د. عبد العظيم محمود حنفي
خبير الدراسات الاستراتيجية القاهرة

-------------------------------------

التلقين الذي لقنه السيد نصر الله لأتباعه في مظاهرات بيروت هو رفع شعار نريد حكومة نظيفة ,والنظافة المطروحة هي نظافة سياسية ومالية .أما النظافة السياسية فهو قول مردود عليهم لأن حزب الله الذي توجه غير خياراته من حزب مقاوم غلى حزب تابع اتجه بكل قوته إلى الداخل اللبناني لفرض أجندته من اجل تنفيذ أجندة إيرانية سورية في موقف يجعل المرء يتساءل عن مدى وطنية ذلك الحزب الذي ضرب عرض الحائط بالغايات الوطنية لبلاده من اجل إعلاء كلمة الملالى في لبنان . وأما النظافة المالية المطروحة فهو أمر يطرح السؤال من أين يأتي هذا الحزب بتلك الأموال الطائلة التي تساوى ميزانيات دول ؟ من أين أموال التسليح التي يدفع ثمنها بالعملة الصعبة ومرتبات تدفع لتلك الجماهير التي تركت أعمالها وأشغالها للحصول على لقمة العيش يتم تعويضها بأضعاف مرتباتها فمن أين كل تلك الأموال ؟ تجيبنا الدراسات والأبحاث المتخصصة مثل كتاب ماثيو ليفيتو وهو باحث كبير، ومدير برنامج الدراسات الإرهابية في معهد واشنطن. وعنوانه (تمويلات حزب الله) بأن كثير من أموال حزب الله تأتى عبر مبالغ من طهران لأسباب تتعلق بفرض الأجندة الإيرانية في لبنان والمنطقة خاصة بعد ارتفاع سعر النفط عالميا بعد ان كان في حدود العشرين دولار إلى حدود الستين دولار وهو الأمر الذي لم نجده ينعكس على حياة الشعب الايرانى الذي ما زالت تتزايد فيه أعداد البطالة وشظف العيش! ويقدر الدبلوماسيون الغربيون أن حزب الله يتلقى ما قيمته 100ـ200 مليون دولار سنوياً من إيران. تزود طهران حزب الله كذلك بمساعدة مادية مقدرة عبر دعمها في التدريب والدعم اللوجستي. قد يكون أفضل مثال موثق عن علاقة إيران العملياتية مع حزب الله هو تفجير 1994 لمركز التجمع اليهودي في بيونس أيريس وهو التحقيق الذي ما زال مفتوحا على مصراعيه. أما الدخل الأكبر فيأتي من مصادر متنوعة فاخر الأخبار التي أعلنتها واشنطن أنها استهدفت يوم 6 كانون الأول/ ديسمبر الجاري 9 أشخاص ومركز تسوق ومحل إلكترونيات في أميركا اللاتينية لتقديمهم "الدعم المالي واللوجستي" لجماعة حزب الله اللبناني ، في 25 كانون أول/2003، تحطمت الطائرة التابعة لاتحاد النقل الأفريقي (141) المتجهة إلى بيروت لدى إقلاعها من كتونو، بينين، في غرب أفريقيا. وفقاً لروايات في الصحافة العربية، فإن مسؤولاً في العلاقات الخارجية في الفرع الأفريقي لحزب الله اللبناني واثنين من مساعديه كانوا من بين القتلى. لقد كان مسئولو حزب الله يحملون كما تقول الأنباء مليوني دولار متبرعاً بها، جمعت من الأثرياء من أصحاب الجنسية اللبنانية المقيمين في أفريقيا، لمقرات التنظيم في بيروت. وأن حزب الله يحتفظ بشبكة في العالم كله منخرطة في نشاطات مالية، ولوجستية، وعملياتية، وغالباً ما يكون ذلك بتعاون حميم مع أجهزة الاستخبارات الإيرانية. إن ناشطي حزب الله في أفريقيا يقومون باستثمار وغسيل كميات كبيرة من الأموال، ويقومون بتجنيد ناشطين محليين، وجمع معلومات استخبارية قبل العمليات، إن تقارير الصحافة العربية فيما يتعلق بالـ 2 مليون دولار التي فقدها حزب الله في تحطم الطائرة في 25 كانون أول/2003 قد نوهت إلى أن هذه الكمية تمثل الإسهام الدوري الذي يتلقاه الحزب من الوطنيين اللبنانيين الأثرياء المقيمين في غينيا، وسيراليون، وليبيريا، وبينين ودول أفريقية أخرى. إن حقيقة كون حزب الله قد أرسل مبعوثاً مباشرة إلى بينين لمواساة أبناء المجتمع اللبناني، يشير إلى الأهمية التي يضعها حزب الله لهذه لتجمعات المغتربة. ويقول الكتاب المذكوران عصابات منظمة من مؤيدي حزب الله قد هاجمت الممتلكات التجارية العائدة للشيعة المحليين والمغتربين اللبنانيين الذين رفضوا الاستجداءات لدعم حزب الله. في الماضي، بدا أن هذه التكتيكات كانت مقتصرة على المنطقة الثلاثية الحدود في أمريكا الجنوبية، حيث تلتقي الأرجنتين، والبرازيل، والبراغوي.

أما الآن، فإن ناشطي حزب الله من أمريكا الجنوبية قد صدروا مثل هذه التكتيكات إلى أفريقيا ويقول ماثيو ليفيتو في كتابه . أن حزب الله يقوم باستثمار أموال كبيرة بالتعامل فيما يدعى (صراع الألماس) في سيراليون، وليبيريا، والكونغو . كما تربط تقارير الاستخبارات البلجيكية كذلك تجارة الألماس الكونغولية بتمويل جماعات إرهابية مختلفة، بمن فيها حزب الله. . يعتمد حزب الله كذلك على مجموعة عريضة من المشروعات الإجرامية؛ التهريب، والاحتيال، وتهريب المخدرات، ومساع للمتاجرة بالألماس في أمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية، والشرق الأوسط، وأماكن أخرى. في الولايات المتحدة، يحقق المسئولون عن تنفيذ القانون في عدة مشروعات إجرامية يشتبه في قيامها بتمويل الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط، بما فيها خدعة طابع الطعام، وسرقة وإعادة خلطات الأطفال، والاحتيال الذي يشتمل على كوبونات البقالة، وإعانات الرفاه الاجتماعي، وبطاقات الاعتماد، وحتى مبيعات لقمصان غير مرخصة. في حالة واحدة واضحة منذ عام 2002، أدين عدة مشتبه بهم باتهامات تضمنت التنسيق لحلقة تهريب داخل الولايات المتحدة، في كل من تشارلوت، وشمال كارولينا، وذلك بهدف مساعدة حزب الله. ويعتقد المسئولون الأمريكيون أن ما يقدر بـ 20 ـ 30 مليون دولار، قد تم استثمارها سنوياً عبر نشاطات كهذه في الولايات المتحدة وتشكل جزءاً أساسياً من الملايين التي أحضرتها الجماعات الإرهابية الشرق أوسطية.


وتقول التقارير الأمريكية أنه في جنوب أمريكا، انخرط ناشطو حزب الله في نطاق واسع من المشروعات الإجرامية، بما فيها ابتزاز على طريقة المافيا من المجتمعات العربية المحلية، وحِيَل استيراد وتصدير معقدة تتضمن تجاراً من الهند وهونج كونج، وشركات صغيرة منخرطة ببعض من الدولارات فحسب، من قيمة العمل الحقيقي ولكنها تساعد في نقل عشرات الآلاف من الدولارات حول العالم. إن المنطقة الثلاثية الحدود هي منطقة ذات أهمية خاصة لحزب الله. وفقاً للكلية الحربية البحرية الأمريكية، فإن الجماعة تستثمر ما يقرب من 10 ملايين دولار كل سنة. ولن تستطرد عن نشاطات أخرى لذلك الحزب.

----------------------------------

تعليق : التقرير لم يسهب في الحديث عن (الخلية الإفريقية) التي تدور بين "حزب الله" و "إيران" والخلية المخابراتية لتجنيد تلاميذ اوغندا والطلاب الافارقة وإرسالهم إلى الاديرة الصفوية او الجامعات الإيرانية لكي يتدربوا ومن ثم يكون نواة لخلايا الاستخبارات االمشتركة بين الجانبين التي تم اكتشاف اخدى افرعها عام 2002 على يد السلطات الاوغندية ، وكذلك عن خلايا جنوب شرق اسيا .

وبالهنا والشفا.

هون ام هونيك ضيعتنا يا زلمي :hmm:


لن اهدر الوقة في قرأت هذا الموضوع.. ولكنني اكتفي بالقول ان ايران تدعم حزب الله وحزب الله بما يمثل هو "مقاومة لبنانية" والمقاومة بما تمثل هي " لبنان بوجه العدو الصهيوني " بالتالي فأنا اعتبر ان هذا الدعم هو دعم وطني بناء ليس كالعدم الأميركي الهدام والفاسد ...