نادي الفكر العربي
الان باديو يفضح المجتمع الراسمالي - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: عـــــــــلــــــــــوم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=6)
+--- المنتدى: فلسفة وعلم نفس (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=84)
+--- الموضوع: الان باديو يفضح المجتمع الراسمالي (/showthread.php?tid=966)



الان باديو يفضح المجتمع الراسمالي - شهاب المغربي - 02-23-2009

الفيلسوف الفرنسي ألان باديو Alain badiou: إذا لم يتم استخدام مبادرات جديدة سياسية وشعبية، فإننا نسير نحو حروب مروعة
حاوره: إيريك أيشيمان Eric Aeschiman و لوران جوفران Laurent Joffrin
القسم: حوارات
ترجمة: كمال بوعجيلة
تاريخ النشر: 2009-02-22

--------------------------------------------------------------------------------
ولد آلان باديو بالرباط (المغرب) في 17 جانفي 1937. ويعتبر اليوم أحد أشهر الفلاسفة الفرنسيينوأبرزهم، وقد كتب أيضا روايات ومسرحيات عديدة، وهو إضافة إلى ذلك مناضل سياسي، يصنّف ضمن أقصى اليسار، وقد درّس الفلسفة بالجامعات الفرنسية وبعدّة معاهد وكليات.. من أعماله الفلسفية: نظرية التناقض 1975-الكائن والحدث 1982 -بيان الفلسفة 1989 -العدد والأعداد 1990 -بيان الفلسفة الثاني 2009-02-15 وله عدّة أنشطة في مجال البحث الفلسفيّ والأدبيّ.

يعود عملك الفلسفيّ، والتزامك في أقصى اليسار إلى السبعينات، ومع ذلك، أصبحت تمثل في السنوات الأخيرة رمزا لراديكالية ثقافية جديدة، تنقد الليبرالية والإصلاحية وحتى الديمقراطية، كيف تفسّر هذه الظاهرة؟

راديكالية؟ هذه صيغة لا أستعملها قطّ، وكمفردة وافدة من الانجليزية، يبدو أنّها تعني ما وراء اليسار، أو بالأحرى ما وراء أقصى اليسار، هناك حيث لا يمكن للعين المجرّدة أن ترى شيئا، أنا أحبّذ أن أعطيها معناها الأصليّ: أخذ الأشياء من جذورها، على مستوى تكوّنها الأساسي، لأنّه تعريف ممكن للفلسفة. وإذا كانت وسائل الإعلام قد اكتشفت أخيرا راديكاليتي السياسية والثقافية، فأنا لم أتغيّر منذ السبعينات، تلك الفترة التي كانت فيها الراديكالية السياسية تحمل صورة الثورية في حالة جيّدة، وفي الثمانينات كثيرون تخلّوا، وأنا بقيت وفيّا، لماذا أصبح هذا الوفاء شيئا ملموسا (مرئيا) وإعلاميا، تفسير ذلك يجب البحث عنه بداهة في فراغ اللعبة السياسية. هناك أزمة سياسية، هناك أزمة دولية، الهوّة بين حياة الناس وما يفعله الحكم، أو ما لا يريد أن يفعله، تكبر شيئا فشيئا، هذه الأزمة السياسية، وهي أزمة أيديولوجية أيضا تساعد على تنامي الأفكار التي تحاول المضيّ إلى أصل الأشياء.

إنجازك: "ما الذي يعنيه ساركوزي"؟ لاقى، منذ عام تقريبا، صدى غير متوقع، ما هي بنظركم حصيلة سياسة رئيس الجمهورية؟

إنها حصيلة متطابقة مع ما يمكن أن نتوقعه، إنّ إراديته "volontarisme". لا تمارس إلا على من تقدر أن تمارس عليهم، أي قمع الضعفاء –بل الأكثر ضعفا- أي العمال وخاصّة من دول أجنبية، والتوسع اللامحدود (دون كابح) للآلة القمعية وذلك عبر قوانين جائرة، إنّ الإصلاحات تصبّ كلّها في سياق واحد: دولة سلطوية تسلطية وغير شعبية. ساركوزي يسعى حثيثا، إلى تفكيك النظام التربوي، والأخطر من ذلك، ما يحدث في القطاع الصحّي (الاستشفائي)...

وفي الأشهر الأخيرة، أخذته دوّامة الأزمة المالية، وهو يحاول معالجتها بالدعاية، غير أنه لا يفعل شيئا غير الذي تفعله كلّ الحكومات: إنقاذ البنوك بواسطة الأموال العمومية.

بصدده، تحدثت عن بيتانية فائقة pétainisme transcendantal [نسبة إلى الجنرال بيتان Petain، أليس ذلك أمرا مبالغا فيه؟

هذا التركيب يهدف إلى وضع ساركوزي في إحدى خانات تاريخ الرجعية الفرنسية، بدءا بالحملة ضدّ الجمهورية وحركة جوان 1948 ضدّ العمال، والفرساويون ضدّ الكومونة، والاستعماريون ضدّ الأهالي، رجعية لم تقبل أبدا ومنذ ثورة 1792 – 1794 وجود سياسة شعبية وثورية، رجعية، كل قد حددت بعض مكوناتها، مثلا الاضطهاد المعلن ضدّ الضعفاء، واعتماد الخطابات ذات النزعة الإحيائية أو الطبيعية كمرجع، كما شاهدنا ذلك في تصريحات ساركوزي عن الإنسان الأسود، أو عن المرضى عقليا... بالضبط كما أراد Petain أن ينتهي من فظاعات الجبهة الشعبية، صرح ساركوزي أخيرا: إنّه يريد أن ينتهي من ماي 1968.

ألا يمكن الحديث هنا عن بونابرتية؟

البونابرتية كانت مصحوبة ببعد عسكري بينما ساركوزي مرتبط أكثر بعالم الأعمال.

اليسار الإصلاحي يشن هو أيضا حملة نقد للسركوزية مع ذلك، يبدو انك لا ترى فرقا كبيرا وحقيقيا بين الطرفين، الحزب الاشتراكي وUMP هل هما نفس الشيء بالنسبة إليك؟

على المدى البعيد، نعم، التنسيق بين الحزب الاشتراكي واليمين كان واضحا منذ الثمانينات. ظاهرة تابي "Tapie" المجهود الفردي، تقليص إمكانية التحاق عائلات العمال المهاجرين بأماكن عملهم، مراكز التوقيف، كان اليسار هو الذي قام بكل هذا، ومع الاشتراكيين عوّضت كلمة "عامل" بكلمة "مهاجر" أو "غير شرعي"، إنّ الحزب الاشتراكي كان مكلّفا على المدى الطويل ببيداغوجيا الدعاية الرأسمالية باتجاه الطبقات الوسطى والشعبية وبنتائجها الفورية: دعم القمع البوليسي في الضواحي. ومع ذلك يوجد الآن، داخل اليسار الإصلاحي، قسم معارض بشدّة لساركوزي.. هذا التباعد الموجود بين اللعبة البرلمانية وهذه العدائية التي لم يتبلور بعد شكلها ومضمونها هي التي تعرّف اليسار الحالي.

هل تتهم اليسار تحبيذه الإصلاح على الثورة؟

لم نعد نعيش هذه الثنائية، الثورة أصبحت اليوم مفهوما مفرغا من محتواه، وحتى الحزب الجديد (ANP المعادي للرأسمالية لا يحضّر للثورة.

لكي نقيم مقارنة تاريخية أقول إنّنا في وضعية شبيهة بتلك التي كانت في سنوات 1840: الرأسمالية تركّزت، وهي في أوج اندفاعها وتوسعها، فكرة الثورة بدت وكأنها قُبِرت نهائيا، وتتحدث بالتالي عن Robespierre et saint just كما نتحدّث اليوم عن ماو ولينين، أمّا بالنسبة للجمهوريين الذين يمثلون اليسار، فهم تماما كاشتراكيي اليوم، منشغلون باللعبة البرلمانية، ونحن نعلم اليوم كيف سرق نابليونIII انتصارهم سنة 1848.

ولكنّ الأهمّ في تلك الفترة هو إعادة الهيكلية الثقافية مطعّمة بتجارب سياسية عمالية معزولة: الشيوعية الطوباوية، بيان ماركس، ولكنّ هذا التفاعل مرّ كالمعتاد دون انتباه يُذكر.

ولكن، ومنذ ذلك الوقت، وقعت التجربة الشيوعية، وقام اليسار غير التوتاليري بنقدها، راديكاليا؟

معارضو التوتاليرتية في القرن 21 لا يختلفون عن ايديولوجيي بداية القرن 19 (Tocqueville, Constaut..)، إنّ إقامة الحكم تتزامن دائما مع انتلجنسيا ليبرالية ترفض أن تتحمل مسؤولية الماضي الثوري، وترتد إلى النظرية الليبرالية المعهودة التي لا تفتأ تستغلها: حرية الرأي، دولة الحقوق، الانتخابات، كل هذا دون أن تمسّ بالجوهر: الفوارق الطبقية، والملكية الفردية.

ولكن في النهاية، على مستوى النجاعة الاقتصادية والحريات السياسية، فإنّ حصيلة الأنظمة الشيوعية كانت كارثية؟

لنذكّر بدءا أنّ هذه الأنظمة لم تسقط تحت تأثير انتفاضة شعبية، أو بثورة عارمة، وإنّما بقرارات من حكامها، إرادة الشعوب لم تكن محدّدة، كان من الأفضل لو حدثت انتفاضات شعبية: كان يمكن عندها أن تولد أفكار ما، وأن تظهر مطالب ناتجة عن تحوّلات داخلية من صلب الشيوعية، أمّا عن الحصيلة بحدّ ذاتها، إذا كانت تحاسب التجارب الشيوعية من خلال معياري: النجاعة الاقتصادية والحريات السياسية، فإنّ الخسارة مضمونة مسبقا، لأنّ هذين المعيارين هما بالتحديد معيارا العالم الغربيّ، المعيار الذي حدّدته هذه التجارب الشيوعية يختلف تماما وجوهريا، إنّه معيار خلق وإحياء واقع جماعيّ لا يرتكز بتاتا على الملكية الفردية، وكان واضحا أنّ الأساليب المتوخّاة كانت كارثية. هل يعني ذلك أن نتخلّى عن المشروع في حدّ ذاته؟ بالعكس يجب أن نتمسّك بشدّة بفكرة مجتمع لا يكون محرّكه الأساسيّ الملكية الفردية، والأنانية والشراسة، إننا نرى اليوم أنّ مديري البنوك وحرفاءهم الأساسيين هم رهائن الجشع والربح. هذا الربح كمحرّك للحياة الاجتماعية هو ما يريد المشروع الشيوعي تخليص البشرية منه.

كل التجارب فشلت، والثمن هو العديد من الموتى؟

حسب رأيي، الأهمّ من الفشل الاقتصادي هو الحصيلة السياسية، بعد طوفان الدم الذي صحب قمع الانتفاضات العمالية في القرن19، الثوريون في بداية القرن 20 كانوا مهووسين بفكرة النصر. هل يمكن للثورة أخيرا أن تنتصر؟ إجابة لينين كانت بحديثه عن تنظيم انضباط حديدي وحزب، وإن هُزِمت الكومونة فإنّ الاتحاد السوفيتي قد استمر، غير أنّ نجاعة أشكال التنظيم لأخذ السلطة أظهرت عدم ملاءمتها لتسيير شؤون بلاد في حالة سلم. لا يمكن تسيير الفلاحة والصناعة بطرق وأساليب عسكرية، لا يمكننا تأمين السلم لمجتمع تعاضدّي عن طريق عنف الدولة، إذن ما يجب هو اختيار النشاط الحزبي ما يمكن تسميته (الشكل – الحزب).

النشاط، دون تشكيل حزب، أليس هذا ما يحاوله المعارضون للعولمة...

أتمنّى ذلك، لقد تحدّثنا كثيرا، عن شبكة تكنولوجيا انترنيت توافق، إنّ هذا الشكل من التنظيمات لم يظهر جدواه، لنقُلْ ذلك بطريقة أخرى، الذين لا يملكون شيئا – لا أموال، لا سلاح، لا وسائل إعلام واتصال، ليس لهم غير انضباطهم ووحدتهم – إنّ مشكل تنظيم سياسي بدون نسخة عسكرية هو مشكل مفتوح، تجريبي.. لنبقَ في حدود المقاربة النظرية للمسألة، هذه المقاربة تؤدّي دائما إلى تقابلية تضادية بين اللينينية (التنظيم) والفوضوية (التحرك غير المنظم) أي التعارض بين الدولة والحركة، وهذا هو المأزق.

انك تنتقد وبشراسة الديمقراطية، لكن هذه المرة وفرت على الأقلّ السلم الاجتماعي، لقد أنهت العنف في العلاقات الاجتماعية؟

أنا مع دولة الحقوق، ومع حقوق الإنسان، إذا لم يتمّ اتخاذها كذريعة إيديولوجية لتغطية التدخلات العسكرية أو الفوارق المجحفة أو الإقصاءات بتعلّة الدمقرطة الثقافية. والحقيقة أنّ الديمقراطية لم تستطع أن تخفّف حدّة العنف داخل المجتمعات الغربية إلا بواسطة تحويل هذا العنف إلى الخارج.

الولايات المتحدة الأمريكية هي في حالة حرب شبه دائمة منذ قرن ونصف، إذا اعتبرنا 1914 – 1918، حروب التحرير، حرب كوريا، حرب فيتنام، العراق، الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.. دون أن ننسى الحروب الثانوية حيث تتدخل الديمقراطيات كَيَدٍ ثانية (نحن نعرف حتى الآن ماذا فعلت فرنسا في رواندا) إنها لكذبة أن نقول انه بفضل الديمقراطيات نحن نعيش في عالم بلا عنف. الديمقراطية لم تنه العنف بل صدّرته إلى الخارج لأنّه، إذا كانت ساحة ديمقراطية خاضعة للرأسمالية تريد البقاء، عليها أن تكون ساحة رخاء نسبيّ.

إنّ مسارات الديمقراطية كما هي لا تكفي لاحتواء الصراعات والصدامات الطبقية الناجمة عن الفوارق الاجتماعية، ولكي لا يتحوّل ذلك إلى عنف، يجب إيجاد نوع من الرخاء يظهر وكأنه لا يوجد في أماكن أخرى. ويجب حماية هذا الرخاء.. هكذا يولد مفهوم الحماية، القوانين ضدّ المهاجرين الأجانب، التدخّلات العسكرية... إنّ العنف صاحب عملية تراكم الرأسمال البدائي وظهور الديمقراطيات، أمّا الازدهار الرأسمالي فقد كان على حساب شعوب، منها التي أفنيت تماما (شأن الكراييب...) وقد وقعت حروب ومجازر لا حصر لها. وهذا العنف مازال مستمرا، ولا يمكن له إلا أن ينمو ويتسع في ظروف كهذه...

صدقني إذا لم يتمّ استخدام مبادرات جديدة سياسية وشعبية، فإننا نسير نحو حروب مروّعة.

هل معنى ذلك أن نتخلى عن الديمقراطية؟

كمواطن فرنسيّ، أعرف أنني أتمتّع بالكثير من الامتيازات، إذن أطلب فقط أن نعي ثمنها الباهظ، والذي يزداد ارتفاعا يوما بعد يوم.

لقد أثرت – منذ قليل – عدد ضحايا الشيوعية، نستطيع أن نجيب، إنّه ومنذ الخمسينات من القرن الماضي، قتلت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الغرب من الناس ما لم تفعله أي بلاد أخرى. إنني عائد من إسرائيل وفلسطين حيث رأيت هذا الجدار الذي يمتدّ على طول الضفّة.. ما الذي لم نفعله تجاه حائط برلين؟ والآن نبني جدرانا في كلّ مكان، فلسطين المكسيك... وبعدد من القتلى يضاهي قتلى الشيوعية.. إنّ الستار الحديديّ (نسبة للعالم الشيوعي السابق) كان يمنع الناس من الخروج.. والجدران الأمنية الحالية تمنعهم من الدخول.. الأنظمة الاشتراكية تورّد العنف للداخل، والديمقراطية تصدّره...أن تكون جلاد شعوب أخرى عوضا عن شعبك بالتحديد، هل هذا أمر محبّذ فعلا؟؟

الافتراض الشيوعي، ماذا تقصد بما أنك تدافع عن هذا الافتراض؟

تقريبا ما يراه ماركس، إنّها خطوة للوراء ضرورية لفصل الشيوعية عن واجهة الحزب – الدولة، والرجوع بها إلى طبيعتها الأولى كفكرة فلسفية. مجتمع لا تكون فيه الملكية الفردية هي المحرك، ويكون قادرا على الالتزام بمسار مساواتي يوجِد مفهوما جديدا للحقوق، الصعوبة الكبيرة التي نواجهها تظلّ سلطة الدولة، ماركس يتوقّع اضمحلالها. والأنظمة الشيوعية على العكس من ذلك، ركّزت دولا خارقة القوّة، ما هي الحدود التي على الدولة أن لا تتجاوزها الآن؟ نحن لا نملك نظرية واضحة بهذا الصدد. لهذا على التجربة السياسية اليوم، أن تخضع الدولة لحقل عملها، لا أن تكون خاضعة لها.

هل لك برنامج واضح؟؟

النقطة الأساسية هي المساواة وهذا يمرّ عبر إجراءات حيويّة ضدّ الرأسمالية، وإعادة تنشيط الخدمات العامّة كي تكون الدولة دولة الجميع بالفعل، وبناء علاقة جديدة بين التعليم والعمل وابتكار جديد للعالمية، ولكنّ كلّ هذا يتبلور في الميدان لا عبر برنامج تجريدي.

"الافتراض الشيوعي" إذن هو قبل كل شيء مجموع أسئلة؟

هو محاولة إعادة بعث الحاضر، دون إتباع منعطف الحاجة. إنّ الديمقراطية اليوم تصرّ على أنّه لا يوجد معيار آخر ممكن غير الربح، وهذا هو التوافق المضمر بين اليمين واليسار، وهذا أيضا ما تكشف عنه الأزمة المالية. مع هذه المبالغ الخيالية، والامتيازات والفرص المتاحة لأصحاب المقاولات والشركات.. نستطيع تحمّل نظام كهذا، نستطيع التفكير بأنه النظام الوحيد الممكن، ولكن هل يمكن فلسفيا أن نحبذ نظاما كهذا أو أن نرغب فيه؟

بين الليبرالية والشيوعية، ألا يوجد مكان لدولة كما عرفناها في سنوات 70؟

الثورة المحافظة لسنوات الثمانينات لم تكن القطيعة مع سنوات الثلاثينات المزدهرة كما نصوّر ذلك أحيانا، أكبر فارق هو اندثار الدول الاشتراكية، لقد كانت هذه الدول تبعث الخوف لدى الرأسمالية، وبذلك كانت الدول الرأسمالية تعطي المنظمّات العمّالية في البلدان الغربية امتيازات هامّة، وهذا هو الاعتراف الوحيد الذي أبديه لستالين، إنّه كان يخيف الرأسماليين. ونحن نرى اليوم كيف هي الرأسمالية حين لا شيء يخيفها (وقتيا)؛ رأسمالية تتصرّف بحرية مطلقة، إنها تعود إلى وحشيتها الأصلية.

ما رأيك بالحزب الجديد المناهض للرأسمالية؟

-أتمنّى أن يحقق 10% في الانتخابات القادمة، لأنّ ذلك يسبّب بعض الإرباك المضحك في اللعبة البرلمانية، ولكن سيكون بدون صوتي، لأنني لا أصوّت منذ ماي 1968. إنّ هذا المزج بين الشكل القديم للحزب (تحت مبرّرات ماركسية) واللعبة السياسية التقليدية (المشاركة في الانتخابات، إدارة السلط المحلية، التنويط داخل الانتخابات...) تذكر وبكلّ بساطة بالحزب الشيوعي العتيق منذ الأربعينات، اليوم العمل النضالي يجب أن يحترز من أمرين: بداية، يجب تحديد موقف من الدولة، لأننا حتما سنعود إلى (الشكل – الحزب) بعد ذلك الدخول في لعبة الانتخابات، ذلك أنه لا ينبغي علينا أن ندعم الديمقراطية بشكلها "الرأسمال – برلماني" لأنه منذ أن نترشّح لانتخابات ما فإننا نسعى أن ننتخب، ثم أن يعاد انتخابنا، ثم يصبح لنا كتلة برلمانية، ثم نتمتع بمنح وقروض رسمية... الآن المهمّ هو ممارسة التنظيم السياسي المباشر في أوساط الجماهير الشعبية، وتجربة أشكال جديدة من التنظيم.. يجب أخذ المسافة اللازمة في نفس الوقت عن الشكل –الحزب والدولة،



المصدر: صحيفة: Liberation"ليبيراسيون"

الثلاثاء 27 جانفي 2009


نقلا عن الاوان


الان باديو يفضح المجتمع الراسمالي - Awarfie - 02-23-2009

Array
الفيلسوف الفرنسي ألان باديو Alain badiou: إذا لم يتم استخدام مبادرات جديدة سياسية وشعبية، فإننا نسير نحو حروب مروعة
حاوره: إيريك أيشيمان Eric Aeschiman و لوران جوفران Laurent Joffrin

ا فأنا لم أتغيّر منذ السبعينات،
-----------------
و يكفيك ذلك غرورا اجوفا . فالمفكر يتغير دوما مع تغير الظروف . اما الثابتون على الفكر الذي تجاوزه الزمن، هم مجرد ايمانيين ، متجمدي الفكر ،بثوب مفكر .


تلك الفترة التي كانت فيها الراديكالية السياسية تحمل صورة الثورية في حالة جيّدة، وفي الثمانينات كثيرون تخلّوا، وأنا بقيت وفيّا، لماذا أصبح هذا الوفاء شيئا ملموسا (مرئيا) وإعلاميا، تفسير ذلك يجب البحث عنه بداهة في فراغ اللعبة السياسية. هناك أزمة سياسية، هناك أزمة دولية، الهوّة بين حياة الناس وما يفعله الحكم، أو ما لا يريد أن يفعله، تكبر شيئا فشيئا، هذه الأزمة السياسية، وهي أزمة أيديولوجية أيضا تساعد على تنامي الأفكار التي تحاول المضيّ إلى أصل الأشياء.

إنجازك: "ما الذي يعنيه ساركوزي"؟ ......................
دولة سلطوية تسلطية وغير شعبية. ساركوزي يسعى حثيثا، إلى تفكيك النظام التربوي، والأخطر من ذلك، ما يحدث في القطاع الصحّي (الاستشفائي)...
-------------------
و هل النظام التربوي مقدر له ان يظل ثابتا ، جامدا ، و غير قابل للتطور !


ولكن في النهاية، على مستوى النجاعة الاقتصادية والحريات السياسية، فإنّ حصيلة الأنظمة الشيوعية كانت كارثية؟
-----------------
اعتراف جدير بالانتباه !


لنذكّر بدءا أنّ هذه الأنظمة لم تسقط تحت تأثير انتفاضة شعبية، أو بثورة عارمة، وإنّما بقرارات من حكامها،
-----------------
كيف يمكن لنظام شيوعي ظل لسبعين سنة يدعي وجود مركزية ديموقراطية تضارع الديموقراطية الامريكية و تضاهيها ديموقراطية :10: ان يبسمح لواحد مجنون ، او غبي ، او مارق ، او ما شابه ذلك ، ان يفسد عليهم نظامهم المركزي الديموقراطي ، الا اذا ، و انتبهوا لهذه ال "الا اذا " ، كانت تلك المركزية الديموقراطية ما هي الا مركزية قمعية و ديكتاتورية ، جعلت الاتحاد السوفييتي يسقط ، كما سقط نظام صدام حسين الديكتاتوري ،دون ان يتقدم واحد من شعبه لصد العدو ، الذي اسقط النظام خلال 24 ساعة . فليس قرارات الحكام هي التي اسقطت نظاما حديديا يقوم على جهد المخابرات و الجنرالات ، بل اسقطته عدم صلاحيته شعبيا ،و افلاسه تاريخيا،و استنفاذ طاقاته التي سمحت به شعاراته السياسية ، ذات يوم ،وصل الى آخر ما يمكن لنظام ان يقدمه لجماهيره ، ثم فشل فشلا ذريعا .


إرادة الشعوب لم تكن محدّدة، كان من الأفضل لو حدثت انتفاضات شعبية: كان يمكن عندها أن تولد أفكار ما، وأن تظهر مطالب ناتجة عن تحوّلات داخلية من صلب الشيوعية،
----------------------
نعم كان من الأفضل لو ،و كان من الافضل لو ، و كان من الافضل لو ... لكن ، كما قال الفيلسوف الحقيقي هيغل و ليس السياسي الدائخ هذا ، " ان ما هو واقعي هو عقلانمي ،و ان ما هو عقلاني هو واقعي " ، اي لا يصح الا الصحيح . فلو كانت الشيوعية صالحة لهذا الزمن لما انقرضت . رحم الله دارون ما اعظمه !
صاحبنا الذي يجد من يحشره بين الفلاسفة ، ما زال منتظرا من الشيوعية التي شبعت موتا، ان تاتي - كالمهدي المنتظر عند بعض البعض - لتحقق لهم العدالة و المساواة في عالم ديكتاتورية البروليتاريا الغبية
!



أمّا عن الحصيلة بحدّ ذاتها، إذا كانت تحاسب التجارب الشيوعية من خلال معياري: النجاعة الاقتصادية والحريات السياسية، فإنّ الخسارة مضمونة مسبقا ، .......... هل يعني ذلك أن نتخلّى عن المشروع في حدّ ذاته؟ بالعكس يجب أن نتمسّك بشدّة بفكرة مجتمع لا يكون محرّكه الأساسيّ الملكية الفردية، والأنانية والشراسة، إننا نرى اليوم أنّ مديري البنوك وحرفاءهم الأساسيين هم رهائن الجشع والربح.
------------------
فشل اقتصادي و فشل سياسي ، ثم فشل في البقاء ، فهل هناك فشل مطلق كهذه الفشول جميعا ؟
صاحبنا المحشور بين الفلاسفة ،من قبل يساريي عصره ، الباحثين عن مهدي منتظر ، ما زال يحلم كمن سبقه من منظري الستالينية الاشتراكي الطوباوية ، بالقضاء على فرويد في قبره ،و فرويد يرفض ذلك نكاية بهم .
لا يمكن لمجتمع ان ينهض دون تواجد كبش فداء . لا يمكن لسيارة ان تنطلق دون تواجد بترول للاحتراق في سبيل تقدمها . لا يمكن لمجتمع التقدم دون وجدود فئات او شرائح ، تمثل هوامش المجتمع لتكون بمثابة المادة المستهلكة لتقليع ذلك النظام بالسرعة المطلوبة . انها سنة الكون ، انها سنة الميكانيك و تحولات الطاقة ، انها سنة التقدم التي لم يحيد عنها التاريخ . فلا يمكن ان ترفع صوت مذياعك دون ان يزيد مصروفك من الكهرباء . ولا يمكن ان يحدث تقدم اجتماعي ما لم تكن هناط طبقة او فئة او شريحة او وسيلة معينة تجهل المجتمع ينهض على حساب طكاقاتها الشحيحةو وز مردودها الضعيف ؟ فلكل عصر طبقة مسحوقة تدفعه الى الامام . انها ثنائية التوازن البيئي ،و التوازن الفيزيائي ،و التوازن الطاقي
!


وإن هُزِمت الكومونة فإنّ الاتحاد السوفيتي قد استمر، غير أنّ نجاعة أشكال التنظيم لأخذ السلطة أظهرت عدم ملاءمتها لتسيير شؤون بلاد في حالة سلم. لا يمكن تسيير الفلاحة والصناعة بطرق وأساليب عسكرية، لا يمكننا تأمين السلم لمجتمع تعاضدّي عن طريق عنف الدولة، إذن ما يجب هو اختيار النشاط الحزبي ما يمكن تسميته (الشكل – الحزب).
-------------------
" و يقول بكل غباء ، "وإن هُزِمت الكومونة فإنّ الاتحاد السوفيتي قد استمر" انه كالمريض العقلي الذي يقول لك هناك شبح خلف الستارة ،و تقول له لا يوجد اشباح ، فيؤكد لك انه يرى الشبح !!! هذا حال بني مشوعة اليوم في شيوعيتهم الخارجة عن المنطق العقلاني !
اخيرا تفلسف الرجل و كشف لنا ان لديه فكرة فلسفية "الشكل - الحزب " !!





انك تنتقد وبشراسة الديمقراطية، لكن هذه المرة وفرت على الأقلّ السلم الاجتماعي، لقد أنهت العنف في العلاقات الاجتماعية؟

أنا مع دولة الحقوق، ومع حقوق الإنسان، إذا لم يتمّ اتخاذها كذريعة إيديولوجية لتغطية التدخلات العسكرية أو الفوارق المجحفة أو الإقصاءات بتعلّة الدمقرطة الثقافية. والحقيقة أنّ الديمقراطية لم تستطع أن تخفّف حدّة العنف داخل المجتمعات الغربية إلا بواسطة تحويل هذا العنف إلى الخارج.
-------------------
و هل كان الاتحاد السوفيتي ، دولة العمال و الفلاحين ( المضطهدين ) دولة حقوق انسان؟
اولم يتخذ الشيوعية ذريعة لنشر جحافله في العالم و مساعدة الديكتاتوريين على ظلم شعوبهم لانهم ايدوا تواجده العسكري ؟
و هل الديموقراطية صنعت المنافي السيبيرية ؟ و هل توقف العنف للحظة في دولة العماتل المفترضة الزائفة ، اولم يمارس تحت جنح الظلام و بمساعدة زواتر الفجر ن كل سالعة و كل دقيقة للحفاظ على ذلك النظام الدموي ؟



الولايات المتحدة الأمريكية هي في حالة حرب شبه دائمة منذ قرن ونصف، إذا اعتبرنا 1914 – 1918، حروب التحرير، حرب كوريا، حرب فيتنام، العراق، الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي..
---------------------
لا ضرورة لذكر حروب السوفييت ضد افغانستان ،و لا حروبهم على شكل دعم احزاب شيوعية فشلت بعد ان قامت بانقلاباتها في العديد من دول العالم . اما الدول التي كانت خاضعة لامريكا فقد تقدمت و تطورت ،و يكفي ان نذكر الفرق بين حكم الشيوعية للقسم البشرقي الالماني ،و حكم الامبريالية للقسم الغربي منها . و لن ننسى اليابان التي ترقت و اصبحت من اول الدول المسالمة عالميا . و لن ننسى كوريا الشمالية و الفرق بينها و بين كوريا الجنوبية ، المتقدمة في كافة المجالات .



صدقني إذا لم يتمّ استخدام مبادرات جديدة سياسية وشعبية، فإننا نسير نحو حروب مروّعة.
-------------------
هل تكفي كلمة صدقني لكي نصدقك !! هههههههههههههههه ! المفكر المسخرة ، لم يجد ما يقدمه كدليل علمي او فكري مقنع ،لكي نصدقه فيه ، سوى ان يقول "صدقني " !!! و يذكرنا ذلك بالعامل البسيط ، او بالفلاح الضائع في الكروم ، عندما يتحدث في السياسة تخحبيصا ، لكنه يقول لك بعد كل عبارة ، " صدقني " ليخفي توتره الداخلي، كون لا احد قد يصدقه !



هل معنى ذلك أن نتخلى عن الديمقراطية؟
كمواطن فرنسيّ، أعرف أنني أتمتّع بالكثير من الامتيازات، إذن أطلب فقط أن نعي ثمنها الباهظ، والذي يزداد ارتفاعا يوما بعد يوم.
-------------------
اذا تمتع ، و كفاك عيا !



الصعوبة الكبيرة التي نواجهها تظلّ سلطة الدولة، ماركس يتوقّع اضمحلالها. والأنظمة الشيوعية على العكس من ذلك، ركّزت دولا خارقة القوّة، ما هي الحدود التي على الدولة أن لا تتجاوزها الآن؟ نحن لا نملك نظرية واضحة بهذا الصدد. لهذا على التجربة السياسية اليوم، أن تخضع الدولة لحقل عملها، لا أن تكون خاضعة لها.
------------------
اذا المشكلة تكمن في ان ماركس ، قدس الله سره ، يرى ما يرى ! ولولا ذلك لكان الامر محلولا ،و لا يمكننا نحن الشيوعيون المتشوعون ، ان نخرج عن نصوص مقدسة، وضعها قدس الله سره ! و بما اننا لا نملك نظرية واضحة بهذا الشان فهذا دليل على ان نخترع تجربة سياسة ، ثم نخترع لها دولة ، ثم نجعل تلك الدولة تخضع لتجربتنا السياسية في الاستشواع الثوري !


هل لك برنامج واضح؟؟
النقطة الأساسية هي المساواة وهذا يمرّ عبر إجراءات حيويّة ضدّ الرأسمالية، وإعادة تنشيط الخدمات العامّة كي تكون الدولة دولة الجميع بالفعل، وبناء علاقة جديدة بين التعليم والعمل وابتكار جديد للعالمية، ولكنّ كلّ هذا يتبلور في الميدان لا عبر برنامج تجريدي.
-------------------
و أين الشيوعية اذا ،و اين ديكتاتورية البروليتاريا الغبية ،و اين الحزب الثوري ،و اين الثورة ؟


إنّ الديمقراطية اليوم تصرّ على أنّه لا يوجد معيار آخر ممكن غير الربح، وهذا هو التوافق المضمر بين اليمين واليسار، ...... نستطيع تحمّل نظام كهذا، نستطيع التفكير بأنه النظام الوحيد الممكن، ولكن هل يمكن فلسفيا أن نحبذ نظاما كهذا أو أن نرغب فيه؟
-------------------
ما دمتم يا سعادة المتفلسف تستطيعون تحمل ذلك فلسفيان فهذا يعني انكم فاشلون شيوعيا ، او بالاحرى شيوعيتكم الفكرية هي الفاشلة !


لأنه منذ أن نترشّح لانتخابات ما فإننا نسعى أن ننتخب، ثم أن يعاد انتخابنا، ثم يصبح لنا كتلة برلمانية، ثم نتمتع بمنح وقروض رسمية... الآن المهمّ هو ممارسة التنظيم السياسي المباشر في أوساط الجماهير الشعبية، وتجربة أشكال جديدة من التنظيم..
-------------------
وكما قال المثل " عيش يا كديش ، الى ان ينبت الحشيش" و الى ان تصلون الى السلطة !

نقلا عن الاوان
[/quote]

:Asmurf:


الان باديو يفضح المجتمع الراسمالي - شهاب المغربي - 03-08-2009

كود:
هههههههههههههههه ! المفكر المسخرة



يا للتفاهة

الان باديو مفكر مسخرة !!!!!

و المعلق بخربشاته الوضيعة عملاق فكر ...........


الان باديو يفضح المجتمع الراسمالي - شهاب المغربي - 03-08-2009


لمزيد التعريف بالان باديو ننقل الحوار التالي :






حوار مع الفيلسوف آلان باديو ( تعريب : سعيد بن الهاني )
ناشر الموضوع : أبو معتز
حـــــــــوار مـع


الفيلسوف ألان باديــو:



إن الفلسفة تمنح الشجاعة لكل الناس


حوار: باتريس مانيكليي



تعريب: سعيد بن الهاني







على سبيل التقديم: في سنة 1988، بنى ألان باديو ALAIN BADIOU في كتابه (الكائن والحدث)، نسقا فلسفيا قائما على الرياضيات. حاول في كتابه الجديد (القرن)، تقويم التشخيصات التي أنجزت حول القرن العشرين وهي طريقة أخرى جوهرية كذلك للتفلسف. "أن نمنح الشجاعة للجميع"، إذا كان هذا هو ميل الفلسفة. فإن ألان باديو يعتبر بالتأكيد، فيلسوفا كبيراً، من الحماس المتنامي لأعماله في أمريكا إلى الجمهور المتحمس لندواته العمومية، مرورا بهؤلاء الشباب الفلاسفة، الذين وجدوا فيه قوة لدعم رغبتهم في التفلسف، تعتبر أفكاره التي تجسدت في كتابه "الكائن والحدث" من الأعمال الكبيرة في عصرنا الحاضر، الفعل عنده رصين ذو دلالة عميقة، جملته تفوح منها شراسة فكرية ما، أما الوضوح فهو في خدمة إبداع البديهيات الجديدة. عرف ألان باديو كيف يجعل من الإغواء قوة فكرية، لا شخصية تحث كل واحد على فعل ما يقدر عليه، هو روائي ألف مجموعة من الأعمال ومسرحي له عملين، مناضل، فهو ليس من هؤلاء الإكليروس الذين يهربون من كتابه (القرن) المكون من الضجيج والغضب؛ ولكن من اللقاءات العاشقة والعمل الإبداعي. ينشر اليوم كتابا سيحاول فيه وسم القرن العشرين، انطلاقا من طرائق سماها بنفسه، استعارها من الشعر والسياسة والمسرح طرائق هي ستكون بتعبير بودلير "مناراته" التي ستنير له الطريق نحو القرن القادم.



ولد ألان باديو في الرباط (المغرب) 1937، درس والده الرياضيات، وأمه الفرنسية، كان اشتراكياً وله مواقف مضادة من النزعات الاستعمارية، طرد والده من المغرب من قبل حكومة فيشي، انخرط في المقاومة بتولوز حيث أصبح عميدا للتحرير سنة 1956، وبـ ULM (أولم)، التقى بألتوسير، هيبوليت تين، كنغلييم، لاكان، لكنه ما زال سارتريا (نسبة إلى سارتر)، ناضل ضد حرب الجزائر، وشارك في تأسيس حزب (PSU) سنة 1961، شارك في الخدمة العسكرية كجندي بسيط عازف ناي في جوقة المنطقة الثالثة الجوية، وبعودته من هذه الخدمة عين بثانوية Reims، وفي سنة 1969 عين بفانسان VINCENNES بمجرد إنشائها، ساهم في وجود هذا المكان المتفرد، في الوقت نفسه، عرف بنزعته الحركية السياسية، وإبداعه الفلسفي (مع فوكو، دولوز، ليوتار، شاتلي، رانصيير).



شهدت سنوات 1969–1980 حياة سياسية مكثفة، في إطار التنظيم الماوي(UCFML)، الذي أسسه مع ناتشا ميشيل NATACHA MICHEL، وسيلفيان لازريسSYLVAIN LAZARUS، والذي أصبح تنظيما سياسيا فيما بعد سنة 1985، ساهم في خلق خلايا في المعامل، واجتماعات في الأقاليم والشوارع، كما ساهم في صنع صداقات داخل أماكن تجمع العمال..إلخ. ستشهد سنة 1986، بداية ندواته مع الجمهور في مساء الأربعاء، والتي استمرت طويلا. وفي سنوات 1994-1996 ألف مسرحيات من أبرزها DES AHMED التي أخرجها CHRISTIAN SCHIARETTE، وفي سنة 1999 عين أستاذاً بالمدرسة العليا للأساتذة، وهو يشتغل منذ تلك اللحظة وإلى الآن في مشروعه "à sa logique des mondes"، كما يتم حالياً كتابه "L' ÊTRE ET L' EVENEMENT ". ومن أهـــم أعمالــــه: Théorie de Sujet 1982نظرية الذات/L’ ÊTRE ET L’ EVENEMENT 1988 الكائن والحدث/Manifesté pour la philosophie 1989 بيان من أجل الفلسفة/ Ahmed le Subtil, 1994 أحمد الحاذق/Ahmed Philosophe, Suivi de Ahmed se Fâche, 1995 أحمد الفيلسوف، ويليه (أحمد يغضب).. وهنا أهم ما جاء في الحوار الذي نشرته المجلة الأدبيةMagazine Littéraire في عددها 438/ يناير 2005م:







*في سنة 1988، نشرتم كتاباً عظيماً بعنوان غامض (الكائن والحدث) وهو نسق فلسفي حقيقي، كأننا أمام شيء لم نعهد رؤيته، فما هي العلاقة التي توجد بين مثل هذا العمل المنخرط في زمنية الأعمال الكبرى للفلسفة الأساسية، وكتابك الجديد حول القرن العشرين؟.



**توجد هناك على الأقل علاقتين اثنتين، الأولى أنه حتى داخل المشروع النسقي نفسه الذي هو نسقي بالفعل، أدعم التشخيص الذي يقول بأن الفلسفة تستند على عصرها وهو الشيء الذي يعد جزءً من الفلسفة نفسها. الفلسفة، أنا متفق مع هيجل، إنها تأتي بعد، بعد الأشياء كالحب، الفن، العلم، السياسة، هي إبداعات من المستوى الأول، بينما الفلسفة تأتي في مرحلة زمنية ثانية، وهو الشيء الذي لا يعني أنها ثانوية، ولكنها ثانية. تجمع الفلسفة في هذا التأخر كلاما Un dire حول الزمن، وبهذا الالتباس الذي يزعم قولا خالدا حول الزمن، وليس قابلا للاختزال فيه بشكل كامل. يعتبر السؤال "ماذا يعني القرن العشرين؟" سؤالا داخل الفلسفة، فهو مثل السؤال الذي كان يسكن أفلاطون "ماذا تعني المدينة اليونانية؟" وكانط "ما هي الأنوار؟"، هذه هي العلاقة الأولى، في العمق هي علاقة تقليدية، ومطابقة للفكرة التي أعطيتها للفلسفة. وبعد ذلك، هناك العلاقة الثانية السجالية، فضلا عن أنها تعتبر بعداً طبيعياً تتمثل وظيفتها في التنظيف المزيل للركام والعوائق، كما أنها تمثل المعركة الأبدية التي أشار إليها كانط سابقا، فإننا نجد أنفسنا في فرصة مناسبة. يجمع كتابي (القرن) Le siècle ندوات أنجزت بالكوليج الدولي للفلسفة حول مقاربات القرن العشرين. كنت أنوي الإجابة عن سلسلة من التوسيمات المهيمنة والتي تعتبر وقائعيا ثابتة لا ريب فيها- مثل القرن العشرين، كقرن المذابح الكبرى، قرن الإبادات، والحروب العالمية الدامية، والمشروعات المجهضة- ولكنها تعتبر مختزلة في فكرة أظنها خاطئة، والتي تقول بأن القرن العشرين كان هو قرن يوتوبيات Utopies المجرمين، قرن بمتخيل مفرط يعتمد على أساس مبدأ الواقع الذي لا يمكن أن ينتهي إلا بواسطة الهدم. لا أقول بأن ذلك كان غائبا، ولكنني أقول بأن ذاتية المؤلفين في هذا القرن الذين التقيتهم، وصادفتهم، عرفتهم مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، في الأدب، وفي النصوص السياسية، والمحاورات المناضلة، وفي أسرتي أيضا، حيث ساهم الجميع في المقاومة والتحرير، لقد كانت بكل بديهية حالة مستعجلة فرضها الحاضر. والتي عززناها بعد ذلك بواسطة تمثلات مستقبلية، إنه قانون عام، إنها بالضبط كالحالة التي نبدأ بها في علاقة حب حيث نقول "أحب دائما" ومهما كانت جميع أنواع الأسباب. لكن ليس ذلك هو الذي يشكل كثافة لقاء العشق، فهو بمثابة دعم له ليس إلا.







*تقول بأن القرن العشرين يتسم بـ "شغفه بالواقع"، لكنه لا يجب على هذا الشغف أن يؤدي بالفلاسفة إلى ترك الفلسفة؟ أنت بنفسك ألم تتعرض إلى هذه الغواية؟، فمنذ سنة 1969 كان "مفهوم النموذج" وفي سنة 1982 كان كتابك "نظرية الذات" Théorie du Sujet، ثلاثة عشر عاما بدون كتابة كتاب فلسفي واحد..



** نعم، لقد كانت غواية القرن. هنا أيضاً، كما لو كنا نتحدث عن غواية تضحوية: المثقفين في علاقتهم بالحزب الشيوعي، الثورة، البروليتاريا..إلخ. طغت عليهم مازوشية من نوع ما، والتي جعلتهم يتخلون عن الروح النقدية، عن الذكاء، عن كل شيء باسم القضية. لكن الإغواء الأكثر جذرية، كان هو اعتبار الفلسفة في وضعية ثانوية، وتابعة شرعيا للالتزام السياسي. هذا الأخير، عندما يكون حقيقيا فإنه يوجد في وضعية استعمال محايث، له قوانينه الخاصة. إنه يوجد في حالة استعجال للحاضر، في انتظام المسؤوليات، بأسلوب للنقاش خاص جداً، من الصراعات وتحت تأثير أميزه عن التأثيرات الأخرى الممكنة بالنسبة للفلسفة، يتعلق الأمر بالحماس الذي يعتبر بالفعل نزعة مفترسة. ظهر أنه من الأحسن كتابة الكتب الفلسفية، لأن كتابة مثل هذه الكتب لا يعتبر ميلا يدعمه إشعاع خاص، إنه لأمر حقيقي إذن –باستثناء مسرحية الشارة الحمراء L' Echarpe rouge التي وجدت في قلب نزعة غنائية مسرحية كلوديلية ليست مملاة إذن من طرف إيديولوجية زمنها- كنت أمارس السياسة، رغم أنها عطلت وصلي بالفلسفة.







*هذا الوصل، قمت به في كتابك "نظرية الذات" حول ثيمة مرتبطة جدا بالمتوالية التي تحدثنا عنها آنفا في كتابك "الكائن والحدث" تقول بأنك تبحث عن أنطولوجيا تكون ملائمة للطريقة التي حولت فيها مقولة الذات Sujet من طرف الممارستين الماركسية والتحليل النفسي. لماذا تعتبر إعادة التعريف هذه مهمة جدا، ولماذا هذه الإعادة محتاجة لأنطولوجيا، ولماذا تقول في كتابك "الكائن والحدث" أنك أخطأت الطريق في كتابك "نظرية الذات"؟.



**توجد في كتابي "نظرية الذات" نوعا من الطراوة الخاصة، مرتبطة بشيء ما لم يناقش بعد تماما. الفلسفة حاضرة هنا، لكن في تشابك أيضا مع شيء آخر غيرها. كنت قد بدأت بالأخذ من هذه المتوالية السياسية نوعا من اليوميات الفلسفية ابتداءً من سنة (1975-1976). في كتابي "نظرية الذات" الذي هو عبارة عن مجموعة من الندوات. وبما أنه يتعلق بمجموعة وقائع يومية، فإنه يتموقع بين شيء يوجد قريباً جداً من هذه الممارسة، وشيء يمكن أن يفتح بطريقة أكثر كونية الدروس أو التفرد. ولهذا السبب، كان يجب علي أن أبني جهازا أكثر اتساعاً يمكنني داخله أن أضيء بالنسبة إلي ما يصنع الطابع الاستثنائي لذات هذه الممارسات. لأن ما يهمني في العمق، وشغفي الحقيقي هو الاستثناء وهذا ما يجعل الوضعية البديهية متفردة بشكل مكثف، ومن وجهة النظر هذه، أعارض التيار المهيمن في الفلسفة اليوم بمعنى الاهتمام بما هو مألوف والذي يعتبر في جميع الأحوال من جهة أخرى مهما جدا: أي فلسفة اللغة المألوفة، وما هو يومي، والانعطافات المجهرية للحياة. ليس هذا هو اهتمامي، هذا ما أحتفظ به ربما من أفق بطولي. تعتبر هذه الاستثنائية ذاتية. يمكننا أن نعيد لها أهميتها بقولنا "هكذا إذن، إنه الاستثناء الذي ليس كالآخرين المتبقين". وبالمقارنة، وبواسطة هذه الاستثنائية التي ليست ملموسة داخل نفسها. لكنني لا أريد اختزال نسق هذه الاستثناءات في السياسة. يبدو أنها حقا كانت مهيمنة بسبب انتفاضة ماي1968. لكن ربما قد يكون ذلك حقيقي، وقد كان ذلك دائما بالنسبة لي انبهاراً رياضياً، الذي هو عكس التزهد. أنا سبينوزي (سبينوزا) في هذه النقطة، للغبطة الفكرية شكلها الخالص، إنه شيء ما خبرته مبكراً، لم أعرف ماذا أفعل به لمدة طويلة، لأنني كنت سارتري.







*أنهيتم كتابكم عن الاختلاف بين "النزعة الإنسانية الجذرية" لسارتر و"النزعة اللاإنسانية الجذرية" لفوكو. لقد كنتم شخصيا مخترقين بالصراع الذي ظهر بارزا وسط سنوات الستينات تحت عناوين "النزعة الوجودية" و "النزعة البنيوية"، أليس كذلك؟.



** فعلا، إنها تاريخيتي الخاصة، لحظتي الفلسفية الشخصية، يعتبر الوجود والفكر فضلا عن النزعة الإنسانية، والنزعة اللاإنسانية، كلها توترات مررت بها في الستينات، مصدرها انبهار سارتري، قيل لي أحيانا أنني أحاول الإبقاء على الحدين القصويين، عبر مقولة الذات أحافظ على نزعة بطولة وجودية في حدها الأدنى في استبداد الأشكال. أظن ذلك صحيحا كما أنه صحيح بالنسبة للاكان الذي كان يشكل في البنيوية أهمية كبرى بغض النظر عن رؤيته التشاؤمية، بل الرؤية الحتمية المتعلقة بالذات. أحس أن لديه في حكمياته مثل "عدم الاستسلام للرغبة"، كما في العلاقة الثابتة بالبعد الأدبي، شيئاً لا يمكن تفسيره من خلال النتائج النهائية لنزعة شكلانية صارمة. تعتبر الذات بالتأكيد عند لاكان أثرا، لكنها ليست أكثر من ذلك عند سارتر. خذوا مثال فلوبير، في كل حادثة من حياته تسند وظيفة ما في عملية بناء هذه الذات التي نسميها فلوبير. في العمق، تعتبر الذات نقطة لما هو غير قابل للبث D'Indécidabilité، بين الحركية والسلبية. يمكننا أن ندخل من هذا الجانب أو ذاك الجانب الآخر، أن نتهم أحدهما بالمبالغة في التنازل للسلبية، بمعنى لما هو مُؤَسَّسٌ سابقا، والآخر نتهمه بالمبالغة في التنازل لما هو مُؤَسِّسٌ، أما إذا كانت الملاءمة موجودة في الحفاظ على هذه المقولة، فبسبب هذه النقطة المتعلقة بما هو غير قابل للحسم.



*بعد كتابك "الكائن والحدث" كتبتم كثيرا للمسرح، ولكي تتملكون هذه الممارسة المتعلقة بالزمن الثاني الذي هو الزمن الفلسفي، هل تُغيِّر الفلسفة أشياءً كثيرة عندما نكتب؟.



**إنه سؤال كبير، لقد خلطت الأشياء وشوشت عليها كما في السلسلة المسرحية "أحمد الفيلسوف" Ahmed Philosophe الأكثر تمثيلا، مادامت هي سلسلة قد أنجزت حول الفلسفة، لكننا يمكن أن نتساءل دائما، ما إذا كان هناك شيئا ما فطري خالص، بريء تقريبا في التمسرح لم تفسده زيادة الضريبة الماكرة، إن لم تكن الفلسفة، على الأقل في اتجاهها الذي تريد به أن تكون في الزمن الثاني. على أية حال، لا أكتب حسب هذه القصدية. أنا بدأت من جهة أخرى بالكتابة في الأدب، وعندما أعود إليه فهو عنصر أحياه بشكل طبيعي وأصيل، كما يحياه الآخر. تفترض القدرة على الإقامة في الجديد وجود منفذ للحقيقة، فثمة شيئا ما مظلم، يعتبر أثرا لإكراه معتم. أتفق مع دولوز عندما يقول بأن الضربة تأتي على الظهر ولا نلتفت بسهولة أكثر من ذلك. إلا أن ذلك ليس صحيحا، بالمقارنة مع ما يقع للفلسفة، لأنها مجبرة دائما أن تحدد وضع شروطها. حتى بالنسبة للفلاسفة الأكثر معارضين للفلاسفة، هم في حالة تكرار لما قالوه. يمكننا، إذن، أن نفكر بأنه عندما يكتبون، ليس ذلك عبثا كبيراً، فأنا أره عند سارتر مهم جداً. فعندما أعيد قراءة "دروب الحريةLes Chemins de la libérté ، أحس باهتمام ما.. لا يتعلق الأمر برواية الأطروحة، لكن هناك شيء ما محكوم بقوة في الداخل، نشعر بأن قدر الشخصيات له معيار ما. هؤلاء أبطال الحرية ليسوا أحراراً تماماً. يمكن أن يحدث لي ذلك بدون شك. لكن في المسرح، لا. أكتب بالأساس مسرحيات، بل فكاهات. أقول مع ذلك، إنه لو أضحكت حقيقة هذه الفكاهات.. إنها بمثابة قياس للأثر، ومعيار للحقيقة. ولأنه يجب الاعتراف بذلك، فمن النادر بالنسبة للفلسفة أن تعمل على الإضحاك، ليس ذلك ميلها الأساسي. ذكية هي، ساخرة، نعم، لكن الضحك شيء آخر.







*ربما نكون أقل عزلة داخل المسرح..



**بالنسبة للفلسفة، تعتبر عزلتها نسبية: فبراعتها (دِقَّتها) ملازمة لها. لا يوجد أحد مع ذلك لم يكن في حاجة إلى الجمهور، وللعنوان الجماعي، وللدرس. بغض النظر عن كل ما قيل ضدها وبالخصوص من طرف ديريدا J. Derrida. تبقى الشفوية أساسية. حتى وإن اتخذت الكتب أهمية خاصة، تتوجه الفلسفة إلى أناس موجودين مباشرة هناك. إنها ديداكتيكية، بسبب انشدادها إلى ماهيتها. يتعلق الأمر بتبيان الحقائق، والعمل على وجودها (انوجادها). أخيرا، يجب أن نعطي في الفلسفة شيئا من الشجاعة لجميع الناس. حتى بالنسبة للفيلسوف الأكثر يأساً، حتى والأكثر تيئيسا، فهو يوجد هنا من أجل هذا الشيء: يمكننا استبطان هذا اليأس. وأن نجعل منه حكمة. يتعلق الأمر دائما برفع مقام هذه الوضعية. لقد أبدع الفلاسفة ليس فقط صورة السيد، ولكن أيضا صورة الأستاذ. بإمكان الفلسفة أن تكون كذلك بطريقة أكاديمية ومشؤومة (كارثية)..لكنها ستظل دائما أستاذية. يبين هذا الميل الديداكتيكي القرب المباشر للفلسفة ليس فقط مع الزمن، ولكن أيضا مع الشباب. فإفساد الشباب، لن نخرج منه سالمين...







*في الواقع، يحبل كتابك الأخير بمجموعة من الإرشادات القرائية. إنه كتاب حول النقل أيضاً (أو التحويل) Transmission.



**فعلا، تعتبر الفلسفة مهووسة بنقلها أسرار الزمن، فهي لا تتساءل فقط <لماذا يوجد شيء ما وليس وجود أي شيء على الإطلاق؟>، ولكن <هل يوجد هناك، حقاً، شيء ما؟>. لقد دفعت من جهة أخرى الأشياء بعيداً جداً، ما دمت قد أعددت "بيان من أجل الفلسفة" Manifeste pour la philosophie ملحقا لعنوان "إرشادات لفيلسوف اليوم الشاب" Conseil pour un jeune philosophe d' aujourd' hui وهو عبارة عن إرشادات متشعبة للقراءة والأسئلة. تمكننا من إقامة تمرينات تتعلق بالنقاش الجماعي. لقد أوهنوا عزمي عن نشر هذا العمل، فقالوا لي بأن هذا البيان عبارة عن ديداكتيك قريب مني جدا. هذا لا يعني أن هذا السؤال الموجه إلى الشباب ليس جانبيا. إنها الطريقة، التي -رغم أنها تأتي بعد-، فإننا نحاول مع ذلك أن نأتي من خلالها إلى الأمام، وأن لا نكون فقط في وضعية رثاء (أو تأبين) الليل الذي يسدل أستاره. أكيد، غداً سيطلع النهار وسيحلق بسقوط الليل طير مينيرفا Minerve ، فما يمكن للفلسفة أن تفعله هو أن تبقى كشهادة أبدية وغير قابلة للتعويض. سيتغير هذا الشيء الذي اختفى إلى شيء ظاهر، وبالضبط مثلما هو واقع الآن، عندما نقرأ أفلاطون، يمكننا أن نقول: < كانت هناك الرياضيات اليونانية، والنقاش مع هوميروس والسوفسطائيين>. إنه ليس فقط عالم تاريخي بكامله ولكنه عالم ذهني، عالم من الحقائق يشهد عليها أفلاطون بعد فوات الأوان، ولكن كذلك قبل فوات الأوان. أن يوجه سقراط الخمسيني سنّا، إلى فئة الشباب من الناس، إنها استعارة. نأتي دائما بعد الأشياء، ولكن لنا إمكانية أن نأتي إلى الأشياء من قبل، إذا تمكنا، عبر المقولات التي ننحتها فإن شيئا ما قد يتم جمعه مرة أخرى، وبعثه مما كنا له معاصريه المتأخرين. مثلا، أن ننقل ما كان متوالية لما كنا قد تحدثنا عنه قبل قليل، فبنظرة معينة من الداخل للقرن العشرين يعتبر ذلك ميلاً فلسفياً بامتياز.







*فلسفياً، يبدو أن هذا الأمر يمر بواسطة إعادة تعريف للجدلية، نراها أيضا في كتابك (القرن) Le siècle، وهذا أيضا ما كان يبحث عنه دولوز، وفي لحظة من اللحظات ظن من جهة أخرى أنه قد وجده في البنيوية. بل إذا ما صدقنا (فانسون ديسكومب) Vincent Descombesالذي قال بأن كل الفلاسفة الفرنسيين يبحثون عنها منذ مجيء (كوجيف) Kojève إلى باريس في سنة 1933..



**نعم، ربما..السؤال "هل بإمكاننا إعادة تعريف الجدلية ونحن نصنع اقتصاد السلبية؟"، إذا ما تشبثنا بهذه الحكمة العامة جدا، فهذا السؤال يلزمنا جميعا، لأن المحاولة الأولى التي تتعلق بإعادة توظيف الجدلية بعد الحرب، كانت محاولة سارتر في بعد نزعتها العدمية. وهو الشيء الذي شغل بال ألتوسير، لاكان، فوكو، دولوز، وبعد ذلك أنا المتبقي فيهم على قيد الحياة...







*الباقي فيهم على قيد الحياة؟!.



**أي، اختلت علاقتي بالمقارنة معهم زمنيا، لكني مع ذلك أحمل شعوراً حدسياً برؤيتهم يختفون، لم يموتوا شيوخاً، هذا يمدني بانطباع.. شيء ما ذا طبيعة شبحية، وليس انطباعاً بكوني الباقي فيهم على قيد الحياة في معركة خاسرة. ليس هذا طبعي الخاص، ولكن، على أية حال، رأيتهم يسقطون، ثم إننا نتوفر على قواسم مشتركة كما قلت لك.







*تميز تحت عنوان هذه الجدلية الإيجابية، في كتابك "القرن" بين طريقتين: تلك المتعلقة بالنزعة التضادية Antagonisme التي تلح على لا اختزالية <الاثنين> في <الواحد>، وتلك الطريقة المتعلقة بما هو طرحي Soustractive الذي تعبرون به.



**نعم، لكن ألح على ذلك في الوقت نفسه، كخيط ضعيف نوعا ما، سري.. شيء ما شغل القرن العشرين، بالمقارنة مع الترسيمة الخيالية الجدلية ذات النزعة الحماسية للسلبية والهدم. لنأخذ على سبيل المثال: (مربع أبيض على عمق أبيض) Carré Blanc Sur Fond Blanc ل "ماليفيتش" Malevitch بإمكاننا رؤيته كهدم للون والشكل، ولكن أيضا كطريقة لإعادتهما للوحة، وكمكان وجدا فيه، وأن نضع بشكل بديهي في الخضم نفسه لهذه الوضعية الاختلاف الأدنى بين الأبيض كعمق، بالنسبة للأبيض كشكل.. إذا ما قبلنا أن الجدلية الإثباتية التي تدور حول فكرة" "ما هو الجديد، ما هو الإبداع؟". إذن، فسنتساءل: "ما هي علاقتها بالماضي؟ هل يجب على الماضي أن يموت لكي يظهر الجديد؟". إذا ما كنا نشتغل بشكل أسلوبي (رسم خيالي) Schème حيوي ما، سنعتبر أخيرا أن كل ذلك يمكن التفكير فيه بشكل إثباتي داخل فضاء "العودة الأبدية" بالمعنى النتشوي (نيتشة) لهذا المصطلح، وأن الهدم نفسه ما هو إلا الخيال وقد أُخِذَ من هذا الإثبات المكرر للمرة الثانية. لكن نعم، مثلما فعلت أنا، لا يجب أن نتموضع في شكل أسلوبي حيوي ما، فالأمر معقد جدا. يعين الطرح واحدا من الرموز الحسابية التي تهتم بهذا السؤال. توجد هنا الخفايا (والأسرار) الأكثر تكلفا (اصطناعية) للقرن، في ما نتوفر عليه في الوقت نفسه كقاسم مشترك، وفي ما لا نتقاسمه. الهدم أو الطرح. ليس جوهريا إلا هذا الاختلاف LA DIFFéRENCEفي نهاية القرن العشرين.







ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



*سعيد بن الهاني: كاتب وأكاديمي من المغرب. Benhanisaid34@yahoo.fr




الان باديو يفضح المجتمع الراسمالي - Awarfie - 03-09-2009

Array
كود:
هههههههههههههههه ! المفكر المسخرة

يا للتفاهة
الان باديو مفكر مسخرة !!!!!
و المعلق بخربشاته الوضيعة عملاق فكر ...........
[/quote]


و يأبى ###### الا الشخصنة :emb:
عندما يبلغ الامر ##### ان يصفوا النظام السعودي بانه نظام اقطاعي ، هنا ##################### تتجلى السطحية فيمن يدعي انه يشد ظهره بالتحليل الماركسي و الجدلية الديالكتيكية ، و كل الهرج و المرج الشيوعي المقبل على الانقراض .
اما البهبطة على مفكر حجري ، من فصيلة الشيوعيين ،و جعله فيلسوف العصر ،لمجرد انه شيوعي ، او لانه ولد في الرباط :25: ،م فتلك مسخرة و ###### ، لا يحسد عليهما صاحبهما، و ###### يعتقد صاحبه بانه يقوم باستغباء القراء . اي أن المسألة لا تزيد عن اقليمية فكرية ،على طائفية متخفية خلف شيوعية شكلية . و الطيور على أشكالها تقع
.


:Asmurf:


الان باديو يفضح المجتمع الراسمالي - شهاب المغربي - 03-10-2009

##########
وصفنا خربشاتك و لم نتعرض لشخصك فهل تجيدين القراءة !!!!


الان باديو يفضح المجتمع الراسمالي - هاله - 03-10-2009

Arrayأنا مع دولة الحقوق، ومع حقوق الإنسان، إذا لم يتمّ اتخاذها كذريعة إيديولوجية لتغطية التدخلات العسكرية أو الفوارق المجحفة أو الإقصاءات بتعلّة الدمقرطة الثقافية. والحقيقة أنّ الديمقراطية لم تستطع أن تخفّف حدّة العنف داخل المجتمعات الغربية إلا بواسطة تحويل هذا العنف إلى الخارج.

الولايات المتحدة الأمريكية هي في حالة حرب شبه دائمة منذ قرن ونصف،إذا اعتبرنا 1914 – 1918، حروب التحرير، حرب كوريا، حرب فيتنام، العراق، الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.. دون أن ننسى الحروب الثانوية حيث تتدخل الديمقراطيات كَيَدٍ ثانية (نحن نعرف حتى الآن ماذا فعلت فرنسا في رواندا) إنها لكذبة أن نقول انه بفضل الديمقراطيات نحن نعيش في عالم بلا عنف. الديمقراطية لم تنه العنف بل صدّرته إلى الخارج لأنّه، إذا كانت ساحة ديمقراطية خاضعة للرأسمالية تريد البقاء، عليها أن تكون ساحة رخاء نسبيّ.

إنّ مسارات الديمقراطية كما هي لا تكفي لاحتواء الصراعات والصدامات الطبقية الناجمة عن الفوارق الاجتماعية، ولكي لا يتحوّل ذلك إلى عنف، يجب إيجاد نوع من الرخاء يظهر وكأنه لا يوجد في أماكن أخرى. ويجب حماية هذا الرخاء.. هكذا يولد مفهوم الحماية، القوانين ضدّ المهاجرين الأجانب، التدخّلات العسكرية... إنّ العنف صاحب عملية تراكم الرأسمال البدائي وظهور الديمقراطيات، أمّا الازدهار الرأسمالي فقد كان على حساب شعوب، منها التي أفنيت تماما (شأن الكراييب...) وقد وقعت حروب ومجازر لا حصر لها. وهذا العنف مازال مستمرا، ولا يمكن له إلا أن ينمو ويتسع في ظروف كهذه...[/quote]

:thumbup:


الان باديو يفضح المجتمع الراسمالي - شهاب المغربي - 03-11-2009

الزميلة هالة ...........شكرا
افكار باديو و مواقفه مهمة للجميع بما في دلك لهؤلاء المنبهرين بالديمقراطية الليبرالية الزائفة .