لعلنا لو تأملنا في العلكة وجدنا أنها مظهر طبيعي لشعب يتقن العلك، وله تاريخ مجيد في العلك. ويفهم جيدا الخصائص الخالدة للعلكة، ومدى ملاءمتها لعالم اليوم.

وإن كانت صفة علاك صفة مقيتة يتم تداولها كشتيمة إقصائية، فإنها باتت شتيمة نادرة اليوم، فمن يقول عن آخر إنه (علاك) وهو يمضغ علكة بالكاد يتسع لها فمه؟
وليت علكتنا بقيت خصوصية نتداولها بيننا،فهي الآن دخلت بثنا الفضائي كأفخر ما ينتجه الوطن، فلم يقتصر الأمر على أنواع متعددة، حتى ليخال الآخرون إن الشعب بأكمله يحيا على العلكة، يصحو عليها وينام عليها ويتداوى بها ويتسلى بها ويكافئ بها فلذات الكبد، بل تجاوز الأمر إلى حالة من العلاك الفاضي وأحيانا المصدي، إذ يبدو إنه لا يوجد هناك علاك مليان أو غير مصدي، مع أن معظم العلكة تملأ الفم ، ومعظم العلاكين يشكون من أوداج منفوخة لكثرة اللعي والعلك.
ولعل أكثر أنواع العلك خطورة تلك الوجوه التي تزعم باعا طويلاً في قراءة راهن العالم وتفكيكه عبر آليات وأدوات علك بالغة النشاط، حيث اللعاب يسيل بزخم نهر الأمازون، أو الوجوه التي تستخدم العلك في سبيل رسائل إلى شعوب الأرض. أو الوجوه التي تتنطع للدفاع عن كل تقصير بمزيد من العلك بدعوى أن هذا أدعى للكرامة من أن ننشر غسيلنا الوسخ على حبال الآخرين.
ولأن العلك حالة إنسانية عريقة في بيئتنا خاصة، فلكل علكة إيديولوجية وفلسفة تقودها، وسيعلك الناس طويلا قبل أن تفهم أنهم إنما قامات خالية من كل شيء إلا العلكة!
يقول المثل الدارج هذه الأيام: قل لي ماذا تعلك أقول لك من أنت! وربما قلت لك ما هي جنسيتك حتى لو كنت هندي البشرة.
الغريب في الأمر أن عدد العاملين في مصانع العلكة يتجاوز النصف من مجموع السكان، ومع ذلك نستورد أضعاف الإنتاج المحلي من الخارج.
تأمل يرعاك الله...ولا تنسى حظك من العلكة، ولعل أحدهم يجود علينا (أثناء العلك) بجواز العلك خلال نهار رمضان. قولوا: يا رب!


http://www.jidar.net/jed/modules.php?name=...rticle&sid=1196

والذي نفسي بيده .. لم أر علّاكاً أكثر من كاتب الموضوع :D

:redrose: