نادي الفكر العربي
العدو هو (المسلم) السنّي...!!!! - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64)
+--- الموضوع: العدو هو (المسلم) السنّي...!!!! (/showthread.php?tid=9788)



العدو هو (المسلم) السنّي...!!!! - بسام الخوري - 08-06-2007

لبنان أمام مخاطر «الحالة العونية»
GMT 0:30:00 2007 الإثنين 6 أغسطس
الشرق الاوسط اللندنية



--------------------------------------------------------------------------------



إياد أبو شقرا


دخلت «الحالة العونية» أمس منعطفاً مهماً، لمسيحيي لبنان بالدرجة الأولى وللبنان كوطن في الدرجة الثانية. والظاهر أن استمرار قدرتها على قلب أو تشويه حقائق أساسية أمام جمهورها، مدعومة بدعم قويّ ما عاد خافياً من حلفائها الجدد في دمشق وطهران وممثليهما المحليين، ستزّج المسيحيين ولبنان في مستنقع خطير.

فإسقاط «اتفاق الطائف» ـ رغم النفي المتكرر ـ هو الهدف الاستراتيجي المشترك لطرفي «ورقة التفاهم» بين النائب ميشال عون و«حزب الله»، بمباركة دمشق وطهران. فعون يعتبر أن الاتفاق همش المسيحيين، و«الشيعية السياسية» ترى أنه لم ينصف الشيعة، أما دمشق فتعتبر أنه «يهدّد» بتأسيس دولة حقيقية في لبنان.

هذه المقدمة ضرورية لفهم ظواهر العبثية و«الديماغوجية» والتحريض التضليلي والغريزي الفاحش الذي ساد حملة انتخابات دائرة المتن الشمالي التي انتهت ليل أمس.

ما استدعى إجراء هذه الانتخابات وقوع جريمة اغتيال سياسية في وضح النهار سقط ضحيتها نائب ووزير شاب اسمه بيار الجميل. والمنطق والخلق القويم يقولان بحرمان القاتل من قطف ثمرة جريمته، وهذا ما قاله صراحة البطريرك الماروني.

ولإدراك خطورة الإصرار على إجراء الانتخاب الفرعي، علينا أيضاً تذكّر أن لبنان يعيش اليوم وضعاً استقطابياً خطيراً بين أكثرية برلمانية وحكومة تعتبرهما المعارضة زائفتين ومخالفتين للدستور والميثاق الوطني، ومعارضة تعتبرها الأكثرية البرلمانية منخرطة في مخطط انقلابي وتواطئي مع جرائم الاغتيال وتستقوي بسلاح خارج شرعية الدولة وسيادتها. وبالتالي، لا يعقل إدراج رفض التزكية لملء مقعد المتن الشمالي إلا في سياق التواطؤ الضمني مع القتلة أو الطمع بإلغاء الفريق الذي ينتمي إليه النائب المغدور.

لقد ساق «التيار العوني» لتبرير موقفه سيلاً من الذرائع الغريبة العجيبة أغربها على الإطلاق أنه لا يقبل أن يتعرض للإلغاء.

إلغاء؟ مَن يريد إلغاء مَن؟

الحقيقة أن عون سعى إلى إلغاء الجميع منذ عقده «صفقة» عودته من منفاه الباريسي مع دمشق. وهو المؤمن بأنه وحده يختصر الساحة المسيحية، وأنه «المنقذ» و«البطل» و«القائد الأوحد»، الكامل الصفات، الخالي من العيوب، الذي وهبه الله تفويضاً مُنزلاً حصرياً بالتكلم باسم المسيحيين، وقيادتهم للتعايش «من فوق» مع المسلمين!

وتأكيداً للصفقة عاد عون ـ بعد التنسيق مع دمشق ـ قبيل الانتخابات العامة الأخيرة... بينما أبقي غريمه سمير جعجع في سجنه إلى ما بعد الانتهاء منها، ثم استغل رفض قادة حركة 14 آذار شروطه التعجيزية ـ عمداً ـ ذريعة لتصوير نفسه في الشارع المسيحي على أنه «ضحية» المسلمين وتآمرهم الجماعي عليه، وتشويه صورة المسيحيين الاستقلاليين تمهيداً لإلغائهم. والمفارقة هنا إنه بينما كان «الجنرال» مقيماً سعيداً في فرنسا كان هؤلاء يكافحون عسف سلطات «الوصاية» ويطالبون بلا كلل بعودته من المنفى.

ثم بعدما قال «الجنرال»، سواء في باريس أو في واشنطن، عن سورية وحلفائها وأدواتها المحليين ما لم يقله مالك في الخمر، نسج تحالفه مع «حزب الله» وسحب كل مآخذه على دمشق. وتمكن، بفضل «ماكينته» ـ وماكينات حلفائه ـ الإعلامية، وسيطرته على عقول مريديه و«أتباعه»، من خلق «هستيريا» مخيفة في التفكير السياسي عند قطاع واسع من المسيحيين.

وواضح الآن أن عون، كما قال عنه كارلوس إده «عميد» حزب الكتلة الوطنية، «مقتنع منذ البدء بنظرية النظام السوري القائلة إن العدو هو (المسلم) السنّي وأن تحالف الأقليات (الذي يحظى برضى إسرائيلي مستتر) هو ضمانة وجودهم». وحسب رأي إده أن غاية توحيد أكثرية المسيحيين لا تهدف بالنسبة لأصحاب تلك النظرية «سوى إلى تحقيق هذا التحالف بين الأقليات، ومن ثم دفع أكثرية اللبنانيين في المعسكر السوري الإيراني وتحويلهم إلى مرتزقة في صراع يهدف إلى إضعاف السنّة في المنطقة».

التحالف مع «حزب الله»، المؤمن بـ«ولاية الفقيه» والمصادر للقرارين السياسي والعسكري للبنان والمخزّن في مستودعاته نحو 30 ألف صاروخ، لا يؤدي في رأي عون إلى «أسلمة» لبنان ولا إلى تهميش المسيحيين... في حين يرى خطراً كبيراً من الـ«أسلمة» على يد حكومة يتهمها «حزب الله» بأنها عميلة لأميركا!

والمسيحيّون في رأي عون مستضعفون ومغبونون، بسبب المال السياسي (أي رفيق الحريري) والإقطاع السياسي (أي وليد جنبلاط). إلا أن «الجنرال» نسي أو تناسى أن عدد من ينفقون المال السياسي ـ ومنه المال «الإلهي النظيف» ـ في معسكره أكثر ممن ينفقون المال السياسي في معسكر خصومه. كما أن ممثلي الإقطاع السياسي من حلفائه وأصدقائه وأتباعه أيضاً أكثر عدداً من ممثلي «الإقطاع السياسي» عند خصومه.

وفي خضم التحريض الطائفي السافر يثير عون في كل مناسبة مأساة تهجير المسيحيين في «حرب الجبل». وهذا نهج معيب.. لأنه يزايد في «مسيحيته» حتى على البطريرك الماروني الذي رعى مصالحة الجبل وباركها، ويتجاهل ما جنته يداه من تهجير للمسيحيين وتدمير لمصالحهم في «حرب التحرير» و«حرب الإلغاء».

وبالأمس، كان مؤسفاً أن يردّد التحريض نفسه السيد حسن نصر الله شخصياً. ويظهر أن إغراء المناسبة وأهميتها دفعاه إلى النزول من عليائه، وسحبه هذه المهمة ممن تخصّص بها وأجاد من نفر من نواب الحزب وخبرائه.

رأف الله بلبنان واللبنانيين، والحمد لله من قبل ومن بعد.





العدو هو (المسلم) السنّي...!!!! - النجم اللامع - 08-06-2007


معقول..


العدو هو (المسلم) السنّي...!!!! - بسام الخوري - 08-06-2007

http://www.elaph.com/ElaphWeb/NewsPapers/2007/8/253428.htm


العدو هو (المسلم) السنّي...!!!! - رحمة العاملي - 08-06-2007

اول شي يا حكيم ليش عم تنفخ بالبوق الطائفي من خلال تغيير عنوان المقال عطفا على ما بزقه كارلوس ادة على قولة زياد الرحباني
ليش كارلوس ادة بيعرف يحكي عربي حتى يتفلسف ومتى جاء الى لبنان ومين جابو ؟
تاني شي هل اصبح (الدرزي) اياد ابو شقرا متحدثا باسم المسيحيين الموارنة في لبنان بعد ان احتكر زعيمه جنبلاط التحدث باسم المسلمين السنة
ثالث شي
حاجي تضرط من (ط ي ز) واسعة انت أو اياد ابو شقرا
لان نوابهم التسعة في دائرة بعبدا – عاليه بما فيهم جزار الجبل وهادم الكنائس اكرم شهيب والقواتي جورج عدوان نجحوا باصوات الشيعة وفضل الحلف الرباعي فضلا عن نواب البقاع الغربي
قال يريدون اسقاط اتفاق الطائف .!!!!
روح يا شيخ بلا سخافة
فإذا كانوا يعيبون على التيار الوطني الحر ورقة التفاهم مع حزب الله فلماذا لا يقدمون استقالة نوابهم التسع في دائرة بعبدا – عاليه والبقاع الغربي وينسجموا مع أنفسهم في التمثيل الذي بدؤا يطبلون له ويزمرون
رابع شي بدي قص هونيك شغلة اذا كنت انت بالذات بتعرف شي عن ورقة التفاهم بين عون والسيد نصرالله او تفاهم الحلف الرباعي الذي انقلبوا عليه

انت بالذات اي نعم
هيك فجة وواقعية وبتحداك
بلاها حكيم هيدي المعزوفة لانها باخت وخلي ابو قرعة يراهن على المتغيرات الاقليمية بعد هزيمة الحلف الاسرائيلي في تموز 2006
اذا فيه يراهن بعد

كبر عقلك ولو مرة واحدة في حياتك

خامس شي
انشاء الله بتحكم مرضاك بنفس الطريقة اللي بتحكي فيها سياسية ؟
اي عال
يخبزوا مرضاك بالافراح اذا بصحوا


سامع بالزعيم السني بالاعارة ؟
نتعة اعلامية لنهاد المشنوق
غوغلها وبتعرف
اهلين حكيم


العدو هو (المسلم) السنّي...!!!! - بسام الخوري - 08-06-2007

بيكفيني فخرا انو خليتك تعصب وتطلع هالجواهر يا زحمة....التفكير والتحالفات والاغتيالات والحروب والخلافات والولاءات كلها بالشرق الأوسط طائفية مذهبية ....وبلاها دفن الرؤوس بالتراب ...


العدو هو (المسلم) السنّي...!!!! - شيشكلي - 08-06-2007

المهم.. سقط ميشيل عون الـ70% من المسيحين و عاد إلى حجمه الطبيعي مسيحياً , أما الثنائية الشيعية المسيحية لمواجهة الموجة السنية في 14 آذار ,فلم تعد واردة بعد 5 آب 2007 ..





العدو هو (المسلم) السنّي...!!!! - بسام الخوري - 08-07-2007

الجائزة

في ظل النظام الأمني الذي كان سائدا في لبنان بقي النائب ميشال عون منفياً في باريس، ممنوعاً من العودة. وكلما أعلن عزمه على العودة حدد له المدعي العام عدنان عضوم موعدا للنظر في ملفه المالي. وكان النظام الأمني يمنع أنصاره من أي نشاط سياسي او الوصول الى أي منصب او وظيفة، ويوزعهم على السجون. وقد بلغ عدد سجنائه سبعة آلاف. وفي منفاه في باريس كان محظورا على أي سياسي ان يزور النائب عون او أن يحادثه، تحت طائلة الجرم والعقاب.

بعد سقوط النظام الأمني عاد عون الى لبنان. وخاض الانتخابات النيابية يريد جميع مقاعد مجلس النواب واكتسح المناطق المسيحية. وكانت تلك اول انتخابات خالية تماماً من التزوير. وقد جرت مرة واحدة بدل نظام الدفعات. ولم يكن فيها «تعيين». وطعن عون في نتائج عشرة مقاعد لم يفز بها. وطالب بنصيب كبير في الحكومة. واشترط نوعية الحقائب الوزارية. ولما لم يعط ما اراد انقلب على الاكثرية، وأقام تحالفات سياسية مناهضة، ابرزها مع «حزب الله»، ولم يبق خصم من خصوم الأمس الا وصار في الحلف الجديد. الذي انتصر في انتخابات المتن يوم الأحد، هو البلد الوحيد في الانظمة الجمهورية العربية، الذي يفوز فيه مرشح المعارضة المجهول الهوية على رئيس جمهورية سابق. وليس مهما من يفوز ومن يخسر، اذا كان ذلك يمكن ان يقنع الجنرال عون بأن النظام الذي في ظله انهى سنوات المنفى وأصبح في إمكانه ان يكتسح صناديق الاقتراع المسيحية، افضل بكثير من نشر مناخ العسكريتاريا، ومخاطبة الناس بلغة الاستعلاء، والقول المكرر ان «الرئاسة هي التي تسعى الى الرجل» وليس الرجل هو الذي يسعى الى الرئاسة.

لعل فوز عون في انتخابات المتن يمنحه فرصة للتأمل في وضع لبنان. ويقتنع بأن اسلم الوسائل للتغيير هي في الخيار القانوني، وليس في احتلال وسط بيروت طوال عام بحجة الاعتراض على الحكومة، ولا بإحراق طرقات لبنان واقتصاده وسكينته بإشعال الدواليب. ولعل عون ينسى الفوز قليلا ليتأمل في وضع لبنان وفي شفير الانهيار الذي نقف فوقه جميعا. وليس في لبنان ما يدعو الى الاحتفال فيما الجيش غارق في الشهادة اليومية بعيدا عن الحدود، والناس غارقة في الانقسام والخوف، والسياسيون غارقون في سقط الكلام. ثمة فريق واحد يستحق التهنئة: الحكومة التي رفضت ان تزور، ووزير الداخلية الذي أعلن فوز خصمه.




العدو هو (المسلم) السنّي...!!!! - بسام الخوري - 08-08-2007

لهذا أنقذ الأرمن الجنرال عون من أصوات طائفته
GMT 4:00:00 2007 الأربعاء 8 أغسطس
إيلي الحاج



--------------------------------------------------------------------------------


قيادة الطاشناق في طهران وينتخب ضد الحريري
لهذا أنقذ الأرمن الجنرال عون من أصوات طائفته

إيلي الحاج من بيروت: للمرة الأولى يسود نفور بهذه الحدة بين الأرمن سكان برج حمود خصوصاً والبيئة المارونية المحيطة بهم في المتن الشمالي . نفور أشعل سجالاً سياسياً قوياً لا يخلو من التحدي والوعيد، ويعود إلى طريقة صب حزب الطاشناق أصوات مؤيديه في اتجاه واحد ، بعدما كان درج على توزيعها ، وإن بنسب متفاوتة في دورات سابقة. وأدى خروج الأرمن على هذا التقليد هذه المرة إلى فوز مرشح الجنرال ميشال عون في الإنتخاب الفرعي على الرئيس أمين الجميّل بفارق ضئيل 418 صوتاً فقط . فارق لم يتوقعه حتى الأرمن أنفسهم الذين كانوا يفضلون ألا تكون عن يدهم خسارة الجميّل، رئيس حزب الكتائب الذي تحالفوا معه تاريخياً قبل الحقبة السورية التي بدأت عام 1990 وأحسنوا التكيف معها بغطاء التحالف مع النائب ميشال المر . ولطالما أثار هذا التحالف إستياء شديداً بمفاعيله الإنتخابية لدى الجنرال عون قبل أن ينضم إليه.

ويقترع الناخبون الطاشناق في لبنان على طريقة أنصار "حزب الله" من دون النظر إلى الورقة التي يحملون لإسقاطها في الصناديق . وفوجىء الطاشناقيون بالآثار المدوية لما فعلوا في صناديق الإقتراع حيث وضعوا 8500 ورقة لمرشح الجنرال ، الدكتور كميل الخوري . فمثلهم مثل سائر العونيين العاديين لم يخطر ببالهم أن يكون الناخبون الموارنة في المتن الشمالي أنهوا "إنقلاباً سياسياً" إذا جاز التعبير على الجنرال على إمتداد القرى والبلدات في الساحل والجرد والوسط ، بل انتظروا فارقاً كبيراً يعد بالآلاف بين حليفهم والطرف الآخر ينخرطون فيه ولا يكونون صانعيه وحدهم مما يقحمهم بغير إرادة ، أو بالأحرى بغير تصميم وحسابات كاملة للتداعيات وسط صراع سياسي محموم ماروني- ماروني على الزعامة والتمثيل في المنطقة التي لطالما كانوا منسجمين مع أهلها إنسجامهم مع أنفسهم كأرمن جاؤوا إلى لبنان مطلع القرن العشرين وسط ظروف شديدة المأسوية، فنعموا بالحريات والفوائد التي وفرها لهم نظامه السياسي في مختلف المجالات كبقية أهل البلاد التي حضنتهم وحملوا جنسيتها.

في المقابل برز من الأرمن رجال علم وثقافة وسياسة وفن ومال واقتصاد وصناعة ساهموا بقوة في إغناء لبنان على مدى عقود وفيه جعلوا مراكزهم الروحية الأساسية. وعندما اندلعت الحرب في لبنان عام 1975 لم ينخرط فيها الأرمن خلافاً لبقية الأقليات المسيحية التي حاربت إلى جانب الكتائب وبقية الأحزاب المسيحية.

بعد عام 1990 والسيطرة السورية الكاملة على لبنان، شارك حزب الطاشناق في كل الدورات الإنتخابية التي قاطعتها الأحزاب المسيحية ، وناله ما نال حليفه المر من انتقادات الجنرال عون الشديدة اتهاماته القاسية . وفي الإنتخابات العامة الأخيرة عام 2005 حرص الرئيس الجميّل على عدم إغضاب حزب الطاشناق وترك اللائحة التي ضمت نجله النائب والوزير الراحل بيار مع النائب السابق نسيب لحود من دون مرشح للمقعد الأرمني، لكن لحود أصر على ترشيح رافي مادايان، نجل الأمين العام السابق جورج حاوي الذي قضى باتفجير سيارته في سياق حملة الإغتيالات التي لاحقت شخصيات حركة 14 آذار/ مارس الإستقلالية.

ولوّح النائب السابق بتشكيل لائحة ثالثة إذا ما تشبث الجميّل بموقفه. وعندما رأى الرئيس السابق أن تشكيل اللائحة الثالثة يعني القضاء على إمكانية نجاح أي مرشح من خارج لائحة الثلاثي عون- المر- الطاشناق، وافق على مضض.

أغضب ترشيح مادايان الطاشناق فعلاً، وكانت نتيجة تلك الإنتخابات التي شبهت ب "تسونامي" لكونها جرت في ظل إستياء مسيحي عارم من "التحالف الرباعي" فوز كل لائحة الثلاثي المتحالف ، باستثناء بيار الجميّل الذي خرق وحده ، ولو كان التحالف الثلاثي أقفل اللائحة بالمقعد الماروني لما تمكن الجميّل اللراحل من الوصول إلى مجلس النواب. وبعد أشهر كشف رئيس الإستخبارات السورية سابقاً في لبنان اللواء رستم غزالي أن مادايان كان على علاقة وثيقة به ونشر رسالة منه في إحدى الصحف اللبنانية ، مما حمل لحود على فصله من حركته "التجدد الديمقراطي"، وفي الإنتخاب الفرعي الأخير كان مادايان إلى جانب الجنرال عون ، وحده من دون عائلة حاوي.

وفي الإنتخاب الفرعي الأحد كان المسؤولون في حزب الطاشناق يطمئنون من كانوا على علاقة بهم من ماكينة الجميّل إلى أنهم لن يصبوا أصواتهم في شكل "قاتل" ضد الرئيس السابق. لكن اتجاه التصويت في بلدة المتن وقراه أظهر خلال ساعات قبل الظهر أن الكتائبيين تمكنوا من حشد أعداد ضخمة من الأصوات عجز أنصار الجنرال عن جمع ثلثها ، في حين أعطى الحزب السوري القومي الإجتماعي أقصى ما يستطيع بتوحيد كل أجنحته المتنافسة، أي نحو 7500 صوت وأكثر ، وكذلك فعل أنصار المر فبات مصير المعركة وقفاً على الأرمن الذين أعطوا حليفهم 8500 صوت في منطقة واحدة ، بعدما كان أمل الجميّل ألا يصوّت منهم أكثر من 6 آلاف، وأن يكون له نصيب من بعضها. وهكذا فاز الجنرال عبر مرشحه بفارق 418 صوتاً بعدما كان يمني النفس بفارق بالآلاف. واندلع على الأثر جدل عنيف بين الجميّل وبعض حلفائه من جهة والطاشناق وحلفائه من جهة.

الطاشناق أوضح أنه لم يصوّت ضد الرئيس الجميّل بل ضد حليفه رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري، وعلل بأنه محروم التمثيل الوزاري وحتى النيابي ، ويحق له بأكثر من النائب بقرادونيان في مجلس النواب . وأوساط الحريري قالت أن الرئيس الراحل رفيق الحريري حاول المستحيل للتفاهم مع الطاشناق ، لكن الحزب أصر على التحالف مع خصومه فاضطر إلى التحالف مع حزبي الهنشاق والرامغفار في بيروت وفي الحكومة.

لكن ثمة عاملاً لا يتنبه إليه كثيرون في لبنان، وهو العلاقة الخاصة التي تربط الطاشناق برئيس الجمهورية إميل لحود ، علاقة ترتبط بالدم عبر والدته الأرمنية ، وزوجته الأرمنية أيضاً. وعندما التقى رئيس الكتائب الوزير السابق كريم بقرادوني الأرمني الأصل لحود في القصر الجمهوري للمرة الأولى تحدث إليه بالأرمنية التي يتقنها . وكانت مفاجأة لرئيس الجمهورية أن بقرادوني لا يعرف من لغة أجداده إلا القليل. وعند كل مناسبة أو عطلة يسافر إميل لحود إلى أرمينيا ، إما في زيارة رسمية وإما خاصة . وجهة لحود شبه الدائمة خارج لبنان إلى يريفان، وهذا رباط عاطفي مع الحزب الأرمني الأكبر الذي يدرك في المقابل الرابط التحالفي الموضوعي بين الرئيس لحود والجنرال عون ويعمل بموجبه.

إلا أن هذا الدافع المحلي أو العاطفي ليس الأقوى لدى الطاشناق للإستقتال بجانب الجنرال عون في وجه الغالبية المسيحية التي انقلبت ضده لأسباب متعددة . فالقيادة العالمية لهذا الحزب العالمي انتقلت منذ التسعينات من القرن الماضي إلى طهران بعدما كانت في الولايات المتحدة، ويعيش في إيران التي تساند أرمينيا في صراعها مع أذربيجان نحو مليون أرمني ، وتقوم بين أرمينيا وإيران وروسيا مصالح متشابكة كبيرة ، تجارية وسياسية طبعاً، وثمة عشرات بل مئات من قادة حزب الطاشناق ومؤيديه حققوا ثروات هائلة لأدائهم دور صلة الوصل التجارية لإيران مع جيرانها شمالأ، وشبكة المصالح الإيرانية – الأرمنية بدا أنها تمر بضاحية بيروت الشمالية برج حمود .
غني عن التذكير أن "حزب الله" في لبنان حليف لإيران بل أكثر من حليف، وهذا الحزب حليف لبنانياً مع الجنرال عون. والعلاقة المباشرة بين الطاشناق وطهران تجعل إستقتال الحزب الأرمني لتعويم الجنرال بعدما أغرقته أصوات أبناء طائفته في الصناديق، تصرفاً مفهوماً من الناحية المصلحية التي كان عون ينتقد الحزب لتغليبه إياها قبل أن ينقلب هو على خط "لبنان أولا".




العدو هو (المسلم) السنّي...!!!! - بسام الخوري - 08-09-2007

القبائل اللبنانية المتحدة

سقطت ورقة التوت ... يوم الأحد الماضي، ولم يحدث أن كان اللبنانيون عراة، مكشوفي العورات والعاهات، كما حدث خلال الانتخابات النيابية الفرعية الأخيرة. ومع ان الاقتتال كان على مقعدين نيابيين اثنين فقط، لمجلس نيابي معلقة أعماله ومشلولة إلى ما شاءت الأمزجة، إلا ان الفرقاء استنفروا كل عتادهم العدواني والعشائري، وشحذوا ألسنتهم، واستذكروا أيام كانوا يمتشقون السلاح بشيء من الحنين.

اختلطت الديموقراطية بالقبلية، والأوربة بالقيم المحلية، ولم نعد نعرف هل نحن في انتخابات فرعية نيابية لدولة مسيحية في المتن ولأخرى سنية في بيروت أم أننا، ما نزال في حمى الجمهورية اللبنانية. فها هو رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري، يتحدث لمناصريه في بيروت، عما أسماه «تجديد البيعة للرئيس الشهيد رفيق الحريري» بانتخاب من يمثل خطه السياسي بعد رحيله. و«البيعة» مصطلح إسلامي يعيدنا إلى القرون الأولى للهجرة، بدل أن يجعلنا نشيح بنظرنا إلى الأمام باحثين عن «المستقبل» الذي يحمل اسمه التيار.

اما الرئيس أمين الجميل في المتن، فرغم ان أوراق الصناديق لم تكن لصالحه، ولو بفارق ضئيل يفصله عن مرشح التيار العوني، إلا انه لم يعترف بالمفهوم الحديث للاقتراع، وفضل ان يعتبر العملية برمتها لا «انتخاباً»، كما يقول بذلك الدستور وإنما «استفتاء» للمسيحيين ـ وعلى الأصح للموارنة فقط ـ على اختيار زعامتهم. وهكذا لم يعترف الرئيس الأسبق للجمهورية اللبنانية بأصوات الأرمن الكاسحة التي أوصلت العوني كميل خوري للمقعد النيابي، واعتبر نفسه فائزاً رغم انه بالحسابات الرياضية خسر. لكن ما يهم أمين الجميل، هي أصوات طائفته الأضيق، متناسياً أنه لبناني أولاً، ومسيحي كالأرمن، وفضل التقوقع على مارونيته الضيقة، لأنها الطريق الأقصر الذي يوصل إلى رئاسة الجمهورية المأمولة.

وبفعل تداخل المفاهيم، وفوضى الذهنيات، وادعاء الحداثة مع التشبث بمداميك القبيلة، جاءت النتائج الرسمية واضحة، لكن قراءتها من قبل الأطراف السياسية، اقل ما يقال فيها أنها تثير الاستهجان. فمرشح التيار العوني اعتبر نفسه فائزاً في المتن لأن علم الحساب يقول ذلك، وأمين جميل قال انه فاز ايضاً لأن غالبية الموارنة اقترعوا له، وهذا هو ما يستدعي الفخر في حساباته. اما الرأي الثالث فهو لرئيس الوزراء السابق سليم الحص الذي قال ان «انتخابات المتن انتهت سياسياً بلا غالب ولا مغلوب، فكان هناك خاسر ولكن لم يكن هناك منتصر».

ومنذ البدء، انطلقت هذه الحملة الانتخابية، بدائية المفردات، واستعملت من القاموس، ما يليق بالأعراب في مضارب الصحراء. فأعلن عن الانتخابات، لكن قيل في الوقت نفسه، ان القيم والعادات اللبنانية، تمنع التنافس على المقاعد، من قبل الفرقاء. اما كيف يمكن للديموقراطية ان تتصالح مع العادات المحلية، فهذا تم تفسيره لنا بوضوح لا لبس فيه. فمن غير اللائق أن لا يحفظ لبيت الجميل الكرسي الذي أخلاه فقيدهم الشهيد بيار جميل. ففي العرف اللبناني، وراثة الآباء للأبناء أو العكس، في البيوتات السياسية يجب ان تحفظ وتحترم. وهكذا فإن العماد ميشال عون الآتي من طبقة متوسطة، بدا وكأنه اعتدى على الأصالة والعراقة التي يمثلها آل الجميل، وهو الآتي، من حارة شعبية إلى كنف السياسة.

لم يسبق للبنانيين أن تحدثوا عن الأصل والفصل، في انتخابات، كما فعلوا هذه المرة. فالأرمن المجروحون من اعتبار أصواتهم وكأنها تستخدم فقط، استخداماً رخيصاً لترجيح كفة هنا، أو كسر ساعد هناك، أصدروا بياناً يقولون فيه «من المستهجن أن يسمح البعض لنفسه بالتمييز بين أبناء الطائفة الأرمنية وسائر المسيحيين، في حين أن الأرمن اعتنقوا المسيحية كدين دولة منذ أكثر من 1700 سنة. والأنكى أيضاً، أن ثمة من أراد تذكير أمين الجميل أن أصوله تعود إلى مصر، رغم ان السيد الرئيس يباهي بمنزل العائلة المبني من حجر وقرميد، مما يوحي بأن جذوره ضاربة في هذه الأرض الصخرية.

ورغم ان غالبية الأحزاب اللبنانية تعشق ان تقرن اسمها بكلمات من صنف «حرية» و«ديموقراطية» و«وطنية»، وتتشدق بانفتاحها على كل الطوائف والأفكار، وتتباهى بالتعددية اللبنانية الفريدة، إلا ان الأعمال تنسف الأقوال وتحيلها فتاتا. ويسجل للعماد عون رغم انه ينزل بخطابه إلى ما تحت «الزنار» أحياناً، انه أقلهم عشائرية، عن قلة حيلة أم هو يستخدمها وسيلة، لا أحد يدري. فقد قال سلفاً «نريد معركة انتخابية لا معركة عصي، كما ظهرت على الطرقات» سابقاً. لكن حين يجد الجدّ، فالجنرال لا يستهان به فهو الذي قال أيضاً: «من سيمد يده علينا سنكسرها».

وبالنتيجة، ففي منطقة المتن لم يقبل أي طرف الخسارة، وكاد الجنرال عون ينزل بانصاره إلى الشوارع ليتظاهروا احتجاجاً، وهو ما حدث فعلاً، لو لم تعلن نتائج الصناديق لصالحة.

كل هذا الاقتتال المسيحي ـ المسيحي، هذه المرة، هو في سبيل تمهيد الطريق لرئاسة الجمهورية، امام الماروني الأصلب عوداً بين جماعته. لكن الحقيقة المرة هي غير ذلك. فبالمفهوم الديموقراطي ـ اللبناني، المطلوب اليوم هو رئيس توافقي. وهذا يعني ان التنافس ممنوع، والبرامج ملغية من القاموس السياسي. وبالتالي، ففي أحسن الأحوال يتم الاتفاق بين الطوائف على رئيس بعينه، ويذهبون به إلى المجلس النيابي للتصويت له أمام الكاميرات. وحينها، سيصفق جورج بوش فرحاً وانتصاراً، وتهلل فرنسا لطفلها الشرقي المدلل الذي تربى في عزها، ونشأ وفياً لمبادئها الحرة. ولن يتحدث أحد عن كل المخالفات المشينة والمهينة التي تنبذها أصغر ديموقراطيات العالم، وأكثرها بدائية. وليس في ذلك عجباً، ألم تصفق أميركا لما حدث في المتن، كما فعلت فرنسا، ولم يقل أي احد ان العار يلف لبنان بعد كل الذي حصل، واللعنة ستبقى تلحق باللبنانيين جميعاً، إلى ان يقرروا إما العودة إلى البغال والحمير، او ركوب قطار الحداثة بكل ما تستدعيه المغامرة من نسف لتقاليد القبيلة.sawsan_abtah@hotmail.com