حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
الإسلام ومفهوم "اللاعنف"- د. كامل النجار - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار اللاديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=63) +---- المنتدى: للقراءة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=88) +---- الموضوع: الإسلام ومفهوم "اللاعنف"- د. كامل النجار (/showthread.php?tid=9624) |
الإسلام ومفهوم "اللاعنف"- د. كامل النجار - Gkhawam - 08-14-2007 كامل النجار ربما يكون المهاتما غاندي أول من وضع مفهوم اللاعنف في قاموس مقاومة الاحتلال. وقد حاول حفيده قبل عدة أشهر نقل هذا المفهوم إلى قاموس حماس وكتائب الأقصى في أرض فلسطين المحتلة، غير أنه لم ينجح في مساعيه لسببين اثنين: السبب الأول: الفلسطينيون عرب، والعرب لا يعرفون المهادنة ولا يسمحون لأحد أن يتقدم عليهم، كما قال الشاعر: نحن أناس لا توسط بيننا ** لنا الصدر دون العالمين أو القبر والسبب الثاني: الفلسطينيون مسلمون، والإسلام لا يعترف بمفهوم اللاعنف، خاصةً مع أهل الكتاب الذين إما أن يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون، وإما أن يقتلوا. وليس هناك من شك في أن الإسلام بدأ سلمياً وحض على حرية المعتقد وعلى تحمل الغير عندما كان محمد بمكة. ولكن في الليلة التي هاجر فيها من مكة إلى المدينة حفر محمد حفرةً كبيره دفن فيها " اللاعنف " وتحمل الآخر وحرية المعتقد، وأصبحت المغازي وقطع طريق القوافل التجارية وإجبار الناس على اعتناق الإسلام هي السياسة الرسمية للدولة. ثم جاءت الخلافة الأموية ومن بعدها العباسية وجعلوا حمل الرؤوس المقطوعة على أسنة الرماح شعارهم بعد أن كان حمل المصاحف على الأسنة هو المتبع. وجاءت الخلافة العثمانية لتتوج سياسة العنف ونبذ الآخر بفتوحاتها في شرق أوربا وفي البلقان. وظلت آية السيف وبقية آيات القتال الصورة الرسمية للإسلام. وأصبح الإسلام والإرهاب رفيقين في جميع القارات التي يسكنها بشر. ولعبت المدارس الدينية وما زالت تلعب دوراً مهماً في غسل عقول الشباب المسلم وطبع الإرهاب فيها بدل التسامح. ففي اليمن مثلاً ذكر وكيل وزارة الأوقاف الشيخ يحيى النجار وجود أربعة آلاف مدرسة ومركز ديني تمارس العمل التعليمي بشكل غير رسمي، وتعد خارجة عن إشراف وزارة التربية والتعليم، واعتبر تلك المدارس والمراكز قنابل موقوتة لتفريخ التطرف وإثارة الفتنة المذهبية والطائفية في اليمن. وقال الوكيل كذلك إن مائة وخمسين طالبا ينتمون إلى عدة جنسيات، بينهم أميركيون وإندونيسيون يدرسون في هذه المدارس (الشرق الأوسط 23 أبريل 2005). ونفس الشئ ينطبق على باكستان التي يتعلم صبيانها القرآن العربي تعلم الببغاة دون أن يفقهوه. وقد نجح المسلمون في غسل الأدمغة نجاحاً باهراً، فقد استطاع المغربي عصام الكوريس غسل دماغ وإقناع فتاة مسيحية بلجيكية بعد أن تزوجها وأدخلها الإسلام، بأن تفجر نفسها في العراق على أمل أن تقتل جنوداً أمريكيين معها، ولكنها لم تنجح إلا في قتل نفسها. وكان اسم هذه المرأة موريل دغوك وكانت تبلغ من العمر ثمان وثلاثين سنةً. وبذا أصبحت أول امرأة بلجيكية تفجر نفسها. (إيلاف 2 ديسمبر 2005). فما الذي جعل هذه المرأة التي كانت تحب الحياة وتحب الحفلات و معاشرة الرجال (فقد عاشت مع رجلين مسلمين قبل أن تتزوج عصام الكوريس ) تفجر نفسها بعد أن أسلمت ولم يخطر هذا على بالها وهي مسيحية ؟ وما الذي جعل سناء المحيدلي تفجر نفسها وما زنته 200 كيلوغرام من المتفجرات في حاجز عسكري إسرائيلي عند مفترق باتر جزين في جنوب لبنان؟ وكذلك وفاء إدريس التي كانت تعمل متطوعة في الهلال الأحمر الفلسطيني وتنتمي لكتائب شهداء الأقصى. فجرت نفسها في القدس المحتلة، فتسببت بقتل إسرائيلي وجرح العشرات، وكذلك آيات الأخرس من مخيم الدهيشة في بيت لحم، و كانت تنتمي لكتائب الأقصى، فجرت نفسها في سوق في القدس الغربية فقتلت اثنين وجرحت العشرات (الشرق الأوسط 29 سبتمبر 2005). وما الذي جعل فتيات من الشيشان يفجرن الطائرات الروسية ومدارس الأطفال في بيسان؟ فالمرأة قد ارتبطت في المخيلة الإنسانية بالحب وعاطفة الأمومة والحنو على الأطفال، ولم ترتبط بالقتل والدمار إلا مؤخراً وفي البلاد الإسلامية وأوربا التي اعتنقت التسامح وحرية الرأي منذ القرن الثامن عشر دخلها التطرف الإسلامي الذي لا يعرف التسامح ولا حرية الرأي، في القرن العشرين مع ازدياد الكبت والتعذيب في البلاد الإسلامية والعربية بعد نيلها استغلالها من الاستعمار الغربي، نزح المسلمون إلى أوربا وبدأت محاولات كبت الرأي الآخر من جانب الجماعات الإسلامية. ففي السويد كاد القس السويدي رونار سوغارد (37 سنة) أن يلقى مصير المخرج الهولندي فان غوخ بعد ان تعرض إلى الرسول محمد في إحدى عظاته الكنسية وأثار تعرضه للنبي موجة غضب عارم في صفوف المسلمين المقيمين في السويد. وجاءت ردة فعل الشارع المسلم في السويد بعد أن كشفت جريدة محلية عن تصريحات القس. وتقدم المئات بدعاوي ضده إلى الشرطة السويدية، وتطورت ردود الفعل إلى حد إعلان مجموعة دينية هدر دم سوغارد ( إيلاف 22 أبريل 2005). والمخرج الهولندي فان غوخ كان قد قتله الشاب المغربي محمد بويري، مغسول الدماغ لأن المخرج كتب آياتٍ من القرآن على جسد امرأة عارية. وحتى الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام أصبحوا يميلون إلى التشدد وعدم تحمل الآخر، فقد قال الإمام عبد الجابر فاندفين، وهو هولندي اعتنق الإسلام، قال إنه يتمنى الموت للبرلماني خيرت ويلدرز، الذي عُرف بمواقفه المتشددة إزاء الأجانب والمؤسسات الإسلامية في هولندا وتلقى خطابات تهديد بالقتل في أعقاب حادثة مقتل المخرج السينمائي الهولندي ثيو فان غوخ. وقد اضطرت البرلمانية الهولندية المسلمة ذات الأصل الصومالي، علي هيرسي، إلى طلب الحماية من الشرطة لأنها تعرضت إلى التهديد بالقتل من قبل الجماعات الإسلامية لأنها عبرت عن رأيها في الإسلام وساعدت المخرج فان غوخ في إخراج فيلمه. وفي الدنمارك أمرت قاضية دنماركية بتمديد حبس دنماركي مغربي الأصل متهم بتحريض رفاقه المسلمين على الإرهاب، لمدة ثلاثة أسابيع أخرى. وكان سعيد منصور، 45 عاما، قد اعتقل في 8 سبتمبر (أيلول) الماضي، واتهم بإعداد وتوزيع أشرطة فيديو وأقراص مدمجة وأقراص فيديو رقمية «دي في دي»، قالت الشرطة إنها تحتوي على خطب تحريضية جهادية وصور لعمليات قطع رؤوس في الشيشان. وكان منصور قد قال في السابق انه سعيد بهجمات 11 سبتمبر، وأقر بأنه أقام علاقات بمتطرفين معروفين من دول أخرى (الشرق الأوسط 3 ديسمبر 2005). وفي لندن لم يكتف المتشددون الإسلاميون بتفجير قطارات الأنفاق والبصات، فقد اعتبروا أن عملية الانتخابات كفر ويجب محاربتها بالسلاح. فداهمت مجموعة منهم اجتماعاً عقده النائب جورج غالاوي في شرق لندن، في إطار سعيه للفوز بمقعد جديد في انتخابات الخامس من مايو (أيار). وقال النائب الإسكتلندي إن أصوليين أصدروا عليه حكماً بالموت. وقد أقر الأصولي السوري عمر بكري محمد بان أنصاره شاركوا في الهجوم على الاجتماع، وتم توقيف ثلاثة منهم. يُشار إلى أن عناصر من المجموعة ذاتها قد اتهموا بمداهمة مؤتمر المجلس الإسلامي، وهم يصرخون متهمين كل مسلم يشارك أو يدعو إلى المشاركة في الانتخابات بـالكفر. وقال غالاوي إن الواقعة كانت مزعجة بيد أن العمل السياسي كثيراً ما يجلب لصاحبه المتاعب. ولفت إلى أن المهاجمين الذين كان بعضهم مسلحاً، قد هددوه بالموت واتهموه بـالردة ولولا تدخل الشرطة في الوقت المناسب لربما تمخضت الحادثة عن نتائج أسوأ. (الشرق الأوسط 21 أبريل 2005). وهذه الانتخابات هي التي سمحت لهؤلاء المتشددين بالإقامة في لندن بعد أن هربوا من بلادهم التي لا تعترف بالانتخابات. ومع ذلك لم يسعوا إلى محاربتها سلمياً إنما بالسلاح. وعندما أصدر سلمان رشدي كتابه " آيات شيطانية " لم يحاول المسلمون الرد عليه بالمنطق والبراهين العقلية، بل هللوا وكبروا وتظاهروا فرحاً عندما أصدر الخميني فتواه المعروفة. وفي مدريد بعد أن فجّر الإسلاميون المغاربة القطارات وقتلوا 198 شخصاً وجرحوا المئات، أشار السوري عمر بكري في لندن إلى فرحة متبادلة في غرف الحوار السلفية والجهادية على الإنترنت تحمد الله وتشكره على هذا العمل، وعلى ما حقق من جرائه المجاهدون من انتصارات ضد المعسكر الصليبي. وفي أسترالياً حكمت إحدى المحاكم بالسجن على الأسترالي جوزيف ترانس توماس البالغ من العمر 31 عاماً، وجاء في وثائق المحكمة أن توماس الذي اعتنق الإسلام وعمل سائق سيارة أجرة في الماضي أمضى ثلاثة أشهر في معسكر تدريب في 2001 قبل أن يسافر إلى باكستان بين يوليو (تموز) 2002 ويناير (كانون الثاني) 2003 حيث أقام بمخابئ مختلفة لتنظيم القاعدة. وفي باكستان طلب منه مساعد لأسامة بن لادن القيام بعمليات في أستراليا. وكان توماس خامس مسلم يقدم للمحاكمة بتهمة الإرهاب ( الشرق الأوسط 25 نوفمبر 2004). أما باكستان فقد أصبحت مهددة بالانفجارات اليومية ضد الأقلية الشيعية وضد المسيحيين. فقد فجر المسلمون السنة عدة كنائس كما فجروا ضرائح الأولياء الشيعة، ففي مايو الماضي قتل 18 شخصا على الأقل وجرح 66 آخرون عندما وقع هجوم بقنبلة على ما يبدو وسط تجمع ديني للشيعة داخل قبر لإحدى الفرق الصوفية في العاصمة الباكستانية إسلام أباد. وقال شهود إن الشخص المشتبه فيه انتحاري فجر نفسه فور دخوله التجمع. ويمكن رؤية أشلاء الجثث وممتلكات الضحايا مبعثرة على بعد 22 مترا من الموقع الذي كان ملطخا بالدماء. وعثرت الشرطة على رأس الانتحاري الذي نفذ الهجوم حيث كانت جثته ممزقة بشكل كامل. وقال مسؤولون إن الرجل يمكن تحديد هويته من خلال وجهه ويبدو أنه في منتصف الثلاثينات وله لحية صغيرة ( الشرق الأوسط 28 مايو 2005). وقالت الشرطة الباكستانية كذلك إن ستة من أسرة شيعية بينهم امرأتان وطفلان عثر عليهم قتلى بالرصاص في منزلهم بمدينة لاهور في شرق باكستان. وكانت أيدي وأرجل القتلى موثقة ومنهم طفلة عمرها سبعة أشهر. وقتل جميع الضحايا بإطلاق الرصاص على رؤوسهم. ووجدت شعارات مناهضة للشيعة مكتوبة على جدران منزل الضحايا. ويجيء الحادث بعد أسبوع بالضبط من مقتل 15 شيعيا بعد أن فجر مهاجم انتحاري عبوة ناسفة في مسجد لهم في كراتشي بجنوب باكستان. وتشهد باكستان منذ عقود أعمال عنف بين ناشطين من الأغلبية السنية والأقلية الشيعية بالبلاد (الشرق الأوسط 4 مايو 2005). وقبل احتفال عاشوراء الذي يقيمه الشيعة في باكستان كل عام أصدرت الحكومة قائمة بأسماء 341 من علماء الدين معظمهم من السنة ستحدد إقامتهم داخل مقاطعاتهم لمدة 90 يوما. وقال الأمر الذي صدر بحقهم: هناك أسباب للاعتقاد بأنهم سيلقون كلمات أو سينخرطون في نشاطات ضارة بالأمن العام. كما وضعت الشرطة والقوات شبه العسكرية في حالة التأهب القصوى خاصة خارج مساجد الشيعة لمنع وقوع أي هجمات. وفي بنغلاديش قال خبراء أمنيون إن متطرفين إسلاميين، شنوا ثاني موجة من التفجيرات في بنغلاديش، خلال أقل من شهرين، استهدفوا القضاة للضغط من أجل فرض أحكام إسلامية في البلاد. وفي الهند قامت جماعة إسلامية من كشمير تسمي نفسها " إنقلاب " بتفجيرات راح ضحيتها أكثر من 65 قتيلاً وجُرح أكثر من مائة وثمانين (الشرق الأوسط 31 أكتوبر 2005). وفي تايلاند قال الجيش إن متشددين في الجنوب المسلم في تايلند، التي يشكل البوذيون أغلب سكانها، يقلدون التكتيكات التي يستخدمها المسلحون في العراق. وقطع متشددون مشتبه فيهم رأس قروي بجنوب تايلاند في بداية الأسبوع وهو الهجوم رقم 11 في 21 شهرا من أعمال العنف. وقال اللفتنانت كولونيل ارثيت ارونكوت، وهو ضابط كبير بالمخابرات في المنطقة التي قتل فيها أكثر من 900 شخص إنهم يقلدون أسلوب هجمات الإرهاب الدولي في العراق، مثل القتل بقطع الرأس واحتجاز رهائن للتفاوض ( الشرق الأوسط 6 أكتوبر 2005). والتفجيرات منتشرة كذلك في جمهوريات القوقاز المسلمة. وقد عزا المراقبون هذا النشاط الإسلامي إلى القائد الشيشاني شامل باسييف الذي يحاول توحيد هذه الجمهوريات وخلق دولة إسلامية كبيرة. ففي اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، حمل عشرات الرجال السلاح في نالشيك عاصمة جمهورية القبرطاي والبلكار، بسبب المضايقات التي يتعرض إليها الرجال الملتحون والنساء المحجبات، وإغلاق 6 مساجد في المدينة، حسبما ذكر أقارب بعض المسلحين. وفي غضون يومين قتل 138 شخصا. وفي داغستان وانغوشتيا حمل المسؤولون المتطرفين مسؤولية التفجيرات وعمليات القتل التي لا تنتهي. وفي إندونيسيا التي يكون المسلمون 85 بالمائة من سكانها قد ازداد العداء بينهم وبين المسيحيين وكثرت الانفجارات التي دمرت كنائس المسيحيين وأسواقهم. ففي مايو الماضي انفجرت قنبلتان في سوق مزدحمة ببلدة تقطنها غالبية مسيحية بشرق إندونيسيا مما، أدى إلى مقتل 21 شخصا في هجوم من المحتمل أن يزيد المخاوف من احتمال تجدد أعمال عنف طائفية في المنطقة. وخلّف الانفجاران آثار دماء ودمار بمدينة تنتنا الواقعة في جزيرة سولاويزي الشرقية، وهي جزء من منطقة شهدت اشتباكات بين المسلمين والمسيحيين على مدى ثلاث سنوات، مما أدى إلى مقتل ألفي شخص حتى إبرام اتفاقية سلام نهاية عام 2001. وتكررت الانفجارات الانتحارية في الأندية الليلية في جزيرة بالي في محاولة من الإسلاميين لمنع السياحة في الجزيرة. أما إنتحاريو إيران فلا يحتاجون إلى تعريف. فقد قالت مصادر صحافية إيرانية إن أزيد من ألفي إيراني تطوعوا للقيام بعمليات إنتحارية في العراق . وذكرت صحيفة " شرق" الإيرانية أن هؤلاء تطوعوا للتوجه إلى العراق لتنفيذ عمليات انتحارية ضد القوات الأميركية وباقي القوات التي تتهم من قبل إيران بالقيام بانتهاك حرمة العتبات الدينية المقدسة في النجف الأشرف وكربلاء. وقالت الصحيفة إن استمارة التطوع تشمل ثلاثة خيارات: تنفيذ عمليات انتحارية في العراق للدفاع عن المدن المقدسة، إغتيال الكاتب البريطاني الأصل سلمان رشدي بسبب كتابه (آيات شيطانية) ، وتنفيذ عمليات انتحارية ضد القوات الإسرائيلية في فلسطين. وأفاد مسؤول في " لجنة إحياء ذكرى شهداء الحركة الإسلامية العالمية" أن أعمار 25 بالمائة من المتطوعين هي تحت سن 18، و 55 بالمائة منهم تتراوح مابين 18 و40، و20 بالمائة مابين 40 و80 عاما، وذكر أن عمر أصغر متطوع يبلغ سبع سنوات فقط! (إيلاف 5 يونيو 2004). وإذا تحولنا إلى البلاد العربية سوف نجد أن الإرهاب والتفجيرات قد طالت العراق وقطر والأردن ومصر والجزائر التي هنأت الجماعة السلفية للدعوة والقتال الأصولية الناشطة بها تنظيم «قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين» بقيادة الأصولي الأردني المتشدد أبو مصعب الزرقاوي بخطف الدبلوماسيين الجزائريين في بغداد. وطال الإرهاب تونس والمغرب والصومال والسعودية واليمن التي تدور فيها حرب إبادة بين مجموعة الحوثي الشيعية والجيش اليمني. وقد اشتهر الشيخ الزنداني بفتاواه التي أدت إلى اغتيال العديد من الليبراليين. وحتى الكويت التي تتمتع بقدر يسير من الديمقراطية التي يتحكم فيها السلفيون قد شهدت قدراً من أحداث عنف في حولي وأم الهيمان وقد ضبطت أسلحة ومتفجرات ومنشورات في الصباحية وجابر العلي. وقد قال الشيخ حامد العلي، أبرز من يتهم بتقديم الغطاء الفكري والفقهي لـ«القاعدة»، وبدعم عمليات الزرقاوي في العراق، وبالدعوة للجهاد، قال إن أحداث العنف هذه ليست إلا حوادث غامضة، استغلتها الصحافة المغرضة (الشرق الأوسط 3 فبراير 2005). وما زالت أعمال العنف الديني تقتل وتشرد الآلاف في دارفور بالسودان. فلماذا هذا الربط بين الإسلام والعنف ؟ يقول شيوخ الإسلام إن العنف تقوم به أقلية لا تفهم الإسلام. فهل أصبح فهم الإسلام بهذه الصعوبة حتى أن المسلمين في جميع هذه الأقطار التي ذكرناها لا يفهمونه على حقيقته. وإذا كان هذا هو السبب، فماذا فعلت رابطة العالم الإسلامي التي لها فروع في مائة وعشرين دولة في العالم، لتسهيل فهم هذا الإسلام الذي يستعصي على الناس ؟ وماذا فعلت منظمة الدول الإسلامية التي عقدت عشرات المؤتمرات العالمية لتنفي الإرهاب عن الإسلام ؟ يقول السيد عادل جندي ( جريدة الأحداث المغربية 29 يناير 2004) إن السعودية طبعت 13 مليون كتاب إسلامي واستعملت 3000 داعية ( سعيد الكحل، شفاف الشرق 24 سبتمبر 2005)، فأي نوع من الإسلام تحتوي عليه هذه الكتب ؟ وهل تختلف في محتواها عن الكتب التي أصدرها التكفيريون المغاربة والأخوان المسلمون والتي كفروا فيها كل الحكومات العربية ودعوا إلى محاربتها بالسلاح ؟ ويبدو أن المسلمين لا يهمهم شئ في هذا العالم غير إسلامهم. ولنبيّن هذه النقطة سوف أنقل بعض ما قال السيد وليد طبطبائي في حوار مع مسلم تايلاندي: " سألني أحد المسلمين في تايلند عن حركة الانفصال التي يطالب بها مجموعات من المسلمين في جنوب تايلند والتي «تجاهد» من اجل استقلال اقليم «فطاني» في جنوب تايلند على حدودها مع ماليزيا، وقال ما رأيك في الجهاد هناك؟، فقلت لا يمكن أن احكم قبل أن أتعرف على واقع المسلمين وظروفهم، فسألتهم عن أوضاع المسلمين، فقال: يبلغ سكان تايلاند نحو 70 مليون نسمة 10% منهم المسلمون والبقية 90% من الديانة البوذية ويحكمها نظام ملكي دستوري، والمسلمون غالبيتهم في الجنوب لكنهم يتوزعون في مناطق عديدة حيث يوجد في العاصمة بانكوك مليون مسلم من أصل عشرة ملايين هم سكان بانكوك. وسألته عن الحرية الدينية للمسلمين وهل يمارسون شعائرهم بحرية؟ فقال لي: نعم بكل حرية، وسألته: وهل يسمح للمسلمين بالدعوة في أوساط غير المسلمين؟! فقال: نعم يسمح بالدعوة ونشر الإسلام، فقلت هذه الأخيرة هي المهمة." ويستمر السيد الطبطبائي فيقول: " اذا كانت السلطات لا تفتن المسلمين عن دينهم وتسمح لهم بحرية العبادة وتعتبر هذا جزءا من حقوق المواطنين لديها بل وتسمح بالدعوة والعمل الإسلامي فهذا هو الغاية وليس الجهاد هو الغاية، وانما الجهاد وسيلة لنشر دين الله وليس هدفا في ذاته، فهو مجرد وسيلة لرفع راية الدين وإعلاء كلمة الله في الأرض ورفع راية التوحيد ." ( إيلاف 22 نوفمبر 2005). فالسيد الطبطبائي لم يقف ليسأل نفسه: وهل يسمح المسلمون للمسيحيين بالدعوة إلى دينهم وسط المسلمين ؟ وبالطبع سيكون الجواب بالنفي، ولكن إذا لم تسمح الحكومات الأخرى للمسلمين بالدعوة ورفع راية الإسلام، يكون الجهاد لنشر الإسلام واجباً على المسلم. قارن هذا مع ما يقوله ويفعله عمدة مدينة أمستردام اليهودي جوب كوهين الذي جعل مهمته الرئيسية الحفاظ على حالة السلام الاجتماعي بين مسلمي ومسيحيي المدينة. وقال في مكتبه الواقع على قناة تتسم بالجمال، تعود إلى القرن السابع عشر: «الإسلام موجود هنا كي يبقى في هذا البلد وفي هذه المدينة. علينا أن نتعامل مع الإسلام كحقيقة لا أن يكون موضوعا نحبه أو لا نحبه، لذلك فإن السؤال الحقيقي هو كيف يمكن التعايش وقبول بعضنا البعض». ( الشرق الأوسط 26 أبريل 2005). وقد لا يعرف السيد كوهين أن السلفيين لا يستهويهم مفهوم اللاعنف لأن آية السيف تبيح لهم العنف وقتل كل من يخالفهم أو ينتقد الإسلام. وهؤلاء السلفيون، رغم تحبيذهم للعنف، لا يملكون الشجاعة المطلوبة لمجابهة من هو أقوى منهم. فعندما هاجم القس السويدي النبي محمد أباحوا دمه. ولكن عندما هاجم الجنرال والقس الأمريكي الذي يعمل واعظاً في وزارة الدفاع النبي محمد ووصفه بأبشع الأوصاف، لم يتجرأ واحد منهم بإباحة دمه واكتفوا بأن طلبت المنظمة الإسلامية الأمريكية من القس الاعتذار. وعندما قال ديك تشيني، نائب وزير الدفاع: "أي إله هذا الذي يطلب منك أن ترسل ابنك ليستشهد من أجله"، اكتفي السلفيون بالاستنكار فقط ولسان حالهم يقول: أرى العنقاء تكبر أن تُصادا *** فعاند من تطيق له عنادا فعلى الشيوخ الذين يصمون آذاننا كل يوم بمقولتهم المشهورة – الإسلام دين السلام ولا يشجع على الإرهاب- أن يأتوا لنا بالبرهان على ما يقولون. |