![]() |
الأسلحة الأمريكية والضحك على الأذقان - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79) +---- المنتدى: مواضيـع منقــولة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=25) +---- الموضوع: الأسلحة الأمريكية والضحك على الأذقان (/showthread.php?tid=9774) |
الأسلحة الأمريكية والضحك على الأذقان - الحر - 08-06-2007 الأسلحة الأمريكية والضحك على الأذقان منذ عام 1991، تاريخ العدوان الثلاثيني على العراق حتى اليوم، دأب القادة الأمريكيون السياسيون والعسكريون على زيارة منطقة الخليج، وفي جعبتهم قوائم بالأسلحة التي يجب شراؤها قسرا وتخزينها عندهم حتى دون الحاجة إليها بدعوى تقوية إمكانات الدفاع عن أوطانهم، وفي نفس الوقت تنتشر قوات أمريكية كبيرة في منطقة الخليج في قواعد دائمة برية وبحرية وجوية لحماية الحلفاء والأصدقاء مع ما يستلزم ذلك من دفع تكاليف الحماية والتواجد العسكري الأمريكي· وهي ظاهرة غريبة بين الحلفاء لا توجد إلا في المنطقة العربية· فبدل كراء القواعد للقوات الأجنبية نظيرا استخدامها كما هي العادة في المعاملات الدولية يدفع أصحاب الأرض ثمن (استعمارهم) بدل التحالف، ويشترون أسلحة بالمليارات في صفقات مضحكة على التسلح من الطرف المفروض أنه مكلف بالحماية نظير مبالغ خيالية· وقد بلغ معدل تكاليف هذا التسلح أكثر من عشرة ملايير دولار سنويا دون حساب صفقة اليمامة التاريخية وبرنامج العشرية القادمة 2007-2006 (20 مليار لدول الخليج، و13 لمصر و30 مليار لإسرائيل) ويقال إنها مساعدات أمريكية للحلفاء في الشرق الأوسط· وقد كان الداعي دائما إلى هذا الإغراق في التسلح مخاوف اعتداء دول معادية للولايات المتحدة وحلفائها·· بالأمس العراق، واليوم إيران· وبنفس الدواعي يتم استنفار عرب الخليج ضد إيران اليوم باعتبارها العدو الأخطر ـ قبل إسرائيل- الذي يهدد الأمن القومي العربي؟ بالإضافة إلى سوريا والمقاومة اللبنانية والفلسطينية والمقاومة العراقية، أي الجهات التي تتصدى بصفة مباشرة للمشروع الأمريكي /الصهيوني الخاص بالشرق الأوسط الجديد الذي يراد منه تفكيك هذه المنطقة إلى دويلات هزيلة تكون لإسرائيل اليد العليا عليها سياسيا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا، في انتظار استكمال المشروع في مناطق أخرى في القرن الإفريقي، وشمال إفريقيا، باعتبارهما من صميم منطقة الشرق الأوسط في المفهوم الجيو استراتيجي الأمريكي· وإذا عدنا إلى الأسلحة نفسها، فإن الضحك على الأذقان يبلغ مداه عندما نسمع أن أسلحة متطورة جدا ستقدم لأصدقاء أمريكا وحلفائها من ذلك مثلا قنابل وصواريخ توجه بالأقمار الاصطناعية· وإذا علمنا على وجه الجزم أن أيا من هذه الدول العربية لا تملك قمرا عسكريا خاصا بها، فإننا سنكتشف بسهولة من يملك القدرة والحق في استخدام هذه الأسلحة وضد من؟ وفي كل الحالات هي ليست ضد إسرائيل العدو الحقيقي، ببساطة· لأنها لم تعد عدوا بل حليفا استراتيجيا من الدرجة الأولى، بعد أن سقطت الأقنعة في حروب أمريكا العدوانية ضد العرب والمسلمين بدءا من 1991 مرورا باحتلال العراق سنة 2003، وصولا إلى العدوان الإسرائيلي 2006 على لبنان، وإجراءات تصفية القضية الفلسطينية على طريقة تصفية الشركات التجارية المفلسة· ورغم أن الأخبار والتصريحات لم تزوّدنا بمعلومات كافية عن هذه الأسلحة، إلا أننا نتوقع أن تتركز على الطيران والقدرات الصاروخية والدفاع الجوي ونشك في أن تتمكن هذه الدول من استيعابها عددا وتكنولوجيا بسبب الوضع الديموغرافي والعلمي لهذه الدول ـ باستثناء مصر- ولذلك فإننا نعتقد جازمين أنها عبارة عن احتياط استراتيجي للجيش الأمريكي والإسرائيلي يدفع ثمنه عرب أمريكا بسخاء وكرم حاتمي على عادتهم في تمويل كل الحروب التي تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة منذ 1991 لإنقاذ مشروعها، وتأمين مصالحها ومصالح وكيلها في المنطقة (إسرائيل) على حساب شعوب المنطقة · فهل غابت هذه الحقائق عن وعي قادة هذه الدول؟·· بالتأكيد لا، ولكنهم رضوا بالدنية في دينهم ودنياهم مقابل بقائهم في السلطة متسلطين على رقاب شعوبهم· إن الأمن القومي العربي الذي يتباكى عليه هؤلاء الأعراب وهم في الحقيقة يعملون ضده قد سقط بعد أن كان فكرة أو حلما يراود القادة العرب في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في السبعينيات القرن الماضي، وعصفت به هزيمة 1967 وما تلاها من خروج مصر من دائرة المقاومة والممانعة العربية ثم استسلامها وانخراطها في المشروع الأمريكي /الإسرائيلي؛ حيث أصبحت من أكبر المروّجين والمدافعين عنه، وأجهزت عليه أمريكا باحتلال دول الخليج كلها وتدمير العراق واحتلاله، وأصبحت المنطقة مستعمرة أمريكية كاملة الأوصاف، لا سيادة ولا حرية لها، تتحرك بمهماز أمريكي، وتنطق بلسان أمريكي مبين· لقد كان من الممكن أن يرى الأمن القومي العربي النور لو أن الأنظمة العربية كانت أنظمة وطنية حريصة على مصالح شعوبها وعملت على التجانس الاستراتيجي فكرا وتطبيقا مع شركائها من الدول الإسلامية الكبرى المحيطة بالمنطقة العربية مثل إيران وتركيا، ولن يكلفها ذلك إنفاق نصف ما تنفقه اليوم من أجل احتلالها بدل الانسياق كالخراف وراء التخويفات الأمريكية التي تريد إقناعها بأن الخطر الإيراني والسوري اشد عليها من الخطر الإسرائيلي، وأن المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية هي عمل إرهابي يستهدف المنطقة كلها، ويجب الاصطفاف خلفها للقضاء عليه· وبعد ذلك، فإنها لن تعدم وسيلة لاختلاق خطر آخر قد يكون قادما من مصر أو السعودية أو تركيا أو باكستان، فبعد إيران على من الدور يا ترى؟ عميد متقاعد/ بلقاسم مازوزي 2007-08-06 المصدر |