بإنتظار القرار ...
بإنتظار القرار..
تخلى المبعوثون الوزراء العرب في جلسة مجلس الأمن , عن زيهم التقليدي , و أكتسوا بملابس أوربيه حديثه ليبدوا عمليين و منفتحين و حتى لا يظهروا بمظهر الضعيف "أرتدوا" ملامح متجهمه عابسه تعبيرا عن الجدية و الإقدام , و حاول عمرو موسى أن يبين إمتعاضه من الشديد من جلسته الملاصقة للمندوب الإسرائيلي , و لمزيد من الإمتعاض بدأ يمط "شفافه" الى الأمام بشدة عندما بدأ المندوب الإسرائيلي يتحدث عن حق إسرائيل و مدى الظلم الذي يقع عليها من حزب الله ,قمة الدراما كانت عندما ترك عمرو موسى كرسية و خرج من القاعة و المندوب الإسرائيلي لم ينه "وصلته" بعد , تبرم عمرو موسى المبالغ فيه و الذي يمكن أن نقرأ فيه حوارا مع الكاميرات , يشبه كثيرا مظاهرات الشجب العربية التي تنطلق بشكل "عفوي" كل يوم جمعة بعد الصلاة.
وزير الخارجية القطري صاحب الجثة الضخمة , بدا كلاعب قلب الهجوم , و هو العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن , و بين يديه إجماع عربي و دعم روسي , و فوق كل ذلك لديه شحنة عاطفية عارمة خلفتها دموع السنيورة , و يأمل في توظيف كل ذلك ليقنع أصحاب القرار في تغيير أو تخفيف لهجة مشروع القرار الذي" ينظر بأكثر من عين عطف الى دولة إسرائيل",و تدعم موقف المندوب القطري بإجماع لبناني "عز نظيره" حول إرسال قوة مؤلفة من خمسة عشر ألف جندي الى الجنوب و هذا العدد يماثل "بالصدفة" عدد الصواريخ التي تعتقد إسرائيل أن حزب الله يمتلكها ,الوزير القطري سيلقي كل هذه الأوراق دفعة واحدة في المفاوضات التي تجر ي في مقر إقامته , ليخلق شيئا من "الصدمة و الرعب" في الجانب الآخر .
قال اللبنانيون عن قرار إرسال الجيش الى الجنوب بأنه تاريخي , و هو الذي عقدت من أجله جلسات طوال من مباحثات الحوار الوطني بدون جدوى ,لم يتخذ هذا القرار في دراة رئيس الوزراء كما قيل و لكنه أتخذ في ملجأ محصن ضد القنابل الذكية في مكان ما من بيروت حيث يقيم حسن نصر الله ,لن يسيل لعاب الكثيرين لهذا القرار التاريخي , لأنه لا يمثل الحد الأدنى لما يطالبون به ,و لكنه قرار مفيد للدولة اللبنانيه , بحصولها على إقرار بحقها بالتواجد في كل الأراض اللبنانيه .
الكابوس الأمني الذي يسيطر على إسرائيل يجعل مسؤليها يسيرون نهارا و على عيونهم مناظير ليلة , لن تعجبهم بالتأكيد فكرة إحتلال جيش لبناني مواقع حزب الله في الجنوب , لأنهم و إنطلاقا من ذلك الهاجس , لا يثقون بأن فكرة مثل هذه قابلة للتطبيق بشكل جيد ,و لا يثقون بقدرة الجيش اللبناني ضعيف الخبرة و التسليح على ردع مقاتلي حزب الله , أما الأمر الذي سيرفع مؤشر الحساسية الأمنية لدى إسرائيل فهو "تركيبة" ذلك الجيش الذي يشبه تركيبة المجتمع اللبناني المكون من أغلبية شيعية ,و ما تقوم به إسرائيل حاليا أبعاد الشيعة عن الجنوب بمن فيهم المدنيين , ولأنها تعتقد أن حزب الله هو حالة شيعية في المقام الأول , و قد عبرت عن هذه الفكرة بوضوح عن طريق ضرب الأهداف المنتقاة بحساسية طائفية عاليه المستوى . و ما قاله أولمرت حول القرار اللبناني لا يعني قبولا إسرائيليا بقدر ما يعني حقن الأمر بمزيد من النخدر الموضعي ليسير الشوط الى النقطة التي تريدها إسرائيل.و قد ترافق تصريح ألمرت بتصريح بيرتس وزير الدفاع بأن جيشيه "جاهز" لعبور الحدود حتى الليطاني .
ربما سيروق للجانب الأمريكي أن يعلو صوت الرفض من الجانب الإسرائيلي , و قد ظهر للعالم أن "الرافضي" الأول هو أمريكا ,و هذا ما سيجعل صورتها تلمع قليلا أمام بقية أعضاء مجلس الأمن و لعلها تجد فرصة في طرد "القرد" الذي يقف على أكتافها ليقف على الكتف الإسرائيلي , و لكن إسرائيل التي تتقن سياسة "التمساح", لديها ما يكفي ما يكفي من الرصيد , لحمل مجلس الأمن على توظيف "دوبرمان" يقوم بحراسة جبهتها الشمالية , معتمدة على سخط رسمي عام من أيران الذي يغذي حزب الله بالنظريات و الأسلحلة , و موقف مشابهة من حزب الله الذي يمثل حالة إستعصاء في وجه الدولة اللبنانية , و إصدار قرار يكرر ما ورد في 1559 بعبارات أكثر حزما مع ايجاد توليفة عسكرية يشارك فيها الجيش الللبناني و اليونيفيل و إظهار أكثر من عين حمراء لحزب الله لن يكون صعب المنال .
من المنتظر أن يستجيب مجلس الأمن لوزير الخارجية القطري و رفاقة و قد يعدل القرار لصالح لبنان "الدولة",و هو بمجمله لصالح إسرائيل , أما حزب الله فلا بواكي له.
|