خطاب مفتوح
من "مصريون ضد التمييز الدينى"
الى قداسة الحبر الأعظم بنديكتس السادس عشر بابا الفاتيكان
تعقيباً على ما ورد بمحاضرتكم بتاريخ 12/9/2006 يمس الإسلام ونبيه الكريم

سيتم تسليمها بتاريخ الأربعاء 20/9/2006 الى سفار دولة حاضرة الفاتيكان بالقاهرة
عن طريق وفد مكون من أعضاء المجموعة المسلمين والأقباط


قداسة الحبر الأعظم/ بنديكتس السادس عشر بابا الفاتيكان

تحية أخوة فى الإنسانية وفى عبادة الله الواحد الأحد منهل السماحة والمحبة والوئام ،،،

نحن " مصريون ضد التمييز الدينى" مجموعة من المصريين المسلمين والأقباط من خلفيات سياسية وعرقية وإجتماعية مختلفة، إلتقينا تحت هدف واحد نؤمن بسموه ونبله وضرورته للحفاظ بالدرجة الأولى على مستقبل بلدنا الحبيب مصر وبدرجة أشمل على مستقبل البشرية جمعاء. إلتقت قلوبنا وتآلفت أفكارنا وتوحدت جهودنا لمناهضة كل أشكال وصور التمييز الدينى فى مصر لأنه يشطر المجتمع ، ويكرس ثقافة الفرز ثم العزل ثم القطع والبتر الكامل مما يقوض دعائم الوطن ويهدر حقوق المواطنة ويعصف بأسس التعايش والتسامح بين معتنقى الأديان المختلفة التى كانت راسخةً فى ثقافة أمتنا عبرعصور طويلة، ولكنها للأسف أصبحت الآن مهددة من كل حدٍ وصوبٍ بما يموج به عالمنا المعاصر من أطروحات غريبة تمس الأديان فى جوهرها وفى رموزها وتوظف تلك الأديان فى غير القصد الإلهى منها.

إن تصدينا لهذا الملف الحساس والخطير يتم من خلال دعوة نتوجه بها فى الأساس لجميع المصريات والمصريين على إختلاف معتقداتهم الدينية كى يضعوا أيديهم فى أيدينا وينضموا لنا لنكافح التمييز الدينى بين أبناء الوطن الواحد لضمان استقرار مصر وإنقاذ مستقبلها الذى يتربص به ويهدده دعاة التطرف والغلو من كل الديانات والأعراق.

قداسة الحبر الأعظم

لقد وجدنا نفسنا " كمصريون ضد التمييز الدينى" فى قلب الأحداث وردود الأفعال فى مصر وخارجها والتى أثارتها بعض العبارات التى وردت بمحاضرة قداستكم بجامعة ريجينسبورج بألمانيا يوم 12/9/2006 والتى قدمتموها أمام نخبة واسعة الإطلاع تتكون من لفيفٍ من الأستاذة والفلاسفة الأكاديمين بالجامعة وتناولتم فيها فى سياق علمى بصفتكم محاضر أكاديمى سابق بكلية اللاهوت بنفس الجامعة وبنفس القاعة الجامعية، العلاقة بين " الإيمان والعقل والجامعة - ذكريات وتأملات". وقد أشرتم فيها الى انفراد الجامعة بعد إنشائها بوجود كليتين للاهوت بها وهو ما أثار وقتها تساؤل عن جدواها وحتى عن حقيقة وجود الله . وتكمن هذه الجدوى فى محاولة صياغة هذا التساؤل والاجابة عنه باستخدام (العقل) وهو ما كان مقبولاً تداوله بأروقة الجامعة فى حينه من خلال التقليد العلمى المبنى على الإيمان المسيحى.

كل ذلك شأن خاص بقداستكم ولا تعليق منا عليه، أما إختياركم للحوار الذى تم بين الأمبراطور البيزنطى "عمانويل الثانى باليولوجوس" وأحد المثقفين الفرس كمدخل لمناقشة العلاقة بين الإيمان والعقل، فنعتقد إذا سمحتم لنا قداسكتم أن هذ الاختيار قد جانبه الصواب للأسباب التالية:

1- أن إقتباسكم لم يعرض تفاصيل الحوار بما فيها رد المثقف الفارسى بل قدم هذا الاقتباس على أنه خلاصة أو نتيجة نهائية غير قابلة للمناقشة.
2- لم تبدى قداستكم أى تحفظ أو تعليق أو رأى مخالف لما ذكر فى الحوار بما قد يفهم منه أن قداستكم تتبنون أيضاً نفس الرؤية.
3- إن إختيار هذه الحوار والذى تم فى فترة تاريخية كانت مليئة بالصراعات الدموية بين الامبراطوريات والثقافات الموجودة فى ذلك الوقت والتى وظفت العقائد والأديان كأحد العناصر الرئيسية فى تأجيج هذا الصراع، نظراً للتأثير القوى للأديان فى تعبئة وتوجيه مشاعر معتنقيها، مما ألقى بظلاله على طبيعة الحوار والتعبيرات المستخدمة والتى إمتلأت بالرغبة فى التجريح وعدم الرغبة فى فهم الآخر.
4- نتصور أن استحضار هذا الاقتباس من قبل قداستكم كأكبر رمز للكنيسة الكاثوليكية فى العالم، فى هذا الوقت الحالى يجر بكل أصحاب العقائد الى مجادلات لا طائل من ورائها يتبارى فيها كل طرف فى تجريح الآخر، وقد تتطور الأمور الى ما هو أبعد من ذلك منتجاً للكثير من المتاعب والمعاناة والشرور ستعانى منه جميع شعوب الأرض. وهو عكس جوهر دعوة السيد المسيح عليه السلام التى تدعون لها، فهو القائل " طوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون". كما أمر السيد المسيح تابعيه بعدم الأساءة الى الآخرين بل تقديم كل محبة لهم، والبعد عن المساس بمعتقدالتهم وتجريح رموزهم.
5- ونعتقد ونحن نتطلع الى نشر ثقافة التسامح والتفاهم بين العقائد والحضارات أن نتجنب استدعاء المجادلات والأدبيات التى سادت فى تلك الفترة التاريخية التى لن يؤدى استحضارها إلا الى مزيد من الصراع والكراهية بين الشعوب والعقائد وهو عكس مقاصد الله العلى من نشر الخير والمحبة والتسامح والعمار على الأرض.
6- من الخطأ اختزال الاسلام، الديانة السمحة التى يعتنقها حوالى واحد ونصف مليار نسمة، فى رؤية ضيقة ظالمة تجهل أو تتغافل عما قدمه الاسلام من التراث العظيم والقيم الروحية السامية والاتجاهات الفكرية والفقهية والفسلفية التى إحتفت بالعقل والعلم وقدمت الكثير مما أثرى الحضارة الانسانية عامة والأوربية خاصة.
7- كما أن الخبرة التاريخية للتعايش بين أتباع المسيحية والاسلام فى بلدنا مصر أثبتت عل مر التاريخ أن عناصر الوحدة والتسامح والترابط والتفاهم هى فى الأصل مكون أساسى لهذين الدينين وهى التى أرست ورسخت العلاقة القوية والأخوية بين مسلمى مصر وأقباطها وصمدت فى مواجهة كافة المصاعب التى واجهتها وستظل الأساس المتين لمواجهة أى مصاعب أخرى قد تتعرض لها مصر مستقبلاً.

وبناءً على ما طرحناه من ملاحظات، نتوقع من قداستكم إصدار بيان واف يعيد الأمور الى نصابها ويضع أسس تؤكد إحترام الاسلام ورموزه كمدخل ضرورى لحوار موسع بين الثقافات والحضارات والعقائد مبنى على فهم وقبول الآخر فى إطار من المحبة والاحترام.

مصريون ضد التمييز الدينى
القاهرة فى 20/9/2006

منقول

[quote] بيلوز كتب/كتبت
خطاب مفتوح
من "مصريون ضد التمييز الدينى"
(...)
تحية أخوة فى الإنسانية وفى عبادة الله الواحد الأحد

The Only Way to True God and the One and Only True Son of God Jesus Christ؟

God's One and Only Church, the Catholic Church؟

Our Lord Jesus Christ؟

داهية لا يكون قصدهم بوذا :?: