هنالك مصطلح شائع قديم " تجار ألحروب " أستخدم لنعت تلك ألفئة من ألناس ألذين نشاطهم و مصالحهم ألإقتصادية مرتبطة بشكل نفعي مباشر بألحرب .. ألمصطلح كان يرمز عادة كما لصغار وكبار تجار ألأسلحة كذا لشركات ومؤسسات إنتاج ألأسلحة وتطويرها ألمستفيدة من سرعة دورة رأس ألمال في هذا ألقطاع وألنسبة ألربحية ( فائض ألقيمة ) ألكبيرة بألغالب وألأستثنائية في حالة ألحرب ، وكذا أحيانا كثيرة ألأجهزة ألحكومية وبيروقراطيتها ألمتشابكة مصالحها مع هؤلاء . وأحيانا أخرى ومؤسسات ألدول ألعاجزة عن تسيير وتأمين سياساتها ومصالحها ألإقتصادية بغير ألقوة ألعسكرية وألإقتصاد ألحربي ، (وهذا غالبا ما يحدث في ألدول ألدكتاتورية نتيجة لتثيبط طاقاتها ألبشرية) . وبألطبع خلف هذا وذاك يجري ألكثير من مرتزقة ألدعاية وألإعلان لترويج ألمنتجات بأفضل ألصور " ألإنسانية " ولتضليل ألجماهير وتجميل وجه ألحرب وأهدافها ألسامية :25:...

في ألعقود ألأخيرة إنتشرت ظاهرة " أمراء ألحرب " وقادة ألعصابات ألمافيوية ألطابع وألميليشيات وألفصائل ألمسلحة ,, وألأمثلة كثيرة على سطح ألكرة ألأرضية ، وأنا بداية لا أريد هنا ألبحث في تفاصيل وأسباب تفاقم هذه ألظاهرة سياسيا وإجتماعيا ولا في ألمبررات ألتي يسوغونها وألشعارات ألتي يسوقونها سواء كانت دينية وطائفية أو قومية ووطنية وأي إيديولوجيات ونظرات مستقبلية أو أحيانا مصالح مناطقية وفئوية آنية ، ولا أربد ألخوض في عدالة أو عدم عدالة ألمطالب أو صدقية أو عدم صدقية ألأهداف ألتي يروجون لتحقيقها . هذا كله يمكن ألمجادلة فيه على ألأمثلة ألمحددة تخصيصا . هنا فقط أطرح ألسؤال :
أمراء ألحرب ، كيف يجبون أرباحهم ؟

أدناه برأيي ستة سبل هي ألأهم ألتي يستخدمها أمراء ألحرب لجني ألأرباح وألفوائد ألذاتية من ألحروب وألبيئة ألإجتماعية ألإقتصادية وألسياسية ألتي ترافقها ، ومن لديه إضافة فليقل .

1. ألمشاركة في أرباح تجار ألحرب ألتقليديين من ألنوع ألمشار إليه أعلاه وتلقي عمولات من صفقات ألأسلحة ومن عملية تهريبها .

2. تلقي ألدعم ألمالي ألمباشر (وألشخصي غالبا لأن تنظيمات ألميليشيات ألعسكرية سرية ولاوجود رسمي لها على ألمستوى ألإقتصادي ) من ألدول والمؤسسات ألتي تستفيد من إثارة ألحروب والقلاقل ألآنية لتنفيذ تكتيكات مخططاتها ألسياسية . بألتأكيد ألقيمة ألفعلية لهذه ألأموال متعلقة بألمساومات ألفاضحة على مدى ألإستفادة ألفعلية للطرفين من هذه الحرب ، أي ليس مجرد عمالة ( أو ما يسمى خيانة ههه) بل على تقييم ألمصالح ألمتبادلة.

3. تبرعات ألعامة من ألجماهير ألمضللة والمغرر بهم من ألإعلام والترويج ألدعائي ألذي تسيره عادة نفس ألموسسات ألتي تقوم بجمع هذه ألتبرعات وتحتفظ لنفسها بالقسم ألأكبر منها بألطبع ..

4. فرض ألأتاوات ( الخاوة ) وأنواع ألجزية على ألمواطنين وألنشاطات الإقتصادية في المناطق ألتي تسيطر عليها ألميليشيات المسلحة بدعوى حماية هؤلاء ألسكان ومصالحهم ولتنفيذ أهدافهم المزعومة . ( ومن لا يريد هذه ألأهداف فهو خائن لأهله ههه ) .

5. غنائم ألسرقات والجرائم ألكبيرة والصغيرة ( ألصغيرة ليس بمعنى ألتقليل من فظاعتها أو حتى من قيمة ألأرباح ألتي تأتي بها ـ فرغم أنها تبدو كعمليات فردية متفرقة فإنها تتخذ شكل ظاهرة في ساحات ألنزاع وألحروب).. وللتوضيح أكثر بألأمثلة : ألكبيرة على شاكلة مايقوم به ألقراصنة ألصوماليون وهم بعض أمراء ألحرب ألسابقين ، أو على شاكلة سرقة بنك إنترا أللبناني وغير ذلك من ألفضائح التاريخية ، و"ألصغيرة " على شاكلة جرائم خطف وتعذيب أو تهجير ألأفراد وألعوائل وطلب ألفدية / كما حدث بأشكال مأساوية أبان حرب (ألمكاولة) بشعاراتها الطائفية ألتحريرية في ألعراق في ألأعوام ألقليلة ألماضية .

6. أمراء ألحرب ليس بدون ثمن طبعا يشاركون شخصيا في ألترويج ألإعلامي ألدعائي كمصدر أولي معتمد للأخبار ألساخنة .. فهل تعتقدون أن فلان يظهر على قناة ألجزيرة بمدة ساعة ولا يقبض أجرا بينما دقيقة ألأعلان ألتجاري على ألفضائية تساوي عشرات آلاف ألدولارات .

ألفضح ألشفاف والكامل لمصادر تمويل وأرباح أمراء ألحرب ووضع حياتهم ومصروفاتهم ألشخصية تحت ألمجهر خطوة هامة لتجفيف منابع ألإرهاب وألحروب ، ولفتح أعين ألجماهير ألمخدوعة بألشعارات ألبراقة وألأوهام .

أرجو من ألزملاء أن يغنوا ألموضوع بألإضافات وألتحليل وألأمثلة .

تحياتي
:redrose:

لا أدري لماذ تجاهل ألزملاء ألموضوع ( وكأنه لا يرتبط بواقعنا ألحي ) ، ولكني نسيت أن أضيف فيه نقطتين هامتين تكملان ألجواب على ألسؤال ألمطروح :


7. في كثير من ألحالات أمراء ألحرب يشاركون في تجارة وتهريب وترويج ألمخدرات بالمساهمة ودعم عصابات ألمافيا ألمختصة بذلك ( وهذا ما كان يجري عندنا في ألعراق من قبل تنظيمات ألقاعدة أو ألميليشيات ألطائفية ألشيعية ألمدعومة من إيران ) ، وألأغرب أن أمراء ألحرب من ذوي ألإيديولوجيا ألدينية لا يتوانون أحيانا عن ألمشاركة حتى مع مافيات ألدعارة .

8.في مناطق سيطرة ميليشياتهم فإن أمراء ألحرب ليس فقط يجبون ألأتاوات وألجزية كما جاء في ألفقرة 4 أعلاه ، بل يمارسون ألنشاط ألإقتصادي وألتجاري ألمباشر ولكن بشكل إحتكاري مستعملين ألعنف وألقوة ألمافيوبة ضد من ينافسهم . وبذلك يتلاعبون بقوت ألجماهير ومواد ألعيش ألإستهلاكية ألضرورية ويجبرون ألسكان على ألخضوع لهم . ( في ألعراق وإلى أمد قريب كانت أسعار ألوقود ألغاز وألنفط تحت سيطرة تامة من أصحاب ألميليشيات وأزلامهم ألفاسدين في أجهزة ألدولة . ولا أعتقد أن تجارة ألأنفاق في غزة بعيدة عن هذا ألمنوال ) .

مع تحياتي

أخي ماجد ، موضوعك طيب و جيد و دسم ، لكنه لا يحمل جديدا ، لان الفكرة التي تطرحها متفق عليها من قبل الجميع .
:yes:
و لا باس ، بتذكير من نسي هذه الفكرة على كل حال .

تحياتي .


:Asmurf:

من واقع التجربة اللبنانية ابان الحرب الاهلية فان أمراء الحرب هم طبقة امر واقع شبه حاكمة تنشأ في المجتمع و تحل محل الطبقة السياسية التقليدية في كثير من المجالات و تسيطر على مفاصل المجتمع مما يدر عليها عائدات و امتيازات و مصالح...
طبعا في دولنا المتخلفة, الطبقة السياسية التقليدية تلعب نفس الدور الذي يلعبه امراء الحروب, لكن بدون حروب, و يمكن ان نسميهم (امراء السلام), لكن الفرق يكمن ان سيطرتهم على موارد المجتمع محمية بغطاء قانوني و شرعي و مؤسساتي... (كمثال بندر بن سلطان و باقي الامراء النافذين و نسبتهم المئوية من صفقات التسلح السعودية),
اما امراء الحرب فتكون سيطرتهم تدريجية و تختلف من ظرف لاخر و تعتمد على مجريات الحروب التي نموا ضمنها...

في لبنان مثلا و ما ان انتهت الحرب تحول معظم امراء الحرب الى طبقة سياسية حاكمة و تابعوا حكمهم للبلاد و حافظوا في كثير من الاحيان على مكتسباتهم الاقتصادية و المالية, و قد حافظت تلك الطبقة بعد خروج الشريك السوري على تلك الامتيازات اما عبر تبديل الولاءات السريع او اعتمادا على القاعدة الطائفية...