نعم إيران لا تختلف عن إسرائيل
عام على مغامرة الوعد الصادق
في العام 2000 قدم السيد "حسن نصر الله" هدية كبرى للجنوب اللبناني وللبنان كله, وللعرب في كل بلد من بلادهم. هذه الهدية هي خروج الجيش الإسرائيلي الذي كان يحتل ما سمي في تلك الأيام بالشريط الحدودي, فامتلأت سماء لبنان بالزغاريد وملأت الدبكة اللبنانية ساحات القرى والمدن, وعلت الابتسامة كل وجه, وامتدت الفرحة إلى كل بلد عربي, ولمع نجم السيد وجرى اسمه على كل لسان, وعاد أصحاب الأرض إليها بعد تشرد طال أمده واشتد عناء المشردين.. عاد الجنوبيون والشوق إلى أرضهم يملأ حناياهم, وما وصل واحد إلى بلده حتى أغار على الأرض يقبلها ويبلها بدموع عينيه..ُ لم يأبه الجنوبيُّ بالخراب الذي فاجأه, ولا بشجر الزيتون الذي اقتلعه الاحتلال, فقرر إعادة البناء, وزرع الأشجار ورمم البيوت المحتاجة إلى ترميم, والجنوبي نشيط طموح شجاع تملأ حناياه الشهامة.. فتح المحلات التجارية, أسس شركات كثيرة, وأصبح كل جنوبي وكل لبناني يحتضن فؤاده حباً كبيراً لصاحب الاسم حتى أصبح السيد أسطورة القوة والعطاء والنضال والنصر. ظن اللبنانيون أن هذه الأيام الحلوة ستبقى, بل ستليها أيام أجمل وأروع وأكثر فرحاً وعطاءً. وعاش الجنوب ولبنان حلماً لذيذاً قطعته في يوليو العام 2006 المفاجأة الكبرى التي ألقت بثقلها على الوطن كله من أقصى جنوبه إلى أقصى شماله ,ومن أول حبة تراب في غربه إلى آخر حبة في شرقه. فما الذي حدث? هددت أميركا إيران فأعطت الثانية الأمر للسيد بفتح حرب استباقية مع إسرائيل, وصدق الرجل بوعده, واستجاب لطلب إيران ليخفف عنها عبء الضغط الأميركي, وأخذت التهديدات الإيرانية تتوالى تارة ضد أميركا و أخرى ضد إسرائيل, وبقيت في حيز الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع. أما السيد حسن فأسر رجاله بعض الجنود الإسرائيليين داخل الخط الأزرق, فكانت الطامة الكبرى.. اشتعل الجنوب اللبناني من جديد, وهددت إسرائيل بأنها ستعيد لبنان عشرين سنة إلى الوراء, وظن المتفائلون من الذين لا يعرفون إسرائيل أن الأمر لا يخرج عن حدود الوعيد والتهديد, وسينتهي الأمر, ولكن الأمر لم يكن كما يظن الكثيرون. واستعملت الآلة الحربية الإسرائيلية كلها من الطيران الحربي والهليكوبتر والجيوش البرية المدربة والأسطول البحري المدمر, ودخل الدب الإسرائيلي إلى كرم لبنان فاقتلع أشجار الكرم كله.. دمر الإسرائيليون البنى التحتية والجسور في لبنان كله لم تسلم منطقة من المناطق, وقطعت أسلاك الكهرباء وعاش اللبنانيون في ظلام دامس, وهدد الجيش الإسرائيلي أهل القرى والمدن الجنوبية وأمر بإخلائها, فخرج من خرج وبقي من لا حول له ولا قوة مستسلماً لإرادة الله يدعو الله حتى يجف ريقه وييبس لسانه في فمه, والعجائز الباقيات في الجنوب يقضين وقتهن بالصلاة والدعاء والبكاء. وأوعدت إسرائيل بالتدمير وصدقت فعلاً فإن الآلة الحربية الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي قادرون على تدمير لبنان كله في شهرين. ومن يرى الضاحية الجنوبية يدرك عنف الحرب و قساوتها وهمجية العدو واعتماده على آلة حربية مدمرة وفتاكة. لقد وعد السيد حين أسر الجنديين الإسرائيليين بإعادتهما إلى إسرائيل حين تخرج إسرائيل كل الأسرى اللبنانيين من سجونها ولكن إسرائيل طالبت بإطلاق أسراها دون قيد أو شرط, ودامت المعركة شهر كاملاً أقضَّ مضاجع العالم كله, وتداعت النداءات والاستغاثات ولا من مجيب. وحين وقفت الحرب تدفقت الأموال العربية الشريفة لبناء لبنان كما كان وأفضل مما كان. إنها مغامرة الوعد الصادق الذي من علينا بها السيد والذي عمل على الوصول إليها, ولكن أحمدي نجاد الذي وعد السيد والعالم اقتلع إسرائيل من الأطالس والرسوم والخرائط والمصورات, أما إسرائيل في الواقع فبقيت ولم يحرك أحمدي نجاد نحوها ساكنا أحمدي نجاد وزعماء نظام الملالي الإيراني ينطبق عليهم المثل القائل: "الكذب ملح الرجال, والعيب على الذي يصدق بقوله". ونحن في لبنان استفدنا من مغامرة مرة ذقنا منها الكثير الكثير, نقول لأحمدي نجاد: لستم أهلاً لأن تصدقوا, فاتركونا وشأننا وإلى جانبنا العرب الذين نعتمد عليهم ويفون بوعودهم معنا, ويساعدوننا بأكثر مما نتوقع بكثير, ونرجو من السيد ألا يزجنا بمغامرة أخرى تقضي على هذا الوطن الصغير. :emb:
* الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي ¯ لبنان
:Asmurf:
|