مساء الفل.
إبراهيم العزيز (f)
هذا الموضوع ليس سرداً لأحلام بالمعنى الحرفي. وبالتالي لا علاقة له بتفسير الأحلام في علم النفس..
هذا الموضوع هو "قصة" أنا كتبتها بشكل واعٍ، وعندما كتبت المقدمة هنا، كنت "أستعبط" عندما قلت أنّه لا معنى لما سأقوله،فمن ناحية كنت أقصد أنّ كل كلامي الذي سيعقب المقدمة والذي تناولت فيه الأديان، والبحث عن الحقيقة العلميّة ، وفوضى السياسة ،
كنت أقصد أن كل هذا لا معنى له، سخيف ومضحك. absurd كما يقول كامي ، يمكنك أن تعتبر هذا الموضوع امتداداً لموضوعي "عن الأستاذ"، كما أن موضوع الأستاذ نفسه امتداد لمواضيعي المنشورة في النادي كلها، منذ موضوع "آمن بأي شيء ولن يتحقق" وما يليه.
تحدثت أيضاً - من خلال كل هذا العبث الحياتي - عن جبروت الوحدة الوجوديّة التي يعاني منها الفرد والتي تكلمت عنها أكثر من مرة.. ويمكنك أن تراها في سؤال صبحي للحالم " ازاي بتطنشوا الناس؟ " ، وفي إجابة الحالم له عن الوسيلة المثلى للهروب من قسوة الآخر المتجاهلة . ( تنام، تقرأ ، تلعب رياضة، تدخل الإنترنت وتبحث عن أي شيء..) أشياء نفعلها تقريباً كل يوم على اختلاف معتقداتنا ومذاهبنا، بسبب أنّنا جميعاً نعاني من الوحدة، ونريد أن نبحث عن الإتصال بعد أن هرب منّا المتصلون !، يمكنك أيضاً أن ترى هذه الوحدة في خاضعة التي وضعت الحوضين إلى جانب بعضهما البعض لتضيع ساعات طويلة في البحث عن أفضلهما للحمّام.. لأنّ صبحي نائم، ولأنّ الحالم أيضاً هرب من خاضعة، وهرب صبحي والحالم من بعضهما، وذهب كل شخص يبحث عن نفسه بعيداً عن سلطان الآخر.
ومن ناحية أخرى أيضاً كنت أعرف أن هناك الكثير من المعاني فيما سأكتبه وقد وضحت ذلك في المقدمة أيضاً.
أنت بنفسك استطعت أن ترى "التجميعة اللاهوتيّة" في أحدها.
حاولت أن أجعل الحياة الحقيقيّة تبدو كحلم مبعثر Chaotic ، فهمك للموضوع أنّه فعلاً مجموعة من أضغاث الأحلام أسعدني، وجعلني أشعر أنّ رسالتي هذه قد وصلت.
كونك تحاول أن تجد رابطاً يجمع كل عبثيّة الحياة هذه معاً ، هو محاولة إنسانيّة للبحث عن معنى وهو أيضاً ما أردت أن أوصله. وأيضاً مرة أخرى أرى بعد قراءة تعليقك هذا أنّني استطعت أن أوصل الرسالة جيّداً.
إذن الموضوع ليس أحلاماً يا صديقي، الموضوع هو عين الحياة الحقيقيّة. ويتحدث عنها منذ أول حرف حتى آخر حرف. ثم إنّه لن تكون هناك فائدة من تفسير هذه الأحلام ، لأنّ الحالم أصلاً مات في آخر القصّة ( راجع آخر مشاركة في القصة ).
بالنسبة لكلامك عن كتاب كابرا...
مرة أخرى عندما نتحدث عن الكتب .. أشعر بـ
ومع ذلك، أشعر أنه في يوم من الأيام سيكون علي أن أتحدث عن كتاب كابرا ، وعن كتاب أنثوية العلم ، وعن كتاب نحو شركات خضراء، في ساحة قرأت لك. أشعر أيضاً أنّ ثمة يوم سيأتي وسيكون عليّ أن أتحدث عن ألبير كامي وعن مؤلفاته في ساحة قرأت لك، وأحياناً يتسع شعوري هذا ليشمل سيمون دو بوفوار وسارتر ، وعلاقة كامي بسارتر. لكن هذا اليوم ليس اليوم.. لا أستطيع الحديث عن شيء ببساطة بمجرد ذكر اسم هذا الشيء، خاصة إذا كنت أقدره كثيراً كما هو حالي مع هذه الكتب وهؤلاء المفكرين الذين ذكرتهم. لا بد أن يغلي المرجل وتستوي الأفكار وعندها تتدفق الكلمات دون غصب منّي .. فانتظر معي.. أنا نفسي لا زلت أنتظر اليوم الذي سأتحدث فيه عن كل الأشياء والأشخاص الذين أحبهم.
أراكم بعد حين