حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
المفهوم الفلسفي للهوية ! - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: عـــــــــلــــــــــوم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=6) +--- المنتدى: فلسفة وعلم نفس (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=84) +--- الموضوع: المفهوم الفلسفي للهوية ! (/showthread.php?tid=9999) |
المفهوم الفلسفي للهوية ! - Awarfie - 07-23-2007 المفهوم الفلسفي للهوية : ماذا نقصد بالهوية ؟ قد تقول : الجبل كبير ! و هنا تكون قد وضعت محمولا هو " كبير " على الجبل ، كصفة له او كهوية . أي هي علاقة بين شيء و اسم ، أو علاقة بين دال و مدلول ! فالحقيقة هي تصور مطابق للواقع ! و الذات هي ما يسميه الفلاسفة بالهوية . فذات الانسان هي هويته . و هي كل ما يشكل شخصيته من مشاعر و احاسيس و قيم و آراء و مواقف و سلوك ، بل و كل ما يميزه عن غيره من الناس . و قد عرف اريكسون الهوية الشخصية ، او الذات ، بانها الوعي الذاتي ، ذو الاهمية بالنسبة للاستمرارية الايديولوجية الشخصية، وفلسفة الحياة التي يمكن ان توجه الفرد ، وتساعده في الاختيار، بين امكانيات متعددة ، وكذك توجه سلوكه الشخصي . اما هنري تاشفيل ، وجون تيرنر ( باحثان انجليزيان في علم النفس الاجتماعي) فاستعملا مصطلح الهوية الشخصية ، مقابل الهوية الاجتماعية . وكان القصد لمصطلح الذاتية ، التي تعرف الفرد بالمقارنة مع الآخرين. التفكير ، عند هيغل ، لا يمكن أن يتم بدون تفكير هوية، بدون مفاهيم تقوم على الهوية، إلاّ أنه ينفي دائماً الهوية والتعميمات والموضوعات الكلية ، لكي يظل ملتصقاً بموضوعه العيني. هذه الطريقة كانت تعتبر من اسس الفلسفة الهيجلية و التي تقوم على التقابل بين الذات والموضوع . و فلسفة الهوية في عصرها ذاك ، كانت نموذج المعرفة السائد . حيث فسرت سيادة العلم الطبيعي ، بدقة نتائجه ، وبداهتها. فإن هذه الدقة والبداهة ، ليست سوى معيار صحة فلسفة الهوية ، وصحة أساسها ، الذي يقوم على التقابل بين الذات والموضوع، ودليلا على سيطرة العلم الطبيعي على موضوعه. و يلخص هذه الفكرة ، رائد العلم الطبيعي فرانسيس بيكون ، في بدايات تطور العلم في القرن السابع عشر بقوله فيما يعني أنه لكي تتم السيطرة على الطبيعة لا بد من معرفتها . لم تشذ الماركسية عن التصور نفسه لفلسفة الهوية . فهي تنقل الفكرة بكلمات اخرى ، فهي ترى أن التاريخ يجري وفقاً لقوانين موضوعية، معرفتها تساعدنا في السيطرة على العملية كلها، وتحقيق غاياتنا ، التي هي غايات الطبيعة ذاتها ، طالما أننا جزء منها، يسري علينا ما يسري عليها. وتجاهل هذه القوانين أو عدم معرفتها ، يجعل فعلنا في العالم ينتهي إلى نقيض ما نريد. و هنالك مقولة ماركسية شهيرة تقول " الحرية هي معرفة الضرورة " . لكن فرديناند دي سوسير ، في نظريته " البنيوية " نقل مفهوم الهوية من فلسفة الهوية إلى فلسفة اللغة. ثم تخلى عن فكرة " الذات " وجعل العالم مجرد معان ! فهو يقول في هذا الشأن " إن العلامة لا تربط بين الشيء والاسم، بل بين المفهوم والصورة السمعية ". فإذا أخذنا على سبيل المثال كلمة "جمال" فإن الدال هو الصورة الصوتية (يعني وجود أصوات ج -م -ا-ل)، أما المدلول فهو -مفهوم الجمال. والعملية التي يجري إخضاع الدال لها وتتماشى والمدلول تسمى الدلالة. إذ أن الرابطة ما بين هذا الدال وما يقابله من مدلول، من حيث الجوهر -هي رابطة تواضعية وغير معللة (لأننا لا نستطيع أن نثبت، على سبيل المثال، أن الصورة الصوتية لكلمة "جمال" يحددها جوهر مفهوم "الجمال"). ثم طالب بوضع منهج نظري عام لدراسة المنظومات الإشارية بشكل عـام؛ وهذا العلم يسميه السيمياء (السميولوجيا ) . اما لويس يامسليف ، فقد استطاع أن يتجاوز المستوى الفونولوجي ، لفلسفة الهوية ، و يهتم بمشكلات التعبير ووحدات المحتوى. فاللغة هي قبل كل شي ء شكل وهي في أن واحد تعبير ومحتوى. لكنه لم يبتعد كثيرا عن سلفه دي سوسير . و تحدث عن اللغة الايحائية . و هكذا نجد ان فلسفة الهوية ن لم تلغى بل تم الحفاظ عليها ، مع استبدال موضوعها (العالم) باللغة . ثم جاء جورج هربرت ميد، و نظريته " التفاعلية الرمزية " و الذي جعل التواصل على انه المبدأ المؤسس للمجتمع . وهو يفهم التواصل كتدخل للآخر في تكوين وبناء الأنا أو الهوية . لكن مقولة ، " الجبل كبير " عند دريدا ، هي ليست حقيقة تطابق الواقع . فكيف يكون الجبل كبيرا ، كحقيقة لا يخالجها الشك ، كما عند هيجل ، بينما كلنا نعلن بان هناك آلاف الحقائق تضيع في هذا الوصف المبتسر للجبل . فالجبل خشن ، و الجبل قاس ، و الجبل خطير ، و الجبل عال ... الخ . اذا فمقولة "الجبل كبير" ليست حقيقية ولا مطلقة . لا حدود للهوية! إنها جمهرة ضخمة، لا متناهية من العلامات الفارقة... فالهوية تفلت من التحديد، فليس هناك من هوية مطلقة . بل الاختلاف و التنوع و التعدد هي من مواصفات تلك الهوية و كل هوية . بعد ميد ، جاء يورغن هابرماس ، و كارل آتو آبل ، بالتداولية الكلية ، و التداولية الترانسندنتالية . مما حول مفهوم فلسفة الهوية الى مفهوم فلسفة اللغة . و نجد في نظرية هابرماس " العقل التواصلي " تغيرا كبيرا، قد حدث ، هو تغير المفهوم من العلاقة بين الذات والموضوع ، إلى العلاقة بين الذات والذات ! ففي العام 2002، كان هابرماس قد نشر كتابه دفاعًا عن الإنسانية، وفيه نقدٌ مرير لمخاطر الهندسة الوراثية واستنساخ الإنسان ودفاع بليغ عن الحق في هوية إنسانية فريدة يعرِّضها الاستنساخُ لخطر واضح. فليس هناك هوية مطلقة بل هي جامعة لمواصفات كثيرة و متعددة ، للشيء ، في الآن نفسه . و عمل الاثنان ، هابرماس و آبل عل اقامة نوع من الخطاب التواصلي ، الذي يقوم على المخاطبة التي تخاطب الذات فقط . "الفعل الكلامي"، أي الكلام الذي لا يدعي الحقيقة المطلقة بقدر ما تطرح ما لديه ، و يستفسر ، و يسأل ! أي ينطوي على فعل ملازم. ف "أخلاق المخاطبة" ، من حيث أنها كونية الطموح ، تصر على أن المعيار يكون صالحا ، إذا ما اكتسب الموافقة الحرة ، لكافة الأطراف المعنية. الموافقة هنا تعني الصدوع بأمر "قوة الحجة الأفضل" وهي قوة "غير قسرية" لأن الحرية مضمونة للمشاركين جميعا . تحياتي . :Asmurf: |