باحثة في الشؤون الأميركية : زيارة بيلوسي محاولة للقول ان طريق الحوار هو الأجدى

لليوم الثاني على التوالي تتصاعد حملة الإدارة الاميركية على زيارة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي لدمشق الثلاثاء المقبل





في وقت كشف الصحفي الأميركي المعروف وارين ستروبل عن "خطة أعدها نائب مستشار الأمن القومي إيليوت إبرامز بهدف تكثيف عزل سورية دوليا وتركيز الضوء على ما وصف بمعاداة دمشق للديموقراطية " بينما رأت باحثة في الشؤون الاميركية أن زيارة بيلوسي "تعكس صراعا داخل الادارة الاميركية بين الديمقراطيين والجمهوريين التقليديين المؤيدين لجورج بوش الأب وعلى رأسهم جيمس بيكر الدعين الى حوار مع سورية وفئة المؤيدين لبوش الإبن التي تقول إن التعاون مع سورية غير مجدي وتستمر بإتباع منطقها المعروف ".

وكشف الصحفي ستروبل الذي يكتب لمجموعة صحف تملكها مؤسسة ماكلاتشي في الولايات المتحدة أن "توقيت تسريب خطة ابرامز كان مدروساًً للدخول على خط زيارة بيلوسي إلى دمشق حيث ان بعض المسؤولين الذين يعرفون تفصيلات الخطة يقولون إنهم يخشون من أن هدفها الحقيقي هو إضعاف النظام في سورية ".

وأصرت بيلوسي على موقفها من زيارة دمشق متجاوزة موافقة البيت الابيض الذي يفرض قيودا على الاتصالات مع سورية وقال ريك أورت المتحدث باسم كيث أليسون أحد اعضاء الوفد المرافق لبيلوسي وأول مسلم منتخب في الكونغرس الاميركي إن "بيلوسي والوفد المرافق سيتوجهون الى سورية ولبنان والمملكة السعودية بعد اسرائيل" .
وبيلوسي التي تأتي مباشرة بعد نائب الرئيس ديك تشيني في تراتبية الخلافة المحتملة لبوش أكبر مسؤول أميركي يتوجه الى سورية منذ زيارة كولن باول وزير الخارجية الأسبق عام 2003.

وأوضح الصحفي الأميركي سترويل ان "الخطة تتضمن الهجوم على سجل سورية في مجال حقوق الإنسان وموافقة البيت الأبيض على دعم أصحاب مواقع الإنترنت المعارضة للنظام في سورية والتركيز على التقارير التي توضح مخالفات العملية الانتخابية التي ستشهدها سورية في 22 نيسان لإختيار مجلس شعب جديد ".

وتعتمد الخطة على جهود مجموعات سورية معارضة قال ستروبل إنه "لن ينشر أي تفصيلات عنها إذ إنها ستعمل داخل سورية خلال الانتخابات".

وكشفت مجلة تايم الأميركية مؤخراً عن وثيقة أميركية سرية مؤلفة من صفحتين تشير إلى أن الولايات المتحدة "تدعم حالياً اجتماعات منظمة لناشطين سوريين موجودين داخل سورية وخارجها في أوروبا وتتمنى أن تثمر هذه الاجتماعات عن تسهيلات تقدم إستراتيجية مترابطة وخطة عمل واضحة لجميع الناشطين ضد الرئيس الأسد حيث ستمنح انتخابات مجلس الشعب منتقدي الأسد مادة خصبة مثيرة وتتضمن الخطة مراقبة الانتخابات وتوفير مواد يمكن الوصول إليها عبر الانترنت من أجل طباعتها ونشرها على يد الناشطين الموجودين داخل سورية وفي البلدان المجاورة لها".

وانتقدت الناطقة بلسان البيت الأبيض دانا بيرينو زيارة بيلوسي لدمشق فيماعقد في وزارة الخارجية الاميركية اجتماع مع أعضاء وفد بيلوسي لإبلاغهم بأبعاد الموقف الرسمي تجاه دمشق وبعض القضايا التي يتعين معرفتها قبل سفرهم.

وبينما أعرب الناطق باسم السفارة السورية في واشنطن أحمد سلقيني عن أمله في أن تسهم الزيارة في تخفيف التشنجات بين دمشق وواشنطن قال إن "ذلك متوقف في نهاية المطاف على التأثير الذي سيكون للزيارة على قرارات ادارة بوش ".

وقال وزير الإعلام الدكتور محسن بلال إن "زيارة بيلوسي تمثل انهياراً للقطيعة بين دمشق وواشنطن " علما ان ثلاثة نواب أمريكيين من الحزب الجمهوري وصلوا دمشق أول أمس ويتوقع لقاء يجمعهم بالرئيس بشار الاسد اليوم الاحد .

وقالت الباحثة في الشؤون الاميركية مايا الكاتب لسيريانيوز ان "الفئة المؤيدة لفتح حوار مع سورية تحاول تقديم اثبات للادارة الاميركية من خلال سبر اغوار دمشق في هذه الزيارة ان سورية ممكن ان تقدم على خطوة ما لدعم فكرة ان الحل الحواري هو حل مفيد لجميع