لكن الزميل " طود " أشار إلى تحقيق آخر لهذا الكتاب .. وقد وجدت المعلومة التالية التي تفيدنا هنا " 1. Array«راحة العقل»: تأليف الداعي في عهد الحاكم، أعني: حميد الدين أحمد ابن عبد اللّه الكرماني، الملقّب بحجة العراقين، وكبير دعاة الاِسماعيليّة في جزيرة العراق، وصاحب الموَلّفات العديدة في المذهب الاِسماعيلي، ألّفه عام (411هـ)، وقد عاصر الفيلسوف الاِسلامي الكبير ابن سينا (373ـ427هـ) ومن المعلوم أنّ هذا العصر وما قبله عصر إزدهار الفلسفة اليونانية، فقد قام المسلمون وغيرهم بترجمة تلك الفلسفة وشرحها وتحقيقها.
وقد وضع الداعي كتابه هذا على غرار ما أُثر من الفلسفة، وأدخل فيه شيئاً ممّا لا يمت إلى المذهب بصلة، فإنّ أكثر مباحثه مسائل فلسفية بحتة، أو طبيعية، لا ارتباط لها بصميم المذهب.و يتجلّى ذلك بوضوح حينما يقوم الداعي الكرماني في ترسيم عوالم الخلقة.
إنّ الكتاب لا ينقسم إلى أبواب أو مقالات، ولا تشتمل أبوابه أو مقالاته على فصول على نحو ماجرت به العادة في تقسيم الكتب،و إنّما ينقسم إلى أسوار،ويندرج تحت كلّ سور عدّة مشارع، هي من السور بمنزلة الاَجزاء من البلد الذي يحيط به السور.
فكان مثل «راحة العقل» كمثل المدينة،و السور بمنزلة الاَبواب، والمشارع بمنزلة الفصول، ولكن عدد الاَسوار، التي يشتمل عليها الكتاب سبعة، يدخل في نطاق كلّ منها سبعة مشارع، فتكون عدد المشارع تسعة وأربعين مشرعاً.
ولكنّ تتمة لما ينطوي عليه منهجه في تقسيم الكتاب من معاني التأويل والمتقابلات قد زاد على هذه المشارع (التسعة والاَربعين) سبعة مشارع أُخرى.
وإنّما كانت الاَسوار سبعة مقابلة بينها وبين السيارات السبع، وهي: زحل، والمشتري، والمريخ، والشمس، والزهرة، وعطارد، والقمر.
يقول الداعي: فجعلنا أسواره سبعة بإزاء السيارات منها الموَثرة في المواليد الجسمانية القائمة في الدين تأويلاً، حيال بيوت أنوار اللّه أصحاب الاَدوار السبعة الموَثّرين في المواليد النفسانية. وجعلنا مشارع أسواره تسعة وأربعين مشرعاً، بإزاء محيط الاَفلاك صغاراً وكباراً المحركة لما دونها من الاَجسام. (1)
وقد طبع لاَوّل مرّة بالقاهرة بتحقيق الدكتور محمد كامل حسين والدكتور محمد مصطفى حلمي، ونشرته دار الفكر العربي بالقاهرة عام 1371 هـ، وأُعيد طبعه ثانياً بتحقيق مصطفى غالب الذي هو من كتّاب الاِسماعيلية نشره عام 1967م.[/quote]"
المصدر
إذاً فالكتاب ظهر أول مرة بتحقيق الدكتور محمد كامل حسين والدكتور محمد مصطفى حلمي سنة 1951 قبل تحقيق مطفى غالب ... وهذا يجعل المسألة أكثر تشويقاً .. لأن مصطفى غالب اشتهر بتصرفاته الكثيرة في بعض الكتب التي يحققها مثلما حدث لكتاب " الافتخار" .. وربما طال كتاب " راحة العقل" شيء من هذا التصرف الذي قد يخل ببعض الأفكار الواردة في الأصل ..