حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
أيهما يتكلم اكثر ؟ المرأة تتكلم اكثر . لكنها الضرورة ! - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60)
+--- الموضوع: أيهما يتكلم اكثر ؟ المرأة تتكلم اكثر . لكنها الضرورة ! (/showthread.php?tid=9988)



أيهما يتكلم اكثر ؟ المرأة تتكلم اكثر . لكنها الضرورة ! - Awarfie - 07-23-2007

الحيوية الكلامية بين الخطابين السياسي والنِّسْوي: إضاءة لسانية


"حين نتكلم، حتى لو نوينا الاتصال ، يمكن أن تكون لدينا غالباً الرغبةُ في شفاء غلّنا باستخدام اللغة"
أندريه مارتينه

أكدت دراسة علمية أميركية نشرت نتائجها (5/7/07) أن أبحاثاً جديدة أثبتت أن المرأة أكثر ثرثرة من الرجل. وبحسب فريق من الباحثين في جامعة تكساس وأريزونا نشرت نتائج أعمالهم في مجلة "ساينس" يتفوه الرجال والنساء يومياً بعدد الكلمات نفسها. وتتفوه النساء بحوالى 16215 كلمة في اليوم في مقابل 15669 كلمة للرجال أي فارق بسيط مع 546 كلمة.
المقاربة التالية تسعى لإضاءة لسانية على الحيوية الكلامية التي تشهدها منتدياتنا وصالوناتنا وفضائياتنا العربية والتي يتشارك فيها رجال السياسة والإعلاميون من الجنسين، والنساء، على حدّ سواء؛ مع توخي الحذر قدر الإمكان من الخضوع إلى إغراء التبسيط المفرط للأمور.
نستهل بالقول إن ثمّة دافعاً أو جملة دوافع في كل تبادل لغوي، وفي بداية كل عبارة. لكننا نتكلم أحياناً كثيرة لنعبّر عما في أنفسنا، بغضّ النظر عن الرغبة في إبلاغ محدثنا بمعلومات معينة. هذا بخصوص الكلام، أما الخطاب فهو في الفكر السوسّيري، ووفق ميشال أرّيفيه Michel Arrivé لعبة لغوية لدى المرء، وهو نتاج فعل القول، ويؤكد قدرة المرء على تسخير اللغة لمقاصده.
وفي مستهل معالجتنا لموضوع الحيوية اللغوية بين الخطابين السياسي والنسوي، يمكننا الملاحظة، للوهلة الأولى، أن السلوكات التواصلية لبعض العاملين في الشأن العام، أو المشتغلين بالسياسة، لا تختلف عن تلك المعروفة في الأوساط النسوية؛ ليس بالمفهوم الجندري، أي النوع الاجتماعي، بل بالأحرى من وجهة نظر لسانية وظيفية. فكلتا المجموعتين تشعر في قرارة وعيها، بالحاجة الماسة إلى إعلاء الصوت والاتصال بالآخرين بغضّ النظر عن الطريقة التي ستستخدم بموجبها أدوات الاتصال المتاحة (اختيار مفردات وأشكال نحوية، نبر وتنغيم، اعتماد لغة إشارية، نقاء مخارج الحروف،...). وهم ينشطون تعبيرياً بغية تأكيد حضورهم وتحقيق طموحاتهم وإن كانت أحياناً صعبة المنال، وتتعلق بسلطةٍ ما أو بإنجازات أو مكتسبات. ما يمكن أن يفي بالغرض وأن يستحضر هنا هو الكلام والكلام وحده الذي يملك خاصية لفت انتباه الآخرين.


حدود الفصل بين "الكلام" و"الإطناب"

وكي نضع المسألة ضمن أطرها اللسانية نقول إن حدود القدماء والمحدثين تتفق على أن الكلام عموماً، والتعبيري تحديداً، هو سلوك إنساني أساسي. وهو في الحقيقة مصطلح عام يُراد به اللغة المحكية القابلة للتحليل صوتياً وفونولوجياً ونحوياً ودلالياً، بخلاف وسائل الاتصال الأخرى كالكتابة والإيماء (معجم المصطلحات اللغوية، رمزي بعلبكي / 465). وهو يندُّ عن جماعة لغوية واحدة تشكل وحدة محدّدة جغرافياً واجتماعياً، وتستخدم لغة مشتركة أو لهجة مشتركة (بعلبكي / 466). أفرادها ليسوا منعزلين عن بعضهم البعض، بل هم يتصلون واحدهم بالآخر على نحو تدرّجي ذي معالم مشتركة. والمهم هنا هو قدرة المستمع على تمييز الكلام؛ المرحلة الأولى لعملية إدراكه وحلّ الشفرة.
أما الإطناب واللغو، فهما معوقان لعملية التواصل. وهما يقعان في الدرس اللساني الحديث تحت يافطة "الفضل" الذي نعني به الإسهاب والتكرار والحشد والزيادة والفضلة واللغو. ونريدُ به ما تحتويه الرسالة من عناصر زائدة على الحدّ الذي يتم به الفهم... هذا الفضل يكون نحوياً ودلالياً، ومنه استخدام الكلمات حيث لا يُحتاجُ إليها لاكتمال المعنى (بعلبكي / 421).
وبالاستناد إلى مخزوننا اللغوي، نشير إلى أن ثَرثَرَ تعني في اللغة أَكثَرَ من الكلام في تردد وتخليط. أما الثرثار، فهو كثير الكلام وكثير الصياح. والثرثرة هي الإكثار من الكلام في تخليط وخروج عن الحدّ.
ومتى رغبنا في توصيف السلوك اللغوي للذكور وللإناث، نستعيد رأياً للساني الأميركي وليم لابوف William Labov يخصّ فيه الذكور أكثر من الإناث باعتبار أنهم يميلون إلى استخدام الأشكال اللغوية غير المنمذجة بصورة أكثر تواتراً. ويرد هذا الأمر إلى المتغيرات اللسانية الاجتماعية الثابتة (1990: 210).


الاختلاف والائتلاف

وبالعودة إلى لب موضوعنا، فالكلام الذي أصبح الجمهور العربي يعرف مزاجياته وتجاذباته شكلاً ومحتوى، نبرةً وحِدةً وتنغيماً، وخروجاً عن الضوابط والحدود، هو ما يسِم السلوكيات التواصلية لبعض العاملين في الحقل العام فضلاً عن "أهل الكلام الاجتماعي والفني والإعلامي" على حدّ سواء، نساءً كانوا أم رجالاً. وهنا يكمن بيت القصيد، فأين هو الحد المتعارف عليه في الكلام المفيد والنافع؟
ثمّة الكثير من الكلام عن موضوع نقاط الاختلاف والائتلاف بين استفاضة النساء أو "ثرثرتهن" وسجالات الإعلاميين و"فضفضة" السياسيين. لكنني أورد فيما يلي وجهة نظر معروضة للنقاش. وأستهلها بجواب طريف استوقفني، وورد على لسان باحثة جزائرية. فردّاً على سؤالي حول سبب ارتفاع نبرة الرجال تحديداً، والنساء في مرتبة ثانية، في تخاطبهم اليومي مع بعضهم البعض لدرجة أن الزائر يخال أنهم منهمكون في خصام أو نزاع شائك؛ قالت زُهرة: "إننا نعيش في بلد تتطلب منا أعراف التخاطب اليومية فيه رفعَ الصوت عالياً كي تُسْمِع الآخرين ما يتغاضون عن سماعه، وكي تنالَ حقوقك"!


الأهداف المرتقبة

السؤال المركزي الذي يطرح برأيي هو إلاَم تهدف المرأة من دردشتها ومن سلوكها الكلامي اليومي؟ وما يريد السياسي من خطابه المعلن؟ وإذا كان مثلنا الشعبي يقول "الطفل إللي ما بيبكي ما بياكل"، فالأحرى أن نستطرد بالقول إن الكلام، مشافهة وتدويناً، هو عماد علاقة السياسي بجمهوره. من هنا فالسياسي الذي لا يحسن التعبير عن مكنوناته بيسر وسهولة، ولا يمتهن الخطابة، ولا يصقل ملكة الارتجال، لا يمكن أن يؤكد حضوره ويستقطب جمهوره ويروّج لأفكاره بغضّ النظر عن أحقيّتها أو صوابيّتها. والأمر ينسحب على المرأة التي متى رغبت في نقل تجربتها إلى الآخر، فهي تُعلم الغيرَ بشيء موجود في داخلها. لذا، فإن تواصلها معه لا يعني بالضرورة إحالتها كلامها إلى عبارات محض إثباتية. ومن باب أولى الإشارة هنا إلى أنها ينبغي أن تلعب دورها على أكمل وجه، أي تعترض، وتصطدم بآراء الآخرين، وتعلي الصوت للتعبير عن هواجسها الأنثوية المحقة. وهي متى غضّت النظر عن هذه الأفعال، فهي تسقط معلماً أساسياً من معالم كينونتها ألا وهو الكلام؛ وتغيّب دورها التواصلي الطبيعي؛ وهي بالتالي لا يمكن أن تشكل نقطة استقطابٍ للآخر، من كلا الجنسين على حدّ سواء. وفي هذا الإطار، يتشارك الطرفان في طبيعة الدور التواصلي المنوط بهما. فهما المرسِلان؛ أي القطبان الأساسيان في عملية التواصل الكلامي.
وهنا برأيي ثمّة تقاطع بين الكلام النسوي – بمعناه الأرقى والأبلغ والمباشر – وبين الكلام السياسي، الذكوري بامتياز. فالمرأة يمتلكها هاجس أن تبقى على الدوام نقطة جذبٍ، إن في حركتها اليومية أو في حضورها ومظهرها الخارجي بالطبع، أو في حديثها. فقدرتها على الاستقطاب توازي إمكانياتها على البقاء وعلى الاستمرار في تأكيد وظيفتها البيولوجية. فهي الكائن اللغوي الذي يضاهي الذكر بإمكانياته التواصلية؛ ولو أنهما تمايزا في المستويات والمضامين والأشكال. كلامها الفائض أو المطنب الذي قد يُدرجه البعض، تحاملاً، في خانة "الثرثرة" لا يعدو برأيي أن يكون حكياً عن مواضيع محببة ومشتهاة لديها، ولدينا أحياناً كثيرة (الأمومة، الزواج، السهر، الأنوثة، الأزياء، الفن، shopping، السفر، الطبخ، يوميات الحياة وحميمياتها المسكوت عنها...). الكلام يستحيل هنا فعلُ تأكيدٍ للحضور المتميز وتنفيساً عن الدواخل وجزءاً من الحرية.
تمكّن السياسي من آليات التواصل وليس بمقدوري كباحث التعميم في تناول موضوع الإطناب الكلامي عند المرأة ولا لدى مقاربة مسألة الكلام السياسي والخطاب السياسي تحديداً. وبالحديث عن السياسي المحترف – ناشطاً كان أم ممارساً محنكاً أم مجرّد ممتهن – فالكلام ينبغي أو هو يستحيل في وعيه، وفي سلوكه أيضاً، فعلاً سياسياً يحلل معطيات الواقع الراهن ويستشرف آفاق المستقبل. وهو متى كان صادقاً مع نفسه، مؤمناً بمعتقداته، أسهب في الشرح وأفاض في الردّ على الأسئلة، بما فيها الملتبس أو المبهم أو الاستفزازي. فأثبت حضوره وتواصل مع جمهوره وخصوصاً عبر "مملكة" المرئيات. وربما استطرد و"ارتاح على وضعه" فأسهب وأطنب ولمّح، فاستعاد مفاصل وأحداثاً ساخنة، فَنَكَأ جروحاً وأثار آخرين؛ واستحضر ردات فعل كلامية "هاتفية" مضادة. وهذه أيضاً ملكة غير مأمونة العواقب، أسهمت الفضائيات وبرامجها الحوارية في بلورتها بقصدٍ أو بغير قصد.
ويبقى أن نضيف هنا أن وقائع الحرب الاسرائيلية الغاشمة على لبنان (صيف 2006) كشفت أن بعض ممتهني السياسة وبعض الخبراء "الاستراتجيين" الذين استدعوا على عجل يعجزون عن التعبير بوضوح عن معالم خطابهم السياسي. فهم لا يجيدون فن مخاطبة الجمهور ولا يملكون ثقافة سياسية ولا هم تمرسوا على مواجهة الشاشة ومحاورة المذيعين الذين قد يفوقونهم مهارةً، أحياناً، في تحليل الوقائع والعرض والاستنتاج وامتلاك رؤية شمولية للمشهد السياسي، فضلاً عن تمكنهم من لغة إعلامية متماسكة. لذا كنا نراهم يساجلون أكثر مما يبلّغون، يكررون أنفسهم، يذهبون في الحديث مذاهب شتى ويستطردون إلى درجة اللغو. وهذه الظاهرة تحبط المشاهد وتضيعه وتشوّه صورة الضيف "الاستراتيجي"، وتترك العنان للإعلامي كي يمسك بدفة الحوار فيقول، ويصول ويجول، ويسجّل نقاطاً لصالحه ولصالح محطته أو برنامجه على حدّ سواء. وفي المقابل، كان لهذه الاطلالات الفضائية إيجابياتها إذ عرّفت الجمهور بضباط كبار متقاعدين ما كانوا معروفين لدى جماهير الشاشة الصغيرة. لكنهم نجحوا في قراءة الأحداث الحربية بلغة واضحة وتحليل معطياتها ورفد المتلقي بمنظومة مصطلحات دقيقة الدلالة، وبكلمة: تزويد المشاهد بآراء ومعلومات واضحة تداخل فيها اللوجستي بالسياسي بالاستراتيجي.


الكلام النسوي

المرأة بدورها تفضفض في كلامها اليومي الذي تطلقه عادة على الهاتف – الثابت منه أو الخلوي - أو في صالونات مقفلة، إن لقتل الفراغ الذي تعيشه بعضهنّ، أو للقيام بـ"زيارة عَ التلفون" أو "صبحية" تتضمّن رواية أحداث جوهرية أو هامشية؛ تبدأ بالموضة والأكل وتنتهي بـ "النقّ" و"تركيب المقلة" و"النميمة" المحببة والمرغوبة لبنانياً. ولكن صورة هذه المرأة ليست لحسن الحظ منمطةً على تلك الشاكلة. فحضورها في مختلف نواحي الحياة – والسياسية أضعفها للأسف – يغيّر في ملامح الصورة السلبية المروّجة عنها. ذهبت أو تكاد تذهب الصور المجازية لـِ "نسوان الفرن" و"حكي النسوان" و"حسابات النسوان" و"بيحكي متل النسوان"... لأنها في الحقيقة تعود لمجتمع ما قبل الزراعة ولعقلية ذكورية متحيّزة. فالحِراك الاجتماعي الذي عرفته مجتمعاتنا العربية منذ النصف الثاني للقرن المنصرم غيّر أدوار كل من الجنسين. وانسحبت كيفيات هذا التغيير لاحقاً على ثقافتهم الكلامية وجرأتهم التعبيرية. ومن باب أولى التأكيد هنا أن المرأة انتقلت من مرحلة التعبير الشفاهي والحكي إلى مرحلة الإبداع الكتابي والبحث والتأليف في مختلف المجالات؛ ولكنه ليس مجال معالجتنا الحالية.


بين الخطابين

وهنا بالذات يمكننا الحديث عن توافق لا بل تقاطع بين الخطابين النسوي والسياسي. فالشغف الغرائزي للبقاء ولاستمرار الدور – ولن نقول النوع – هو الذي يتوازى عنده هذان القطبان. فالسياسي المتمكن من آليات التواصل الحديثة يستخدم المنبر ليشرح آراءه، ليجلو صورته، ليظهّر صورة قومه وليروّج لعقيدة حزبه أو تياره، ليستقطب شرائح جماهيرية جديدة، وليطلق موقفاً متميزاً. وهو بذلك يشكل نقطة جذب "راقية" ومهنية، وذات جودة عالية لجمهور يردد مقولاته، يؤيد مواقفه، ويرفع شعاراته ويتماهى في شخصه إلى حدّ الأسطرة.
ولا ننسى في هذه العجالة ونحن نقارن بين هذين الخطابين / المنطقين أن الحكي باعتباره وجهاً من وجوه عملية التواصل الإنسانية، وبمعناه التعبيري والإبلاغي، هو وظيفة أساسية من وظائف السياسي. وهو ينبغي أن يندرج لديه في إطار عمله الطبيعي، أي إسهامه في سيرورة بناء الدولة وتطوير الاقتصاد وتعزيز المؤسسات. والإشكالية تكمن في ثنايا الكلام السياسي العام وأشكاله؛ بقدر ما هي في أواليات "الخطاب" ومضامينه وقدرته على استشراف المشاكل اليومية والاقتصادية التي يعيشها المجتمع. من هنا أعتقد أن علينا أن نعي أهمية فعل التسييس اليومي الذي يضخّه الإعلام لدى جمهور المشاهدين؛ وأعني المستقبلين والمستمعين معاً. فمهمة السياسي الحقيقية هي في القدرة على متابعة الأحداث وتحليل الوقائع وإيراد الحقائق ونقد الذات قبل الآخرين وطرح المشكلات بغية اتخاذ القرار وإيجاد الحلول وعدم إخفاء الحقائق الأساسية والأرقام والإحصاءات التي تتعلق بمستقبل المجتمع. ومتى استطاع أن يقوم بهذه المهام، ويبلّغ بنجاح رسائله هذه عبر الإعلام، فهو يكون قد استوفى معايير السياسي المحترف والبراغماتي. فيكون بذلك قد وظف التقنيات التواصلية لخدمة مآربه لا العكس.


التداخل المفهومي

التداخل المفهومي بين كلا الطرفين باعتبارهما مرسلين ومستقطبين في عملية التواصل الجماهيري لا يسهل مهمة الباحث بهذا الشأن. ولكننا سنبسط نقاط الالتقاء والتمايز ونركز على الدور الموكول لهما في الابلاغ والافهام.
تتقاسم المجموعتان هذا "النهم" لخوض المبارزات الكلامية حول من يعرف / تعرف أكثر من الآخر؟ ومن تُراه / تُراها تكتنز معلوماتٍ و"خبرياتٍ" وتحليلاتٍ وتفاصيل تفوق الحصيلة المعلوماتية لنده أو غريمه، أو لمجرد صديقة أو قريبة أو جارة، في ما يخص النساء تحديداً؟ وتنتمي كلتا المجموعتين إلى قاعدة اجتماعية أكبر، وترتبطان معها عبر عملية تواصل مزدوجة الاتجاه: مرسل ومرسَل إليه، وبالعكس، خطاب كلتيهما قائم على السجالات الكلامية بما فيها اللجوء أحياناً كثيرة إلى "نشر الغسيل" واستنباش المسكوت عنه، وصولاً إلى مراحل إقحام الخاص بالعام.
ويصادف أيضاً، أن تتشارك أطراف من المجموعتين في إسهابات كلامية من نوع آخر؛ فكلتاهما تنتج هنا كلاماً يُحكى؛ أي تنساب عناصره اللغوية بترتيبٍ ووفق تتابع خطي، ولكنه لا يبلّغ؛ بل هو يُفصحُ عن القدرة على تسخير اللغة والتلاعب على الألفاظ وتوظيفها لإنتاج القول الموازي.
إلى ذلك فالثرثرة أو الكلام الفارغ الذي لا يُستفادُ منه ليست تهمة مقصورة على النساء فحسب بالرغم من تفوقهن على الرجال بما يقارب الخمسمائة كلمة. فبعض الرجال يتقنون مبدأ اعتماد الفضفضة الكلامية وتوظيفها لقول ما لا يريدون قوله، أو للالتفاف حول مواضيع شائكة وساخنة يريدون أن يدلوا بدلوهم بخصوصها، وتحول دون تحقيق هذه الرغبات معوقات ومصالح ومسؤوليات. لذا نراهم ونسمعهم يتخاطبون ويتجادلون دون أن يفصحوا عن مكنوناتهم الحقيقية أو يقطعوا بالرأي. هنالك إذاً تشابه كبير وربط بين المجموعتين في المخيلة الجماعية التي تصيخَ السمعَ للدوال دون أن يكون بمقدورها أن تدرك المضامين الحقيقة للمداليل؛ أي المحسوسات أو المجرّدات التي تعبّر عنها الدوال عادةً.
وفي النتيجة، ومتى أوغلنا في معاينة هذه الأنماط التواصلية، التي تندرج في مجال استخدام اللغة بذاتها، ولحساب المتكلم الشخصي، وبغضّ النظر عن الرسالة التي يرغب في تمريرها، نلاحظ أن دور كلتا الحلقتين قد يقتصر أحياناً كثيرة على إطلاق الرسائل وإيصالها دون أي مضمون فعّال. ومن أوجه الشبه أيضاً بين المجموعتين، أن الاسترسال والإطناب في الكلام لدى كل منهما يفقد عملية التواصل واحدةً من ميزاتها الأساسية وهي الوضوح؛ أي ضرورة إيصال رسالة بليغة، مكثفة، واضحة المعالم والمضامين. ومتى غابت سمتا الوضوح والإبلاغية، انقلب التواصل عندها تنفيساً وملء فراغ واستقطاعاً لوقتٍ ضائع. وعندها يصبح الكلام خارج المنظومة الوظيفية، ويصبح المتكلمون / المتكلمات والمتلقون بدورهم خارج إطار المنظومة الوظيفية. وهنا يدخل الجميع في دائرة مفرغة، تعيق إنتاج كلام بنّاء يخاطب بنىً اجتماعية فاعلة، يتبادل وإياها المعارف، ويمدّها بمعلومات مفيدة.


خلاصة الكلام

الكلام سلوك إنساني أساسي، أما الثرثرة والإطناب فمعوقان رئيسيان لعملية التواصل. لذا نتساءل متى يأتي اليوم الذي ستعتبر الثرثرة واللغو عند النساء والرجال، كيفما اختلفت وظائفهم وتمايزت حلقاتهم، هدراً على الصعيد الوطني، ونحن مجتمع لا موارد لديه سوى طاقاته الإنسانية بما فيها ملكة اللغة؟
ونخلص إلى القول إن إشهار الرأي أمر صحي وحيوي في الحياة السياسية. وهذا أمر لا يستوي إلا متى كانت مفاصل الخطاب متماسكة وأفكاره واضحة ومتسلسلة، وألفاظه سهلة المتناول ولا تحتمل انزياحات أو تأويلات عديدة؛ أي بعيداً عن مقولة "وفي المسألة وجهان". وإذا كانت الثرثرة النسائية، المحببة والمطلوبة أحياناً، تعكس واقع المرأة التي تفتش عن حالها، عن الأنا التي كبرت فيها وتساعدها على إثبات وجودها؛ فهي، كما السياسي، تفكر أيضاً في أصداء كلامها وفي ردات فعل جمهور المصغين لخطابها والمعجبين بأفكارها وبطلّتها – "التعبير المفضل اليوم هو اللوك" - وترغب على الدوام في البقاء موضع إثارة واهتمام وفضول الآخرين؛ ذكوراً كانوا أم إناثاً. فهما في المحصّلة يستويان في الشغف بحب الكلام وتقليبه، وباعتماده وسيلة فضلى للتعبير والاتصال، وأداة للفهم والإفهام ولنقل الخبرات الإنسانية إلى الآخرين والتأثير فيهم بطبيعة الحال.
ونختم باستعادة قولةٍ لمارتينه يعتبر فيها أن اللسان هو بالنسبة إلينا أداة تواصلٍ وتفكيرٍ تتعلّق فعاليته بتناسقه ودوامه في الزمان والمكان، الاجتماعي منه أو التاريخي. فعسى أن تدوم حيويتنا الكلامية وأن توضع في خدمة الثقافة الحقيقية بمعناها الإنساني، لأن الكلام نفسه ثقافة وأنسنة واجتماع، ورمز لإنسانية الإنسان.

نادر سراج
(كاتب وأستاذ جامعي)




:Asmurf:


أيهما يتكلم اكثر ؟ المرأة تتكلم اكثر . لكنها الضرورة ! - على نور الله - 07-26-2007

المراة تتكلم اضعاف الرجل اذا وقع فى يدها تليفون
الرجل يتكلم اضعاف المراة ان كان سياسيا و وقع فى يده مايكروفون


أيهما يتكلم اكثر ؟ المرأة تتكلم اكثر . لكنها الضرورة ! - Georgioss - 07-26-2007

ثرثرة المرأة وكثرة كلامها الفارغ لا تحتاج الى جهابذة ولا الى كل هذا الشرح ولا الى البحث في الجامعات والخ .. فمن جهتي أنا ادعو هؤلاء الباحثين الى زيارة اي مأتم للتعزية وسيختبرون الأمر هناك بأنفسهم لأن صالة النساء ستكون مثل قفص للعاصفير والبلابل يعني حتى الميت بحضرتهم لو عاش لدقيقة واحدة لقام وقال :" بالله عليكم اتركوني اموت بهدوء وسلام !!! " وزيارة مأتم ستكون بالتأكيد اهون من دخول فرن للخبز حيث تجتمع النساء هناك لخبز المقالي وحيث تلتهب الألسنة لتصبح حرارتها اقوى من حرارة الفرن حتى ....