : لايوجد خوف .

يبدو لي ان الخوف عند المشكك يكمن بإحتمالية عدم صحة العدم .


لماذا الخوف من العدم؟ - طنطاوي - 05-09-2009

Arrayأين كنت في كل الفترة السحيقة الماضية بكل ما فيها من أحداث؟ لا شيء.. أين كنت حين كان الإسكندر المقدوني يملأ الدنيا بأخباره وانتصاراته؟ أين كنت حين هزم الإكسندر جيش الفرس المليوني في معركة جواجاميلا؟.. لا شيء.. أين كنت حين انتصر المسلمون على جيش الروم في اليرموك؟ .. لا شيء.. أين كنت حين كانت جيوش الحلفاء تدك برلين وكل الناس حول العالم متحلقة حول أجهزة المذياع تتابع أخبار هذه الحرب الأشرس في التاريخ وهى تشارف على الانتهاء؟.. لا شيء.. أين كنت حين صعد الإنسان إلى القمر؟.. لا شيء..[/quote]
كنت موجودا كمعلومات في امشاج بضعة انفار ممن كانوا يعيشون الارض وقتها ، وكنت موجوداً ك"مادة" كذرات متناثرة في الارض والماء والهواء في قارات العالم المختلفة وربما في الفضاء ايضاً.
جميلة جداً هي المحاججة التي اقمتها لكنها ليست كافية بالنسبة لي ، العدم والوجود وبقية مفاهيم "حافة الوعي" كما اسميها لا فائدة علي الاطلاق من التفكير فيها لان ، لان احتمال نسبة الخطأ كبير ، تماما كما تكون معادلات رياضية صحيحة لوصف متغيرات في مدي معين من الارقام لكنها خاطئة اذا قررت تعميمها علي مدي اخر واكبر من الارقام والامثلة الفزيائية والرياضية كثيرة.
مجهودك تشكر عليه لكن برايي الشخصي جدا ، فالانسان طور عقله في بيئة "غابات" و"صيد" و"مصالح" وتظل الياته العقلية حبيسة تلك الغابات .
هذا ليس دفاعا عن فكرة الابدية بالطبع لكنه رايي في تلك الامور ككل.



لماذا الخوف من العدم؟ - وليد غالب - 05-09-2009

السيد ابن نجد..
الخوف من العدم هو من الأسباب التي أدت إلى نشوء القول بالحياة بعد الموت.. وأعتقد بأن من أبرز ما يبعد المؤمن عن الإلحاد هو النهاية "الغير سعيدة" التي يبشر بها للإنسان..
أما أن يخاف الملحد من عدم صحة العدم.. فهذا يشبه أن يخاف المسيحي من عدم صحة المسيحية.. والمسلم من عدم صحة الإسلام.. وهلم جرا..
بالنسبة لي، فحتى لو شككت للحظة بإمكانية وجود حياة بعد الموت، فإنه لا يمكن لي أن أخاف من ذلك بل أنا أعتبر الحياة بعد الموت مفاجأة سارة وفرصة لاستكشاف حياة جديدة مختلفة.. ومن المستحيل تماماً أن يحصل شيء مما تدعيه الأديان لأنها متناقضة للغاية وكلاً يدعي وصلاً بليلى.. ولأن سيناريو التعذيب الأبدي البشع لمجرد عدم الإيمان بمحمد أو المسيح أو غيرهم، هو بحد ذاته فكرة شديدة السقوط واللامعقولية وفيها إهانة كبرى لله – في حال وجوده-.


عزيزي طنطاوي.. من البديهي أن المادة التي تشكلنا منها هى مادة خالدة – سواء كانت في حالة مادة أو في حالة طاقة-، والمادة التي أنا في النهاية تكونت منها هى موجودة منذ الانفجار الكبير، وبعد أن أموت بمليار سنة ستكون الذرات التي شكلت جسدي ما تزال موجودة في الكون مبعثرة في مساحات شاسعة أو يكون بعضها قد تحول إلى طاقة..
الوعي نشأ بسبب تشكل المادة بطريقة معقدة للغاية.. وحين ينتهي وعيي أكون قد انتهيت ودخلت في طور العدم.. فما فائدة المادة بلا وعي؟
انظر إلى ما يُسمى بـ "الميت دماغياً"، جسده يعمل 10\10 قلب نابض ورئة تتنفس ودورة دموية وكلى تصفي الدم وشعر ينمو.. ولكن لا يسمع ولا يرى ولا يشعر ولا يفكر.. لذلك هو ميت.. ولم يشفع له جسده النابض بالحياة طالما أن دماغه غير قادر على الوعي.. فالجسد حتى وهو حي لا فائدة منه حين يكون الدماغ غير قادر على الوعي..
وسبق أن قلت بأن النوم لا يختلف بشيء عن ما بعد الموت.. هو عدم مؤقت..
لذلك العبرة في النهاية هى في حصول الوعي لا في وجود المادة..
ثم إن قضية الحياة بعد الموت لا يوجد أي دليل أو مؤشر على إمكانية وجودها.. فما الداعي لوضع أي احتمال لإمكانية وجود حياة بعد الموت؟


لماذا الخوف من العدم؟ - طريف سردست - 05-09-2009


من نشأ عنده مشاعر الخوف وعبر عنها وسجلها، حكم على تاريخنا وتحكم به. هناك العديد من الشعوب لم تسجل ارهاصاتها، ولم ينشأ لديها خوف، او على الاقل لم يؤدي خوفها الى خلق تصورات لتهدئته. احدى هذه الشعوب جرى اكتشافه مؤخرا ولا يملك اية اساطير وميثالوجيا على الاطلاق، بل ولايملك ماضي ( او مستقبل).
http://www.alzakera.eu/music/vetenskap/Soc...social-0038.htm

ووجوده يبرهن ايضا على ان ماانتجته بعض الشعوب، او بالذات الشعوب التي تحكمت في خلق نظرتنا عن انفسنا، لايعدو اوهام ضرورية من اجل البقاء على الحياة. من المثير ان لاتزال اساطير الاولين مقنعة لنا حتى اليوم بهذه القوة وتتحكم في سلوكنا. لربما ذلك ايضا يقول اننا حولنا الخوف الى قاعدة لانطلاق ادراك العالم، وهو الامر الذي يفسر اسباب فقداننا لحريتنا


لماذا الخوف من العدم؟ - Awarfie - 05-09-2009

الأنا ،هي هي عصارة لكل القيم التي عرفها الانسان ،و آمن بأهميتها و ضرورتها . و هي أثمن القيم على الاطلاق أولم يقلها المثل الشعبي " بعدي الطوفان" ! و تكتسب الأنا قيمتها بقدر ما تحصل على كم من القيم و تستمتع بها . لهذا فلا عجب ان قال احد الشعراء ، متشائلا ، "لما يحيى من لا يشرب ولا يسكر ؟ " . اذا فلا قيمة لحياة اذا لم يرافقها استمتاع بالقيم المتاحة . و عندما تفقد الذات تلك القيم تدريجيا، تبدأ بالشعور بنقص في قيمتها و معناها و ضرورة وجودها . و عندما تصبح القيم نادرة ، او بعيدة المنال تبدأ الذات بالشعور بعدم جدوى الحياة . و هنا قد تلجأ الذات الى الانتحار بعد ان تكتشف عدم جدوى بقاءها حية . و لا شك ان بعضكم قرا رواية " آلام فارتر " للكاتب ، الشاعر الألماني غوته ، و لاحظ كيف يمكن لانسان في حالة معينة ان يجد بأن الموت هو أنسب حل له للخلاص من آلام يعانيها . كما و يعلم الكثيرون منا كيف كان الانتحار لدى الضابط الروماني ضرورة في حالة شعوره بالهزيمة المحققة . كما ونعرف شعور مقاتل الساموراي، الذي يجد في الانتحار افضل سبيل لهول الشعور بالمرارة و الاهانة و اللامعنى ، اذا ما قصر ، و فشل في خدمة سيده الامبراطور .
اذا فالحياة ليست دوما مطلبا لمجرد البقاء ، بل هي مطلبا مقابل شروط تحقق بها الذات وجودها بشكل مرض ، حيث تجد المتعة و السعادة في وجودها ، والا يصبح وجودها على قيد الحياة امرا غير محتمل . و قد يجد المؤمن دينيا بان هناك حياة اخرى تنتظره ، في حال كان جديرا بها . و ربما ان فكرة وجود تلك الحياة ، بالشروط التي وضعها الدين ، هي فكرة طفولية تفتقر الى اية جدية منطقية . فالسعادة في حياتنا تنبع من تناقضات نعيشها ، و نقلات مستمرة و متبدلة من حالى الى حالة . فان اطيب لحظة لشرب كأس بيرة هي عندما يكون المرء متعبا و يشعر بالحر الشديد ،و العطش المداهم . فالحر و التعب و العطش هي ضرورات للشعور بأهمية كأس البيرة البارد ، و روعته . بعد ان يجلس الطفل لساعة او اكثر امام التلفاز، يجد نفسه متحفزا بعدها للقفز و تفريغ كمية من الطاقة التي ولدها الجسم ، فيقفز و يسرع ليلعب بالكرة . انه دافع الحركة الناتج عن الطاقة المتولدة . و هنا يشعر الطفل بسعادة بالغة اثناء العب . و بعد ان يتعب ، يتوقف عن اللعب ، و يشعر بالسعادة اذ يجلس مستريحا. فالشعور بالسعادة هو شعور مؤقت ،و ليس دائم ، انه شعور لحظي ناتج عن مفارقات متبدلة . فالرجل قد يمشي في الليل البهيم بضعة كيلومترات لمجرد انه يشعر بان لديه رغبة بمقابلة امرأة يهواها . فينطلق بكامل قوته و نشاطه ، لا يشعر بتعب ولا كل ، ليصل اليها . و اذا ما توفرت له شروط تحقيق علاقة جنسية كاملة ، فانه يشعر بعدها مباشرة بسعادة غامرة . لكن ماذا بعد ان ينتهي الفعل الجنسي ؟ سيشعر الرجل بالتعب ،و يتذكر ان عليه العودة عدة كيلومترات قطعها لوصول الى ما هو عليها . و هنا يدب الهم في ركبتيه . و يشعر بضيق و انزعاج .

اذا فان الحياة هي ان يعيش المرء المتع بتوازن ما بين مفارقات متبدلة . فلا قيمة لطعام الا بعد جوع ،و لا قيمة لجنس الا بعد حاجة ،ولا قيمة للدفء الا عند الشعور بالبرد . و بهذا المعنى تصبح للحياة قيمة و متعة . لكن لو نظرنا الى حياة المؤمن الثانية (ما بعد الموت ) ،و التي وعده بها صناع الأديان(الانبياء) . و لناخذ على سبيل المثال الدين الاسلامي . فالمؤمن عندما يذهب الى الجنة لن يعاني الحر ،و لن يشعر بحاجة الى الدفء ،و لن يعاني الجوع ،و لن يشعر بحاجة الى العطش ....الخ . لن تكون لديه معاناة ، ولا حاجات ، ولا تغيرات ، و لا تبدلات ، ولا مفارقات تجعل من طعام او شراب او جنس ، ضرورة لا بد منها . فتكوينه في الجنة غير تكوينه الارضي على سطح هذه المعمورة . و خمرة الجنة لا تسكر ، فمن اين سيشعر بالدوخة و الخدر و السكرة الرائعة ، اذا كيف سيشعر بالمتعة الحقيقية !!! و المؤمن لا تنمو خلايا جسمه هناك ، كما على الارض. ولا تنمو لديه حيوانات منوية . فلا أعراس في الجنة ،و لا ولادات ،و لا يزيد عدد الخلق عما كانوا عند دخولهم الجنة . اذا فلن يجد المؤمن ضرورة لان يفرغ طاقة كامنة تدفعه لممارسة الجنس . ولا يجد ضرورة لان يشرب لان جهاز الافراز لا يعمل ،و جهاز الاطراح لا يعمل . و ليس هناك من ضرورة للوعة العشق و الغرام ،و المتعة الناتجة عن تحقيق عمل جنسي تم بعد طول حرمان . وليس هناك من ضرورة للغزل قبل ممارسة الجنس او اثنائه او بعده ، لان اللسان هناك ،يلهج دوما بتسبيح الاله . فأية حياة هذه ، و أي معنى تحمله تلك الحياة المسخ !

اذا ليس هناك حياة ثانية في جنة مفترضة . بل هناك موت اكيد لانسان لا يختلف عن موت اية حشرة اخرى في هذا الكون . وما دام الموت يشكل في احيان كثيرة مطلبا حقيقيا للانسان ، فلا ضرورة لخوف منه . و ان الذين يخافون الموت لهم من اقل الناس فهما للمنطق و ترابط الفكر الواعي . احيانا كثيرة ، يكون في الموت حلا منطقيا تماما لمشكلات استعصى حلها . و قد يكون في الموت حلا مريحا لمشاعر هائلة من الضيق و الالم و الرفض لوضع مأساوي ، لا حل فيه الا بالموت . و يكفي ان يطلع واحدنا على نسبة المنتحرين في العالم كل سنة ليصدق ما أقول . فلا خوف من الموت ،و لا خوف مما هو حل ، و قد ثبت عبر التاريخ ،و التجارب البشرية ، لدى العظماء ، انه اذا وقعت بين شرين فقد يكون الموت هو أهونهما .

فالحياة الاخرى مشكلة نظرية غير قابلة لتصديق . و الحياة الحالية قد يكون الموت أحد احتمالاتها . و الخلود ليس الا خدعة رياضية ، تشابه خدعة الامساك بالدائرة ، او اللعب بالمكعب ، او التزحلق على النقطة في آخر السطر .


:Asmurf:



لماذا الخوف من العدم؟ - بسام الخوري - 05-09-2009

مقال رائع يا وليد ...هل أنت من كتبه أم ترجمة أم عرض وتلخيص لكتاب


لماذا الخوف من العدم؟ - Awarfie - 05-09-2009

الكل بيشيل ،و الكل بيحط ، و جا القط ينط !

يدعي الفهم ،و ليس لديه ما يقول ، فنط ، يسأل اسئلة سخيفة .و أراهنكم انه لم يقرا من المقال جملتين ، لكنه وجده رائعا ، لانه لو قرا فلن يفهم ما فيه . ولو وجده رائعا لعلق عليه، ولو بعبارتين ، يظهر فيهما موقفا ما !
فليس هناك الا الغبي ، لا يميز بين مقال تعب عليه صاحبه ،و مقال شفطه كما يفعل القط المذكور دوما ،و مقال ترجمه شخص ما .
اكملوا يا سادة حواركم ،و لا تلهينكم صغار الكائنات المتطفلة على نادي الفكر من خوارنة و قسيسين جهلة
!

:Asmurf:


لماذا الخوف من العدم؟ - باحث عن الحقيقة - 05-09-2009

رائع زميل وليد :98:
لكن الا ترى معي أن الانسان لم يصل الى فهم كامل للكون
لو نظرنا الى بداية الحياة على الأرض وما وصلت اليه الأن لاستنتجنا ما يلي :
أن الحياة أنتجت الوعي وكأن الكون يريد أن يدرك نفسه وقد حقق ذلك عن طريق التطور وكان الموت ضرورة لهذا التطور فلولا الموت لما تحقق التطور , فتخيل مثلا كل الكائنات منذ بداية الحياة ما زالت حية حتى الأن فهل كان سيحدث التطور كما هو الآن لذلك أرى أن الموت يحقق غاية التطور البيولوجي الذي أنتج الوعي المدرك للكون ( هناك من يطرح وجود وعي ما لكل الكائنات والمادة بما فيها الذرة ويدعموها بنظرية الكوانتم )
اتفق مع ما طرحته من سخافة الحياة الاخروية ولي اضافة بهذا الشأن :-
هل مثلا الكائنات البشرية الأولى في سلم التطور- مع أنها لم تكن بذكاء الانسان الحالي - هل ستبعث يوم القيامة كما هي أم بذكاء الانسان الحالي ووعيه واذا كانت كالانسان الحالي فهل يعود للحساب معنى لانه سيصبح كائنا آخر معدل
تحياتي


لماذا الخوف من العدم؟ - بنى آدم - 05-09-2009

رائع فعلا يا وليد

وأنا اعتقد ان منشأ المشاعر الإنسانية كلها عموما نابع من فترة ما فى تاريخه فالخوف من الظلام ومن الأماكن المرتفعة نابع من تجارب طويلة ومريرة معه تناقلتها مئات الأجيال .. وكذلك الغضب والحب .. كلها يمكن تتبعها إذا وصلنا لمستوى أرقى فى الاهتمام بعلوم النفس ولو أن البشريه اهتمت بعلم النفس أكثر مما اهتمت بالعلوم التقنيه مثلا لوضحت لنا خرائط المشاعر البشرية كلها

الخوف من الموت .. ربما وأقول ربما يكون نابع من الخوف من الألم .. فالإنسان القديم وأسلافه من كائنات كان يرى الموت قرين الألم فى الحوادث والاحتراق والقتل والسقوط وغيرها فارتبط كل منهما بالآخر فتسببت الثنائية البغيضة فى اختراع مهرب نفسى لها وهكذا .. للأسف لست مختصا فى علم النفس ولكن أرجو أن اكون أوصلت ما أردت قوله