اقتباس: "لقد مزقت الحداثه العالم المقدس الذي كان الهيا وطبيعيا في ان,وكان مخلوقا وشفافا امام العقل . لتحل محله عالم العقل والعلمنه والحداثه حين ردت الغايات الاخروية الى عالم لا يستطيع الانسان ان يبلغه , فرضت الانفصال بين ذات هابطه من السماء الى الارض متخذه مظهرا انسانيا , وبين عالم موضوعات تتلاعب به التقنيات .
لقد اطاحت الحداثه بوحدة عالم خلقته الاراده الالهيه , او العقل او التاريخ وحلت محله العقلنه وتحقيق الذات."
الان تورين
"نقد الحداثه"
ان افتقاد ارضيه مشتركه من الثقافه او المعرفه بين الجيل الجديد من " المثقفين " العرب , مؤذي – وان لم يظهر ذلك- ومثبط لكل حوار جاد عن شروط ومبادىء نهضه عربيه جديده –او متجدده-.
وهل لا زال من الممكن استخدام لفظ "عربي " لدلاله على مجموعه من البشر تربطهم اواصر لغويه وثقافيه معينه. ان هذا اللفظ فاقد كل معنى يردد كثيرون هذه الكلمات. بوصف ادق يقال ان عقد الاجتماع العربي منحل! اذا كان من الممكن القول بوجوده-أي العقد- عابرا في التاريخ.,لا.
بمناء عن التنظير المتعالي نقول لا. لان الوقائع واستقراء التاريخ تقول غير ذلك , تقول ان ثمه عوامل -وان كانت سيئه او مسيئه-تعزز لحظيا نظريه العقد العربي المتين.
ان الخيال في الفكر الاجتماعي عامل مهم ومؤسس لكل حركة تغيير او فعل اجتماعي , بمعنى ان الانسان –فرد-بالعاده يركض وراء احلامه , يركض وراء ما يتخيل انه مناسب له . ويكون معاييره هو على اسس احلامه وان شئت قل اهدافه. والجنه كحلم انساني قديم كانت ولا تزال عند البعض الغايه النهائيه -او الحلم – الذي يتحرك المجتمع لاهثا وراءه , معلوم ان هذه الجنه التي يحلم بها الكل اتخذت اشكال عديده في مخيله المجتمعات . من النموذج الافلاطوني لجنه المثل او ارض الشعب اليهودي المختار او الخلاص الابدي المسيحي او الجنه الماديه الاسلاميه.ضلت هذه الجنه تعزز وتمنح الشرعيه لاي فعل على مستوى المجتمع كما فتح المسلمون البلاد من اجل نشر الدعوه هذه الدعوه التي تؤهلهم للفوز بالجنه كذلك غزا الفرنجه ارض المسلمين من اجل تحرير الارض المقدسه التي بها او عليها قام صاحب النعمه والمجد وصاحب الخلاص الابدي السيد المسيح. كذلك يبعث الله اليوم بوش ويمده بالقوه الروحيه ليحرر العراقين المساكين من نير الظلم والعبوديه.
اهم ما يميز نزعه الحداثه اوالنظريات والمذاهب التي ضهرت في اوربا في الاربع قرون الاخيره , اهم فتوحات الحداثه هو انزال الجنه من عند الله الى هنا الى الارض وليحلم المجتمع بجنه هنا قابله للوصول بواسطه العقل والعلوم هنا على الارض .ولتكن هذه الجنه المنشوده غايه كل فعل اجتماعي.تتغير اشكال الجنه ومعانهيا من "نهايه تاريخ"ماركس وهيجل الى "عبثيه " دريدا اليوم.
ان متبني –او مستوردي –فكر الحداثه في المجتمعات غير الحديثه –او التى تتبنى ايدولوجيا لا حداثيه- يغيبون الاصول ويستعملون الادوات , يغيبون الاصول والاشكالات التي قامت عليها الحداثه ويستعملون ادوات الحداثه في تمثيل الاصول واقعيا او اجتماعيا
مثلا نفتتح جامعات مختطله يخرج فيها النظام عن اطار الثقافه السائده , يتشكل على اثره تناقض ذابح في المجتمع وينسىان من الاجدى طرح اشكاليه الذكر والانثى الوجبات والحقوق على الثقافه المعنيه وضروره الخروج بثقافه جديده تتيح التقدم في التحديث او النزوع نحو الجنه على الارض.
وهكذا نضل في حوارات دائريه بين الاصولين الذين يرون الجنه في السماء ومن يرون الجنه في اروبا.
تحياتي.....................................................