{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
تفكيكات ماركسية !
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #1
تفكيكات ماركسية !
الآخر ، عند بعض البعض ، هو دوما ، لم يقرأ ماركس ! فلا احد قرا ماركس غيره ، ولا تفسير لما كتب ماركس الا تفسيره ، و ما عدا ذلك هم مفككون و محرفون و جهلة . يا للعقلية الستالينية و سطحيتها ! فهي ، على الصعيد المعرفي ، تعتبر ان في ايرادها لشاهد مكتوب من أقوال ماركس او لينين او ستالين ، تكون قد حسمت الحوار ، ثم تدمغ الخصم بانه منحرف عن الخط الثوري ، و خائن ، و عميل ، و مفكك ، و اخير ، " مكعك " ! و تكمن المهزلة في ان الشاهد ياتي من عصر يختلف بكل شيء عن العصر الذي يطرح الشاهد فيه ! فالواقع لدى الستاليني التفكير ، مكون من لونين فقط ، اما أسود أو أبيض . فاما ان تكون مع الثورة بالطريقة الستالينية او فانت عميل للامبريالية و مكعك بطريقة الحكمة الالهية التي لا يأتيها الباطل من أية جهة كانت ! ترى الستاليني ، ينظر بازدراء الى الليبرالية ، متجاهلا منجزاتها و روائع فتوحاتها . كما يقلل من اهمية الديموقراطية البرجوازية و انجازها التاريخي العظيم ، مستخدما فكرة الصراع الطبقي ، كعلكـة يمضغها في كل مناسبة .

فقد كانت الماركسية نتاج عصر مضت عليه 150 سنة ، استطاع ماركس في عصره جمع منجزات القمم الحضارية ، و استطاع ان يستلهم النموذج الفكري الذي وصلته الحضارة الانسانية في ذلك الوقت . لكن ، هل توقفت الحضارة عن الانجاب ؟ هل ثبتت القمم الفكرية الانسانية عن حركتها الصاعدة منذ 150 سنة ؟ هل اكتسب النموذج الفكري ، الذي ساد منذ ماركس ، قدسية و حصانة دينية ميثولوجية تمنحه حق التأبيد الفكري ؟ أسئلة لا بد ان يتوقف عندها من يؤمن بفكر ن كان ثوريا ذات يوم . لقد كان فكر محمد القرشي في منتهى الثورة في عصره ، وليس هناك من ينكر ذلك الا الطائفي من غير دين محمد . لكن ، هل من مثقف جدلي يؤمن اليوم ، بان علينا التقيد بفكر محمد ، كما يدعونا الستالينيون لنفعل بشان ماركس( صلعم ) او بشأن ستالين و غيره من صحابة ماركس (رضوان الله عليهم ) !!!

لقد انجبت الحضارة الانسانية خلال هذا الامتداد الزمني بين ماركس و هذا اليوم ، انجازات ضخمة فتحت العيون ، و نشطت العقول ، و نشرت آفاقا من المعرفة الانسانية و طورت العقل النقدي ، اكثر بكثير مما كانت الامور ايام ماركس . فلدينا اليوم من الانجازات الحضارية اضعاف ما استشهد به انجلز في كتاباته لنشر أيديولوجية المادية الديالكتيكية . و لدينا من العلوم ما يناقض تماما تلك الايديولوجيا التي يقدسها الستالينيون ، و لدينا من العلوم ، ما لم يسمع بها انجلز او ماركس ، ولو سمعوا لاستثمروها بكل جدية . و لدينا الكثير من المفكرين ، الذين هضموا الماركسية ثم تخلوا عن برازها ، و دافعوا عن فوائدها ، تماما كما يفعل الكائن الحي بالطعام . فلو اطلع الستاليني على ما قدمه بعض المفكرين الجدد حول الماركسية ، و الذين كانوا محسوبين على الماركسية حصرا ، لغيروا ما حملوه من دوغما فكرية لديهم .

قبل ماركس ، جاء الفيلسوف عمانوئيل كانط ، فطرح فلسفة ، كان من نتائجها ، انا طرحت مقولات ثابتة و متعالية جعلت من فيزياء نيوتن و منطق ارسطو نهاية المعرفة الانسانية و نادى بالتعددية العقلانية . ثم جاء هيغل بفلسفة الاله ، فاستبدل التعددية العقلانية بافتراضاته عن العقل الخالص . و طور فكرة كانط حول العلاقة بين المقولات الى ليصل الى مقولة ثالثة ، كما في منهجه الديالكتيكي المعروف . و اصبحت الهيجلية فلسفة للتماثل لانها فلسفة الذات و فلسفة الهوية (تقوم على معرفة العالم و التحكم فيه) التي تقوم على السيطرة . ثم جاء ماركس ، و لم يشذ عن الفلسفة الهيجلية بان جعل الماركسية فلسفة للتماثل على النمط الهيجلي . فتجاهلت الماركسية التعددية والاختلاف ، بتبنيها للإطار الهيجلي ، كفلسفة للذات . و بتبنيها للهوية و الاساس الذي يقوم عليه هذا الاطار ، و هو التقابل بين الذات و الموضوع ،(نقد العقل الخالص عند انتهى إلى عقل ترانسندنتالي أو متعالي، سابق على التجربة ) و تحولت الماركسية الى فلسفة دوغمائية . فقد أصبحت الماركسية ، على طريقة هيغل ، تنظر الى نفسها على انها التعميم النهائي لكل الفلسفات ، و انها تعبر عن الحقيقة بكل جوانبها ( مبدا الحتمية التاريخية ) . و بدلا من ان تكون الماركسية نظرية في التحرر، تحولت الى نظرية في السيطرة . و هكذا تشابهت المادية مع المثالية ، فهما قطبا فلسفة الهوية . و خلط ماركس بين السيطرة على الطبيعة الخارجية والحرية الإنسانية ومن ثم أهمل القمع الاجتماعي للطبيعة الداخلية.

و على ذكر التفكيك ، فقد ظهرت النظرية التفكيكية على يد الفيلسوف الفرنسي ، جاك دريـدا الذي يقول " لا يوجد شئ خارج النص " ومعنى ذلك رفض التاريخ الأدبي التقليدي ودراسات تقسيم العصور ورصد المصادر لأنها تبحث في مؤثرات غير لغوية وتبعد بالناقد عن عمل الاختلافات اللغوية . ، فمن حق كل عصر أن يعيد تفسير الماضي ويقدم تفسيره الذي يرسم طريق المستقبل أي التاكيد على دور الحريبة الفردية و العمل الجماعي في الآن نفسه . ثم جاء ليتش فيقول في تمهيده لدراسته عن التفكيكية ، إنها ، باعتبارها صيغة لنظرية النص والتحليل ، تخرب كل شئ في التقاليد ، تقريبا ، وتشكك في الأفكار الموروثة عن العلاقة واللغة والنص والسياق والمؤلف والقارئ ودور التاريخ وعملية التفسير وأشكال الكتابة النقدية. وفي هذا المشروع فإن الواقع ينهار ليخرج شئ فظيع . اذا فلا شيء مقدس ، حتى احاديث ماركس الشريفة تخضع لذلك التفكيك الحضاري . فما عادت الحقيقة كما كان يراها ماركس بل ان فكرة الحقيقة تطورت و تغيرت كما تغيرت بقية الافكار في هذا العالم . ثم جاء ، تيودور أدورنو الذي امتدح الفن و اكد دوره في مواجهة العقل الذي أصبح يدفع الإنسان نحو التسلط والعبودية، فالفن يساهم في تحرير الإنسان من كل أشكال العبودية في الحياة اليومية وعبودية الاحتياجات، لأن الفن يؤكد التفرد والاختلاف بينما العقل يسعى نحو التماثل كنظام للقمع. اذ كلما اكتسب العقل الدقة والسيطرة على موضوعه ازداد انغلاقا على نفسه وبالتالي فإن العقل في صورته الراهنة ، لا يقل جمودا عن الأسطورة، وبدلا من أن يعتمد على الخرافة أصبح يعتمد على الحتمية.

ثم جاء جوج هربرت ميد بنظريته حول الافكار التفاعلية ، التي توصلنا الى ان تكون اللغةُ ذاتَ أهميةٍ بالنسبة لعملية الاتصال بين الناس في المواقفِ المختلفة، وعليه فإن النظام الاجتماعي هو نتاجُ الأفعال التي يصنعُها أفراد المجتمع، ويُشير ذلك إلى أن المعنى ليس مفروضاً عليهم، وإنما هو موضوعٌ خاضع للتفاوض والتداولِ بين الأفراد . و ان المعاني هي نتاجٌ للتفاعل ( التواصل ) الاجتماعي الإنساني. اما ليفي شتراوس ، فيحدثنا عن عن رغبة البشر في التواصل باعتبار أن هذه الرغبة إحدى سمات الإنسان الأساسية. و اثناء عملية التواصل يبعون انماطا حياتية جديدة . اخيرا كان للفيلسوف هابرماس الكلمة الفصل في نقد الماركسية و حتميتها و قمعها للتنوع و الاختلاف و الحريات . فهو يرى بان ماركس لم يغير البنية الاساسية لفلسفة هيجل بل فكرة الروح المطلقة بمقولة النوع الانساني . و فعل ماركس ذلك ضمن اطار فلسفة الهوية مما جعله يقع في احادية يرافقها اقصاءها للتعدد و الاختلاف . و تبدو هذه هذه الأحادية في عدد من افتراضات ماركس، مثلاً، أن العمل هو الفعل الذي يمكّن الإنسان من إبداع ذاته ـ وبالمناسبة فإن مفهوم العمل بهذا المعنى مستلهم من هيجل ـ فمن خلال العمل يتعلم الناس السيطرة على العالم الخارجي ويطورون معارف تكنيكية وأداتية. ولكن هذا الاعتبار للعمل وعدّه الفعل الوحيد الذي يمكّن الإنسان من إبداع ذاته يهمل قدرة إنسانية أخرى ـ إن لم يكن القدرة الإنسانية بامتياز ـ وهو التفاعل الاجتماعي، الذي يتطلب معرفة تذاتية ( علاقة الذات بالذات ) بالأدوار والمعايير أو التكامل الاجتماعي للطبيعة الداخلية. و هذا التفاعل أو الفعل التواصلي يتبع مجرى تطوره الخاص. وهذا يعني أن الصراع الطبقي لم يعد المحرك الأساسي للتاريخ فهناك أيضاً المجتمعات التي هي حامل للتطور، ويتكامل فيها الأفراد. مما يوصلنا الى ان فالمجتمعات ـ مثل الأفراد ـ يخضع وعيها لعملية تطور معرفية ـ أخلاقية. وأن مستوياتها الراهنة من التعلم هي التي تنعكس في بنيتها الأساسية وقيمها . . ولذلك لا يمكن أن يكون تطور المجتمع رهين بتطور القوى المنتجة (أي التطور المعرفي) في صلتها بعلاقات الإنتاج، إذ أن الأخيرة تنتمي إلى مجال آخر له مجرى تطوره الخاص (وهو عملية التطور المعرفية ـ الأخلاقية والتي استلهمها هابرماس من سيكولوجيا التطور المعرفي عند بياجه)، ألا وهو مجال التفاعل أو الفعل التواصلي. إن تركيز ماركس على الإنتاج جعله يخطئ مجال التحرر الإنساني ـ وكذلك السيطرة ـ وهو مجال الفعل التواصلي. اذا ، التنوع و الاختلاف و التواصل هي سمات التطور الحضاري للمجتمعات ، مذ بدات التميز البشري عن غيره من الكائنات ، و ليست ، كما يراها بعض البعض ، مجرد مطالب رأسمالية يطلبها خصوم ليبراليون . او من المعضلات التي لا يفهمها الستالينيون بل يحتاجون الى معاجم لفهمها .

اذا فالصراع الطبقي ، ليس من وظيفته توزيع الحقوق على أصحابها ، بل هو مجرد انعكاس ، لفكرة دارون حول صراع البقاء و بقاء الاصلح ، في فكر ماركس . و الصراع الطبقي هو تعبير ميكانيكي عن عمل طبيعي لا يميز بين الخير و الشر ، بل يؤدي الى ظهور القوة الاكثر تطورا و اكثر ملائمة ، و قدرة على التكيف مع الواقع الجديد . ترى ، ايهما اكثر قدرة على التكيف مع الواقع الحضاري الحالي ، اهي الطبقة العاملة ، المشرفة على الانقراض ، بمواصفاتها الفنية التي تحدث عنها ماركس ، أم الطبقة أم الطبقة البرجوازية الصغيرة ، التي بدات تشرف على الانتاج الفني و المتقدم تكنولوجيا و علميا ، في كافة المجالات ؟ هنا يتسارع بعض البعض ، ليقول بان علينا من باب العدالة ان نسعى لانقاذ تلك الطبقة العاملة البائسة ! لماذا ؟ فهل الصراع الطبقي مسؤول عن العدالة . فما دامت الحكمة الحتمية للصراع الطبقي و الديالكتيك ، فلنترك لهما مهمة تقرير العدالة لمن يستحق ! لماذا اذا هذا التباكي من قبل بعض البعض ، على أن معتز حيسو، قد تسبب و من معه من مفككي الماركسية ، بانهيار كارثي للانسانية جمعاء طيلة الألفية الثالثة ، و بالأفتئات على ماركس ( صلعم ) ؟

للاطلاع:

http://www.yassardimocrati.com/article.p...ticle=3424

:Asmurf:
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 07-05-2007, 06:33 PM بواسطة Awarfie.)
07-05-2007, 06:30 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS